عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2013, 10:43 AM   #3
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخ القبايل. [ مشاهدة المشاركة ]
تأسيس طرائق الري بماء السيول في شبام .

قبل حوالي مئتي عام . في وقت كانت شبام في أوج ازدهارها التجاري , طرح الشيخ : سالم بن أحمد باذيب ( العدل ) رحمه الله , على أعيان وتجار شبام : فكرة تنظيم تدفق السيول الى شبام من اجل استغلال المياه وحماية المدينة التي تتقرفص في قلب المجرى .
ولما لم يصغ لفكرته أحد , قرر أن يبدأ بتنفيذ المشروع بنفسه ,
من أجل المال اللازم باع كثيرا من أراضيه ونخله وجهز قافلة من البنائين والعمال واتجه بهم شمال غرب شبام نحو الهضاب والوديان الاعلى . يتتبع مواضع المطر الغزير ليتمكن من توجيه مجاريه نحو المدينة ما استطاع .
وفعلا : بعض الاتجاهات للماء صده بأبنية بسيطة في اعلى الجول ليحرف مساره نحو مساقط محدده ومضي يجهز مجاريه متجها الى الشرق حتى جعله يجتمع غزيرا في الوادي بين الحمة وخشامر قبيل شبام واراضيها .
وابتنى هناك السد المعروف بالموزع .
وهو سد مبني من الحجارة المتماسكة بالنورة والرماد .. يتدرج ارتفاعه من الجنوب الى الشمال منخفضا .. ثم يكتمل السد بتل طيني ( سوم ) الى فم الساقية .
عندما رأى الاغنياء ان فكرة المشروع جلية النفع ، شاركوا الآن فيه .. وسمى لهم العدل مخارج في السد بأسمائهم . تكريما .
تخطيط الساقية اعتمد على عدالة توزيع الماء بسقيا الاراضي المرتفعة قبل المنخفضة . فكانت فكرة المضالع في نهايات اطراف الساقية , والتي تحبس الماء في الساقية وترفع منسوبه - دون ان تشرب الاراضي - حتى اذا بلغ الارتفاع مستوى معين بدأوا في سقيا الجروب المرتفعة .. الى الغرب .. فإذا امتلأت . يتم سد المنفذ اليها .. ليفتحو منافذ اخرى لاراض لم تشرب . ويربد المنفذ ( البد ) لكي لاينحسر منسوب الماء عمن شرب .
للساقيه عدة نهايات .. منها البد الحاكم .. ويبقى مفتوحا .. لانه يسقي النخل شرق شبام دون خشية على منسوب الماء هناك .. ومضلعة شقية والاخيرة كانت تغلق فاذا شرب الجميع يفتحونها ليهدر الماء الى الوادي .
انتفع أهل شبام من المشروع تماما وكرموا مهندسهم وتضحياته فلقبوه بالعدل .
(( دقة التواريخ والتفاصيل والمعلومات المفيدة نريدها من اخواننا الكرام الذين لديهم معلومات عن الموضوع ))


رحم الله الشيخ سالم بن أحمد باذيب مهندس الري الذي حفل التاريخ بإبداعاته في تقسيم مياه السول على قنوات الري بعدل وإنصاف للمستفيدين منها من أهالي مدينة شبام ، وغير بعيد عن أهل شبام أهل الأصالة والعراقة والتراث والفن والغبداع الذي لم ينقطع عنها في حضرموت في سائر الأزمان ،حاراتها العتيقة وبيوتها وبيوتها الأصيلة التي تمتد في جذور التاريخ ،ومن نظر إلى الجروب التي تقع شمال المدينة وغربها وشرقها لعرف كيف يتم تصريف مياه السول بطريقة هندسية رائعة في غاية الإبداع والإتقان .وبالمناسبة أتذكر أن أحد الزملاء من أبناء المدينة اصطحبني مرة في أحد مواسم السيول وكنت بمثابة الصحفي وهو يرد على اسئلتي عن شبكة تصريف المياه بقوانين فيزيائية رياضية تستحق اغبطة والتقدير من صناع مهرة عاشوا في المدينة وكانت لهم هذه الأفكار النيرة .
موضوع طيب وممتاز شكراً لأخينا شيخ القبائل نأمل استمراركم في المشاركة والله الموفق .
  رد مع اقتباس