عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2014, 10:29 PM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


ضد الترويكا

10/20/2014 سندبايعشوت

لن يبكى الشمال ولا الجنوب لوحدة كلما مرّ الوقت دون تدخل سياسي لحل المشكلات المتفاقمة بعد اجتياح صنعاء من الحوثيين وما نتج من اختلال موازين القوى التي جعلت من الرئاسة بين كماشتي قوى مهيمنة صاعدة وقوى متنفذة من الحرس القديم مغادرة وكأننا في دور استلام وتسليم في بيروت بنقل قصر بعبدا إلى صنعاء.

وسيبكى الإقليم أجمعه بكاءً مراً بتفويت الفرص الضائعة والتي نصحت الإقليم بضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي لامتصاص أزماته الاقتصادية قبل أن تستفحل أمنياً ما بعد عام 2000م والآن يجني الحصاد المر في عبور الأزمات إلى خارج الحدود بلا استئذان، ولم يعد على الهامش عدواً وهمياً لأمنها القومي بل عدواً حقيقياً في مجابهتها له بكافة الطرق والوسائل ضد تمدد القاعدة، وزحف الحوثيين من الحديقة الخلفية والبوابة الشرقية وداعش على الأبواب.

لقد بدأ الوضع يزداد أكثر تأزماً وتعقيداً في تأخر تشكيل الحكومة التي تراوح مكانها بعد تكليف دولة الرئيس خالد بحاح وربما تأخذ منحنى مغايراً ومتعرجاً في فرض الفيتو في كذا تدخلات بعد سيطرة الحوثيين واطباقها تماما على صنعاء وتمددهم إلى محافظات البلاد الشمالية والغربية في أتباع سياسة الأمر الواقع وما على الترويكا الرئاسة والحكومة والجيش إلا بالخضوع لأوامرهم ونواهيهم فكيف يكون هناك سلم وشراكة والبلاد في حالة حرب وتقاسم وتشرذم مستمر.

قد يقول البعض بأن تحالفات ناشئة قد ظهرت وأخرى قد توارت عن الأنظار واختفت من المسرح السياسي بشخوصها ونفوذها وهذا صحيح، ولكن تبع ثنائية التلاشي والصعود صب الزيت على النار، وأصبحت البلاد على خط النار بين القاعدة من جهة والحوثيين من جهة أخرى أما الجيش فأصبح بمثابة قوات خاصة لحفظ السلام الدولية في اليمن يمنع عليه التدخل في الشؤون السياسية بل عليه فرض السلام الأهلي وفض الاشتباكات إلا إن المعركة ستكون أكثر ضراوة وخطورة على الأمن والسلام الدوليين.

غير أن المستقبل ما زال مركباً ومعقداً ومجهولاً وغير واضح المعالم بعد ظهور داعش في المنطقة، وما تشكله من خطر في دخولها اللعبة السياسية بعد تطبيق سياسة الأرض المحروقة للاعبين سابقين غادروا الساحة بهزيمة مريرة وقاسية، وحينها لم تنتصر الحكمة اليمنية الا بالتوافق على التعايش المشترك، والذي يقهر بأن الإقليم والعالم في ظل هذه الظروف ينظر إلى الجنوب بمثابة ألعوبة أو قطعة شطرنج يحركها متى ما يشاء وفقاً لمصالحهم المشتركة تارة بوصفها قضية عادلة وتارة أخرى باعتبارها حجر الزاوية لحل كافة المشاكل السياسية وكله استهلاك وضياع وقت والبلاد في حالة هبوط تدريجي ونحن هنا نظلم الصومال إذا قلنا ان البلاد تهرول الى ما بعد الحقبة الصومالية التي حذرت رعاياها في آخر هذا الزمان بمغادرة اليمن ،وإنما الأقرب الهرولة نحو العرقنة والسلام عليكم..
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس