عرض مشاركة واحدة
قديم 08-16-2014, 02:18 PM   #5
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


لماذا تفاوتت استجابة المواطنين لدعوة حظر التجوال بالمكلا ؟

نجم المكلا - المكلا / محمد اليزيدي

أثار قرار السلطات الأمنية بمحافظة حضرموت إعلان حالة حظر التجوال بمدينة المكلا ابتداءً من الساعة التاسعة من مساء اليوم الجمعة حتى الساعة السادسة صباحاّ، حالة من الترقب في أوساط مواطني المدينة وكذلك المتابعين لمجريات الأمور الأخذة للتطور عُقب التفجيرات والاشتباكات التي شهدتها مدينة مساء البارحة بين الأمن وعناصر تنظيم القاعدة.

حالة الترقب والخوف من تجددت المواجهات الليلية بين الطرفين، زادت حدته مع عدم إيضاح السلطات الأمنية في إعلانها عما إذا ما كانت حالة حظر التجوال هي ليوماً واحد أو ستستمر لعدة إيام. فيما شهدت مواقع التواصل الاجتماعية حالة من السخرية من الإعلان. معتبرين أنه مجرد محاولة لتبرير فشل السلطات في التعامل مع الجماعات المُتشددة.

وعلى أرض الواقع، اختلفت مواقف المواطنين من الإعلان الأمني، بشكل أنعكس على تعاطيهم من القرار وتنفيذهم له. فمع دخول القرار حيز التنفيذ بدت أغلب الشوارع الرئيسية لمدينة المكلا خالية إلا من حركات محدودة للمركبات، فيما أغلقت المحال التجارية والمقاهي الشعبية أبوابها تنفيذاً لقرار.

الاستجابة لم تكن ذو نمطاً واحداً، بل جاءت متفاوتة من منطقة لأخرى، حيث شهدت منطقة ديس المكلا نشاطا حركيا ملحوظا عن بقية احياء المدينة من قبل المواطنين مع دخول ساعات منع التجوال حيز التنفيذ ، متجاهلين بذلك دعوة السلطات. وكذلك الحال في منطقة “فوه” السكنية غرب المكلا.

خور المكلا وواجهة المدينة السياحي، كان مثال حي على ذلك التفاوت، حيث أوقف أشهر المقاهي الشعبية الموجودة فيها كمقهى “الباطنية” خدماته اليوم عن الزبائن، تنفيذاً لقرار حظر التجوال. غير أن مقاهي أخر على ضفتي ذات الخور واصلة تقديم خدماتها للزبائن الذين لم يكن حضورهم وعددهم هو وحده ما يُلفت النظر، بل ايضاً نوعية الحضور. والذي تميز بوجود العديد من العائلات والأطفال، ناهيك عن الرجال والشباب الذين يقضون على ضفتي خور المكلا أغلب ساعات فراغهم المسائية.

ذات المشهد تكرر في منتزهات أخرى بالمدينة كالمحضار ، والمنصة ، والستين الذي شهدت تفجيرات الأمس. وكأن تلك العائلات أرادت بحضورها ذلك أن تبعث رسالة مفادها أن الإرهاب لن ينتصر.

وعن اسباب التفاوت في الاستجابة لقرار السلطات الأمنية، يقول عبدالله السومحي، وهو رب أسرة أن عدم تعامله مع قرار فرض حظر التجوال لأنه يأتي في إطار محاولة من قبل الجيش لاستعادة حضوره في أذهان المواطنين خصوصاً بعد أن ثبت أن عاجزاً أمام الجماعات المُسلحة. ليُضيق بالقول ” إن عناصر القاعدة لا تؤذي العائلات والمدنيين، بل الجيش هو من يفعل ذلك”. ليُكمل قائلاً ” إن ما تشهده حضرموت هذه الأيام .. هو مجرد فيلم هندي” !!.

الأستاذ علي محمد العولقي ، القادم من محافظة شبوة، قال أن الأمور اليوم أفضل من البارحة، وأنه لم يكن هنالك أي داعي لإعلان اللجنة الأمنية لحالة حظر التجوال، وأنهم بذلك التصرف يُساعدون في إشعار المواطنين بالخوف والقلق على مدينهم ، ويجعلوهم يتصورون أن مدينتهم قد فقدت نعمة الآمن والأمان.

أما المواطن علي الحلكي، وهو سائق تكسي ، فقد قال أنه يؤيد قرار اللجنة الأمنية لمكافحة من أسماهم بـ” المتطرفين “، وأنه لم يكن يُريد أن يخرق حظر التجوال ، إلا إنه أضطر لفعل ذلك من أجل أن يوفر قوت أطفاله. فبحسب قوله أن نوبته تبدأ بالمساء ، وهو يعتمد عليها في توفير طعام عائلته.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس