منذ منتصف القرن الهجري الماضي وخلال سبعة عقود مضت تطورت اصوات واغاني الحان الدان الحضرمي من الحان كانت تسمى ( اصوات الجمالة ) والمنتشرة بين الجمالة من ابناء حواضر حضرموت ، حيث كانت تعد تلك الالحان ضربا من ضروب الحدا ، وفي خلال تلك الفترة ظهر شعراء نظموا اشعارا جميلة صاغوها على الحان هذا الفن الذي عرف بالدان الحدري نسبة الى المنطقة الواقعة بين شبام وتريم . ومن ابرز هؤلاءك الشعراء الذين سجلتهم الذاكرة الأدبية في حضرموت وعدوا روادا كبار في شعر الدان :
عايض بلوعل ( توفى سنة 1360هـ) وعبد بن عامر ( توفى سنة 1360 هـ) وسالم بن شيخ السقاف ( توفى سنة 1368هـ ) وسالم عبدالقادر العيدروس ( توفى سنة 1387هـ ) وحداد بن حسن الكاف ( توفى سنة 1390 ) ومستور حمادي ( توفى سنة 1395هـ ) وعلي عبدالله التوي ( توفى سنة 1395هـ ) وسليمان ابن عون ( توفى سنة1395هـ ) وخميس سالم كندي ( توفى سنة 1412هـ ) والشاعر محمد بن ناصر القعيطي ( توفى سنة 1416هـ ) .... وهناك شعراء آخرون يضيق الوقت والمجال في حصر اسماءهم .
ولكن لايختلف إثنان على أن الشاعر عايض بلوعل هو حامل لواء شعراء الدان الحضرمي في العصر الحديث ويكفيه قوله :
ذا خرج فصل والثاني لاجات زله= من ضنينك رمى قلبك بها وانته غافل
لاتعامله بالزلات خله= غض واصفح وقله ياضنيني كفانا حسبك الله
كان شاعرنا محمد بن ناصر القعيطي حريصا على لقاء الشاعر عايض بلوعل لما لهذا الشاعر من مكانة مميزة عند محبي شعراء الدان ، ومن ضمن السمرات التي كانت تعقد في بيت الشاعر محمد بن ناصر القعيطي هذه السمرة المميزة جمعت الشاعر عايض بلوعل والمغني عبيد حنكيل ، ربما كانت تلك السمرة في اجواء عام 1360هـ . وقد بدأ الشاعر محمد بن ناصر القعيطي الفصل وقال :
ذا فصل والثاني بدى الشاعر= باالواحد المعبود لي يعلم
بأحوالنا لي هي على الخاطر=ساله يواري ما انكشف يعناه
يستر علي من قبل كشف الحال=
قال عايض بلوعل :
ياكم وكم قد قال بوناصر= بلسان رسم القوم يتكلم
والفايده ما تبغى الخاسر=كل عود بايرجع الى محناه
خاطري عاده ما سكن والبال=
قال محمد بن ناصر:
ياحي زام البندق الثائر= ايام كمن جيد يتقدم
عالحروبه تلحقه عاثر= يندر في الميدان ما تشناه
يستل من المقتول والقتال=
قال عايض بلوعل:
هات في لسان الحال باخابر= وافرض صلاتك انت باتسلم
واسسوا لعابر= ان شي خبر مااليوم مااحلاه
يفرح ذا السوق والدلال=
قال محمد بن ناصر:
كنا نقول ذا السيف ذا باتر= لما اتقلم وافتل وانقسم
واصبح جديده بافتي فاتر= نسيوه وانته ماعذر تنساه
وامسى مع اهل السوق والأنذال=
قال عايض بلوعل:
خيّل مخيله واسبل الماطر= من فوق وادي خبأ دلهم
هاجسي يتخبر ونا صابر= حاشا على الله لي خلق منشاه
يمسخه من دون النشر والمال=
قال محمد بن ناصر
كثرت ذنوب الناس ياساتر= لما الشيطان يتهذرم
اخرجهم الله من وطن عامر= باعوا بلاقيمه ولا تشفاه
ما هو على الخاطر ولا على البال=
دايم نقول الشهر ذا سامر=لما غرب على الناس وانهجم
لما شرق وسط الناس زاهر= بين الكواكب عاينو مبداه
يسري بضوه لي نهب لدقال=
قال عايض بلوعل:
دار الفلك والوقت ذا داير= قع سمط واسمع كل ما ترنم
ينعى سوالف تقبع الناظر= من بعدها بشر بنجم الجاه
قالوا الحيل تضوي على الحيال=
.