عسكرة عدن لتأمين خليجي عشرين

[حد من الوادي]

عسكرة عدن لتأمين خليجي عشرين

2010/11/05 الساعة 21:43:31 عبد الرحمن احمد عبده

مع استكمال قوى الأمن سيطرتها على مداخل وخارج مدينة عدن ضمن الخطة الأمنية لتامين بطولة خليجي عشرين صار كل مواطن عند تقاطعات الطرق الرئيسية في احياء المدينة عرضة ـ في أي لحظة ـ لنظرات جنود الامن المتفحصة لوجوه الركاب في السيارات العابرة .

عربات الجنود باتت منظرا مألوفا في المشهد العام لمدينة عدن , بعد ان تدفقت حشود القوات القوات العسكرية والامنية مؤخرا اليها , فحل القلق لدى أهالي وساكني المدينة من وقوع اية مفاجآت قد تأتي بها الايام المقبلة في ظل التوجس الأمني العالي الذي يسيطر على تحركات و تصرفات قوى الامن في مقابل الضيق والاحتقان والغضب الذي يلف الناس بعد ان تحولوا الى مشاريع متهمين بالشك والريبة حتى يثبتوا أنهم أبرياء ومع خليجي عشرين وليس ضده !

في عدن لا تجد من يجاهر بمعارضة إقامة خليجي عشرين بموقف واضح ومعلن ، غير تعبيرات البعض عن الرفض لتوجه السلطات باستغلال البطولة لترسل رسالة الى الخارج بان الأوضاع في (الجنوب) طبيعية وان تحركات اية قوى معارضة في المحافظات الجنوبية ليست ذات ثقل على ارض الواقع .

وفي هذا السياق لا يمكن اعتبار ما صرح به د. ناصر الخبجي في حفل 14 أكتوبر بمنطقة ردفان تهديدا صريحا من (الحراك الجنوبي) عندما قال اننا ندعو أشقاءنا في الخليج لعدم المغامرة بالحضور الى اليمن و الحق خطابه في بيان أوضح موقفه بالتأكيد علي عدم كفاءة السلطات في الإعداد لفعالية خليجي عشرين وتأمينها .

يمكن اعتبار واقعة التفجيرات في نادي الوحدة هي الأبرز في التعبير عن المسعى لعرقلة خليجي عشرين ـ وتأكيد ذلك حاليا مرهون بمجريات محاكمة المتهمين فيها ـ رغم ان الشكوك مازالت قائمة لدى الكثيرين من ان تلك الواقعة والإعلان الرسمي بالكشف عن أفراد آخرين أعدو لتفجيرات مماثلة كانت ضمن لعبة أمنية يراد بها توريط جهات معينة و التبرير لعسكرة البطولة والذي يتمثل ـ وفقا لتصريحات رسمية ـ بحشد ثلاثين الف جندي وعشرة الف رجل استخبارات يطوفون أحياء مدينة عدن !

وفي هذه الاجواء برز الى السطح اتهام القيادي في الحراك الجنوبي شلال علي شائع هادي بالتورط في تفجيرات نادي الوحدة على ضوء تحقيقات النيابة مع المتهمين بالتفجيرات والتي انكروا ما جاء فيها من اعترافات في حين لم يتمكن محامو الدفاع من مقابلة المتهمين الذين أكدوا ان الإجراءات بحق موكليهم تمت بسرية تامة امام البحث و النيابة ولم يتم إشعار أقاربهم او فريق الدفاع بذلك ومفاجأتهم بوصول الملف الى المحكمة و الحديث عن تعرض المتهمين للتعذيب , وكل ذلك يضع (الاتهام) في دائرة الشك لقضية أرادت لها الحكومة ان تكون مستعجلة وقضية رأي عام !

شلال علي شايع ـ الذي يراد له ان يكون ///////////////////////// اتهام الحراك الجنوبي بعرقلة البطولة الخليجية ـ رفض التعليق لـصحيفة (الاتحاد) الظبيانية على اعترافات المتهمين التي قدمتها النيابة أثناء جلسة المحاكمة، واشار إلى أن المحاكمة تعد ضمن “مسرحيات تجري تحت مسميات ودعايات إرهابية” تطلقها الحكومة اليمنية.

واعتبر أن المتهمين الخمسة “بريئون من التهم الموجهة إليهم” وأن “الدلائل تشير إلى فبركة المحاكمة" ، مؤكدا اعتزام قوى الحراك الجنوبي “التصعيد بهدف عدم إقامة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي 20) بمدينتي عدن وزنجبار" .

ونقلت صحيفة الاتحاد عن شائع قوله “سنستخدم كل أشكال النضال السلمي لمنع إقامة خليجي 20” ، محذرا بأن مدينة عدن “لن تكون آمنة لاستضافة البطولة “وما تدعيه السلطة غير صادق”. ودعا دول مجلس التعاون الخليجي “إلى نقل البطولة تجنبا لعواقب قد تحدث”، حسب قوله.

وبمواكبة التشديد الأمني والانتشار العسكري الذي يتصاعد في المدينة تراهن السلطات على إقامة البطولة وتأمينها مقللة من (تهديدات القاعدة والحراك) في ظل تعاطف شعبي ملحوظ متحمس للرياضة لكنه قلق جدا من (عسكرة) المدينة وتبعاتها ... الا ان هناك اعتقاد يسود مفاده إن الوضع مفتوح على كل الاحتمالات !!

[email protected]*