10-25-2010, 06:11 AM | #1 | ||||||
شخصيات هامه
|
فقرات من مسودّة كتاب: " أنّة من القلب الدّامي "
ــــــــــــــــــ * طماطم بن حربي سرور المنهالي ، الرّجل الثاني ، يلي شيخ القبيلة: عيضه بلحريز ( مقدّم قبيلة المناهيل ) .
|
||||||
10-25-2010, 06:15 AM | #2 | ||||||
شخصيات هامه
|
|
||||||
10-25-2010, 09:24 AM | #3 | |||||
شخصيات هامه
|
ـ 3 ـ كان نصيب هؤلاء البدو من الرعاية الصحية الإهمال وعدم الاكتراث بهم ، فالملدوغ يشقى وبعضهم يفارق الحياة ومن به نزلة برد تعذبه بالليل والنهار وما أشد برد الرياح المصحوبة بالرمال في الصحراء المكشوفة . تدمع العين ويعتصر الفؤاد كلما نظر إلى ذي رمد ، فقد كان منتشر بين الطلبة وغير الطلبة . تذكر عبوة مرهم التتراسايكلين الخاصة به عندما كان في الإبتدائية ، ولدى كل طالب عبوة مكتوب عليها اسمه يصرفها لمدير المدرسة الطبيب الإنجليزي الذي يزورهم بصفة دورية ، أما هنا فرمد ولا علاج ، والمطلوب من هؤلاء فهم حقيقة الثورة والدور الذي تلعبه في حياة الشعب الصامد ، وإن قال أحد منهم قولا يغضب الثورة فالويل له ، فعلاوة على الرمد الذي جاءه قدرا ، سينالهم من التنظيم قدرا مقدورا .في المساء تبدو القرية هادئة ، وعند كل نار نفر من الرجال والنساء يحتسون القهوة ويتسامرون ، وعند كل أسرة من الذين يسكنون الحاويات أو عليهم سياج من زنك أفراد من الجيش ومن القوات الشعبية يتنافسون فيما بينهم على خطف قلوب [ الرواعي ] . الضباط يظهرون الفتوة العسكرية ويتباهون بشرح الملاحم البطولية السابقة ، بعضها من نسج الخيال ، وكل ذلك من أجل الاستعراض أمام البدويات الحسان ، فهنّ يعجبن بالفتوة والرجولة والمقدرة على التحدث في مجالس الرجال . إن العاشق سعيد الحظ من هؤلاء لا يحصل على أكثر من حديث مع البدوية التي أوهمته بأنها خصته بنظرات وبابتسامة معبرة دون غيره ، وعليه أن يثبت المصداقية في تعلقه بها وما يدعيه من هيام من خلال ما يصطحبه معه من هدايا عند كل زيارة ، وعندما تزول الكلفة تطلب منه وبكل جرأة ما تريد على مرأى ومسمع ، وبعضهم يهيم فينفق ضاحكا ما بين يديه . يحتسي القهوة المرّة كل مساء وبينه وبينها متر أو يزيد قليلا ، ثم ينصرف ليعاود الكرة في الليلة التالية ويغادر ثمود في النهاية مصطحبا الحسرة وذكريات القهوة . حدثه ضابط عن الشابة الحسناء الناعسة ، وأنها تتحدث عنه بشيء من المديح والإطراء ، وطلب منه التقرب منها ولم يعلم أنه ليس من الذين اعتادوا على التطفل أو الزيارات المملة لهذه الأسرة أو تلك ، لهذه الغانية أو تكلك الجميلة أو هاتيك الحسناء غير أن حديث الضابط والعادة السارية جعلته يفكر في زيارتها ببعض الزهو والغرور. وجدها فعلا معجبة ولكن فقط بإجادته الرقصة البدوية ليس إلا ، فيا ليت حساده يعلمون |
|||||
10-25-2010, 11:22 AM | #4 | |||||
شاعر السقيفه
|
متابعين بشغف
فلا تحرمنا هذه المتعه الله لا يحرمنا منك |
|||||
10-25-2010, 06:57 PM | #5 | |||||||
شخصيات هامه
|
شكرا لك ـ 4 ـ المدير المحظوظ مدير المدرسة السيد الهاشمي [ أحمد ] له مكانة خاصة بين البدو فهو من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب إبن عم الرسول _ صلى الله عليه وآله وسلم ولهؤلاء منزلة عظيمة عند البدو ومكانة خاصة ، ويعتقدون فيهم بنفع أو ضر فقد كان الشيخ عيضه يحفر بئرا واعترضت العمال طبقة صخرية فما كان منهم إلا أن قدموا على السيد أحمد طالبين الغوث والإعانة في تليين أو تفتيت الطبقة الصخرية . طلبوا منه التكرم بالمجيء والوقوف على حافة البئر ونفح بركاته ودعواته . أوعدهم وفي العصر تقدم السيد ( المدير ) النفر نحو موقع الحفر ، وهو برفقتهم ليرى ما سيحدث . وقف على حافة البئر وتمتم بكلام غير مفهوم انتهى بقراءة فاتحة الكتاب . غادر الجميع وأكثرهم فرحا الشيخ والعامل [ باكشيشة ] . السيد المدير لا يهتم كثيرا بشئون الطلبة ، حسبه تلاوة القرآن لهم للتحفيظ ولكنه يهتم بعلاج الوافدين إليه بالعزائم والتمائم . إن الموقف الشهم الذي سجله للسيد المدير كان ذلك الحزم والموقف الصلب ، المعبر عن شخصية فولاذيّة إلا أنها لم تحقق شيئا في نهاية المطاف ، وذلك عندما ركل المدرس تيسا عبث بالرسومات التي أخذت منه ليال ، ركله من على سطح المبنى فوقع على الأرض مصاب بكسور ورضوخ . كان الحدث عظيما ، فقد التف نفر خليط من رجال ونساء منددين بالحادث العدواني على بهيمة من بهائم الأرض لها قيمة وشأن عند البدو ، فهم رعاة الماشية وهم من يعرفون قيمتها . دفع بالطبع قيمة التيس بحكم صادر من الشيخ . أعاد المدرس الرسم من جديد ، ولم يقوى مدير المدرسة على فعل شيء ، فالبدوي عند المال يتنكر لبعض الخصال . وبعد أيّام صدر الحكم القطعي الذي يلزمه بدفع مبلغ من المال إلى صاحب التيس تعويضا له عن الإهانة التي لحقت به . مغامر ، شقي ، أحمق هذا المدرس ، فلقد قام بعدها مع سبق الإصرار بمصافحة امرأة قبل رجل باعتبار أن ليس هناك فرق بين الرجال والنساء في الحقوق ، وكاد أن يحصل على صفعة قويّة من بدوي ثارت ثائرته عندما أهانه بمصافحة المرأة قبله ، وليتك نظرت إلى الوجوه العابسة في ذلك اليوم لظننت أن المصاب جلل. انتفض الرجل وتغير وجهه وتمتم بكلمات ، ثم ذهب إلى الشيخ يطلب الحكم الذي يحفظ له اعتباره ومنزلته فيما لحق به من عار . المدرس ذهب إلى مديره وحادثة التيس لا تزال عالقة في الذاكرة وبين أمل ورجاء في الانتصار على هذا المتخلف ، كما يراه ، وهو خطأ في الواقع إذ لا بد من مراعاة عادات البدو وتقاليدهم لكنه التّهور . الشريعة كما يسمون [ مديره ] ، لم ينتفض مثل فعل سابقا عندما سرد له الواقعة ورحم الله امرىء عرف قدر نفسه ، لكنه أبدا دهشة ، وطمأنه قائلا: [ ولهنّ مثل الذي عليهن ] . وماذا بعد كلام الله ، غير أنه في قاعة المحكمة برئاسة الشيخ عيضه وعضوية الطماطم وآخرين اختار الصمت وتركه يواجه الموقف بمفرده . ندم ندامة الكسعي فقد أيقن بأن الذي فعله تجاه الشاب الذي يأنس إليه ليس من أخلاق القبائل ولا من أعراف البادية . الشاب كان في جيش البادية ، من الذين نجوا في معركة الوديعة ، ولم يكن يتوقع أن يهينه المدرس بهذه الطريقة المذلة ، لكنه قبل الاعتذار على مضض علاوة على المبلغ . |
|||||||
10-26-2010, 05:44 AM | #6 | |||||
شخصيات هامه
|
ـ 5 ـ الشيخ عيضه ذو طبيعة هادئة ، مستمع جيد ، مهاب ، عاقل بحق ، يرافقه الطماطم ، ذو فراسة وحدس ، هادىء ، يميل إلى الصمت وإن تكلم فقليل ، يلازم الشيخ كظله ولا يستغني عنه الشيخ في المشورة ويأخذ برأيه في المسائل الهامة والخطيرة . كان الشيخ يطلب المدرس الشاب دائما لتناول القهوة معه وفي شهر رمضان يفطران سويا ، وكان يحدثه عن الوضع العام بشيء من التحفظ وبتصور بدوي وأدرك أنه يريد منه كلاما مفيدا خاصة بعد شيوع حملة الاعتقالات التي طالت رؤوس القوم في مناطق الحضر وبعض البادية. بالفعل كانت حملة الاعتقالات في حضرموت تسير على قدم وساق بشكل فوضوي وعشوائي ، طالت رؤوس القبائل وبعض الوجهاء ، ومنهم من اختفى ، على يد زوّار الفجر . الأخبار في البادية تنتشر وبسرعة من بقعة إلى أخرى بكامل تفاصيلها . كان الشيخ يساوره شك في أنه مستهدف إذا لم يكن اليوم فغد ، وبإمكانه وبكل يسر أن يدير ظهره ويتوغل قليلا نحو الصحراء في اتجاه الشمال ، ثم يستقر مكرم لدى دولة من دول الجوار ، ولكن الوطن محبوب كما يقال ، ولو أن أحدا في مثل حاله لفر وعاش بعيدا عن هذه المنطقة هو ومن يتبعه من المعذبين ، فالبدو لا يعرفون حزبا ولا سياسة ، والذي يعرفونه جيدا هومن يحفر لهم بئرا ويدعهم وشأنهم . عندما يدعوه الشيخ إنما يستقرىء الحاضر ظنا منه أن المدرس الشاب لديه معلومات عن ما يدور في كواليس التنظيم السياسي . عمل كجاسوس لشيخ يحبه ، هرم تهابه العشائر ، فحاول جاهدا أن يفيده بمعلومة من خلال صداقات بعض العسكريين والمدنيين الملتزمين للجبهة القومية ، فلم يفلح إذ كان عملهم ضمن تعتيم يعود معظمه للارتجال وردّات الفعل، ومن الصعب انتزاع معلومة من عسكري أمّي ملتزم للتنظيم السياسي ما لم يبادر هو إلى الثرثرة على أن البلادة في سلوك أغلب هؤلاء هي التي كانت واضحة ، غير أنه من خلال القرائن وعبر الفراسة قرأ في عيونهم الشر القادم ضد كل من تسول له نفسه بالعمل ضد الثورة ولو على أساس النوايا وهنا مكمن الخطورة ، فمن ذا سيقتنع بأن يعتقل بتهمة النوايا؟. علم بعد فترة قصيرة أن هناك مجموعة سحبوهم بالسيارات أحياء في الحوطة وفي مدينة شبام فتقطعوا أوصالا، وهو ما سمي [ السّحل ] . بلغ الخبر أن الحزن والرعب ساد أجواء الداخل الحضرمي ، وفي الصحراء هنا ترقب وخوف . إنه الإرهاب بعينه ولا هناك ما يعطي الذريعة لأعمال كهذه فالجميع طائعين ينتظرون من الدولة في رضا وقبول ما تجود به لهم في حدود الطاقة والإمكانيات غير أن الدولة رأت في العنف الثوري المنظم ما يرهب الخصم القادم ، ومن باب الوقاية تعتقل وتقتل وتسحل ، فحملة الاعتقالات وقاية ، والخطف والقتل والسحل وقاية ، فساد الخوف والرعب أرجاء البلاد ولدى البادية حذر وترقب ، وفي داخل النفوس كراهية شديدة للتنظيم عدا العمال والفلاحين فهم الوحيدون يبدون رضا وقبولا بعضه مصطنعا |
|||||
10-26-2010, 05:47 AM | #7 | |||||
شخصيات هامه
|
ـ 6 ـ في المركز توجد قوات وثبت أنهم لا يصلون لله ولا يسبحون ولا يستغفرون ، بل إن بعضهم ألقى بنفسه في المجاهل ، وعلى بعد كيلومترات يوجد الجيش في الخيام ، ويلمس المرء الفرق بين سلوك وانضباط الأفراد ، فجندي الجيش منضبط أكثر لا يخطئ إلا إذا أرادت له القيادة أن يخطئ وهذا الإنضباط والعقيدة العسكرية تعود إلى مدربين بريطانيين في السابق ، ومهمة الجيش على كل حال حماية الحدود ، إنما الشأن الداخلي من مهام الشرطة . إنها مليشيا وليست شرطة ، أعطيت لها صلاحيات القمع عندما تشتبه في أمر ما دون الرجوع إلى القيادة ، والمعضلة هي في عدم فهم الأمور لأفراد المليشيا ، فكان البعض يرهب البدو بسلوكه الأرعن. من سلوك العسكري يتبين الانتماء السياسي من عدمه ، فالذي يرفع صوته ويحدق في الآخرين ولا يبالي إن هو أخطأ ، يعد بلا منازع عضو في التنظيم السياسي ، الجبهة القومية ، والقليل الكلام الكثير الابتسام مجاملة هو المغلوب على أمره.
|
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|