عرض مشاركة واحدة
قديم 07-21-2010, 10:33 PM   #10
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

لازلنا نسوق بعض ماعرضه مؤرخو حضرموت وكتابها من مشاهد التغير الذي لحق بخارطة التركيب الاجتماعي للأنسان والأرض الحضرمية في إطار السياسات الجديدة للقوى القبلية المتنفذه المنتقلة إلى حضرموت ، خاصة في الدور الصوفي بحسب تقسيم الأستاذ كرامة سليمان بامؤمن في كتابه " الفكر والمجتمع في حضرموت " وفي هذا الجزء نستطيع أن نعرض بعض التغيرات في المواقع و الأمكنة وبناء القرى والحصون والمدن وتغير أسمائها وطرد أصحاب الشوكة فيها أو ممارسة ضغوط عليهم ولو بإختصار شديد ، والغرض من ذلك التدليل على صحة التغير الذي قد سبق أن جعلناه عنوانا للحلقة الثامنة كما تقدم ذكره 0
فأقتضت طبيعة الحروب القبلية والتحالفات والنفوذ القبلي للقبائل الناقلة والروحي للمناصب من آل باعلوي وبعض مشائخ عرفوا بالتصوف في مساعدتهم سلاطين آل كثير أثناء تأسيس السلطنة الكثيرية الأولى بعد ان بدأت طموحاتهم لخوض التجربة في حكم حضرموت فعضدوهم بالدعاية تارة والمساعة المالية والعسكرية في أدوار أخرى حين عادت السلطنة مرة اخرى على يد السلطان غالب بن محسن الكثيري 0

لنأخذ مثال ذكره محمد بن هاشم في كتابه تاريخ الدولة الكثيرية ، من بور التي كانت صاحبة النفوذ فيها قبيلة ( آل بانجار ) الذين أستعصوا فترة على آل كثير قال محمد بن هاشم (وكادت قرى السرير (أو السليل) كلها تصبح تحت النفوذ الكثيري لولا أن بور - وهي تعد من أمهات قرى السرير يومئذ- أبت أن ترضخ لما رضخت له أخواتها من السلطة الكثيرية. واستمرت المفاوضات السلمية بين الطرفين بوساطة وبغير وساطة جارية بدون انقطاع.. ولكنها كلها انتهت بالفشل لأن قبيلة آل بانجار وهي القبيلة المثلى ببور لم ترد إلا أن تفضل المقاومة على الخنوع والتسليم0000 )
وقد يأتي دور المناصب في إقناع طرف ممتنع أو تسهيل لمد النفوذ الكثيري بواسطة القوى الروحية كما في هذا المثال الذي يعرضه لنا محمد بن هاشم ايضا : قال في ترجمة السلطان جعفر بن عبد الله بن علي بن عمر. قال ( نشأ بعيداً عن المشاغبات السياسية مشتغلاً بالتجارة ومتصلاً برجال الفضل والصلاح وناظراً من كثب إلى المجريات السياسية التي تتناوب عشيرته وكان المتصلون به من رجال السادة العلويين كثيرا ما كانوا ينشطونه إلى القيام بنصرة قومه والتصدي لنيل السلطنة لما يعلمونه فيه من الرأي الثاقب والورع الحاجز وقد ضمه يوماً في حوطة الشيخة سلطانة مجلس وهو الشيخ عمر المحضار بن الشيخ عبد الرحمن السقاف العلوي فاقترح هذا على السلطان جعفر أن يكون سلطاناً في بلد بور المستعصية وأكد له الإمام المذكور أن واليها قد تعب من ولايتها وأنه أي الإمام يستطيع أن يقنعه بالتنازل عن الولاية لجعفر وكان الأمر كذلك ففي يوم الجمة التالي ذهب السلطان جعفر إلى بور وتولاها صفواً عفواً.) أنتهى كلامه
وللحديث بقية
  رد مع اقتباس