30مسلحاً يعدمون طفلاً أمام أمه في ذمار

[حد من الوادي]

[
size=4] 30
;kai ;kai ;kai
مسلحاً يعدمون طفلاً أمام أمه في ذمار

*ذمار - عبد الواحد الشرفي


لم يكن الطفل محمد ناصر محمد النهدي يعرف، حين كتف يديه عدد من "الفتوة"، وأخذوه إلى "سايلة" وادي قريته، أن 30 مسلحا سيقتلونه هناك أمام أمه.

في "سايلة" قرية "جعر" الواقعة في مديرية عنس- ذمار، تفاجأ محمد (14 عاما)، مطلع الأسبوع الماضي، بالمسلحين يصدرون عليه حكما بالإعدام، وحين رأى الموت صرخ مخاطبا قاتليه: "أنا في وجهكم". ردد محمد ذلك كثيرا، إلا أن رصاص الموت كانت أكثر نفاذا من صرخات التوسل التي أطلقها.

كان يظن أنهم سيذهبون به إلى مدينة ذمار لتسليمه إلى الجهات الأمنية، بناء على وعد أحد عقال القرية الذي سلم محمد نفسه إليه طواعية ليثبت له أنه بريء مما نسب إليه: تواجده مع 3 أشخاص أثناء مقتل أحد أفراد الأسرة (يدعى مظفر صالح ناصر) التي نفذ مسلحوها قرار إعدامه.

علمت أمه، في ذات اللحظة، بقرار إعدامه، فهرعت الى المكان القريب من القرية.. صاحت والدموع تذرف من عينيها.. توسلت لمن أوكلت لهم القبيلة تنفيذ قرارها إعدام طفلها، ولم يكن أمامها إلا أخذ محمد وهو جثة مليئة بالرصاص. يقال إن 40 رصاصة أصابت جسد محمد.

أصدر آل النهدي بقرية جعر وعبيدة وقبائل من مدينة ذمار، بياناً، حصلت "الشارع" على نسخة منه، يحكي تفاصيل تلك الجريمة، فقد قام منفذو الإعدام بركله بأرجلهم بعد وفاته.

بيان قبيلة آل النهدي استنكر بشدة الجريمة وكشف أن عقال قبيلة المسلحين ال 30 "التزموا بإيصاله إلى الجهات الأمنية، لكنهم نفذوا حكم الإعدام بقاض وشاهد منهم متجاوزين الأعراف القبلية وأحكام الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية بل وإنسانية الإنسان".

وأضاف البيان: "لم يعدموا طفلا أسيرا بريئا بل أعدموا الدولة والنظام والقانون". وتساءل البيان: "أوليس هذا يا دولتنا يؤسس لثقافة العنف والتطرف وتمزيق الوطن؟!".

وطالب البيان الجهات الأمنية بسرعة القبض على مرتكبي الجريمة الذين وصفهم بـ"المتمردين على الدولة والشرع". ودعا السلطة المحلية إلى "عدم الرضوخ لأي حلول أو تسوية قبلية للجريمة"، مطالبا بأن تأخذ الجريمة مسارها القانوني.

يشار إلى أن جثة الطفل مازالت في ثلاجة مستشفى ذمار العام، وقد حاول وسطاء من مشائخ قبليين حل القضية عرفيا إلا أن قبيلة محمد النهدي رفضت ذلك.


نقلاعن صحيفة الشارع[/size]