عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2010, 03:19 PM   #1
شيخ القبايل.
حال قيادي

افتراضي و لي وطن آليت أن لا أبيعه ( قصيدة ابن الرومي كاملة )

قال ابن الرومي الشاعر العباسي الشهير

قصيدته هذه التي تخللتها أبيات عظيمة في الحنين الى الوطن

و يمكن اسقاط بعض تلك المختارات على واقعنا الراهن ،

فترى توافقا كاملا يشفي الصدر ويغني عن الكلام بسواها :



أعوذ بحقْوَيْك العزيزينِ أن أُرى = مُقِرَّاً بضيمٍ يتركُ الوجهَ حالِكا
ولي وطنٌ آليت ألا أبيعَهُ = وألاّ أرى غيري له الدهرَ مالكا
عهْدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً = كنعمةِ قومٍ أصبحوا في ظِلالكا
فقد ألفَتْهُ النفسُ حتَّى كأنه = لها جسدٌ إن بانَ غودِرْتُ هالكا
وحبَّب أوطانَ الرجالِ إليهمُ = مآربُ قضَّاها الشبابُ هنالكا
إذا ذكروا أوطانَهُم ذكَّرتهمُو = عُهودَ الصبا فيها فحنّوا لذلكا
وقد ضامني فيه لئيمٌ وعزَّني = وها أنا منه مُعْصِمٌ بحبالكا
وأحْدث أحْداثاً أضرَّت بمنزلي = يريغُ إلى بيْعِيْهِ منه المسالكا
وراغمني فيما أتى من ظُلامتي = وقال لي اجهدْ فيّ جُهْدَ احتيالكا
فما هو إلا نسجُك الشعرَ سادراً = وما الشعرُ إلا ضلَّةٌ من ضلالِكا
مقالة وغد مثله قال مثلها= وما زال قوّالا خلاف مقالكا
صدوفا عن الخيرات لا يرأم العلا = ولا يحتذي في صالح بمثالكا
من القوم لا يرعون حقا لشاعر = ولا تقتدي أفعالهم بفعالكا
يعيّر سـُــؤآل الملوك ولم يكن = بعار على الأحرار مثل سؤالكا
مدلاّ بمال لم يصبه بحلّه = وحقّ جلال الله ثم جلالكا
وحسبيَ عن إثم الأليّة زاجر = بما امتلأت عيني به من جمالكا
وإنّي وإن أضحى مدلّا بماله = لآمل أن ألفى مدلّا بمالكا
فإن أخطأتني من يمينك نعمة = فلا تخطئنه نقمة من شمالكا
فكم لقي العافون عودا وبدأة = نوالك والعادون مرّ نكالكا
وقد قلت للأعداء لمّا تظاهروا = عليّ وقد أوعدتهم بصيالكا
حذار سهامي المصميات ولم تكن = لتشوى وإن نصّلتها بنصالكا
وما كنت أخشى أن أسام هضيمة = وخدّاي نعلا بذلة من نعالكا
فجلّ ِ عن المظلوم كل ظلامة = وقتْك نفوس الكاشحين المهالكا
وتلك نفوس لو عرضن على الردى = فداءً، رأى ألا تفت بقبالكا

ابن الرومي ابو الحسن علي بن العباس بن جرجس من الموالي توفي سنة 283 هـ
  رد مع اقتباس