عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2013, 09:10 AM   #38
يماني وشامخ كياني
حال قيادي
 
الصورة الرمزية يماني وشامخ كياني

افتراضي البيـــض.. العَودَة مِنْ بَوابَة الخُـــــــرُوج



البيـــض.. العَودَة مِنْ بَوابَة الخُـــــــرُوج


الخميس - 07 فبراير 2013 - 16:02 KSA
كتب / عبدالخالق النقيب


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

• هي بالنسبة للسيد البيض فرصة تاريخية بكل المقاييس ومن الفرص التي يأتي بها الزمان مرة واحدة فقط، لابد أنه الآن ممتلئ بنشوة اللحظة، لذا فهو يصد أية فكرة لا تروقه، يعترض لقاءات القاهرة ويفرك بالرفاق مرات عدة، فيما يبدو أن الرجل يحدِّث نفسه بأن الشعب في الجنوب يناضل ويقدِّم التضحيات في سبيل أن يعود، يستعذب فكرة أن يرفع الشعب صوره كزعيم، وكيف أنها تعود إلى الواجهة، لابد أنه يستعذبها كثيراً ويطرب لها بشدة كلما تذكّر أنها تُرفع في وقت تسقط الشعوب صور زعامات حكمت لعقود.

• لا شك أن الأمر يدفعه للتغزُّل بمراسيم تنصيبه كرئيس عائد من المنفى بإرادة شعبه ليحكم من جديد، أظنه لم ينتقِ من مفردات ثورات الشعوب المنتفضة سوى روح التمرد ورغبة الناس في استرداد ما يعتقدون أنه قد سُلب منهم، معها يكتشف أنه الأوفر حظاً يضخ عقله بعودة العلم الملكي لليبيا وعلم الانتداب الفرنسي الذي يتشبث السوريون بعودته هو الآخر، لقد منحه انفصال جنوب السودان ثقة إضافية كلما اضطر للمقارنة أو المقاربة وهو يتحدث عن الانفصال وفك الارتباط وكلما دعته الحاجة لتبرير المسمى الجديد لدولة الجنوب العربي .

• إنه الآن يعود من البوابة التي خرج منها، حتى اللحظة لم يتحرر من حالات الانفعال والنزق.. إنها تطغى عليه وينجر لقرارات تأخذ طابع المجازفة، كعادته يقع في الفخ الذي ينصبه لنفسه في كل مرة، كلما توغل في تعنته وخاض تحالفات خارجية مشبوهة ـ تعكر صفو النضال الشعبي السلمي وارتفع صوت الماضي، الماضي بكل التفاصيل والتيارات التي تدعو إلى القلق وتعيد منطق الزمرة والطغمة لنعيشها من جديد.

• خطر لي لو أن السيد البيض اتعظ من الماضي بما يؤَمن له الفرصة التي ترتمي بين يديه، وتفتح له ذراعيها من أوسع أبواب التاريخ بعدئذ خرج من أضيق الأبواب ـ كما قيل ـ في حرب 94م، ولو أنه عمل بذات الوتيرة التي سبقت العام 90م وعاد لإرساء دعائم الحلم الكبير الذي تغنى به وساقه إلى الإصرار على وحدة اندماجية لكان نجح في اقتناص اللحظة وحقق لذاته مجداً وطنياً فريداً لم يتمكن أحد من صنعه.. فثمة أمل يلوح في الأفق وبإمكانه إيقاظ الحلم وتقويم اعوجاجه وترسيخ قيمه على أسس تتفادى كل دروس الماضي..

لعمري..! أنه بذلك سيكسب الرهان خاطفاً الأضواء عن علي صالح وغيره من الرفاق، فقط عليه أن يتخلى عن هوس السلطة ويلتحم بأبناء الشعب.

متى سنؤمن بفكرة التاريخ ونحظى بقادة يلهثون خلف قيمه ومعانيه السرمدية وهم يصنعون اسماً يخلده الزمن بمعدن من ذهب..؟!!
  رد مع اقتباس