[نجد الحسيني]

الإخوة الأحباء الحضور نجيب وابو حضرموت ويماني
تحية أخوية،

اسمحوا لي أن أتوجه بكلامي إلى الإخوة الشعبي والكثيري بالإضافة إلى الأخ شيخان طالما قد ورد اسمه..
وحيث تجمع بينهم رؤى موحدة لا تختلف..
مداخلتي هنا تعبّر عن رأيي الذي يختلف تماما مع تلك الرؤى.
دائما ما استمع إلى اتهامات تكال بمختلف الأوزان إلى أهل الحجرية
ناس كما عرفتهم وتعرفت عليهم مسالمون..
يأخذون مواقعهم في ميادين المال والتجارة وحقول الزراعة أكثر من اهتمامهم بالحروب والمخاطرة.
يدينون لمن غلب أمره ولا يخرجون عن رأي الجماعة.
تكاد مسالمتهم ومداهنتهم تصل إلى حدّ الاستسلام والتسليم بالأمر مطلقا.
قلوبهم تميل إلى الجنوبيين وتحنو نحو الجنوب أكثر..
يفرحون لأفراحهم ويحزنون لأحزانهم.

وليس في ذلك من غرابة لو علمنا خارطة جغرافيا المنطقة..
وكلّ عارف في الجغرافيا والتأريخ ملّم بذلك..

فمدينة تعز (عاصمة الحجرية) وعاصمة اليمن الأولى قبل اندلاع الثورة
بل أن تعز ضمن الجند والعكس بالعكس قد كانت العاصمة والحاضرة الكبرى لليمن عند بزوغ شمس الرسالة على صاحبها أفضل السلاة وأتمّ التسليم.

جغرافيا: هي من المرتفعات الجنوبية التي تمتد سلسلة جبالها من المدينة تعز إلى مدينة عدن.
جميع هذه الجبال والسهول والممرات والأودية والأبطحة تشكّل المرتفعات الجنوبية في اليمن.

الغرابة في قول وتوجيه اللوم إلى سكّان هذه المنطقة
وتحميلهم جمّ المسئولية عن النكبات والكوارث التي حلّت بالجنوب
وأنهم الجنوبيون إنّما مساكين أبرياء (يا عيني)
وذلك بسبب ثقتهم ومشاورتهم وائتمانهم والاطمئنان إلى أولئك الأشخاص الذين يصورونهم للناس وكأنهم قدموا من وراء البحار.

عجبا من تعميم هكذا دعايات وإشاعتها بين الناس وفرض تصديقها عليهم.
فقد صفونا الإخوان في خانة السذاجة.. وأننا نحن الجنوبيون إنما ناس سذّج ومغفلين لا نهشّ ولا ننشّ.. وأن جماجمنا كرة تتقاذفها صبيان الحجرية.
ولو صحّ كلامهم، وأن بعض نفر من هنا وهناك حكموا وتحكموا فينا.. فهذا يعني بأننا لسنا برجالها ما دمنا قد سمحنا بذلك.؟
وبهذا الضعف والهوان وهذه السذاجة التي يرجمنا بها من احتسبوا أنفسهم على الجنوب فقد حكموا علينا بعدم القدرة والنفع..
إذن، فما الفائدة من منازعة الأمر أهله.
فرجال تتلاعب بهم الأصابع كالدمى هم أقرب إليها بدل تشبيههم بالرجال.


قول مرفوض مرفوض مرفوض
وباطل باطل باطل...
قول مردود بوجه صاحبه جملة وتفصيلا.

لم يكن الجنوب ولا رجاله، في يوم ما، بهذه الصورة المخزية التي يستحي الشخص عن ترويجها في حقّ نفسه وموطنه وأهله..
يجب الكفّ عن إعلاتها وترديدها والدعاية والتطبيل لها لا بالتصريح ولا بالتلميح.
إلاّ إن كان هناك شيء في نفوس أصحابها للوصول إلى مآرب أخرى لا تخدم سواهم بشخوصهم وذواتهم، دون دخل للجنوب وأهله في قولهم وفعلهم.
فإن كان الأمر كذلك.. فليتحدثوا بلسانهم عن أنفسهم وما يخصهم ولا يحشروا الجنوب ورجالاته وأبطاله ومناضليه وشهداءه ببواطلهم.

مودتي لكافة الأصدقاء,,,,

/////