المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > الســقيفه العـامه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


ربّان الفن اليمني الفنان عبود الخواجة (قيس الجفري)

الســقيفه العـامه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-2007, 07:36 PM   #1
قيس الجفري
حال نشيط
 
الصورة الرمزية قيس الجفري


الدولة :  اليمن ، عدن
هواياتي :  القراءة ، الثقافة
قيس الجفري is on a distinguished road
قيس الجفري غير متواجد حالياً
افتراضي ربّان الفن اليمني الفنان عبود الخواجة (قيس الجفري)


أرى في كثيراً من المنتديات تهافت كبير وتفاعل متزايد حول ربان الفن اليمني عبود زين السقاف (الخواجة) وأقول أن الحوار بين الأعضاء هو مكسب كبير....
أسمحوا لي بهذه المداخلة البسيطة ...
أصبح فن العزف علي آلة العود ينحصر بزاوية التكنيك أي الميكانيكية الصوتية التي تعتمد علي سرعة تحريك الأصابع بتوافق مع الريشة من دون الاهتمام بالجانب الروحي أي إظهار الحواس البشرية من خلال الكم والنوعية للصوت الهائل الذي تحتويه آلة (العود) التي مرت وبدون شك بالكثير من التغيرات عبر التاريخ إلى أن وصلت إلى شكلها الحالي المتعارف عليه
.
ويذهب الكثير من العازفين الي السعي وراء العزف بطريقة عمياء لإتباع الأساليب التكنيكية من دون الاهتمام بالجانب الحسّي الذي يحفظ للمؤلفة الموسيقية أسس النجاح والتقبل من المتلقي الذي يشكل الثالوث في إنجاح العمل الفني المتقن.
على عازف العود أن يجمع بين أمرين مهمين لكي يصل الى مرتبة إطلاق صفة العازف أو المحترف ، الأول أن يتعرف ويتقن التعامل مع القيمة العقلية للمؤلفة الموسيقية والثاني قدرته علي تحسس القيمة الجمالية للأفكار الموسيقية التي يصفها آخذاً بعين الاعتبار أن هاتين القيمتين لا يمكن أن تتحققا من دون اعتماد حسابات رياضية متقنة حصيلتها الحصول علي توازن أفقي وعمودي لمجموعة التحولات النغمية التي تضع الفكرة اللحنية

يعتبر الفنّان اليمنيّ ، عبود السقاف (الخواجة) ، واحدا من أهم عازفي العود في العصر الراهن . اختار كغيره من الفنانين الذي أجبرتهم ظروف اليمن الفنية إلى الترحال .. لكي يعزف لحن الوطن ، ويبكى على الأوتار متنقلاً ، مدرساً، ومعلماً، ومجدداً، وصاحب لون خاص متفرد في فن العزف على العود .
مذ بدأت مواكبة الفنان عبود الخواجة في جزء من مشواره الفني في عام 1990م و أنا أبحث بجد عن تعبير أو جملة أو وصف بحق هذا المبدع و صدقوني لم أجد له وصفاً يوفيه قدره
إنه منارة للفن اليمني الغير تقليدي و لون وحده
أنامله تسابقه إلى التعبير عمَّ يختلج بصدره
أصبح هو جزءاً من العود و ليس العكس
فأنّا لنا أن نوفي هذا الصرح الكبير حقه بالكلمات


مع تقديري ....
  رد مع اقتباس
قديم 09-01-2007, 09:40 PM   #2
moon almoon
حال متالّق
 
الصورة الرمزية moon almoon

افتراضي


قيس الجفري

لا ادري ما اقول فقد تعطل الحرف وتصاغرت الجمل

ولكن ما اقوله هي في مشاركتي المتواضعه على الرابط ادناه



تفضل بالدخول هنا اخي قيس



دمت بود
  رد مع اقتباس
قديم 09-01-2007, 10:55 PM   #3
هلالي بس للاسف نهدي
حال جديد

افتراضي

تيب عبادي الجوهر اخطبوط تقولي عبود زين السقاف وينك من الفن ؟
  رد مع اقتباس
قديم 09-01-2007, 11:24 PM   #4
مايسه
عضو في حقوق الأنسان


الدولة :  عــــــــدن
هواياتي :  السباحة وكرة الطاولة
مايسه is on a distinguished road
مايسه غير متواجد حالياً
افتراضي

مع احترامي للكاتب قيس الجفري : اقول لم يرتقي المطرب عبود الخواجه الى مرتبة ربان الفن اليمني
بقفزة واحده .. فلازال في نظر الكثيرين مطربا غنائيا شعبيا محظا .. فالذي نعرفه عن عبود الخواجه انه يطرب الجمهور بااغاني غيرة .. ويتنوع في الالوان الغنائية .. بداء بالحجي وانتهي بالحضرمي ... وتحول من هاوي فن الى فنان مثله مثل المغني زمان في المكلا (((((( بن دحــــــي)))) الذي اشتهر بطربه للاثريا فقط ..
وعبود الخواجه اليوم يغني للاثرياء الحضارمه ... هذا مجرد رأي .....................
التوقيع :
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
  رد مع اقتباس
قديم 09-09-2007, 12:20 AM   #5
قيس الجفري
حال نشيط
 
الصورة الرمزية قيس الجفري


الدولة :  اليمن ، عدن
هواياتي :  القراءة ، الثقافة
قيس الجفري is on a distinguished road
قيس الجفري غير متواجد حالياً
افتراضي البرهان على رقي فن الربان عبود الخواجة (قيس الجفري)

كنت أتمنى قبل أن تقرؤوا موضوعي أن تتحروا من استحواذ القلب على المشاعر والأحاسيس ..
دعوه جانباً للحظات ...
وحكّموا العقل والمنطق .... وفكّروا بالعقول لا القلوب ..
لتخرجوا بإنطباع ورأي شافي و عادل ..

(كلامي عن النوع وليس الكم عن المضمون وليس الشكل)

أولا إنك لم تطلِ ، وكم وددت لو أنك أطلتِ أكثر ، لأني أحب القراءة الفاحصة والعلمية المتخصصة
وليسمح لي إخواني أن أعلق هنا بنقطة بسيطة.. أكررها كثيرا وهي وجهة نظري الشخصية ...أعتقد والله أعلم أن المشكلة هي ليست في المقولة أو الأطروحة ولا في المؤلف ولكنها في المتلقّي وهو ها هنا الناقد..
ولما كانت مسؤولية الناقد الأساس أن يتعقب مواطن الإجادة والرداءة في النص المنقول صارت اليوم النوازع الإيديولوجية هي المتحكمة في المقاربة أو المعالجة النقدية . وهو ما يبعدها عن المقاربة "العلمية" المنشودة . حتى صار النقد مجالا لتبادل المجاملات بين الكاتب والقارئ في كثير من الأحيان ...
وهذا طبعاً ينطبق على سوق السلع قاطبة .. فالمستهلك هو الذي يحدد جودة البضاعة من عدمها .أي أن مفهوم الجودة مرتبط بالمتلقي . نفسه .. فهو يقيس كل شيء بمقياس قربه أو بعده عن المواصفات الخاصة التي وضعها لما يطلب في النص . وأزعم أن الناقد كائنا من كان هو إنسان في النهاية وله مرشحاته الخاصة به .. ومن هنا أفهم ما قام به المتلقيين .....

أما ما يخص الناقد الموسيقي، وهنا أشدد على الكلمة، الناقد الموسيقي، وليس الناقد الفني أو ناقد الظواهر الموسيقية، فأرى أن الصفات التي يجب أن يمتلكها الناقد الموسيقي هي:
• أن يكون احد خريجي المعاهد الموسيقية.
• أن يكون ملمّاً بالعلوم الموسيقية وخصوصاً السلالم الموسيقية.
• أن يكون ملمّاً بالعلوم الموسيقية وخصوصاً السلالم الموسيقية.
• أن تكون له دراية ولو بسيطة بالمؤلفات الموسيقية والألحان الغنائية.

ومتى ما توفرت هذه الصفات البسيطة والمتعارف عليها في الإختصاص الموسيقي عند ذاك يكون قد استحق فعلاً أن يحمل بين أصابعه قلم النقد . وغير هذا فهو ضحك على الذقون ، بل استهزاء بالفن والفنانين . ولابد لكل ناقد أن ينقد ضمن اختصاصه ، هنا نجد أنه قد اختلط الحابل بالنابل ، فقد لعبت فئة دخيلة على الفن دوراً خطيراً في تشويه الساحة الغنائية والموسيقية عن طريق المحسوبية والوظيفة وغيرها ، واستغلوا ظروف غير طبيعية سخروها لمصالحهم الشخصية فصاروا يصولون ويجولون في أروقة الفن وكان الأجدر بهم أن يخوضوا في أروقة اختصاصاتهم البعيدة عن الفن ، ولكنهم اقتحموا هذا المجال الجميل الهادئ وأفسدوا عليه هدوءه .
لقد سكتنا عنهم مرغمين من قبل، ولكن إلى متى تبقى الأفواه مكممة؟؟

بإختصار أرى أن العوام شكلوا الانتصارات والهزائم التي توالت على الكثير من المجالات ، وهم الذين يأخذون بزمام الأمور ، فلا أقول أنه أصبح من المهم أخذهم بعين الاعتبار ، لأن القياس هذا إنما يؤخذ كحجة قديمة وزائلة عندما كان العوام يقصد بهم الأميين والذين لا يملكون أدنى حدود العلم والمعرفة ، وأما اليوم ، فما من طفل إلا ويرى نفسه حاصل على جزء من الحقيقة ويريد المساهمة برأي ، لذا ، موضوعي موجه للخواص للخواص للخواص ... لا انتقص من آراءكم شيء ..



مع أحترامي لكل الآراء .....
  رد مع اقتباس
قديم 09-09-2007, 12:27 AM   #6
قيس الجفري
حال نشيط
 
الصورة الرمزية قيس الجفري


الدولة :  اليمن ، عدن
هواياتي :  القراءة ، الثقافة
قيس الجفري is on a distinguished road
قيس الجفري غير متواجد حالياً
افتراضي

أختي العزيزة مايسة أرجو أن تقرأي ما بين سطور موضوعي ... ولا تحملي كلامي أكثر ما أقصده ..
وارجو المعذرة ...
مع تقديري
  رد مع اقتباس
قديم 09-09-2007, 12:42 AM   #7
قيس الجفري
حال نشيط
 
الصورة الرمزية قيس الجفري


الدولة :  اليمن ، عدن
هواياتي :  القراءة ، الثقافة
قيس الجفري is on a distinguished road
قيس الجفري غير متواجد حالياً
افتراضي

أستاذي وأخي الزبير :
وضح للأخت مايسه ...
كما أننا نريد نقاد حقيقيون وعادلون يوضحون الجميل ويقيمون المعوج حتى يُعاد للفن موقعه الصحيح ....
مع تقديري لمجهودك القيم والجميل ...
  رد مع اقتباس
قديم 09-09-2007, 09:39 AM   #8
ولد نصير
حال نشيط

افتراضي

اي ربان اخوي الجفري
  رد مع اقتباس
قديم 09-09-2007, 11:13 AM   #9
شاعره يمنيه
حال نشيط
 
الصورة الرمزية شاعره يمنيه

افتراضي

اسلام عليكم ورحمة الله


طاب يومكم اخي الكريم قيس موضوعك جدآ رائع

ومدحك للفنان مثل عبود الخواجه يستحقه بجداره


من عرفت وشهدت ان الفنان مثابر من الصغر ويتلون في فنه الحضاري وتراثي اليمني الاصيل واليمن تحمل جواكر نادره وثقافيه فنيه اصيله ولانقول في الاخ الفنان عبود الخواجه الا كل خير


نسأل الله لهم التوفيق جميع

وشهر كريم عليكم جميعآ

تقبل مروري بكل تقدير
اختك يمنيه
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة شاعره يمنيه ; 09-09-2007 الساعة 11:16 AM
  رد مع اقتباس
قديم 09-10-2007, 02:08 PM   #10
moon almoon
حال متالّق
 
الصورة الرمزية moon almoon

افتراضي

اخواني الاعزاء

هنا على هذه الروابط تجدون اغلب ما طرح بخصوص هذا الفنان الرائع



الرابـــــــــــــــــــــــط الاول

بسقيفة الشبامي


الرابــــــــــــط الثانـــــــــــــــي

نشر في صحيفة الايام 26/07/2007 - 5155 - الخميس تحت عوان

فرحة العود في طرب عبّود

وهذا ما كتب

فرحة العود في طرب عبّود
«الايام» جمال السيد :
في زمن الفضائيات هذا نرى الأمم تتسابق إلى عرض معارفها وفنونها وما لديها من جمال. وهذا لبنان العربي يعرض وجهه الحضاري فناً وجمالاً ومعرفة وجهاداً فأرغم العالم على الاعتراف حتى بجهاده. وهذه فضائيتنا اليتيمة تعرض أغنيتنا ترفل في العشوائية والبدائية: موشحات عتيقة على ضرب واحد لم تمسسها يد التغيير من ألف عام, وأغان يابسة المعاني، ضيقة الأفق ، خشنة النغم ؛ ما يحمل الآخر على التحقق مما يُحْشى به من أن العرب جمّالة قساة القلوب وضعاف العقول.

غدت الموسيقى اليوم عنواناً للحضارة ووسيلة علاج ناجعة, ولم تعد ثَعْبَنَةً يحتاج متعاطيها للرَّقي كما ذهب السيد العطاس صاحب «رقية المصاب بالعود والرباب».. وكانت الغلبة لبدرية العبدلي صاحب فصل الخطاب. وبعد اختبار الأثر لدور الأغنية في تعبئة الجماهير ضد المستعمر قال ابن هادي سبيت: «آية العود فاقت آية البنسلين». وكانت المفارقة أن يقتحم أولاد السادة ميدان الطرب فيبدعون ويصبحون في مضماره أعلاماً، ذاك البلفقيه يرد بالدان بعد أن كان ترديده مقصوراً على باسعيدة، وهذا عبود الخواجه يترنم بالدان اللحجي، ولنا فيه قدح أعلى.

هذه هي الأغنية اللحجية المتدثرة بمعاني المحبة، والمكللة بالورود والرياحين، والمتطيبة بالبخور واللادن، و«العنبر الأصلي في ساحلي مجدوح»، الجالسة ألحانها على رقصات بديعة صقلتها السنون، يتدفق منها الفرح اللحجي تدفقاً، وتنثال منها المحبة شلالات بيضاء وميازيب لا يعتورها عيب. وهذا السيد الوهطي قد أطلق صوته في الأثير فقيّد المعنى الشارد واللحن الآبد ووضعهما في حنايا السلك نغماً خالصاً. ومَن أبدع من عبود في العزف والأداء، إنه يؤدي الأغنية اليمنية بكل ألوانها باقتدار عجيب, وليس هناك من يدانيه من مطربينا في اليمن والخليج روعة وإطراباً. إنه مطرب كل الجزيرة ولا أحاشي من الأقطار من أحدِ.

يمر عبود بالخيامية بمعية المطربة المغربية (فدوى) ويدندنا - على ريشته- بما أضيع اليوم الذي مرّ بي، فتشهد السحَر قد استفاق مرحاً منادياً هذا اللحجي لمناغاة الوتر. ما أجملها مناغاة, تفعل فيك فعلها فتظفر بدليل عن واحدية الحضارة اليمنية الفرعونية..

ويدخل على الموشح الصنعاني من اللازمة فيزيده حلاوة وطلاوة؛ ويطوف بأدواره ويخرج وقد صارت خرجته أبهى وأشهى وأرق؛ فهل سمعته وهو يغني من شعر الآنسي الصنعاني:

يا غصن لابس قميص أخضر مشجّر وطاس لا زال عنـك النما

يا مُبتَسِم عن عقيـق أحمر وأفصـاص ماس من صنع رب السما

إنّ عظمة هذا المطرب تقع في قدرته العجيبة على أداء كل ألوان الغناء اليمني, على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. ولقد استحق إعجاب ومديح كبار الشعراء كالسيد المحضار والشيخ العمودي، وكبار المطربين كالموسيقار الشريعي ومحمد عبده والمرشدي ومحمد سعد عبدالله وغيرهم.

وحين يدخل المحفل الحضرمي يحل فيه هذا السقّاف اللحجي إحلال متمكّن فتعجّى على الحضارمة واحتسبوه منهم. استطابوا طربه وتزوّدوا منه جملة وتفاريق ولم يجرءوا على ترديد مقالة أهل المشرق في العقد الفريد, بل هو ذكرهم بالحقيقة الغائبة.

ببرنامج «القاهرة اليوم» غنى عبود في حضرة الشيخ الدكتور محمد بن عبود العمودي والموسيقار عمّار الشريعي، فأطرب الشيخ الشاعر، وانتزع إعجاب الموسيقار الساحر، حدّ أن سلّمه الشريعي عوده ليعزف بدلاً عنه للمطربة آمال ماهر أغنية لأم كلثوم. عزف عبود فسرت في الحاضرين بهجة العود، واستحال العود صوتاً ورائحة، وتجمعت الحواس في حلولية عذبة فرح فيها العود من طرب عبود. ثم رَدَّ (بن زين) بالدان من كلمات عمّه الشاعر البديع العمودي فأمتع وأشبع، وحُقَّ فيه قول الشيخ المُلهَم :

كل شي فيك زين، وانت من الزين أحلى

يخضع الزيـن لك ياسيـد كل المزايـين

خُذ عيـوني ولا حد شي على الزين يغلا

أنت أغلى من الغـالي وسيـد المحبـين

أما الدان اللحجي فهذا سيده الأوحد بلا منازع؛ فمن لم يطرب وهو يغني من شعر رضوان محلتي:

كم ضيّع الحب هذا من فتى مُعتَد * شباب ما له عدد * لما أملهم تبدّد

لكنّ بعدك أنا والله ما با ارتد * رضيت ولاّ حَرَد * قفاك وازين مِكْرَد

ومن أبلغ من الخواجة لإيصال شكيّة (المحلتي) لأهل الشأن:

سكنت قلبي حبيبي دونما استئذان/ واصبح فؤادي مكان/ لنار تشعل، لبركان

شتّان بين المحبة والجفا شتان / بين السموّ والهـوان / ياذي تقولون سيّـان

الحب غذا للمشاعر يعمر الوجدان / يعطي المعاني كيان/ ويجعـل المرء إنسان

وحين يتناول هذا المطرب أغنية لغيره فإنها تخرج من حنجرته الحالية لا تقلّ روعة عن أداء صاحبها الأول. لقد سمعته يغني رائعة الأستاذ أحمد الجابري (على امسيري) فلقيت اللحن المرشدي فرحاً في ثوب عرس جميل، وعجبت كيف أضفى على اللحن تلك النكهة البدوية التي كانت غائبة. وخاصة في جملة: “يامرحبا بش ويهلش”.

في شجى صوته سر حلاوة المفردة ووضوحها. تسمع منه الأغنية -وكنت قد سمعتها قبله عشرات المرات- فتستغرب كيف لم تنتبه لجمال صورها ومعانيها قبلاً. وهو فوق ذلك يكثر من التبصر في المعنى فلا يؤدي الأغنية إلا بعد مراجعة وتمحيص مثال غنائه من نظم القمندان : «..كيه بس سكّن / يا مخبأ في الدبداب كف العناد» و «في الحسيني مست (خِيرة) جماعة واصحاب» وليس (خبرة)، وغير ذلك كثير.

ومن جديده أداء مقاطع غنائية تجاهلها من سبقوه مثل ختام قصيدة (ليه يازين ما شان) للشاعر عبدالله هادي سبيت وهي من الغنائيات التي أحسن سبيت ختامها:

بين حلو السمر ياذا وحلو المقايل/ رد يا صاحب الدان

سيلنا قد دفر حطّوب باطن وقابل / ليلنا ليـل مـروان

ميلنا قد شمر شَلّوا الدوَل والقبايل/ بانصيّـف بلبنـان

يتنقل عبود بين المقامات الموسيقية تنقل العالم الخبير ، ويخطو على حرف الوتر خطو الواثق ، فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. يسير على سلالم النغم بحس سليم، ويتنقل من النهاوند إلى السيكا إلى الحسيني في روعة وإطراب، وتعجب كيف يعاود الرسو على مقام البداية من دون نشاز ولا قلق ولا اضطراب! إنه يحصد بريشته حقول المجد فيزرع المفاخر في سوح الفرح نغماً خالصاً من (تبن)، وادي المعرفة الأول.

ولعل أبرز ما يميز هذا المطرب اللحجي هو حسن خلقه، وتواضعه ومحبته للناس وإحساسه بهم وجعاً وسروراً، واحترامه لنفسه ولفنه، وتقديره لأهل الكار. ولقد سُئلَ المطرب الكبير وديع الصافي (أبو كلثوم) عن نسبة الأخلاق في الفنان فأجاب:«تسعون في المئة أخلاق والباقي فن».

أطلقوا هذا الحسّون ليغرد بالمحبة فهو رسولنا إلى كل الدنيا.

لا تنتفوا ريشه الملون الجميل الذي يملأ العين والخاطر, ولا تكسروا ريشته البديعة النادرة, ولا تمنعوا صوته العذب الذي يملأ القلب والوجدان لتمتلئ سمانا محبة وموسيقى وسلاماً!

محاضر الأدب الإنجليزي - جامعة عدن


خالص الموده
التوقيع :

انت الزائر لمواضيعي رقم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في حوار شامل وصريح مع المناضل السفير اللواء احمد عبدالله الحسني امين عام التجمع الديم حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 2 11-22-2009 02:57 PM
الحوثيون يشكرون إيران ويطالبون الجامعة العربية بالتدخل لإيقاف الهجوم اليمني السعودي يماني وشامخ كياني سقيفة الحوار السياسي 5 11-21-2009 08:57 PM
حوار خاص مع الفنان القدير عبود زين الخواجة حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 1 06-30-2009 02:18 AM
كتاب يفضح الجفري الواثق بالله سقيفة الحوار الإسلامي 3 05-03-2009 07:55 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas