الموضوع: الملك هو الملك!
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-27-2010, 06:55 AM   #1
من السادة
مشرف سقيفة المناسبات
 
الصورة الرمزية من السادة

الملك هو الملك!

الملك هو الملك!
المصدر: الكاتب : نجيب الشامسي
التاريخ: 27 يوليو 2010


في وطننا العربي هناك ملوك ورؤساء وقيادات سياسية عربية، منهم من غادر وترك بصمة في حياتنا، ذكراه تسكن أفئدتنا، وحفر التاريخ اسمه بحروف من ذهب في سجل الزمن، وهناك من يعيش رابضاً على قلوبنا أو يسكن قلوبنا، والملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود هو واحد من أولئك الذين سطر التاريخ أسماءهم بحروف من ذهب، ويشغل ساحة كبيرة في أفئدة وقلوب أبناء العروبة والإسلام والإنسانية، نظراً لمواقفه التاريخية والإنسانية التي تنم عن حس وطني نادر، وحكمة سياسية فذة، وروح إنسانية فائقة.

هذا الملك يسابق الزمن في تعزيز ولاء أبناء السعودية لوطنهم وأرضهم ودينهم، ويضرب المثل الأعلى للقيادات السياسية والاقتصادية في الوطن العربي والعالم، وها هو ملك الإنسانية يطلق قراراً تاريخياً ـ مطلع الشهر الجاري ـ من عاصمة الرأسمالية العالمية (واشنطن) بوقف التنقيب عن «خزائن الأرض» حفاظاً على حق الأجيال المقبلة، بعد أن ناشد وزراءه في إحدى جلسات المجلس بأن «يطول الله في عمر النفط»، مؤكداً أهمية بقاء خزائن الأرض (البترول) للأبناء وأبناء الأبناء في ظل الغنى الذي تعيشه السعودية حالياً.

وتأتي أهمية القرار التاريخي من أنه صدر من خادم الحرمين الشريفين وملك دولة تعتبر أكبر المنتجين والمصدرين للنفط، ثم إن القرار جاء في ظل ظروف استثنائية تشكلها تداعيات أزمة اقتصادية، ثم جاء القرار عقب اجتماعات قمة مجموعة العشرين التي دخلت السعودية طرفاً فيها أملاً في أن تقدم المساعدة في إنعاش معدلات النمو الاقتصادي في العالم من خلال زيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار، ثم إن هذا القرار يصدر من الملك عبدالله وهو لايزال في عاصمة الرأسمالية العالمية، وعقب اجتماعه مع رئيس الولايات المتحدة الأميركية، ما جعل هذا القرار التاريخي يشكل تحدياً كبيراً للظروف، ليؤكد فيه الملك أن مصلحة جيل اليوم وأجيال المستقبل هي أهم من أن يتم استنزاف ثروات البلاد والعباد من مخزون الأرض الناضب، وبيعه لدول لا تعترف بمستقبل أجيالنا ولا يهمها تنمية بلداننا، بقدر ما تسعى إلى تعزيز مصالحها وتعظيم أرباح شركاتها وتنمية اقتصاداتها.

ويشير موقف الملك عبدالله بوضوح إلى أنه يؤمن بأن استنزاف هذه السلعة الناضبة، التي تشكل أهم مصادر الطاقة في العالم، والتي تمثل النسبة العظمى في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية، أسوة بالدول النفطية الخليجية الأخرى، ليس في مصلحة الشعب السعودي، حيث إن الإيرادات الناجمة من إنتاج النفط والمودعة في مصارف وأسواق الشرق والغرب تتآكل بحكم التضخم والابتزاز الدولي، خصوصاً في ظل الأزمة المالية العالمية والخسائر المتكررة التي تكبدتها دول المنطقة في استثماراتها، فلماذا لا يصار إلى إنتاج النفط بما يحقق احتياجات الدولة من الإيرادات، وبالتالي النفقات؟! ولماذا لا تبقى سلطة قرار الإنتاج والتصدير والتسويق والتسعير بيد الدولة المنتجة؟! ولماذا لا تحفظ حقوق الأجيال المقبلة التي ستأتي متسائلة عن حقوقها وثرواتها بما في ذلك النفط والمال؟ إنني على ثقة كبيرة بأن ملك الإنسانية أطلق قراره التاريخي مبشراً أبناءه من الطلبة بأن هذه هي استراتيجيته النفطية والاقتصادية، ونتمنى أن تعي بقية دولنا حقيقة أبعاد هذا القرار.
التوقيع :
كلما تعلقت بغير الله أذاقك الله الذل على يديه لا ليعذبك ولا ليحرمك __بل رحمة منه لتعود إليه__
أخيكم المحب في الله
  رد مع اقتباس