[حد من الوادي]

حضرموت.. لعل القادم شراً مستطيراً

حضرموت الغد / ماجد الداعري:

تعيش مدينة سيئون وضواحيها بحضرموت حالة رعب غير مسبوق،بعد ان أفاقوا امس الاول على هول جريمة لم تشهد حضرموت مثيل لها طوال تاريخها الحضاري المدني الضارب في جذور الأصالة والسلمية والتعايش.

جريمة ذبح واعدام 14 جندي يمني بتلك الطريقة الوحشية، دقت ناقوص الخطر في قلب كل حضرمي بصورة خاصة وكل يمني بشكل عام، وكشفت النقاب عن فترة وحشية عصيبة بدأت ملامح وجهها الدموي القبيح، تتكشف للحضارم رويدا رويدا ويوما بعد يوم، وفي ظل تواصل الحشود والتعزيزات العسكرية الى المدينة تباعا، استعدادا لحرب تدميرية عبثية ضد عدو لايستقر له مقام ولايعرف له هدفا معلوما.
وبالتالي فإن من المؤكد أن حربا كهذه لن تكون سوى حربا على اهل المدينة أنفسهم بطريقة وبأخرى، لايصال رسائل سياسية “مشفرة” من ممولي وداعمي ومستثمري تلك الحروب والصراعات التدميرية التي تم الاعداد مسبقا وبصورة جيدة لسيناريوهاتها التدميرية كنوع من تبادل الرسائل السياسية بين قوى الصراع والنفوذ في اليمن لضمان كل منها بقاء واستمرار مصالحها الغير مشروعة في حضرموت التي ترفد الموازنة العامة للدولة اليمنية بأكثر من 73 بالمائة سنويا وحتى يتذوق اهلها نوعا من مرارة التشريد والتهجير القسري الذي ذاقه أخوانهم بأبين وشبوه والضالع وعمران وقبلهم صعدة وجاراتها، تحقيقا لمبدأ المساواة في القهر والظلم والاذلال بين أبناء اليمن،بغية تعميق الوحدة اليمنية وترسيخ جذورها الاتحادية المقبلة.وفق اعتقاداتهم الوطنية الرخيصة.

كل المؤشرات والسيناريوهات المخيمة على “المدينة الغناء”،لاتنبؤ بخير ولاتدل على سلام مقبل على أبناء المدينة اللذين ينتظرون منذ فترة طويلة اشراق شمس العدالة والانصاف بعد تجرعهم لويلات الظلم والاقصاء منذ عقودا طويلة،بدءا بحقبة الاستعمار البريطاني ومرورا بفترة حكم الحزب الاشتراكي الشمولي وانتهاءا بمرحلة ماتسمى بـ”الوحدة اليمنية اللامباركة”،عليهم، ووصولا الى ماهو مقبل من ويلات ونتائج صراعات عصابات الفيد والنهب لماتجود به خيرات بلادهم، وماتخططه تلك العصابات الاجرامية تحت أكثر من مسمى لتصفية حساباتها المادية الرخيصة على حساب أرواح وامال وسكينة أكثر من مليوني حضرمي ينشدون الخير والسعاة والاستقرار ويحلمون بخيرات بلد لم يروا منه، إلا أمراض وأوجاع أوبئة مخلفات ذلك الخير المسروق منهم منذ أكثر من عقدين من الزمن.
حضرموت.. اعتذر لكل حي وجماد وذرة رمل وقطرة بحر فيك، وأقول متأسفا..لعل القادم شراً مستطيراً