عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2011, 03:03 PM   #1
باشراحيل
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه

افتراضي خصائص الحب والعشق عند المحضار (1)

خصائص الحب والعشق عند المحضار (1)


رياض عوض باشراحيل



الحب هو نبض القلوب ، وإحساس جميل ، وتبادل شعور مشترك بين طرفين . انه اللحن الجميل الذي تصغي لأنغامه أوتار القلوب ونبضاتها فيكون به عزاء المحروم وراحة المكلوم .. الحب أطياف من المشاعر المتقاربة والمتشابهة والمترابطة ترابطا عضويا في النفس الإنسانية ، ويربط هذا الحب برباطه المتين بين المحب والمحبوبة أو العاشق والمعشوقة .. ومن خصائص الحب انه يستولى على الوجدان والقلوب ، فالإنسان العاشق لا يحب أي كان بل يصطفي محبوبته عن بقية الفتيات ليمنحها أحاسيسه ويبثها لواعج قلبه وعواطفه وغرامه كما لو كانت هي الوحيدة في الكون بإمكانها أن تفي بمتطلبات هواه واحتياجات رغباته دون غيرها فتمنحه الهناء والفرح والسعادة ..
فالعاشق عند دوام عشقه يضرب صفحا عن مفاتن النساء ومحاسنهن ، ولا يعيرهن كثيرا من الاهتمام العاطفي أو الحماسة الغرامية بسبب شعوره بالاكتفاء بحبيبته التي تملأ عليه وجدانه ومشاعره ، وكذلك الأمر عند المحبوبة ....

أنا من أجل واحد .. تجنبت العرب وبقيت وحـدي
وحبيت التباعــد .. ولا فكرت قط وش عـاد بعـدي
عطيته قسم زايد .. وغـيــره يـقـبـل الزايـد إذا زاد
عــاد الهوى عاد .. عــاد الحبيـــب الأولـي عـــاد

تقابلنــا وواعــد .. وأوعد باللقـاء وأوفـى بـوعــدي
وصافحنا وعاهد .. على كلمــة وأنا جددت عهـدي
وكان الله شاهد .. وغيــر الله ماحد نـــاس شُهـــــاد
عاد الهوى عاد .. عـــاد الحبيـــب الأولـي عــــــاد

بغيته للشدايــد .. إذا حــان السفــر ورفعـت شـدّي
بغيته لي مساعد .. إذا غــربــت عليّ أيـام سعـدي
وعاندنا المعاند .. وكــم قاسيت من تعذيب وعنــاد
عاد الهوى عاد .. عـــاد الحـبـيــب الأولـي عــــاد


إن صفات الحب وخصائصه التي اشرنا إليها سابقا هي أولا : "الاصطفاء" ، وثانيا : "الاكتفاء" .. أي أن المحب في الخاصية الأولى يصطفي محبوبته ليمنحها عواطفه وأحاسيسه لأنها الوحيدة يرى أنها تستطيع أن تمنحه البهجة والسعادة في الحياة ، والخاصية الثانية شعور المحب العاشق بالاكتفاء بحبيبته مما يجعله أن يتجنب الناس لأنه يرى أن لا حاجة له بهم ، فهو يعيش وحيدا وهو في حقيقته يرى أنه ليس وحيدا لأن معشوقته وحدها تحل محل كل الناس وتشغل عليه فراغ حياته كله وتملأ مشاعره بشرا وسعادة لا يعثر عليها عند أحد سواها ، فلاسعة في وجدانه لغيرها ولا مجال لسواها .. وهذا ما عبر عنه العاشق الشاعر حسين المحضار- يرحمه الله – بواقعية وصدق العاشق الحصيف النبيل الذي امتلأ قلبه حبا صادقا فقال :

أنا من أجل واحد .. تجنبت العرب وبقيت وحـدي
وحبيت التباعــد .. ولا فكرت قط وش عـاد بعـدي
عطيته قسم زايد .. وغـيــره يـقـبـل الزايـد إذا زاد
عــاد الهوى عاد .. عــاد الحبيـــب الأولـي عـــاد


قول الشاعر : (( أنا من أجل واحد )) هنا هو الاصطفاء والتحديد والاختيار للمحبوبة ، وقوله : (( تجنبت العرب وبقيت وحدي )) يتجلى الاكتفاء والامتلاء والتشبع بعواطف المحبة معها . ويؤكد الشاعر الاكتفاء بمعشوقته في الرخاء والشدة ، والسعادة والشقاء ، والحل والترحال .. فالمعشوق هو مصدر السعادة والمساعد الوحيد عند غروب شمس السعادة عن سماء العاشق ..

بغيته للشدايــد .. إذا حــان السفــر ورفعـت شـدّي
بغيته لي مساعد .. إذا غــربــت عليّ أيـام سعـدي
وعاندنا المعاند .. وكــم قاسيت من تعذيب وعنــاد
عاد الهوى عاد .. عـــاد الحـبـيــب الأولـي عــــاد


(( وللموضوع بقية...... ))

إضاءة : { المرأة الفاضلة صندوق مجوهرات يكشف كل يوم عن جوهرة جديدة }



عبدالمجيد عبدالله : عاد الهوى عاد
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس