مشاهدة النسخة كاملة : عبد الناصربعد غزوة واحتلالة صنعاء وتعز والحديدة خطاب النكبات لليمن والجنوب العربي وحضرموت (شاهد الفديو)
حد من الوادي
10-28-2011, 03:18 AM
جمال عبدالناصر: لن تستطيع أي قوة أن تضرب ثورة الشعب اليمني (شاهد الفديو)
بقلم/ جمال عبدالناصر
نشر منذ: شهرين و 5 أيام
الإثنين 22 أغسطس-آب 2011 05:00 م
--------------------------------------------------------------------------------
جمال عبدالناصر: لن تستطيع أي قوة أن تضرب ثورة الشعب اليمني
(شاهد الفديو)
http://www.youtube.com/watch?v=wP8zeZwqoU8&feature=youtu.be
http://www.youtube.com/watch?v=Hajrr7C_Jw0&feature=related
لقد جلب الشيوعية وادخل المنطقة في حرب دامت 8سنوات انتهت بهزيمتة وإحتلال السوفييت للجنوب العربي وحضرموت والى اليوم ونحن وجيراننا في اليمن ند فع فواتيرتهورعبد الناصر؟؟
اسمعواكا ذ يبة واعلانة العداوة للملكة العربية السعودية
حد من الوادي
10-28-2011, 03:27 AM
http://www.youtube.com/watch?v=5jp1uqC_tlY&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=q3m7TFWZnes&feature=related
حد من الوادي
10-29-2011, 01:49 AM
حرب اليمن 1962 (اشد من اليمنيين في الحرب ما شفت)
http://www.youtube.com/watch?v=yauGXM51rdk&feature=related
حد من الوادي
10-29-2011, 03:29 AM
http://www.youtube.com/watch?v=7r72JS-kSPQ&NR=1
جمال عبد الناصر فى اليمن بعد الاطاحه بالحكم الملكى
http://www.youtube.com/watch?v=8u_MBxyvLBs&NR=1
الزيارة التاريخية للزعيم الراحل جمال عبدالناصر لليمن
http://www.youtube.com/watch?v=fiQ8MD8BCjE&NR=1
حد من الوادي
10-30-2011, 02:34 AM
وصية الأمير سلطان قاعدة السياسة الخارجية
2011/10/29 الساعة 01:38:19
سليم نصار
في آخر شهر من سنة 2009، عاد إلى الرياض ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، آتياً من المغرب حيث أمضى فترة نقاهة عقب خضوعه للعلاج في نيويورك. وافتتح الملك عبدالله بن عبدالعزيز في حينه مناسبة الاستقبال الرسمي والشعبي بإعلان عفو عن بعض سجناء الحق العام، كمظهر من مظاهر التعبير عن مشاركة الدولة في فرحة المواطنين.
يوم الاثنين الماضي كانت عودة ولي العهد إلى الرياض مختلفة عن عودته السارة قبل سنتين تقريباً. وتجلى هذا التباين في الصمت المطبق الذي خيّم على الجموع التي تقدمها العاهل السعودي في المطار، وهي تبكي معه وفاة أحد أبرز أركان الحكم طوال نصف قرن.
كان الأمير سلطان في السادسة عشرة من عمره يوم اختاره والده الملك عبدالعزيز، أميراً على منطقة الرياض. وكانت تلك المهمة بمثابة المدخل الواسع لبلوغ مختلف المناصب التي تبوأها بعد ذلك كوزارة الزراعة والمياه ووزارة المواصلات ووزارة الدفاع والطيران.
وحرص في الوزارة الأولى على نقل مجتمع البداوة إلى قرى نموذجية حيث يتم صهر سكان الصحراء في المجالس البلدية وكل قطاع آخر يحقق المساواة ويشيع الإصلاح. كذلك عمل في وزارة المواصلات على تحديث الطرق وربط الأطراف بالمدن المركزية عبر شبكة مواصلات عصرية ساعدت على تحسين سير الأعمال وتمتين العلاقات الإنسانية داخل مجتمع عرف بنموه السريع.
وكان الأمير سلطان يرى في وزارة الدفاع والطيران المختبر الوطني الأكثر ارتباطاً بأمن الناس وسلامة الحدود لبلاد شاسعة واسعة تحتاج إلى جيش مدرب وأسلحة متطورة. من هنا كان إصراره على تأسيس مدن عسكرية في مختلف المناطق يتمتع فيها الجندي بأفضل وسائل التعليم والتدريب والانضباط.
وقد دعاني سموه مرات عدة لمشاهدة إنتاج المصانع الحربية، كونها تمثل وفق رأيه، نقاط التلاقي لمختلف شرائح المجتمع. كما تمثل في نظره أيضاً مواقع الوئام الاجتماعي والانصهار الوطني. لهذه الأسباب وسواها كان يطمح إلى تعزيز مشاركة المواطنين في كوادر الجيش، لأن حماية الوطن – داخلياً وخارجياً – هي من الواجبات المقدسة.
وأكبر دليل على اقتناعه بهذه النظرية كونه شجع كبير أولاده الأمير خالد على الالتحاق بالأكاديمية العسكرية البريطانية «ساند هيرست». وسمح لنجله الأمير بندر بدخول كلية السلاح الجوي الأميركي «كرانوال»، حيث تدرب على قيادة الطائرات الحربية النفاثة.
وفي ضوء هذه القناعة، جعل وزير الدفاع الأمير سلطان، من أبناء الأسرة الحاكمة شركاء في حماية النظام، وأمناء على مواجهة الأخطار الخارجية والتحديات الداخلية. وكان هذا الأداء يتم بالتعاون الوثيق مع قيادة «الحرس الوطني» ووزارة الداخلية.
عقب اغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز (1975) قررت نقابة الصحافة إرسال وفد إعلامي إلى الرياض بهدف تقديم واجب التعزية.
ورأيت الأمير سلطان في المجلس حزيناً واجماً، وقد فارقته تلك الابتسامة التي ميزت شخصيته الآسرة. ولما غادر عند الظهيرة رافقته إلى قصره في «العزيزية» حيث كان ينتظره وفد يمني. ولما دخلت الدار سمعته يتحدث بصوت متهدج مبلل بالدموع عن الفراغ الكبير الذي سيتركه موت أخيه ومعلمه ومرشده الملك فيصل. وروى أنه نصحه مراراً وتكراراً بضرورة أخذ الحيطة والحذر، ولكنه كان يرفض الحراسة متسلحاً بعبارته الشهيرة: أنا قدري. والحذر لا يمنع القدر!
خلال تلك الزيارة، سمعت من الأمير سلطان حكايات كثيرة تدل على مدى تأثره بطابع السلوك الشخصي المميز الذي عرف به الملك فيصل. ووصفه بأنه كان بالنسبة إليه، النور الإضافي الذي أضاء دربه من بعد والده الملك عبدالعزيز. وأول اختبار عملي نقله عنه، كان حرصه الدائم على احترام الوقت. وروى أنه أثناء زيارته الرسمية الأولى لبريطانيا، أرسل سائقه من فندق «الدورشستر» حيث كان ينزل، إلى «10 داوننغ ستريت»، كي يعرف المدة التي تستغرقها عملية انتقاله إلى مجلس الوزراء للقاء رئيس الوزراء كالاهان.
وظل مثابراً على تطبيق هذه القاعدة، لا فرق أكان على موعد مع مسؤول كبير أم مواطن عادي.
ومثلما ائتمنه الملك فيصل على حل مشكلة اليمن مع الرئيس جمال عبدالناصر... كذلك ائتمنه الملك خالد بن عبدالعزيز على مراجعة كل القضايا التي تعرض أمامه، لذلك كان يطمئن إلى توقيع سلطان على المعاملات قبل أن يمهر توقيعه.
طوال فترة حكم الملك فيصل، انشغل الأمير سلطان برسم معالم الاتجاه السياسي لليمن الشمالي بعد تقويض الامامة بواسطة تدخل القوات المصرية (1962). ونتج عن ذلك التدخل مصرع 26 ألف جندي مصري، وأربعين ألف يمني. وقد اضطرت وزارة الدفاع السعودية إلى إنشاء مكتب مستقل برئاسة مصطفى إدريس لمتابعة المحادثات المتعلقة بهذا الموضوع الشائك سمي «مكتب اللجنة الخاصة» (1970).
بعد التنسيق مع الملك فيصل، قرر وزير الدفاع الأمير سلطان، دعم مشاريع التنمية في اليمن لمساعدته على تخطي أزمته الاقتصادية. كذلك قرر بالاشتراك مع مجلس الوزراء، دعم الموازنة العامة للحكومة اليمنية بمبلغ سنوي قدره أربعمئة مليون دولار. والسبب – كما شرحه للصحف في حينه – أن استقرار اليمن يعزز علاقات التفاهم بين البلدين الجارين، ويجعل صنعاء أكثر حرصاً في تعاملها مع موسكو. لذلك كان الأمير سلطان يرى في عدم استقرار الحكم اليمني عاملاً مؤثراً يهدد استقرار شبه الجزيرة العربية. من هنا توصيته بإلغاء مصادر الإزعاج، ومساعدة اليمن على التحول إلى عامل إيجابي يساهم في استتباب الأمن والاستقرار.
صيف 1977 فوجئ رئيس «اللجنة الخاصة» مصطفى إدريس، بشخص يمني يطلب مقابلته لأمر مهم. وقبل أن يستوضحه عن حقيقة طلبه، قال إنه وصل إلى جدة على متن طائرة خاصة لاستشارة الأمير سلطان في شأن موضوع مشترك. وبما أن الأمير كان في الرياض، أناب عنه مصطفى بهدف الوقوف على طلب الزائر. وبعد حديث طويل، اعترف اليمني المجهول بأن دشداشته تخفي تحتها شخصية ضابط معروف يدعى علي عبدالله صالح. وقال إنه عازم على القيام بانقلاب مع شلّة من الضباط، ولكن يتمنى الحصول على دعم المملكة واعترافها بشرعية نظامه.
مرت سنة كاملة قبل أن ينفذ علي عبدالله صالح وعده في الاستيلاء على الحكم. وقد ساعدته على ترسيخ نظامه خلافات الحزب الاشتراكي في الجنوب، واكتشاف النفط في الشمال، ولو بكميات ضئيلة (450 ألف برميل يومياً). وقد اتصل أثناء أزمته المصيرية بالأمير سلطان، طالباً منه المشورة والتدخل. ولكنه اعتذر بحجة المرض، خصوصاً أن مكتب «اللجنة الخاصة» لم يعد موجوداً منذ وقّع الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتفاق حسن الجوار واستكمال الحوار مع الرئيس علي عبدالله صالح. أي الرئيس الذي يطالبه المتظاهرون بالرحيل بعد 33 سنة.
وكان من الطبيعي أن يقلق الأمير سلطان، وهو في نيويورك، على مستقبل قضية رعاها مدة طويلة من الزمن، وتصور أنها أدخلت اليمن في مرحلة الاستقرار والاستمرار.
ولكنه سرعان ما تأكد أنها مرشحة للانهيار والعنف، مثلها مثل تونس ومصر، وأن مصير الرئيس صالح سيبقى غامضاً بعدما رفض مبادرة مجلس التعاون الخليجي.
هذا غيض من فيض لسيرة حياة أمير كان يرى الثروة وسيلة لتحقيق أهداف جمعية تحمل اسمه تجاوزت خمسين مشروعاً خيرياً وثقافياً وصحياً وإنسانياً.
كما يرى السلطة خدمة للإصلاح السياسي الداخلي، ولإعطاء المرأة كامل حقوقها، ولتحديث المجتمع السعودي من طريق نشر التعليم وزيادة أعداد الطلاب المبتعثين، ومواجهة رياح التغيير التي تعصف بالعالم العربي بتقديم حلول عادلة لقضية فلسطين والفلسطينيين.
ومن المؤكد أن شقيقه الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير الرياض، كان من أكثر المطلعين على هواجسه وخواطره، خصوصاً أنه أمضى في رفقته كل سنوات المرض والمعاناة. والمعروف أن الشعور بالغربة يساهم في إخراج مكنونات الصدر. خصوصاً إذا كان المستمع والمحاور من الفئة المحبة المتفهمة التي تتقن فن الإصغاء وفن الكلام. لهذا كان الأمير سلطان يقول لأطبائه إن وجود شقيقه سلمان قبالته في الصالة، يعتبر أفضل دواء لتهدئة الآلام والأوجاع.
خلال زيارته طوكيو في ربيع سنة 2006، التقى الأمير سلطان إمبراطور اليابان الذي أقام على شرفه مأدبة غداء ضمت كل المسؤولين بمن فيهم رئيس الوزراء كويزومي.
وقال الإمبراطور إنه يؤيد سياسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي استبدل عبارة صدام الحضارات بعبارة حوار الحضارات. ولهذا السبب أكد الجانبان أن التفاهم المشترك واحترام الثقافات والحضارات المختلفة هما الأساس الوطيد لعالم يتجه نحو العولمة مع سبعة بلايين نسمة.
وقد دخلت هذه القاعدة السياسية في صلب كل المحادثات التي أجراها الأمير سلطان، إن كان مع البابا يوحنا بولس الثاني، أم مع أمين عام الأمم المتحدة. ومن المتوقع أن تصبح الأساس الراسخ لسياسة المملكة الخارجية.
يقول شكسبير في ملحمة يوليوس قيصر: «إن الجبناء يموتون ألف مرة قبل موتهم... أما الشجعان فيموتون مرة واحدة».
مطلع هذا الأسبوع مات الأمير سلطان بن عبدالعزيز، مرة واحدة.
ألف رحمة من الله عليه، لأن أعماله ستبقى نبراساً لذريته، ونموذجاً يقتدى به لكل الطامحين إلى ملء الفراغ الذي سيحدثه غيابه.
* كاتب وصحافي لبناني
" عن الحياة اللندنية "
جمال عبدالناصر يهدد السعودية عدوة الثورات العربية ويمدح الجيش المصري
http://www.youtube.com/watch?v=v5PgGtNq370&feature=related
حد من الوادي
10-31-2011, 02:48 AM
اليمنيين وكذبة ثورة سبتمبروعادهم يقولون 26 سبتمبر ولايخجلون وهم غزتهم مصرعبد الناصربدعم روسي مكشوف لتصديرالشيوعية للجزيرة العربية
ولكن نحمد الله ان قبايل خولان وبعض من حاشد واجهو عبد الناصروجحافلة بالنهار مع الجيش المصري ؟
وبا لليل مع الملكية الى ان ركعوة وركعوروسياء معة ؟
ولكن روسياء تئا مرت مع بريطانيا واستلمت دولة اتحاد الجنوب العربي ( خليج عدن وبا ب المندب )
وحضرموت بحرالعرب ؟
الى ان اعلنوانهيارهم وانسحبو منها الا انة للاسف سلموها لعساكرالجمهورية العربية اليمنية وقبايلها وكلة من الجالية اليمنية حوشي حزب الشيطان الاشتراكي العميل سابقا للسوفييت وحاليا لليمن انهم ( الطابورالخامس )
وعبدالناصريكذب يقول جيزان احتلتها السعودية ونجران وسيسترجعها وسيحارب مع اليمنيين لتحقيق ذالك وهويعرف ان جيزان دولة مستقلة يحكمها الإدريسي اللذي تحالف وانظم الى المملكة العربية السعودية بحريتة وحرية شعبة؟
حد من الوادي
11-14-2011, 01:31 AM
كلمة الملك فيصل التي هزت الارض والقلوب .. مؤثر جدا
http://www.youtube.com/watch?v=39olvfVrt0s&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=MEWYRzbSPhI&feature=related
كلمة للملك فيصل تسوى كل مؤامرات الرمة العربية !.
http://www.youtube.com/watch?v=TBG7_uUM2X8&feature=related
خطاب الملك السعودي بعد حضر النفط عن الغرب.
http://www.youtube.com/watch?v=EJ1yDjRTl_U&feature=related
حد من الوادي
11-15-2011, 11:11 PM
اليمن 1962: حكومتان متصارعتان للثورة والملكية.. وانتقال الأزمة من التعريب إلى التدويل
2011/11/15 الساعة 21:24:27
التغيير – صنعاء :
شهد تاريخ اليمن حتى الستينات من القرن الماضي حكم سلالة الزيديين لمدة تزيد عن 1100 عام, حيث بدأ حكم هذه السلالة عندما ذهب اليمنيون إلى المدينة المنورة لمبايعة الهادي يحيى بن الحسين إماماً لليمن بعد أن انتشرت فيه دعوة القرامطة والإسماعيلية.
وانتهى حكم السلالة الزيدية بانقلاب عسكري في عام 1962 لأسباب عدة منها اعتماد أئمة اليمن على إثارة الخلافات والمشاحنات بين القبائل، وكان ذلك من أسباب الانقلابات التي تتابعت على اليمن في منتصف القرن العشرين, وكان من بين هذه الأسباب أيضاً أن اليمن الشمالي كان معزولاً عن التطور والتحديث.
الا ان اليمن شهدت مرحلة من عدم الاستقرار السياسي بدءا من عام 1948 عندما وقع أول انقلاب عسكري في اليمن والذي قام به عبد الله الوزير وانتهى بالفشل, وفي عام 31 اذار عام 1955 حدث انقلاب قام به المقدم أحمد يحيى التلايا, حيث قام الأخير بقيادة فرقة من الجنود لمحاصرة الإمام احمد في قصره في مدينة تعز, وطالبوا الإمام تسليم نفسه وهو ما حدث, الا ان الخلاف بين الضباط على مصير الإمام, وقيام الإمام بشراء ضباط التلايا ووقوف القبائل مع الإمام أدى إلى فشل الانقلاب.
وفي عام 1959 سافر الإمام احمد إلى روما برحلة علاج فاعتقد ابنه البدر بأنها نهاية والده فقام بإنشاء مجلس نيابي برئاسة أحد أبناء الشعب وهو القاضي أحمد الصياغي, إلا انه عندما عاد الأمام احمد إلى اليمن قام بإلغاء كل ما قام به البدر.
في 19 ايلول عام 1962، خلفه ابنه الإمام بدر, وفي هذه الأثناء، تناقش ضباط الجيش إذا كان هذا هو الوقت المناسب للقيام بالانقلاب أو الانتظار حتى عودة الأمير الحسن, عم الامام بدر, من الخارج للقبض عليهما معاً في وقت واحد.
ولكن العقيد عبد الله السلال قرر التحرك وأمر بإعلان حالة التأهب القصوى في الكلية الحربية في صنعاء وفتح جميع مستودعات الأسلحة وتوزيعها على كل الضباط الصغار والجنود, وفي مساء 25 أيلول، بدأ بالتحرك لانهاء حكم الامام, وفي 26 ايلول تمت الاطاحة بنظام الامام بدر وحلت محله حكومة ثورية جديدة.
في 28 ايلول، أعلنت الإذاعة اليمنية موت الإمام بدر على الرغم من إنه كان لا يزال على قيد الحياة, وفي هذه الأثناء، غادر الإمام العاصمة صنعاء وهرب إلى مدينة حجة في الشمال وكان ينوي أن يفعل ما فعله أجداده من قبل الاستنجاد بالقبائل في الشمال وفي جبال صعدة وشن حرب لاستعادة العاصمة. وفي 30 ايلول، وصل العميد المصري علي عبد الخبير على متن الطائرة لتقييم الموقف وتقدير احتياجات مجلس قيادة الثورة اليمني. وعلى الفور تقرر إرسال كتيبة قوات الصاعقة المصرية، وكانت مهمتها العمل على حراسة العقيد عبد الله السلال، ووصلت هذه الكتيبة إلى مدينة الحديدة في 5 تشرين الأول.
وكان الحسن عم الإمام البدر أعلن نفسه أماما كما تقضي الأصول المتبعة على أساس الافتراض بان ما أذيع عن وفاة البدر كان صحيحا.
وتسارعت الأحداث وقامت السعودية التي كانت تخشى المد الناصري - بإرسال قوات إلى الحدود اليمنية, وأرسل ملك الأردن رئيس أركان جيشه إلى الأمير حسن لإجراء مباحثات. وفي الأيام الممتدة بين 2 و 8 أكتوبر، غادرت أربع طائرات شحن سعودية محملة بالسلاح لإرساله إلى القبائل اليمنية الموالية للإمام, ولكن الطيارين اتجهوا إلى مدينة أسوان المصرية.
و أعلن سفراء ألمانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، والأردن، دعمهم لنظام الإمام بينما أعلنت مصر، إيطاليا، وتشكوسلوفاكيا، دعمها للثورة الجمهورية.
ونستعرض في مجلة الأسبوع العربي في عددها الصادر في 15 تشرين الأول عام 1962 مادة إعلامية بعنوان "في اليمن الآن: حكومتان متصارعتان وإمامان متحدان", حيث اشارت المادة الى الحركة التي تشهدها السفن والطائرات وتدفق الصحفيين الى هذا البلد, حيث تضمنت المادة ان كل شيء يشير الى ان معركة اليمن تخرج عن مرحلة تعريب النزاع الى مرحلة تدويل النزاع, لافتة الى ان اليمن اصبحت مسرحا للنزاع المسلح غير المباشر بين جبهة القاهرة وبين جبهة الرياض- عمان.
وتابعت المجلة في مادتها ان الموقف باتساع تعريب المعركة بات قابلا لكثير من التطورات وقد اتسع هذا التعريب رسميا وواقعيا منذ ان اتخذ مجلس رئاسة الجمهورية في القاهرة قرارا بوضع جميع مهمات حكومة القاهرة القاهرة تحت تصرف حكومة صنعاء... مما يعني أن القاهرة قررت خوض المعركة حتى النهاية وما يسمح بالتأكد بان جبهة الرياض عمان التي تعتبر المعركة كذلك معركتها قد بدأت ترد بالمثل.
وفي تلك الفترة بالذات بدأت تسري أخبار في بيروت وردت من جدة السعودية عن اتصالات بين معسكر البدر والحسن لحل الإمامة حلا سريعا نظرا لأهميتها.
وتشير المادة ايضا الى قيام كل من وزير خارجية حكومة الثورة محسن العيني بنشاط واسع النطاق بين وفود مختلف الدول الغربية والشرقية وركز بشكل كبير على اتصالاته بالجانب الأمريكي, كما تشير الى قيام وزير خارجية الإمام الحسن احمد محمد الشامي بزيارة الامم المتحدة بنيويورك.
كما اشارت المادة الى التحركات والمشاورات بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا, ومحاولتها معرفة تغلغل العنصر السوفياتي في اليمن, لافتة الى ان كل الاحداث في اليمن تشير الى ان المعركة قد خرجت من النطاق العربي الى النطاق الدولي الواسع, وان هذا الامر يعني بداية مرحلة التدويل وما ينطوي عليه هذا التدويل من تطورات لا يمكن التكهن بها...
يشار الى ان عبد الله يحيى السلال ولد عام 1917، هو أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية عند تسلم منصبه في 1962 اطيح به في انقلاب تم في 5 تشرين الثاني 1967 أثناء زيارته للعراق حيث كانت الحرب الأهلية بين الجانب الملكي والجانب الجمهوري لا زالت قائمة, انتقل بعدها للاقامة في مصر التي ظل فيها حتى صدور قرار الرئيس علي عبد الله صالح في ايلول 1981 بدعوته مع القاضي عبد الرحمن الارياني للعودة إلى الوطن, توفي بمدينة صنعاء في 5 اذار 1994.
" سوريا نيوز "
المملكة اليمنية والاحتلال البريطانى
http://www.youtube.com/watch?v=oxzMG-Hwbis&feature=related
حد من الوادي
11-16-2011, 12:25 AM
اليمنيين وكذبة ثورة سبتمبروعادهم يقولون 26 سبتمبر ولايخجلون وهم غزتهم مصرعبد الناصربدعم روسي مكشوف لتصديرالشيوعية للجزيرة العربية
ولكن نحمد الله ان قبايل خولان وبعض من حاشد واجهو عبد الناصروجحافلة بالنهار مع الجيش المصري ؟
وبا لليل مع الملكية الى ان ركعوة وركعوروسياء معة ؟
ولكن روسياء تئا مرت مع بريطانيا واستلمت دولة اتحاد الجنوب العربي ( خليج عدن وبا ب المندب )
وحضرموت بحرالعرب ؟
الى ان اعلنوانهيارهم وانسحبو منها الا انة للاسف سلموها لعساكرالجمهورية العربية اليمنية وقبايلها وكلة من الجالية اليمنية حوشي حزب الشيطان الاشتراكي العميل سابقا للسوفييت وحاليا لليمن انهم ( الطابورالخامس )
وعبدالناصريكذب يقول جيزان احتلتها السعودية ونجران وسيسترجعها وسيحارب مع اليمنيين لتحقيق ذالك وهويعرف ان جيزان دولة مستقلة يحكمها الإدريسي اللذي تحالف وانظم الى المملكة العربية السعودية بحريتة وحرية شعبة؟
مؤسس المملكه اليمنيه UK Almtclaih Yemen
http://www.youtube.com/watch?v=8HZvDer7SzU&feature=related
المملكة اليمنية والدوله الادريسية
http://www.youtube.com/watch?v=SjlZryL0EL0&feature=related
المملكة السعوديه والمملكة اليمنية معاهده الطائف
http://www.youtube.com/watch?v=sbuNUJurgG0&feature=related
الخاتم*
11-17-2011, 09:12 AM
رحم الله فيصل بن عبد العزيز واسكنه فسيح جناته اللهم امين
عبد الناصر لم اتي لليمن ولاكن هم من ذهبوا اليه في وقت كانوا سوف يرمون انفسهم حتى في احظان الشيطان كما فعل الجنوبيون بانفسهم فهم من ذهب لعلي عبدالله صالح واليوم هم منه يصيحون هذا جزاء من يولي جاهل على دوله ومقالت الحضرمي ( السلاح في يد السفله يزل ) والبيب بلاشاره يفهم يافهيم
حد من الوادي
11-24-2011, 01:45 AM
أول فيلم وثائقي عن اليمن في البعثة السوفيتية
http://www.youtube.com/watch?v=nHrd33Jp3rk&feature=relmfu
احتجاز المشير عبدالله السلال في القاهرة لعشرة اشهر
http://www.youtube.com/watch?v=uTXkr4rTHWE&feature=related
الاحتلال المصري للمملكة المتوكلية اليمنية
كان بالوكالة عن الشيوعية العالمية وشاهدو العلم المصري يرفرف في ميادين صنعاء المحتلة؟
وكيف يسجن رئيس الجمهورية العربية اليمنية في القاهرة لعشرة إشهر
واسمعو ما يقولة السوفييت عن الغزولليمن بالوكالة
حد من الوادي
11-30-2011, 08:12 PM
توالت النكبا ت على شعوبنا بعد الاحتلال المصري لصنعاء وتعزوالحديدة ( واقاموعليها ماسمي بالجمهورية العربية اليمنية )
ودخلت الشيوعية للمنطقة والعملاء الخونة لله والعروبة والوطن ؟
http://www.youtube.com/watch?v=kH5OrE697Os&feature=related
وهاهوالعميل عبد الشيطان والشاويش يعقدون صفقة بيع هويتنا وبلادنا ونحن خارج الساحة؟
http://www.youtube.com/watch?v=YEQO1b3bQPo&NR=1
علي ناصروالسوفييت
http://www.youtube.com/watch?v=GgS_cI6FYfk&feature=related
(1 ) مقابلات تلفزيونية حول أحداث 13 يناير 1986م - عدن - اليمن
http://www.youtube.com/watch?v=c7OtGKNR430&feature=related
--------------------------------------------------
جرايم الاحتلال اليمني الهمجي بحق شعب الجنوب العربي المحتل
http://www.youtube.com/watch?v=FMSUsAo7HUM&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=-gx195opLUU&feature=related
المشجري العد يلي
12-02-2011, 08:10 PM
الى جنة الخلد ياأ باخــالد رحم الله البطل لعربي القومي الشجاع جمال عبد الناصر
عبد الناصرلم يغزو اليمن عبد الناصر لم يسئ لليمن
عبد الناصر وقف الى جانب الثوره اليمنيه والى جانب الشعب اليمني
عبد الناصر لم يكن مستعمر وعندما انتصرت الثوره في اليمن ودع اليمن
جيش مصر الاراضي اليمنيه بكل احترام وودع الشعب اليمني جيش مصر
وبدا عبد الناصــر بدعم أبطـال ثوره أكــــــــــــتــوبر في جنوب اليمن عربي قومي ليس مستعـمر
ولا عميل عبد الناصـر معروف لكل شعوب العــالم راجع معلومات يا اخي تحياتي للميع
حد من الوادي
12-11-2011, 02:51 AM
رسالة من عدن حول "الربيع العربي"
- بقلم : د. عبدالله المدني
السبت, 10 ديسمبر 2011 22:46
الخليج – لندن " عدن برس " -
تلقيت رسالة إلكترونية من مواطن يمني من عــَدن، يعقـّب فيها على ما كتبته مؤخراً حول ما يـُسمى بـ "الربيع العربي". ولأن ما جاء في الرسالة مهم وكـُتب من وحي ما شاهده صاحبها بنفسه خلال السنوات الأربعين الماضية من عمره من أحداث وتطورات عصفت بالبلاد العربية، رأيت أن أشارك القارىء الكريم فيه.
يبدو المواطن اليمني في تعقيبه محبطاً ومتشائماً من كل ما يجري اليوم على الساحة العربية تحت مسمى "الثورات الشعبية" أو "الربيع العربي"، بل يكاد يجزم بأن ما سيأتي لاحقاً أسوأ بكثير مما مر سابقاً على نحو ما كشفه لنا التاريخ العربي الحديث في مصر والعراق وسوريا وليبيا. أما السبب، كما يقول، فهو أن شعوبنا العربية وساستها وأحزابها وتنظيماتها لا تعرف معنى ومضامين الديمقراطية التي تطالب بها في الساحات والميادين، لأنها ببساطة شديدة لم ترب على هذا القيمة النبيلة وما يشتمل عليها من عدالة ومساواة وتسامح وإيثار وحوار حضاري واحترام للقانون وللآخر المختلف، وبالتالي فهي معرضة للانحراف نحو الفوضى والتسلط باسم الديمقراطية.
وأستطيع هنا أن أضيف على لسان كاتب الرسالة ألا مستقبل للديمقراطية في أي مكان، إلا بوجود الديمقراطيين، وهؤلاء للأسف عملة نادرة خصوصاً في مجتمعاتنا العربية التي باتت تكتظ بالإقصائيين والطائفيين والموتورين سياسياً، وبالتالي فإن من يزعم بأن الديمقراطية لا تناسب إلا المجتمعات المتقدمة التي اخترعتها وروجت لها ورسختها في الأرض على مدى عقود من العمل المؤسساتي والسياسات المنهجية، قبل أن تقطف ثمارها، لا يقول باطلاً.
ولنأخذ في هذا السياق عدن (مسقط رأس صاحب الرسالة) كمثال. فهي كانت، إلى ما قبل الانسحاب البريطاني منها في منتصف الستينيات تقريباً، جنة من جنان الدنيا بالمقارنة بما حولها، ومؤهلة أكثر من غيرها لتكون كياناً واعداً في جنوب الجزيرة العربية بفضل ما تركه المستعمر فيها من بنية تحتية جيدة نسبياً، وكوادر بشرية متعلمة ومدربة، وأجواء ثقافية تنويرية متسامحة، ولبنات أولى لإقامة مجتمع سياسي ديمقراطي تعددي، ناهيك عن موقعها الاستراتيجي المثالي كحلقة وصل ما بين الشرق والغرب، وروح شعبها الخلاقة.
ولا أبالغ لو قلت إن عدن كانت وقتذاك مؤهلة لتصبح مثل أو حتى أفضل من سنغافورة، لو وجدتْ الحكومة الوطنية المحنكة والسياسي المتمتع بالرؤية الصائبة لقيادتها بعيداً عن العنتريات، والشعارات والأحلام الرومانسية. بل من المؤكد أنها كانت ستسلك درباً مختلفاً لو تمسك شعبها بما رسمته لها الإدارة الاستعمارية قبيل انسحابها، والمتمثل في كيان اتحادي تحت مسمى "اتحاد الجنوب العربي" الذي شمل سلطنات ومحميات ومشيخات جنوب اليمن، وكان شبيها إلى حد بعيد بما رسمه الإنجليز لمستقبل سلطنات الملايو قبيل انسحابهم منها عام 1957، وذلك حينما أسسوا لنموذج ملكي غير وراثي فريد تحت مسمى "الاتحاد الماليزي"، يتداول فيه سلاطين الولايات الحكم مداورة في ظل نظام ديمقراطي تعددي.
غير أن حظ عدن كان مغايراً لحظ سنغافورة والملايو بسبب التدخلات العربية في شؤونها، وخصوصاً من قبل الأنظمة العربية الثورية التي حرضت على الكيان المذكور ووصفته بالمؤامرة الامبريالية، بل وجندت كل ما تملك من أجل أن تكون لها كلمة وموقع قدم في خاصرة شبه الجزيرة العربية لترويج أجنداتها البائسة.
وهكذا رأينا انهيار حكومة اتحاد الجنوب العربي سريعاً، وغياب الزعيم المحنك ذي الرؤية الثاقبة، مقابل بروز العشرات من الساسة والتنظيمات المرتهنة للإيديولوجيات الشمولية، والأفكار القمعية، والشعارات الفضفاضة من تلك التي كان يؤمن، بها نظراؤهم في القاهرة وبغداد ودمشق وبيروت، علما بأن كل واحد من هؤلاء لم يكن معنياً بالجنوب العربي كوطن وشعب واقتصاد ومستقبل قدر اهتمامه بأن يكون زعيماً يصارع الآخرين على كعكة السلطة، أو مُنفـّذاً وحيداً لما يعتقد أنه الأصوب والأفضل.
من الأسماء التي برزت في تلك الحقبة المفصلية من تاريخ الجنوب العربي أتذكر المرحوم "عبدالله الأصنج" زعيم اتحاد نقابات العمال، والمرحوم "عبدالقوي مكاوي" الذي صنعته الناصرية ليكون صوتها هناك، والمرحوم "قحطان الشعبي" المتماهي مع أفكار المتطرفين من القوميين العرب (جماعة جورج حبش ونايف حواتمة) والذي صـُفي جسدياً على أيدي رفاق له أشد تطرفاً.
في برامج هؤلاء وغيرهم من رموز تلك المرحلة لم نقرأ شيئاً عن الديمقراطية أو ما تشتمل عليه من قيم نبيلة، مقابل تركيز شديد ومكرر على شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية.
حينما أتذكر تلك المرحلة، التي كنا فيها أسرى لما تذيعه إذاعة صوت العرب(خصوصا برامجها الموجهة للجنوب العربي وأغنية "إسكندر ثابت" الثورية التي يقول مطلعها "سلامي ألف للدولة، وللعسكر، وللشجعان في الأشعاب والبندر") وأسرى لتخرصات مذيعها الأشهر "أحمد سعيد"، المدغدغة للعواطف، أعلم كم كنا مخدوعين، وكم أسكرتنا الرومانسية الثورية التي لم نستفق منها إلا بعد أن غزا الشيب مفارقنا. حينها فقط أدركنا قيمة الديمقراطية في حياة الأوطان والشعوب، وأدركنا معها أن الديمقراطية الحقة لا تأتي بين يوم وليلة، وإنما هي حصيلة تجارب تراكمية طويلة، وأن احتمال فشلها كبير في المجتمعات الموبؤة بالطائفية والعصبيات والنزعات الإقصائية واختلاط السياسي بالديني.
من سوء حظ عدن أنها لم تنجب شخصاً مثل "لي كوان يو" الذي تصدى لمشاكل بلده (سنغافورة) بعد الاستقلال عن بريطانيا بحكمة وروية، وابتعاد تام عن الضجيج والصراخ والشعارات الرنانة ودعوات التخلص من الإرث البريطاني الإمبريالي (رغم أنه بدأ حياته السياسية اشتراكياً)، مقابل التركيز على تمتين السلم الأهلي، وبناء هياكل الدولة المدنية الحديثة، وتحقيق النمو والازدهار الاقتصادي، قبل الشروع في الانفتاح السياسي. وهذا يشبه ما فعله نظيره الماليزي "تنكو عبدالرحمن" وخلفاؤه من بعده (ولا سيما مهاتير محمد) حينما رسخ المجتمع الديمقراطي التعددي وأركان الدولة المدنية الحديثة، وأطلق عجلة التنمية الاقتصادية، بصورة معاكسة لما كان يقوم به نظيره الإندونيسي "أحمد سوكارنو" من تكميم للأفواه، وتهديد للجيران، وتبديد للثروات.
ويمكن القول إن الزعيم الهندي "نهرو" - رغم ما يؤخذ عليه حول سياساته الاقتصادية الاشتراكية - سبق نظيريه السنغافوري والماليزي، ونجح قبلهما لجهة بناء هياكل دولة ما بعد الاستقلال الحديثة المؤطرة بالديمقراطية والعلمانية والفيدرالية، وذلك رغم ضخامة التحديات والضغوط الداخلية والخارجية في الحالة الهندية.
باحث ومحاضرأكاديمي في الشأن الآسيوي من البحرين
[email protected]هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته
نقلا عن " الاتحاد " الاماراتية
حد من الوادي
12-29-2011, 04:16 PM
التنافس السعودي القطري وأثره على اليمن
احمد صالح الفقيه الاربعاء 2011/12/28 الساعة 08:16:02
في فضيحة ديبلوماسية غير مسبوقة كان الخطر الذي علمت به السعودية من مسؤولين ليبيين ارتقوا سلم المسؤولية بعد أن وضعوا أيديهم على تسجيلات في باب العزيزية بين القذافي والشيخ حمد؛ أمير المشيخة، وكذلك بين القذافي وحمد الثاني؛ رئيس وزرائه ووزير خارجيته،هو الاكبر من نوعه الذي تتعرض له العائلة المالكة السعودية بالنظر الى قدرات قطر المالية، وعلاقاتها الوثيقة بالغرب، ووهابية قياداتها الذين ينحدرون من ذات القبيلة التي ينتمي اليها آل سعود. ولعل ذلك ما دفع الملك السعودي ليقول في افتتاح قمة مجلس التعاون الخليجي إن "بلادنا مهددة بأمنها واستقرارها" ، ومكمن الأسرار كانت في المحادثة الأولى التي كان فيها القذافي مستمعاً أكثر منه متحدثاً إلا من بعض التعليقات، إذ إنه عمد إلى تسجيل المكالمة، لأنه لم يكن يثق بأمير قطر، رغم خلاف الاثنين مع السعودية حينذاك.
وفي المحادثة يقول حمد: "إن النظام السعودي ساقط لا محالة على يدي قطر، وإن قطر ستدخل يوماً إلى القطيف والشرقية وتقسم السعودية، فالنظام هرم، والملك عبدالله مسكين ومجرد واجهة، ولا أمل في الجيش السعودي لإحداث تغيير".
وفي مقطع آخر يقول حمد: "إن أميركا وبريطانيا طلبتا منه تقريراً عن الوضع في السعودية، وأعربتا عن نيتهما بالخلاص من النظام والإطاحة به، لكنهما يخشيان من حكم إسلاميين غير مرغوبين، ولذلك فإن قطر تستأثر الآن بالتميز، وهي استطاعت أن تسحب الامتياز من السعودية، ونقل القواعد الأميركية إليها، كما استطاعت أن تكسر احتكار وهيمنة السعودية تدريجياً، وأن تفرض نفسها على المنطقة العربية".
أما حمد الآخر، أي حمد بن جاسم، فقال في محادثته مع القذافي: "إن قطر تشتغل على ضرب السعودية اقتصادياً وسياسياً، وإن هناك ثورة شعبية وشيكة".
وتقول المعلومات، إن هذه المحادثات التي استمع إليها مسؤولون ليبيون بدقة قبل منحها للسعودية، هي التي كانت العامل الأول لاشتباكات الميليشيات الليبية فيما بينها، وإعلان بعض المسؤولين عداءهم الواضح لقطر، الأمر الذي تسبب بتظاهرات مناوئة لمشيخة الحمديْن في ليبيا.
وكانت صحيفة الـ “فايننشال تايمز“،البريطانية قد قالت في احدى افتتاحياتها في نوفمبر الماضي إنه بسبب تراجع القوى التقليدية كمصر وسورية بسبب الربيع العربي، وبسبب التنافس السعودي الإيراني، برزت قطر كأبرز لاعب دبلوماسي عربي، مدعومة بقوة مالية، وإعلامية متمثلة بقناة “الجزيرة”.
وفيما ترى الصحيفة أنه بينما تمثل هذا الدور القطري في دعم الثوار الليبيين بالسلاح لاسقاط العقيد معمر القذافي، وبالدور الدبلوماسي لزيادة عزلة الرئيس السوري بشار الأسد، فإنها تشير إلى أن هذه “الإمارة الوهابية” لها علاقات جيدة مع مجموعات إسلامية كحماس، وحزب الله، وفي الوقت ذاته دعمت حملة السعودية ضد المتظاهرين في البحرين.
وترى الافتتاحية أن علاقات قطر ودبلوماسيتها تطرحها كحليف أفضل من السعودية للغرب، خاصة وأن علاقتها مع الإسلاميين في المنطقة ذات أهمية كبيرة، حيث أن نفوذهم يتزايد بعد الربيع العربي.
ولذا تدعو الافتتاحية الغرب إلى تمتين العلاقة مع قطر عبر تشجيع المباردات السياسية كالتي طرحها أمير قطر الشيخ حمد بن آل ثاني بإعلان الانتخابات في العام 2013، وترى أن ذلك يمكن أن يتم عبر التواصل أكثر مع قطر مستفيدين من وجود قاعدتين أميركيتين وما يزيد على الـ 13 ألف جندي أميركي على أراضيها، وعبر علاقات قطر مع الإسلاميين، وحتى عبر العلاقة مع إيران التي ستخدم الدبلوماسية الغربية.
وتقوم دولة قطر منذ فترة بسحب البساط بشكل حثيث ومستمر من تحت ارجل السعودية لتكون البديل الامريكي المتقد حماسا في منطقة الخليج ، وتفعل قطر في سبيل ذلك سياستها الخارجية بشكل ناشط عن طريق التدخل في دول الربيع العربي وتنفذ بذلك اجندات امريكية لضرب انظمة معارضة للسياسة الامريكية مستغلة انعدام الديمقراطية في تلك البلدان ، رافعة شعار الوساطة وانقاذ الشعوب ، وقد كان لافتا ايضا في الفترة الاخيرة ان قطر تبنت علنا رفع شعار الدعوة الوهابية في سبيل استقطاب مشايخ السلفية التكفيرية لتكون تحت جناحها سواء اولئك الموجودين في السعودية او بقية الدول العربية
والآن وقد غادر الأميركيون يجرون خيبتهم السياسية والاقتصادية من العراق، ازدادت مخاوف الشيخين حمد بن خليفة وحمد بن جاسم، مع ظهور وثائق تثبت تورطهما مباشرة في لعبة استخبارات أميركية - بريطانية واسعة النطاق، وغير بعيدة عنها أصابع "الموساد"، وربما الأخيرة هي المحرك المباشر إذا صدقت معلومة جرى تناقلها في أروقة خليجية؛ أن النظام القطري لا يمكنه أن يرفض أي طلب له أو أي أمر بسببب الملفات التي يمتلكها الموساد، ولذلك يعتريه خوف يصل إلى درجة الرعب، ولا يتردد في تنفيذ أي شيء.
طموحات قطر لا تقتصر على لعب دور اقليمي مؤثر وبديل للسعودية ، وانما تسعى للتحريض لقلب نظام الحكم في السعودية نفسها ، خاصة ان السعودية سبق لها وان حاولت قلب نظام الحكم في قطر او زرع جواسيس في تلك الدويلة الصغيرة ، والتي سرعان ما القت القبض عليهم السلطات القطريه وافشلت محاولتهم الانقلابية ، مما اوقع الحرج على الدولة المحرضه وهي السعودية والتي انكشف دورها التآمري على دول الجوار.
ولكن الدور القطري لم يمض دون منغصات حيث يبدو بالفعل أن أيام عسل الثوار الليبيين مع دولة قطر قد إنتهت ..! وخصوصاً بعد ما أشيع عن التدخل القطري في تسيير الشأن الداخلي الليبي ما بعد الإطاحة بنظام القذافي. وبحسب تصريحات الكثير من المسؤولين والشخصيات السياسية المستهجنة للدور القطري السلبي، والإعتقاد بأن العناصر السياسية المدعومة مباشرة من قطر قد سيطرت فعلاً على جميع المرافق والمؤسسات الحيوية بالبلاد، ومن ضمنها مؤسسة التلفزيون والراديو الرسمي، والتي إحتج عدد من الاعلاميين والمثقفين على إحتكار تيار الإخوان المسلمين لمؤسسة الإعلام الرسمي
وكنت قد كيبت في مقالة نشرت في اوائل اكتوبر الماضي أن مايجري في اليمن اليوم هو صراع قطري سعودي لاثبات الجدارة امام ولي نعمتهما الاميركي، ضمن سياق الثورة المضادة التي تستهدف ثورات الشعب العربي وحرفها لتصب في صالح الامبريالية الامريكية الغربية واسرائيل. وما لم تتمكن الامبريالية من تحقيقه عبر(الصدمة والرعب) في العراق ثم في لبنان في تموز 2006 ثم في غزة فيما بعد، من كي الوعي العربي، واشعاره بالعجز والياس من الخلاص من نيرها ونير عملائها الحكام، وتحرير فلسطين، تعمل اليوم على تحقيقه بيد العرب انفسهم.
فقطر تحاول ان توصل حلفاءها من الاخوان المسلمين الذين لفطتهم السعودية بعد احداث الحادي عشر من سبتمير والتقطتهم هي لتروج لهم في الغرب بالمثال التركي (الاخواني الاصل) ولدى الشعب العربي عبر قناة الجريرة بغرض ايصالهم الى السلطة لتحدي النفوذ السعودي في العالم العربي والذي قام على اساس رشوة الرؤساء والشخصيات السياسية في الاقطار العربية من فوائض البترودولار.
"الاخوان المسلمين" في اليمن ليسوا حركة نضالية كما كانوا في مصر او تونس بل هم عبارة عن ذيل للنظام اليمني وشركاء له في نهب البلاد والعباد بشقيهم القبلي والكهنوتي الاخواني والسلفي.
التجمع الذي طالما كان في هويته ونشأته وتاريخه اداة سعودية في اليمن، ويتصرف المكون الاخواني فيه بردة فعل على تصريح الامير نايف عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر "ان الاخوان المسلمين سبب كل المشاكل التي عانت منها البلاد" وهم يعملون وينتظرون متلمظين عودة شهر عسلهم السعودي فيقدمون الخدمة المجانية تلو الأخرى.
الإخوان المسلمون تأسست حركتهم بتمويل من القصر الملكي المصري لضرب حزب الوفد العظيم آنذاك ودعمتهم بريطانيا لنفس السبب لان الوفد كان يطالب بالاستقلال.
وتاريخ الإخوان المسلمين هو تاريخ العداء لثورة يوليو 1952والعمالة للسعودية في صراعها مع حركة التحرر الوطني العربية بقيادة جمال عبد الناصر.
الخلاصة هم كحركة وحزب مشبوهون تربوا على الخيانة والعمالة ولا خير فيهم.
.الصراع السعودي القطري يجرى في اليمن على حساب الدماء اليمنية ولكنن اليمنيين سينتفضون على هذه الاطراف وسيتخلصون منهم قريبا جدا . ولقد انتشر الوعى بين الناس في الساحات والمدن والقرى واصبحوا يدركون بانهم يجب الايموتوا من اجل تحقيق مصالح هؤلاء المتنفذين الذين اشتركوا معا طوال 33 عاما في نهب البلاد وتعذيب العباد .
شارك التجمع اليمني للاصلاح في ما شهدته صعدة من قصف وقتل وتدمير همجي عبر البيشمركة الحاشدية، كما شارك في معظم حلقات مسلسل الطغيان وحكم الطاغية الجاثم على صدور اليمنيين طوال هذه ثلاثة عقود بما في ذلك اجتياح الجنوب ونهبه.
وها هو بهيمنته على الساحات يكاد يجهض الثورة الشعبية الكبرى، وتخوضمليشياته معارك بالهراوات والسلاح الابيض توازرها فرقة الجنرال سئ الصيت علي محن الاحمر ضد ثوار تعز الذين قدموا الى صنعاء لاحياء جذوة الثورة فيها والتي كادت تخبوا جراء القبضة الحديدية لميليشيات الاصلاح على ساحة الثورة. مسار الحواار السياسي القاتل للفعل الثوري أبرزه السيد عبدالرحمن الجفري بحصافة حيث قال في حديث مع المصدر اون لاين:
"إن أي حوارات في ظل ثورة هو إضعاف للثورة.. ولم يحدث في التاريخ شيء من هذا إلا في اليمن ".
وأضاف في هذا الحوار مع "المصدر أونلاين" إن القول بأن اليمن له خصوصيته "نعم له خصوصيته لكن الثورة الأشخاص والأفكار والسلوك.
معضلة ثورتنا أن هذا التجاوز لم يكن متوفرا لدى من نصبوا أنفسهم قادة لها بقوتي المال والسلاح.
منذ سقوط الدولة الحميرية على يد أبرهة لم يحكم اليمن شيخ أي من قبائل اليمن الكبرى وذلك لان القبائل الأخرى ترفضه فورا. وكان أقصى ما يصل إليه اقوي المشايخ هو دور صانع الملوك وليس دور الملك. واستنادا إلى هذه الحقيقة الاجتماعية السياسية التاريخية حكم الأئمة اليمن ألف عام وهم ليسوا منها.
كان القبول بمشايخ حاشد آل الأحمر ممثلين بالإصلاح على قمة الثورة وفي صدارتها خطأ سياسيا فادحا ودليلا على الجهل المعرفي والقصور السياسي ذلك انه أدى إلى استنفار قبائل بكيل إلى جانب النظام.
ولن تنجح هذه الثورة إلا عندما ينجح الثوار الحقيقيون في الساحات بإزاحة رموز الماضي البغيض من صدارة الثورة ويسيطروا على ساحاتهم وتصبح الثورة حالة متجاوزة لرواسب الماضي.
أما باستمرار الحال كما هو عليه اليوم وبقاء آل الأحمر المشايخ والأحمر علي محسن على صدارتها فان قصارى ما يمكن أن يتحقق هو تقاسمهم السلطة مع المؤتمر الشعبي العام لتدشين مرحلة أسوأ من حكم علي صالح المنفرد.
أيضاً لها سماتها وخصوصياتها وآلياتها وأدواتها وليس من ضمن ذلك الحوار مع نظام لإقامة تقاسم للحكم معه بينما الثورة قامت لإسقاطه".
وأشار إلى أن النظام كان يتساقط في شهر مارس الماضي، وكان حتماً سيسقط ذلك الشهر لولا الحوارات التي كانت تجري فيما دم الشباب الشهداء لم يجف ولم تشيع جنائزهم الطاهرة بعد. انتهى.
الثورة حالة متجاوزة لرواسب الماضي فكرا وسلوكا ولكن بشرط أن يحدث التجاوز لدى الثوار ويتمظهر في الأشخاص والأفكار والسلوك.
معضلة ثورتنا أن هذا التجاوز لم يكن متوفرا لدى من نصبوا أنفسهم قادة لها بقوتي المال والسلاح.
منذ سقوط الدولة الحميرية على يد أبرهة لم يحكم اليمن شيخ أي من قبائل اليمن الكبرى وذلك لان القبائل الأخرى ترفضه فورا. وكان أقصى ما يصل إليه اقوي المشايخ هو دور صانع الملوك وليس دور الملك. واستنادا إلى هذه الحقيقة الاجتماعية السياسية التاريخية حكم الأئمة اليمن ألف عام وهم ليسوا منها.
كان القبول بمشايخ حاشد آل الأحمر ممثلين بالإصلاح على قمة الثورة وفي صدارتها خطأ سياسيا فادحا ودليلا على الجهل المعرفي والقصور السياسي ذلك انه أدى إلى استنفار قبائل بكيل إلى جانب النظام.
ولن تنجح هذه الثورة إلا عندما ينجح الثوار الحقيقيون في الساحات بإزاحة رموز الماضي البغيض من صدارة الثورة ويسيطروا على ساحاتهم وتصبح الثورة حالة متجاوزة لرواسب الماضي.
أما باستمرار الحال كما هو عليه اليوم وبقاء آل الأحمر المشايخ والأحمر علي محسن على صدارتها فان قصارى ما يمكن أن يتحقق هو تقاسمهم السلطة مع المؤتمر الشعبي العام لتدشين مرحلة أسوأ من حكم علي صالح المنفرد.
التجمع اليمني للإصلاح رمز بغيض من رموز عهد علي صالح، جرى إنشاؤه بناء على طلبه وبدعم تام منه، وشارك في أبشع جرائم صالح وهي اجتياح الجنوب وقام بنهب مقدرات الدولة فيه ونهب أراضيه لصالح إفراد من رموز الإصلاح، ثم التنازل عن حقوق اليمن في أراضيه للسعودية ولعب دور السمسار العميل في تلك المهزلة والخيانة الوطنية الشائنة.
الحزب الاشتراكي ارتهن للاتحاد السوفييتي وحكم الجنوب بالحديد والنار وارتكب كثيرا من الفظائع فيه. فهل هذه الأحزاب وأمثالها هي رموز المستقبل وأي عقل يمكن إن يقبل بها قائدة لثورة تتجاوز رواسب الماضي؟
اللقاء المشترك يلعب دور العميل للمشروع القطري التركي ويسوق جماهير الثوار إلى معابر الامبريالية الأمريكية وكأنهم قطيع من الأغنام تماما كصالح عميل السعودية ووكيل الامبريالية الأمريكية التي تريد ان تحقق بعملائها ما لم تتمكن من تحقيقه (بالصدمة والرعب) في العراق وفي لبنان 2006 وفي غزة 2009." انتهى.
هذا الوضع الشعبي للقاء المشترك يجعل فوزه بأي حصة مهمة في الانتخابات النيابية القادمة موضع شك عميق، ومن ثم إهدار أي إمكانية لتغيير النظام الذي يجمع الشعب على ضرورة تغييره. بل إنني واثق من إن التجمع اليمني للإصلاح سينشق على نفسه وستذهب غالبيته إلى التحالف مع نظام صالح ضد قوى الثورة، خوفا من خسارة فرصة الوصول الى السلطة في وحود الحوثيين والحراك والمؤتمر.
الحوثيون الذين تحركوا في العقد الاخير من حكم صالح بالاسلوب الذي يفهمه، أبعدوا عن أنفسهم تهديده ولو مؤقتا. أما الجنوبيون فلا بد وسيخوضون حربا لانتزاع حقوقهم من الاوغاد المطنطنين بالوطنية، سواء كانوا من بقايا نظام صالح أو من المعارضة. بقية البلاد وخاصة في إب وتعز وتهامة لن ينالوا شيئا الا اذا استعادوا مسيرة الجبهة الوطنية بشكل من الاشكال، لان الظلم عندهم قد ترسخ وضرب في الارض بجرانه، وقلعه بحاجة الى كفاح مرير.
ربما يختصر تحالف واسع يضم قوى المضطهدين من تهامه وإب وتعز، واساسه القوي الحراك الجنوبي والحوثيون، المراحل، ويخلق يمنا جديدا قائما على العدل والمساواة، ولكن مثل هذا التحالف سيواجه تحالفا مضادا شرسا وقويا اساسه المشايخ وعملاء السعودية عسكريين ومدنيين، ولابد (كما كان كمال جنبلاط يقول عن المارونيين) من اسقاطهم عسكريا لكي يتحجموا سياسيا، فلا يكون لهم وزن اكبر من حجمهم الطبيعي في البلاد.
المؤسف أن الكثير من الشباب يعلقون آمالهم على السعودية ودول الخليج، ولايدركون أن اضعاف اليمن وتمزيقه والابقاء عليه متخلفا سياسة سعودية تنفذ بدأب واصرار، وأن الخروج من هذه الدوامة المصيدة يتطلب إرادة وطنية واعية تدرك مسلسل الجرائم السعودية تجاه اليمن.
احتلال عسير والربع الخالي 1936 الاراضي اليمنية حدها الشمالي ميناء الليث ووادي الدواسر، سبع سنوات من الحرب الممولة سعوديا بعد ثورة سبتمبر 62 ، اعتداء مسلح على جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية واحتلال شرورة والوديعة69، التآمر على رئيس اليمن ابراهيم الحمدي وشراء ذمم ضباط يمنيين منهم علي صالح لاغتياله،صرف آلاف الملايين عن طريق اللجنه الخاصه لشراء ذمم المسؤولين والمشايخ. ادخال الفتنه الوهابية الى اليمن وبذر الشقاق بين اليمنيين .وهذا قليل من كثير.
مئات الآلاف من اليمنيين القتلى والجرحى والمشوهين ضحايا سياسات السعودية ليسوا وهما وهي سياسة مستمرة . وصف النائب القاضي اغتيال الحمدي بتدبير من طراد الحارثي السفير وصالح الهديان الملحق العسكري في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز بانه كان كارثة على اليمنيين تساوي اوتفوق كارثة انهيار سد مارب.
المعاملة المسيئة السيئة لليمنيين الباحثين عن عمل تذر الملح على الجراح. كم طالب اليمن بالانضمام الى مجلس التعاون وذهبوا يبحثون عن المغرب والاردن! ليس هناك ادنى استعداد للتكفير عن بعض السيئات. بالامس لم تنفع التورنادو والتايفون في صعدة الا في قتل المواطنين في اسواقهم وقراهم اما الميدان فله شأن آخر. والسعودية سادرة في غيها وعلى راي المصري عادل امام "والحسابه بتحسب" واللقاء يوم الحساب.
في كل قرية يمنية هناك اليوم مسجد وهابي يكفر رواده الزيود، والشوافع (اشاعرة وصوفية)، وهناك مسجد اصلاحي نصف وهابي لا يظهر رواده نفس الحدة، لانه بني لمكافحة الشيوعية (الجبهة الوطنية)، وهؤلاء حلفاء للاقطاع الظالم في المناطق الوسطى وتهامه وتعز والجنوب. وكله بتمويل سعودي وخليجي يؤسس لانقسام وفتنة طائفية على مستوى القرى في اليمن فهم يعتقدون بحق ان اضعاف اليمن قوة لهم وضمان لهيمنتهم عليه.
يقال والعهدة على الراوي ان 75 % من اليمنيين يسكنون الارياف، والحقيقة الثابتة أن المشايخ مهيمنون هناك، ونظام صالح قام على التحالف مع المشايخ، ولكن طابور المنتفعين والمبتزين طال، وشعر صالح في السنوات الاخيرةأن مخالبه قد اكتملت، وأنه بات قادرا على الانتقاء من هذا الصف.
السنوات الـ 33 منحت هؤلاء المشايخ صغارهم وكبارهم حقوقا مكتسبة، كل حسبما اكتسب من حجم في تجارة الحروب واغتصاب الاملاك العامة وابتزاز المال العام. وهم ليسوا على استعداد للتنازل عنها، ولذلك اتجهوا الى الساحات عند ظهورها. هؤلاء المشايخ ليسوا مجرد شريحة بل انهم بثقلهم الكبير يمثلون اغلب اليمنيين واقعيا.
مشاريع الفيدرالية، والمحلي واسع الصلاحية أو كاملها، أو المخاليف، ستصب كلها في ايديهم، او في ايدي من هم على استعداد لمواصلة توفير ما يرونه حقوقهم المكتسبة. ا
اليمن بحاجة الى تثوير في الجذور اذا كان سيقدر له ان يلامس افق الحداثة. وبالامس قلت لالهام علوان ان الواقع المعقد يحتاج الى حلول معقدة تعقيد الحلول الماليزية.
تمت الطباعة في 2011/12/29 : الساعة 16:05
حد من الوادي
12-30-2011, 12:14 AM
على مدى ستة أشهر . .السعودية تمول اليمن 500 ألف طن من الوقود
عدن أونلاين/رويترز
قالت مصادر من قطاع النفط يوم الخميس أن السعودية ستمنح اليمن دفعة جديدة من الوقود ملقية بطوق نجاة ثان خلال ستة أشهر لجارها الجنوبي لمنع نقص الوقود هناك من التصاعد إلى حالة من الفوضى.
وأبلغت مصادر نفطية مطلعة رويترز أن شركة النفط الحكومية أرامكو السعودية ستشتري المنتجات النفطية من السوق وستطلب من الموردين إرسال الشحنات إلى اليمن بدلا من الموانئ السعودية. وستبلغ الكميات التي يتلقاها اليمن من السعودية في يناير كانون الثاني نحو 500 ألف طن.
ودفعت احتجاجات مستمرة منذ عام لإنهاء حكم الرئيس على عبد الله صالح المستمر منذ 33 عاما بالبلاد الى شفا حرب أهلية.
وقال مصدر "هناك اتفاق حكومي بين اليمن والسعودية تشتري أرامكو بموجبه البنزين وزيت الغاز وتدفع ثمنه."
واليمن منتج صغير للنفط لكن موقعه الاستراتيجي على مضيق باب المندب الذي تنقل عبره ملايين البراميل من النفط من بين أسيا وأوروبا والأمريكتين يجعل من أي اضطرابات هناك خطرا يهدد التجارة العالمية.
وينصب الاهتمام الآن على تأمين المرور عبر الممرات المائية الرئيسية في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إيران والغرب بعد أن هددت طهران بإغلاق مضيق هرمز أهم مسار لصادرات النفط العالمية.
وأضاف المصدر "أنها اتفاق يظهر مرة أخرى من هو الصديق... عمليا هذه منحة وتبدو وكأنها خدمة. لكنها ليست كذلك."
وهذه ثاني خطوة من نوعها فقد اعتمد اليمن على ثلاثة ملايين برميل من النفط السعودي المجاني لتشغيل مصفاته في يونيو حزيران حينما كان خط الأنابيب الرئيسي بالبلاد معطلا بسبب تفجيرات.
أدهم الغزالي
01-07-2012, 10:01 PM
حتى جمال لم يسلم عليكم؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
رحم الله زعيم الامة جمال ورحمة الله الملك فيصل ..........
حد من الوادي
01-12-2012, 08:59 PM
دخول السوفييت الى المملكة المتوكلية اليمنية تحت عباأت عبد النا صروالجيش المصري فتح الجزيرة العربية للشيوعية وجراثيمها الخبيثة وماهذة الجرثومة المد عوعبد الشيطان اسماعيل الا جرثومة فرخت جراثيم احبطها الله وذهبت الى مزبلة التاريخ
واسمعوما يقول الجرثومة عبد الشيطان بالفديو
http://www.youtube.com/watch?v=kH5OrE697Os&feature=player_embedded
أخبار وتقارير
« عبدالفتاح إسماعيل» يعاود الظهور بعد 25 عام من اختفائه
الخميس 10 نوفمبر 2011 10:54 مساءً
تعز ((عدن الغد)) خاص:
عاود الزعيم الجنوبي السابق " عبدالفتاح اسماعيل" الظهور مجدداً بعد ان غياب عن الساحة دام قرابة 25 عام اثر اختفائه الغامض خلال معارك شهدتها عدن أثناء أحداث يناير في العام 1986.
وجاء الظهور للزعيم السياسي الذي حكم جنوب اليمن خلال أواخر سبعينات القرن الماضي خلال تظاهرات مناوئة للرئيس اليمني صالح شهدتها مدينة تعز التي ينحدر منها "فتاح" .
ورفع مناوئون لنظام الرئيس صالح خلال التظاهرات الأخيرة التي شهدتها "تعز" صور "عبدالفتاح اسماعيل" واصفين إياه بالزعيم الوطني الذي فقدته اليمن بشمالها وجنوبها خلال معارك سياسية سابقة .
ويرى مناهضو صالح ان رفع صور الزعيم الجنوبي السابق "عبدالفتاح إسماعيل" هو شيء من الوفاء للرجل الذي لاتزال حتى اليوم ظروف اختفائه يشوبها الكثير من الغموض حيث تعددت الروايات التي تصف الطريقة التي اختفى فيها الرجل خلال أحداث يناير من العام 1986.
وفتاح هو سياسي يمني بارز قدم إلى مدينة عدن خلال فترة شبابه قادما من مدينة تعز واستطاع خلال سنوات شبابه من ان يتمكن من حكم الجنوب وان يؤسس للحزب الاشتراكي اليمني الذي بات "الحراك الجنوبي" اليوم يتبرئ من أخطاء ارتكبها الحزب خلال فترة الحكم السياسية التي امسك فيها في جنوب اليوم قبل الوحدة اليمنية .
وفتاح إلى جانب كونه سياسي من الطراز الرفيع فهو أديب وشاعر وحضي خلال فترة حياته بنفوذ واسع في الجنوب .
adenalghad.net/news/4938.htm
جميع الحقوق محفوظة لعدن الغد © 2012
---------------------------------------------------
الرئيس الجنوبي السابق عبدالفتاح اسماعيل
'عبد الفتاح إسماعيل' (28 يوليو 1939 - 13 يناير 1986) رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الفترة من 1978 إلى 1980 ومنظّر الحزب الاشتراكي الحاكم في اليمن الجنوبي. ينتمي عبد الفتاح إسماعيل إلى أسرة انتقل عائلها من الجوف واستقر في قرية الأشعاب ناحية حيفان التابعة للواء تعز حينها ولد هناك في 28 يوليو 1938 وقد سافر الفتى الفقير عبد الفتاح إسماعيل علي على أخيه محمد إسماعيل في مدينة عدن ليواصل دراسته التي كان ابتدأها في كتاب قرية الأشعاب الواقعة في عزلة الأغابرة بمديرية حيفان من محافظة تعز حيث ولد في 28 تموز يوليو 1939.
وفي عدن واصل فتاح وهو اللقب الذي اشتهر به فيما بعد دراسته حتى أكمل الابتدائية والمتوسطة في المدرسة الأهلية بحي التواهي ثم التحق بمدرسة تدريب العمال لمصافي الزيت البريطانية. بدأ عبالفتاح نشاطه السياسي في 1959 حين انضم إلى حركة القوميين العرب التي كانت قبلة المثقفين والزعماء السياسيين المناهضين للاستعمار الأجنبي في كل البلدان العربية والمتطلعين. وشارك في إضراب نفذه عمال المصافي عام 1960 وخلال الإضراب، وزع منشوراً بمطالب العمال فتعرض للاعتقال والتحقيق وفصل من وظيفته، فعمل مدرسًا في عدد من مدارس مدينة عدن ثم نشط في نشاطاته السياسية حتى صار من أبرز قياديي حركة القوميين العرب في عدن. أصبح في عام 1964 المسؤول العسكري والسياسي عن نشاطات الجبهة في عدن، واختير عضواً في اللجنة التنفيذية القومية في عام 1965، وبعد الاستقلال عام 1967 عين وزيراً للثقافة والإرشاد القومي ووزيراً مسؤولاً عن قضايا الوحدة مع الشطر الشمالي (لم يقم باي زيارة للشمال طوال فترة وجوده على المسرح السياسي)
في عام 1969 انتخب اميناً عاماً للجبهة. وبقي في هذا المنصب حتى عام 1975.
عضو مجلس الرئاسة عام 1969.
رئيساً مؤقتاً لمجلس الشعب الأعلى عام 1971.
وفي عام 1978 عين رئيساً لمجلس الرئاسة ثم عين في العام نفسه أميناً عاماً للحزب الاشتراكي اليمني الذي حل محل الجبهة القومية.
استقال في أبريل / نيسان 1980 من جميع مهامه بحجة الأسباب الصحية، وعاش في المنفى في الاتحاد السوفيتي السابق في طشقند حتى سمح له بالعودة بعد خمس سنوات لتندلع أحداث 13 يناير / كانون ثان 1986 والتي اختفى خلالها في ظروف غامضة.
كرس نفسه كمثقف سياسي ومنظر للتنظيم الحاكم في عدن وعرف بأنه رجل الاتحاد السوفييتي كما كان يصفه خصومه داخل السلطة الحاكمة بجنوب اليمن بالرجل الكسول لاعتكافة الطويل في جبل معاشيق بفيلا (طوني بيس) وانكبابه على الشعر والأدب ومنادمة الكتاب والشعراء والمثقفين اليمنيين والعرب ….. كان له اهتمام شعري وله ديوانان (الكتابة بالسيف و(نجمة تقود البحر).
بعد أحداث 26 يونيو 1978 التي أطاحت بسالم ربيع علي سرع بالخطوات الخاصة بإعلان ميلاد الحزب الاشتراكي اليمني وظهر على السطح في أكتوبر من نفس العام بأنه مؤسس الحزب الاشتراكي اليمني وجمع بين منصب الأمانة العامة للحزب ورئاسة الدولة حيث استمر في هذا الموقع المزدوج من 27ديسمبر 1978 حتى 20 أبريل 1980.
تفجرت أزمة عاصفة مطلع أبريل 1980 بين عبد الفتاح إسماعيل ووزير الدفاع علي أحمد ناصر (عنتر) استمرت أسبوعين أفضت إلى أن يرضخ الأول لمطالب الثاني فقدم استقالته بحجة مرضه وغادر البلاد إلى موسكو في 1980/6/26.
في 7 مارس 1985 عاد عبد الفتاح إسماعيل ثانية إلى عدن بعد ضغوطات كبيرة من المنظمات القاعدية للحزب في كل مرافق الدولة والتي طالبت عودة أبو صلاح إلى البلاد ووبناَ علية اتخذ قرار العودة في الدورة 13 للجنة المركزية واصدر المكتب السياسي قرار موافقته بعودته بعد أن تبين ان عملية اقصائه كان خطاء فادح ومؤامرة حاكها على ناصر محمد زعناصرة المتامرة.
في 14 فبراير 1985 تولى عبد الفتاح إسماعيل منصب سكرتير اللجنة المركزية لشؤون الإدارة كأولى النتائج للضغوط التي مارسها التيار المناوئ لتوجهات علي ناصر محمد إضافة إلى تخلي الأخير عن منصب رئاسة الوزراء.
في الفترة من مارس 1985 وحتى أكتوبر 1985 برز اسم عبد الفتاح إسماعيل إلى السطح ثانية بوضوح أشد باعتباره أهم العناصر المرجحة للصراع المحتدم داخل الحزب الاشتراكي بين جناح علي ناصر وجناح علي عنتر ولعب دورا حاسما في التهيئة لأحداث يناير 1986 الشهيرة.
في 16 أكتوبر 1985 انعقد المؤتمر الثالث للحزب ومن خلاله عاد عبد الفتاح إسماعيل إلى المواقع المتقدمة في هيئات الحزب حيث نجح في عضوية المكتب السياسي.
في 13 يناير انفجرت الأحداث الدامية في عدن التي راح ضحيتها عشرات الالف من المواطنين الابرياء وتضاربت الأنباء والمعلومات حول مصير عبد الفتاح إسماعيل، حيث أجمعت على نجاته من المجزرة التي وقعت في مبنى اللجنة المركزية وفراره مع عدد من رفاقه ولكنها تتباين فيما جرى بعد فراره إذ أن علي سالم البيض يؤكد احتراقه في إحدى المدرعات ويعتقد آخرون أنه أغتيل بعد اقتياده من منزل القيادي الاشتراكي (سعيد صالح) وعلى يد أحد أقرباء الأخير ويدعى (جوهر) وذلك في إطار الصراع على السلطة.
في 10 فبراير 1986 أعلنت سلطات الحزب الاشتراكي اليمني في روايتها الرسمية آنذاك غموض نهاية عبد الفتاح إسماعيل وأكدت أن المدرعة التي حملته مع علي سالم البيض تعرضت لنيران أحد المواقع التابعة للقوات البحرية واستطاع البيض الخروج من المدرعة بينما ظل فيها عبد الفتاح إسماعيل وقد احترقت المدرعة ولم يعثر على أي أثر لجثته.
كرّم في عهد دولة الوحدة اليمنية ومنح عدة أوسمة بصفته أحد مناضلي الثورة اليمنية في جنوب الوطن ورفعت صورته إلى جانب صور الملوك والرؤساء المتعاقبين على اليمن بشطريه في مدخل قصر الرئاسة اليمني. خلال مؤتمر الجبهة القومية الرابع في مدينة زنجبار بمحافظة أبين، سيواجه عبد الفتاح إسماعيل أولى محطات التقاطع مع الحلول الجزئية المتحفظة فيودع السجن مع عدد كبير من قيادات الجبهة كانوا يشكلون فريقاً يرى أن إصلاح الجيش في الجمهورية الوليدة ينبغي أن يتم فورًا بإحلال الفدائيين ومليشيات الجبهة محل قيادات العهد السابق وأطلق على هذا الفريق "التيار اليساري" في مواجهة فريق كان يقول بإصلاح الجيش تدريجياً وسمي "التيار الإصلاحي".
لكن الجيش الذي كان قد قاد انقلاباً ضد التيار اليساري وزج بقادته في السجن للحفاظ على مصالحه، تراجع أمام مظاهرات شعبية كشفت حجم التأثير الهائل لأفكار فتاح ورفاقه التقدمية ويغادر فتاح معتقله ثم يسافر للعلاج في بلغاريا متأثراً بتعذيب تعرض له أثناء فترة اعتقاله ومن بلغاريا يعود إلى تعز فعدن حيث كان سالم ربيع علي قد ترأس هيئة مجلس رئاسة الشعب في 1969 بعد استقالة قحطان الشعبي إثر تطور تلك الأحداث فعين عبد الفتاح عضواً في مجلس الرئاسة وأميناً عاماً للجبهة القومية.
ظهرت براعة عبد الفتاح إسماعيل في العمل السياسي فعمل على توحيد عدد من الفصائل في الجبهة القومية، لكن ذروة عطائه السياسي والفكري تبرز أكثر حين يُنتخب رئيساً لهيئة رئاسة مجلس الشعب عقب مقتل سالم ربيع في حزيران يونيو 1978 ‘ فبعد نحو عام يكون قد نجح في توحيد كافة الفصائل السياسية في "الحزب الاشتراكي اليمني" إلى جانب قادة فصائل آخرين في تشرين الأول أكتوبر 1978 وهو ذروة مأقدمه في حياته السياسية القصيرة.في هذه الفترة،
عقب حرب اندلعت بين شطري البلاد (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، الجمهورية العربية اليمنية) في 1979، عقدت قمة في الكويت بين عبد الفتاح والرئيس علي عبد الله صالح، اتفقا فيها على إنهاء كل أشكال الاحتراب والسعي في تحقيق الوحدة اليمنية على قاعدة الدمج فأغضب هذا الاتفاق قيادات في الحزب اعتبرته ضماً للجنوب إلى الشمال، لتشكل تحالفاً ذا ثقل عسكري وقبلي ضد عبد الفتاح الذي قدم استقالته من الأمانة العامة للحزب واختار العاصمة الروسية موسكو منفى اختيارياً، ظل فيها خمس سنوات ثم عاد إلى عدن. **
عاد عبد الفتاح إسماعيل إلى عدن عام 1985 في ظل اشتداد الصراع بين علي ناصر محمد الذي كان حينها رئيساً لهيئة رئاسة مجلس الشعب وأميناً عاماً للحزب الاشتراكي اليمني ورئيساً لمجلس الوزراء وعلي أحمد عنتر الذي كان قد أقيل من وزارة الدفاع واتهم ناصر بالخروج عن الخط الاشتراكي واحتكار السلطة وكان عبد الفتاح قد عين سكرتيراً لدائرة الحزب العامة بعد عودته وتحالف مع عنتر واشتد الصراع حتى انفجر صباح 13 يناير 1986 وأودى بحياة ثلة من خيرة قيادات وكوادر الحزب كان عبد الفتاح في مقدمتهم بعد حياة مثيرة تقاسمها الكفاح والمعرفة والنضال لإرساء قيم الاشتراكية والتقدم والعدل.
--------------------------------------
تعليق حد من الوادي
كان فتاح العميل الأوحد في الوطن العربي الذي نفذ ما يطلبة منة السوفييت الى ان فتح حزبة لعموم ابناء الجمهورية العربية اليمنية وهم في بلادهم وهذة مخططات اسيادة وليست من بنات افكارة لايمكن للعميل ان يكون مبدع على ألأ طلاق انما اسيادة يضعون حولة هالة ويؤلفون لة الكتب وهومعتكف سكران وخائف لا ينتقم منة شعبنا ؟
حد من الوادي
01-15-2012, 01:06 AM
آراء واتجاهات
عدن الهوية identity of Aden-
الأحد 15 يناير 2012 12:27 صباحاً
اديب قاسم
لست أهدف لان أكون رومانسيا ولا حتى ان أكون مثاليا ، ذلك عندما أتحدث في كتاباتي عبر الصحف عن عدن .
عندما اكتب عن الخلفية الذهبية لعدن أبان حقبة استعمارية ، ليس في هذا تمجيد للاستعمار .. غير أنها عدن التي شهدت مافي هذا العالم من إمكانيات لقيام مجتمع مدني معاصر .. كان مجتمعا (( كوزموبو ليتاني)) cosmopolitan..
واليوم لم يعد كذلك وقد احتوت عدن كثير من تلك العناصر الأجنبية التي انصهرت في بوتقة عدن العربية .. وليس الأمر متوقفا على إخوتنا بل أبائنا وأهلنا المنحدرين من المناطق الداخلية hintherlands أكانت في الجنوب أم في الشمال اليمني !.. فالجميع من ولدوا أو عاشوا ردحا طويلا من الزمن في حضن عدن ، وتركزت فيها حياتهم وجرى فيها نسلهم حتى غدت مستقرهم بصفة الديمومة وهي عنصر الثبات للمواطنة المستقرة بكل مكتسباتها : السكن الثابت ، اللهجة ، الثقافة، الانخراط في هيكلها المؤسسي المتمثل في الوظيفة العامة – الانشغال بالروح العامة لعدن – من انخراط الأجيال الشابة منذ وقت مبكر في مدارسها ..من ارتيادهم لمنتدياتها الثقافية الفنية والأدبية ، وحتى السياسية ومنذ نهوض عدن في مطلع القرن العشرين ... كانت هذه هي الوحدة الثقافية لعدن .
وبالانتقال إلى تولي زمام التجارة مع بدء تشكيل المجتمع البرجوازي العدني .. هذا المجتمع الذي تشكل وسط هذه البيئة حتى ماقبل قيام الثورة ضد المستعمر الأجنبي .. لم يكن لنا موقف محدد ومؤطر إزاء مختلف الطبقات .. بل لقد استوعبت هويتنا الاجتماعية : العامة من أبناء الشعب (( من الطبقة الوسطى الدنيا إلى الطبقة الوسطى العليا)) إلى جانب البرجوازية الصغيرة .. وكنا نتضافر في كل نشاط اجتماعي من شأنه ان يحقق لنا مزيدا من التعاطف .. ومزيدا من المكتسبات للحياة الإنسانية في عدن في إطار قوى المجتمع المدني الواحد : حيث شهدت عدن أوج ازدهارها في النهضة التعليمية ، وفي ظهور الصحافة العدنية ، وبروز الرعيل من الأدباء والمثقفين ثقافة سياسية ممن أصبحوا أعلاما ممثلين للأوساط الاجتماعية ..
هكذا تحددت هوية عدن بمبرزين من المعلمين ، وبالأطباء وبالمحامين، وبالمثقفين المبدعين من رجالات الفن والأدب والصحافة .. إلى جانب أقطاب التجارة ممن أسهموا في نهوض عدن العمراني ..وكانت أهم السمات البارزة ان عرفت عدن ببيوتها : (( بيوت المال ، بيوت العلم ، بيوت أهل اليسار والرعاية الاجتماعية وغيرها من سائر البيوت المتفوقة في مختلف مسارات الحياة حتى البيوت الصغيرة بألقابها العائلية ))والتي تنحدر من الداخل والخارج ، ولم تعد على ارتباط وثيق بجذورها العريقة .. لم تعد تعرف وطنا يحفظ هويتها غير عدن لايغادرها العدني إلى مكان أخر إلا وعاد إليها .. إلى عدن . وقد تداخلت فيها مختلف الأعراق التي كانت تتألف من عائلات واسر قديمة توافدت من القرى الصغيرة أو من وراء البحار والى ذلك فالسكان يرتبطون معا برباط القرابة أو المصاهرة من الانتماء لأهل عدن !: وهذه هي الوحدة الجنسية .
غير هذا كانت الخلفية الذهبية لعدن ، قد تمثلت بمعالمها التاريخية الأثرية .. بمينائها الكبير الاستراتيجي وموانئها الصغيرة التي تحوي المراكب الشراعية وقوارب الصيد..
وشواطئها الجميلة الممتدة ..بعاداتها وتقاليدها واحتفالياتها الشعبية (( بما يشمل دورة الحياة )) .. بجوامعها العريقة الشهيرة وقد عرفت بأئمتها الثقات الإجلاء غير مانشهده الساعة وقد وسد الأمر لغير أهله !.. بكنائسها وكنسها ومعابدها وكانت قبلة للسائح والزائر الأجنبي (( غير المسلم)) وفي ما ان الدين كله لله ... بفنادقها السياحية الراقية ودور السينما وأماكن اللهو كالأندية والمسابح والبساتين ... ببحيراتها الضحلة lagoons التي تزحف فيها البجعات البيضاء balican والفلامنجو (( البشروس)) flamingo والنورس gull (( وكلها محميات طبيعية جراء ردمها تحت طائلة النهب ))...بطواحينها الشهيرة العملاقة windmills (( وهي عنصر جذب سياحي طالما ورد ذكرها اقترانا بالطواحين الهولندية ، غير منافعها العملية لأحواض الملح )) .. بميادينها العامة ومايعرف بالمتنفسات open arias ...
بطرقها الضيقة التي كانت تعبر عليها عربات الخيل ... وبطرقها المسفلتة الطويلة التي تخترق البحر ((الطريق البحري)) caociwai ...
ببواباتها التي شقت في الصخور الصلدة ... وبتلالها العارية الجرداء المتحدة بلون السماء والبحر ... بأسواقها الشعبية المزدهرة وقد شملت صناعاتها الشعبية التقليدية إلى سائر المنتجات التي تضخها السوق العالمية ، ولاننسى مطارها الدولي بوابتنا التالية المنفتحة على الشرق والغرب .
اليوم ، يعيش أهل عدن تحت خط الفقر والمهانة والإذلال ، ذلك ، من جهة جراء دعاوي (( الاشتراكية )) التي أفقرت الأغنياء وزادت الفقير فقرا ! ... ومن جهة أخرى جراء أدعياء (( الوحدة )) التي أكلت الأخضر واليابس ولم تزدهم إلا بؤس على بؤس ! فالإنسان مسحوق ومشوه ومسلوب ...
الأرض يجري سحبها من تحت أقدام أهل عدن .. المعالم والآثار وسائر الوسائط الثقافية يجري تدميرها وإتلافها أو نقلها إلى خارج عدن –عمل مغرض ومبيت غايته تشويه التركيبة الديمغرافية لعدن ومحو الهوية !.. من هنا أقول ان نشاطنا السياسي ، الثقافي والاجتماعي يجب ان ينصب على الهوية الاجتماعية لأهل عدن ، وبنضال لاهوادة فيه حتى يمكن للحياة ان تتحول إلى فرحة عظيمة بعودة الروح لعروس البحر العربي .
*عن صحيفة "عدن الغد" الورقية
adenalghad.net/articles/1610.htm
جميع الحقوق محفوظة لعدن الغد © 2012
حد من الوادي
01-25-2012, 04:11 PM
عشرون توضيحاً للحراك
الأربعاء 25 يناير 2012 01:19 صباحاً
منير الماوري
يقول المنظر الأول للحراك الجنوبي السياسي الكبير محمد حيدرة مسدوس إنه لا يوجد من عرف جبال ووديان جنوب اليمن وسكانها من باب المندب غرباً إلى سلطنة عمان شرقاً كما عرفها هو.. وأقول أنا إنه لا يوجد في جنوبنا الحبيب من يجهل التاريخ والجغرافيا معاً أكثر من ناشطي الحراك على الإنترنت.
ومن أجل التوضيح لا التجريح فإني أطرح على شباب حراك الإنترنت خصوصاً أولئك المقيمين في الخارج عشرين توضيحاً كدفعة أولى من ألف توضيح قد يحتاجون إليه في تعاملهم مع القضية، مسلحين بمعرفة مهمة باللغة والتاريخ والجغرافيا والمجتمع الذي يسعون لتمثيله، بعيداً عن البرمجة المسبقة التي تحجب الرؤية عن كل شيء باستثناء مطب”فك الارتباط” الذي لن يقود إلا إلى “تجديد الاشتباك”.
وفيما يلي قائمة العشرين توضيحاً أولياً:
1 - من كان منكم يؤمن حقاً بالتصالح والتسامح فعليه أن يثبت ذلك عملياً بالدعم المعنوي والسياسي لابن المحافظات الجنوبية الصامد رئيس الجمهورية اليمنية المشير عبدربه منصور هادي والرائع رئيس حكومة العهد الجديد الأستاذ محمد سالم باسندوة والباسل وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، فهؤلاء هم قادتنا وقادتكم، وسيكونون أقوياء بنا وبكم وضعفاء جداً بدونكم.
صدقوني يا إخوتي في الحراك أن من يرفض دعم هؤلاء الرجال الأبطال في هذه الفترة التاريخية بالذات فإنه لم يتصالح ولن يتسامح، ومازال منتمياً لـ13 يناير 86 ولم يرتقِ بعد إلى 13 يناير 2007 مهما حاول إقناعكم بذلك.
2 - المنطق القائل بأن علي سالم البيض تنازل عن دولة وأرض وثروة وشعب لدولة الوحدة لا يعني أبداً أن أبناء المحافظات الشمالية جاؤوا من الفضاء ولم يقدموا دولة وأرضاً وثروة وشعباً لدولة الوحدة، من أجل الدقة فإن البيض تنازل عن منصب، في حين أن صالح لم يتنازل عن أي منصب حينها، ولهذا نشب النزاع بينهما، وكنتم وكنا الضحايا حينها، ولا يجب أن نسمح لهما بتقرير مصيرنا مرة أخرى بعد أن رحلا عن وجوهنا.
3 - لا تصدقوا من يقول لكم: إن الشمال مجتمع قبلي لا يرغب العيش في ظل دولة، والجنوب مجتمع مدني لا يستطيع العيش إلا في ظل دولة، ومن يعتقد منكم ذلك فعليه أن يتأمل في أسماء بعض أصدقائه من حوله، وسيجد أن أسماءهم مرتبطة إما بمناطق أو قبائل ينتمي إليها الأفراد: (عولقي، حسني، عوذلي، ضالعي، يافعي، حوشبي، لحجي، ميسري، فضلي، واحدي)، وليس هناك أكثر توقاً من أبناء القبائل في الجنوب والشمال لإقامة الدولة المدنية لأنهم أكثر من يكتوي بنار غيابها.
4 - لا تصدقوا من يقول لكم: إن الصراع بين بعض المنتمين إلى المحافظات الشمالية وبعض المنتمين إلى الجنوبية هو صراع بين ثقافتين مختلفتين، فالحقيقة أنه صراع بين جهالتين متساويتين.
5 - لا تصدقوا من يقول لكم: إن ثقافة الراحل عمر الجاوي اصطدمت يوماً ما مع ثقافة الراحل عبدالله البردوني، ولا تصدقوا من يقول لكم: إن المشروع الوحدوي للراحل سالمين اصطدم بالمشروع الحضاري للراحل الحمدي، فالصحيح أن مشروع الحمدي وسالمين الحضاري اصطدم بأنانية أشخاص جاؤوا بعدهما وانتهى مصيرهم في السلطنة إن لم نقل المزبلة.
6 - لا تصدقوا ابن الحراك الناطق باسم حركة تاج عبده النقيب إذا قال لكم إنه لا يستطيع التعايش مع ابن المحافظات الشمالية منير الماوري، بحجة أن الماوري مختلف عنه في ثقافته أو في شكل جمجمته، فإذا كان ما يردده النقيب صحيحاً فلماذا لم يتعايش مع ابن أبين أحمد الحسني أو ابن حضرموت عوض كرامة اللذين لا يختلفان عنه في محتوى الجمجمة ولا في شكلها؟ وإذا ما نجح النقيب بقدرة قادر في التعايش مع أحمد الحسني وعوض كرامة فسوف أقدم له جمجمتي هدية وأعترف له حينها أن الخلل هو في ثقافة الوحدة وأخلاقها وليس في قزامة وجهالة صانعيها.
7 - لا تصدقوا من يقول لكم: إن تاريخ اليمن ينحصر في 23 عاماًَ هي فترة الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني، تاريخ اليمن يا أخي الحراكي الشاب يمتد إلى آلاف السنين قبل الإسلام ومئات السنين بعد الإسلام، وبغض النظر عن سلبيات أو إيجابيات فترة الـ23 عاماً التي تريد أخي الحراكي العودة إليها فقد انتهت ومضى على الوحدة التي تلتها ما يقارب المدة نفسها. فلا تتحسر أيها الحراكي المناضل على فترة مضت، فكر بباكر ولا تبكي على ما كان، ولا تصدق من يحاول إقناعك أن 18 مليون يمني سيبحثون عن كفيل داخل بلادهم.. أو أن فك الارتباط سوف يغير التاريخ أو الجغرافيا المفروضين على كاتب هذه السطور مثلما هما مفروضان على قارئ هذه السطور.
8 - تاريخ المحافظات الجنوبية قبل الإسلام أيها الحراكيون لم يعرف كياناً موحداً بهذا الاسم، ولكن كانت هناك دويلات ذكرها المؤرخون لأهميتها في تجارة البخور واللبان مثل معين وقتبان وأوسان وحضرموت وكندة وسبأ وذو ريدان، وكانت كل دولة تتمدد وتتقلص حسب الموارد والإمكانيات بل قد تلتهم الدولة الأخرى.
9 - من كان منكم سلفياً أيها الحراكيون فعليه أن يقرأ المراجع التي توضح أن اليمن كان مقسماً إدارياً في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى خمس مناطق هي صنعاء، كندة، حضرموت، الجند، زبيد، وعدن، ولم يكن من بين هذه المناطق أية منطقة ذات تسمية جغرافية صرفة، كما كان الخلفاء يشجعون ولاة المناطق على ممارسة سلطاتهم واختصاصاتهم المخولة إليهم في حدود مناطقهم من غير إكثار في المراجعة للسلطات المركزية.
10 - ابحثوا معي أيها الحراكيون في كل قواميس اللغة العربية وستجدون أن كلمة جنوب هي هوية جغرافية لا سياسية، وأن الكوري يظل أمام العالم كورياً يتحدث الكورية وملامحه كورية سواء كان شمالياً أم جنوبياً. وصدقوني أيها الحراكيون الأحرار أن التسمية الجغرافية لن تحل أزمة الهوية الناجمة عن انسلاخ الجزء من الكل أو الثلثين من الثلث، فعندما تقدم نفسك أخي الحراكي للآخرين كجنوبي بأية لغة في العالم سوف يسألك السامع فوراً جنوب ماذا؟ فتضطر أن تقول جنوب اليمن أو جنوب الجزيرة.
11 - تسمية الجنوب العربي التي يتفاخر بها كثير من الحراكيين هي تسمية مستحدثة لم تتجاوز مدة بقائها بضع سنوات هي مدة كيان فاشل اندثر هو اتحاد الجنوب العربي الذي أعلن 1958م، ولم تكن حضرموت ضمن هذا الكيان، ولم يكن الجنوب العربي من المقترحات الواردة أثناء التداول حول تسمية الدولة بعد الاستقلال؛ لسبب واضح جداً وهو أن مشروع اتحاد الجنوب العربي كان قد سقط فعلياً خلال النضال الوطني والثورة المسلحة بوصفه مشروعاً استعمارياً رفضه شعبنا في الجنوب.
12 - في الوقت الذي كان فيه أبناء المحافظات الشمالية يتحسسون من كلمات الشعبية والديمقراطية في اسم دولة الجنوب فإن الهوية اليمنية لم تكن تمثل حساسية لأبناء المحافظات الجنوبية لا قبل إعلان الدولة ولا بعدها، فقد جرى التداول في عدة مقترحات منها تسمية الدولة بـ “جمهورية عدن الحرة”، ولكن الثوار اختاروا اليمن؛ لأن الاسم لم يكن محل أي خلاف أو حساسية لدى أبناء الجنوب.
13 - من قرأ منكم تاريخ أهم 23 سنة في حراكه لابد أنه قد وجد أن أدبيات الجبهة القومية تؤكد على يمنية الجنوب، وكذلك اسمها “الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل”، وكدليل على ذلك فإن كل المنظمات الجماهيرية والنقابية والمهنية في الجنوب عبرت عن هذه الهوية اليمنية، حيث حملت المسميات التالية: اتحاد نقابات عمال جمهورية اليمن الديمقراطية - اتحاد الفلاحين اليمنيين الديمقراطيين - اتحاد الشباب اليمني الديمقراطي - اتحاد الصحفيين اليمنيين الديمقراطيين - اتحاد طلاب اليمن - اتحاد نساء اليمن - اتحاد الأطباء اليمنيين - اتحاد الحقوقيين اليمنيين.. إلخ.
14 - المنطقة الجغرافية الوحيدة في اليمن التي لن تعاني من أزمة هوية إذا ما قرر أهلها الانسلاخ عن هويتهم اليمنية هي حضرموت؛ لأن الهوية الحضرمية ضاربة في جذور التاريخ والجغرافيا شئنا وشئتم أم أبينا وأبيتم.
15 - تأملوا أيها الحراكيون الشباب في رواية تاريخية تعود إلى مارس 1966م قد تكون صحيحة أو غير صحيحة، ولكن مدلولها مهم جداً، ومفادها أن الملك فيصل أرسل المعلم محمد بن لادن (والد أسامة بن لادن) برسالة شخصية لكل من القعيطي والكثيري يشعرهما بأنهما عند حصولهما على الاستقلال عليهما أن يعلنا فور استقلالهما عن اتحاد فيدرالي يضم سلطنتي القعيطي والكثيري ثم يعلنان اتحاد كونفدراليا مع العربية السعودية، هذا المشروع صحت الرواية أم لم تصح هو الأقرب للتحقق الآن مع تعديل بسيط هو تحويل الكونفدرالية مع حضرموت إلى عضوية في مجلس التعاون الخليجي.
16 - دعونا نفترض جدلاً أن علي سالم البيض استطاع أن يحقق مشروع فك الارتباط، وهذا أمر مشكوك به في ظل الوضع الدولي والإقليمي القائم، فالدولة الخارجة من الفك للفك لن تكون الجنوب العربي وليس فيها كلمة جنوب أصلاً؛ لأن اسمهما الرسمي هو جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية.
17 - ربما أنكم بسبب صغر سنكم لا تدركون أن تلك الدولة التي يخجل بعضكم من اسمها اليمني كانت أول مشروع وحدوي يمني حقيقي ينهي أزمة الهوية ويسعى لضم الفرع “الشمال” إلى الأصل “الجنوب”، في حين أن الدولة التي كانت قائمة في الشطر الشمالي من اليمن حينها لم تكن سوى مشروع مصري صغير تحول فجأة إلى مشروع خليجي أصغر يعين رؤساءه ويعزلون أو يقتلون بتعليمات من أمير سعودي داخل الرياض.
18 - الإقصاء والتهميش لأبناء المحافظات الجنوبية الذي نتحدث عنه كثيراً لم يبدأ بعد حرب 1994 وإنما يعود إلى يوم إعلان الوحدة ذاته في 22 مايو عام 1990م حيث دخل علي سالم البيض إلى صنعاء بشرط واحد هو إقصاء أطراف جنوبية أخرى ممن كانوا يسمون وقتها الزمرة أو جناح الرئيس علي ناصر محمد، بل إن البيض اشترط خروج علي ناصر من صنعاء، الأمر الذي منح علي عبدالله صالح ورقة ثمينة يلعب بها على وتر الخلافات الجنوبية إلى ما قبل يومين.
19 - الإقصاء والتهميش الذي عانينا منه 33 عاماً وعانيتم منه 22 عاماً انتهى إلى غير رجعة، وصدقوني أن رجلاً مثل عبدربه منصور هادي لن يقبل بعودة الإقصاء والتهميش على أية فئة في شمالنا أو جنوبنا، مادام أنه أصبح صاحب القرار الأول، خصوصاً أن الدولة حالياً في أمس الحاجة لجهود وتكاتف كل أبنائها، فلا تخيبوا ظن ابن الجنوب فيكم ولا تخذلوه.
20 - لقد كان صمت تعز وسبات صنعاء قبل ثورة التغيير يبرر إلى حد ما دعوات فك الارتباط، ولكن بعد أن انتفضت تعز وتحركت صنعاء والحديدة ومأرب وصعدة في حراك سلمي مشابه لحراككم، وساهم حراك الجنوب وحراك الشمال أخيراً في تحقيق أهم مرحلة من مراحل التغيير المطلوب، فما هو عذركم الجديد لشق الصف؟.
واعذروني يا إخوتي إن قلت لكم: إن من يبحث منكم عن أعذار جديدة لأجندة بروكسل الجامدة فسيحول الحراكيين من أصحاب قضية عادلة إلى أفراد محكومين بالأنانية المقيتة.
وأختم قولي للصادقين مع أنفسهم من شباب الحراك الجنوبي السلمي: إذا كان الهدف من فك الارتباط هو التحرر من القهر والظلم والتهميش والإقصاء وبناء حياة كريمة فالفرصة أصبحت سانحة الآن للتعاون مع قائد الوطن الجديد لتحقيق كل ذلك في إطار الوحدة.. والله المعين.
الجمهورية
adenalghad.net/articles/1683.htm
جميع الحقوق محفوظة لعدن الغد © 2012
------------------------------------
تعليق حد من الوادي
نعم ان الغزو المصري وخلفة الكتلة الشيوعية العالمية للمملكة المتوكلية اليمنية عام 1962م كان كارثة ونكبة على شعب المتوكلية اليمنية؟
وعلى شعب حضرموت وعلى شعب دول اتحادالجنوب العربي؟
نفثو سمومهم وزوروهويات شعوب ودول وولدو طوابيرمن الطامعين وتجارالحرب والسياسة وألأرض؟
ومما يؤسف لة انهم يسمون الأنقلاب على ملك اليمن بجيوش مصرية ثورة؟
وتسليم بريطانيا شعب حضرموت وشعب دولة إتحاد الجنوب العربي ( للجبهه المسخ عميلة بريطانيا اولا؟
وعميلة الشيوعية ثانيا؟
ووفاتها في عام 1969م بتسلط الشيوعيين بقيادة اليمني عبد الشيطان اسماعيل؟
واليوم الماوري واشباهه يعطوننا دروس ونصائح لنقبل بعبد ربة مركوز؟
واليمني محمد سالم شعلان ( باسندوة )
نقول للماوري وامثالة اختشو واصمتوالجنوب العربي وحضرموت شعوب ودولة محتلة بقوة الحديد والنار؟
ولابد من تحريرها والخلاص منكم قديمكم وجديدكم لآت حتما؟
حد من الوادي
01-26-2012, 01:17 AM
(أكرم أحمد باشكيل ) عود على بدء.... الماوري ونظرية الأصل والفرع
الأربعاء, 25 يناير 2012 19:38
يعود أخينا الماوري من جديد الى ذات الإصرار العجيب في موقفها الذي أشفق أن يضع نفسه فيها... لم ينصبه أحد بالحديث عن الجنوب ولا أبنائه ولا حقوقه أبدا وإذا كان ليه وكالة من أحد من هذا الشعب الجنوبي فليظهرها لنا... أما منته عليهم بأنه أول من تحدث عن قضاياه وهو إدعاء مخالف للحقيقة..ورغم ذلك فقد قلنا له في مقالنا السابق أنه يستخدم القضية الجنوبية بل يستثمرها لصالح معركته مع النظام بالوكالة وفق مانشرته بعض المصادر الإعلامية ولانريد أن نعطي للموضوع أبعادا شخصية لأننا جبلنا على الترفع عنها وإلا ماينشر في الفيسبوك وغيرها من الوسائط الشيء الكثير الذي نترفع عن إيراده لأن أصحاب المعركة العادلة يجب عليهم أن يكونوا عادلين ومنصفين مهما يكن الحق عليهم أو معهم... وهنا نود من أخينا أن يراجع المساءل المتعلقة بالجنوب جيدا وليس من حقه تقرير مصيرهم .. ومع ذلك نشكره على جهوده السابقة ألايكفيه هذا...!!
وإذا كان أخينا منير فيما سبق من خدمات قدمها كم يزعم لهذا الشعب الجنوبي وقضيته العادله يريد منها مقابلا ماديا كما هي ثقافة إعلامهم وفكرهم ومنهجم - وللأسف نقول ذلك - ولنا من التجارب مالنا ولاداعي أن نعطي أمثلة وهذا دأبنا في الكتابة وفق ماأوضحنا في مقالنا السابق... لكن المهم في مقال السيد / منير هذا عنوانه المؤسس على جدلية العلاقة بين الأصل والفرع والتي هي قاعدة من قواعد الفكر المنغلق في العقلية القبلية اليمنية ... بدأت كما أوردنا في مقالنا السابق من النقش السبئي العاشر القائم على قاعدة ( الضم والالحاق ) وإنتهاءا بقاعدة القبيلة وعقليتها القائمة على ( عودة الأصل الى الفرع ) وإذا كان منير الماوري لم يهديه أحد أبناء الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر هذا الكتاب وهي مذكراته التي كتبها وقد أورد هذه القاعدة بجلاءوأسهب فيها كما أوردها في كثير من أحاديثه المصورة تلفزيونيا وقد قامت عليها كل قواعد اللعبة السياسية في التعامل مع أبناء الجنوب خلال سنوات الإنضمام لهم طوعيا فيما عرف حينها بـ (إتفاقيات الوحدة ) .
أخينا منير أراد من حيث يدري ولايدري أن يسوق ذات القاعدة ونفس المفهوم المكرس بالنقش القبيلي المبني على ذات الفعل السبئي المقيت.
أتعجب منه حين يحدد لنا من الأصل ومن الفرع فينا وهذا من الخصال السمجة عند البعض عندما يتحدث فيما ليس يعنيه... يا أخينا منير ندعوك دعوة طيبة في أن تتركنا وشأننا فللكعبة رب يحميها ألاتدرك هذا ... ونتمنى عليك أن تتفرغ لقضايا شعبك ووطنك الذي هو في أمس الحاجة الى قلمك ... واذا كان الحراكيون كانوا في سباتهم او سكراتهم في البارات في ذلك الوقت فهذا شأنهم وإذا صحوا من سكرتهم وانتبهوا لكم ولقضيتهم فهذاإيضا من شأنهمو لايعيبهم...!! إلاإذا أردت أن تعيدهم الى حضيرة البارات التي لك باع طويل في خبرتها فلتفعل ذلك وأعده أنا جزء من معركتك ونضالك السلمي في إدخال الجنوبييين في الغيبوبة ثانية ..!!
أما في مسألة التسويق للمشروع الامريكي فهذه جزء من الوظيفة العامة المنوط بها ولانغبطك الا فقط فيمايذرعليك.. واللهم لاحسد ...!! فالفدراليات الجمهورية في الولايات المتحدة الامريكية لاتخفى علينا وقد دعي لها الشعب الجنوبي منذ أن كنت في صلب أبويك وكانت ذات مشروع بنكهة إستعمارية بإمتياز ورفضه الجنوب لذات السبب ولسنا في وارد التفاصيل لكنك وأنت المقرب لديهم يمكنك الإطلاع عليها بشكل مفصل ودقيق ..!!
أخينا منير.. إنه من المبكي والمضحك معا أن نراك تستميت في التمسك بحق ليس منك ولا هو لك ..!! ولاأود أن أدخل في جدال عقيم معك ولامع غيرك ممن يحمل ذات تفكيرك ولعلك أنت ربما تكون أخف من كثير منهم - وهذا إنصاف لك- ..لكن مايجب أن تفهمه ويفهمه غيرك.. وحتى نحافظ على ماتبقى من وشائج - كنا نعتقدها من صميم وطنيتنا- أن تتركونا وشأننا أليس أنت تؤمن بالحق الديمقراطي والأسس التي ذكرتها لبناءالدولة الفدرالية بأمريكا ... دعنا نختار مايصلحنا وأن تختاروا ما يصلحكم وإذا أردتم الأمر فرضا بالصميل كما هو عليه الحال الآن ...!! فإن لهذا الشعب الحق الشرعي في الدفاع عن حقوقه ..ولاسبيل غير هذا الطريق ومكره أخاك لابطل ... وبالمفتشي المفتوح الشعب الجنوبي - أكان الحراك الأصل أوالفرع - بمستوى ماتقذفون من حمم غيظكم يقول لكم -وإن إختلفنا في الوسائل معهم - كنا حراكيون وقد أستفدنا هذا الدرس منكم – وهوالوحيد - للتوحد ضد من يهدد مصالحنا الوطنية المشروعة ... ولاداعي لتكرار الكتابة عن الجنوب فقد رفعوا شعارا ...( حلوا عنا).. بـ (الشامية)... نأمل أنك قد فهمت... !!
اكرم احمد باشكيل
حضرموت24/يناير2012م
[email protected]
حد من الوادي
02-04-2012, 10:25 PM
العطا س يتحد ث عن الجنوب العربي والجمهورية العربية اليمنية والحرب بين الجبهه القومية المدعومة بجيش الجنوب العربي؟
وجبهة التحريرالمدعومة بالجيش المصري المسيطرعلى صنعاء وتعز والحديدة ؟
وبقية اليمن مع المملكة المتوكلية اليمنية؟
وتحدث عن صراع الرفاغ في يناير 1986م
وعن ماسمي بالوحدة بين جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية؟
والجمهورية العربية اليمنية؟
وفشل الوحدة والحرب في عام 1994م بعد فشل الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق ؟
الحال اليوم ومطالب شعب الجنوب إستعادة دولتة من الاحتلال اليمني البغيض؟
الى الفديو
http://www.youtube.com/watch?v=CH96K2bh_rw&feature=player_embedded
حد من الوادي
02-07-2012, 01:35 AM
وثيقة روسية تقيم القادة التاريخيين لجنوب اليمن
منير الماوري
سأورد هنا بدون أي تعليق الترجمة الكاملة لنص (وثيقة الاستخبارات السوفيتية “السرية” الموجهة إلى السفارة الروسية في عدن) والتي يقال إنها كانت وراء أحداث يناير 1986م. وتكشف الوثيقة أن موسكو لم تكن تثق بأي من القادة التاريخيين لجنوب اليمن باستثناء سالم صالح محمد الذي كانت تعده الاستخبارات السوفييتية لخلافة الرئيس علي ناصر محمد حسب نص الوثيقة. وقد ترجمت عن الأصل الروسي إلى اللغة الإنكليزية. وهذا النص أدناه مترجم عن النسخة الإنكليزية.
مجلة كينيا اكسـبرس ” KENYA EXPRESS ”
الجزء الثالث العدد الأول 1986م (ص 28)
الترجمة الكاملة لنص الوثيقة التوجيهية الصادرة عن المخابرات السوفييتية.
استناداً إلى المعلومات المستقاة منكم، وتلك التي تم الحصول عليها من مصادر أخرى، وكذلك بناء على التعليمات من مكتب الرفيق (دائرة الرفيق) بروتينتس ( BRUTENTS )، فإن المركز يتدبر أمر خطة لتعزيز موقع الاتحاد السوفييتي في بلد مقركم، وكذلك فإن المركز ينطلق من حقيقة أنه من الضروري تجنب أخطاء عام 1982م مع الأخذ بعين الاعتبار النتائج الإيجابية التي تحققت في تعزيز موقع (موقف) الاتحاد السوفييتي في شبه الجزيرة العربية، وتوسيع علاقتنا مع المشيخات والإمارات العربية الإقطاعية، وبعبارة أخرى، فإن نشاطاتنا في المرحلة الحالية يجب أن لا تظهر بمظهر التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ذات السيادة في شبه الجزيرة العربية.
لقد كان هذا هو السبب الذي طلبنا من أجله من الرفيق منجستو زيارة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وذلك بهدف الحصول على مساعدته بالتوصل لاتفاق مناسب لكل الأطراف المعنية وذلك لتجنب انشقاق نهائي في الحزب الاشتراكي اليمني خلال انعقاد المؤتمر الذي تم هذا العام. وقد شكلت هذه الزيارة فائدة قصوى وساعدت على تطبيع الوضع داخل الحزب وبالإضافة إلى تحقيقها لحل وسط مؤقت (تسوية مؤقتة) بمساعدة الرفيق منجستو، فإن الزيارة قد خلقت فرصة لعقد المؤتمر في جو هادئ. وبالمعنى السياسي، فإن مصاعبنا الرئيسية، وكما الحال سابقاً، تتعلق بشخص علي ناصر محمد فإنه ومؤيديه اليمنيين مستمرون بالنمو بشكل أقوى في البلد مما يلحق الضرر بالعلاقات السوفييتية - اليمنية والتي تتميز بتعاون سياسي واقتصادي واسع، وبكم واسع من تبادل الطلاب رغم حقيقة أن العلاقات تتطلب عقد اجتماعات منتظمة على أعلى المستويات لمناقشة أمور ملموسة تتعلق بالتعاون الثنائي، فإنه مستمر في تجنب هذه الاجتماعات.
لقد أظهرت الأحداث بأن محمد مقرب (قريب جداً ) جداً من صالح، رئيس الجمهورية العربية اليمنية، والذي يؤيد (جماعة) هيثم ويدعم (يؤيد ) برنامجها ونشاطها الموجه نحو تقويض (زعزعة، نسف) الثورة الاشتراكية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وكونه مرتبطاً بعلاقات القرابة (من جهة الأب أو الأم) مع الهيثم فقد حاول محمد عزل الناس المكرسين أنفسهم للاشتراكية من دوائر البلد الحكومية والاستعاضة عنهم بممثلين لقبيلة الدثينة التي ينتمي إليها هيثم (الهيثم) ينتمي أيضا إلى هذه القبيلة. وفي سعيه للعودة بجمهورية اليمن الديمقراطية إلى طريق الإقطاع، فقد عين محمد أشخاصاً مخلصة له في المراكز الحكومية الحساسة، وحاول الحصول على تأييد (دعم) الدول الإقطاعية المجاورة والدول الغربية، وقد توقف عن مساعدة الجماعات الاشتراكية الشقيقة في عمان واليمن الشمالي.
وحتى أنه خطط لإقامة علاقات مع الولايات المتحدة مما يلحق الضرر بالجهود التي نبذلها لتحقيق التعاون. لقد عقد النية على رفض السماح لقواعد لنا، واتهم طرفنا (الطرف السوفييتي) بالتصميم المسبق على عدم استخراج النفط الواعد في أراضي جمهورية اليمن الديمقراطية، وبالمثول السيئ فيما يتعلق بأهداف التعاون الثنائي وحتى إنه طلب مساعدتنا المالية ليدفع لقاء خدمات الشركات الغربية التي ستساعد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لأن تصبح مستقلة اقتصادياً عن الاتحاد السوفييتي. لقد ساند محمد أيضاً تعاظم جماعة السخط بين سكان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية- إزاء سياسة الاتحاد السوفييتي وحرّض على خطابات مناهضة لوجودنا في البلد، ونقد طريقة حياتنا. لقد درس ثابت عبد وبعناية نشاطات الزمر المنشقة المختلفة وأكد وجود اتجاهات معادية لنا والتي يحاول أنصار محمد تعزيزها لدى السكان في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. مدركين الحاجة إلى استبدال محمد، فإننا نواجه صعوبة المرشح لمنصبه.
من الظاهر أن عبد الفتاح إسماعيل يمكن أن يصبح الخليفة المنطقي لمحمد، ولكنه مريض جدا وغير قادر على حكم بلد معقد مثل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
والأكثر من ذلك، فقد أبدى في الماضي اتجاهات موالية لليبيا، وهذا ما يمكن وبهذه الحال أن يزيد من النزاعات بين الزمر المختلفة، ويخلق الصعوبات أمام خططنا في اليمن الشمالي، عمان الكويت ودول أخرى..وكونه من اليمن الشمالي فإنه سيصب في مفهومنا الثابت في توحيد الشمال والجنوب. أما علي عنتر فهو انتهازي متسرع وانشقاقي معروف تماماً وقد حاول وبكل طريقة الحصول على تأييدنا إنه شخص لا يمكن الوثوق به. وشريكه الحالي المقرب منه، قاسم، لا يستحق إلا ثقة أقل. فإنه ومثله كمثل علي عنتر عضو في جماعة (مجموعة) قبيلة الدحلي (المقصود الضالعي) وهو انتهازي يخفي أفكاره الحقيقية وراء إخلاص ملفت للأنظار للحزب وهو أيضا عميل ليبي.
_البيض عضو آخر في هذه المجموعة الانتهازية، ولكنه أقل ظهوراً ولا يمكن اعتباره شخصاً هاماً. الإخوة باذيب تحت سيطرة محمد، وسوف يهبون إلى جانبه. يتظاهر الدالي (الضالعي) بأنه قد انفصل عن محمد، ولكن لا يمكن الوثوق به بالإشارة إلى روابطه السابقة مع مجموعته. ينتمي يحيى والقادر إلى البعثيين الذين يؤيدون محمد. ويبدو أنهم يتلقون دعماً مالياً من العراق. الاثنان غير مناسبين. ينتمي حيدر أبو بكر العطاس والسييلي إلى قبيلة الحضرمي. مواقفهم (مواقعهم) ضعيفة، ولكن يمكن الوثوق بهم.
بإمكانهم ان يشكلوا نواة تستطيع الإبقاء على جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في خط تقدمي حتى ينادى بزعيم حقيقي، والذي يكون لديه القناعات الماركسية المناسبة إنه سالم صالح محمد - وينتمي إلى قبلية يافع وبإمكانه ان يصبح مثل هذا الزعيم (القائد). إن الخطة التي يتم تدبيرها من قبلنا تقضي بإثارة محمد ضد علي عنتر، قاسم ومؤيديهم اليساريين. وإذا ما حدث هذا فإننا نتوقع ضربة مضادة لمحمد وسوف نكون مستعدين للتدخل السريع، وسوف نقدم الدعم العسكري والنفسي لتهدئة الوضع وخلق الظروف لعودة البلد للحزب الاشتراكي وثورة اليمن الاشتراكية.
ويظهر تحليل الوضع السياسي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أن الحاجة قد نضجت للعمل على ذلك قبل أن تحاول الدول الغربية الاستفادة من الوضع في اليمن الجنوبي لمصلحتها. لقد أخذ المركز أيضاً بعين الاعتبار، وعند تطوير الخطة، ردة الفعل الممكنة لحلفاء جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والدول المجاورة عن إزاحة محمد، إننا نفهم بأن ليبيا سوف تعرب عن السخط (الامتعاض) على عملنا، وفي هذه الحالة نستطيع وبسهولة إقناع الليبيين بأن محمد كان ينوي إعادة تكييف نفسه باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية، وشرح الخطر الذي يمكن أن يمثله هذا على ليبيا، وعلى الدول الأخرى المحبة للسلام. سوف يجهز المركز أيضاً البيانات الضرورية لإقناع الجمهورية العربية اليمنية، المملكة العربية السعودية، عمان ودول أخرى في المنطقة بأن النظام السياسي الجديد، وبعد أن يتخلص من محمد الانتهازي، سوف يكون ضامناً موثوقاً للسلام في منطقة الخليج الفارسي.
ولمعلوماتكم الشخصية، فإننا نعلمكم بأننا نخطط لتنفيذ عملية مشابهة في إثيوبيا وهي مشارك في الاتفاق الثلاثي وتقضي هذه العملية باستبدال منجستو، والذي بدأ بإظهار أساليب يمينية، بالرفيق ليجس أسفو وهو مؤيد حقيقي للاشتراكية واضعين في الحسبان ما ذكر أعلاه، وكذلك المهمة التي تسلمتها سابقاً، نطلب إليكم البدء بالعمل على وضع خطة مفصلة واتخاذ الخطوات لإرسال مقترحاتكم إلى المركز وبوقت مناسب وخلال عملكم، فإنه يمكنكم تنسيق خطواتكم مع السفير السوفييتي والذي سوف يتلقى التعليمات المناسبة من MFA .
*الجمهورية
في الإثنين 06 فبراير-شباط 2012 10:14:33 م
تجد هذا المقال في مأرب برس
حد من الوادي
02-12-2012, 01:53 AM
السلطان القعيطي لقناة الشرقية :لاحل لقضية الجنوب سوى بعودة الحق لأهله
بواسطة admin بتاريخ 11 فبراير, 2012 في 10:18 مساء | مصنفة في أخبار الجنوب, نشرة الاخبار| لا تعليقات
السلطان القعيطي
أجرت قناة الشرقية في العاصمة البريطانية لندن لقاءا قصيرا مع سمو السلطان غالب بن عوض القعيطي تطرق فيه للمأساة التي يعاني منها شعب الجنوب العربي بسبب الوحدة المزعومة مع اليمن وفنّد ان الوحدة لم تعد خيار للشعب الجنوبي بعد ان فشلت وجربها شعب الجنوب لمدة عقدين من الزمن. ونوه إلى انه لا يوجد شيء اسمه اليمن الجنوبي بل في الحقيقة ان البلد حتى يوم استقلاله كان يسمى بالجنوب عربي. كما اشار للحصار الذي تتعرض له قضية شعب الجنوب العربي واكد ان شعب الجنوب ماضي في خياره الذي لا رجعة فيه من اجل إنجاز استقلاله. كما ذكر انه قدم رؤيته التي تدعم خيار الاستقلال لكنه اكد على أن الخيار هو للشعب اولا واخيرا. وأشار اننا في الجنوب مع بناء دولة حرة تكون في وئام مع دول الجوار كونها جزء من هذا المحيط ولا تستطيع الحياة دون ان تكون في وئام معه وعلينا ان نسعى لأن تصبح الدولة جزء من مجلس التعاون الخليجي حتى يعم الخير ويخرج الجنوب واليمن ايضا من وهدة الفقر.
والمعروف ان السلطان غالب في الآونة الأخيرة قد برزت له نشاطات سياسية ملموسة تمثلت في نشر رؤية سياسة مكتملة تقدم حل للخروج من الأزمة العميقة التي يعيشها شعب الجنوب وكذلك تبين السبل لبناء دولة عصرية تستطيع ان تلبي احتياجات شعب الجنوب التنموية والسياسية والثقافية وتجعل منه جزءا مكملا ومتكاملا من دول المنطقة. كما ان سموه قد اجرى لقاءات كثيرة مع أطراف سياسية وإعلامية متعددة في لندن بالإضافة إلى اللقاءات التشاورية والتحضيرية التي عقدها في عدد من دول الخليج والجزيرة لإعلان حركة تتبنى النضال من اجل استقلال الجنوب وتتعاطى مع مختلف اشكال الطيف الجنوب على هذه الأسس والمبادئ.
ويحظى السلطان القعيطي بتأييد شعبي كاسح بين أوساط الجنوبيين بمختلف شرائحهم لما يتمتع به من نزاهة وسمعة حسنة وكذلك لثقافته الرفيعة وعلاقاته المتشعبة التي جعلت من الكثير من الجنوبيين ينظروا له كزعيم يستطيع ان يجمع حوله مختلف الأطراف الجنوبية الممزقة حتى يتكمن شعب الجنوب وثورته من تحقيق الاستقلال للبلد المحتل والمدمر اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ناتج عن الممارسات الهمجية من قبل نظام الاحتلال اليمني القبلي العسكري المتخلف لعقدين من الزمن المر.
هذا رابط الفيديو
http://www.youtube.com/watch?v=12yTRxCAErU&feature=player_embedded#!
حد من الوادي
02-14-2012, 12:51 AM
(عنا) اديب السيد
كيف دمر "صالح" جيش جمهورية اليمن الجنوبية ...؟
(عنا) اديب السيد / الاثنين 13 فبراير 2012
كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المستقلة من الاحتلال البريطاني عام 1967م دولة قوية النظام وراسخة البنيان كلف بناءها وبناء مؤسساتها تضحيات كبيرة ، وكان النظام الجمهورية في دولة اليمن الجنوبي هو السائد حيث تمتلك الدولة الجنوبية مقومات عسكرية ضخمه جداً ترتعد منها فرائص الاعداء والجيران الخليجيين كما يقال .
لكن ذلك الجيش الجنوبي تعرض في عام 1986 لاعنف موجه حرب قصمت ظهره وأضعفت قوته وخلخلت صفوفه ، وبعد استقرار الجنوب بعد الحرب الاهلية الجنوبي عام86م استقرت دولة الجنوب بقيادة علي سالم البيض بعد معاناة الحرب الاهلية ، ولكنه رغم ذلك كان لايزال جيش الدولة الجنوبي قوياً بامتلاكه ترسانة عسكرية كبيرة .
عندما تم تحقيق الوحدة اليمنية بين الدولةتين الجنوبي والشمالية كان من ابرز نقاط الاختلاف هي "عملية دمج الجيش الجنوبي والشمالي " التي كان ينظر اليها الرئيس الجنوبي علي سالم البيض انها مهمة جداً خلال الفترة الانتقالية للوحدة الاندماجية ، لكن الامور سارت على عكس ما يشتهيه الرئيس الجنوبي فكان هناك مخطط انقلابي قوي لتفجير الوضع والتهام الجيش الجنوبي بكل ما يملكه وحدث ذلك بالفعل وتم القضاء على الجيش الجنوبي وتدمير بنية الدولة الجنوبية بعد حرب غزو الجنوب عام1994 م .
وهنا نضع للتذكير قوام جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الجنوبي وكيف تم بعد الحرب عام1994م التهام ذلك الجيش القوي وتحويل قوته البشرية الى المنازل بفعل قرار عنصري تم خلاله حل أكثر من "70000"سبعين الف عسكري وموظف جنوبي الى التقاعد الاجباري والقسري بينهم قيادات الوية ومعسكرات وكتائب .
كان جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قوي ومسلح باسلحة طائرات ودبابات وصواريخ والوية وكتائب قوية كما يمتلك ايظاً فرق الصاعقه والجوية والبحرية وفرق عسكرية آخرى .
وللتذكير نذكر لكم قوام الجيش الجنوبي الذي دمره صالح بعد حرب غزو الجنوب عام1994م .
تتكون وزارة الدفاع من الاتي :-
- تتكون القوات المسلحة بانواعها وصفوفها من 80000 ضابط وجندي
- 40 لو اء نضامي مشاه وميكانيكي ودبابات ومدفعيات وصواريخ وقوى جوية ودفاع جوي وبحرية وغيرها .
- 18 دائرة تابعة لرئاسة الاركان العامة بمختلف انواعها وتخصصاتها .
- كليتين عسكريتين
- 12 مدرسة تخصصية بمختلف صنوف القوات .
قوات برية :-
- 16 لواء مشاه
- اربعة الوية مشاه ميكانيكية
- ثلاثة الوية دبابات + اربع كتائب مستقله
- ثلاثة الوية مدفعية وصواريخ
- 8 الوية ذو قوى جوية ودفاع جوي
- 6 الوية بحرية وصواريخ ومدفعية وانزال وحراسات .
وزارة الداخلية :-
يتكون القوام البشري لوزارة الداخلية من 20000 ضابط وصف ضابط وجندي وموظفين مدنيين تقريباً .
وزارة أمن الدولة : -
القوام البشري لوزارة امن الدولة تتكون من 8 الاف موظف تقريباً .
· بعد حرب غزو الجنوب عام 1994م من قبل قوات وجيش نظام الدولة الشمالية "الجمهورية العربية اليمنية " تم اقصاء وتهميش الجنوبيين بشكل هستيري مما سبب اليوم وبعد اكثر من 22 عاماً من الوحدة اليمنية على قيام الجنوبيين بثورة سلمية تطالب استعادة دولتهم الجنوبية وجيشهم العسكري وحدودهم المرسومة ما قبل عام 1990 م .
ونذكر هنا بعض نماذج اقصاء الجنوبيين وطمس دولتهم وتهميشهم : -
1- سيطرت الشماليين على قيادات الشرطة.
2 -سيطرت الشماليين على قيادات الامن المركزي.
3ـ سيطرت الشماليين على قيادات النجدة.
4ـ سيطرت الشماليين على قيادات القوات الخاصة.
5ـ سيطرت الشماليين على قيادة الامن السياسي.
6ـ سيطرت الشماليين على قيادة مكتب المالية.
7ـ سيطرت الشماليين على قيادة مكاتب اخرى.
بالاظافة الى تغيير تسميات المعسكرات والكتائب وكل ما له صله بالجيش الجنوبي وابرز مثال على ذلك تغيير اسم معسكر العند من "معسكر14 أكتوبر "وهو رمز الثورة الجنوبية الى "معسكر7 يوليو " وهو يوم دخول قوات الشمال الى عدن والجنوب .
· كما يبرز اقصاء الجنوبيين كالاتي في مؤشرات الاقصاء والتهميش بعد الحرب على الجنوب
1ـ عدد الجنوبيين المعينين في قيادة المحاور ( 1من بين 7 ). أي بنسبة 14%.
2ـ عدد الجنوبيين المعينين في قيادة الالوية (11من بين ). بينما كان الجيش الجنوبي يمتلك المئات من قيادات الالوية .
3ــ نسبة الجنوبيين في القوات المسلحة ( 7 % ) ــ لا يشمل ذلك المعادين مؤخراــ. بحسب احصاء عدة الدكتور محمد حسين حلبوب .
حد من الوادي
02-15-2012, 12:22 AM
توالت النكبا ت على شعوبنا بعد الاحتلال المصري لصنعاء وتعزوالحديدة ( واقاموعليها ماسمي بالجمهورية العربية اليمنية )
ودخلت الشيوعية للمنطقة والعملاء الخونة لله والعروبة والوطن ؟
http://www.youtube.com/watch?v=kH5OrE697Os&feature=related
وهاهوالعميل عبد الشيطان والشاويش يعقدون صفقة بيع هويتنا وبلادنا ونحن خارج الساحة؟
http://www.youtube.com/watch?v=YEQO1b3bQPo&NR=1
علي ناصروالسوفييت
http://www.youtube.com/watch?v=GgS_cI6FYfk&feature=related
(1 ) مقابلات تلفزيونية حول أحداث 13 يناير 1986م - عدن - اليمن
http://www.youtube.com/watch?v=c7OtGKNR430&feature=related
--------------------------------------------------
جرايم الاحتلال اليمني الهمجي بحق شعب الجنوب العربي المحتل
http://www.youtube.com/watch?v=FMSUsAo7HUM&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=-gx195opLUU&feature=related
الحزب الإشتراكي اليمني
--------------------------------------------------------------------------------
تعود جذور الحزب الاشتراكي اليمني إلى حركة القوميين العرب التي تشكلت في بيروت في عام 1948م ولقد أُسس الحزب في عام 1978م كامتداد للجبهة القومية وفصائل يسارية أخرى مؤمنة بالفكر الاشتراكي في الساحة اليمنية.
ولقد أضعفت الصراعات والتشظيات الحزبية من البُنية الفكرية والتنظيمية والجماهيرية للحزب, وكان للمقتلة الشهيرة في 13 يناير 1986م في جنوب اليمن الدور الأعظم في تفكيك بنية الحزب وإضعاف موقعه القيادي في (ج.ي.د.ش).
وعند قيام الوحدة اليمنية في مايو 1990م , كان شريكاً فاعلاً في الوحدة ولكنه ظل يعيش على رصيده النضالي السابق, ولم يقدم جديداً على المستوى الحزبي والديمقراطية الداخلية أو على المستوى السياسي بوجه عام, بل انفرد بخطاب سياسي جديد, وممارسات سلطوية عتيقة, ولم يقدم أنموذجاً في الحياة السياسية.
يعتبر الحزب الاشتراكي من أكثر الأحزاب ممارسة للنقد إلى درجة جلد الذات, أما المعضلة الخطيرة التي يعيشها فهي تكرار الأخطاء مما يضعف مصداقيته.
يمكن القول بعريض العبارة, إنه يشهد تحولاً إلى حد ما صوب الديمقراطية, ولكن ليس بنفس اللغة الخطابية التي يتبناها. فالأسس التنظيمية والأيديولوجية والاجتماعية التي أسس عليها الحزب تتلاشى تدريجياً مع مرور الزمن, بحيث نستطيع القول إن الحزب الاشتراكي اليمني اليوم هو حزب انتقالي من الاتجاه العقائدي إلى حزب المصلحة.
بيانات اساسية :
- تاريخ التأسيس : 1978م .
- تاريخ التقدم للتسجيل في لجنة شئون الأحزاب 19/7/1416 الموافق 11/12/1995م
- تاريخ حصوله على قرار التسجيل من لجنة شئون الاحزاب 3/5/1417 الموافق 15/ 9/ 1996م .
- الأمين العام بعد المؤتمر العام الخامس للحزب أغسطس 2005م الدكتور : ياسين سعيد نعمان .
- الأمين العام السابق : علي صالح عباد (( مقبل )).
- حكم جنوب الوطن ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً .
منفرداً ( من 1978م حتى مايو 1990م ).
- تقاسم السلطة مع المؤتمر الشعبي العام منذ تاريخ تحقيق الوحدة 22مايو 1990م وحتى 27ابريل 1993م .
- شارك في حكومة ائتلاف ثلاثية مع المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح من مايو 1993م وحتى 7يوليو 1994م .
- خرج من السلطة وتحول إلى المعارضة بعد قيام قيادية السابقة بعملية الانفصال في العام 1994م .
- شارك في الانتخابات النيابية الأولى 27ابريل 1993م وحصل على 56مقعد في مجلس النواب الذي إجمالي مقاعده ( 301) وبنسبة 26%.
- لم يشارك في الانتخابات النيابية الثانية 27/ ابريل 1997م وأعلن مقاطعته لهذه الانتخابات.
- قاطع الانتخابات الرئاسية في 23سبتمبر 1999م .
- شارك في الانتخابات النيابية الثالثة 27ابريل 2003م وحصل على 7 مقاعد في البرلمان وبنسبة 2.33%.
- احد أحزاب اللقاء المشترك ودعم في الانتخابات الرئاسية 2006م مرشح اللقاء المشترك فيصل بن شملان.
- شارك في الانتخابات المحلية 2006م وحصل في المجالس المحلية للمحافظات على ـ10 مقاعد بنسبة 2.35 % وفي عضوية المجالس المحلية للمديريات حصل على 171 مقعدا بنسبة 2.48% .
- الصحف الناطقة بأسم الحزب : صحيفة الثورى . موقع الاشتراكي نت .
- مؤسس الحزب الاشتراكي اليمني في سطور ((عبدالفتاح اسماعيل))
ينتمي عبد الفتاح إسماعيل الى أسرة انتقل عائلها من الجوف واستقر في قرية الأشعاب ناحية حيفان التابعة للواء تعز حينها ولد هناك في 28 يوليو 1938 وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مدينة عدن وأصبح في النصف الأخير من الخمسينات عاملا فنيا تحت التدريب في مصفاة الزيت البريطانية كما عمل بالتدريس .
تولى القيادة العسكرية بمنطقة عدن أثناء حرب التحرير عام 1964 ومارس نشاطا سياسيا في إطار الجبهة القومية التي كانت أشبه بالقيادة اليومية … خلال عام 1966 تفاعل مع حركة التغييرات التي شهدتها حركة القوميين العرب على المستوى المركزي ونقلها الى المستوى المحلي وتبنى الخط اليساري داخل فرع الحركة بجنوب اليمن وأستطاع أن يقيم علاقة متميزة مع قادة الحركة في بيروت وأن يقدم نفسه باعتباره رمز التيار اليساري في الجبهة القومية .
اتسم عبد الفتاح إسماعيل بالنضج الفكري وعمق المعارف النظرية لنهمه في البحث عن المعرفة .
تولى منصب وزير الثقافة والإرشاد القومي وشؤون الوحدة اليمنية في أول حكومة لدولة الاستقلال في جنوب اليمن .
نجى من عملية الاعتقال الشهيرة بعد أحداث مارس 1968 إذ سافر الى بلغاريا لتلقي العلاج هناك .
لم يشارك في حركة 22 يونيو التصحيحية التي تم بموجبها عزل قحطان الشعبي من الرئاسة وان كان له تأثير كبير في الإعداد لها .
تولى موقع عضو مجلس الرئاسة عقب حركة يونيو إضافة الى موقعه كأمين عام للتنظيم السياسي الجبهة القومية .
كرس نفسه كمثقف سياسي ومنظر للتنظيم الحاكم في عدن وعرف بأنه رجل الاتحاد السوفييتي كما كان يصفه خصومه داخل السلطة الحاكمة بجنوب اليمن بالرجل الكسول لاعتكافة الطويل في جبل معاشيق بفيلا ( طوني بيس ) وانكبابه على الشعر والأدب ومنادمة الكتاب والشعراء والمثقفين اليمنيين والعرب ….. كان له اهتمام شعري وله ديوانان ( الكتابة بالسيف و ( نجمة تقود البحر ) .
بعد أحداث 26 يونيو 1978 التي أطاحت بسالم ربيع علي سرع بالخطوات الخاصة بإعلان ميلاد الحزب الاشتراكي اليمني وظهر على السطح في أكتوبر من نفس العام بأنه مؤسس الحزب الاشتراكي اليمني وجمع بين منصب الأمانة العامة للحزب ورئاسة الدولة حيث استمر في هذا الموقع المزدوج من 27 ديسمبر 1978 حتى 20 أبريل 1980 .
تفجرت أزمة عاصفة مطلع أبريل 1980 بين عبد الفتاح إسماعيل ووزير الدفاع علي أحمد ناصر ( عنتر ) استمرت أسبوعين أفضت الى أن يرضخ الأول لمطالب الثاني فقدم استقالته بحجة مرضه وغادر البلاد الى برلين أولا ومن ثم الى موسكو .
في 7 أكتوبر 1984 عاد عبد الفتاح إسماعيل ثانية الى عدن بعد أن أدرك أن معادلة القوى داخل الحزب الحاكم باتت تهدد موقعه لصالح مجموعة علي ناصر محمد .
في 14 فبراير 1985 تولى عبد الفتاح إسماعيل منصب سكرتير اللجنة المركزية لشؤون الإدارة كأولى النتائج للضغوط التي مارسها التيار المناوئ لتوجهات علي ناصر محمد إضافة الى تخلي الأخير عن منصب رئاسة الوزراء .
في الفترة من مارس 1985 وحتى أكتوبر 1985 برز اسم عبد الفتاح إسماعيل الى السطح ثانية بوضوح أشد باعتباره أهم العناصر المرجحة للصراع المحتدم داخل الحزب الاشتراكي بين جناح علي ناصر وجناح علي عنتر ولعب دورا حاسما في التهيئة لأحداث يناير 1986 الشهيرة .
في 16 أكتوبر 1985 انعقد المؤتمر الثالث للحزب ومن خلاله عاد عبد الفتاح إسماعيل الى المواقع المتقدمة في هيئات الحزب حيث نجح في عضوية المكتب السياسي .
في 13 يناير انفجرت الأحداث الدامية في عدن وتضاربت الأنباء والمعلومات حول مصير عبد الفتاح إسماعيل ، حيث أجمعت على نجاته من المجزرة التي وقعت في مبنى اللجنة المركزية وفراره مع عدد من رفاقه ولكنها تتباين فيما جرى بعد فراره إذ أن علي سالم البيض يؤكد احتراقه في إحدى المدرعات ويعتقد آخرون أنه أغتيل بعد اقتياده من منزل القيادي الاشتراكي ( سعيد صالح ) وعلى يد أحد أقرباء الأخير ويدعى ( جوهر ) وذلك في إطار الصراع على السلطة .
في 10 فبراير 1986 أعلنت سلطات الحزب الاشتراكي اليمني في روايتها الرسمية آنذاك غموض نهاية عبد الفتاح إسماعيل وأكدت أن المدرعة التي حملته مع علي سالم البيض تعرضت لنيران أحد المواقع التابعة للقوات البحرية واستطاع البيض الخروج من المدرعة بينما ظل فيها عبد الفتاح إسماعيل وقد احترقت المدرعة ولم يعثر على أي أثر لجثته .
كرّم في عهد دولة الوحدة اليمنية ومنح عدة أوسمة بصفته أحد مناضلي الثورة اليمنية في جنوب الوطن ورفعت صورته الى جانب صور الملوك والرؤساء المتعاقبين على اليمن بشطريه في مدخل قصر الرئاسة اليمني .
المصدر: المركز الوطني للمعلومات بالجمهورية العربية اليمنية صنعاء
حد من الوادي
02-16-2012, 04:09 PM
مستقبل مشرق بدون ماضي مؤلم
الأربعاء 15 فبراير 2012 02:31 صباحاً
محمد بالفخر
[email protected]
ينزعج البعض من التذكير بالماضي ويعتبر الحديث فيه من المنغصات التي ينبغي عدم تناولها بحال من الأحوال إلا إذا تناولته بشكل ايجابي وقلبت الحقائق رأسا على عقب ولن يكون هكذا إلا إذا قلت للمسيء أحسنت وان أساء وبالغ في الاسآءه. .
فالماضي القريب لم تتجاوز مدته نصف قرن ونحن نعيش آثاره حتى هذه اللحظة فهو مازال يلقي بظلاله علينا شئنا أم أبينا فلو كان ذالك الماضي جميل لما عشنا هذا السوء في هذا الحاضر البئيس.
والمشكلة الكبرى إن نعطي انطباعا أننا نعيش لحظات الحنين للماضي القريب نظير سوء الحاضر الذي نعيشه وكأننا افتقدنا الأندلس أو عدل الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه .أو ضاع من بين أيدينا مهاتير محمد الذي نقل ماليزيا من العشش ومساكن الصفيح لتصبح إحدى النمور الآسيوية أو السيد رجب طيب اردوقان احد تلاميذ مدرسة الإخوان المسلمين العالميه الذي أعاد لتركيا قيمتها وهيبتها بعد أن مرّغها فروخ العلمانية في الذل والدونية قرابة قرن من الزمان.
كل ما في الأمر أيها الأفاضل والفاضلات إننا نعيش زمنا في غاية السوء والتردي في كافة مجالات الحياة فظن العالقون في الماضي إن زمنهم كان أفضل وأنهم كانوا هم الأصح .
وغيرهم الخطأ وبالتالي يعطيهم هذا الوهم الحق لصناعة الأحداث وصناعة المستقبل بإعادة إنتاج الماضي فكرا وسلوكا مع اضافة بعض الرتوش الضرورية للتعايش مع عصر الموضة كربطة العنق والبدلات المودرن بدلا من تلك السفاري التي كان يلبسها الرفيق( ماوتسي تونغ).
و(شوان لاي) أو (فيدل كاسترو) وغيرهم . فنحن في زمن العم( اوباما ) سيد العالم وسيد النظام العالمي الجديد والكل يخطب وده والكل عنده استعداد لتغيير جلده وتنفيذ الأوامر حرفيا وعن ظهر قلب منتهى البراعة في التبعية .
وإلا فبالله عليكم من فشل في الماضي وضاع في الحاضر هل سيجيد صناعة المستقبل ؟
إن لم ندرك هذه الحقيقة فأننا لأفرق بيننا وبين من اتبع ذلك الشيخ الذي يسوق القبيلة خلفه أين ما سار أو اتجه .
فالماضي كما هو معلوم فرض بالحديد والنار والسحل والإرهاب الفكري والحسي وبطوق من الزنازين والستار الحديدي وبما سمي امن الدولة الذي كان يحصي الأنفاس وتحكم فيه من أتى على ناقة العشيرة أو دبابة أجيره .
وبالتالي لن نصل إلى المستقبل بفكر الماضي وأدواته بحال من الأحوال ولن نصل كذلك بصنائع مستنقعات الحاضر الآسنة التي طفت وطغت في أحضان الفساد والمفسدين الذين أتوا على دبابات 7 يوليو وعلى ثقافة الغنيمة والفيد .
المستقبل سيصنعه جيل جديد وبفكر جديد بعيدا عن عقد الماضي والحاضر .
فتذكيرنا بالماضي وآلامه مهم جدا حتى لا نسحبه معنا من غير وعي إلى المستقبل وكذلك لنأخذ منه الدروس والعبر
كما قال الحق سبحانه وتعالى ( لقد كان لكم في قصصهم عبرة)
وإلا فهم(تلك امة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت )
وأعيد واكرر للجميع إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .
خاتمة :
للشاعر احمد مطر
قلت : للحاكم هل أنت الذي أنجبتنا ؟
قال : لا لست انأ .
قلت : هل صيرك الله إلها فوقنا ؟
قال : حاشا ربنا .
قلت : هل نحن طلبنا منك أن تحكمنا ؟
قال : كلأ.
قلت : هل كان لنا عشرة أوطان
وفيها وطن مستعمل زاد على حاجتنا
فوهبنا لك هذا الوطنا؟
قال : لم يحدث ولا أظن هذا ممكنا.
قلت: هل أقرضتنا شيئا
على أن تخسف الأرض بنا
إن لم نسدد ديننا ؟
قال : كلا
قلت : ما دمت إذا لست إلها
أو أبا
أو حاكما منتخبنا
أو مالكا
أو دائنا
فلماذا لم تزل ، يا ابن الكذا تركبنا ؟
*خاص عدن الغد عن صحيفة "عدن الغد" الورقية
adenalghad.net/articles/1802.htm
جميع الحقوق محفوظة لعدن الغد © 2012
حد من الوادي
02-17-2012, 11:40 PM
إليكم أنتم دون غيركم .. أبناء عدن
الجمعة 17 فبراير 2012 07:55 مساءً
شكيب الحبيشي
ماهذا الذي يحدث اليوم ؟؟؟
اشعر بالأسى وأنا اتابع الأخبار تصلني تباعاً عن صور موجعة لم تكن تخطر على بال .
هل غاب الرشد عن ذهن أبناءها ولأهاليها ووأفديها وأضحى الغي بديلاً؟؟
ماهذا الذي الذي يحدث إخوتي واحبائي .. أبناء مدينتي الجميلة والوديعهة؟
راهن الجميع عليكم .. انكم أبناء ثقافة مدنية راقية ورأس حربة في المشروع المدني المأمول في وطن الغد الواعد .. وأنه بفضلكم لايمكن ان تطاله أو تؤثر فيه مزامير أصحاب مشاريع الرقص على أطلال التخلف.
إليكم دون غيركم .. أبناء عدن .. أوجه حديثي :
إن مايجري اليوم انما يتم على أرضكم .. في عدن .. عدن الإخاء والمحبة، عدن تعدد الأعراق والأديان والمشارب لوافديها وقاطنيها، عدن الآمنة لأبناءها والحارسة لضيوفها القادمين من كل صوب، غربها وشرقها، والساهرة لخدمتهم حتى باتت تسجل في عناوين أخبار المعمورة بـ "جنة عدن" لكرمها ووداعتها وطيب تعامل ومعشر أبناءها.
سابقاً وقبل عقود خمسه تقريباً نكبت مدينتكم أخوتي بنيران الفتنة التي اذكاها مستعمر لاتغيب عن امبراطوريته الشمس وأراد من وراء فعله إضعافكم وتشتيتكم بغية إصطياد اضعفكم إرادة وجره الى طاولة التنازلات والخنوع.
فكان له ما أراد فخضبت أرضكم الطاهرة بدماء أنبل أبناءكم وللأسف على يد بعضاً أيضا من أبناءكم وأهاليكم ممن أعمت المشاريع المغلفة ببريق الشعارات بصيرتهم فأنهالوا يكيلون لبعضهم النعت بأبغض الصفات ووأوغلوا في كرههم لبعضهم وتردت الأساليب اإى الإفتاء السياسي بالتخوين الأعظم وحل الدم والحكم بالإعدام.
فذهب ضحية ذلك .. شهداءنا علي حسين القاضي، السلفي، سعيد حسن، مدرم، شمشير ، سريب ... قائمة يصعب حصرها من خيرة الأبناء الطاهرين لهذه المدينة الفاضلة.
وبكيناهم كثيراً وأكثر منا بالطبع بكاهم أهاليهم .. أمهاتهم وزوجاتهم واباءهم وأخوانهم .. لكن أتدرون ما أبكانا أكثر من ذلك؟؟ وبعد ذلك !! ضياع الوطن الحلم .. الصحيح والغير معتل ، وحل بدلاً عنه وطن تسيده الفريق المنتصر دون غيره .. فريق أغراه النصر المنتشي بعزة إقصاء الغير .. فأستأثر بالحكم والقرار دون شركاء نضاله .. فكان له مأاراد وطن له وحدة مشفوعاً بلعنة فوبيا التربص الدائم له من قبل الأعداء الإقليميين والدوليين "خصوم التجربة" فخاضت هذه المدينة دورات صراعات دمويهةغير منقطعة لم يكن بالطبع ضحاياها فقط انصار التجربة ولكن أيضاً كانوا كثير من الأبرياء من أبناء هذه المدينة.. عدن.
لقد خصيتكم دون غيركم بخطابي هذا يا أبناء عدن ، وأدرك ما سينالني من نقد بسببه، لأنكم المعنيين اليوم دون غيركم بمحتواه.
أخصكم انتم بعد أن خذلنا الرعيل الأول من رواد الحركة الوطنية لهذه المدينة في تيه خلافاتهم وأياً كانت مبرراتهم لها .. فغاصوا فيها وامعنوا .. ولو بقدر متفاوت من المسئولية قادوا مكونيين رئيسيين نضاليين (جبهتي التحرير والقومية) تصارعوا وتقاتلوا من أجل تحقيق هدف وشعار مشترك !!! الإستقلال التام او الموت الزؤآم.
تدخلت الأصابع الخفية لتعزيز الخلاف معتمدة على غياب البصيرة وجموح الطموح بالتفرد بالسلطة وفي سبيل تحقيق أغراضها الدنيئة لم تعدم الوسائل لبث الفرقة والخلاف وإذكاء البغيضة والدفع بالعنف المتبادل وإهدار الدم وكان لها ماأرادت فتحقق الإستقلال ولكنه كان موصولاً بالموت الزؤآم.
لم تكن عدن ومكوناتها النضالية تعدم من الأبناء الخيريين منها بل العكس من ذلك تماما حظيت عدن، منارة إشعاع التطور السياسي والثقافي والإجتماعي في المنطقة، بصفوة من المع وأفضل الشخصيات المميزة بذكاءها ورقي أداءها المكاوي باهارون والبيومي وقحطان والأصنج ومحمد سالم علي وفيصل الشعبي وباسندوه والعبيد وطه مقبل وعبده خليل وسيف الضالعي ومحمد صالح العولقي والشاعر والعرجي وحسين باوزير وإدريس حنبله وباشرين وفي الجانب الآخر نخبه من مثقفي العهد الذهبي ممن أضفوا على هذه المدينة نكهة رائعه لقمان والعميد باشراحيل ومسواط وجراده ولطفي امان وفاضل ودعاتها وفقائها البيحاني وباحميش وغيرهم كثيرون ممن يتعذر ذكرهم، نعم لم تكن عدن تعدم من الأبناء الخيرين القادرين على إستيعاب أبعاد مايخطط لهم وإداراك سوء العاقبة.
فكانت هي .. كارثية بكل المقاييس.. صراعات دموية متعاقبة دفعت فيها عدن وأبناءها ثمن يفوق غيرهم إقصاءاً وتهميشاً وتخويناً، ثم لم نصحو منها إلا وقد وجدنا انفسنا في وحدة اندماجية كاملة مع الشقيق الشمالي دونما تدقيق أو حساب، وهنا ايضا دفعت عدن أكثر من غيرها الجزء الأكبر من الثمن الباهظ .. أنتهكت مدنيتها واستبيحت أراضيها وطمست معالمها وعمد إلى تغيير طبيعتها وديموغرافيتها على نحو بشع، حتى صارت "يحكى انه كانت هنا مدينة عدن".
اليوم أخوتي اأناء عدن للأسف يسدل التاريخ البغيض فصلاً جديداً من تراجيدته على هذه المدينة، بطلة الظاهر هدف مسخ وافد جديد إسمه السيطرة على ساحات فعاليات مدينة عدن.
وبصرف النظر عن فهمنا لطبيعة الصراع الحقيقي بين أطراف السيطرة ودوافعها إلا ان النتيجة تكاد تكون واحدة.. مزيداً لتدمير هذه المدينة بمميزاتها والنيل من أبناءها في مدنيتهم.
انا لايعنيني طبيعة الخلاف بين أطراف الصراع في هذه المدينة علما ًبأنني مدرك تماما بأن عناصر بقايا نظام الرئيس المخلوع علي صالح هي التي تقف وراء الأحداث التي جرت مؤخراً في عدن وتحديداً ماحدث من إحراق لساحة الحرية بكريتر من خلال نجاحها في إحداث اختراقات في صف الحراك وتشجيعه لجناح متشدد لمواجهة تمدد النفوذ الإصلاحي في مدينة عدن ومن جانب آخر إستفزازات بعض المتطرفين الإصلاحيين في توجههم لإنجاح الإنتخابات الرئاسية في عدن، انما ما يعنيني إستيعاب أبناء عدن لما يخطط له الغير لمدينة عدن ومايتربص بها من مخاطر.
حقيقة إن ما دفعني للكتابه وإستعراض ماسبق والتذكير به هو رد فعل على تواصلي مع بعض الشخصيات الاجتماعية من أبناء عدن ومالقيته من ردود مخيبة للآمال على تساؤلاتي حول ما يدور اليوم في عدن.
حالة من الإحباط الكلي إعترتني وأنا اتلقى إجابات متباينة كثيرة وسلبية يصعب جمعها. جلها تشير إلى تشتت في الرأي ونكوص وتردد في تحمل المسئولية.
أحبائي وأخوتي وفيكم أخونا الكبير هشام باشراحيل في بيتنا الكبير (الأيام) والمحافظ القدير الأستاذ أحمد القعطبي والآخرين من أبناء عدن في كافة المكونات مشترك وحراك ومؤتمر وتحرير ورابطة ومنظمات مجتمع مدني وعلماء ودعاة والآخرين المستقلين .. إنها مدينتكم .. إنها عدن الغالية على قلوبنا جميعا نحن أبناءها قبل غيرنا، إلى متى ستظل مقدراتها بيد آخرين غيركم، إنها تحترق .. إنه يجري تدميرها والقضاء على مقوماتها التي طالما عرفت وافتخرنا بها دوماً، ما حالة اللامبلاه هذه التي وصلتم إليها في تعاملكم مع أحداث تقع على قرب من مضاجعكم، ماذا تنتظرون لتستفيقوا وتأخذون بزمام المبادرة لقيادتها والتحكم بمجريات أمورها وكبح جماح العنف المستشري والمتنامي في كل أرجاءها.
إليكم دون غيركم أبناء عدن أكتب إليكم وأخاطبكم .. أفيقوا .. فالأمر بيدكم أولاً ودون غيركم لإعادة الوجه المشرق لهذه المدينه وحالتها الآمنة مهما بلغت سطوة أطراف الصراع عليها، فهم الغرباء البائسون بمشاريعهم ولكم المشروعية والغلبة بمقاصدكم.
والله من وراءه أقصد وبه استعين
adenalghad.net/articles/1816.htm
جميع الحقوق محفوظة لعدن الغد © 2012
حد من الوادي
02-25-2012, 12:22 AM
هادي .. المشير الجديد لليمن
الجمعة 2012/02/24 الساعة 10:47:35
التغيير- خاص - عدنان الراجحي :
هادي رئيساً لليمن البلد الذي عاش صراعات سياسية وتصفيات لشخصيات كبيرة من خلال الاغتيالات للوصول إلى كرسي السلطة ،كل هذا جعل البلد الصغير بإمكانياته ينهار انهياراً كبيراً خلال الثلاثة العقود الأخيرة،كل تلك المراحل وضعت بصمات سوداء في تاريخ اليمن الذي كان يعرف ببلاد اليمن السعيد،بعدما طمست ملاحمه السعيدة خلال الفترة السابقة .
هادي الجنرال العسكري الذي غاب عن المشهد السياسي اليمني في فترة من فترات الصراع السياسي بين الشمال والجنوب ووجد نفسه في واجهة الأحداث وظهر بشكل مفاجئ في حرباً خاضها صالح في صيف 94 وأصبح هادي حينها شخصية هامة إلى جانب صالح في حربه ضد ما بات يعرف بانفصال الجنوب عن الشمال.
المشير الجديد عاش حياة سياسية إلى جانب صالح بعد حرب صيف 94 ليعين نائبا للجهورية اليمنية حتى هذه الفترة ولمدة سبعة عشر عاماً، لكن خلال فترة عمله لم يصدر قرار جمهوري بذلك التعيين حتى جاءت اللحظة وتم اختياره رئيساً للبلاد باستفتاء شعبي وبنسبة 99% بعد أن أيقن أن صالح سيسقط عن سدة الحكم تحت الضغط الشعبي الكبير خلال عام واحد .
هادي رئيساً جديد ليمن جديد هذا ما يردده اليمنيين حين توجهوا إلى مراكز الاقتراع لنزع شرعية صالح والاعتراف بشرعية ثورة غاضبة قادها الشباب في اليمن في إطار ثورات الربيع العربي ضد أنظمة استبدادية وديكتاتورية .
هادي هو الجنرال العسكري الثاني الذي يصل إلى منصب رئيس الجمهورية في بلد كثرت مشاكله وخلافاته خاصة الداخلية كقضية الجنوب وقضية صعده وقضايا أخرى شائكة لم يوجد لها حل جذري إلى الآن،وتعتبر هذه المرحلة هي مرحلة اختبار لقدرة الرجل على تجاوز المحنة التي يعيشها اليمن بعد توقعات انزلاقه إلى حرب أهلية وانقسام المنطقة الجغرافية إلى دويلات .
الرئيس الجديد هادي هو رجل المرحلة الراهنة الذي قد يكون صادفه الحظ وجعل كل الأطراف والقوى السياسية اليمنية والقوى الإقليمية والدولية تقف إلى جانبه ،وربما ذلك الوقوف الجدي إلى جانبه سيجعله يمسك بزمام الأمور ويُخرج اليمن من عنق الزجاجة بعد مرحلة صعبة في حياة اليمنيين لم يمروا بها من قبل .
المرحلة الراهنة سيقف هادي أمام خيار ربما يكون صعباً وقوفه أمام الشباب الذين أطاحوا بصالح احتجاجاً على حكمه الذي أودى باليمن إلى حافية الهاوية كما قال الكثير من المحللون وسيبقى في واجهة المسألة أمام كل اليمنيين بعدما طفح الكيل بهم خلال الحقبة السياسية لصالح .
قد تكون المرحلة القادمة مستنقعاً كبيراً من المخاطر أمام هادي الذي يأمل منه كل اليمنيين تجاوز المحنة التي يمر بها اليمن ووضع حلول لقضايا تهدد امن واستقرار ووحدة اليمن خاصة مع وجود صراع قوى إقليمية ودولية على الأراضي اليمنية .
أصبح مسمى من يصل إلى سدة الحكم في اليمن هو الرقص على رؤوس الثعابين فهل سيجيد هادي الرقص على رؤؤس الثعابين كما كان يقول صالح انه لن يقدر على هذه المهمة إلا من يجيدون الرقص على رؤؤس الثعابين؟ .
ما الذي سيعيق مهام هذا الرجل خلال المرحلة القادمة بعد ان تم التوافق عليه من قبل كل أطراف العمل السياسي في اليمن وبدعم إقليمي ودولي كحل وسط لقطبي الصراع المتمثل باللقاء المشترك المعارض سابقاً والمؤتمر الشعبي العام الحاكم سابقاً .
أما صالح فقد طوى اليمنيين صفحته التي قيل عنها صفحة سوداء وتاريخاً لا يحسد عليه في حكماً وصف بالاستبدادي طيلة عقوده الثلاثة منذ تربعه على عرش السلطة بعد سلسلة من التصفيات لعدد من الرؤساء كانوا قد سبقوه
لحظات تاريخية في حياة اليمنيين بعد أن جعلوا الرئيس السابق علي عبدالله صالح أمام الأمر الواقع بعد ان واجهة الشعب بمقولة "سنواجه التحدي بالتحدي "إلا انه لم يكن كما قال، فقد آمن أن الشباب قد أزاحوه عن كرسي السلطة الذي أصبح شغوف بالبقاء عليها كما يصفه خصومه السياسيين .
سيرة الرئيس الجديد لليمن
عبدربه منصور هادي:
- من مواليد عام 1944م ،قرية ذكين ،مديرية الوضيع، محافظة أبين.
- الحالة الاجتماعية:متزوج وله 5 أولاد (بنتان وثلاثة أولاد).
- أحد مناضلي حرب التحرير.
- درس في كلية سان هيرست الملكية البريطانية.
- حاصل على درجة الماجستير من أكاديمية ناصر العسكرية بجمهورية مصر العربية.
- حاصل على درجة الماجستير من أكاديمية فرونزا في الاتحاد السوفيتي السابق.
تقلد عدداً من المناصب القيادية العسكرية والسياسية في جنوب الوطن قبل الوحدة أهمها:-
- قائد فصيلة مدرعات.
- قائد سرية مدرعات.
- أركان سلاح المدرعات.
- أركان الكلية الحربية.
- مدير مدرسة المدرعات.
- مدير دائرة التدريب.
- قائد محور عملياتي (كرش).
- مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للشؤون الإدارية.
- رئيس دائرة الإمداد والتموين العسكري.
- نائب رئيس الأركان لشؤون الإمداد والإدارة.
كما تقلد مناصب قيادية عليا بعد قيام الجمهورية اليمنية عام 1990م أهمها:
- مستشار مجلس الرئاسة عام 1990م.
- قائد محور البيضاء.
- وزير الدفاع مايو 1994م.
- نائب رئيس الجمهورية 4/10/1994م
- رقي إلى رتبة الفريق عام 1997م.
- رقي إلى رتبة المشير عام 2012م.
- انتخب نائباً لرئيس المؤتمر الشعبي العام في المؤتمر العام الخامس وأعيد انتخابه لمرتين في المؤتمر العام السادس والمؤتمر العام السابع لنفس المنصب.
- انتخب نائباً أول لرئيس المؤتمر وأميناً عاماً للمؤتمر الشعبي العام من قبل اللجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر الشعبي العام في دورتها الاستثنائية المنعقدة في 12 نوفمبر 2008م .
- شغل رئيسا للجنة العليا للاحتفالات .
مؤلفاته:
- الدفاع في المناطق الجبلية في إستراتيجية الحرب (بحث نال به درجة الأركان من روسيا).
منح العديد من الأوسمة الرفيعة منها:
- وسام الوحدة (22 مايو).
- وسام الاستقلال (30 نوفمبر).
- وسام الإخلاص.
وغيرها من الأوسمة والأنواط والميداليات.
تمت الطباعة في 2012/02/25 : الساعة 00:17
حد من الوادي
02-25-2012, 12:29 AM
50 سنة واليمن يفطر ثورة ويتغدى جمهورية ويتعشى كدم؟
ولازالت اليمن في الثورة والى متى هذة النكبة لليمن الفقير الضائع بين العسكروالقبيلة انها بلاد مقاولي القتل والقبيلة الله يفرجها عليهم ويخلص حضرموت والجنوب العربي من الاحتلال اليمني البغيض؟
حد من الوادي
--------------------------------------------------------
ثوار اليمن يؤكدون مواصلة العمل الثوري ويدعون حكومة الوفاق إلى طرد السفير السوري
الجمعة 2012/02/24 الساعة 06:39:45
التغيير - صنعاء - عدنان الراجحي:
جمعة "النصر لسوريا الحرة" هي أول جمعة بعد خروج الرئيس علي صالح عن المشهد السياسي اليمني وطي صفحته والاستمرار في العمل الثوري في أول جمعة في عهد الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي ،فقد جدد الشباب في اليمن مواصلة العمل الثوري لتحقيق باقي أهداف الثورة .
وشهدت أكثر من ثمانية عشرة محافظة يمنية اليوم احتشاد مئات الآلاف للمشاركة في جمعة "النصر لسوريا الحرة "تضامناً مع الشعب السوري الذي يتعرض لأساليب عدة من القتل والتنكيل والنزوح جراء العمل العسكري الكبير من قبل الجيش السوري الموالي للرئيس بشار الأسد .
وتعد تسمية الجمعة في اليمن هي أول عمل تضامني من شباب اليمن للشعب السوري بعد إسقاط تنحي صالح عن الحكم الذي استمر 33 عاماً وأجبرته الاحتجاجات الغاضبة في كثير من مدن اليمن على ترك السلطة عبر اتفاق سياسي بين أحزاب المعارضة التي أصبحت اليوم شريك أساسي في السلطة .
في شارع الستين وسط العاصمة صنعاء فقد شارك عشرات الآلاف من اليمنيين في جمعة "النصر لسوريا الحرة " تأكيد على الاستمرار في الفعل الثوري وإعلان التضامن الكامل مع شعب سوريا وسط دعوات لحكومة الوفاق لقطع كافة العلاقات الدبلوماسية وطرد السفير السوري من صنعاء.
خطيب الجمعة فؤاد الحميري الذي عُرف بانتقاده الكبير للنظام السابق دعا الشباب إلى مواصلة المشوار الثوري لتحقيق أهداف الثورة كاملة بعد أن اسقطوا رأس النظام ودعوة الرئيس الجديد لسرعة الاستجابة لشباب الساحات .
واعتبر الخطيب الحميري إن انتصار اليمنيين في إسقاط النظام هو انتصار لمن ظُلموا وظًلموا وان الانجازات الثورية أصبحت محفزات لا مخدرات ،وان الثورة كانت ضرورة لا اختيار لإنهاء ذلك النظام حد قوله .
وأوضح الخطيب إن هناك مطالب للشباب خلال المرحلة القادمة وقال" نريد يمن جديد لا نريد صالح رئيساً بل نريد يمن صالحاً يعيش أجيرا لا مؤجراً خادماً لا أميرا نريد رئيساً بطانته محترفون لا مخربون منفذون لا متنفذون نريد قوة القانون لا قانون القوة ،نريد يمن جديد برلمانه يراقب ويحاسب يمنح ويمنع ،نريد يمن جديد جيشه لحراسة البلاد ليس مملوكاً لعائلة ،نريد يمن جديد يعتذر للجنوب وينتصر لصعدة وينصف تهامة ،نريد يمن فيه مدارس لا المتارس والمستشفيات لا المعتقلات ،نريد يمن جديد يقصى الإقصاء ويهمش التهميش ويصادر المصادرة ، يمن جديد لا يسيس القضاء ولا يقضي على السياسة.
ووجه الخطيب رسالة إلى الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي مفادها" اتق الله في نفسك وفي وطنك وشعبك فهو سبحانه مالك الملك يأتي الملك من يشاء وينعه عمن يشاء ،اتق الشعب فهو قدر الله الذي لا يعد وقضاء لا يمد واعلم إننا انتخبناك لتخدمنا لا لتستخدمنا ولتمثلنا لا تمثل علينا ،انتخبناك للتغيير لا لتمرير والتبرير ،ولك علينا كامل المسؤولية ولنا عليك المسألة أنت خيار للشعل لا لحزب أو طائفة ،وللشعب بوصلة أيها المشير فتوجه حيثما تسير ،أما الثورة باقية بأهدافها وساحاتها المشتعلة ما بقيت الأهداف لا نمل ولا نكل ".
تمت الطباعة في 2012/02/25 : الساعة 00:22
حد من الوادي
02-26-2012, 12:46 AM
علي ناصر محمد : ثورات " الربيع العربي " أسقطت انظمه عربية ما كان لها أن تسقط لولا إرادة الشعوب
السبت 2012/02/25 الساعة 10:46:12
التغيير – صنعاء :
قال الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد ان ثورة " الربيع العربي " اسقطت انظمة عربية ما كان لها أن تسقط لولا ارادة الشباب والشعوب في التغيير وتعطشهم للحرية والعدالة , رغم جرهم الى الماضي الغارق في تفاصيل لم تعد لها من قيمة .
وأكد ناصر في حفل تأبيني لأربعينية الدكتور عبد القدوس المضواحي ان اجتماعه اليوم , أمام مشهد غير مكتمل لمستقبل الثورات قائلا " ولعل تواجدنا هنا هو نوع من الإقرار الضمني بنجاح بعضها في تحقيق الأهداف الأساسية ، إضافة إلى أننا نجتمع اليوم لمناسبتين لاتنفصلان عن بعضهما من جهة ، ولا عما يحدث حولنا وارتباطه بماضي المنطقة وحاضرها ومستقبلها من جهة أخرى : ذكرى وحدة مصر وسوريا و وقفة وفاء في ذكرى صديقنا الراحل الدكتور عبد القدوس المضواحي رحمه الله".
وأوضح الرئيس الجنوبي السابق ان اجتماعهم , اليوم , م لمناسبتين لاتنفصلان عن بعضهما من جهة ، ولا عما يحدث حولنا وارتباطه بماضي المنطقة وحاضرها ومستقبلها من جهة أخرى : ذكرى وحدة مصر وسوريا و وقفة وفاء في ذكرى صديقنا الراحل الدكتور عبد القدوس المضواحي رحمه الله " , موضحا ان الثورة المصرية وفرت "فرصة في إعادة ولو جزء من الاعتبار لمكانة مصر عربياً وإسلامياً ، واستعادتها لدورها القومي الحاضن للثورات وحركات التحرر في المنطقة ، والمتبني لقضايا الأمة" .
وذكر ناصر في كلمته للحاضرين بالقول " في ذكرى الوحدة المصرية – السورية 1958م ، أذكركم أن فك الارتباط هو الخيار الوحيد الذي أمكن القائد الراحل جمال عبد الناصر فعله بشجاعته المعهودة ،بعد أن أدرك حتمية فشل الوحدة بسبب عدم توفر الشروط الموضوعية الملائمة لاستمرارها ، إضافة إلى الأخطاء التي رافقتها والمؤامرات الاقليمية والدولية التي تعرضت لها ، كان يعرف أن لا مكان للوحدة بالقوة أو الدم .. و الأمر ذاته يذكرنا بالوحدة اليمنية ، التي اندفع الموقعون عليها في العام 90م دون دراسة ، ولا رؤيا واضحة ولا استفتاء شعبي ، فتعثر المشروع العظيم للأسف بعد أربع سنوات فقط من قيامها " , مضيفا " كان يفترض قبل إتمام خطوة كهذه تحقيق الوحدة الوطنية على مستوى الدولتين اللتين كانتا قائمتين آنذاك : الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، ومن ثم الاستفتاء على الوحدة شعبيا وهو ما لم يحدث . ومع ذلك فقد باركت جماهير الشطرين قيام الوحدة ، لكن هذا الحلم الوطني العظيم سرعان ما فقد بريقه لأن القيادة التي وقعت على اتفاقية الوحدة لم تكن في مستوى المسؤولية التاريخية ، و قادت ممارساتها إلى سلسلة من الاخطاء القاتلة أدت إلى الاقتتال والانفصال في صيف العام 1994م ، وبدلا من أن يعالج الطرف المنتصر في الحرب تلك الأخطاء ويعمل على تجاوز آثارها، أمعن في ممارسات الضم والإلحاق والفيد والنهب وإقصاء الجنوبيين ومصادرة حقوقهم الوظيفية والمالية دون وجه حق ، حتى خرج الشعب غاضباً وبصورة حضارية مشرفة، في أول ثورة سلمية في المنطقة بانطلاقة الحراك الجنوبي السلمي 2007م ، الذي لايزال حاملاً سياسياً وميدانياً للقضية الجنوبية العادلة ، ومن ثم انطلاقة شباب التغيير في ساحات الشمال".
وتحدث ناصر عن الوحدة المصرية السورية وعن الوحدة اليمنية، قائلا " اتحدث وفي خاطري من كان يجدر أن يكون معنا الآن لأنه ارتبط دائماً بها جميعاً، صديقنا الدكتور عبد القدوس المضواحي رحمه الله ، فهو الناصري القومي المخضرم ، ورجل الفكر الإسلامي المعتدل ، وصاحب الرؤية والبصمات الوحدوية العروبية والإسلامية ، وطالما كان له دوره في تقريب وجهات النظر وتعزيز الروابط، كما كان للرجل النبيل بصماته التي لا تنسى في الوحدة اليمنية منذ وقت مبكر".
" التغيير " ينشر نص كلمة ناصر في حفل التأبين
السادة الحضور الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نجتمع اليوم بعد أن شهدنا عاماً محفوفاً بالتطورات النوعية التي تحمل اسم الربيع العربي ، والتي أدت إلى سقوط أنظمة عربية ما كان لها أن تسقط لولا إرادة الشباب والشعوب في التغيير وتعطشهم للحرية والعدالة، بالرغم من محاولات جرهم إلى الماضي الغارق في تفاصيل لم تعد لها من قيمة في رقميات الحداثة وأبجديات المستقبل..
نجتمع إذاً ونحن أمام مشهد غير مكتمل لمستقبل هذه الثورات ، ولعل تواجدنا هنا هو نوع من الإقرار الضمني بنجاح بعضها في تحقيق الأهداف الأساسية ، إضافة إلى أننا نجتمع اليوم لمناسبتين لاتنفصلان عن بعضهما من جهة ، ولا عما يحدث حولنا وارتباطه بماضي المنطقة وحاضرها ومستقبلها من جهة أخرى : ذكرى وحدة مصر وسوريا و وقفة وفاء في ذكرى صديقنا الراحل الدكتور عبد القدوس المضواحي رحمه الله.
فبقدر ما وفرت الثورة المصرية المباركة في 25 يناير ، والتي احتفل المصريون والعرب قبل أسابيع بذكراها الأولى، فرصة للتأمل في عبر التاريخ وسنن التغيير ، وفرت أيضاً فرصة لا تقل أهمية في إعادة ولو جزء من الاعتبار لمكانة مصر عربياً وإسلامياً ، واستعادتها لدورها القومي الحاضن للثورات وحركات التحرر في المنطقة ، والمتبني لقضايا الأمة ، والدافع باتجاه التفكير مجدداً في الوحدة ، ليس بالضرورة الوحدة العربية سياسياً ، بل الوحدة بعموميتها ، وفتح آفاق جديدة ورحبة لها بعد أن تلاقحت الثورات الشبابية الشعبية السلمية في عدة أقطار عربية وعززت لغة المحاكاة بأوضح صورها.
في ذكرى الوحدة المصرية – السورية 1958م ، أذكركم أن فك الارتباط هو الخيار الوحيد الذي أمكن القائد الراحل جمال عبد الناصر فعله بشجاعته المعهودة ،بعد أن أدرك حتمية فشل الوحدة بسبب عدم توفر الشروط الموضوعية الملائمة لاستمرارها ، إضافة إلى الأخطاء التي رافقتها والمؤامرات الاقليمية والدولية التي تعرضت لها ، كان يعرف أن لا مكان للوحدة بالقوة أو الدم .. و الأمر ذاته يذكرنا بالوحدة اليمنية ، التي اندفع الموقعون عليها في العام 90م دون دراسة ، ولا رؤيا واضحة ولا استفتاء شعبي ، فتعثر المشروع العظيم للأسف بعد أربع سنوات فقط من قيامها ..
كان يفترض قبل إتمام خطوة كهذه تحقيق الوحدة الوطنية على مستوى الدولتين اللتين كانتا قائمتين آنذاك : الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، ومن ثم الاستفتاء على الوحدة شعبيا وهو ما لم يحدث . ومع ذلك فقد باركت جماهير الشطرين قيام الوحدة ، لكن هذا الحلم الوطني العظيم سرعان ما فقد بريقه لأن القيادة التي وقعت على اتفاقية الوحدة لم تكن في مستوى المسؤولية التاريخية ، و قادت ممارساتها إلى سلسلة من الاخطاء القاتلة أدت إلى الاقتتال والانفصال في صيف العام 1994م ، وبدلا من أن يعالج الطرف المنتصر في الحرب تلك الأخطاء ويعمل على تجاوز آثارها، أمعن في ممارسات الضم والإلحاق والفيد والنهب وإقصاء الجنوبيين ومصادرة حقوقهم الوظيفية والمالية دون وجه حق ، حتى خرج الشعب غاضباً وبصورة حضارية مشرفة، في أول ثورة سلمية في المنطقة بانطلاقة الحراك الجنوبي السلمي 2007م ، الذي لايزال حاملاً سياسياً وميدانياً للقضية الجنوبية العادلة ، ومن ثم انطلاقة شباب التغيير في ساحات الشمال.
الحفل الكريم:
نتحدث عن الوحدة المصرية السورية وعن الوحدة اليمنية، وفي خاطري من كان يجدر أن يكون معنا الآن لأنه ارتبط دائماً بها جميعاً، صديقنا الدكتور عبد القدوس المضواحي رحمه الله ، فهو الناصري القومي المخضرم ، ورجل الفكر الإسلامي المعتدل ، وصاحب الرؤية والبصمات الوحدوية العروبية والإسلامية ، وطالما كان له دوره في تقريب وجهات النظر وتعزيز الروابط، كما كان للرجل النبيل بصماته التي لا تنسى في الوحدة اليمنية منذ وقت مبكر.
لم أكن أعرف في آخر مرة التقينا... قبل وفاته ببضعة أيام..أنها ستكون المرة الأخيرة التي أقابله فيها ... صديقي العزيز عبد القدوس...صديق السنوات الطوال... أكثر من ثلاثين عاماً ..تراكم علاقة إنسانية عظيمة...وصداقة فريدة كان عمادها وفاءه الكبير وأُلفته التي لم أعهدها في كثير من البشر غيره ...
كان يوما قاهرياً بارداً من نهاية ديسمبر الماضي، و كنت في طريقي إلى مطار القاهرة متوجهاً إلى دمشق، اتصلت به لأودعه هاتفياً نظراً لضيق الوقت، لكنه – وكأنه كان يشعر أننا لن نلتقي ثانية – أصر على اللقاء.
تأثرت كثيرا وأنا أراه مقبلاً علي ببشاشته ووده المحببين، حاملاً معطفه وقبعته ليقدمهما لي وهو يقول برجاء صادق: "أخاف عليك برودة الجو في الشام، أرجوك أن تأخذهما معك... لن تسافر بدونهما"...
حضنته يومها، وقد أعطاني الدنيا بمجرد اللفتة، ولم تكن غريبة عليه هو الذي عوّد من حوله دائماً على أن يكون شلال ود وعطاء.
تعرفونه جميعاً و كل من حضر هنا اليوم من خيرة الشخصيات الوطنية السياسية و الفكرية و الإعلامية ، أصدقائه و أحبابه وأفراد عائلته، أتوا من كل مكان في أربعينية هذه القامة اليمنية الشامخة، التي قل نظيرها وصح فيها قول المتنبي:وَأَفجَعُ مَن فَقَدنا مَن وَجَدنا *** قُبَيلَ الفَقدِ مَفقودَ المِثالِ
يُدَفِّنُ بَعضُنا بَعضًا وَتَمشي *** أَواخِرُنا عَلى هامِ الأَوالي
كلنا راحلون، وتبقى أعمالنا وكذلك الذكريات، ولا أعتقد أن أحداً يذكرك إلا محباً و كريماً وصديقاً ومناضلاً... لم تتغير أبداً منذ عرفتك أول مرة في عدن قبل أكثر من ربع قرن... وجدتك أنت ذاتك في كل مكان ، صنعاء و دمشق والقاهرة وبيروت ، وفي كل ظرف ومؤتمر، وفي كل المحطات، كنت دائماً صافياً كجدول رقراق وثابتاً على مبادئك كجلمود صخر، حضور سمح واسع الآفاق عميق الخبرة...
عبد القدوس أفتقدك... كلنا نفتقدك ... يعزيني أن أراك في وجوه عائلتك ومحبيك ... وفي بصماتك الدافئة حيث عبرت... في استمرارك عبر منجزات نضالك الطويل... لكن فراغ غيابك لا يملؤه أحد ...
والسلام عليكم ورحمته وبركاته .
تمت الطباعة في 2012/02/26 : الساعة 00:41
حد من الوادي
03-04-2012, 12:16 AM
الحزب الاشتراكي اليمني بين الرطانة والسياسة
احمد هادي ناصر السبت 2012/03/03 الساعة 11:07:14
زمان.. كان قادة الحزب الاشتراكي اليمني يقولون لنا إن الوطني الجيد هو الأممي الجيد وكنا نصدقهم, فيما بعد اكتشفنا أن أمميتهم أضاعت منا عدن والجنوب, وكانوا كلما أرادوا إقناعنا بفكرة ما, مهما كانت سخيفة أو خاطئة, أمطرونا بخطابات تمتلئ بعبارات وجمل وتراكيب لغوية شديدة التعقيد والإبهام لإقناعنا, وكانت هذه الخطابات تحدث لدينا صدمة تشل عقولنا عن التفكير, لا نملك خلالها إلا الاقتناع بخطابهم والاعتراف ببراعتهم وعبقريتهم.
وكان أسلوب الإقناع باستخدام اللغة الثورية المعقدة هو الأسلوب الأثير لمنظري الحزب في مخاطبة الجماهير, وكانوا دائمي الاستخدام لمصطلحات مثل: البروليتاريا والدياليكتك والايدولوجيا والامبريالية وغيرها من المصطلحات الصعبة, لإدهاش الجماهير وإقناعها بعبقرية القيادة السياسية.
ولتأكيد براعتهم كانوا يتحدثون لساعات طويلة خلال الندوات والمهرجانات الخطابية, وكانوا يستمتعون بالإطالة ولا يلتفتون إن كان الناس يفهمون ما يقولون أم لا يفهمون, كان مثلهم الأعلى الرفيق فيدل صاحب الأرقام القياسية في طول التحدث.
وقد أدى انعدام الديمقراطية وحرية التعبير في الحزب والدولة إلى إضفاء قداسة على الخطاب السياسي لمنظري الحزب وقادته, كما أدي أيضا إلى تسطيحه وفقره, وحتى ما كان يسمى بالنقد والنقد الذاتي داخل الحزب مورس بطريقة انتقائية واستخدم كأسلوب لإقصاء الخصوم وإذلالهم.
وكأي حزب شمولي يتحكم في حياة الدولة والمجتمع, تحول الحزب الاشتراكي إلى مؤسسة مثالية ومفضلة للانتهازيين والوصوليين, وكان جلهم من الفاشلين ومعدومي الكفاءة, الساعين إلى جني المكاسب والوصول إلى أعلي المناصب, وكل ما كان يلزمهم من مواهب هو إجادة الرطانة والتفلسف والحذلقة الكلامية وحفظ العبارات المسروقة من مؤلفات لينين وماركس وترديد الشعارات الفارغة.
لكن هذه الرطانة وهذا الخطاب كان اعجز من أن يقدم الحلول لمشاكل البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة, واصطدمت الأحلام الطوباوية بالواقع المر والمتخلف, وأدى ذلك إلى دورات عنف وصراع داخل الحزب تساقطت على أثرها العديد من الرؤؤس, كما أدى ذلك إلى ظهور تيار الواقعية السياسية في الحزب والذي حاول إصلاح الحزب وسياساته دون أن يكتب له النجاح, وذلك لأنه ركز على الإصلاح في أطار قيادة الحزب لهذه الإصلاحات, دون إصلاح المنظومة السياسية للبلاد بشكل كامل, وكان المطلوب حل الحزب وإلغاء سياساته الخاطئة وفتح البلاد أمام التعددية السياسية والحزبية وانتهاج سياسة الاقتصاد الحر وإطلاق الحريات العامة.
ولان الحزب لم يدرك ذلك ولم يكن عامل الزمن يلعب لصالحه, فقد عصفت به التطورات الدراماتيكية التي شهدتها البلاد, وتجاوزته التطورات, وأصبح حاليا حزبا لا يشبه نفسه, حزب يملك مالا وإعلاما ولكنه لا يملك قاعدة أو مستقبل, يملك مقرات وفروع ولكنه لا يملك إيديولوجيا أو برنامج سياسي, حزب يدعي الحداثة والمعاصرة لكنه يتحالف مع أكثر قوى المجتمع تطرفا ورجعية, يدعي دعم القضية الجنوبية لكنه أول يخونها ويطعنها في الظهر, يدعي تمثيله للعمال والكادحين والمجتمع المدني, لكنه أبعد الأحزاب عن النقابات والكادحين ومنظمات المجتمع المدني.
بعد كل هذا ما الذي يجعل الحزب الاشتراكي يستمر بالبقاء؟ ولماذا يستمر؟؟ في رأيي أن ثمة عاملين وراء ذلك أولهما يعود إلى رغبة المنظومة السياسية الحاكمة في صنعاء في استمراره لإعطاء هذا النظام شكل من أشكال الشرعية أمام الرأي العام المحلي والخارجي بعد حرب إلغاء الجنوب في 1994م, فاستمرار هذا الشريك الوهمي استمرار لوهم الوحدة وشرعيتها, لذلك عمل النظام على إعادة الحياة إلى الحزب الذي مات سريريا وقدم الأموال الطائلة والأراضي الشاسعة والامتيازات الكثيرة لقادته للقيام بهذا الدور.
أما العامل الثاني لاستمرار الحزب فيعود إلى الإمكانيات الذاتية للحزب ويتمثل ذلك في عنصرين: الأول يرتبط بالأموال الطائلة التي يمتلكها الحزب مما يمثل أفضل خيار استثماري أمام القيادات الحزبية الطامحة إلى المال والجاه وهذا ما يوفره لها مال الحزب وإمكانياته, ومن المهم الإشارة إلى أن الكثير من القادة السياسيين للحزب ومنذ قدومهم إلى صنعاء عام 1990م بدأوا بالتعرف على حياة الترف والثراء والرفاهية وتركوا براءتهم الثورية, وأصبحوا يتعاملون مع العمل في أطار الحزب باعتباره شكل من أشكال العمل في مؤسسة استثمارية تحقق الربح والعائد المضمون, ولم تعد الأفكار الثورية الساذجة عن قضية الحزب ورسالته التاريخية تراود مخيلتهم منذ أمد بعيد. أما العنصر الثاني في الإمكانيات الذاتية للحزب التي كانت سببا في استمراره حتى الآن فيعود إلى القناعات السياسية الراسخة لعدد محدود جدا من كوادر الحزب, تعتقد بإمكانية عودة النظام الاشتراكي وانتصار الأفكار الاشتراكية وهولاء مجموعة من الواهمين الذين تحركهم العواطف والتمنيات لا الحسابات العقلية والمنطقية, وقد تجاوز تطور المجتمع والحياة هذا النفر.
ورغم انحسار تأثير ونفوذ الحزب إلى الحدود الدنيا, مع ذلك فان الرطانة السياسية والفهلوة الكلامية لقادة الحزب الاشتراكي اليمني لا تزال تتحفنا بتخريجات سياسية ونظرية لا نملك أمامها إلا الرثاء لأصحابها لأنها مجرد عرض(show) كلامي لا تخفى علينا أهدافه ومآرب أصحابه وهو جزء من لزوم الشغل للمصلحة الذاتية لا غير.
وللأسف أن قيادة الحزب الاشتراكي اليمني لم يدركوا بعد أن الزمن تجاوز وجود الحزب ودوره وضرورات استمراره, وان أساليبهم ووسائلهم في ممارسة العمل السياسي تفسد الحياة السياسية وتضر بتطور المجتمع, ومصالح الشعب ولا مجال إلا بحل الحزب حلا نهائيا لإفساح المجال أمام نشوء أحزاب جديدة أكثر حيوية وفاعلية وفائدة.
وختاما نقول لقادة الحزب أما آن لهذا الفارس أن يترجل بعد أدى دوره التاريخي بشكل كامل.
تمت الطباعة في 2012/03/04 : الساعة 00:12
حد من الوادي
03-05-2012, 12:43 AM
الجنوب وإستمرار مآسيه بأياد جنوبية - بقلم : عبدالرحمن سالم الخضر
السبت, 03 آذار/مارس 2012 23:03
عدن – لندن " عدن برس " خاص -
الجنوب ومآسيه المتكررة والتي غالبآ ما يكون المتسبب فيها هم ابنائه ، فمنذ إستقلال الجنوب عن بريطانيا في العام 1967م منذ ذلك التاريخ كتب على الجنوب ان يتجرع شعبه الويلات والمآسي حين لم يوفق قادته الذين استلموا راية الإستقلال لم يوفقوا منذ اللحظات الاولى في ان يكونوا في مستوى القادة الذين كان لهم شرف ذلك اليوم العظيم،
ولكن كانوا بمستوى آخر يتمثل في الجهل وعدم بعد النظر في حكم وقيادة شعب عظيم فيه من الوعي والرقي ما لا يكن موجود في شعوب المنطقة.
فكان الشعب في وعيه ومفهومه للإستقلال أكبر بكثير مما كان تختزنه عقول تلك القادة الذين افقدوا شعب الجنوب فرحته بإنتصار ثورة 14 اكتوبر والتي كانوا يضنون إنها ثوره عظيمه ستنقل شعب الجنوب الى مراحل متقدمه من البناء والعلم وفي شتاء مناحي الحياة الإقتصاديه والسياسيه والإجتماعيه ولكن خاب امل تلك الامه عندما وجدت نفسها بين كماشتين الاولى تتمثل في بعض القاده الجنوبيين الذين لا تحمل عقولهم وأفكارهم أي مشروع ثوري حظاري على قدر ما تحمل من حب التسلط تحت شعارات واهيه تتنافا نفيآ قاطعآ ومستوى شعب الجنوب وتوجه العربي القوي الإسلامي والكماشه الثانيه والاخطر تتمثل في الطابور الثاني من اخواننا الشماليين الذين كانوا يحملون افكارآ وتوجهات بعيده كل البعد عن طموح الشعب في الجنوب ومن هنا بدإت مآسي الجنوب المتمثله في مسلسل المآسي الذي كان معدوه اخواننا الشماليين ومنفذوه من ابناء الجنوب الخاليه عقولهم وأفكارهم من حب الوطن او العمل على بنائه والمحافظه على العنصر البشري فيه خصوصآ من الكفإآت والعناصر والنخبه التي كان من الممكن ان ترتقي بهذا الوطن الى اعلا درجات التطور في شتاء مناحي الحياه!!
وكما لا يخفى على احد من ابناء الجنوب بمن فيهم من تبقى من الساسة لا يخفا عليهم إنهم تعرضوا لمؤامرة بعيدة المدى كانت في جميع مراحلها اخطر وأكبر ما كانت تحملهم عقولهم من أفكار خاطئه لم يتنبهوا لها إلا بعد ان صفوا بعضهم البعض وبعد فوات الاوآن ولكن مع علمهم بكل ما وقعوا فيه نراهم اليوم لا زالوا مشتتين في الراي والمواقف ولم يستفيدوا من دروس ماضي بغيض اوصلهم الى ماهم فيه اليوم من الهوان والضعف وللاسف!! وبهذا اضعفوا الشعب في داخل الجنوب الذي لم يوفق ايضآ بقاده تستطيع حتى ان توحد نفسها تحت أي مسمى ولكن الخلافات والتبا يات والعمل الهمجي الذ ي يفرق أكثر من ان يوحد لازالت هذه ممارستهم!
فهل كتب على شعب الجنوب المصائب من ابنائه في كل المعطفات والتحولات المآساويه التي عاشها ولازال يعيشها الجنوب حتى اللحظه فهل بعد كل هذه الويلات التي عاشها الوطن ويعيشها اليوم هل ستصحى الضمائر وتتحرر تلك العقول القديمه الجديده من سلبيات واخطاء الماضي الذي دفع ثمنه الجميع دون إستثناء !!
فهل سنسمع عن دعوة عامة لابناء الجنوب لا يستثنى منها احد في الداخل والخارج دعوة لمؤتمر جنوبي شامل لايستثنى منه حتى من هم مع سلطة صنعاء من ابناء الجنوب فيحمل رؤية موحدة وهدف واحد يتمثل في المطالبة بإعادة دولة الجنوب التي يؤمن جميع ابنائها بأنها واقعة تحت إحتلال اخواننا الشماليين الذين امعنو في سياساتهم الكيدية تجاه الجنوب فضلوا يمارسون كيد الاخ بالاخ ليقولوا للعالم إن الوحدة شرعية وان مطالب الجنوب باطلة نتمنى من الله ان يتم في القريب العاجل ، ذلك المؤتمر الجنوبي الذي الكل فيه سواسية مواطنون جنوبيون يطالبون العالم الحر وكل محبي السلام في العالم الى النظر في قضيتهم العادلة المتمثلة في استعادة دولتهم التي كانوا هم السبب حتى في تجاهل العالم لهم ولقضيتهم العادلة والنظر تجاههم بإنهم شعب وقادة عاشت على الإختلاف واصبحت قناعاتهم ان يتعامولوا مع الجنوب والشمال حتى وان كانوا مختلفين ويرونه افضل من ان يتعامولوا من الجنوبيين الأكثر تشتيتآ يوم بعد يوم؟
[email protected]
حد من الوادي
03-06-2012, 06:38 PM
تفاصيل الاستعداد لتفجير الطائرات الحربية في مطار صنعاء
الثلاثاء 2012/03/06 الساعة 04:31:23
التغيير – خاص - عدنان الراجحي:
كشف احد الضباط في القوات الجوية اليمنية تفاصيل استعداد قادة عسكريين يقودهم محمد صالح الأحمر القيام بتفجير الطائرات الحربية الموجودة في مدرج مطار صنعاء الدولي في حال زحف الضباط والأفراد المحتجون أمام منزل الرئيس عبدربه منصور هادي إلى داخل قاعدة الديلمي الجوية سعياً إلى إحداث فوضى ومواجهات عسكرية في ظل وجود قوات بشكل كبير داخل القاعدة الجوية.
وذكر الضابط الذي روى لـ "التغيير" تفاصيل العملية المدبرة من قبل قيادة القوات الجوية إن اللواء محمد صالح الأحمر قد استدعى قرابة 800 جندي من القوات الخاصة ومكافحة الشغب استعداداً للتصدي للزحف الذي أعلن عنه في وقت سابق من قبل الضباط المحتجين ،وكذا استقدام عدد من المشايخ الموالون للرئيس السابق مع من يطلق عليهم "بلاطجة" مسلحين وتم توزيع قرابة ثلاثة الف قطعة سلاح للمشاركة في عملية التصدي للضباط الذين أعلنوا زحفهم إلى قاعدة الديلمي الجوية والتي تعد اكبر قاعدة جوية في اليمن .
وأضاف الضابط إن ثلاث شخصيات قبلية تم استدعائها في عملية المواجهات المحتملة وهم ناجي جمعان ويحيى جميل ومجاهد الشدادي والمئات من المسلحين التابعين لهم وكانوا متواجدين داخل قاعدة الديلمي بعد أن تم صرف مبالغ مالية كبيرة لهم مقابل المشاركة في تلك العملية في حال وصل الضباط إلى داخل القاعدة الجوية .
وأكدت المعلومات التي رواها الضابط إن القوات الخاصة قد خططت لفتح البوابات للضباط المحتجين للدخول إلى القاعدة الجوية وانه سيتم إغلاق المنطقة بشكل كامل وتبدأ عملية تفجير الطائرات والمواجهات ليتم القضاء على جميع الضباط والأفراد المحتجين داخل المطار بحجة أنهم فجروا الطائرات .
وبحسب التفاصيل ان الذي يشرف على العملية هو الضابط هيثم نجل محمد صالح الأحمر رئيس عمليات الحرس الخاص وهو من أسرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح .
وكان ضباط وأفراد القوات الجوية المحتجة قد اتهموا اللواء محمد صالح الأحمر وقوفه وراء تفجير الطائرة في مدرج المطار بالقاعدة الجوية بصنعاء والتي تمت عملية تفجيرها في ظروف غامضة .
تمت الطباعة في 2012/03/06 : الساعة 18:35
حد من الوادي
03-07-2012, 12:26 AM
هل سيتخلى الجنوبيون عن علم دولتهم للمرة الثالثة - بقلم : صلاح محمد العمودي
الثلاثاء, 06 آذار/مارس 2012 12:19
عدن – لندن " عدن برس" خاص-
حتى يثبتوا صدق نواياهم تجاه اقامة وحدة شراكة حقيقية تخلى الجنوبيون عن علم دولتهم مرتين وإذا كرروها لمرة ثالثة فلا جدوى لشكواهم.
ففي المرة الاولى كان في عام 90 مع الاعلان عن تحقيق الوحدة فاغتالها المخلوع صالح واجتاح اراضيهم بقوة السلاح ولأنهم احرار أبوا الاحتلال فعادوا ورفعوا علم دولتهم ,وفي المرة الثانية مع انطلاق الثورة الشبابية السلمية التي رأوا فيها املا لإعادة الاعتبار لدولة الوحدة لكن الامل اغتيل باغتيال الثورة ولان الطرف الشمالي لا يلقي بالا لمثل هكذا تضحيات ويريد وفق حساباته الخاصة ان يفرض نظرية عودة الفرع الى الاصل شعر الجنوبيون انهم امام خيارين لا ثالث لهما اما الاستعمار او الاستقلال فسرعان ما عادوا الى علم دولتهم .
في الآونة الاخيرة وبعد ان اشتد ساعد الحراك الجنوبي وطفت على السطح عدالة القضية الجنوبية وأصبحت واقعا ضمن اهتمامات الشأن العربي والإقليمي والدولي بدأ حتى اؤلئك الذين اداروا ظهرهم بالأمس لمثل هكذا قضايا بل وساهموا في صناعتها وضاعفوا من تعقيداتها يجاهرون بآرائهم بنبرة حمائمية عن الجنوب وعدالة قضيته والظلم الذي تعرض له وويلاته الى ان اعترفوا بان الجنوب تم استعماره ولكن حينما يبدأ الحديث عن المعالجات التي تتناسب وحجم اعترافهم الحمائمي من ان عدالة قضية الجنوب تعني بالضرورة اعادة الحقوق وعلى رأسها الدولة وان زوال الاستعمار بالاستقلال وليس بتقنينه عبر مؤتمرهم القادم تقوم الدنيا عندهم ولا تقعد فيتحول الجميع الى صقور لم يعد امام الجنوبيين طريق ثالث
فإما ان يخضعوا لرغباتهم ورايات احزابهم ويشتركوا في استمرار معاناة اخوانهم سنوات اخرى لا يعلم عددها إلا الله عز وجل ويفرضوا عليهم تجريب المجرب صاحب نظرية عودة الفرع الى الاصل فيكونوا جزء من المشكلة , او ان يلبوا نداء وطنهم الذي طفح به الكيل وهو يرزح تحت وطأة الظلم والقهر منذ احتلاله عام 94 فيرموا بماضيهم خلفهم ويتحملوا مسئولياتهم التاريخية ويدلون بدلوهم في لملمة الصف الجنوبي في هذه اللحظة العصيبة التي نبحث فيها عن حل عادل للقضية الجنوبية يلبي تطلعات وخيارات الشعب الجنوبي فيكونوا جزء من الحل
لن تضع الحملة الموجهة ضد الجنوبيين اوزارها حتى تراهم وقد عادوا الى بيت الطاعة او جحر الوحدة كي يتلقوا لدغات القوارض من جديد فمثلما كان جيل الوحدة المزعومة حقل تجارب منذ اجتياح الجنوب عام 94 وحتى الان فان على جيل الثورة المغدورة ان يستعد للعب الدور نفسه في المرحلة القادمة فيما اعلامهم سيبدأ التصفيق والتطبيل ولن يبخل في وصفهم بجيل الثورة مثلما اطلق على الجيل الماضي اسم جيل الوحدة وهم منها برأ الى ان تأتي مرحلة خلاف فيما بينهم ويعلن احدهم زيف ادعائهم ويعترف بكل برود واستهتار باستعمارهم للجنوب مثلما اعترف مؤخرا اللواء علي محسن صالح من ان الجنوب مستعمر
اعتراف اللواء الاحمر من ان شعب الشمال مستعبد وشعب الجنوب مستعمر حقيقة سبقه في التعبير عنها الشعبان ,فالشمالي ايقظه الربيع العربي فقاد ثورة سلمية للتخلص من نظام الاستعباد وكاد ان يقطف ثمار تضحيات شهدائه لولا التآمر الذي لحق بثورتهم وتسبب في اجهاضها مصالح النظام القائم والمستفيدين منه برعاية دولية وإقليمية فاستسلم وعاد الى سابق عهده مستعبدا لا يمتلك من امره شيئا فتذكرت ثورتهم لعنة الثلايا واتخذتها عزاء لها فلا فرق بين من لعنهم الثلايا وبين اللجنة التنظيمية وحشود المشترك وتوابعه الذين اكتظت بهم ساحة التغيير وشارع الستين ,فاؤلئك ساهموا في اعدام الثلايا وابقوا على الامام وهؤلاء ساهموا في وأد الثورة وابقوا على النظام ,رحل الاثنان لكن لعنتهما ستظل تطارد من اراد لهما الموت,اما الشعب الجنوبي الذي انتزع حريته عام 67 بتضحيات ابنائه فانه اكبر من ان يتقبل امر استعماره فأعلن مواصلة نضاله السلمي مهما كلفه ذلك من ثمن حتى يحقق استقلاله.
الحديث الذي روج له زيفا وبهتانا عن ان هناك وحدة في ظل شعبين احدهما مستعبد والأخر مستعمر مثل الحديث الذي يروج له الان من ان ثورة الشباب قد انتصرت فمثلما عشنا اكذوبة الوحدة طوال عهد الديكتاتور المخلوع علي عبدالله صالح فعلى الجيل الحالي ان يتقبل في عهد نظام بقايا صالح كذبة انتصار ثورة الشباب ويتعايش معها,حتى نسمع شعار مرحلتهم الاستبدادية (الثورة او الموت) ,مثل هكذا مغالطات تاريخية ,السكوت عنها يفتح الباب على مصراعيه لولوج عناصر الاستبداد والطغيان لتؤسس لمشروع الدولة القمعية القادمة ,وكان الله في عون الشعب الشمالي فمشوار تحريره من الاستعباد ليس مستحيلا ولكنه صعبا في ظل سيطرة (طفافيح) متعددة بل وأصبحت الان مسنودة بدعم اقليمي ودولي تبعا للمصالح
[email protected]
حد من الوادي
03-10-2012, 01:24 AM
الحرب كالحب ليس فيها موانع أو محاذير
مشكلة عبدالناصر في 67 أنه تأثر بأزمة صواريخ كوبا.. ونسي أنه ليس كينيدي
٢٠١٢/٣/٧
ربما لا يعرف كثيرون أن الكاتب الكبير مشعل السديري كانت دراسته في مجال الفن التشكيلي، ولم يتجه للكتابة إلا بعد نكسة حزيران أو حرب الأيام الستة 1967م، التي وقعت بالتزامن مع المعرض التشكيلي اليتيم أو الوحيد في روما الذي صادف افتتاحه يوم 5 حزيران من عام 1967م. ولهذا قال مشعل إن المعرض فشل بالطبع فشلاً ذريعاً لأنه لم يحضره غيري وغير حارس الأتليه، وكان لزاماً علي والحال كذلك أن أجمع لوحاتي وأبعثرها على كل من هب ودب..
على أن مصيبته في أمته كانت أكبر من مصيبته في لوحاته، فقد قرر أن يهجر الرسم ويتجه للكتابة على أساس أنها تستطيع أن تعبر عما يجيش في نفسه بطريقة أسرع وأبلغ وأكثر تأثيراً، ولهذا انطلق في الكتابة الساخرة المضحكة المبكية على حد سواء!وفي الثمانينيات الميلادية لمع نجمه كثيراً في كتابة المطولات في الشأن العام، وخاطبت مقالاته الوزراء في رسائل مفتوحة تتساءل وتنتقد وتلاحظ في خطاب وطني مشاكس وجريء!
استطاعت صحيفة “الشرق” أن تعيد مشعل السديري إلى نكسة 67م وهو الذي عايشها وتجرع ويلاتها وكانت لديه تحفظاته على تلك المرحلة وعلى التجربة الناصرية، وما كان له أن يدونها بكل هذه المرارة الجارحة إلا بعد ظهور شاهد من أهلها هو محمد حسنين هيكل بحلقات تلفزيونية على قناة الجزيرة ترصد كيف كان يفكر الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر الذي أخذ الألباب وسحر عقول الجماهير من المحيط إلى الخليج قبل قلوبها! وهنا على صفحات “الشرق” أو في هذه الصفحة سيكون “مشعل السديري” معنا لبضعة أيام ليتداخل مع هيكل ويدلي بشهادته الحارقة على تلك المرحلة الموجعة في حياة الأمة العربية. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه الحلقات كانت ومازالت مشروع “كتاب جديد” سيصدره الكاتب الكبير قريباً.
علي مكي
-------------------
حلقات يكتبها: مشعل السديري
ليس هناك شك أن عبدالناصر مشى إلى الفخ المنصوب لاصطياد «الديك الرومي» ووقع فيه
يتبع
حد من الوادي
03-13-2012, 01:07 AM
ليس هناك شك أن عبدالناصر مشى إلى الفخ المنصوب لاصطياد «الديك الرومي» ووقع فيه
مشهد زحف القوات المصرية لسيناء وسط زغاريد النساء مضحك ومثير للشفقة
هيكل نفسه انتقد أسلوب عبدالناصر القائم على الشحنة العاطفية.. واعتماد أمة على بطل
ويحكي هيكل ويعطي رأيه في القيادات العسكرية في وقت احتدام الأزمة، ويقول إن عبد الناصر طلب منه أن يذهب مع الوفد الرفيع إلى موسكو لثقته أنه هو الوحيد الذي سوف يعطيه الحقيقة، لأن عبد الحكيم لن يعطيه الصورة الكافية فهو إذا ذهب ـ على رأي عبد الناصر ـ، فعبد الحكيم إذا روى قصة سيدنا يوسف فيحكيها باعتبار أنها قصة صبي تاه ثم عثروا عليه وانتهى الموضوع، ويستطرد قائلاً في وصف ومشاهدته للشخصيات المصرية الرفيعة ويقول:
«كل الوفود المصرية أو معظمها راحت هناك وليس في ذهنها غير فكرة المشتريات، وأنا رأيت المصريين مع الأسف الشديد كمية التجاوز في الطعام لم يكن لها حدود ويمكن أنا متأسف أقول يوم وصلنا بعد أول عزومة إن ثلاثة أرباع الناس العاملين في الوفد المصري وهم عسكريون ومدنيون كانوا خارج نطاق الخدمة زي ما بيقولوا لأنهم أسرفوا في الأكل. كان في ثلاثة دكاترة في الفندق اللي كنا جايين فيه يعالجون سوء الهضم أو دوران الرؤوس.
لكن على أي حال في ذلك اليوم حصل فيه سوء الفهم ده سايد سيف بيتكلم مع الضيوف دول وهو شرب لكن على أي حال سايد سيف قال بيقول لهم ايه، بيقول لهم ـ وهذا كلام رجل شارب ـ بيقول لهم إنه أنتم قاعدين بتتكلموا عن عدم الانحياز ما تضيعوش وقت مش حتقدروا تعملوا حاجة، أحسن حاجة لكم، أحسن حاجة لمصر أنها تنضم للإتحاد السوفياتي».
تصوروا أن هذه هي حالة النخبة التي سوف تتسلم زمام القيادة في الحرب، فأي أمل يرجى منها في مواجهة تلك الترسانة الإسرائيلية الرهيبة التي أتتها الفرصة على (طبق من ذهب) تحمله لها تلك القيادة بكل جهل ولا أقول غباء.
يتبع
الخليفي الهلالي
03-13-2012, 03:40 AM
السفير برس – نجيب الغربانئ
وقفت المملكة العربية السعودية بكل ثقلها ضد الثورة اليمنية 1962م من خلال وقوفها العلني بجانب حكم الامامة المتمثل في آل حميد الدين، وبعد نجاح الثورة في 26 سبتمبر 62م رفضت الاعتراف بالجمهورية، وظل النظام السعودي يُحارب الثورة حتى اعترف بالامر الواقع عام 1970م، واعترف بها كآخر دولة عربية تعترف بالجمهورية العربية اليمنية آنذاك..
بعدها ظل النظام السعودي يعمل على اجهاض تقدم اليمن وتطوره وبناء دولته على طول الخط، وعمل على اللعب بالعديد من الاوراق السياسية والامنية منذ وقت مبكر، وصولا الى اغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي ومشروعه المدني الحديث، وشهدت فترة الغشمي صراعا محتدما بين شمال اليمن وجنوبه انتهت بمقتل الغشمي وسالمين في عمليات اغتيال يشوبها الكثير من الغموض ولاتعرف الكثير من تفاصيلها حتى اليوم..
وسط هذا الجو المشحون بالتوتر وجد الرئيس علي عبدالله صالح فرصته وحظى بدعم كبير من قبل القوى القبلية والتقليدية من جهة، ومن ال سعود من جهة ثانية؛ كقوى معادية لمشروع الدولة المدنية الحديثة التي كان يسعى الشهيد الحمدي لارسائها في اليمن..
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي الكبير محمد حسنين هيكل فان السعودية قامت بدعم نظام الرئيس علي صالح المتناقض وغير الحامل للمشروع النهضوي؛ رُعبا وتخوفا من شيء إسمه اليمن السعيد، وتنفيذا لوصية والدهم المؤسس “اذا نهض اليمن فاقرأوا الفاتحة على مملكتكم”..
وبعد الوحدة بسبعين يوما فقط وقعت احداث الثاني من آب/ اغسطس 1990 وأوقفت كل المباحثات الحدودية اليمنية السعودية، الامر الذي هيئأ للسعودية الفرصة للانقضاض على اليمن في تحقيق الاهداف الخفية التي ترددت باعلانها عند قيام قيام الوحدة اليمنية، وجعلت موقف اليمن من دخول القوات الاميركية الى الخليج لاستعادة الكويت من العراق مناسبة لتصفية حساباتها مع اليمن، حيث قامت (السعودية) بطرد مايُقارب اثنين مليون عامل (يمني) من المملكة، واصدرت قرارات مجحفة بحقهم، وحرمت الأيدي العاملة اليمنية من الامتيازات الاستثنائية التي كانوا يتمتعون بها منذ اتفاقية الطائف عام 1934م.
ترتب على هذه الخطوة التي يمكن وصفها بالتأديبية او الانتقامية؛ العديد من النتائج الاجتماعية والاقتصادية على اليمن، ولم تكتفِ بهذا فحسب بل قامت بنشر الكثير من قوات التحالف غير الرئيسية على طول الحدود مع اليمن، وأنشأت العديد من المدن العسكرية في الاراضي اليمنية التي تسيطر عليها منذ العام 34م وهي عسير ونجران وجيزان وماجاورها، واخترقت الحدود اليمنية اكثر من مرة معلنة غضبها وانتقامها من ناكر الجميل (اليمن)..
حد من الوادي
03-13-2012, 10:09 PM
السفير برس – نجيب الغربانئ
وقفت المملكة العربية السعودية بكل ثقلها ضد الثورة اليمنية 1962م من خلال وقوفها العلني بجانب حكم الامامة المتمثل في آل حميد الدين، وبعد نجاح الثورة في 26 سبتمبر 62م رفضت الاعتراف بالجمهورية، وظل النظام السعودي يُحارب الثورة حتى اعترف بالامر الواقع عام 1970م، واعترف بها كآخر دولة عربية تعترف بالجمهورية العربية اليمنية آنذاك..
بعدها ظل النظام السعودي يعمل على اجهاض تقدم اليمن وتطوره وبناء دولته على طول الخط، وعمل على اللعب بالعديد من الاوراق السياسية والامنية منذ وقت مبكر، وصولا الى اغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي ومشروعه المدني الحديث، وشهدت فترة الغشمي صراعا محتدما بين شمال اليمن وجنوبه انتهت بمقتل الغشمي وسالمين في عمليات اغتيال يشوبها الكثير من الغموض ولاتعرف الكثير من تفاصيلها حتى اليوم..
وسط هذا الجو المشحون بالتوتر وجد الرئيس علي عبدالله صالح فرصته وحظى بدعم كبير من قبل القوى القبلية والتقليدية من جهة، ومن ال سعود من جهة ثانية؛ كقوى معادية لمشروع الدولة المدنية الحديثة التي كان يسعى الشهيد الحمدي لارسائها في اليمن..
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي الكبير محمد حسنين هيكل فان السعودية قامت بدعم نظام الرئيس علي صالح المتناقض وغير الحامل للمشروع النهضوي؛ رُعبا وتخوفا من شيء إسمه اليمن السعيد، وتنفيذا لوصية والدهم المؤسس “اذا نهض اليمن فاقرأوا الفاتحة على مملكتكم”..
وبعد الوحدة بسبعين يوما فقط وقعت احداث الثاني من آب/ اغسطس 1990 وأوقفت كل المباحثات الحدودية اليمنية السعودية، الامر الذي هيئأ للسعودية الفرصة للانقضاض على اليمن في تحقيق الاهداف الخفية التي ترددت باعلانها عند قيام قيام الوحدة اليمنية، وجعلت موقف اليمن من دخول القوات الاميركية الى الخليج لاستعادة الكويت من العراق مناسبة لتصفية حساباتها مع اليمن، حيث قامت (السعودية) بطرد مايُقارب اثنين مليون عامل (يمني) من المملكة، واصدرت قرارات مجحفة بحقهم، وحرمت الأيدي العاملة اليمنية من الامتيازات الاستثنائية التي كانوا يتمتعون بها منذ اتفاقية الطائف عام 1934م.
ترتب على هذه الخطوة التي يمكن وصفها بالتأديبية او الانتقامية؛ العديد من النتائج الاجتماعية والاقتصادية على اليمن، ولم تكتفِ بهذا فحسب بل قامت بنشر الكثير من قوات التحالف غير الرئيسية على طول الحدود مع اليمن، وأنشأت العديد من المدن العسكرية في الاراضي اليمنية التي تسيطر عليها منذ العام 34م وهي عسير ونجران وجيزان وماجاورها، واخترقت الحدود اليمنية اكثر من مرة معلنة غضبها وانتقامها من ناكر الجميل (اليمن)..
لايتهجم على السعودية الامخلفات الحزب الاشتراكي وجراثيم المصريين في اليمن بعد احتلال مصرلصنعاء"والحديدة "وتعز فقط؟
ولم تدخل الحرب السعودية بل احراراليمن والشرفاء منهم هزمو الجيش المصري واذاقوة المهانة في جبال اليمن ورحل صاغرا؟
ونعم السعودية دعمت شعب اليمن ليطرد المصريين وكان لها ذالك؟
ودعمتة ولازالت وستضل راية السعودية خفاقة بعون الله وتوفيقة؟
موتوبغيظكم يا مخلفات واذناب الشيوعية والاشتراكية اللعينة؟
حد من الوادي
03-13-2012, 10:12 PM
اليوم في الرياض .. بحث التمويلات الخليجية المخصصة لليمن في مؤتمر لندن
الثلاثاء 2012/03/13 الساعة 05:27:33
التغيير – صنعاء: محمد القاضي
من المقرر أن يبدأ وفد برئاسة وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني الدكتور محمد السعدي ووزير المالية صخر الوجية اليوم الثلاثاء زيارة إلى الرياض يلتقي خلالها ممثلي المؤسسات التمويلية الخليجية لبحث مسألة إطلاق التعهدات المالية الخليجية التي تم التعهد بها خلال مؤتمر لندن للمانحين عام 2006. وقال الوزير السعدي ل "الرياض" ان الوفد سوف يناقش مع المؤسسات التمويلية الخليجية مسالة تحريك المبالغ التي لم تخصص وبعضها تم تخصيصه ولم يتم تنفيذ المشاريع التي رصدت لها اما بسبب عجز القدرة الاستيعابية للحكومة السابقة او المشاريع التي تعثرت جراء أحداث الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس علي عبدالله صالح. وكانت الحكومة اليمنية حصلت خلال مؤتمر لندن في عام 2006 على تعهدات بأكثر من 5 مليار دولار ولم تتمكن الحكومة سوى إنفاق قرابة 15% منها فقط بسبب الفساد والبيروقراطية وضعف القدرة الاستيعابية للحكومة.
وأكد السعدي ان حكومة الوفاق أعدت خطة إنقاذ وإنعاش للاقتصاد اليمني الذي خسر مليارات الدولارات جراء أحداث العام الماضي. وقال ان هذه الخطة سوف تقدم الى مؤتمر أصدقاء اليمن الذي تم الاتفاق مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي على عقده في 23 ابريل القادم في الرياض.
وقال انه بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وانتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا توافقيا بموجب المبادرة هناك "نوايا حسنة ووعود صادقة من قبل أشقائنا في دول الخليج بدعم الاقتصاد اليمني بسخاء." وأضاف السعدي ان الخطة تتضمن دعم الموازنة العامة للدولة والتي أعلنت الأسبوع الماضي بعجز يصل أكثر من 2 مليار دولار بالإضافة الى دعم المشروعات المتعثرة والخدمات الطارئة مثل الكهرباء والمشتقات النفطية والغذاء والوضع الإنساني.
وأشار السعدي انه تم الاتفاق مع مجلس التعاون خلال زيارة الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني مؤخرا الى صنعاء على عقد مؤتمر المانحين حول اليمن في نهاية يونيو او بداية يوليو القادم لحشد مزيدا من الدعم لليمن. وقال:"لا نريد حشد دعم للعجز في الموازنة، بل نريد حشد موارد لعملية إنقاذية اكبر من الموازنة." وأضاف السعدي ان اليمن بحاجة الى مبلغ يتراوح بين 3-5 مليار دولار كدعم عاجل لتحقيق نوع من الاستقرار الاقتصادي. وأوضح ان اليمن تجاوز مرحلة الانهيار او الفشل ، لكنه أشار ان وضع البلد لازال في دائرة اللون الأحمر او مرحلة الخطر.
وعبر الوزير اليمني عن أملة أن تستمر المملكة في برنامجها لدعم اليمن في مجال المشتقات النفطية، حيث تعاني البلاد من نقص حاد بسبب تعرض أنبوب النفط الذي ينقل النفط الخام من مأرب الى رأس عيسى على البحر الأحمر الى عمليات تخريب متكررة منذ العام الماضي أدى الى توقف تدفق النفط الذي يكرر في مصافي عدن ويستخدم للاستهلاك المحلي. وعبر السعدي عن شكر الحكومة اليمنية للقيادة السعودية على دعمها اليمن خلال هذه الأزمة من المشتقات النفطية. وأوضح السعدي ان هناك جهود تبذل من قبل الحكومة ورجال القبائل لوضع حد للاعتداءات على أنبوب النفط وإعادة ضخ النفط خلال الأسابيع القادمة.
وأكد الوزير اليمني ان حكومة الوفاق التي تشكلت في ديسمبر مرتبطة بالمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية التي تلزم الحكومة بإجراء إصلاحات سياسية ، مشيرا انه من الصعب تمديد المرحلة الانتقالية المحددة بسنتين فقط وانه لا بد ان يسير كل شيء وفقط الجدول الزمني المحدد. وقال ان توفر الإرادة السياسية المصحوبة بحسن النوايا لدى القوى السياسية سوف يتم التغلب على عامل الزمن.
وشهد الريال اليمني تحسنا ملحوظا أمام الدولار مؤخرا حيث هبط سعر الدولار الى 216 ريال بعد ان كان وصل العام الماضي الى 250. وارجع السعدي التحسن الى التأكيدات المتكررة للدول الخليجية وفي المقدمة المملكة على دعم اليمن والاقتصاد اليمن ، واستئناف عمل المؤسسات الدولية والسفارات الأجنبية مما أعطى أمل لدى الناس بان الأمور تتجه نحو التحسن.
المصدر: صحيفة " الرياض" السعودية
تمت الطباعة في 2012/03/13 : الساعة 22:01
حد من الوادي
03-13-2012, 10:43 PM
السعودية ويمن ما بعد صالح
نصر طه مصطفى الثلاثاء 2012/03/13 الساعة 04:52:02
لم يكن موقف دول الخليج العربي موحدا من قضية داخلية يمنية، كما كان موحدا خلال الثورة الشعبية السلمية التي انطلقت العام الماضي، من خلال الإجماع على ضرورة تنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة منذ الشهر الثالث للثورة، وكأنها كانت تبحث عن هذه الفرصة من قبل لكنها لم تكن تجدها، ولم تكن تجد ـ في الوقت ذاته ـ مبررا للتدخل في الشؤون الداخلية اليمنية وتطلب من الرجل الرحيل عن السلطة، حتى كانت الثورة الشعبية وكانت الفرصة التي لا تعوض.
وكما كنا أشرنا في مقال الأسبوع الماضي، فإن قضية الطالب النيجيري عمر الفاروق في نهاية عام 2009، دفعت المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي للمضي بلا عودة، على طريق التدخل الفوري والإشراف المباشر لإصلاح النظام في اليمن.
ولو لم يتجاوب النظام وفي مقدمته الرئيس صالح، فإن خياراتهم كانت ستكون مفتوحة، بما فيها العمل على إنهاء حكمه بوسائل الضغط المختلفة، طالما ظل متسببا في إعاقة عملية الإصلاح السياسي والأمني والاقتصادي، حتى ولو كان البديل نجله إذا لم تكن هناك خيارات أخرى، إلا أن ثورات الربيع العربي فتحت الطريق لهذا التغيير في اليمن، بعد أن خرج الشباب بالملايين في مختلف ساحات الجمهورية، وبالذات بعد أن تورط النظام في إراقة الدماء، حيث وصل ذروته في جمعة الكرامة 18 مارس 2011 وما جرى بعدها من تداعيات نتج عنها تفكك النظام، وكان لا بد من التدخل الإقليمي والدولي السريع، للحيلولة دون انهيار اليمن ودخوله في حرب أهلية.
المملكة العربية السعودية، الجار الأكبر والأهم لليمن والبلد صاحب التأثير دائما في السياسات اليمنية، سواء بالتدخل المباشر كما كان يحدث أحيانا أو بالتأثير عن بعد كما كان يحدث أحيانا أخرى، كانت هي الأخرى مع التغيير في اليمن، وكانت عاملا أساسيا في سرعة إنجازه سلميا..
وقد كان اليمن هما دائما بالنسبة للحكم السعودي، الذي لا يريده أقوى من اللازم تماما كما لا يريده أضعف من اللازم، وما بين الحالين يرى الحكم السعودي أنه لا بد أن تكون في اليمن دولة متماسكة آمنة مستقرة، تفرض هيبة النظام وسطوة القانون على كل الأرض اليمنية، دون أن تشكل خطرا من أي نوع على النظام في المملكة. وهذا الخطر لن يحدث إلا في حالة أصبح الحكم في اليمن أقوى من اللازم وله طموحات توسعية، كما حدث مع العراق قبل أزمة احتلال الكويت.
إذن، نحن أمام معادلة معقدة جدا تحكم العلاقات اليمنية السعودية، ومن ورائها العلاقات اليمنية الخليجية، لكنها معادلة يمكن فهمها والتعامل معها بشكل موضوعي، في حال توفرت الإرادات التي تنظر للخصوصيات والمصالح المشتركة ووقائع التاريخ وحقائق الجغرافيا. فالبلدان الجاران لا غنى لأحدهما عن الآخر، ولا توجد أية مصلحة للسعودية مطلقا في وجود نظام ضعيف على حدودها الجنوبية، فضعفه سيرتد عليها وبالا، وهذا ما يجعلنا نفهم قرار المملكة ـ وهي الدولة الأكبر والأكثر تأثيرا في منظومة مجلس التعاون الخليجي ـ بضرورة دعم التغيير في اليمن.
وتغيير النظام الذي فشل طوال السنوات العشر الأخيرة في فرض هيبة القانون، خاصة في مواجهته مع القاعدة التي حولها إلى وسيلة لاستجلاب تعاطف واهتمام الغرب، وفشل في معركته مع الحركة الحوثية المعروفة بعدائها العقائدي التقليدي مع المملكة، بل ومع الخليج بأكمله، وحاول ـ أي النظام السابق ـ أن يجعل من هذه المعركة وسيلة لابتزاز المملكة وبقية دول الخليج، لجلب الدعم المالي والأسلحة على امتداد ست سنوات، وصل الأمر خلالها إلى حد دفع الرياض للمشاركة المباشرة في الحرب الأخيرة مع الحوثيين، التي استمرت منذ النصف الثاني من عام 2009 حتى شهر فبراير 2010، على غير عادة الحكم في المملكة الذي يحرص دوما على تجنب مثل هذه التدخلات العسكرية المباشرة، في أي ظرف وفي أي مكان.
في ظني أن القلق السعودي بلغ ذروته من احتمالات انهيار النظام في اليمن ووصوله مرحلة الفشل الكامل، لذلك سارعت الحكومة السعودية لدعم انعقاد مؤتمر "أصدقاء اليمن" في يناير 2010 في العاصمة البريطانية لندن، على مستوى وزراء خارجية دول مجلس التعاون والدول الخمس دائمة العضوية وأهم الدول المانحة لليمن.
وكان حديث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في ذلك المؤتمر ـ الذي أتيحت لي فرصة حضوره وسماع أحاديث وزراء الخارجية بشكل مباشر ـ في غاية من الحماس لإعطاء نظام صالح فرصة جديدة، من خلال تقديم دعم مالي سخي ومشروط بإحداث العديد من الإصلاحات الجادة التي لم تكن تروق لصالح، سواء ما يتعلق منها بالإصلاحات السياسية أو بآليات جادة لمحاربة الفساد أو بالجدية في حسم المعركة مع القاعدة وإغلاق ملف الحرب مع الحوثيين، إضافة للعديد من الإصلاحات الاقتصادية.
وكان هناك بعض الإصلاحات العاجلة المطلوبة في فترة زمنية محددة، لم يقم بها النظام اليمني بحسب الجدول الزمني الخاص بها، وكان ذلك يستدعي تأجيل الجولة الثانية من مؤتمر أصدقاء اليمن مرة بعد أخرى بسبب عدم الوفاء بالالتزامات، وهي الجولة التي كان سيتم خلالها إنشاء صندوق دعم التنمية.. وهكذا ظل نظام صالح يماطل في تنفيذ بعضها ويؤجل بعضها، وينفذ بعضا آخر بشكل لا يفي بالمطلوب، وهذا كله كان يسحب من رصيد الثقة المتبقي تجاهه ويضع اليمن على شفا الانهيار.
حسمت السعودية أمرها تجاه نظام صالح، بعدما أدركت أن ما يجري في اليمن ثورة شعبية كبيرة تمتد من أقصاه إلى أقصاه، وقررت رفع الغطاء عنه والانحياز إلى خيار الشعب اليمني في التغيير.. فالمصلحة السعودية ـ في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين ـ تقتضي طي صفحة هذا النظام، ودعم خيارات الشعب اليمني في التغيير، والانفتاح على قواه السياسية الجديدة والمؤثرة والتعامل معها كأمر واقع، والإسهام من خلال ذلك كله في إنجاز تغيير مدروس، يحفظ ما تبقى من كيان الدولة ولا يقود اليمن إلى الفوضى، ويجنبه الصراع المسلح، وهذه هي تقريبا نفس الرؤية الأمريكية التي سنتناولها في وقت لاحق.
وهكذا التقطت الرياض وواشنطن مشروع الاتفاق، الذي عقده صالح مع خصمه اللواء علي محسن في مارس من العام الماضي، لتتبلور على أساسه المبادرة الخليجية التي طوت صفحة ذلك النظام إلى الأبد.
المصدر : صحيفة " البيان " الإماراتية
تمت الطباعة في 2012/03/13 : الساعة 22:39
الخليفي الهلالي
03-13-2012, 11:16 PM
عبدالناصر زعيم عربي خالد وسوف يبقى خالد في قلوب كل عربي أصيل
ينقل الموضوع إلى سقيفة حد من الوادي ,وأن أعدته سوف أحذفه وغيره من هرطقاتك وتطاولك على عظماء وقادة الأمه العربيه
حد من الوادي
03-14-2012, 01:21 AM
ليس هناك شك أن عبدالناصر مشى إلى الفخ المنصوب لاصطياد «الديك الرومي» ووقع فيه
مشهد زحف القوات المصرية لسيناء وسط زغاريد النساء مضحك ومثير للشفقة
هيكل نفسه انتقد أسلوب عبدالناصر القائم على الشحنة العاطفية.. واعتماد أمة على بطل
ويحكي هيكل ويعطي رأيه في القيادات العسكرية في وقت احتدام الأزمة، ويقول إن عبد الناصر طلب منه أن يذهب مع الوفد الرفيع إلى موسكو لثقته أنه هو الوحيد الذي سوف يعطيه الحقيقة، لأن عبد الحكيم لن يعطيه الصورة الكافية فهو إذا ذهب ـ على رأي عبد الناصر ـ، فعبد الحكيم إذا روى قصة سيدنا يوسف فيحكيها باعتبار أنها قصة صبي تاه ثم عثروا عليه وانتهى الموضوع، ويستطرد قائلاً في وصف ومشاهدته للشخصيات المصرية الرفيعة ويقول:
«كل الوفود المصرية أو معظمها راحت هناك وليس في ذهنها غير فكرة المشتريات، وأنا رأيت المصريين مع الأسف الشديد كمية التجاوز في الطعام لم يكن لها حدود ويمكن أنا متأسف أقول يوم وصلنا بعد أول عزومة إن ثلاثة أرباع الناس العاملين في الوفد المصري وهم عسكريون ومدنيون كانوا خارج نطاق الخدمة زي ما بيقولوا لأنهم أسرفوا في الأكل. كان في ثلاثة دكاترة في الفندق اللي كنا جايين فيه يعالجون سوء الهضم أو دوران الرؤوس.
لكن على أي حال في ذلك اليوم حصل فيه سوء الفهم ده سايد سيف بيتكلم مع الضيوف دول وهو شرب لكن على أي حال سايد سيف قال بيقول لهم ايه، بيقول لهم ـ وهذا كلام رجل شارب ـ بيقول لهم إنه أنتم قاعدين بتتكلموا عن عدم الانحياز ما تضيعوش وقت مش حتقدروا تعملوا حاجة، أحسن حاجة لكم، أحسن حاجة لمصر أنها تنضم للإتحاد السوفياتي».
تصوروا أن هذه هي حالة النخبة التي سوف تتسلم زمام القيادة في الحرب، فأي أمل يرجى منها في مواجهة تلك الترسانة الإسرائيلية الرهيبة التي أتتها الفرصة على (طبق من ذهب) تحمله لها تلك القيادة بكل جهل ولا أقول غباء.
يتبع
ليس هناك شك أن عبدالناصر مشى إلى الفخ المنصوب لاصطياد «الديك الرومي» ووقع فيه
مشهد زحف القوات المصرية لسيناء وسط زغاريد النساء مضحك ومثير للشفقة
هيكل نفسه انتقد أسلوب عبدالناصر القائم على الشحنة العاطفية.. واعتماد أمة على بطل
ويحكي هيكل ويعطي رأيه في القيادات العسكرية في وقت احتدام الأزمة، ويقول إن عبد الناصر طلب منه أن يذهب مع الوفد الرفيع إلى موسكو لثقته أنه هو الوحيد الذي سوف يعطيه الحقيقة، لأن عبد الحكيم لن يعطيه الصورة الكافية فهو إذا ذهب ـ على رأي عبد الناصر ـ، فعبد الحكيم إذا روى قصة سيدنا يوسف فيحكيها باعتبار أنها قصة صبي تاه ثم عثروا عليه وانتهى الموضوع، ويستطرد قائلاً في وصف ومشاهدته للشخصيات المصرية الرفيعة ويقول:
«كل الوفود المصرية أو معظمها راحت هناك وليس في ذهنها غير فكرة المشتريات، وأنا رأيت المصريين مع الأسف الشديد كمية التجاوز في الطعام لم يكن لها حدود ويمكن أنا متأسف أقول يوم وصلنا بعد أول عزومة إن ثلاثة أرباع الناس العاملين في الوفد المصري وهم عسكريون ومدنيون كانوا خارج نطاق الخدمة زي ما بيقولوا لأنهم أسرفوا في الأكل. كان في ثلاثة دكاترة في الفندق اللي كنا جايين فيه يعالجون سوء الهضم أو دوران الرؤوس. لكن على أي حال في ذلك اليوم حصل فيه سوء الفهم ده سايد سيف بيتكلم مع الضيوف دول وهو شرب لكن على أي حال سايد سيف قال بيقول لهم ايه، بيقول لهم ـ وهذا كلام رجل شارب ـ بيقول لهم إنه أنتم قاعدين بتتكلموا عن عدم الانحياز ما تضيعوش وقت مش حتقدروا تعملوا حاجة، أحسن حاجة لكم، أحسن حاجة لمصر أنها تنضم للإتحاد السوفياتي».
تصوروا أن هذه هي حالة النخبة التي سوف تتسلم زمام القيادة في الحرب، فأي أمل يرجى منها في مواجهة تلك الترسانة الإسرائيلية الرهيبة التي أتتها الفرصة على (طبق من ذهب) تحمله لها تلك القيادة بكل جهل ولا أقول غباء.
محمد حسنين هيكل
ويمضي هيكل ملقياً الضوء على قطاع المعلومات والاستخبارات ويقول:
أنا شفت في المسلسلات وقصصا في التلفزيون والجرائد عن جواسيس عندنا كانوا موجودين داخل إسرائيل وأنهم بعثوا معلومات وبعضهم رسمت له هالات أنا بأعتقد أنها كانت ضرباً من الأوهام بس اللي أنا عاوز أقوله وأنا مكسوف إنه نحن لم يكن لدينا في الفترة ما بين 1956 والفترة 1967 عميلاً واحداً داخل إسرائيل، بينما كان لإسرائيل عندنا عشرات العملاء.
له الحق أن ينكسف، فمن هو الذي ليس له دم ولا ينكسف؟!
وفي أثناء هذا الخضم من التداعيات السلبية تصوروا ماذا حصل؟!
فجأة وإذا بالرئيس عبد الناصر يفجر قنبلة (صوتية) بمركز القيادة المتقدمة للقوات الجوية، ويبدو أنه كان منتشياً وقد هزه الحماس وهتاف الطيارين من حواليه، وإذا به بدلاً من أن يهدئ الأمور، إذا به يصعدها إلى أقصى مداها، ويضعها على (الفولت 220) من الضغط العالي ويقول:
«إحنا الآن في سنة 67 محناش في سنة 56 عندما قررنا الانسحاب قبل أن يبدأ القتال الفعلي مع إسرائيل، وهي لم تستطع بعد ذلك القرار أن تستولي على أي موقع الاّ بعد أن تركناه، ولكنهم طنطنوا بعد كده وتكلموا وتبجحوا، إحنا النهارده عندنا الفرصة الحقيقية علشان العالم كله يرى الأمور على حقيقتها».
وفعلاً رأى العالم الأمور (الفضائحية) على حقيقتها ويا ليته ما رأى.
وفي مناسبة أخرى قال بكل (بساطة) أحسده عليها:
خليج العقبة يمثل المياه الإقليمية بتعتنا المصرية.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال أنه إحنا نسمح للعلم الإسرائيلي أن يمر في خليج العقبة ـ بيهددوا بالحرب اليهود.. بنقول لهم أهلاً وسهلاً إحنا مستعدين للحرب قواتنا المسلحة وشعبنا كلنا مستعدين للحرب ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتنازل عن حق من حقوقنا هذه المياه هي بتاعتنا وقد تكون الحرب فرصة علشان اليهود عشان إسرائيل وعشان رابين يختبروا قواتهم مع قواتنا ويشوفوا أن الكلام اللي كتبوه على معركة سنة 56 واحتلال سيناء كان كله كلام هجص في هجص وكلام تخريف في تخريف.
إنني لا يمكن أفرط (بحبّاية) رمل من تراب مصر.
يتبع
حد من الوادي
03-14-2012, 01:28 AM
ولازالت المملكة المتوكلية اليمنية؟
وحضــــــــــــــــــــــــرموت؟
ودولة إتحاد الجنوب العربي؟
-------------------------
منذودخول الجيش المصري في 26 سبتمبر1962م الى اليوم وهم يكابدون النكبات والكل شاهد على ذالك؟
وفي هذا الرابط افلام ومواضيع عن مايفعلة الاحتلال اليمني في عاصمة دولة الجنوب العربي المحتل؟
قوات الاحتلال اليمني تقوم باطلاق النار العشوائي على المباني لارهاب المواطنين (فيديو) (http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=102815)
حد من الوادي
03-15-2012, 04:21 PM
ليس هناك شك أن عبدالناصر مشى إلى الفخ المنصوب لاصطياد «الديك الرومي» ووقع فيه
مشهد زحف القوات المصرية لسيناء وسط زغاريد النساء مضحك ومثير للشفقة
هيكل نفسه انتقد أسلوب عبدالناصر القائم على الشحنة العاطفية.. واعتماد أمة على بطل
ويحكي هيكل ويعطي رأيه في القيادات العسكرية في وقت احتدام الأزمة، ويقول إن عبد الناصر طلب منه أن يذهب مع الوفد الرفيع إلى موسكو لثقته أنه هو الوحيد الذي سوف يعطيه الحقيقة، لأن عبد الحكيم لن يعطيه الصورة الكافية فهو إذا ذهب ـ على رأي عبد الناصر ـ، فعبد الحكيم إذا روى قصة سيدنا يوسف فيحكيها باعتبار أنها قصة صبي تاه ثم عثروا عليه وانتهى الموضوع، ويستطرد قائلاً في وصف ومشاهدته للشخصيات المصرية الرفيعة ويقول:
«كل الوفود المصرية أو معظمها راحت هناك وليس في ذهنها غير فكرة المشتريات، وأنا رأيت المصريين مع الأسف الشديد كمية التجاوز في الطعام لم يكن لها حدود ويمكن أنا متأسف أقول يوم وصلنا بعد أول عزومة إن ثلاثة أرباع الناس العاملين في الوفد المصري وهم عسكريون ومدنيون كانوا خارج نطاق الخدمة زي ما بيقولوا لأنهم أسرفوا في الأكل. كان في ثلاثة دكاترة في الفندق اللي كنا جايين فيه يعالجون سوء الهضم أو دوران الرؤوس. لكن على أي حال في ذلك اليوم حصل فيه سوء الفهم ده سايد سيف بيتكلم مع الضيوف دول وهو شرب لكن على أي حال سايد سيف قال بيقول لهم ايه، بيقول لهم ـ وهذا كلام رجل شارب ـ بيقول لهم إنه أنتم قاعدين بتتكلموا عن عدم الانحياز ما تضيعوش وقت مش حتقدروا تعملوا حاجة، أحسن حاجة لكم، أحسن حاجة لمصر أنها تنضم للإتحاد السوفياتي».
تصوروا أن هذه هي حالة النخبة التي سوف تتسلم زمام القيادة في الحرب، فأي أمل يرجى منها في مواجهة تلك الترسانة الإسرائيلية الرهيبة التي أتتها الفرصة على (طبق من ذهب) تحمله لها تلك القيادة بكل جهل ولا أقول غباء.
محمد حسنين هيكل
ويمضي هيكل ملقياً الضوء على قطاع المعلومات والاستخبارات ويقول:
أنا شفت في المسلسلات وقصصا في التلفزيون والجرائد عن جواسيس عندنا كانوا موجودين داخل إسرائيل وأنهم بعثوا معلومات وبعضهم رسمت له هالات أنا بأعتقد أنها كانت ضرباً من الأوهام بس اللي أنا عاوز أقوله وأنا مكسوف إنه نحن لم يكن لدينا في الفترة ما بين 1956 والفترة 1967 عميلاً واحداً داخل إسرائيل، بينما كان لإسرائيل عندنا عشرات العملاء.
له الحق أن ينكسف، فمن هو الذي ليس له دم ولا ينكسف؟!
وفي أثناء هذا الخضم من التداعيات السلبية تصوروا ماذا حصل؟!
فجأة وإذا بالرئيس عبد الناصر يفجر قنبلة (صوتية) بمركز القيادة المتقدمة للقوات الجوية، ويبدو أنه كان منتشياً وقد هزه الحماس وهتاف الطيارين من حواليه، وإذا به بدلاً من أن يهدئ الأمور، إذا به يصعدها إلى أقصى مداها، ويضعها على (الفولت 220) من الضغط العالي ويقول:
«إحنا الآن في سنة 67 محناش في سنة 56 عندما قررنا الانسحاب قبل أن يبدأ القتال الفعلي مع إسرائيل، وهي لم تستطع بعد ذلك القرار أن تستولي على أي موقع الاّ بعد أن تركناه، ولكنهم طنطنوا بعد كده وتكلموا وتبجحوا، إحنا النهارده عندنا الفرصة الحقيقية علشان العالم كله يرى الأمور على حقيقتها».
وفعلاً رأى العالم الأمور (الفضائحية) على حقيقتها ويا ليته ما رأى.
وفي مناسبة أخرى قال بكل (بساطة) أحسده عليها:
خليج العقبة يمثل المياه الإقليمية بتعتنا المصرية.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال أنه إحنا نسمح للعلم الإسرائيلي أن يمر في خليج العقبة ـ بيهددوا بالحرب اليهود.. بنقول لهم أهلاً وسهلاً إحنا مستعدين للحرب قواتنا المسلحة وشعبنا كلنا مستعدين للحرب ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتنازل عن حق من حقوقنا هذه المياه هي بتاعتنا وقد تكون الحرب فرصة علشان اليهود عشان إسرائيل وعشان رابين يختبروا قواتهم مع قواتنا ويشوفوا أن الكلام اللي كتبوه على معركة سنة 56 واحتلال سيناء كان كله كلام هجص في هجص وكلام تخريف في تخريف.
إنني لا يمكن أفرط (بحبّاية) رمل من تراب مصر.
يتبع
إنني لا يمكن أفرط (بحبّاية) رمل من تراب مصر.
ولا أدري من هو الذي هجص وخرّف؟!
ومن هو الذي دخل أرض مصر بسلام بعد أن سمع: (أهلاً وسهلاً)؟!
قتيل من الجيش المصري سقط في نكسة 67
ومن هو الذي فرط بأرض سيناء كلها لا (بحبّاية) رمل واحدة؟!
وينتقد هيكل هذا الأسلوب القائم على (الشحنة العاطفية)، كما انتقد بدون أية مواربة الأمة التي تعتمد على بطل وقال: ففي أحوالها الصحيحة لا يمكن أن تعتمد على بطل.
وأريد أن الفت نظر من يريدون أن يبعدوا أي شبهة على عبد الناصر في تحمل المسؤولية، وها هو صديقه وخليله والناطق باسمه يقول:
إن جمال عبد الناصر هو المسؤول السياسي والأول عن قرار أو إدارة الأزمة التي أدت إلى القرار أو القرارات التي قادت إلى حرب 5 يونيو سنة 1967 كنت بذلك أحاول أولاً ان أنصف الحقيقة لأن هذه الحقيقة لا مجال لأحد أن يناقش فيها ثم إنها ملك الناس، وعندما قلت بذلك أيضاً فأنا أظن أنني أنصفت الرجل مش بس إنصاف الحقيقة لأن أسوأ شيء في السياسات السلطانية العربية في هذا العالم أن كل نجاح يعتبر الرئيس أو الزعيم أو القائد مسؤولاً عنه بإلهامه وبدوره وبقيادته الرشيدة وتقدير العالم له وإلى آخره وكل فشل يوضع على غيره أو يوضع على مساعديه أو يوضع على المقادير.
ويمضي قائلاً: ومن المحقق أن مصر ـ سواء قدرت ذلك قيادتها السياسية أو لم تقدره ـ كانت في وضع لا يسمح لها مهما فعلت بالانتصار في معركة الستينات، وهنا تجيء المسؤولية التي يتحملها «جمال عبد الناصر». وقد يقال إن المؤامرة كانت أكبر من طاقته وأكبر من طاقة مصر، وأنها كان يجب ان تطاله وتطالها مهما فعل أو فعلت. ولكن مثل هذا القول لا يعفيه، فليس هناك شك في أن «جمال عبد الناصر» مشى إلى الفخ الذي نصب «لاصطياد الديك الرومي» ووقع فيه، ومن الغريب أنه في إدارته للأزمة وقع في خطأ كان هو دائم التحذير منه، فكثيراً ما كان يستشهد بمقولة شهيرة لـ»ونستون تشرشل» (الذي قاد بريطانيا في الحرب العالمية الثانية) يحذر فيها «من خوض أي حرب جديدة بنفس أسلوب الحرب السابقة».
والحاصل أن «جمال عبد الناصر» وقع في هذا الخطأ ذاته، فقد قاد أزمة سنة 1967 متأثراً بالمناخ الذي قاد به أزمة سنة 1956 قبلها بأحد عشر عاماً، وكانت كل الظروف مختلفة!
يتبع
حد من الوادي
03-17-2012, 12:31 AM
والحاصل أن «جمال عبد الناصر» وقع في هذا الخطأ ذاته، فقد قاد أزمة سنة 1967 متأثراً بالمناخ الذي قاد به أزمة سنة 1956 قبلها بأحد عشر عاماً، وكانت كل الظروف مختلفة!
وينتقد هيكل المشير عامر عندما صرح:
« ان تحرك قواتنا إلى سيناء استعداداً للمعركة يجعل إسرائيل تفكر مرتين قبل ان تقدم على غزو سوريا». وضع هذه الجملة في اعتقادي في نهاية التوجيه السياسي لقائد عسكري يدي الإيحاء ولو بالقصد أن الهدف هو مجرد التهديد، في فرق جداً، بنعمل مناورة، السياسة.
ومعه الحق في نقده، لأن ذلك التصريح ساذج وغير مسؤول.
مشكلة القيادة المصرية في ذلك الحين، ـ خصوصاً عبد الناصر ـ إنها قد تأثرت (بأزمة الصواريخ في كوبا) بين الإتحاد السوفيتي وأمريكا، عندما حوصرت كوبا وأصبح العالم كله على شفا حرب نووية عالمية، ونسي ناصر أنه ليس كينيدي، وأن مصر ليست أمريكا ـ مع احترامي لناصر ومصر ـ، ولكن هذا هو الواقع.
وينتقد هيكل كذلك الزحف (الاستعراضي) للقوات الذاهبة إلى سيناء، ولكي يأخذ هذا الزحف جماله وأبهته لابد وان يمر في شوارع القاهرة، ليحظى (بزغاريد) النساء الغلابا، وهذا ما كان فعلاً، وكان منظراً مضحكاً يدعو للشفقة.
فما هكذا تكون الحشود، وما هكذا تدار الحروب، وما هكذا تكون العقليات (الاستراتيجية) للقادة؟!
وعلى فكرة فعبد الناصر متخصص في هذا المجال مثلما ذكر هيكل في كلامه عنه عندما قال: جمال عبد الناصر دائماً يكرر حاجتين مهمتين قوي دائماً يقولهم، وأظن من تجربته في التدريس في كلية أركان حرب، جمال عبد الناصر درس مادتين في كلية أركان حرب درس تاريخ عسكري ودرس استراتيجيا يعني وأظن أن الاثنين سابوا عنده أثراً، بأفتكر أنه كان دائماً يقول إيه؟ كان دائماً يستشهد بحاجة سمعتها منه مليون مرة، حاجة هو قرأها لفون مولتكا القائد الألماني الشهير وتشرشل استعملها مع جنرالاته مرة في الحرب العالمية الثانية وقال لا تحاربوا الحرب التي مضت.
ومع ذلك مثلما يقول هيكل: كان هاجسه دائماً (حرب السويس) سنة 56، وكان يكررها في كلامه دائماً، وقد أدار حرب 67 بنفس العقلية التي أدار بها حرب 56، وكنت حاسس أن ثقافة السويس كانت طاغية على تصرفاته.
أي تناقض هذا يصدر من رجل كان يدرس الضباط في الكلية الحربية علم (الاستراتيجية)؟!.
إنني والله لست في عجب، ولكنني في ذهول.
أعانني الله على إكمال ما أكتب قبل أن يغمى عليّ، وإلى اللقاء غداً.
في الحلقة المقبلة
حد من الوادي
03-18-2012, 12:17 AM
اليمن مقسما .. " قصة دولة مخفقة في جنوب الجزيرة العربية " للبريطاني نويل بريهوني
السبت, 27 آب/أغسطس 2011 01:01
لندن " عدن برس " -
يشهد اليمن اليوم أزمة عضوية لا يستطيع أحد التنبؤ بثقة بمآلاتها. و لكن يبقى أن استيعاب الواقع الراهن في اليمن بتعقيداته و امتداداته هي مهمة لا يمكن مقاربتها من دون الإلمام بالمسار التاريخي للمجتمع و الدولة في اليمن، خصوصا ما يتعلق منه بالعقود الثلاثة الأخيرة.
اليمن.. أي مصير؟
و لعل أحد أوجه هذا المسار التاريخي الذي لم يحصل على ما يستحقه من الدراسة و الاستقصاء البحثي هو قصة نشوء واضمحلال “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”، و ما يتصل بذلك من قيام الوحدة اليمنية و مصاعبها و التي انفجرت على شكل حرب أهلية في العام 1994 وصولا إلى التحديات الراهنة المتمثلة في تعاظم النزعة الانفصالية في الجنوب والتي بالكاد تخفي رغبتها في استعادة قيام دولة مستقلة في الجنوب، وإن على أسس سياسية و أيديولوجية مختلفة عن الماضي.
يأتي كتاب “اليمن مقسما” ليملأ جزء مهما من هذا الفراغ البحثي، إذ يقوم فيه نويل بريهوني، و هو باحث بريطاني مرموق و صاحب خبرة ديبلوماسية طويلة، بما فيها العمل في عدن في السنوات الأولى من السبعينات، بسرد قصة “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” التي أعلنت في العام 1970، منذ بداياتها المبكرة في نيل الاستقلال من بريطانيا في العام 1967، مرورا بتجسدها آيديولوجيا كمزيج من الفكر القومي الذي ساد في الستينات و السبعينات و الفكر الماركسي- اللينيني بنسخته السوفياتية، و حتى انتهاءها بالوحدة الاندماجية مع الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) .
و يتمحور الكتاب حول ثلاثة موضوعات رئيسة أولها عرض و تحليل التاريخ السياسي لليمن الجنوبي منذ نشؤه كدولة مستقلة في العام 1967 و حتى إنتهاءه رسميا بتدشين الوحدة مع الشمال في العام 1990، و إنتهاءه فعليا بانتصار صنعاء و القوى الجنوبية الموالية لها في الحرب الأهلية في يوليو 1994. و يحفل هذا الجزء من الكتاب بعرض مفصل للأحداث و الشخصيات السياسية و الأيديولوجية التي هيمنت على الجسم السياسي لجمهورية اليمن الديمقراطية و الصراعات المريرة على السلطة في عدن والتي بلغت ذروتها في أحداث العام 1986 سيئة الصيت، و التي كان لها الأثر البالغ في إضعاف “الدولة الماركسية الوحيدة في العالم العربي”، كاشفة بدمويتها المريعة عمق الولاءات القبلية و المناطقية في صنع الهويات السياسية في هذا الجزء من العالم و أولويتها على ما كان ينافح عنه في الاحتفاءات الحزبية و الأبواق الإعلامية الرسمية من انتماءات أيديولوجية و فكرية “حديثة”.
و يتمثل الموضوع الرئيس الثاني للكتاب في استقصاء العوامل البنيوية و البواعث الذاتية التي دفعت قادة اليمن الديمقراطية الى الذهاب نحو خيار الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية، و التي يمكن إجمالها بأزمة إقتصادية حادة و تآكل مضاعف للشرعية على خلفية أحداث 1986، و تداعيات التغييرات التي دشنها انتهاء الحرب الباردة على مجمل تحالفات موسكو الخارجية و من ضمنها العلاقة مع عدن، حيث لم يعد الاتحاد السوفياتي ذلك الحليف الذي يمكن الركون إليه في الملمات.
و بالاضافة الى كل ذلك، لعبت الصراعات الداخلية دورا في دفع بعض القيادات في عدن إلى المراهنة على خيار الوحدة كحل حاسم للأزمات المتفاقمة في الجنوب، و لم يخل الأمر من خداع ذاتي بقدرة الجنوب “المتقدم” نسبة الى الشمال “المتخلف” في الهيمنة على مؤسسات دولة الوحدة، على الرغم من التفاوت الواضح في حجم شطري اليمن. و شكل استكشاف التداعيات المستمرة لمسيرة اليمن الديمقراطية على يمن اليوم الموضوع الرئيس الثالث للكتاب حيث يشير المؤلف إلى إمكانية انبعاث دولة مستقلة في الجنوب كاحتمال لا يمكن تجاهله.
و لقد عزز المؤلف جهده البحثي الرصين بمعلومات ملفتة هي أقرب الى النوادر، مثل تلك التي أفادت أن علي سالم البيض، رئيس اليمن الديمقراطية إبان محادثات الوحدة مع الشمال، هو من اقترح على رئيس اليمن الشمالي علي عبدالله صالح و بصورة مفاجئة و بدون التنسيق مع القيادات السياسية أو الحزبية في عدن خلال رحلة بالسيارة بمفردهما فكرة الوحدة الاندماجية بديلا عن الفديرالية أو الكونفديرالية كما كانت تذهب إليه النقاشات المؤطرة لمباحثات الوحدة بين البلدين في حينه.
و كانت تلك من المفاجئات السارة لعلي عبدالله صالح الذي تلقفها بحس سياسي تكتيكي بارع جاعلا منها مدخلا لوحدة يمنية سيصفها لاحقا البيض نفسه أنها كانت عملية “ضم” للجنوب إلى الشمال.
و تبرز في ثنايا هذا الكتاب المهم مسيرة مدينة عدن كقصة فشل ذريع انحدرت فيها تلك المدينة العريقة بصورة مأساوية من “دبي محتملة” و ثاني أكبر ميناء في العالم في الخمسينات إلى مدينة دون مستوى مدن العالم الثالث في زمننا الراهن، بعد أن فعلت بها مغامرات”ماركسيي” الجنوب و فساد “قبليي” الشمال أفاعيلها، و التي تراوحت من الإهمال سوء الإدارة إلى النهب العشوائي منه و المنظم!
يؤكد المؤلف بموضوعية أن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية “توفيت” نتيجة لجراح أغلبها ذاتية المصدر، وكتبت نفسها كدولة مخفقة (فاشلة). و في التحليل النهائي، لم يكن نظامها السياسي متماسكا و قادرا على تجاوز الحقائق الصلبة للمناطقية و القبلية في الشطر الجنوبي من اليمن. و لكن يبقى أن الإرث المستمر لتجربة اليمن الديمقراطية كدولة مستقلة (و ليس كآيديولوجيا راديكالية) يتمثل في صياغة ما يسمى “الشخصية الجنوبية” باعتبارها توجه ثقافي- سياسي يملك اليوم حضورا لايمكن تجاهله و يجد أهم تجسيداته في تيار “الحراك الجنوبي”.
مراجعة: د. أسعد صالح الشملان
معهد الدراسات الدبلوماسية – السعودية
أضغط هنا لشراء نسخة من الكتاب من مؤسسة أمازونhttp://www.amazon.co.uk/Yemen-Divide.../dp/1848856350
حد من الوادي
03-20-2012, 02:09 AM
الحرب كالحب ليس فيها موانع أو محاذير
مشكلة عبدالناصر في 67 أنه تأثر بأزمة صواريخ كوبا.. ونسي أنه ليس كينيدي
٢٠١٢/٣/٧
ربما لا يعرف كثيرون أن الكاتب الكبير مشعل السديري كانت دراسته في مجال الفن التشكيلي، ولم يتجه للكتابة إلا بعد نكسة حزيران أو حرب الأيام الستة 1967م، التي وقعت بالتزامن مع المعرض التشكيلي اليتيم أو الوحيد في روما الذي صادف افتتاحه يوم 5 حزيران من عام 1967م. ولهذا قال مشعل إن المعرض فشل بالطبع فشلاً ذريعاً لأنه لم يحضره غيري وغير حارس الأتليه، وكان لزاماً علي والحال كذلك أن أجمع لوحاتي وأبعثرها على كل من هب ودب.. على أن مصيبته في أمته كانت أكبر من مصيبته في لوحاته، فقد قرر أن يهجر الرسم ويتجه للكتابة على أساس أنها تستطيع أن تعبر عما يجيش في نفسه بطريقة أسرع وأبلغ وأكثر تأثيراً، ولهذا انطلق في الكتابة الساخرة المضحكة المبكية على حد سواء!وفي الثمانينيات الميلادية لمع نجمه كثيراً في كتابة المطولات في الشأن العام، وخاطبت مقالاته الوزراء في رسائل مفتوحة تتساءل وتنتقد وتلاحظ في خطاب وطني مشاكس وجريء!
استطاعت صحيفة “الشرق” أن تعيد مشعل السديري إلى نكسة 67م وهو الذي عايشها وتجرع ويلاتها وكانت لديه تحفظاته على تلك المرحلة وعلى التجربة الناصرية، وما كان له أن يدونها بكل هذه المرارة الجارحة إلا بعد ظهور شاهد من أهلها هو محمد حسنين هيكل بحلقات تلفزيونية على قناة الجزيرة ترصد كيف كان يفكر الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر الذي أخذ الألباب وسحر عقول الجماهير من المحيط إلى الخليج قبل قلوبها! وهنا على صفحات “الشرق” أو في هذه الصفحة سيكون “مشعل السديري” معنا لبضعة أيام ليتداخل مع هيكل ويدلي بشهادته الحارقة على تلك المرحلة الموجعة في حياة الأمة العربية. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه الحلقات كانت ومازالت مشروع “كتاب جديد” سيصدره الكاتب الكبير قريباً.
علي مكي
عبدالحكيم عامر ينظف ثوب جمال عبدالناصر
حلقات يكتبها: مشعل السديري
ليس هناك شك أن عبدالناصر مشى إلى الفخ المنصوب لاصطياد «الديك الرومي» ووقع فيه
مشهد زحف القوات المصرية لسيناء وسط زغاريد النساء مضحك ومثير للشفقة
هيكل نفسه انتقد أسلوب عبدالناصر القائم على الشحنة العاطفية.. واعتماد أمة على بطل
ويحكي هيكل ويعطي رأيه في القيادات العسكرية في وقت احتدام الأزمة، ويقول إن عبد الناصر طلب منه أن يذهب مع الوفد الرفيع إلى موسكو لثقته أنه هو الوحيد الذي سوف يعطيه الحقيقة، لأن عبد الحكيم لن يعطيه الصورة الكافية فهو إذا ذهب ـ على رأي عبد الناصر ـ، فعبد الحكيم إذا روى قصة سيدنا يوسف فيحكيها باعتبار أنها قصة صبي تاه ثم عثروا عليه وانتهى الموضوع، ويستطرد قائلاً في وصف ومشاهدته للشخصيات المصرية الرفيعة ويقول:
«كل الوفود المصرية أو معظمها راحت هناك وليس في ذهنها غير فكرة المشتريات، وأنا رأيت المصريين مع الأسف الشديد كمية التجاوز في الطعام لم يكن لها حدود ويمكن أنا متأسف أقول يوم وصلنا بعد أول عزومة إن ثلاثة أرباع الناس العاملين في الوفد المصري وهم عسكريون ومدنيون كانوا خارج نطاق الخدمة زي ما بيقولوا لأنهم أسرفوا في الأكل. كان في ثلاثة دكاترة في الفندق اللي كنا جايين فيه يعالجون سوء الهضم أو دوران الرؤوس. لكن على أي حال في ذلك اليوم حصل فيه سوء الفهم ده سايد سيف بيتكلم مع الضيوف دول وهو شرب لكن على أي حال سايد سيف قال بيقول لهم ايه، بيقول لهم ـ وهذا كلام رجل شارب ـ بيقول لهم إنه أنتم قاعدين بتتكلموا عن عدم الانحياز ما تضيعوش وقت مش حتقدروا تعملوا حاجة، أحسن حاجة لكم، أحسن حاجة لمصر أنها تنضم للإتحاد السوفياتي».
تصوروا أن هذه هي حالة النخبة التي سوف تتسلم زمام القيادة في الحرب، فأي أمل يرجى منها في مواجهة تلك الترسانة الإسرائيلية الرهيبة التي أتتها الفرصة على (طبق من ذهب) تحمله لها تلك القيادة بكل جهل ولا أقول غباء.
محمد حسنين هيكل
ويمضي هيكل ملقياً الضوء على قطاع المعلومات والاستخبارات ويقول:
أنا شفت في المسلسلات وقصصا في التلفزيون والجرائد عن جواسيس عندنا كانوا موجودين داخل إسرائيل وأنهم بعثوا معلومات وبعضهم رسمت له هالات أنا بأعتقد أنها كانت ضرباً من الأوهام بس اللي أنا عاوز أقوله وأنا مكسوف إنه نحن لم يكن لدينا في الفترة ما بين 1956 والفترة 1967 عميلاً واحداً داخل إسرائيل، بينما كان لإسرائيل عندنا عشرات العملاء.
له الحق أن ينكسف، فمن هو الذي ليس له دم ولا ينكسف؟!
وفي أثناء هذا الخضم من التداعيات السلبية تصوروا ماذا حصل؟!
فجأة وإذا بالرئيس عبد الناصر يفجر قنبلة (صوتية) بمركز القيادة المتقدمة للقوات الجوية، ويبدو أنه كان منتشياً وقد هزه الحماس وهتاف الطيارين من حواليه، وإذا به بدلاً من أن يهدئ الأمور، إذا به يصعدها إلى أقصى مداها، ويضعها على (الفولت 220) من الضغط العالي ويقول:
«إحنا الآن في سنة 67 محناش في سنة 56 عندما قررنا الانسحاب قبل أن يبدأ القتال الفعلي مع إسرائيل، وهي لم تستطع بعد ذلك القرار أن تستولي على أي موقع الاّ بعد أن تركناه، ولكنهم طنطنوا بعد كده وتكلموا وتبجحوا، إحنا النهارده عندنا الفرصة الحقيقية علشان العالم كله يرى الأمور على حقيقتها».
وفعلاً رأى العالم الأمور (الفضائحية) على حقيقتها ويا ليته ما رأى.
وفي مناسبة أخرى قال بكل (بساطة) أحسده عليها:
خليج العقبة يمثل المياه الإقليمية بتعتنا المصرية. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أنه إحنا نسمح للعلم الإسرائيلي أن يمر في خليج العقبة ـ بيهددوا بالحرب اليهود.. بنقول لهم أهلاً وسهلاً إحنا مستعدين للحرب قواتنا المسلحة وشعبنا كلنا مستعدين للحرب ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتنازل عن حق من حقوقنا هذه المياه هي بتاعتنا وقد تكون الحرب فرصة علشان اليهود عشان إسرائيل وعشان رابين يختبروا قواتهم مع قواتنا ويشوفوا أن الكلام اللي كتبوه على معركة سنة 56 واحتلال سيناء كان كله كلام هجص في هجص وكلام تخريف في تخريف.
إنني لا يمكن أفرط (بحبّاية) رمل من تراب مصر.
ولا أدري من هو الذي هجص وخرّف؟!
ومن هو الذي دخل أرض مصر بسلام بعد أن سمع: (أهلاً وسهلاً)؟!
قتيل من الجيش المصري سقط في نكسة 67
ومن هو الذي فرط بأرض سيناء كلها لا (بحبّاية) رمل واحدة؟!
وينتقد هيكل هذا الأسلوب القائم على (الشحنة العاطفية)، كما انتقد بدون أية مواربة الأمة التي تعتمد على بطل وقال: ففي أحوالها الصحيحة لا يمكن أن تعتمد على بطل.
وأريد أن الفت نظر من يريدون أن يبعدوا أي شبهة على عبد الناصر في تحمل المسؤولية، وها هو صديقه وخليله والناطق باسمه يقول:
إن جمال عبد الناصر هو المسؤول السياسي والأول عن قرار أو إدارة الأزمة التي أدت إلى القرار أو القرارات التي قادت إلى حرب 5 يونيو سنة 1967 كنت بذلك أحاول أولاً ان أنصف الحقيقة لأن هذه الحقيقة لا مجال لأحد أن يناقش فيها ثم إنها ملك الناس، وعندما قلت بذلك أيضاً فأنا أظن أنني أنصفت الرجل مش بس إنصاف الحقيقة لأن أسوأ شيء في السياسات السلطانية العربية في هذا العالم أن كل نجاح يعتبر الرئيس أو الزعيم أو القائد مسؤولاً عنه بإلهامه وبدوره وبقيادته الرشيدة وتقدير العالم له وإلى آخره وكل فشل يوضع على غيره أو يوضع على مساعديه أو يوضع على المقادير.
ويمضي قائلاً: ومن المحقق أن مصر ـ سواء قدرت ذلك قيادتها السياسية أو لم تقدره ـ كانت في وضع لا يسمح لها مهما فعلت بالانتصار في معركة الستينات، وهنا تجيء المسؤولية التي يتحملها «جمال عبد الناصر». وقد يقال إن المؤامرة كانت أكبر من طاقته وأكبر من طاقة مصر، وأنها كان يجب ان تطاله وتطالها مهما فعل أو فعلت. ولكن مثل هذا القول لا يعفيه، فليس هناك شك في أن «جمال عبد الناصر» مشى إلى الفخ الذي نصب «لاصطياد الديك الرومي» ووقع فيه، ومن الغريب أنه في إدارته للأزمة وقع في خطأ كان هو دائم التحذير منه، فكثيراً ما كان يستشهد بمقولة شهيرة لـ»ونستون تشرشل» (الذي قاد بريطانيا في الحرب العالمية الثانية) يحذر فيها «من خوض أي حرب جديدة بنفس أسلوب الحرب السابقة».
والحاصل أن «جمال عبد الناصر» وقع في هذا الخطأ ذاته، فقد قاد أزمة سنة 1967 متأثراً بالمناخ الذي قاد به أزمة سنة 1956 قبلها بأحد عشر عاماً، وكانت كل الظروف مختلفة!
وينتقد هيكل المشير عامر عندما صرح:
« ان تحرك قواتنا إلى سيناء استعداداً للمعركة يجعل إسرائيل تفكر مرتين قبل ان تقدم على غزو سوريا». وضع هذه الجملة في اعتقادي في نهاية التوجيه السياسي لقائد عسكري يدي الإيحاء ولو بالقصد أن الهدف هو مجرد التهديد، في فرق جداً، بنعمل مناورة، السياسة.
ومعه الحق في نقده، لأن ذلك التصريح ساذج وغير مسؤول.
مشكلة القيادة المصرية في ذلك الحين، ـ خصوصاً عبد الناصر ـ إنها قد تأثرت (بأزمة الصواريخ في كوبا) بين الإتحاد السوفيتي وأمريكا، عندما حوصرت كوبا وأصبح العالم كله على شفا حرب نووية عالمية، ونسي ناصر أنه ليس كينيدي، وأن مصر ليست أمريكا ـ مع احترامي لناصر ومصر ـ، ولكن هذا هو الواقع.
وينتقد هيكل كذلك الزحف (الاستعراضي) للقوات الذاهبة إلى سيناء، ولكي يأخذ هذا الزحف جماله وأبهته لابد وان يمر في شوارع القاهرة، ليحظى (بزغاريد) النساء الغلابا، وهذا ما كان فعلاً، وكان منظراً مضحكاً يدعو للشفقة.
فما هكذا تكون الحشود، وما هكذا تدار الحروب، وما هكذا تكون العقليات (الاستراتيجية) للقادة؟!
وعلى فكرة فعبد الناصر متخصص في هذا المجال مثلما ذكر هيكل في كلامه عنه عندما قال: جمال عبد الناصر دائماً يكرر حاجتين مهمتين قوي دائماً يقولهم، وأظن من تجربته في التدريس في كلية أركان حرب، جمال عبد الناصر درس مادتين في كلية أركان حرب درس تاريخ عسكري ودرس استراتيجيا يعني وأظن أن الاثنين سابوا عنده أثراً، بأفتكر أنه كان دائماً يقول إيه؟ كان دائماً يستشهد بحاجة سمعتها منه مليون مرة، حاجة هو قرأها لفون مولتكا القائد الألماني الشهير وتشرشل استعملها مع جنرالاته مرة في الحرب العالمية الثانية وقال لا تحاربوا الحرب التي مضت.
ومع ذلك مثلما يقول هيكل: كان هاجسه دائماً (حرب السويس) سنة 56، وكان يكررها في كلامه دائماً، وقد أدار حرب 67 بنفس العقلية التي أدار بها حرب 56، وكنت حاسس أن ثقافة السويس كانت طاغية على تصرفاته.
أي تناقض هذا يصدر من رجل كان يدرس الضباط في الكلية الحربية علم (الاستراتيجية)؟!.
إنني والله لست في عجب، ولكنني في ذهول.
أعانني الله على إكمال ما أكتب قبل أن يغمى عليّ، وإلى اللقاء غداً.
في الحلقة المقبلة
•لا أظن أن الحساب قد جرى من الشعب.. ولكنني على يقين أنه سوف يجري يوم الدين
•لماذا ظل مركز قيادة الجبهة مغلقا يوم 5 يونيو 67 ؟
•قادة بهذا التخبط وكأنهم لا يبتعدون عن طلاب في الصفوف الإعدادية
•عدد الجنود الإسرائيليين بلغ 275 ألفاً مقابل 125 ألف جندي مصري
أسرى في يد العدو الاسرائيلي بعد نكسة 67
حلقات “هل تجنّى هيكل على عبدالناصر؟!” لمشعل السديري:
1.لا تلوموني إن نكأت الجرح لأدير الرؤوس وأذكركم «بمصيبة» 67م
2.لو تحلّى عبد الناصر بـ «ربع» صبر «ماو» لما أخذت السفن الإسرائيلية تمرح في مضيق العقبة
3.أيّ جنون هذا الذي يرمي بجيش هذه حاله في أتون حرب يترتب عليها مصير أمة ومصير أجيال؟!
4.مشكلة عبدالناصر في 67 أنه تأثر بأزمة صواريخ كوبا.. ونسي أنه ليس كينيدي
5.لا أظن أن الحساب قد جرى من الشعب.. ولكنني على يقين أنه سوف يجري يوم الدين
6.المأساة بدأت عندما شنَّ الطيران الإسرائيلي هجومه الذي انتظرته القيادة المصرية وقالت له: أهلاً وسهلاً
7.صورة «الزعيم الخالد» تهتز إن لم تكن قد تحطمت!
8.أقول لكل معجب بهيكل وعبدالناصر.. إنك لا تستطيع أن تحمل بطيختين بيد واحدة
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٩٤) صفحة (١٤) بتاريخ (٠٧-٠٣-٢٠١٢)
حلقات يكتبها | مشعل السديري
حد من الوادي
03-25-2012, 12:48 AM
الدفعة الثالثة من المساعدات السعودية تصل مطار صنعاء اليوم وما زال النازحون يعانون
التاريخ: السبت 24 مارس 2012 \ صنعاء (عنا) متابعات
وصلت إلى مطار صنعاء صباح اليوم الدفعة الثالثة من المساعدات الغذائية المقدمة من حكومة المملكة للنازحين في اليمن والبالغة 59 طنا من إجمالي حجم المساعدات البالغة 200 طن.
وقام بتسليم دفعة المساعدات بمطار صنعاء مندوب وزارة المالية السعودية سعد بن ثواب السبيعى بحضور مدير عام الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين فى اليمن هاشم أحمد الحملي.
وعقب تسليم دفعة المساعدات أوضح مندوب وزارة المالية سعد بن ثواب السبيعى لوكالة الأنباء السعودية أن المساعدات المقدمة من المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للنازحين فى اليمن عبارة عن مساعدات غذائية تبلغ 200 طن موزعة على 9 آلاف سلة غذائية , تحتوى كل سلة على 22 كيلو من الدقيق والأرز والسكر وحليب الأطفال ، معربا عن أمله أن تسهم هذه المساعدات فى تخفيف معاناة النازحين اليمنيين.
هذا وتجدر الاشارة الى ان هناك الكثير من النازحين في جنوب اليمن ما زالوا يعانون اشد المعاناة ، وفي تصريحات سابقة لمنظمات انسانية انهم لم يستطيعوا الوصول الى الكثير من تجمعات النازحين خاصة في المناطق الجنوبية.
جميع الحقوق محفوظة لــ وكالة أنباء عدن© ( عنا ) 2010 -2011
حد من الوادي
03-27-2012, 01:20 AM
بلفقيه.. الحضرمي حينما يعتقل
3/26/2012 المكلا اليوم / الرياض: سالم عمر مسهور
لم ابحث عن خبر الافراج عن القيادي في الحراك الجنوبي في الصحف الالكترونية الحضرمية بل تعمدت البحث عنه في موقع "منتديات الضالع" أو كما يجب تسميته بالمتحدث عن الجماهيرية الضالعية العظمى، فهناك تقرأ ما يجب أن تقرأ، فالجنوب كل الجنوب يمني أو عربي تقرأ عنه في النضال والولاء والتعبير لماهية الوطن، شيء من الترفيه تجده هناك فثمة جنون يستوطن العقول يخرج حروفاً تشابه العربية وليست بعربية المهم أنك تعرف كحضرمي ما هم هؤلاء. القيادي أحمد بلفقيه تعرض للضرب بأعقاب البنادق من قبل حراسة المنشئات النفطية في غيل بن يمين، وخرجت الصور تظهر أثار الضرب على جسده والمجموعة التي اعتقلت معه على مدار أسبوع، هذه الصور يلزمنا أن نعيدها إلى اربعين عاماً في مطالع السبعينيات من القرن العشرين المنصرم وتحديداً 1973/11/17م يومها عرفت شبام واحدة من أكبر جرائم التاريخ الحضرمي وفي هذا شيء للتاريخ يجب أن يستحضر في هكذا توقيت زماني.
لا كهنوت بعد اليوم:
هذا هو شعار الشيوعيين الذين تمددوا في حضرموت منذ اسقاطها في 1967/9/17م، حضرموت التي ادخلت ملايين البشر إلى الدين الإسلامي الحنيف جاءها السفلة والرعاع من خارجها ومن أولادها العاقين الظالمين لها ليعيثوا فيها الفساد وينشر الظلم والخوف والرعب، ما تحملته حضرموت في تاريخ الشيوعيين يفوق كل تصور.
لنتابع هذا المشد المنقول: "تنفيذ مجزرة السحل في مديرية شبام وفي الخمسه من ابناء قبيلة ال كثير والسيد العيدروس لم يكن قراره بين يوم وليله بل اتخذ القرار على اعلى مستوى سياسي في حينه وماكان يسمى - التنظيم السياسي الموحد للجبهه القوميه - وجا التخطيط لهذي المجزره بعد طلب من كانو يديرون الامور في وادي حضرموت وعذرهم في ذالك ان هذي المنطقه لازالت فيها مجموعات اقطاعيه رجعيه تتواصل مع ما كانوا يسمون - بالمرتزقه -
وبما ان جل ما يسمونهم بالاقطاعيين والمرتزقه هم من ال كثير فقد تم اخطار المليشيا الشعبيه برفع كشوفات من كل مناطق مديرية شبام بمن يعتبرونهم اقطاعيين لكي يتم اتخاذ القرار فيهم وبالفعل قامت تلك المليشيات برفع عدد من الاسماء وكان اغلبيت من تم رفع اسماهم ان لم يكن كلهم هم اصلآ موجودين في سجن المكلا الذي كان يعج بالالاف من ابناء القبائل والساده والمشايخ وقبل يوم التنفيذ بيوم واحد قامت تلك المليشيات بسجن المئات من ابنا قبيلة ال كثير خوفاً منهم مع انهو كان قد تم مصادرت اسلحتهم وفي عشية يوم السحل تم اغلاق الطرق الموديه من القطن الى شبام ومن سيئون الى الحوطه اي اغلاق تام لمناطق مديرية شبام عدى سيارات المليشيا الشعبيه وبعض سيارات الجيش
وقد استقدمو لذالك اليوم عدد كبير من الفتيات المجندات لكي يتم عرض عسكري مصغر لهن وهو ماتم بالفعل صباح ذالك اليوم المشؤم وعشية السحل وفي وقت ما بعد المغرب تم احضار ابناء ال كثير الخمسه والسيد العيدروس من سجن سيئون بعد ماكنوا وصلوا من المكلا الى سيئون قبل يومين من ذالك التاريخ وباتوا ليلتهم الاخيره في سجن الحوطه وفي صباح يوم السحل تم اخذ جميع الرجال السته لكي يطوفوا بهم كلن امام بيته في عمل حقير لم تشهد ارض العرب مثيل له فقد اخذو عامر بن صالح بن طالب الى امام بيته يطوفون به وليعودوا به الى الحوطه لينهالوا عليه بالضرب بالفوس والقدم واعقاب البنادق ليستشهد بعدها وكذلك تم هذا الامر مع عون بن طالب ولكن تم الهجوم عليه من قبل هولاء الاوغاد في ما كان يسمونها ساحة الزحف الاحمر في جفل اما السيد العيدروس رحمه الله فقد اخذوه الى تحت بيته واطلقو سراحه وعندما هم بالدخول الى البيت تم الهجوم عليه امام ناظر اولاده وزجته وبناته في عمل اجرامي حقير لن ينسى ولن يمحى من ذاكرة الزمن.
وفي جعيمه تم ربط الشهيد صالح بن سالم عامر محمد بن سعيد والشهيد غالب بن عوض بن عبدات تم ربطهم مع بعض وتم رميهم من اعلى سطحة الشاحنه ليناهلوا عليهم هولاء الحثاله في منظر لا يقل بشاعة عما لقواه الشهداء الاخرين وبعد ذالك تم سحب جثث الشهداء من تلك المناطق الذي تمت فيها عمليات السحل تم سحبهم بالاحبال ورى السيارت الى بطحاء شبام لتقام على جثثهم الخطب الرنانه".
أيضاً ما حصل لأبناء قبيلة الحموم في الشحر، حيث قتلوا في الساحة العامة وسحل العشرات من أبناء حضرموت في مناطق عديدة، بل وصل السحل إلى مسافة 12 كيلو متر لبعض الجثث في إمعان للمجرم بجريمته الذي مارس التمثيل بجثث البشر تحت شعارات ملحدة ظالمة إنما أرادت بحضرموت الشر بها ولولا ذلك كيف يمكن أن تبرر جريمة الشيوعيين الذين أغلقوا أربطة العلم في سيئون وتريم وشبام وغيل باوزير وحدها في عام واحد 1973م.
أن تريم وحدها تشهد تربتها على سحل العلماء الأجلاء محمد بن حفيظ ومحمد بن طالب الجابري وفضل عبدالكريم الجابري يوم أن صلبوا ثم سحلوا في شوارعها أمام أهلهم وذويهم في مشهد لا يمكن أن تذهبه الأيام مهما تباعدت، فالجريمة هي الجريمة، والمجرمين هم المجرمين، والدم هو الدم، وحضرموت هي ذاتها حضرموت.
بلفقيه.. المضروب لا المسحول:
هنا وقفة واجبة مستحقة لله تعالى، للذين يتباكون على ظلم اليمنيين على أبناء حضرموت، كيف نتناسى ونتجاهل الحق في الدم والعرض والأرض والمال، لنحاول أن نضع رؤوسنا في التراب لنصنع حراكاً ينشد عودة دولة الظلم والكفر، هكذا لن نكون بل لن نتصالح ونتسامح مع واحد ممن لطخوا أيديهم بدم حضرمي أياً كان هذا الحضرمي.
أننا لا ندعو إلى شق ما يسمونه حراكاً، بل ندعو إلى تحقيق العدل ولإيفاء الحق لأهله، هنا تسقط كل شعارات الجنوب تحت أقدامنا الحضرمية، ليأتوا بعقولهم وقلوبهم إلى دولة حضرموت وعاصمتها المكلا، ليأتوا بضمائرهم لنتحاسب قبل أن يصنفوا لنا اليمني بأنه ظالم يضرب بعقب بندقيته إنساناً، لنتحاسب لمن قتل وسحل ونهب وأممّ، هنالك ثمة تاريخ طويل من الجرائم يجب أن يستوفى فهل هم قادرين ؟.
لن يقدر على ذلك إلا من آمن بالحق، والحق في اتباعه نصرة وعزة وسمو، أن حضرموت التي يراد لها أن تكون مجردة من ذاتها يرفض عقلائها غير ان تتصدر المشهد السياسي في التاريخ المعاصر، حضرموت ليست ثروة من نفط وزراعة وبحر، وحضرموت ليست تاريخاً بشرياً عميقاً، حضرموت هي كيان سياسي وجغرافي مخصص بهويته له حقه التام في الحضور بالكيفية الكاملة بين الأمم، فليأتوا لنتحاسب أولاً ثم لتكن الدولة حضرموت والعاصمة المكلا.
---------------------------------------
تعليق حد من الوادي
كلها النكبات من بركات عبد الناصرمن يومها الى يومنا وكفى؟
حد من الوادي
03-28-2012, 12:21 AM
فاينانشال تايمز : المانحون لم يفوا بدعمهم والسعودية الدولة الوحيدة التي هبت لانقاذ اليمن
الثلاثاء, 27 آذار/مارس 2012 20:32
لندن " عدن برس " -
عندما كان الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، يتهرب من الضغوط التي مورست عليه لاشهر للتنحي عن السلطة بالرغم من موجة الاحتجاجات الشعبية و الازمة الاقتصادية الخانقة، كانت رسالة المانحين الغربيين و الخليجيين واضحة للغاية، و هي ان حزمة المساعدات المالية لانقاذ الاقتصاد الذي ينهار، مرهونة بمغادرته السلطة
لكن بعد خسة اشهر من تنازل صالح عن السلطة، لم تتلقى اليمن الا القليل جدا من الدعم الذي وعدت به. تم اعادة جدولة اجتماعين كان من الفترض ان تعقدها مجموعة اصدقاء اليمن المانحين، و من المقرر ان يعقد هذا الاجتماع في 23 مايو في مدينة الرياض. و ليس من المعروف حتى الان ان كان سينتج عنه تقديم اي مساعدات اقتصادية
و تبدي الدول المانحة قلقها من السلطة التي مازال يتمتع بها صالح و اقربائه، الذين يتقلدون مناصب امنية و عسكرية قيادية هامة. و بالرغم من اختيار عبدربه منصور هادي الشهر الماضي، رئيسا للبلاد للفترة الانتقالية، الا ان الرئيس المنتهية ولايته ما يزال رئيسا للحزب الحاكم، و لديه من النفوذ ما يمكنه من عرقلة جهود الاصلاحات خلال الفترة الانتقالية التي تستمر عامين. عندما احتج الاسبوع الماضي اعضاء في الحكومة ينتمون للمعارضة ضد ما سموه السياسات التدميرية لحكم صالح الذي امتد 33 عاما، هدد صالح بسحب اعضاء حزبه من حكومة الوحدة الوطنية
و قال البيان الذي صدر عن ورارة الخارجية البريطانية يوم الجمعة و الذي حدد موعد الاجتماع القادم لاصدقاء اليمن
"ان التدهور الاخير الذي شهده التوافق السياسي في اليمن يبعث على القلق، و ندعو جميع القوى الى الانخراط في العملية الانتقالية بشكل بناء"
لكن نقادا يقولون ان اليمن لا يستطيع تحمل الانتظار حتى انهاء المشاحنات السياسية و استعادة الامن، و هو الشرط الذي وضعته الدول المانحة لتلقي المساعدات. البلاد تواجه كارثة اقتصادية، بينما يستغل مسلحو القاعدة الاضطرابات السياسية و الاقتصادية و الامنية، للسيطرة على مزيد من المناطق، و يعاني المتعاطفون معهم من الهجمات التي تشنها طائرات امريكية بدون طيار، تعمل بدون قيود على مهاجمة عناصر القاعدة
و تخشى الولايات المتحدة و المملكة العربية السعودية من ان يساعد انتشار الفوضى تنظيم القاعدة في السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي، و بالتالي خنق الامدادات العالمية للنفط
و يقول احد الخبراء الماليين المقربين الى الحكومة
"اليمن تغرق. و ما نحتاجه الان هو تقديم الدعم للميزانية على وجه السرعة، و الا سنضظر الى طباعة المزيد من العملة. التضخم سيرتفع بشكل كبير و الريال سينهار و سيشعر كل مواطن بذلك"
يقول مسؤولون يمنيون ان السعودية فقط هي الوحيدة التي هبت لانقاذ اليمن خلال العام الماضي، و قدمت ما مجموعه مليار دولار على شكل نفط، و مشاريع و مساعدات مالية. كما ان الامارات العربية المتحدة ارسلت ديزل الى اليمن. لقد كانت هناك وعود لليمن بتقديم حزمة مساعدات مالية تقدر بنحو 6 مليار دولار لبدء برنامج الاصلاحات الاقتصادية الذي يهدف الى تنويع الاقتصاد و جذب الاستثمارات الاجنبية
اليمن التي تواجه نسبة بطالة تصل الى 70 بالمائة من الشباب، اقرت هذا الشهر ميزانية ب 10 مليار دولار، و كان هناك عجز في الميزانية يقدر ب 2.4 مليار دولار. معظم الميزانية تذهب في رواتب الخدمة المدنية و دعم مشتقات البترول و لا يتبقى الى القليل للنفقات الاخرى
كثير من الناس فقدوا و ظائفهم في القطاع الخاص، حيث فشلت الحكومة في دفع الاموال للمقاولين، و يهدد ذلك بالمزيد من المشاكل الاجتماعية و الامنية في بلد تشكل تصل معدل البطالة فيه الى 40 بالمائة، و ترتفع فيه معدلات الفقر و الانجاب
و تشكل صادرات النفط المستمرة في التراجع 70 بالمائة من العائدات، كما انها تمثل 25 بالمائة من الناتج المحلي للبلاد الذي يقدر ب 36.7 مليار دولار. لكن انابيب النفط توقفت عن الخدمة منذ اكتوبر الماضي بسبب الهجمات التي يقوم بها رجال القبائل الناقمين. و تقدر الخسائر في قطاع النفط ب 250 مليون دولار شهريا
يقول عبدالعزيز العويشق، كبير الاقتصاديين في مجلس التعاون الخليجي
"اصدقاء اليمن لم يهبوا لمساعدتها – اليمن. يجب ان تذهب الاموال فورا لمساعدة اليمن لكي تممكن من الوقوف على اقدامها مرة اخرى. و من مجموع المساعدات التي تقدر ب 6.5 مليار دولار المفترض ان تقدم الى اليمن، فقط 1.5 مليار دولار التي تم تقديم معظمها من المملكة العربية السعودية. لكن هناك ميولا لدى الحكومة في القاء اللوم على الخارج. عليهم ان يامنوا خطوط انابيب النفط، و لا ينبغي على اي حكومة ان تسمح لشريان حياتها ان يكون رهينة للاخرين، او على الاقل ان يقوم بعض الحلفاء بتامين انابيب النفط"
العويشق الذي يعمل ايضا مساعدا للامين العام لشؤون المفاوضات و الحوار الاستراتيجي، اشار الى ان تحصيل الضرائب انخفض بنسبة 20 بالمائة و ان الاسواق الداخلية تاثرت كثيرا بفعل المخاوف الامنية، مما حد من قدرة الحكومة على الحصول على قروض مالية
و قد انكمش الاقتصاد بمعدل 17 بالمائة العام الماضي، وفقا لما قاله العويشق. و يتوقع المزيد من الانكماش هذا العام ايضا
و يضيف قائلا
"يجب استعادة الامن و تحصيل الضرائب و الا ستتعرض الحكومة للافلاس"
اليمنيون المطلعون على المفاوضات مع مجموعة اصدقاء اليمن قالوا ان الولايات المتحدة تحاول الضغط جيران اليمن الاغنياء ان يقوموا على الاقل بدعم الميزانية، لكنها لا تقوم بعمل شيئا لتخفيف الاعباء المالية. و قد تعهدت دول مجلس التعاون الخليجي بتقديم الدعم، الا انها تراجعت و اصرت على ايجاد الية شفافة بحسب قولهم
يقول احد الخبراء الاقتصاديين اليمنيين
"لقد قلنا لهم، اذا كان لديكم مخاوف من دفع الرواتب, خصصوا اثنين مليار دولار لمحفظة شفافة للنفقات الراسمالية"
و يشكو مسؤولون غربيون و خليجيون من الخدمات المدنية و رواتب الجيش التي يجري تضخيمها لكي تشمل موظفين وهميين لدعم نظام المحسوبية
لكن المواطن اليمني العادي لا يستطيع تحمل الانتظار ليعود الوضع السياسي و الامني للاستقرار. و حذر برنامج الغداء العالمي في 14 مارس من ان النقص الحاد في الغذاء يهدد حياة 5 مليون يمني او 22 بالمائة من عدد السكان. و هناك 5 ميلون اخرون يواجهون نقص متوسط في الغذاء و هو ضعف العدد للعام 1999
يقول السيد العويشق
"نحن المدنيون من اليمنيين فاشلون. تم تحصيل 70 مليون دولار فقط من اصل 150 مليون دولار مطلوبة لتقديم المساعدة الانسانية. المساعدات الانسانية يجب ان تفصل عن المساعدات السياسية و التنموية و راينا في سير عملية الاصلاحات"
ترجمة مهدي الحسني
حد من الوادي
03-29-2012, 12:14 AM
دمار آليات عسكرية مصرية خلال مواجهات 67
حلقات يكتبها: مشعل السديري
خطأ في الترجمة استعمل تعبير «سحب القوات» بدلاً من «إعادة الانتشار».. فانسحبت القوات الدولية
مركز قيادة الجبهة ظل مغلقاً يوم 5 يونيو 67.. وسفر عامر تأخر بأمر ناصر
 عدد الجنود الإسرائيليين بلغ 275 ألفاً مقابل 125 ألف جندي مصري
 ما هي الدولة التي تأتيها فريستها إلى حيث تريد.. ولا تفترسها؟
محمد حسنين هيكل
وأتت بعد ذلك الطامة الارتجالية المتسرعة بخطاب وجَّهه الفريق محمد فوزي إلى الجنرال (ريكي) قائد قوات الطوارئ الدولية ونصه:
أحيطكم علماً بأنني أصدرت تعليمات إلى جميع القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة لتكون مستعدة للعمل ضد إسرائيل فور قيامها بعمل عدواني ضد أي دولة عربية.
وتنفيذاً لهذه التعليمات تجمعت قواتنا في سيناء على حدودنا الشرقية. ولضمان أمن القوات الدولية المتمركزة في نقط المراقبة على حدودنا أطلب إصدار أوامركم بسحب هذه القوات فوراً.
وقد أصدرت تعليماتي لقائد المنطقة العسكرية الشرقية فيما يتعلق بهذا الشأن.
أفاد بتنفيذ هذا الطلب.
ولم يملك الجنرال ريكي إلاّ أن يستجيب، فالقوات وضعت وتمركزت أساساً بموافقة مصر بعد مهزلة السويس، وهي تنسحب بطلبها كذلك، وتقرير (يوثانت) الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد مثلما يقول هيكل:
على أن مهمة قوات الأمم المتحدة مهمة واحدة، حزمة واحدة فإذا طلبت رفعها من مكان سقطت شرعية وجودها، معنى شرعية وجودها، لأنه هي موجودة علشان تمنع آلة الحرب فإذا جئت قلت لي ابعدها لأنه في اشتباك إذاً فمهمة القوات المتحدة هنا سقطت، بتقول لي بقى هي رايحة حتفظ السلام وانت جاي تقول لها ابعدي لأنني قد أحارب، هنا في تناقض في الرؤى تناقض في التعبيرات، هنا في هذه اللحظة أنا أعتقد أنه اتحطيت قدام مأزق وهو مأزق أن تطلب سحب كله أو توافق على بقاء كله، هنا التصعيد وصل إلى درجة أصبحت قلقة وحرجة، استقر عليه الرأي في القاهرة بعد مناقشات طويلة أنه ليس أمامنا مفر إلاّ أن نطلب سحب القوات لأنه بعد ما مشيت كل هذه وأتت الفرصة التي تنتظرها إسرائيل على أحر من الجمر، وأصبحت الأزمة مثالية بالنسبة لها، إنها أزمة متصاعدة وبدا أنك صعدتها وبأزمة أحدثت مضاعفات وبدا أنك المسؤول عنها وبأزمة أحدثت درجة هائلة من التعبئة أصبحت ضاغطة عليك سواء من العالم الخارجي يقول لك لا، أو من جماهيرك وهذه هي قضية كانت باعتقادي سنة 67 قضية لعبت دوراً كبيراً جداً فيما حصل بعد ذلك.
هذا الكلام لهيكل وليس من عندي، وهو انتقد صيغة القرار أو الأوامر بحدة قائلاً: إن ذلك القرار فشل حتى في اختيار الكلمات في اللغة الإنجليزية لكن على أية حال وصلنا إلى حيث إحنا كنا قاصدين نطلب طلباً معيناً فاتسع الطلب وخلق تبعية، كويس، والأمور تأزمت وأصبح وأنا وقتها أنا شايف وأنا حقيقي المرة اللي فاتت أنه أنا كنت قلقاً جداً من عملية الحشد والتعبئة الشعبية وإلى آخره وأنه أظن أنه في غيري كمان أبدوا قلقهم وأنا اذكر منهم على وجه الوضوح صدقي سليمان رئيس الوزراء كان ضد قرار قفل خليج العقبة وإنصافاً له كان قلقاً جداً من عملية التصعيد ولكنه هو بطبيعته ما يحبش الكلام.
وعندما انتبهت القيادة المصرية لذلك الخطأ الفادح في التعبير، فبدلاً من أن يستعملوا تعبير: (إعادة التمركز)، أو (إعادة توزيع القوات)، استعملوا بدلاً من ذلك (سحب القوات فوراً).
وعندما اكتشفوا غلطتهم التي لا (تترقع) أسرعوا بكتابة خطاب آخر معدّل، واتصلوا بالجنرال (ريكي) يخبرونه بأن الخطاب في الطريق نرجوكم لا تنسحبوا، غير أن الجنرال ريكي قال لهم لما معناه: (لقد سبق السيف العذل)، وكأن قادتنا بذلك التخبط لا يبتعدون عن تلاميذ في الصفوف الإعدادية.
وبدأت القوات الهندية والقوات اليوغسلافية وغيرها من قوات دول العالم الثالث راحت مسلمة مواقعها للقوات المصرية فنشأ وضع لابد من السيطرة عليه لكن السيطرة عليه أصبحت تقتضي جهداً خارقاً غير عادي، سلمت بعض المواقف في شرم الشيخ ومع وجود قوات مصرية في شرم الشيخ بدأ يتقال الحصار، قفل خليج العقبة، لازم نقفله، ساعة ما بدأ موضوع قفل خليج العقبة أنا شخصياً وأنا بقولها ومعي ما كتبته في ذلك الوقت، قلقت جداً أولاً أنه هذا قد يقود إلى الحرب.
عند ذلك شمرت إسرائيل عن سواعدها، ومن هي الدولة (المتوحشة المجنونة) التي تأتيها فريستها طائعة مختارة إلى حيث تريد وتقول لها: (هيّا افترسيني)، ولا تفترسها.
وتركت إسرائيل الدبابات والمصفحات والعربات والجنود، وكل ما يمت للحشود العسكرية المصرية أن يكتمل ويتكدس ويتناثر في أنحاء سيناء، وهي بذلك ـ ولا مؤاخذة ـ تريد على طريقة الصيادين أن تصطاد أكبر كمية من البط.
عبد الناصر وعامر..علاقة وطيدة انتهت بمأساة
ويؤكد هيكل بعظمة لسانه: أن إسرائيل استطاعت أن تعبئ ما لا يقل عن (275) ألف جندي، فيما لم تستطع مصر أن تضع أمامهم أكثر من (125) ألف جندي.
طبعاً جندي عن جندي يفرق من حيث التدريب والانضباط والتعلّم والتسلّح، وعليكم أن تتخيلوا النتيجة لو كنتم مراقبين حتى قبل أن تبدأ الحرب.
ويعترف هيكل أن الخطة (قاهر) حضرت ووضعت موضع التنفيذ في غياب أي تشاور عسكري مدني، وغياب مجلس أمن قومي، وغياب أي اتصال بين الفرق.
يعني باختصار: الحكاية كانت (شوربة) بحق وحقيق ـ ولاننسى طبعاً صواريخ (الظافر والقاهر) ـ
وفي 2 يونيو اجتمعت القيادة السياسية العسكرية، وحدد عبد الناصر أن احتمال قيام إسرائيل بالحرب أصبح (100 %)، وحدد 5 يونيو بالذات لقيام الحرب، وأكد ضرورة الاستعداد لتلقي الضربة الجوية الأولى المنتظر أن توجهها إسرائيل، واحتج الفريق (صدقي محمود) قائد القوات الجوية، لأن معنى ذلك أننا نعطيها الفرصة لكي تكتسحنا ولن يستطيع طيراننا النهوض لتكملة الحرب، وسيحارب جيشنا مكشوفاً بلا غطاء جوي، ولابد أن نبدأ نحن بالضربة قبلهم، غير أن عبد الناصر أصر على رأيه قائلاً: لنترك إسرائيل تقع في خطأ العدوان، وتبدأ هي المعركة ثم نرد عليها.
وعندها استسلم قائد الطيران، وبدأ بتقديراته لقوات العدو وقال: إن لدى إسرائيل (250) طائرة، منها (25 %) غير صالحة، و(25 %) سوف يبقونها للدفاع الجوي، فيتبقى ما مقداره (130) طائرة لمواجهة ثلاث دول، وهي بالتالي لا تستطيع أن تستخدم أكثر من (80) طائرة ـ وفي اعتقادي أن تلك لم تكن تقديرات وإنما أماني إن لم تكن (أوهاما) ـ وانفض الاجتماع على ترديد أغنية عبد الحليم: (يا أهلاً بالمعارك).
وعملوا (تست) ـ تجرية اختبار ـ لمقدرة إسرائيل بالرصد ورد الفعل، فقامت طائرتان من طراز (ميغ) بطلعة استطلاعية على جنوب إسرائيل، وقد لاحظ التوجيه الجوي أن الطائرات الإسرائيلية المطاردة لم تخرج لملاحقة طائرات الاستكشاف المصرية إلاّ بعد 14 دقيقة من قيامها باختراق المجال الجوي الإسرائيلي. كما لاحظ الطيارون أن هذه الطائرات المطاردة، وكانت من طراز (ميراج) لم تستطع أن تحلق إلى مجال طائرات الـ(ميج). ففي حين أن طائرات الـ(ميج) كانت تطير على ارتفاع 18 كيلومترا من سطح البحر، فإن طائرات الـ (ميراج) لم ترتفع إلى أكثر من 16 كيلومتراً، أي بفارق 2 كيلومتر بينها وبين الطائرات المصرية. كذلك لاحظ طيارا الـ (ميج) المصريان أن بطاريات الدفاع الإسرائيلية أطلقت عليهما بعض صواريخ (هوك) ولكن مدى هذه الصواريخ لم يصل إليهما.
وقد رأ المشير «عبد الحليم عامر» أن يروي بنفسه للرئيس «جمال عبد الناصر» استنتاجاته واستنتاجات القيادة العامة من مهمة الاستطلاع، وكان تعليق عبد الناصر بالحرف الواحد: يظهر أننا بالغنا في كفاءة الطيران الإسرائيلي.
هناك أمر حصل وهو في (منتهى الغرابة) ولم يكتشف بعد، وهو طيران عامر من القاهرة إلى سيناء للإجتماع بقادة الجيش، وكان مقرراً له يوم 4 يونيو، وقد اتصل ناصر بعامر طالباً منه تأخير الرحلة إلى يوم غد لأن وفداً عراقياً سوف يسافر معه، وفي الغد كان من المفروض أن يسافر الساعة الخامسة فجراً، ولكن قبل الإقلاع أتته مكالمة من ناصر يطلب من المشير تأجيل الإقلاع إلى الثامنة صباحاً(!!)
وكانت طائرة عامر معلّقة في الجو عندما بدأ الهجوم الإسرائيلي على المطارات المصرية.
والسؤال الذي يطرح نفسه رغم أنفي: إذا كان عبد الناصر أكد (100 %) أن الهجوم سيقع يوم 5 يونيو فكيف سمح للقائد الأعلى أن يسافر، ولنفرض جدلاً أن ذلك القائد (الغبي المتمرد) ذهب رغماً عنه، أليس حرياً به وهو (القائد الأعلى للقوات المسلحة) أن يحل مكانه، بل أليس من المفروض وهو الضابط العسكري سابقاً والذي درّس الضباط في الكلية العسكرية علوم (الاستراتيجية)، وهو الذي كان له سابق خبرة في حرب 48، وهو الذي قدم رسالته في كلية أركان حرب وكانت عن نظرية (اللمبي) في الدفاع عن مصر.
أليس أحرى به أن يرتدي ملابسه العسكرية ويرابط ليل نهار تحت الأرض في غرفة العمليات العسكرية، بدلاً من أن ينام في بيته، وبدلاً من أن يذهب مرّة واحدة لا غير لكي يتأكد فقط عن عدد المطارات والطائرات المصرية التي دمّرت؟!، أليس ذلك ما يدعو للعجب حقاً؟!
وإذا كان هو مستكثراً على مصر أن يرهق نفسه في غرفة العمليات، فلماذا على الأقل لم يأمر ويعطي زمام القيادة للفريق محمد فوزي، وهو المسؤول الثاني بعد المشير؟!
لماذا ظل مركز قيادة الجبهة مغلقاً في ذلك اليوم؟!
لماذا أصبحت حلقة الوصل بين القيادة العامة ومسرح العمليات مقطوعة مثلما يقول اللواء الدغيدي بالحرف الواحد: إن إغلاق القيادة هو قطع رأس القيادات المسلحة وموت عقلها، والإغلاق هو موت مركز عمليات الجبهة، بل هو القبر بعد الحياة.
عبد الناصر يصافح عبد الحليم حافظ والى جواره عامر
في الحلقة المقبلة
حد من الوادي
04-05-2012, 01:33 AM
القضية الجنوبية .. جذور الأزمة 1/3
4/4/2012 عيضه العامري
الطبيعة الأيديولوجية لفكر الوحدة
تعود البدايات الأولى لفكرة الوحدة بين الجنوب والشمال إلى النصف الثاني من الخمسينات حين تم تضمين تلك الفكرة في أدبيات بعض الأحزاب ذات التوجه القومي والماركسي في عدن التي تأثرت بالتيارات القومية كحركة القوميين العرب والبعث ثم فكر الثورة الناصرية فيما بعد ، بوصفه خياراً أيديولوجياً وطرح حينها في سياق مشروع قومي لا بوصفه مشروعاً يمنياً صرفاً كما تم تقديمه في الخطاب السياسي اللاحق
خطاب حاجج بإعادة وحدة الشعب اليمن التاريخية . بعد أن أدرك دعاته فشل مشاريع الوحدة العربية الاندماجية . وقد لعب أبناء المناطق الجنوبية من الشمال ممن كانوا شمالي الهوى وقتئذٍ دوراً مركزياً في إذكاء هذه الفكرة ، وبالأخص بعد تمكنهم من تبؤ مراكز قيادية في صنع القرار في الجنوب ، إذ عبر فكرة الوحدة تلك تمكنوا من تحويل الجنوب إلى أداة تعكس تطالعاتهم نحو الهيمنة على مفاصل السلطة في صنعاء ..
بعد أن هيمنت عليه قوى شمال الشمال منذ سيطرة الإمام يحيى على مقاليد الحكم بعد الانسحاب العثماني في العام 1918م واستمرار تلك الهيمنة حتى ما بعد الثورة ، وما تبعة من ظهور التمايز في المواطنة المصحوب بنعوت اللمز على من هم أقل نفوذاً .. وقد سُخرت كثيراً من إمكانيات الجنوب لتحقيق ذلك المشروع بداءً بزج الجنوب في صراع مسلح مع الشمال .. كان الأول في العام 1972م والثاني في العام 1978م .. صراعاً لا ناقة للجنوب فيها ولا جمل . ثم تأسيس ما سمي بالجبهة الوطنية في وقت لا حق بعد أن فشلت مشاريع اكتساح الشمال بالقوة العسكرية .
إذن فمنشأ فكر الوحدة كان أيديولوجيا نخبويا صرفاًً .. وتحول ذلك الفكر بعدئذٍ و بتأثير من التعبئة الإعلامية إلى فكرة حالمة في أذهان الناس ؛ فكرة ممزوجة بشعور انفعالي أخاذ ، فكر كان غاية الجنوبيين منه الخلاص من هيمنة الحزب الاشتراكي .. وبالمقابل كان غاية أبناء الشمال الخلاص من هيمنة حكم القبيلة والعسكر . تلك كانت أحلام الوحدة لا غير .
وقد جاءت الصدمة بعد أن أكتشف الجنوبيين بوصفهم الحلقة الضعيفة في المعادلة بعد بضع سنوات فقط من الوحدة خطأ ما كانوا يعتقدونه حقيقة عندما تبينوا بأن هناك بون بين فكرة الوحدة المتشكلة في أذهانهم وحقيقة الواقع على الأرض ، إذ أبانت الممارسة السياسية والاجتماعية عن طوباوية ذلك الوعي الوحدوي .
الأمر الذي أثار مراجعات خطيرة حول حقيقة هويتهم ، بوصفه التعبير المكثف عن المأزق الذي أوصلهم إليه ذلك الفكر الوحدوي ؛ فكر اختزل التاريخ في الأيديولوجيا وحوله من مادة لتأصيل الحقيقة إلى مادة لتزييف الوعي .. فكر غيب منطق الصيرورة التاريخية - السياسي والاجتماعي - في تطور المجتمع ، ولم يميز بين مفهوم اليمن التاريخي الذي كان يحمل دلالة جغرافية صرفة حتى عند سكانه ( أنظر صفة جزيرة العرب للهمداني ص89) و المؤسس على الانتماء الأثنو - اجتماعي القبلي والمناطقي فقط .
ومفهوم اليمن الحديث الذي يحمل دلالة سياسية وهو تطور ظهر حديثاً . والمؤسس على أشكال جديدة للرابطة الاجتماعية مؤسسة على مفهوم الوطن مع بقاء رواسب للانتماءات الأثنو – اجتماعية القديمة بالطبع . وقد أخذ هذا التشكل الجديد تطوره المستقل في كل من الشمال والجنوب أفضى إلى تشكل كيانين اجتماعيين محددي الملامح والقسمات ؛ بوصفهما تعبيراً عن إدراك الناس التاريخي لواقعهم والاجتماعي . ونحن هنا لسنا استثناءً في هذا التطور ، فعمان التاريخية غير عمان اليوم ، سوريا التاريخية غير سوريا اليوم ، والهند التاريخية غير هند اليوم وهكذا .
ومن ثم فيمن الأمس غير يمن اليوم المحدد القسمات المؤسس على شروط جديدة للوجود السياسي والاجتماعي لعل أهمها مفهوم الشعب بوصفه رابطة أثنو اجتماعية . وتبعاً لذلك فإن اجترار الأدوات القديمة سواءً كانت جغرافية أو تاريخية وإسقاطها على واقع سياسي واجتماعي وثقافي مغاير لتبرير فكر الوحدة من خلال الإدعاء بواحدية الشعب منذ تلك الأزمان القديمة ..
هو عمل من أعمال الأيديولوجيا الصرف ، وفيه تحميل سياسي للمادة التاريخية أكثر مما تحتمل وهو طرح أخفق في أن يؤتي أكله اليوم إزاء الأسئلة المثارة حول حقيقة واحدية الشعب منذ أزل التاريخ ؛ لأنه طرحاً أختزل التاريخ في الأيديولوجيا . ولنا لقاء آخر إن شاء الله مع الجزء الثاني.
حد من الوادي
04-07-2012, 01:06 AM
أين موقع أبناء عدن .. أيها الساسة ؟
- بقلم : جبران شمسان
الخميس, 05 نيسان/أبريل 2012 18:22
عدن – لندن " عدن برس " -
ما هذا التهميش المستمر الذي نراه لأبناء عدن, ماذا صنعت عدن التي لها فضل بعد الله على الكثيرين, فهي التي حضنت ثورة فبراير1948م وفتحت لها صدر صحيفة فتاة الجزيرة (التي سميت منبر الأحرار السياسي ) لصاحبها محمد علي لقمان رائد النهضة الفكرية والتحررية في الوطن ومبنى الصحيفة الذي كان ملتقي يومي لأحرار ثورة فبراير 48م أصبح محتلا من قبل أحد أفراد القبيلة حتى اليوم.
ووفر أبناء عدن المقرات للأحرار في التواهي وكريتروالشيخ عثمان وكانت عدن القاعدة التي انطلقت منها, ثم ساند أبناء عدن ثورة 26 سبتمبر 62م بدءا من المراسلات السرية بين القاهرة وصنعاء وتعز عبر صيدلية الشرق بواسطة المناضل الكبير عبده حسين الأدهل حيث كان عبد الملك الطيب يأتي إلى الأدهل لاستلام وتسليم الرسائل لضباط مصريين. (انظر كتاب: "دور عدن في الثورتين" لكاتب المقال)ومرورا بفتح مراكز في الشيخ والمعلا تبناها المؤتمر العمالي ورموزه الأصنج والعبيد والقاضي وذلك لتعبئة وإرسال المتطوعين من جميع المناطق للدفاع عن ثورة سبتمبر, وانتهاء بأبناء مدينة عدن نفسها من (فدائيي التنظيم الشعبي) في المشاركة بفك حصار صنعاء في نقيل يسلح الذين شهد لهم حسين الدفعي في صمودهم في المعركة مع الملكيين كما جاء في كتاب الجناحي حين قال الدفعي أما جماعة جبهة التحرير - ويقصد التنظيم الشعبي- فقد كانوا في طليعة المعركة)
بينما هربت أفراد قبائل عنس وسنحانوآنس وبلاد الروس من المعركة ولم يستطع مشايخهم السيطرة عليهم (صفحة 405 كتاب الجناحي : الحركة الوطنية) وقد فقدوا خمسين شهيدا في نقيل يسلح بينهم القائد البطل هاشم عمر إسماعيل أسماؤهم غير مدرجة في قائمة منظمة أسر شهداء ومناضلي حرب التحرير بينما أدرجت مئات الأسماء لمن ليسو لهم صلة بالعمليات الفدائية أو حرب التحرير أو كانوا جواسيس على الفدائيين وقاموا باغتيال بعضهم. وقد استكثر المسئولون إطلاق اسم الشهيد القائد هاشم عمر على الشارع الذي يسكنه في الشيخ عثمان هذا بالإضافة إلى تغذية صنعاء بالكوادر السياسية والثقافية والإدارية من الأصنج حتى باسندوة ومن علي لقمان وحمزة لقمان حتى د. محمد عبده غانم وغيرهم من دفعات الكوادر الفنية والإدارية لأفضل جهاز إداري كان في الشرق الأوسط حينما قام أول رئيس بعد الاستقلال بتسريح المئات من كوادر عدن فكانت أول ضربة توجه لجهاز إداري ليس له علاقة بالسياسة وكانت تلك أول دفعة - توجد قائمتها لدينا
- ثم كانت الدفعة الثانية في أغسطس 1972م في ما عرف بالأيام السبع المشئومة سيئة الصيت حين تم تسريح دفعة أخرى من أبناء عدن بدخول الغوغاء والدهماء إلى المكاتب لطرد المدراء وغيرهم من المرافق الحكومية كالقاضي علي زين عيدروس وعميد المعهد الفني فضل لقمان واعتقال كتاب وأدباء ومثقفين ومناضلين دون مبرر أو صلة بأي عمل تخريبي كالكاتبين أحمد محفوظ عمر وسعيد عولقي وغيرهم وقيام السلطة ورعاعها بإخراج بعض الأسر العدنية والعائلات من بيوتها ووضعهم في بستان الكمسري في الشيخ عثمان(حديقة الملاهي حاليا) وذلك تمهيدا لترحيلهم وطردهم إلى خارج الحدود إلى شمال الوطن, ثم خرج هؤلاء الضحايا في مظاهرة في شوارع صنعاء وتعز في 1972م.
إن الذي يريد إن يعرف إحصائية أبناء هذه المدينة المجني عليها والتي ظلت دائما تدفع الثمن فليراجع إحصائيات ما قبل الاستقلال قبل هجرة الريف والقبيلة إلى المدينة بعد 1967م, ليراجع كتاب حمزة لقمان (تاريخ عدن وجنوب الجزيرة العربية) لقد كانت عدن وحدها معادلا لبقية المناطق وفاق سكانها (240000نسمة حينها )سكان الريف الجنوبي (محمية عدن الغربية), ومدن الشطر الشمالي الثلاث صنعاء تعز الحديدة في 1948 وحتى 62م (120000نسمة). وعليه أن يرجع إلى ديوان السجل المدني للمواليد في عدن بل إلى مقابر عدن ليقرأ شواهد أصحاب القبور الذين همش أبناؤهم وأحفادهم خلال جيلين. وعليه أن يرجع إلى أي دليل للهاتف المنزلي لما قبل عام 1967م.
وعليه أن يرجع إلى قوائم تسريحات 1968 و1972 للكوادر وأن يتخيل أعداد الفدائيين والمناضلين الذين وضعوا في السجون شهر الاستقلال فلم يروا نور الاستقلال ومنها معتقلات ثلاث محافظات عدن وأبين ولحج. بدءا باعتقال بعض المناضلات في مدرسة البنات قرب بريد الشيخ عثمان في 6و7 نوفمبر 67م وثلاثة طوابق في مستشفىعفارةأوالمحكمة سابقا الواقع خلف نادي الوحدة, وسجن المنصورة وانتهاء بسجون زنجباروجعار وزارة والضالع وغيرها لقد كانوا بالآلاف لتهمة أنهم جبهة تحرير أو تنظيم شعبي ناصري, أو متعاطفون معهما.
هذا بالإضافة إلى الآلاف المنسحبة من الفدائيين بعد تلقي الضربة الثلاثية عليهم في 6 نوفمبر 67م من الجيش الاتحادي والجبهة القومية ومن ورائهم المستعمر حيث استقروا في تعز وبعضهم في صنعاء أما الذين صدقوا قرار العفو العام وعادوا فقد كانت الشاحنات في كرش تنتظرهم لنقلهم إلى سجن المنصورة. أما المشردون الذين نزحوا أو هربوا أو أخرجوا من ديارهم بغير حق أو تحت شعار (سلم منزلك مقابل رخصة سفر) وأحيانا المنزل مع الأثاث, أو خرجوا متنكرين بملابس رثة فهم في الغربة والاغتراب في الخليج وأوروبا وأمريكا وغيرها فحدث ولا حرج. بينما تمت الهجرة من الريف إلى المدينة بدءا من العام 1967 دون توقف عدى في الفترة التي مزقت القبيلة الصراعات.
والمتأمل لبعض المظاهرات في فترة الكفاح المسلح يستطيع أن يميز أشكال الجموع بأنها كانت مظاهرات مدنية من الجنسين وليست ريفية أو قبلية وتبدو واضحة من خلال الأزياء, والعالم الخارجي يميز الأزياء والأشكال. وحتى في معارك حرب 94م نظن أن شهادة أحد القادة وهو هيثم قاسم (لأصحاب السوكا) والمقصود بهم شباب عدن كانت واضحة بينما اختبأ مئتان من ضباط الريف والقبيلة.
هذه هي عدن وهؤلاء هم أبناؤها هذا ولم نذكر الأدباء والشعراء والمثقفين والفنانين لعدم اتساع المجال هنا. ومع ذلك يهمشون أبناء عدن لأنهم ليسو قبيلة ولا يحملون السلاح إنهم مجتمع مدني حضاري وهو خلاصة أو عصارة من كل المناطق اليمنية لذلك ينبغي أن يكون لهم مكانا في التمثيل وأن تكون لهم المقاعد الملائمة لمكانتهم ودورهم المشرف والنبيل وحجمهم الصحيح وهم لم يساعدوا أبناءهم الفدائيين فقط أثناء العمليات وإنما ساعدوا الشرفاء والمخلصين من الجبهة الأخرى أيضا وكانوا يخفونهم أو يقدمون لهم ما يحتاجونه كما يعاملون الفدائيين من أبنائهم؛ إلا إذا كانت عدن مازالت تعاقب على دورها في حرب التحرير حتى اليوم.
لا تعطلوا عدن بالرغبة في الاستحواذ والتنافس عليها ولا توصلوها إلى درجة من الغليان والانفجار. ولولا عدن وأبناءها لما نجحت حرب التحرير ولما كان الاستقلال. وتشهد بذلك الأعداد المتفوقة من المشاركين من أبنائها في حرب التحرير ولاسيما عند وصول الكفاح إلى الذروة مع وصول اللجنة الثلاثية في 1967م, والمحقون المنصفون يعرفون أيضا هذا الفارق العددي في حرب التحرير الذي يوضحه عدد المعتقلات المذكورة يوم 6 نوفمبر67م. أما الذين يظلمون عدن فقد تعودنا أن نرى أن الله سبحانه يجعل بأسهم بينهم.
لقد تلقت عدن عدة ضربات في الرأس الواحدة تلو الأخرى ودفعت الثمن غاليا منذ الاستقلال بسبب صراع القبيلة وكأن الاستقلال جاء عقابا لها على ما قدمته بدلا من مكافأتها وإحقاق الحق لها. حيث تكالب عليها القاصي والداني وإذا رقد الثور كثرت سكاكينه كما يقول المثل المحلي. ومن لا يستطيع أن يجازيك فإنه يعاديك, أو يدير لك الظهر حتى أصبح من هب ودب يتجاوز عدن أو يسيء إليها أو يتجاهلها أو يقول إنها كانت قرية صيادين وهم يعلمون أن الغزاة عبر التاريخ لا يمكن أن يتنافسوا ويتسابقوا على قرية إنها مدينة صهاريج وميناء تاريخي عريق في القدم منذ أن عرف العرب الإبحار , ذكرت في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ولدى المؤرخين وسميت ثغر اليمن الباسم عامرة بالمساجد جاذبة للتجار وليست قرية صيادين كما يقول المغرضون والجهلة.
كثيرون قلبوا ظهر المجن لعدن أرادوا ويريدون تحويل أبنائها إلى أشباح يدوسون على ظلالهم ويلقون بالحجارة في حوض الماء الذي يشربون منه. يعبثون بثغر الوطن الباسم بدلا من أن يجعلوها فخرا لكم وتاجا على رؤوسهم و إذا كان المستعمر قد أسمى عدن المستعمر (درة التاج البريطاني) فماذا سيسميها هؤلاء؟ قرية أم قطاع خاص أو محطة ترانزيت عندما يخسرون معركة يهربون منها إلى الجبل أو إلى الخارج ويبقى أبناؤها, ثم يعودون إليها مرة ثانية لمغامرة جديدة دون وضع أبنائها في الحسبان ولذلك فهم يخسرون لأن الله لا ينصر الظالم. أم أنهم لا يؤمنون بذلك واثقين أن النصر هو من عندهم و بأيديهم؟ كم مرة فروا من عدن؟ أصدقونا القول.
إن النظرة الخاطئة وهي أن القبيلة ورثت عدن من المستعمر على حساب أبنائها وأهاليها هي التي جرت المآسي على الجميع.
إذا لم تتغير هذه النظرة لعدن فإن عدن لن تتغير ولن تصلح ولن تنهض من سباتها وستسمر معطلة بالقبيلة وإذا لم تصلح عدن فلن تصلح القبيلة افهموها هكذا.. واخبرونا متى يزدهر بلد بريفه ومدينته إذا كانت العاصمة أوالمدينة معطلة ؟. إنها أساس التطور والازدهار.
المدن هي التي نهضت بأوروبا لآن الريف تنازل عنها وأعطاها دورها ولم يبق كابسا عليها بغرض الملذات ثم أضاع الملذات في المعارك والغربة والقبور ثم يعود إلى المربع الأول مرة أخرى وهكذا. الريف هو الأصل وهو الزراعة وهو العمق لكنه ليس الواجهة أمام العالم ولا يمكنه تصدرها لأن هذا ليس دوره ولا طبيعته, لذلك يفشل كل مرة لأنه يريد أن يزيح المدينة ويأخذ دورها ودوره فيختنق, لأنه يزيح ابنها من عجلة القيادة ليمسك هو بها بدلا منه بأنانية كالأطفال فيصدم ويرتكب الحوادث وتكون المأساة والكارثة.
هل تخجلون من أن يكون لأبناء عدن مقاعد إلى جانبكم بنسبة عدد سكانها بينما من المفترض أن تكون مقاعدكم هي إلى جانبهم وليس العكس. إن الذي يفوت بعض هؤلاء هو أن العالم الخارجي يراقب بصمت وبابتسامة ساخرة تهميش المدني وإقصاء المجتمع المدني ويميز بين الأطراف وليس كما يظنون, فهو يراقب الجميع. تماما كما تفعل الأغلبية الصامتة في الداخل وعلى هؤلاء الذين يتجاوزون أهل المدن أن يحسنوا علاقتهم بأبنائها حتى يحموا أنفسهم لأنه لا تسلم الجرة في كل مرة.
ليس من العيب أن يفخر الوطني من أي قبيلة بمدينته أو بالعاصمة ويترك لأبنائها المجال والقرار لكي تزدهر وليس أن يزاحم أهلها وينتقل من صراع إلى صراع مع منافسيه ومع المزاحمين فيخسرون جميعا كما خسروا من سابق ونبقى في نفس الدائرة والدوامة.
العضو المؤسس في تجمع أبناء عدن
حد من الوادي
04-10-2012, 01:31 AM
عبدالله الاصنج: الوضع يوشك على الانفجار
والدي من دبع ( الحجريه اليمن ) وأمي حضرمية وأدعو إلى حق تقرير المصير
4/9/2012 المكلا اليوم / حوار: عبيد الحاج
الصراع محتدم بين حلفاء الأمس وغرماء اليوم فلا هي ثورة وحسمت أمرها ولا أزمة وفكت عقدها
عبدالله عبدالمجيد الاصنج السياسي اللامع والأبرع في تاريخ السياسة اليمنية جنوباً وشمالاً.. صاحب أطول مسيرة نضالية حافلة بالمحطات والاحداث المهمة التي صاغت تاريخ اليمن الحديث ورسمت ملامح وجهه السياسي والاقتصادي والاجتماعي .
بدأ حياته مناضلاً عنيداً ضد الاستعمار البريطاني في عدن , ومن ثم سياسياً فاعلاً وقطباً سياسياً في التركيبة السياسية للنظام في صنعاء .. وقائداً سياسياً بارزاً في معارضة الخارج ..من إقامته في السعودية تحدث إلينا بانسيابية تعكس خصوبة وثراء ذاكرته وجزالة ذكرياته.. فإلى حصيلة الحوار مع السياسي المخضرم الاستاذ/عبدالله الأصنج :
- دعنا نتحدث عن السنوات الأولى واستحضار بعض الصور والمحطات التي عاشها الأستاذ عبدالله الأصنج؟
أنا من مواليد 17 نوفمبر 1934م في عدن, والدي عدني من دبع في اليمن تعز وأمي عدنية من حضرموت رحمهما الله.
وأب لولدين محمد ومازن وبنتين منال وميرفت.. تلقيت دراستي الابتدائية والثانوية في عدن. وانخرطت في النشاط الوطني بشقيه العمالي والسياسي من خلال تأسيس الحركة النقابية المؤتمر العمالي وحزب الشعب الاشتراكي في منتصف الخمسينيات ومن قبل ذلك بعامين انخرطت في الجبهة الوطنية المتحدة بزعامة الأخ المؤسس محمد سالم علي عبده صاحب دار البعث للطباعة والنشر بمدينة كريتر في محافظة عدن ومحمد عبده نعمان ومحمد بن محمد الزليخي والسيد زين صادق ومحمد سعيد مسواط وعبده خليل سليمان وعبدالله علي عبيد ومحمد سعيد القباطي وحسين سالم باوزير وسعيد محمد الحكيمي وأحمد حيدر ومحمد باشرين وادريس حنبلة ومحمد عبدالله الذهب ومحمد ياسين خان وخليفة عبدالله حسن وعتيق عبدالرحمن وطه سعد ومحمد عبدالله شرف وعبدالرشيد بيج وعبدالكريم ثابت ومحمد علي شمشير ومحمد العبودي وعلي باعزب.
وشاركت في مظاهرات ومحافل سياسية دعا لها الرواد..
محمد علي الجفري وشيخان الحبشي وأحمد عمر بافقيه والشيخ محمد بوبكر بن فريد ومحمد بن عيدروس وصالح حسن والشيخ مقبل باعزب والمصلي والمصعبي ومحمد حسن خليفة وعبده حسين الأدهل وسعد القعطبي وعبدالعزيز الكثيري وصالح وناصر العرجي وعبدالرحيم قاسم ومحمد عبدالله عوض وأبوبكر سالم عقبة وحسين عبده حمزة وإبراهيم زوقري ومحمد وصالح حسن عبدالله ومحمد عبدالمجيد مية وفؤاد عبدالله بارحيم وأشرف خان وعثمان سيف وسعيد صحبي ومحمد سالم باوزير وأحمد يوسف النهاري وعبدالقادر الفروي وجعفر ومحمود عبدالحميد وعلي وأمين عبدالرحمن الأسودي وطه مقبل وعلي أحمد السلامي وأخص بالذكر للعرفان بفضلهم أساتذتي في الابتدائية والثانوية منهم الشيخ كامل صلاح وعبدالله محمد إبراهيم والجوهري وهاشم عبدالله وصالح الموشجي وحنبلة وإبراهيم روبلة ومحمود وحمزة وعبدالرحيم وإبراهيم وحامد لقمان وسيد أحمد علي ومحمد نظير وحسين بيومي وحامد خليفة وعلي الشاذلي وعلي غانم كليب ويوسف حسن السعيدي وحسن فريجون وحسين هادي عوض.
- إذا كانت علاقاتك الأولى مع الدراسة وربما الكتابة.. فكيف تشكلت قناعاتك وعلاقاتك بالأوساط السياسية ودوائر الحكم؟
أنتمي إلى حراك جيل نكبة فلسطين وتوابعها التي جسدت عنفوان اليقظة العربية الذي تنامى قبيل وأثناء وبعد الحرب العالمية الثانية وماأفرزته من الزعامات العربية والآسيوية والأفريقية التي نهضت بمسئولياتها تجاه شعوبها العربية والإسلامية والآسيوية والأفريقية للنضال من أجل الاستقلال الوطني من الاستعمار.
قرأنا وتابعنا وتعلمنا نحن جيل مواكبة نكبة 1948 الكثير وعشنا بعد دعوات سبقت وحركات تحرر وعصيان مدني قادها مصطفى كامل وسعد زغلول ومصطفى النحاس وعبدالكريم الخطابي وعبدالقادر الجزائري وعمر المختار مع غاندي ونهرو وجناح وسوكارنو ونكروما وكينياتا وسيكوتري وموديبوكيتا وكينيت كاوندا ومكاريوس وماوتسي تونج وشون لاي والملك فيصل بن عبدالعزيز ومحمد الخامس وإسماعيل الأزهري والسيد المهدي وادريس السنوسي وجمال عبدالناصر وزايد بن سلطان وشكري القوتلي وأحمد بن بيللا وقابوس بن سعيد والنعمان والزبيري والإرياني وعثمان ولقمان والأصنج وخليفة والقردي وعوض بكير.. ولقارئ الجمهورية أقول: لقد أوردت هذه الأسماء لقيادات متميزة اعترافاً بالأدوار التي لازمت فترة ولاية ودور كل منهم في بلده وماتحقق خلالها من انجازات تنموية ونهضة تعليمية عمرانية وتحررية كان لكل منهم نصيب فيها.
لقد كان لي شرف وحظ زيارة وتخاطب مع عدد قليل من هؤلاء العمالقة الكبار لمرة أو لمرات مع بعض منهم. لكني حرصت أن أطلع على كثير مما كتبوه أو كُتب عنهم. واستفدت كثيراً. والحقيقة أن عدداً من هؤلاء القادة كانت بدايته قدر من الإصلاح ولتلبية حاجة الشعب في بلده إلا أن البقاء في قمة السلطة من ناحية دخول العسكر وسيطرتهم على الدولة هنا وهناك أفسد أجواء البدايات حيث هبّت ريح صرصر لتقتلع النبتة الصالحة والثمرة الطيبة وحولتها إلى أكوام من الشوك الذي يدمي الأجسام وإلى رياح تهب من الجهات الأربع لتصنع كارثة شعوب وأوطان.
وأمامنا حصاد فشل عساكر اليمن والسودان وموريتانيا والباكستان في حلقات السلسلة غير المباركة.
وفي سياق السرد كأحد العاملين مبكراً في النشاط السياسي العام في الجنوب قبل جلاء الاستعمار وفي الشمال في عهد القاضي عبدالرحمن الإرياني رحمه الله بعد إسقاط الإمامة وإعلان الجمهورية.. ففي المرحلة الأخيرة التي سبقت استقلال الجنوب قررت البقاء في مصر عقب فشل المحادثات بين الجبهتين التحرير والقومية والحديث عن أسباب ذلك الفشل يطول وقد ينكئ جراحاً لامصلحة لأحد اليوم بعقله أن يستعيد ذكراها ويتحدث عنها. لقد عدت إلى تعز وصنعاء مع عدد من الإخوة تلبية دعوة كريمة من القاضي الإرياني والفريق العمري يرحمهما الله.
لقد كان طرد المستعمر قضية إجماع وطني لاخلاف عليه.
ولكن التأثير الخارجي القومي من لبنان وسوريا ومصر والتأثير الأممي من الاتحاد السوفيتي لعب دوراً أكيداً في إذكاء التنابز والصدام بين مناضلي القضية الواحدة للأسف الشديد. وحصل ماحصل بين الجبهتين.
كنت على علاقة طيبة للغاية مع الأخ فيصل عبداللطيف الشعبي منذ كنا زملاء دراسة في ثانوية عدن. وحاولنا خلال محادثات الجبهتين في القاهرة أن نواصل مساعي التقريب حتى قبيل بدء مفاوضات الاستقلال بين القومية وبريطانيا بأيام في جنيف.. وكان لقائي الأخير مع المرحوم فيصل الشعبي في فندق الكومودور ببيروت بعد أيام.
وتم الاتفاق الشخصي بيننا على الإبقاء على قناة اتصال وعلى ألا يكون انفراد القومية بالسلطة في الجنوب دافعاً لاعتماد سياسة انتقامية ضد التحرير والتنظيم الشعبي وإقصاء موظفي الخدمة المدنية منهما. وفي لقاء بيروت كرر الأخ فيصل قوله بأن هناك ضرورة لمشاركتي في أول حكومة الإستقلال فاعتذرت للمرة الأخيرة وقلت له مبتسماً(سوف أكون سفيراً لكم في موريتانيا حين تقيموا سفارة هناك) فقال: لماذا اخترت موريتانيا فأجبته(دولة صغيرة وفقيرة وبعيدة والتواصل بيننا سيأخذ أشهراً..
لأن وجودي سفير لكم في القاهرة أو لندن أو واشنطن سيحمل معه تهمة التآمر).
وضحك فيصل الشعبي وودعنا بعضنا وانقطعت الاتصالات وعادت بعد سنين اتصالات شخصية على قدر طيب من الود والاحترام بيني ومحمد صالح مطيع وعبدالعزيز عبدالولي وفي مرحلة متأخرة جداً مع عبدالله الخامري بعد حركة 13يونيو التصحيحية بقيادة الشهيد إبراهيم محمد الحمدي رحمهم الله جميعاً.
- كيف تقيمون الواقع السياسي الراهن في اليمن.. ما إذا كان واقع ثورة أو واقع أزمة وماهي آفاقه المستقبلية؟
الواقع السياسي الراهن في اليمن خطير ولاشبيه له حتى في دول العالم الثالث أو الفالت ولم تعرف اليمن مثيلاً له من قبل منذ العهد الإمامي مروراً بالرئاسات السابقة فالأمن والاقتصاد والمال والبطالة وفساد القضاء والغلاء الفاحش وسقوط هيبة الدولة التي توشك على الإنهيار وتدني خدمات الصحة والتعليم بعد أن غاب عنهما الكتاب والأسبرين وحتماً دون مباغتة سنجد المباني خاوية على عروشها بعد خلع الأبواب والسرر والمقاعد لاقدر الله، وبعد أن يهرول الشباب صوب قراهم ينشدون مع أيوب طارش شفاه الله أغنية أرجع لحولك كم دعاك تسقيه!
وأما هل مانحن فيه واقع ثورة أم واقع أزمة.. فاليمن في هذا الواقع أبعد من وصفها تعيش ثورة أو أزمة فلا ثورة حسمت أمرها ولا أزمة يسهل على المراقبين فك عقدتها أو قراءة ماوراء الأكمة من طلاسم تساعد على بلوغ الحل.
واليوم يعيش اليمنيون واقع فوضى تضرب كل مناحي الحياة وثورة الربيع العربي التي حققت نجاحاً في تونس لم تحقق مثله مثيلتها في ليبيا ربما لأن النفط في ليبيا هو مصدر نقمة وليس نعمة لشعب ليبي ماصدق أنه قد تحرر من حكم طاغية مجنون حتى تتولى أمره جماعة من أهله يتماهون في الأرض بين اخوة عربية وصداقة أنجلو يورو – أمريكية وأسلمة سياسية كالزيتونة لاشرقية ولا غربية..
وأما الآفاق المستقبلية لليمن فمليئة بالسُحب تارة والغبار تارة أخرى.
والرئيس الجديد هو النائب القديم الذي عاش في الظل لدهر من الزمن والشعب يناشده اليوم أن يخطو الخطوة الشجاعة في الاتجاه الصحيح وفاءً بالقسم الدستوري والتعهد المعلن على لسانه في اليمن وللعالم بأنه سيكون عوناً للشعب لاعليه وأنه ملتزم بهيكلة القوات المسلحة والأمن مروراً بإحلال الأصلح في الوظيفة العامة وطرد ومعاقبة المفسدين وعديمي الأهلية والارتقاء بالأداء الإداري والمدني والعسكري وتعويض المتضررين من إجراءات انتقامية مخالفة للقانون في حالات عديدة كما حصل لصحيفة الأيام العدنية وأصحابها آل باشراحيل وجميع العاملين فيها وإطلاق سراح حارسها المرقشي فوراً وإقالة القضاة والفاسدين ذوي العلاقة المشبوهة بملف قضية الأيام وقضايا أخرى وهناك ملفات لاتقل خطورة مثل وضع اليد دون وجه حق على مساحات كبيرة من الأرض في محافظات عدن وأبين ولحج وشبوة وغيرها وعقود نفط وغاز تشوبها شبهات ومخالفات وهناك صفقات أسلحة وتهريب مخدرات وأطفال لابد من التحقيق فيها وسجن الكبير قبل الصغير من المتورطين فيها والمسئولين عنها فوراً.
ولكل ما سبق فإن آفاق المستقبل لايمكن التكهن بمدى قدرة أي عاقل أن يتطرق إليها أو التبشير بأن الحلول ستكون واعدة بالخير أو حتى القول بأن المستقبل سيكون أفضل في وطن اغتالته حفنة من حكامه دعونا ندعو الله من أجل مستقبل أحسن لشعب كريم عانى كثيراً تحت نظام حكم فاسد وفاشل.
- حتى بعد تنحي الرئيس السابق صالح،وانتخاب هادي رئيساً وتشكيل حكومة الوفاق.. إلى أين يتجه الوضع في اليمن – برأيكم؟
أسمح لي أن أرد على سؤالك بسؤالٍ وأقول: هل تنحى الرئيس السابق حقاً وهل تتوفر للرئيس الجديد أنياب ومخالب لإجبار معياد الذي يرفض منذ أيام تنفيذ قرار جمهوري يقضي بتنحيته عن رئاسة الإدارة في المؤسسة الاقتصادية بصنعاء فإن كان هذا حال قرار جمهوري في شأن إداري فإن ما ينتظر مشروع هيكلة القابضين على المدفع والدبابة والصواريخ لن يكون سهلاً وقد لايكون تنفيذه ممكناً.
ودور حكومة الوفاق أخف وأقل وزناً وجدية من دور رئيس بدون أنياب أو حكومة برئيس يبكي وبينهما مبادرة خليجية كما سبق لي وصفها بأنها بدون مخالب ولن أبخل على الرئيس هادي ورئيس الحكومة باسندوه بالدعاء أن يحميهما الله بعينه التي لاتنام فهما في الظلام الدامس على كف عفريت.
وأما اليمن فوجهته غير معلومة ولايعلمها إلا العلي القدير ولنصل جميعاً شمالاً وجنوباً ونتضرع بأن يتولانا الله بألطافه وبرحمته ويتم نعمته علينا جميعاً ويجعل في المبادرة الخليجية وجهود بن عمر دواء لكل داء في اليمن شمالاً وجنوباً.
- كيف تقيمون المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. هل تكفي لأن تكون مخرجاً متكاملاً لليمن من أزمته العاصفة؟
لقد أكملت في اجابتي الحديث عن هذه المبادرة وأعتذر لقراء الجمهورية عن عدم الخوض في مسألة المخرج المتكامل والحل الممكن للأزمة العاصفة التي يعاني الشعب منها وستكون عودة على بدء لو لم يحقق الرئيس منصور للشعب البدء الفوري لإعادة هيكلة الجيش والأمن وأعطى للجنوب حق تقرير المصير واستأصل الفساد وحاكم كبار المفسدين وصغارهم مدنيين وعسكريين وتجاراً وشركات.
والحاجة اليوم ماسة إلى إصدار قانون يقضي بمنع كل من تولى وظيفة عامة كوزير أو سفير أو محافظ أو قائد أمن حتى يوم الانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل شهرين البقاء في وظيفته على أن يستبدل بآخر يحمل من القدرة مايؤهله.
وأما الأزمة العاصفة الراهنة فسوف تبقى مابقي موضوع إعادة الهيلكة عالقاً ومابقي المفسدون بعيدين عن يد القضاء العادل ومايبقى للسفير الأمريكي دور كعبة للطامعين والمتطلعين والفاسدين من قطط الموائد.. كل هذه الأمور لم يتطرق إليها المعنيون بصورة مباشرة وواضحة ومحددة حتى في ملاحق سرية كما أغفلتها أحزاب اللقاء المشترك دون تفويض من الشعب الذي يقف وراء حركة ساحات الشباب في محافظات الشمال وساحات الحراك الجنوبي في محافظات الجنوب.
- لكنك قلت، من قبل، بأن المبادرة الخليجية ناعمة وبدون أنياب.. ماهو القصد؟
وهل هناك من يخالفني الرأي.. فلينورني صاحبه لافض فوه.. أو لولم تكن هناك المبادرة ناعمة وبدون أنياب.. لتعامل معها الفرقاء بجدية وأعقبت تنحية الرئيس السابق مغادرته مع أعوانه ضيوفاً في بلد شقيق أو صديق.
لو قال الزياني وبن عمر بأن الضمانات والتعهدات المعلنة الممنوحة للرئيس السابق وأعوانه لن تستمر بعد انقضاء شهر من تاريخه لكانت الطريق إلى تنبكتو (مسير يوم) ولكانت المبادرة الخليجية أكدت بأن لها مخالب وأسنان وعضلات وعزيمة تفرض بها الحل المنشود في اليمن ولكن ماتشاؤون إلا ماشاء الله.
- ماهي رؤيتكم لإنتشال الوضع المعقد في اليمن بمشكلاته المتفجرة كالصراع المحتدم بين مراكز القوى، والقاعدة وصعدة، والجنوب المشتعل، وثورة الساحات؟
تعلمت بأن لكل مشكلة حلاً وأن قبول أطراف أم طرفي أي مشكلة يدركون الحدود التي لايمكن لأحد منهم أن يتجاوزها حتى لاتلحق الكارثة به لوحده أو بمن معه وبعض من خصومه.
ومشكلتنا في اليمن متعددة الأطراف والمسببات ويجمع بين أطرافها ماهو سياسي ومذهبي ومناطقي أو رغبة في الحصول على المزيد من الثراء الفاحش وتخصيص الفقر المدقع للسواد الأعظم من المواطنين.. وإذا كان العدل أساس الحكم فإننا لانجد للعدل والحق مكاناً في أرض اليمن ولهذا فالتغيير والانعتاق والخروج إلى رحاب الحرية والعدالة والديمقراطية هو الحل.
ومشكلة القاعدة تعود إلى أمريكا وحلفائها فهم خططوا وحددوا الأدوار ونقطة البداية ولم يضمنوا النهاية وحشدوا الدعم والترويج لها في أكثر من جامع ودفعوا بأكثر من خطيب وطالبوا رجال أعمال وحكومات في دنيا المسلمين لمحاربة السوفيت الذين سبقوها لإحتلال أفغانستان وفي النهاية لم يهتموا بالمجاهدين الذين ساقوهم إلى أفغانستان يضربون في الأرض على وجوهم وليصنعوا كارثة لأوطانهم.
إن نظرة فاحصة لموقع أفغانستان الاستراتيجي يكفي لتقدير الأهمية العسكرية كحاضن جغرافي للحاجة الدفاعية العسكرية ولخطوط نفط وغاز في محيط آسيا الوسطى تخفف على الولايات المتحدة وأوروبا اعتمادها على صادرات نفطية إيرانية عبر مضيق هرمز..
المجاهدون الأفغان أجبروا السوفيت على الجلاء من أفغانستان ليحل محلهم عساكر الولايات المتحدة وأوروبا وبالتسلسل عاد المجاهدون العرب من جنسيات في أصقاع شتى إلى أوطانم واختار كثيرون منهم اليمن كمحطة للإقامة وكان لهم حظ من الإيواء والتجنيد في اليمن السعيد ومنذ أعوام بادرت أجهزة أمن حكومات عربية لطلب تسليم وإعادة ما يخصها منهم وكان في الجانب اليمني الرسمي من يتمصلح ويتمعيش من وراء عملية (اقبض أولاً فالتسليم ثانياً) والمشكلة المطلوب حل لها في حالة القاعدة يتلخص في هدف القاعدة أن تتولى السلطة الكاملة والمطلقة في اليمن وهذا من المستحيلات تحت رفض العالم لها والنفور منها وأما الحل في صعدة فيمكن إقامته بمشاركة الحوثيين في إدارة شئونهم الداخلية في ظل دستور جديد يحدد صلاحية ذاتية لكل محافظة وليس للمركز دور إلا فيما يخص الدفاع والخارجية والاقتصاد والمحاكم..
وأما لجنوب المشتعل فالتسوية ترتكز على إجراء استفتاء حول بقاء الوحدة بهيلكة جديدة أو بالإنفصال الفوري في إطار متفق عليه عبر هيئة قانونية من العلماء وساسة بعدد متساوى من الشمال ومن الجنوب ورئيس دولي فالاستفتاء الحر لرغبة الشعب هو طريق الصواب.
- ماهي الرسالة التي تودون توجيهها للرئيس هادي، ولحكومة الوفاق برئاسة باسندوة؟
لا أملك حقاً ولاتوكيلاً من الشعب بأن أشير على رئيس منتخب أو على رئيس حكومة مكلف.
- هل لكم مساهمة في ردم الهوة ومعالجة الصراع المحتدم حالياً بين القوى المتصارعة في صنعاء؟
ياصاحبي المشكلة في اليمن ليست مجرد هوة يمكن ردمها بكباسات وزارة الأشغال لمعالجة الصراع المحتدم بين حلفاء الأمس وغرماء اليوم.
ومن الصعب بمكان أن تطلب من فقيه من بيت الفقيه بالحديدة أو من باب موسى في تعز أو سيد بعمة من الوهط أو شبام أن يجد خفاً ليضرب به رؤوس أو وجوه حلفاء الأمس أعداء اليوم حتى يقلع الشيطان من صدورهم وعقولهم ليؤمن البلاد والعباد فالحالة تقدم نفسها بأنها حالة مرض عضال.. مرض سلطة وجاه وثراء من وراء فساد مقيم حل باليمن والعلاج لهذا المرض يتوفر لدى ساحات شباب التغيير وساحات الحراك السلمي حصراً.
وعند هذه النقطة أدعو شباب الثورة في ساحات التغيير في تعز وصنعاء وإب والحديدة والبيضاء وشباب الحراك الجنوبي السلمي في عدن شرقاً وغرباً أن يستعيدوا دورهم ومبادرتهم في سوق النخاسة السياسية ويلزموا السفير الأمريكي بالتوقف عن لعب دور المفتي السياسي والمرجع الأوحد لحل صراع يوشك بلوغ مرحلة الغليان والإنفجار.
1 - منذ أكثر من عام والعالم العربي وبالأصح بعض دول تعيش مرحلة مخاض وولادة واقع جديد.. كيف يقرأ الأستاذ/عبدالله الأصنج المشهد العربي من خلال ملامحه التالية:
2 - الإنجازات التي حققتها الثورة؟
3 - هل نجحت في إعادة صياغة الواقع وفق مبادئ الثورة.. وماهو تأثير العامل والتدخل الخارجي في ذلك؟
4 - هيمنة التيارات السياسية الدينية على المشهد المعاصر الأسباب، العوامل، الآفاق المستقبلية؟ وهل هذه التيارات مهيأة لإعادة مشروع قومي جديد؟
- مازال مخاضاً عسيراً والولادة كانت متعسرة والجنين في الحاضنة وعليه فالإنجاز لم يتحقق إلا في حدوده الدنيا ففي تونس بداية بتنازل وخروج بن علي والبدء في محاكمة المفسدين من أقاربه والمقربين وفي مصر استقال حسني مبارك وشرعت النيابة في محاكمته وولديه ورجال عهده وأما في الجماهيرية اللبيبة فقد قُتل القذافي وعدد من أبنائه واعتقل نجله الذي ورث جنون العظمة من أبيه واستأذنت ابنته عائشة بمغادرة الجزائر لتستقر في قطر لووافق أميرها.
فالطريق أمام شعوب تونس ومصر وليبيا ماتزال أبعد من أن تصل مرحلة الانتقال الكامل والآمن إلى مرحلة الاستقرار وبلوغ مرحلة دخول الواقع الجديد للثورة في كل منها.
وأما في اليمن فلا توجد ثورة حقيقية منذ أن تولت أحزاب اللقاء المشترك إدارة صراع على السلطة وقبلت بالشراكة مع حزب المؤتمر الشعبي العام في ظل رئيس منتخب بالتزكية وحكومة انتقالية لوزراء من الجديد والقديم وطالما أن دور الشباب قد تم اختراقه ومواراته بعيداً عن الواجهة الأمامية لما كان اليمنيون يعتبرونها بدايات للثورة.
ولهذا أعتقد أن الكلام عن نجاح إعادة صياغة لواقع جديد لم يحن وقته بعد.
وأما سؤالك عن هيمنة تيارات إسلامية سياسية على المشهد فلا تتوفر بيانات ومعلومات عن مدى صحة ودقة تعاملها مع الأحداث الجارية ولكن هناك حضوراً ملموساً لمشائخ قبائل ولعلماء وقضاة في أكثر من حزب وتنظيم سياسي في اليمن. كما أن أفكار الإخوان المسلمين ليست بالجديدة على اليمن وأقف هنا عند مبادرة الشهيد القاضي محمد محمود الزبيري حين حاول إعلان إنشاء حزب الله من برط في العام الثاني من عمر الثورة السبتمبرية واليوم نجد في حزب الإصلاح السياسي توجهاً إسلامياً وهناك كلام عن حزب سياسي سلفي وهناك أيضاً نشاط سياسي ديني في حضرموت يتوزع ولاء القائمين عليه بين السلفية والإصلاح وأخيراً وليس بآخر هناك جماعات القاعدة ويوميات نشاطهم مدونة في ملفات وأرشيف وزارة الداخلية والدوائر المتخصصة التابع لها. لقد فشلت الماركسية والبعثية وحركة القوميين العرب في إنجاز مشروع قومي عبر الخمسين سنة الماضية ولن تكون أمام الأسلمة السياسية فرص أفضل وحظ أوفر للهيمنة حتى النسبية المؤثرة على المشهد المعاصر لأن معاناة الناس أكبر بكثير من قدرات كافة الأحزاب الإسلامية والقومية والعلمانية على إحكام قبضتها للهيمنة ولتقديم حلول مناسبة لمعاناة اليمن. وقد يكون تقديري هذا غير مقنع بسبب ابتعادي عن مسرح الأحداث.
نقلاً عن الجمهورية
حد من الوادي
04-12-2012, 01:45 AM
توالت النكبا ت على شعوبنا بعد الاحتلال المصري لصنعاء وتعزوالحديدة ( واقاموعليها ماسمي بالجمهورية العربية اليمنية )
ودخلت الشيوعية للمنطقة والعملاء الخونة لله والعروبة والوطن ؟
http://www.youtube.com/watch?v=kH5OrE697Os&feature=related
وهاهوالعميل عبد الشيطان والشاويش يعقدون صفقة بيع هويتنا وبلادنا ونحن خارج الساحة؟
http://www.youtube.com/watch?v=YEQO1b3bQPo&NR=1
علي ناصروالسوفييت
http://www.youtube.com/watch?v=GgS_cI6FYfk&feature=related
(1 ) مقابلات تلفزيونية حول أحداث 13 يناير 1986م - عدن - اليمن
http://www.youtube.com/watch?v=c7OtGKNR430&feature=related
--------------------------------------------------
جرايم الاحتلال اليمني الهمجي بحق شعب الجنوب العربي المحتل
http://www.youtube.com/watch?v=FMSUsAo7HUM&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=-gx195opLUU&feature=related
الهرولة لفك الارتباط كالهرولة للوحدة
– بقلم : د. حسين لقور
الأربعاء, 11 نيسان/أبريل 2012 05:11
لندن " عدن برس " خاص -
لا يزال الجيل الذي عايش فترة ما بعد الاستقلال العام 1967 والحروب التي تلته بين الشمال والجنوب يتذكر الكيفية التي تتوقف فيها الحروب والمناوشات بين جيشي دولة الجنوب ودولة الشمال وكيف يتم التحول الإعلامي المصاحب للحرب من الأناشيد والمارشات العسكرية الحماسية المرافقة للحروب إلى أغاني الحب والشوق لليمن الموحد.
أي انه بمجرد أن تبرد فوهات المدافع تبدأ اجتماعات اللجان الوحدوية التي استمرت تدرس وتنقح مشروع الوحدة بين الجنوب والشمال على مدى حوالي عشرون عام وهذه هي فعلا ظاهرة غريبة تنم عن ردود فعل ومواقف عاطفية بعيدة عن العقلانية تلاعب بهآ الحكام هنا وهناك آنذاك لان كل طرف يهدف من وراء هذا الأمر تعزيز موقعه الداخلي والخارجي على حساب الآخر.
كل هذا المشروع الوحدوي الكبير ذهب إليه علي سالم البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني في أسابيع قليلة وحزم أمره دون أن يلقي بالا لكل الاعتراضات التي ظهرت من بعض رفاقه أو فلنقل تحفظهم وبالطبع لم يستشار في ذلك الشعب الجنوبي وهو المعني بالأمر لان حزب البيض الحزب الاشتراكي اليمني كان يرى انه لا صوت يعلو فوق صوت الحزب.
هذا الرفض لم يتم الاعتناء ببعض ما كان يتحفظ به البعض عليه والذي ثبت مع الأيام أن كثير من أوجه الرفض كانت في محلها , أما من رفض في الشمال بدافع الخوف على مصالحه فقد تلقى الوعود أن القادم أفضل ولا خوف على هذه المصالح بل سيتم تعزيزها, وهو ما تم بالفعل .
من هذا عرف الجميع انه قد تم سلق موضوع كبير بحجم وطن ومصير شعب تحت تأثير أحلام قومية وثورية لا مكان لها على أرض الواقع عند العقلاء , ومواقف شخصية بعيدة عن الموضوعية ووضع ذلك في وثائق لا تتعدى صفحات معدودة أقل من أن تفي بشكل قانوني لإنشاء شركة مقاولات صغيرة , في الوقت الذي نعرف فيه انه في حالة اندماج شركتين وإلغاء وضعهم القانوني يحتاج الأمر إلى مئات بل الاف الصفحات لتوثيق وتدوين كل ما يتعلق بشأن الحقوق العامة والخاصة والأصول والممتلكات الثابتة والمنقولة لكل دولة والحقوق المستقبلية للطرفين وقبل ذلك إلى خبراء متمكنين كل في مجال اختصاصه , الأمر الذي تم تجاهله يومئذ.
فإذن هكذا تم إدخال الجنوب في وحدة غير مدروسة نتج عنها ما حصل من أول يوم فيها إلى يومنا هذا من قضاء على هوية وتأريخ وثقافة واستباحة أرض وممتلكات من قبل الطغاة الجدد لأملاك الوطن والشعب الجنوبي بالكامل وحتى الأملاك الخاصة لم تسلم من ذلك.
اليوم وبعد نضال مرير خاضه شعب الجنوب من أول يوم بعد الاحتلال اليمني الشمالي للجنوب في 94م واتخذ أشكال سياسية وجماهيرية متعددة مثل تشكيل جبهات ومنظمات تدافع عن حقوق الجنوبيين ومقاطعة الانتخابات والمظاهرات السلمية التي بدأت عام 97م ( ربيع المكلا ) وسقوط الشهداء بن هامل وبا رجاش في مظارهرت ابريل 1997, والمطالبة بإصلاح مسار الوحدة ورفض شرعنة نتائج حرب 94م وصولا الى ظهور الحراك السلمي بشكله الحالي بداية من 2007م حتى اللحظة هذا النضال فرض واقعا جديدا على مستوى الأرض وفي الأفق السياسي
حتى أصبحنا اليوم أمام مشهد آخر للقضية الجنوبية يضعها في مقام القضية الأولى التي تشعل الرأي العام في هذا البلد حتى اصبح النقاش جنوبيا بين خيارين لا ثالث لهما , وهما خيار الدولة الفيدرالية بين جنوب وشمال أو فك ارتباط الدولتين , هذين الخيارين اليوم هما المهيمنان على الشارع في الجنوب وتدور حولهما نقاشات كثيرة وبالتأكيد جاءت على ضوء المحاولات لعقد مؤتمر وطني جنوبي ليفصل في هذا الامر وحتى لا يصبح النقاش تحت تأثير الواقع المعاش الذي عانى ويعاني منه الجنوب وشعبه من الممارسات الاقصائية وحتى العنصرية من قبل من زحف عليه من الشمال اقتصاديا وماديا مدعيا ( عودة الفرع للاصل) أو حتى الجنوب ارض بلا شعب ( عبارة عن بقايا صومال او هنود) على الطريقة الاسرائيلية ( فلسطين ارض بلا شعب )،لا بد من انضاج الحوار والنقاش حول هذا الامر معترفين انها لم تنضج بعد حقيقة وأصبح النقاش حول الطريقة لا حول طريقة النتيجة التي يجمع الجنوبيون على حق تقرير مستقبلهم سواءا بدولة اتحادية او فك ارتباط.
اعرف ان كثيرا ممن اعرفهم قد لا يستصيغ وجهة النظر هذه و التي ترى أن الجنوب قد تعرض إلى تحطيم وهدم بنية الدولة ومؤسساتها وصيغة الدولة المدنية التي عرفها ( وتحتاج إعادة بناء ) والتي للأسف لم يعرفها إخواننا في الشمال حتى اليوم هذا الهدم لهذه الدولة يتطلب إعادة بناءها من جديد ولن يتم ذلك مهما كان في ظل أجواء التشابك والتوترات الجارية مع دخول الجماعات المتطرفة على الخط في الجنوب التي تم تصديرها إليه وبالتالي فان خيار الاتحاد( جنوب - شمال) المشروط باستفتاء شعب الجنوب عليه قد يكون هو الأكثر عمليا والأقوى أمناً وسلامة للجميع حيث سيسهل عملية اعادة البناءنواة الدولة المدنية ويعطي فرصة للجنوب وأهله ويمكنهم من إعادة بناء مؤسسات دولتهم في جو من السلام بعيدا عن التوترات وبعدها سيكون للجنوبيين خيار البقاء في هذا الاتحاد أو الخروج منها بشكل سلمي بعد الاستفتاء المقترح ويكزنزن بذلك قد قرروا مصيرهم بانفسهم.
أما الهرولة الغير محسوبة والغير مصحوبة بإجماع وتوافق جنوبي – جنوبي واتفاق عام وببرنامج محدد الأهداف والخطوات يقود إلى فك الارتباط بشكل آمن وسلس فأن النتائج لن تكون اقل سوءاً من الهرولة للوحدة وستكون الكارثة فقدان كل شيء على الجميع.
----------------------------------------------------------------------------
تعليق حد من الوادي
يالقورالبيض لم يكن من اسس الحزب الاشتراكي اليمني اللعين ولم يكن متفرد بقرارالوحدة الظالمة الفاشلة بل كانت اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني المسيطرعليها اليمنيين منهم في تعز ومنهم الطابورالخامس مزوري مخلقة عدن ؟
ويكفي البيض شرف انة التحق كجندي لتحريربلادة في صفوف شعبة جهارا نهارا عياننا بيانا ولانامت اعين الخونة والعملاء والباحثين عن كراسي لاغيرة0
ولعلمك وعلم غيرك الحزب الاشتراكي اليمني شريك في الاحتلال امس واليوم ومقرة صنعاء ؟
والى يوم التحريرسيضل يمني وفي بلادة الحجرية واخواتها؟
حد من الوادي
04-12-2012, 10:54 PM
وصية الأمير سلطان قاعدة السياسة الخارجية
2011/10/29 الساعة 01:38:19
سليم نصار
في آخر شهر من سنة 2009، عاد إلى الرياض ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، آتياً من المغرب حيث أمضى فترة نقاهة عقب خضوعه للعلاج في نيويورك. وافتتح الملك عبدالله بن عبدالعزيز في حينه مناسبة الاستقبال الرسمي والشعبي بإعلان عفو عن بعض سجناء الحق العام، كمظهر من مظاهر التعبير عن مشاركة الدولة في فرحة المواطنين.
يوم الاثنين الماضي كانت عودة ولي العهد إلى الرياض مختلفة عن عودته السارة قبل سنتين تقريباً. وتجلى هذا التباين في الصمت المطبق الذي خيّم على الجموع التي تقدمها العاهل السعودي في المطار، وهي تبكي معه وفاة أحد أبرز أركان الحكم طوال نصف قرن.
كان الأمير سلطان في السادسة عشرة من عمره يوم اختاره والده الملك عبدالعزيز، أميراً على منطقة الرياض. وكانت تلك المهمة بمثابة المدخل الواسع لبلوغ مختلف المناصب التي تبوأها بعد ذلك كوزارة الزراعة والمياه ووزارة المواصلات ووزارة الدفاع والطيران.
وحرص في الوزارة الأولى على نقل مجتمع البداوة إلى قرى نموذجية حيث يتم صهر سكان الصحراء في المجالس البلدية وكل قطاع آخر يحقق المساواة ويشيع الإصلاح. كذلك عمل في وزارة المواصلات على تحديث الطرق وربط الأطراف بالمدن المركزية عبر شبكة مواصلات عصرية ساعدت على تحسين سير الأعمال وتمتين العلاقات الإنسانية داخل مجتمع عرف بنموه السريع.
وكان الأمير سلطان يرى في وزارة الدفاع والطيران المختبر الوطني الأكثر ارتباطاً بأمن الناس وسلامة الحدود لبلاد شاسعة واسعة تحتاج إلى جيش مدرب وأسلحة متطورة. من هنا كان إصراره على تأسيس مدن عسكرية في مختلف المناطق يتمتع فيها الجندي بأفضل وسائل التعليم والتدريب والانضباط.
وقد دعاني سموه مرات عدة لمشاهدة إنتاج المصانع الحربية، كونها تمثل وفق رأيه، نقاط التلاقي لمختلف شرائح المجتمع. كما تمثل في نظره أيضاً مواقع الوئام الاجتماعي والانصهار الوطني. لهذه الأسباب وسواها كان يطمح إلى تعزيز مشاركة المواطنين في كوادر الجيش، لأن حماية الوطن – داخلياً وخارجياً – هي من الواجبات المقدسة.
وأكبر دليل على اقتناعه بهذه النظرية كونه شجع كبير أولاده الأمير خالد على الالتحاق بالأكاديمية العسكرية البريطانية «ساند هيرست». وسمح لنجله الأمير بندر بدخول كلية السلاح الجوي الأميركي «كرانوال»، حيث تدرب على قيادة الطائرات الحربية النفاثة.
وفي ضوء هذه القناعة، جعل وزير الدفاع الأمير سلطان، من أبناء الأسرة الحاكمة شركاء في حماية النظام، وأمناء على مواجهة الأخطار الخارجية والتحديات الداخلية. وكان هذا الأداء يتم بالتعاون الوثيق مع قيادة «الحرس الوطني» ووزارة الداخلية.
عقب اغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز (1975) قررت نقابة الصحافة إرسال وفد إعلامي إلى الرياض بهدف تقديم واجب التعزية.
ورأيت الأمير سلطان في المجلس حزيناً واجماً، وقد فارقته تلك الابتسامة التي ميزت شخصيته الآسرة. ولما غادر عند الظهيرة رافقته إلى قصره في «العزيزية» حيث كان ينتظره وفد يمني. ولما دخلت الدار سمعته يتحدث بصوت متهدج مبلل بالدموع عن الفراغ الكبير الذي سيتركه موت أخيه ومعلمه ومرشده الملك فيصل. وروى أنه نصحه مراراً وتكراراً بضرورة أخذ الحيطة والحذر، ولكنه كان يرفض الحراسة متسلحاً بعبارته الشهيرة: أنا قدري. والحذر لا يمنع القدر!
خلال تلك الزيارة، سمعت من الأمير سلطان حكايات كثيرة تدل على مدى تأثره بطابع السلوك الشخصي المميز الذي عرف به الملك فيصل. ووصفه بأنه كان بالنسبة إليه، النور الإضافي الذي أضاء دربه من بعد والده الملك عبدالعزيز. وأول اختبار عملي نقله عنه، كان حرصه الدائم على احترام الوقت. وروى أنه أثناء زيارته الرسمية الأولى لبريطانيا، أرسل سائقه من فندق «الدورشستر» حيث كان ينزل، إلى «10 داوننغ ستريت»، كي يعرف المدة التي تستغرقها عملية انتقاله إلى مجلس الوزراء للقاء رئيس الوزراء كالاهان.
وظل مثابراً على تطبيق هذه القاعدة، لا فرق أكان على موعد مع مسؤول كبير أم مواطن عادي.
ومثلما ائتمنه الملك فيصل على حل مشكلة اليمن مع الرئيس جمال عبدالناصر... كذلك ائتمنه الملك خالد بن عبدالعزيز على مراجعة كل القضايا التي تعرض أمامه، لذلك كان يطمئن إلى توقيع سلطان على المعاملات قبل أن يمهر توقيعه.
طوال فترة حكم الملك فيصل، انشغل الأمير سلطان برسم معالم الاتجاه السياسي لليمن الشمالي بعد تقويض الامامة بواسطة تدخل القوات المصرية (1962). ونتج عن ذلك التدخل مصرع 26 ألف جندي مصري، وأربعين ألف يمني. وقد اضطرت وزارة الدفاع السعودية إلى إنشاء مكتب مستقل برئاسة مصطفى إدريس لمتابعة المحادثات المتعلقة بهذا الموضوع الشائك سمي «مكتب اللجنة الخاصة» (1970).
بعد التنسيق مع الملك فيصل، قرر وزير الدفاع الأمير سلطان، دعم مشاريع التنمية في اليمن لمساعدته على تخطي أزمته الاقتصادية. كذلك قرر بالاشتراك مع مجلس الوزراء، دعم الموازنة العامة للحكومة اليمنية بمبلغ سنوي قدره أربعمئة مليون دولار. والسبب – كما شرحه للصحف في حينه – أن استقرار اليمن يعزز علاقات التفاهم بين البلدين الجارين، ويجعل صنعاء أكثر حرصاً في تعاملها مع موسكو. لذلك كان الأمير سلطان يرى في عدم استقرار الحكم اليمني عاملاً مؤثراً يهدد استقرار شبه الجزيرة العربية. من هنا توصيته بإلغاء مصادر الإزعاج، ومساعدة اليمن على التحول إلى عامل إيجابي يساهم في استتباب الأمن والاستقرار.
صيف 1977 فوجئ رئيس «اللجنة الخاصة» مصطفى إدريس، بشخص يمني يطلب مقابلته لأمر مهم. وقبل أن يستوضحه عن حقيقة طلبه، قال إنه وصل إلى جدة على متن طائرة خاصة لاستشارة الأمير سلطان في شأن موضوع مشترك. وبما أن الأمير كان في الرياض، أناب عنه مصطفى بهدف الوقوف على طلب الزائر. وبعد حديث طويل، اعترف اليمني المجهول بأن دشداشته تخفي تحتها شخصية ضابط معروف يدعى علي عبدالله صالح. وقال إنه عازم على القيام بانقلاب مع شلّة من الضباط، ولكن يتمنى الحصول على دعم المملكة واعترافها بشرعية نظامه.
مرت سنة كاملة قبل أن ينفذ علي عبدالله صالح وعده في الاستيلاء على الحكم. وقد ساعدته على ترسيخ نظامه خلافات الحزب الاشتراكي في الجنوب، واكتشاف النفط في الشمال، ولو بكميات ضئيلة (450 ألف برميل يومياً). وقد اتصل أثناء أزمته المصيرية بالأمير سلطان، طالباً منه المشورة والتدخل. ولكنه اعتذر بحجة المرض، خصوصاً أن مكتب «اللجنة الخاصة» لم يعد موجوداً منذ وقّع الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتفاق حسن الجوار واستكمال الحوار مع الرئيس علي عبدالله صالح. أي الرئيس الذي يطالبه المتظاهرون بالرحيل بعد 33 سنة.
وكان من الطبيعي أن يقلق الأمير سلطان، وهو في نيويورك، على مستقبل قضية رعاها مدة طويلة من الزمن، وتصور أنها أدخلت اليمن في مرحلة الاستقرار والاستمرار.
ولكنه سرعان ما تأكد أنها مرشحة للانهيار والعنف، مثلها مثل تونس ومصر، وأن مصير الرئيس صالح سيبقى غامضاً بعدما رفض مبادرة مجلس التعاون الخليجي.
هذا غيض من فيض لسيرة حياة أمير كان يرى الثروة وسيلة لتحقيق أهداف جمعية تحمل اسمه تجاوزت خمسين مشروعاً خيرياً وثقافياً وصحياً وإنسانياً.
كما يرى السلطة خدمة للإصلاح السياسي الداخلي، ولإعطاء المرأة كامل حقوقها، ولتحديث المجتمع السعودي من طريق نشر التعليم وزيادة أعداد الطلاب المبتعثين، ومواجهة رياح التغيير التي تعصف بالعالم العربي بتقديم حلول عادلة لقضية فلسطين والفلسطينيين.
ومن المؤكد أن شقيقه الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير الرياض، كان من أكثر المطلعين على هواجسه وخواطره، خصوصاً أنه أمضى في رفقته كل سنوات المرض والمعاناة. والمعروف أن الشعور بالغربة يساهم في إخراج مكنونات الصدر. خصوصاً إذا كان المستمع والمحاور من الفئة المحبة المتفهمة التي تتقن فن الإصغاء وفن الكلام. لهذا كان الأمير سلطان يقول لأطبائه إن وجود شقيقه سلمان قبالته في الصالة، يعتبر أفضل دواء لتهدئة الآلام والأوجاع.
خلال زيارته طوكيو في ربيع سنة 2006، التقى الأمير سلطان إمبراطور اليابان الذي أقام على شرفه مأدبة غداء ضمت كل المسؤولين بمن فيهم رئيس الوزراء كويزومي.
وقال الإمبراطور إنه يؤيد سياسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي استبدل عبارة صدام الحضارات بعبارة حوار الحضارات. ولهذا السبب أكد الجانبان أن التفاهم المشترك واحترام الثقافات والحضارات المختلفة هما الأساس الوطيد لعالم يتجه نحو العولمة مع سبعة بلايين نسمة.
وقد دخلت هذه القاعدة السياسية في صلب كل المحادثات التي أجراها الأمير سلطان، إن كان مع البابا يوحنا بولس الثاني، أم مع أمين عام الأمم المتحدة. ومن المتوقع أن تصبح الأساس الراسخ لسياسة المملكة الخارجية.
يقول شكسبير في ملحمة يوليوس قيصر: «إن الجبناء يموتون ألف مرة قبل موتهم... أما الشجعان فيموتون مرة واحدة».
مطلع هذا الأسبوع مات الأمير سلطان بن عبدالعزيز، مرة واحدة.
ألف رحمة من الله عليه، لأن أعماله ستبقى نبراساً لذريته، ونموذجاً يقتدى به لكل الطامحين إلى ملء الفراغ الذي سيحدثه غيابه.
* كاتب وصحافي لبناني
" عن الحياة اللندنية "
جمال عبدالناصر يهدد السعودية عدوة الثورات العربية ويمدح الجيش المصري
http://www.youtube.com/watch?v=v5PgGtNq370&feature=related
يا طائرة طيري على بندر عدن
الأربعاء , 11 أبريل 2012
في مطلع عام 1977 تكحلت عينأي برؤية عدن للمرة الأولى حيث قدمت اليها من جدة وكنت اتحرق شوقا لرؤيتها فقد سبق هذا الشوق ما ترسخ في الذاكرة مما سمعناه من كبار السن الذين عرفوها وما نشرته مجلة العربي من استطلاع مصور عنها وما صدحت به حنجرة عملاق الطرب الحضرمي ابوبكر بلفقيه من حب وتيه وغزل في عدن في جبل شمسان وساحل ابين والغدير وطريق البريقه وصدفه ويا محلى الصدف .
وكذلك ما كنا نسمعه من اذاعة عدن حينها عن فردوس الاشتراكية الموعود وجنة عدن وما تبشر به من تحرير لعمان والخليج العربي من القوى الرجعية والامبريالية حسب مطمع الرفاق في ذلك الزمن .
كيف رأيت عدن ؟ ليس كما قال البردوني عن صنعاء "جميلة عاشقاها السل والجرب " انما كانت عدن جميلة جميلة كما تخيلتها ولكنه جمال اعتراه تشويه متعمد بغباء وأي تشويه ؟ كذلك المعتوه الذي سكب قارورة ماء الاسيد على وجه معشوقته معتقدا انه ماء ورد وياسمين ! وباختصار كانت عدن جوهرة بيد فحّام فهل سيقدّر ذلك الفحّام قيمة تلك الجوهرة ؟بالطبع لا يبقى الفحّام فحّاما والجواهرجي جواهرجي شتان بينهما
الناس قدرات متفاوتة . لكن رغم ذلك كانت نظيفة في شوارعها نظيفة فيما تبقى من مطاعمها ومحلاتها التجارية نظيفة في اطفالها وشبابها ورجالها ونسائها قد لا ترى حينها على احدهم الملابس الفاخرة والماركات العالمية الشهيرة لكنك ترى الاناقة والنظافة والهندام المميز رغم بساطته .
وأما البخور العدني فهو ماركة مسجلة صنعت خصيصا لعدن لا تنافسها أي ماركة وان غلا ثمنها ! .تلك كانت عدن الماضي وأولئك كانوا اهلها . وماذا هي عدن الآن ؟
شوارع مكتظة بأكوام القمامة أكوام وأكوام لا تستطيع أن تمر في ذلك الشارع إلا وأنت كاتم نفسك ومغلق انفك بأصبعيك وتطلق لرجليك العنان حتى تتجاوز تلك الأكوام بقدر المستطاع وأعان الله الساكنين قربها ويبدو ان مكنسة المهندس وحيد رشيد محافظها الجديد التي ظهرت في وسائل الاعلام في ايامه الأولى لم تصل الى كل الشوارع .
عشوائية في الاسواق من حيث كثرة البسطات على الارصفة وعلى الاسفلت وأمام المحلات التجارية التي يدفع اصحابها ايجارات باهظة وبين كل بسطة وبسطة بسطة في غاية من الفوضوية الخارجة عن الذوق العام .
مطاعم ومقاهي لو ان هناك بلدية ترعى صحة المواطن وتخشى عليها لأغلقت الكثير منها ان لم يكن معظمها . رجال المرور يتجمعون كمجموعة في بعض الشوارع وتجد احدهم يحمل سلاح الكلاشنكوف على كتفه ووقفتهم ليس لتنظيم الحركة في ذلك المكان تحديدا فهي انسيابية بذاتها وإنما لاستهداف سيارات بذاتها حسب ما تحددها فراستهم .
حتى ان سائق تاكسي كنت راكبا معه اخبرني ان له قريبا انتقل من الأمن العام الى المرور وأصبح ايراده اليومي لا يقل عن 5000 ريال يا له من سحت !
مناظر المخزنين المؤذية وجلساتهم في الشواطئ والأماكن العامة وعلى زوايا بعض الشوارع لا تتوافق وروح الحضارة لمدينة عاشت الحضارة والنظام والقانون في يوم من الايام . وأما نازحو ابين فيبدو أنهم سيمكثون كثيرا في المدارس التي تؤويهم ولا عزاء للطلبة ومستقبلهم التعليمي .
وهناك الكثير والكثير مما يدمي القلب .
وعزاؤنا الوحيد ان في عدن وعيا يتشكل غير الوعي وجيلا مدركا لكل ما يدور حوله وهو غير الجيل بلا شك ولن تنطلي عليه حذلقات تجار السياسة ولا شيطنة الشياطين .
جيل يضع وطنه وقضيته في مقدمة القضايا وأهمها فحيا به من جيل .
ونختم لهم بكلمات الشاعر احمد مطر :
دعونا نتعلم منكم
فالأعداء بكل مكان
ومدافع جيش الطغيان
لحد الآن
تهدم مبنى
تفتح سجنا
تزرع خوفا
تأخذ انوار البترول
وتعطينا النيران
وتوزع خيرات القتل علينا بالمجان
حد من الوادي
04-15-2012, 12:49 AM
باسندوة ماذا فعلت !!
السبت, 14-أبريل-2012
وضاح اليمن - شبكة اخبار الجنوب -
عادة ما تحصل الأخطاء البروتوكولية في كثير من المواقف ولكن به رجال يحافظوا على كرامة بلدانهم إن تمس بغض النظر عمن يكون فلان أوعلان! ولكنهم يضعون كرامة البلد فوق كل اعتبار مهما كانت مكانة البلد الاقتصادية فذلك لا يعيب ولا يحط من كرامة البلد،
أو تجاوز البروتوكولات المتبعة دوليا، فتلك الرجال تبقى ذكراهم عالقة في ذاكرة الأجيال بكل فخر واعتزاز مدى الحياة ونحن هنا لن نذهب بعيدا وسنقتصر فقط على ذكر مواقف حصلت لبعض من رؤساء حكومات يمنيون في التاريخ الحديث ففي احدى الحكومات أيام الرئيس اليمني السابق المشير عبدا لله السلال رحمه الله تعالى، كان رئيس الوزراء الأستاذ احمد محمد نعمان رحمه الله تعالى، وكانت اليمن حينها تعتمد في ميزانيتها على مصر حيث كانت مصر تصرف خمسة مليون دولار هي كل ميزانية الدولة اليمنية!! فامتنعت مصرعن صرف المبلغ فقام رئيس الوزراء بزيارة القاهرة على رأس وفد وزاري لبحث الموضوع وتم الاجتماع مع جمال عبد الناصرالذي أبدى لهم عدم استعداد مصر للتعاون مع حكومة فيها وزراء بعثيون وكان لديه معلومات بان حكومة النعمان تضم وزراء بعثيون فحاول النعمان أن يقنع عبد الناصر قال عبد الناصر لا تستطيع يا نعمان أن تقنعني لا شعرا ولا نثرا! وفي جلسة خاصة أخرى جمعت النعمان وجمال، والسادات، وعبد الحكيم عامر، في بيت الأخير الذي قدم لهم القهوة والشيكولاته التي كانت تلك الأيام تغلف بلفافة يكتب عليها من الداخل بأي عبارة حظ أوحكمة وامثل!!
فلما فتح عبد الناصر ورقته وجد داخلها عبارة (عدو عاقل خيرمن صديق جاهل) فناولها للنعمان! وكذلك النعمان فتح ورقته ووجد داخلها عبارة (إتق شرمن أحسنت إليه) وناولها عبد الناصر وضحك الجميع ولم يعلق احد!!، وفي النهاية عاد النعمان والوفد المرافق إلى صنعاء للتشاور مع رئيس الجمهورية عبدا لله السلال رحمه الله تعالى فتم اجتماع موسع في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية وكامل أعضاء الحكومة وأطلعهم النعمان على موقف مصر الذي اشترط رئيسها عبد الناصر خروج أسماء معينة من الوزراء من حكومة النعمان فقال البعض الدولة في أمس الحاجة إلى الدعم المصري وعلينا أن نرضخ للطلب المصري فاعترض النعمان اعتراضا شديدا قائلا إن اليمن لم يرضخ ولن أرضخ لأي شروط تمس كرامة اليمن وهذا يعتبر تدخل سافر في شؤون اليمن الداخلية والسيادية لليمن! ووفقه الرئيس عبدا لله السلال وباقي الوزراء حتى لا تمس كرامة اليمن رغم حاجت البلاد وظل الموظفون والجيش اليمني عدة أشهر بدون مرتبات!!
وموقف آخر كان مع رئيس الوزراء اليمني السابق الأستاذ محسن العيني رعاه الله كان ذلك في عام 1970م قبيل المصالحة الوطنية ودعي لحضور المؤتمر الإسلامي في الطائف بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ولم تكن به علاقة دبلوماسية في ذلك الوقت فاشترط أن يعامل برتوكوليا كرئيس وزراء دولة لان الاجتماع لوزراء خارجية الدول الإسلامية والعيني رئيس وزراء ووزيرا لخارجية
فرحبت به الحكومة السعودية الشقيقة وعاملته كرئيس دولة،،
أما الموقف الآخر فقد حصل مع رئيس الوزراء اليمني السابق الفريق حسن العمري رحمه الله تعالى والذي حصل انه كان في زيارة رسمية للقاهرة فيما وصل رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي في زيارة للقاهرة أيضا فوجدها الفريق فرصة للاجتماع مع المسئول الروسي لبحث تطوير العلاقات بين البلدين الصديقين فتمت الترتيبات بين سفارتي البلدين وتقرر موعد للاجتماع في مقر المسئول الروسي وعندما ذهب الفريق العمري للموعد منع من الدخول من قبل الأمن المصري وجرت محاولة إقناعهم دون طائل وعندها ثار الفريق واستشاط غضبا وعاد أدراجه وأمر بنقل سكنه فورا من سكن الحكومة المصرية إلى فيلة خاصة تم استئجارها حتى تتم إجراءات سفره!! وعند ما سائل عنه رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي اخبروه بما حصل فأحتج بشدة هوا لآخر! ووضع المصريون في موقف حرج! فذهبوا إلى الفريق العمري معتذرين عما بدر منهم وحاولوا إقناعه بالعودة للاجتماع عبثا!! قائلا لهم إن لليمن كرامة لا يمكن أرضى أن تمس وأنا رئيس وزرائها فان أراد رئيس الوزراء الروسي الاجتماع فليأتي إلى هنا!!
وعندما اخبروا المسئول الروسي أتى بنفسه لزيارة رئيس وزراء اليمن الفريق حسن العمري إلى مقره معتذرا وتم الاجتماع في مقر الفريق العمري وظهرت هذه القصة في حينها على نطاق واسع فجادة قريحة شاعر اليمن الكبير إبراهيم الحضراني رحمه الله تعالى وقال: قصيدة عصماء كان مطلعها::
أحسنت صنعا بما أبديت ياحسنو ماقلتها أنت ولكن قالت اليمنو
ماذا؟ أهم لم يعرفوا ويحهمو.................. إن اليمني أبي إذا ما امتحن
فهل ثمة وجه للمقارنة ؟؟؟؟
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 15-أبريل-2012 الساعة: 12:42 ص
حد من الوادي
04-26-2012, 12:57 AM
قراءة التاريخ جيداً لأي أمه أمر ضروري - بقلم : أنيس قاسم المفلحي
الأربعاء, 25 نيسان/أبريل 2012 06:54
نيويورك – لندن " عدن برس " خاص -
لم يكن مشروع الوحدة اليمنية الفاشل سوى حبر على ورق نتائج لقناعات طائشة وقرارات غير محسوب عواقبها بين الحزب الاشتراكي الشمولي الذي حكم الدولة الجنوبية المدنية الحديثة وبين القوى الظلاميه الرجعية الطائفية في الجمهورية العربية اليمنية ,
البلد الغريب ذات التركيبة المجتمعية القبلية المتخلفة المعقدة ,و لا شك أن الوحدة اليمنية ما كانت إلا نموذج من التجارب المريرة والانجازات الكارثية التي عرفها التاريخ الحديث المعاصر في جوانبه المختلفة سياسياً واقتصادياً وثقافياً بل وصلت الكارثة بظلالها إلى تدمير أوشاج العلاقات الاجتماعية المتبادلة والقيم الأخلاقية في الحياة الإنسانية , ومع هذه الاختلالات القائمة والصراع من اجل البقاء من الطبيعي جداً تمسك الأشقاء في الشمال بمشروع الوحدة كمشروع استراتيجي حيوي من حيث البديل الواقعي الهام والوحيد للمصادر الاقتصادية بغض النظر عن تأثيراتها السلبية, وهذا ما أكدتها الأيام للجميع غاية وأهداف إل ج.ع.ي شعباً ونظاماً التشبث في وحدتهم مع الأرض والثروات الجنوبية كخيار وحيد بمعزل عن الشراكة الإستراتجية الحقيقة ولعل قرار 27 ابريل في شن حرب الاجتياح والاحتلال في صيف 94م لم يدع مجالاً للشك في كشف النوايا الممنهجه بأثر رجعي في توجهات الدولة الشمالية تجاه الجنوب التي سعت إلى بسط السيطرة وإيجاد موطئ قدم للقوى الضلالية المتخلفة على الثروات والأرض في الجنوب ومهامهم في تدمير البنية التحتية وكل مؤسسات الدولة الجنوبية , تحت شعار الوحدة أو الموت كجزء من الإرهاب الفكري التي مارستها النخب الشمالية المتنفذة بمشاركة شعبية شمالية عارمة .
يفصلنا يومً عن ذكرى فاجعة 27 ابريل النقطة السوداء التي غيرة تاريخ وحياة وحرية الجنوبيين من حيث تدني المستوى المعيشي والصحي والفكري والتعليمي والأخلاقي إلى الحضيض , عادة بالجنوب الدولة المدنية المؤسسية خمسين عاماً إلى الوراء يوم إعلان حرب الاحتلال بحقد دفين , الحرب المفتوحة التي لم تضع أوزارها حتى لحظات كتابة المقالة,حرب الإطماع والتعبئة العمياء التي أساسها وجوهرها معادلة سياسية انتقامية تاريخية تحاول من خلالها دولة القبائل المتخلفة في الشمال فرض هذه المعادلة على وطننا الجنوبي , لقد تجاوزت اللعبة القذرة حدود المعقول والخطوط الحمراء ,بل تجاوزت الأعراف السماوية فهناك فكر متطرف ذميم يمارس وإرهاب تكفيري فكري يتعرض لهُ شعبنا الجنوبي علاوة على الفساد والتضليل والتجهيل والهيمنة والطغيان والقتل على مدار ثمانية عشر عاماً .
ولا شك أن كل ما ذكرته ما كان إلا جزء من الحقائق وما خفي كان أعظم وأكثر , فهذا هو تاريخ الاحتلال الشمالي في الجنوب الذي أصبح نهايته مدتُه قصيرة ,وهنا نتقدم بالنصّح والموعظة لأصحاب الفكر والمبادئ والشعارات والرايات المنادية بالوحدة في كافة إرجاء المعمورة قبل خوض أي تجربة وحدوية ينبغي قراءة التاريخ جيداً لأي أمه قبل المجازفة ,بحيث لا تكون وحدتهم على أساس وقاعدة الوحدة اليمنية الفاشلة , التي دفع شعبنا فيها الثمن غال نتيجة للسياسة العمياء والأهداف الكارثية وإضرارها البالغة التي تبناها برنامج الحزب الاشتراكي والتي تجاهلت المصلحة العلي لشعب الجنوب , ثم أن جراحات شعبنا تنزف وكبيرة وستكون مزمنة تتوارثها أجيال بعد أجيال , كما أن ماساه الوحدة اليمنية خير دليل وطريق يسترشد فيها كل السائلين والمتابعين والطامحين وهي عبرة ونتائجها رادعة ربما تنفع الأمة العربية في مشارقها ومغاربها اليوم أو غداً أو في المستقبل قبل خوضها .
حد من الوادي
04-28-2012, 01:45 AM
أولها منجه وأخرها خنقه
4/27/2012 المكلا اليوم / كتب: صالح السباعي
كذبة ابريل معروفه عالميا موعدها الاول من ابريل من كل عام، الا ان الحكمه اليمانيه في عام 90 غيرت موعدها الى الثاني والعشرين من مايو بدلا عن اول ابريل، في هذا اليوم اتفق اليمنيين على اكبر كذبه في تاريخهم القديم والحديث، يومها شاهدنا على الشاشه الصغيره دموع الفرح تسيل على خدود بعض المسؤلين، في احتفال قصر التواهي بعد تحقيق حلم لم يكن له وجود.
في ذلك اليوم رقص الكل وغنى وانتشى, بعدها انتشرت السلع الاستهلاكيه لما كان يسمى بالشطر الشمالي, في الاسواق الجنوبيه انتشار النار في الهشيم, خصوصا البساكت وعصائر المنجه المعلبه, التي اقبل البعض عليها بشراهه, كانت جوقه الكل فيها فرحين يستمتعون بشراب المنجه ومكعبات البسكويت, بينما كان المرحوم عوض لعنه هو الوحيد في اسواق الشحر يردد مقولته الشهيره "اولها منجه واخرها خنقه" دون ان يكترث احد بما يقول, لان عوض في نظر البعض يعد في قائمة المجانين, رغم ان الرجل كان لديه بعد نظر استطاع ان يستنتج ان موسم المنجه وحلاوتها لن يطول, وان الخنقه قادمه لا محاله, رحم الله الفقيد عوض لعنه كان افضل من كثير من العقلاء في القياده السياسيه الجنوبيه, لانهم لم يصلوا الى ما وصل اليه من استنتاج, سخروا كل امكانيات الدوله الجاسوسيه والقمعيه في متابعة حركة المواطنين وعد انفاسهم ومراقبة الشوارع والعمارات, من دخل للعماره ومن خرج منها, لم تكن لديهم المعلومات الكافيه عن تركيبة الدوله والنظام السياسي في الشمال,
وليس لديهم المعلومات الكافيه عن الاوضاع الاقتصادية والعسكريه والاجتماعيه, دخلوا في وحده مع طرف وهم يجهلون عنه كل شىء, بينما كانت صنعاء تعرف كل نقاط ضعفهم وعدد شعور رؤسهم بل وشعيراتهم الدمويه, وتعاملهم كل حسب رغباته, في واقع الامر ان المرحوم عوض لم يكن الوحيد الذي كان يرسل رسائل سياسيه, هناك الكثيرون من الادباء والكتاب والشعراء دائما يقومون بإرسال مثل هذه الرسائل لتبصير النخبه والعامة على حد سواء, للحيولوله دون وقوع الوطن فيما لا يحمد عقباه, وقد كان لمدينة الشحر السبق الاكبر في هذا المجال, منذو زمن بعيد, حيث ازدهر دورها في منتصف القرن الماضي في زمن شاعر حضرموت الكبير "ابو محضار" طيب الله ثراه, والذي بدأ سلسلة من الرسائل السياسيه التحذيريه من خلال اشعاره المختلفه, واعتقد ان مثل تلك الرسائل كانت كافيه لتغيير مسار حضرموت لوكان هناك من بين النخب الحضرميه من لديه القدره على تحليلها التحليل الصحيح والاستفاده من معانيها,
لكن ذلك لم يحدث لان نخبنا السياسيه منذو زمن بعيد ليس لديهم القدره على الابداع وتطوير الافكار المحليه والاستفاده من تراكمات التراث, كانت الغالبيه تبحث عن المستورد من الخارج حتى وان كان هذا المستورد بضاعه رديئه عفى على صلاحيتها الزمن, واعتقد ان اقوى رساله سياسيه ارسلها ابومحضار كانت موجهه لعناصر الجبهه القوميه "المغامرين" الذين كانوا يركبون البحر الهائج دون وجود "بوصلة" او ربان, ودون حتى قوارب نجاة, كانت رسالة المحضار لهم ليلة سقوط المكلا في 17 سبتمبر 1967م, حين قال في قصيدته الشهيره:
"ياحضرموت الفتن والفوضويه ما بينهم خائف تكوني الضحيه بعتي والبيعه دنيه, من غير دلال يالله عسى الاحوال تتبدل من حال الى حال لم يكن هناك من يدرك مغزى هذه الكلمات حتى اصبحت حضرموت ما بينهم هي الضحيه ولا تزال, وقد استمرت تحذيرات بو محضار حتى انه حذر الرفاق عندما ذهبوا الى موسكو لإقناع الرفيق "فتاح" بالعوده الى عدن بعد ان غادرها الرجل طوعا حتى لا يحدث ما حدث في يناير 86م, حين قال: انا سبب نفسي بنفسي جبت صبعي صوب عيني اه يا حافظ على عيني وع النون وقد حدث فعلا ما حذر منه شاعرنا رحمه الله, حيث كانت البلاد كسيحه مشلوله زادوا عموها عيونها الثنتيين,
هناك الكثير من النصائح والرسائل السياسيه طيلة العقود الماضيه وجهت للنخبه السياسيه وللقاده دون ان تؤتي أكلها, حتى اتى تسونامي التسعين ليضع الاخضر في بطن الاحمر, ولا يزال المسلسل مستمره, وهذه المره ليست فلم هندي ينتهي بعودة الابن الضائع الى حضن امه, وانما مسلسل مكسيكي حلقاته بالمئات, عرفنا بدايه لكننا لا ندري متى ستكون النهايه, كلما نعرفه انه من تمثيل واخراج الاسرة الحاكمه, المستوحأه قصتهم من قصة الـ"كابوني" في امريكا, الذين يعملون في كل شيء ويسيطرون على كل شىء, لاشك ان الحكام والنخب السياسيه يسمعون نبض الشارع ويسمعون تعليقات المرحوم عوض لعنه المتعدده وكذلك يحضرون في المناسبات الوطنيه مطربيين كبار,
حيث لم يكن هناك اروع من المتألق "ابو صبري" مرسال, عندما كان يردد على مسامعهم في مسرح التواهي اغنية, "كذا تلقين يا الدنيا.. تردين الوفي عياب والعايب وفي" "ويبقى المعرفي منكور.. والمنكور يبقى معرفي" متى با تنصفي ؟ على طالت المده.. وهل الشهر وتناصف ! اذا برقت في القبله ترفع فوق ياطارف. كانوا يدركون ما يعنيه المحضار وغير المحضار, لكن مشكلتهم كانت في قوة العاده التي اعتادوا عليها وهي عدم الاصغاء لصوت حضرموت, كلهم امس واليوم يريدون ان تكون حضرموت مطيعه تستمع لهم, لكنهم لا يسمعون انينها, وهذه هي القسمة الضيزي يجب ان تتغير, ابو محضار كان واضحا في كل رسائله وابو صبري كان اكثر وضوحا وتألقا في زمانه, لكنه لم يكن يطربهم,
كانوا يحبذون رياح الشمال البارده وتغريهم نضرة البياض المهجن, لم تكن تسكرهم سوى اغاني "ايوب" "زخم وا زخم" والمرشدي "نشوان يانشوان", الرياح الشماليه كانت اكثر تأثير في الثقافة وفي القرار السياسي في الجنوب بينما حضرموت لا تأثير لها يذكر, رغم مساحتها وثقلها الاقتصادي حتى قبل النفط, واعتقد ان زواج حضرموت لم يكن زواجا شرعيا حسب التقاليد والأعراف وإنما كان حبا من طرف واحد سلم نفسه للحبيب, ونحن نقول للنخبة السياسيه اصحوا يا هؤلاء من سباتكم العميق, دعوا الماضي وجراحاته,
الماضي نساه الناس ونحن لا ندعوا الى جلد الذات,او البكاء على الاطلال, فما حصل قد حصل نحن ندعوا الى الننظر الى المستقبل ليس مستقبلنا نحن, فنحن قد بدأ الشيب يغزوا شعورنا وبعضنا هرم, اما كبارنا فقد اصبح الغالبيه منهم مستقبلهم خلف ظهورهم كما قال "هيكل", المهم هو مستقبل اجيالنا القادمة حتى لا تعاني ما نعانيه نحن اليوم, ولنسأل انفسنا ماذا جنينا من خلافاتنا وعدم اتفاقنا لاكثر من نصف قرن من الزمان؟ هل نلنا ابسط حقوقنا في هذا البلد ؟
ام نحن مجرد اتباع لهذا وذاك, وكلنا يعرف ان هذه البلاد التي تنتج النفط والذهب لا يوجد بها مستشفى واذا وجد المبنى تعطل المنظار وتعطل معه جهاز المقطعيه اليتيم في سعاد ام اليتامى, واعتقد جازما ان اوضاع اهالي غزه والضفه المحاصرين افضل من اوضاعنا, هذه هي حالنا ارضنا ليست ارضنا, هم يملكون "البرتقاله ومنجم الذهب" ونحن تحاصرنا نقاط الحفاظ على الشرعيه, حقنا ليس لنا وفوق هذا ما سلمنا كما يقول المثل الحضرمي "شل حقك ودقك" كلهم يتحدثون عن اليمن الكبير وان الارض يمنيه والثروة يمنيه وليس لنا فيها نصيب,
وكما قال الشيخ صادق والشيخ حميد في مقابلته الاخيرة مع المبعوث الأممي بن عمر, قالوها بالفم المليان لن نسمح بالفيدرالية والوحدة خط احمر وهذه رسالة واضحة لدعاة "الفدراله" وعلى رأسهم معالي الرئيسين السابقين "ناصر والعطاس" وأتباعهم, بن الاحمر لا يريد الفيدراليه يا اصحاب المعالي, فما هو البديل في اجندتكم ؟ وماذا ستقولون لدول الجوار ؟ ونقول للأخوة شباب الثوره وقيادات الاصلاح من منكم يستطيع ان يحصل على "نصف برتقاله" في ارض اجداده ؟ المشايخ يريدون اليمن كما وجدوا عليها اجدادهم دوله مركزيه, وهذا يعني ان ثورتكم لم تحدث التغيير ولم تنجح,
كل ما حصل هو تغيير المواقع بدلا من المشير على صالح الاحمر اصبحت الامور بيد الشيخ صادق الاحمر, الشور شور الشيخ وما يريده الشيخ, رغم انكم تدعون انكم انتصرتم على الرئيس المخلوع كما تزعمون, لكننا لانجد شيئا من ذلك على ارض الواقع, اين وعودكم ايها الشباب ؟ وأين هي ثمار الانتصار ؟ لذلك نحن نقول لشباب الثوره وقيادات المؤتمر والاشتراكي الصوره واضحه امامكم اليوم, وهي كالتالي:
الشيخ صادق والشيخ حميد لا يريدون الفيدرالية, يريدون دوله مركزيه وعاصمتها صنعاء، العميد احمد على عبدالله صالح الاحمر يقول الوحده او الموت، الجنرال على محسن الاحمر يقول ان الجنوب مستعمر من الشمال, المشير عبدربه منصور يقول الحوار تحت سقف الوحده، معالي الرئيس باسندوه يقول تعالوا نتحاور، من يحاور من لا أدري، كلنا نتحاور، الحراكيون يقولون نريد الخلاص من المستعمر,
لا يمكن اقامة فيدراليه مع من يستعمر، لان ذلك لم يحدث في التاريخ البشري، ترى ما هو موقف الاصلاح وشباب الثوره ومعهم الاشتراكي والمؤتمر من كل ما يدور ؟ لماذا انتم ساكتين ؟ اين هي بياناتكم ومواقفكم ؟ دعوا الناس تسمع نواياكم ؟
الامور واضحه, بعد ان انتهى موسم المنجه والشعب اليوم يطالب بالخلاص من الخنقه ؟ هل انتم مع شعبكم ام ستظلون تابعين ؟.
حد من الوادي
04-30-2012, 12:24 AM
2012-04-28
الجنوب.. فشل قيادي بأمتياز!
يكاد الجنوب يعاني وبأمتياز من ازمة قيادة تاريخية منذ العام 1967م بعد أن رحلت بريطانيا وأستلم تنظيم الجبهة القومية الحكم وأعلن جمهورية اليمن الجنوبية ثم الديمقراطية على الأراضي التي كانت تعرف بمحمية عدن البريطانية وتمتد من رأس ضربة علي على حدود عمان شرقا حتى باب المندب غربا.
رغم وفرة القيادات الا أن التنظيم منع ظهور قيادي متفرد، فقحطان لم يبق في الحكم الا عاما ونصف وفيصل عبداللطيف وعلي عبدالعليم ومحمد علي هيثم وقيادات رائعة من الصف الأول لم تكن أفضل حظا من قحطان حتى العام 1969م عندما سيطر يسار الجبهة القومية ووصول الثلاثي (عبدالفتاح ــ سالمين ــ علي ناصر) للحكم.. كان هذا الثلاثي يمتلك قدرات قيادية كبيرة ولكنها مقيدة بمبداء القيادة الجماعية في التنظيم.
كان عبدالفتاح أسماعيل يمتلك حضورا قويا بين أعضاء التنظيم أما سالم ربيع علي (سالمين) فكان ذو كاريزما كاسحة بين أوساط الجماهير وكان لة دور حاسم في ثبيت أركان الدولة في الجنوب، أما علي ناصر محمد فكان يحظى برضى القيادات الحكومية وكان للتكنوقراط أقرب. كان سالمين القيادي الأول في الجنوب الا أنة رغم تلك القوة الظاهره من قيادتة للدولة كان أمينا عاما مساعدا للتنظيم وكانت تلك المفارقة نقطة الضعف لدية والتي أدت في الأخير إلى القضاء علية من قبل (القيادة الجماعية).
جاء عبدالفتاح أسماعيل ليجمع سلطة التنظيم بسلطة الدولة، ومن أجل جعل الدولة قاطرة سهلة القياد للتنظيم ــ الذي تحول إلى حزب بالأتحاد مع أحزاب المعارضة في الشمال ــ فقد الغي مجلس الرئاسة وتمثلت رئاسة الدولة الصورية برئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى في خلط عجيب للسلطات التشريعية لمجلس الشعب بالسطة التنفيذية المفترضة لرئيسة الذي هو رئيس البلاد. فشل عبدالفتاح كما يقول رفاقة في الجمع بين السلطتين وكان مصيره حتى تلك الفترة أقل سوءا من مصير سلفة سالمين بأبعاده إلى موسكو.
جاء علي ناصر محمد ليجمع السلطات الثلاث ( الحزب ــ الدولة ــ الحكومة) لكن القيادة الجماعية لم تمنحة أكثر من أربع سنوات ونصف حتى غادر المشهد السياسي تحت ظلال معركة كانت الأكثر رعبا في تاريخ المنطقة العربية برمتها.
عاد الحزب لتكرار الفصل بين قيادة الحزب والدولة والحكومة وكان علي سالم البيض أمين عام الحزب لا يملك سلطات تذكر على الدولة والحكومة فقد كانت القيادة الجماعية (المكتب السياسي) هي القابضة على مقاليد الأمور حتى يوم 22مايو 1990م عندما أنفذ البيض هدف الحزب التاريخي وذهب للوحدة في مشهد دراماتيكي لم يكن مصدقا حتى تلك اللحظة. تغيرت الظروف والأوضاع وأنفرط عقد القيادة الجماعية ولست بحاجة لأعادة ذكر ماجرى وهو معروف لكن ومع أنبعاث قضية الجنوب بعد أقصاءة كطرف في الوحدة بعد حرب 1994م وأنطلاق الحراك السلمي الجنوبي تتكرر مأساة غياب القيادة عن هذا الشعب الجنوبي المكافح.
أرتبط بعلاقة طيبة ورائعة بالأخوين الرئيسين السابقين علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس وقمت بالدفاع عنهما موبقناعة عندما تعرضا لحملة اعلامية شرسة من مناوئيهما وصلت للتجريح الشخصي ولست نادما على ذلك لكن هذا لا يمنعني أن أؤكد أنهما يعانيان من أرتباكا واضحا ذلك أنهما لم يستطيعا التوفيق بين رغباتهما وآراؤهما الشخصية في دولة يمنية فيدرالية وبين رغبة الغالبية العظمى من الجنوبيين في استعادة الجنوب وبناء دولة جنوبية جديده..
مابين هذا وذاك اقر اللقاء الجنوبي الذي عقد في القاهره في نوفمير العام الماضي تطويرا لرؤية (ناصر ــ العطاس) بأقرار الحاضرين لفيدرالية بين الشمال والجنوب على الطريقة السودانية الا أن اللقاء أخفق في بناء تيار نضالي وقياده حقيقية لهذا الأتجاه وأسندت الأمور ميدانيا للجناح (المعتدل) في الأشتراكي للتبشير بهذا البرنامج وأسست صحيفة وفاق لهذا الغرض ولكن لأن الأمر من أساسسة لم يكن الا تكتيك من قبل الرجلين فقد بداء الخط الفيدرالي يضمحل ولم يبق منة غير أصوات خافتة تشحن ليسمعها الآخرون عندما يحتاج ناصر والعطاس لذلك وبهذا المسلك أعتقد وتلك وجهة نظري أن الرجلين لم يحققا نجاحا يذكر سوى تأكيد وجودهما على الساحة ــ
وهما لم يكونا بحاجة لكل هذا التعب والخسائر المادية التي كانت ستنفع لأغراض أخرى مثل علاج الجرحى ــ من أجل هذا الغرض ولابد أن نذكر أنه حتى القيادة المؤقتة التي يحتاجان لأستحضارها أحيانا قد أنفرط عقدها وكانت مبادرة الأخ محمد علي أحمد بالعودة إلى أرض الوطن والألتحام بالناس على الأرض تؤكد أن كل تلك الترتيبات ومن ضمنها القيادة المؤقتة قد فشلت وهذه النتيجة دفعت بالأخ حيدر العطاس ومعة الأخ حسين الفضلي ممثلا لعلي ناصر للسفر إلى المانيا للحوار مع أطراف السلطة في صنعاء حول المؤتمر الوطني وأظنهما سيندفعان بالهرولة نحو مؤتمر الحوار الوطني لسد الأخفاق الناشئ ولا أظن أن هذا الترياق سيكون علاجا حقيقيا لأخفاقهما بل أن المضاعفات ستكون أفدح إذا لم يفكرا بطريقة مختلفة قبل الدخول في أي ترتيبات من هذا القبيل.
من الناحية الأخرى يقوم الأخ علي سالم البيض بالتبشير بفك الأرتباط وأستعادة الدولة ولكنة لم يبادر لبناء تيار نضالي مؤسسي لهذا الغرض وأعتمد على الجناح (المتطرف) في الأشتراكي للسير في هذا الأتجاة والحسابات المناطقية والذاتية لهذا الجناح أقوى من الحسابات الوطنية الجنوبية.. ظل الخطاب الأستقلالي كما يحلو للبعض تسميتة مرتبكا، غير واضح المعالم تتنازعة الوصفات المفاهيمية بين فك الأرتباط والأستقلال والأنفصال وتقرير المصير وهلمجر.
تساوى الجنوب كوطن مع صورة علي سالم البيض لدى الأتباع وأصبح حضور الصورة تأكيد لحضور الوطن في مشهد يدعو للضحك والبكاء في آن وهنا تتجلى النزعة الذاتية في أقسى تجلياتها وهذا ما دفع بالشك المختمر بين أوساط الشعب الجنوبي إلى تأكيد نفسة في التململ والأنقسام والتعدد الا منطقي في صفوف الحراك الجنوبي.
لا أظن أن تيار البيض أوفر حظا من تيار ناصر ــ العطاس وكلا التيارين فشلا في الوصول بالقضية الجنوبية إلى ما يصبو الية الناس بعد خمس سنوات نضال شاق تكلل في هذه الأيام بعد أنفراط حضور الدولة المفترض بفوضى عارمة تضرب أطنابها في كل مكان حتى أصبحت التنظيمات الأرهابية والعصابات المسلحة هي سيدة الموقف في الجنوب. حري اليوم بالقيادة التاريخية أن تتنحى جانبا وتترك الفرصة للأجيال الجنوبية الجديدة أن تتدبر أمرها بنفسها حتى لا تكون سببا للمأساة والهزيمة في الماضي وسببا لفشل وأخفاق الحراك الجنوبي اليوم لأن التاريح لا يرحم.
حد من الوادي
05-01-2012, 01:24 AM
حضرموت أولاً … الجزء الثاني ( القومية العربية والقوميين الحضارم )
هنا حضرموت / عبد الحكيم حسن بارعيدة
الأحد 29 أبريل 2012
بنهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين أخذ الفكر القومي العربي في التبلور والظهور في حركات سرية انتقل بعدها للعمل العلني في جمعيات أدبية وفي العام 1913م عقد أول مؤتمر عربي للقوميين العرب في باريس وتشكلت حركة سياسية واضحة المعالم ازداد بريقها ولمعانها في الخمسينات والستينات من القرن الماضي وكان للرئيس الزعيم جمال عبدا لناصر الدور الكبير في نشر هذا الفكر القومي على الساحة العربية من الخليج إلى المحيط وتشبع الكثير من الحضارم بأفكار القومية العربية وكانوا كغيرهم من القوميين العرب ينظرون للقومية العربية على أنها الخلاص من الاستعمار والطريق للتحرر من الهيمنة العسكرية والاقتصادية الغربية وأقامت تحالفات واتحادات عربية عربية كما حدث بين مصر وسوريا سنة 1958م للوصول إلى الوحدة العربية الشاملة دون فهم وإدراك لمكونات هذا الفكر القومي ولا للأسس التي ارتكز عليها ودون مراعاة لظروف وخصوصيات كل بلد ولا لاحتياجات شعوب هذه البلدان.
في ظل هذا المد القومي اندفع القوميين أو الاشتراكيين الحضارم نحو الجنوب العربي باحثين عن وحدة حضرمية جنوبية بلا أسس وبلا مواثيق تحفظ لكل طرف حقوقه فكانت نكبة حضرموت الأولى في العام 1967م على أيدي هؤلاء البائسون الفاقدون للشرعية حينها وضمت حضرموت قسراً ودون رغبة أهلها وسلاطينها إلى الجنوب العربي التي لم تكن جزءاً منه وظهر ما سمي بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية هذه الجمهورية البائسة قادة شعب حضرموت وشعب الجنوب العربي إلى مأساة اليمننه وما تلاها من مآسي وصراعات وحروب .. ولا نديع سراً إذا قلنا إن الشعب الحضرمي والشعب الجنوبي فقدا بقيام هذه الدولة الاستقرار السياسي والاقتصادي وتراجعت حياة الناس المعيشية وأغلقت البلد على أهلها وتراجع التعليم وتراجعت الثقافة وظهر في المجتمع الحضرمي المتدين المحافظ سلوكيات لم يكن يعرفها من قبل.
لم يكتفي الأخوة القوميين أو الاشتراكيين بذلك بل ساقونا في العام 1990م إلى النكبة الثانية وهي الأخطر حيث ضمت حضرموت والجنوب العربي إلى الجمهورية العربية اليمنية في وحدة اندماجية قهرية دون استفتاء للشعبين الحضرمي والجنوبي وكلنا يعرف ما دار ويدور بسبب هذه الوحدة أو ( الوحلة ) من مآسي وصراعات وحروب وفتن ونهب و انتهاكات لحقوق الإنسان وازدادت الأحوال السياسية والاقتصادية سوءاً وبصورة ليس لها مثيل فانهار التعليم وانهارت الثقافة بشكل مخيف وانتشر الفقر والجهل والفساد والرشوة والبطالة وعمت الفوض كل مناحي الحياة وطبق نظام الغاب ( البقاء للأقوى ) وأضيف عليها الأغنياء وكان مصدر هذه النكبات واحد مع اختلاف بسيط تمثل في استبدال بعض الوجوه بأخرى.
نحن لا نهدف من هذا الطرح نبش الماضي ولا تجريم الحاضر والمستقبل ولكننا نهدف الى توضيح الرؤى وتحديد المواقف حتى لا تتكرر المأساة مرةً أخرى وتظل الأجيال القادمة تعاني مما اقترفته عقول وأيادي من سبقهم كما عانينا ولازلنا نعاني من شطحات وجهل من سبقونا من القوميين أو الاشتراكيين.
نتفق نحن الحضارم مع إخوتنا في الجنوب العربي على النضال معاً وتحت راية فك الارتباط والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية ولكن ليست دولة ما قبل العام 1990م .. نريد دولة جديدة بنظام جديد أساسه العدل والمساواة في الحقوق والواجبات دولة تعطي لحضرموت حقها وفقاً لتاريخها وحضارتها وهويتها ومساحتها وعدد سكانها وحجم ثرواتها.
نعم نقبل بدولة واحدة من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً تكون حضرموت عمقها والمكلا عاصمتها ( أن رغب الحضارم في ذلك ) .. فالمكلا تمتلك من المقومات لتكون العاصمة الأبدية لدولة حضرموت والجنوب العربي لا تمتلكها عدن وعلى إخوتنا الجنوبيين إعطاء الضمانات لإثبات حسن نواياهم ولعدم تكرار دولة 67م بنظامها البائد والترفع عن كلمة ( بعدين ) عند طرح ومناقشة الحق الحضرمي فقد تم استدراج واستغفال القوميين او الاشتراكيين الحضارم بهذه الكلمة قبل العام 67م حيث وعودوا بنظام فدرالي ولكننا لم نرى بعد الاستقلال هذه الفدرالية وإنما رأينا ضم وإلحاق بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومن بعدها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية واستمر الحال حتى النكبة الثانية سنة 1990م.
لقد اختلف الشعب الحضرمي عما كان عليه في العام 67م حينها قُبل قسراً إن تضم حضرموت ودون استفتاء أهلها للجنوب العربي مع أنها لم تكن جزءاً منه كما أنها الأقدم من حيث التاريخ والأكثر حضارة والأكبر مساحة وعدد سكان.. الخ ولا أظن أنه سيقبل بتكرار ذلك مرةً أخرى و لا عيب في إعادة التاريخ إلى مساره الصحيح وضم الجنوب العربي لحضرموت واستعادة دولة حضرموت الكبرى وسبق إن قالها المفكر والسياسي الجنوبي فيصل عبداللطيف الشعبي عندما اقترح إن تسمى الدولة الوليدة في العام 1967م بجمهورية حضرموت لمعرفته وادراكة لتاريخ حضرموت وأهمية حضرموت ولكن تغلب الجناح اليمني المتطرف ( أبناء الحجرية ) ومن سار في فلكهم من القوميين الحضارم والجنوبيين الجاهلين بتاريخ وحضارة وهوية أرضهم في الجبهة القومية وجاوا بتسمية اليمن وعرف ما سمي بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وما نعاني منه اليوم وليد لتلك الساعات والأيام السوداء.
إن حق تقرير المصير من المبأدي الأساسية الملزمة في القانون الدولي الواجب احترامها وجاء في ميثاق الأمم المتحدة في المادة (1) فقرة (2) التأكيد على حق الشعوب في تقرير مصيرها كما أكد العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المادة (1) الفقرة (1) على حق الشعوب في تقرير مصيرها .. وفي العام 1952م أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم (637) جعلت بمقتضاه حق الشعوب في تقرير مصيرها شرطاً ضرورياً .. كذلك اعتبر هذا الحق من أسس معاهدة فير ساي الموقعة من قبل الحلفاء نهاية الحرب العالمية الأولى .. وقد أدرك إخوتنا الجنوبيين هذا الحق ونراهم اليوم ساعيين وبجهود حثيثة نحو حق تقرير مصيرهم من الجمهورية العربية اليمنية وهو حق لهم ندعمهم فيه كما هو حق لنا الحضارم يجب إن نمارسه لاستعادة حضرموت في حال عدم الاعتراف المسبق من قبل الجنوبيين بالحق الحضرمي في اعتبار حضرموت عمق الجنوب والمكلا العاصمة.
الجزء الثالث سيتحدث عن ( الخارطة السياسية الحضرمية )
حد من الوادي
05-02-2012, 01:19 AM
مصادر: السعودية ستواصل إمداد اليمن بمنتجات النفط
الثلاثاء , 1 مايو 2012
دمون نت / العربية.نت :
قال تجار إن السعودية ستواصل مساعدة اليمن عن طريق إمداده بمنتجات نفطية مكررة في مايو ويونيو.
وتسبّبت هجمات على بنى تحتية رئيسية لصناعة النفط في اليمن في نقص المعروض ومن شأن المنح السعودية أن تسهم في الحيلولة دون تصاعد الاضطرابات على مدى الأشهر القليلة القادمة.
ونظراً لموقع اليمن المطل على مضيق باب المندب الذي تعبره ملايين البراميل من النفط في الطريق بين آسيا وأوروبا والأمريكتين فإن انعدام الاستقرار هناك قد يعرض التجارة العالمية للخطر.
ووقعت أزمة وقود حادة أوائل 2011 أدت الى مقتل العشرات في مشاجرات بأنحاء البلاد، وهو ما دفع السعودية الى تقديم أول منحة نفطية لليمن في يونيو 2011.
وقال تاجر في الخليج لوكالة رويترز "الاستقرار السياسي قيمته للسعودية أكبر بكثير من الوقود".
وتوقع التجار أن تشتري السعودية كميات شهرية من الديزل تبلغ نحو 200 ألف طن في مايو ويونيو لمنحها لليمن، وهي تساوي أكثر من 200 مليون دولار بحسب الأسعار التي أعلنها وزير النفط اليمني في أواخر 2011.
ومن المتوقع أن تشتري شركة أرامكو السعودية الحكومية كميات شهرية تبلغ 100 ألف طن من كل من البنزين وزيت الوقود لتسليمها الى اليمن.
ومنحت السعودية اليمن ثلاثة ملايين برميل من الخام في يونيو 2011، وهو ما مكّن مصفاة عدن من استئناف العمل.
لكن الإمدادات نفدت بعد بضعة أشهر ما أدى لإغلاق المصفاة مجدداً، ويعتمد اليمن حالياً على الواردات لتلبية كل احتياجاته تقريباً من الوقود.
ووافقت السعودية على تقديم منحة ثانية لليمن بلغت 500 ألف طن من المنتجات المكررة في يناير/كانون الثاني. ومنذ ذلك الحين تواصل إرسال شحنات منتظمة من الوقود.
وقال تجار إن مشتريات مايو ويونيو ستأتي من السوق الفورية، وإن أرامكو ستشتري هذه المنتجات النفطية للتسليم في اليمن بدلاً من الموانئ السعودية.
حد من الوادي
05-06-2012, 02:34 AM
جمال خاشقجي.. وفي حضرموت عفاريت
5/5/2012 المكلا اليوم / الرياض: سالم عمر مسهور
نشرت صحيفة الحياة اللندنية مقالاً للأستاذ جمال خاشقجي بتاريخ 2012/4/28م بعنوان "قانون مورفي والعفاريت السورية اليمنية المحيطة بالسعودية"، وقد توصل الأستاذ خاشقجي في مقاله إلى نتائج صحيحة خاصة في يختص بالجانب اليمني نتيجة تحليل دقيق لحالة الوضع الراهنة في اليمن شمالاً وجنوباً غير أن الأستاذ خاشقجي ربط العفاريت بالقاعدة أو أنصار الشريعة بينما هم أكثر من ذلك في حضرموت. عام العفاريت
في خبايا الماضي تدور روايات موثقة حول العفاريت الذين سكنوا حضرموت، ففي العام 1967م جاء عفاريت الجبهة القومية إلى حضرموت، تم اغتصاب حضرموت في الثلاثين من نوفمبر 1967م بقيم دولة اليمن الجنوبية وعاصمتها مدينة عدن، الحادث التاريخي لم يكن سوى مؤامرة كبرى عملت فيها المخابرات المصرية زمن جمال عبدالناصر واليمن ومعهم بريطانيا.
كانت حضرموت قبيل ذلك التاريخ المشئوم تكاد أن تحصل على استقلالها الوطني الكامل، فلقد اجزت المفاوضات المباشرة بين سلطني حضرموت القعيطي والكثيري من جانب وبريطانيا من جانب آخر على تحقق الاستقلال في الثامن من يناير 1968م، إ أن التآمر البريطاني أوقعنا في شراك العفاريت فتمت الجريمة ودخلت حضرموت عصراً مظلماً بالغاً في الخطورة.
نتيجة دخول العفاريت إلى حضرموت كان مفزعاً للغاية، فلقد انتشر القتل والسحل والتعذيب والمطاردة، لأن الجبهة القومية رأت في النظرية الاشتراكية العلمية طريقة لإدارة الدولة وفق الأنموذج الشيوعي، فارتبطت الدولة اليمنية الجنوبية مع الاتحاد السوفيتي سابقاً وشكلت معها تهديداً للمملكة السعودية.
الفيصل وحضرموت
شهدت تلكم المرحلة التاريخية نقطة تحول مهمة في تاريخ حضرموت المعاصر، فلقد أدت عمليات البطش والتنكيل إلى هجرة حضرمية واسعة شملت العديد من الطبقات الاجتماعية التي استهدفتها قوة البطش اليمنية الجنوبية، فكانت وجهة الحضارمة للهجرة إلى البلاد السعودية وبعض من دول الخليج وخاصة دولة الكويت والأمارات التي كانت في طور النشوء الأول.
نتيجة ذلك تعامل المغفور له بأذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز مع الهجرة الحضرمية بكثير من المبادىء الإسلامية، فعلى الرغم من توتر العلاقات السياسية بين الرياض وعدن إلا أن الملك فيصل خص الحضارمة برعاية ملكية حيث خصصت لهم استثناءات في الاقامة والعمل والتعليم والصحة، ولأن الفيصل كان له ارتباطه الوثيق بالأجيال الحضرمية المهاجرة قبلاً إلى الأراضي الحجازية، فلقد تفهم ضرورة الإحاطة بالمهاجرين الحضارمة بعد الأحداث الدامية التي عرفتها حضرموت على أثر ما يسمى استقلال اليمن الجنوبية.
وليس من مجال لتذكير أحد بما كانت عليه الأوضاع السياسية المتوترة بين الرياض وعدن على مدار الفترة من "1967م وحتى 1990م"، ففي تلك الفترة التاريخية الطويلة حدثت عدة مواجهات عسكرية بين الطرفين، وحتى اليوم فمازال مؤسسي الدولة اليمنية الجنوبية يكيدون العداء للدولة السعودية.
حضرموت فيها.. عفاريت ومجرمين
في العام 1990 م دخلت حضرموت مرحلة تاريخية مختلفة، فلقد وقعت عدن وصنعاء على الوحدة، واجترت حضرموت في ذات سياق الاختطاف السياسي، فخفت قبضة الشيوعيين عنها إلا أنها تعرضت لحالة نهب وسرقة واسعة لكل ما على أرضها وما في باطنها من ثروات نفطية، ولم يجد الحضارمة غير تجدد نحو المهجر السعودي دون غيره من المهاجر الحضرمية الكثيرة.
في هذه المرحلة من التاريخ الحضرمي توثقت علاقة حضرموت تحديداً مع المملكة السعودية من خلال الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الذي كان حاملاً للملف اليمني، ومن خلال رجال الأعمال السعوديين ذوي الأصول الحضرمية كان للأمير سلطان جهود مثمرة تجاه حضرموت تحديداً بلغت ذروتها 2006/6/1م عندما ترأس الجانب السعودي لاجتماعات مجلس التنسيق.
حملت تلك الزيارة دلالات مهمة فعلاقة السعودية بحضرموت كان لابد لها من هذه المحطة التاريخية التي أكدت في ذلك التوقيت على ما تحظى به حضرموت عند الجانب السعودي على أهمية تتجاوز بها الرياض علاقة المرحلة الصعبة التي عرفتها حضرموت، فلقد اعتدت تلك الزيارة على أن فيها تكريم للدور الحضرمي في مراحل تأسيس الدولة السعودية الثالثة وغير ذلك من جوانب سياسية لم تغب أيضاً.
حضرموت والحراك
انطلق الحراك السلمي في حضرموت ضد الوجود اليمني، فلقد شهدت مدن الساحل الحضرمي عدد من التظاهرات الشعبية ضد تجاوزات الدولة اليمنية، فتشكل من حضرموت ريادة المطالبة بفك الارتباط عن صنعاء بينما كانت الأطراف الجنوبية في عدن تطالب بحقوق العسكريين المسرحين من القوات المسلحة على أثر هزيمة الجنوب في حرب العام 1994م.
بين حضرموت والجنوب هوة فكرية واسعة، فالجنوبيين كالشماليين تماماً يعتقدون بضم حضرموت القسري لهم، وهذا هو جانب لا يمكن تجاوزه أبداً فالمرحلة التاريخية الآنية تقتضي تصحيح المسار التاريخي لحضرموت، فحضرموت بهويتها الحضارية البشرية الضاربة في أعماق التاريخ ليست على استعداد لخوض مرحلة من الاستبداد والطغيان والانتهاك التي عرفته خلال النصف قرن الماضي.
وليس بالخافي على أحد مسعى الحضارمة على استعادة دولتهم وحقهم في السيادة على أرضهم، فحتى الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أشار إلى ذلك بشكل واضح في مقابلته مع قناة العربية الاخبارية في مارس 2011م، كما أن أمين عام الحزب الاشتراكي علي سالم البيض أشار إلى هذا المضمون مؤخراً في لقاءه مع صحيفة النهار اللبنانية، فموضوع حضرموت ليس بالسر فهناك محاولة صريحة يدركها الجميع.
المكلا عاصمة الدولة
المشروع السياسي الحضرمي هو تصحيح للتاريخ أولاً، ثم أنه مشروع قادر على استنهاض المنطقة من الصراعات الدائمة، كما أن المشروع الحضرمي السياسي يحتمل توجهاً ناحية التنمية وتعزيز الأمن والاستقرار الذي تحتاج إليه منطقة الجزيرة العربية، هذا المشروع ليس ترويجاً فارغاً بل يحتمل مضامين راسخة وقادرة على انتشال المنطقة برمتها من حالة إلى حال.
تدرك الدوائر الحضرمية أن المشروع اليمني الجنوبي المتمثل في الحراك الجنوبي يسعى من خلال ايران إلى تشديد نطاق التضييق على الجانب السعودي وأن كان من وجهة نظرهم أن كل الأطراف العربية لم تتعاطى مع قضية الجنوب، غير انهم يتجاهلون أنهم أخطئوا كثيراً تجاه الأطراف العربية وتحديداً الخليجية منها من خلال تاريخهم الدموي والتآمري الطويل.
لا شك بأن صنعاء لن تستطيع التمسك بالوحدة اليمنية، فالوضع المتأزم في الجنوب سببه المباشر هو سياسة صنعاء بما في ذلك نشر القاعدة وأنصار الشريعة الذين كانوا يدارون من خلال القصر الجمهوري في صنعاء، وهذا ما تدركه العواصم العربية والعالمية المهتمة بالشأن اليمني، لذلك يبقى أن تدار مرحلة الانفصال على أساس دولتين هما اليمن وحضرموت، فهذا هو الطريق الآمن لشبه جزيرة العرب.
حد من الوادي
05-07-2012, 01:31 AM
الخميس, 03 مايو 2012 14:47
د.عيدروس النقيب جندي ياباني من طراز جديد!
علي نعمان المصفري
مؤخرا كتب د. عيدروس النقيب, المُنظر الجديد لإستمرارية يمننة الجنوب العربي حول الموضوع أعلاه وتم نشرة في عدة مواقع على الشبكة العنكبوتية. وذلك لتبرير فشلهم ومحاولة جر شعب الجنوب الى مربعات المتاهات وتفريغ أنتصارات اليوم لمسيرة تحرير الجنوب السلمية وقوة حضورها بهدف الألتفاف عليها وتمييع جوهر ومفهوم واقعها. فقد باءت جهودهم بالفشل لتخلفهم عن الحدث في المشهد. لذلك لاينطلي على أحد هذا التزييف الذي ورد في أدعاءآته لنكرانه حتى لهويتة الجنوب العربي التي ولد وترعرع فيها وتشبعت كل خلايا موروثه النووي فيها من هوائها ومائها ومانبت عليها وما حواه بحرها وتحت ترابها.
لا غرابة في أن ينضم د.عيدروس النقيب الى فوج المهاجمين الجدد القدامى من دعاة يمننة الجنوب ولا يبتعد كثيرا عن د.سيف العسلي(الأم والخاله) ولا د.عبدالله الفقيه, في مقالته المستور عنه في الوحدة اليمنية قبل سنوات وأراد ذوبان شباب الجنوب بذرهم في شتى بقاع اليمن على نفس النهج الستاليني كما حدث لشعوب آسيا الوسطى التي بقت هويتها وطاح الأتحاد السوفييتي.
ويندرج هذا الطابور ضمن الحملة الشرسة التي يشنها دعاة يمننة الجنوب العربي, خصوصا بعدما شهد الجنوب تطورات مشهودة وضحت على مستوى المشهد السياسي لصالح قوى مسيرة التحرير الجنوبية ووصول القضية الى المستوى الدولي والأقليمي مجسدة بالعرق والدم على أرض الواقع حقيقة وجودها, من الصعب أطلاقا تجاوزها أو نكرانها لأنها ليس حقائق على الأرض فقط بل أيضا عقيدة مسكونة في وجدان الناس تحت سقف مرجعية واحدة في الهوية والدولة على كامل أرض الجنوب المحتلة وعند حدود يوم الأستقلال عن بريطانيا في 30 من نوفمبر 1967.
ذلك بعدما حاول أعداء وقراصنة الجنوب طمس هويته وسلب ونهب أراضيه ودفن قضيتة نهائيا من خلال نصرهم المزعوم في 7 يوليو 1994 بوقوع الجنوب تحت أحتلال الجارة الجمهورية العربية اليمنية بعد مسلسل مسرحية هزيلة بدأت تنسج خطوط عنكبوتها في خمسينيات القرن الماضي وتوالت في مؤامرات عدة أفضت بوضوح في شراستها عشية الأستقلال في 30 نوفمبر 1967 عندما تم التحائل على كافة القوى السياسية الجنوبية كحزب رابطة أبناء الجنوب العربي وجبهة التحرير ورديفها التنظيم الشعبي وتسليم الجنوب للجبهة القومية وفق مبرر ميكافيلي في غايتة يمننة الجنوب العربي ووسيلته التحائل والتآمر وفرض العنف والقوة على كل أبناء الجنوب لقبول نظام حكمهم الديكتاتوري الأستبدادي.
ويأتي بل يتفق هذا تواصلا للمشروع اليمني الذي ظل الأئمة على مدى حكم 73 أمام وحتى أنقلاب 26 سبتمر 1962 على آخر أمام وهو الأمام أحمد بن يحي بن حميد الدين. هولاء الأئمة كرسوا كافة جهودهم وصبوا جلّ همهم في كيفية السيطرة على الجنوب العربي الثروة والجغرافيا والتاريخ.
ماعجز عنه الأئمة تم مواصلته من قبل بعض أبناء اليمن المقيمين في الجنوب من خلال أستغلال الظروف السياسية الجديدة لحركات التحرر في منتصف القرن الماضي والنهوض الناصري القومي الحركي التحرري وتحسن وتطور المناخ السياسي في عدن بظهور العمل النقابي والسياسي المتعدد وحرية الصحافة والأنتخابات التشريعية في عدن وتكريس تلك المستلزمات نحو السيطرة على أدواة العمل السياسي وأخراج مشروعهم عبر تأسيس الجبهة القومية, أحد أمتدادات حركة القوميين العرب التي كان مركزها بيروت. ومن ثم الأعلان بقرار يمني في صنعاء على قيام ثورة 14 أكتوبر 1963 على الرغم من أنقضاء فترة مقتل بن لبوزة بشهور مستغلينها كمناسبة لحدث لتحفيز وتأجيج المخزون الهائل من معاناة شعب الجنوب من الأحتلال البريطاني للجنوب.
رغم أنه مسبقا تم مناقشتها في عام 1959 تحديد موعد لأقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة على أستقلال الجنوب العربي والبحرين والذي تم فعلا في 11 ديسمبر 1963. ولمزيد من التوضيح راجع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لأقرار أستقلال الجنوب العربي ولم يذكر الجنوب اليمني في ذات العام مع البحرين وعلى تتويج الأستقلال لكلاهما في عام 1968. فهل كل الدول الأعضاء في المنظمة الدولية على باطل في تأكيد وأقرارهوية الجنوب العربي ود. عيدروس على حق؟.
قرارات المنظمة الأممية ووثيقة الاستقلال التي وقعت في جنيف سويسرا في يوم 29 نوفمبر 1967( راجع الوثيقة). وما قبلها المباحثات بين وفدي الحكومة البريطانية ووفد الجبهة القومية تجسد واقع الجنوب العربي وتناسى عيدروس هذة الحقائق لغياب بصيرتة وخلوها من المنطق لتبقى خاضعة للأملاءآت عليه وفق مبدأ ما قاله سيدي أفكر أنا ؟
لذلك وللسيطرة على الجنوب تم الأنقضاض عليه ومحو هويتة وإستبدالها بهوية الجارة الجمهورية العربية اليمنية بعد خلافات حادة يوم 30 نوفمبر 1967 قبل الأعلان على قيام الكيان السياسي الجديد وذلك بين الرئيس الشهيد قحطان الشعبي والمفكر فيصل عبداللطيف الشعبي طيب الله ثراهم وزملائهممن جانب وبين الجناح اليمني في اللجنة التنفيذية لجبهة القومية ممثلا بعبد الفتاح أسماعيل الجوفي من جانب آخر. أنتصر في هذة الخلافات التيار اليمني بتسمية الكيان السياسي الجديد بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية على تراب الجنوب العربي.
لقد أستغلّ أصحاب مشروع يمننة الجنوب العربي خلاصة عوامل رئيسة حينه للتحائل والأستباق تأسيسا على أنقلاب صنعاء في 26 سبتمبر 1962. وأهم تلك العوامل:
1- المد الناصري القومي التحرري وحضورة القوي عسكريا في الجمهورية العربية اليمنية وصراعه المحتدم مع بريطانيا في ظل الصراع الدولي بين الشرق والغرب أثناء الحرب الباردة من 1945 نهاية الحرب العالمية الثانية وتشكل القوتين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الامريكية وحتى أنهيار الاتحاد السوفييتي جورباتشوفيا في 1990.
2- المعاناة والإحتقانات ومحاولات أنتفاضات المناطق في الجنوب على بريطانيا في مستويات من المراحل المختلفة وأزمنه عدة لم تنجح حينة لعدم أمتلاكها الشروط اللازة للنجاح لغياب العنصر الذاتي في توفيرالدعم الأقليمي والدولي وضعف تنظيمها في حلقة تواصل مع بقية مناطق الجنوب العربي.
3- مكنون العداء اليمني على أمتداد تاريخة في النظرة الخبيثة على الجنوب العربي.
4- التنظيم الجيد لليمنيين في في حلقات متكاملة وفق شبكة متزاوجة مع بعضها في تنوع أجتماعي مهني نقابي وسياسي ضمن النسيج المجتمعي العدني مما جعلهم على قرة كافية في الحضور في القرار الأجتماعي والنقابي ومختلف أدوات التواصل الأداري والمالي والأجتماعي والأعلامي التي كانت بمنأى عنهم لوقوانين الهجرة والجنسية .
بحيث أعتمدوا على المال والأعلام سبيلا رئيسا في أستكمال التواجد في تلك المجالات.لقد تناسى عيدروس النقيب حتى أن بطل وفارس القومية العربية جمال عبد الناصر أكد ماذهبت اليه.
وفي مقالة سابقة كتب الكاتب: جمال عبد الناصر رجل بحجم أمة:رفعتنا علو الثريا عندما كنا تحت أطراف الأستعباد, وفاخرت بنا بين الأمم وهاماتنا لا تنحو لجائر ومستعبد. وقوفك عام 1964 في تعز وكلماتك الحيوية لازالت في عمق أعماقنا. لأنك الأصيل ولا تنكر الأصل. ثبتْ هويتنا الجنوبية العربية قولا وفعلا. عندما قال جمال: على بريطانيا العجوز اليوم أن تأخذ عصاها وترحل من الجنوب العربي ولم يقل جمال الجنوب اليمني وهوبطل القومية العربية.
ماذا جرى بعد ذلك غير أن البحرين أستقلت دون قطرة دم بينما الجنوب العربي لازال ينزف حتى اللحظة؟ وكأننا بالفعل ماكنا بحاجة الى ثورة مثل هذة؟؟ولهذا نجد أن ما عجز الحزب الأشتراكي على أستكماله في الجنوب ليمننته, عمد النظام القبلي العسكري الذي وقف ويقف على رأسه الرئيس علي عبدالله صالح, عمد هذا النظام على تواصل حلقات وقوع الجنوب بأحكام بين براثن اليمننة, بحيث الكل مع الأئمة ألتقون عند باب اليمن؟ونتائجها تبينت في كل الأحداث التي شهدتها ساحة الجنوب منذو أعلان الحرب على الجنوب في 27 أبريل 1994 أبريل 1994 وحتى آخر ساعات يومنا هذا لازالت تتواصل؟
المؤلم والمؤسف أن نفر من بقايا دعاة اليمننة في ماتبقى من الحزب الأشتراكي اليمني لم يخجلوا ولا يعيبوا أنفسهم بمافعلوه بالجنوب الأرض والشعب منذو أستقلاله ولا يحرك ضميرهم لهم ساكن لما حلّ به من بلاوي زرقاء كانوا السبب فيها. تجللّت مشاهدها الدامية في كل دورات العنف خلال حكمهم بقوة النار والحديد والكفاح المجيد على مدى 23 عام وحتى بيع الجنوب رخيصا في 22 مايو 1990 المشئوم.
والدكتورعيدروس ربض عند ذات التعليمات التي أعطيت له حين تأطيره في المنظمة القاعدية وبقى راكدا يحبو عند مستواها دونما يقدر على تجاوز قمم وقيعان المساحة المرسومة لتحركه الفكري فيها على الرغم من نزوحه رصد الى جعار ومنها الى عدن وبلغاريا للتأهيل ليسقط أخيرا في عمق بئر اليمننة الجافة. ويبدو أن ثقل الجرعة في أطار شبكة الرفاق ومطبخ محسن الشرجبي أعاقته عن قدرة الحركة للتواصل مع مجتمعه الجنوبي بالرغم من تواجده الشكلي في نسيجه ليخضعه لتقبل أوامرالمركز القائد دونما لوازع الأنتماء قوة التأثير عليه لقوة المجال المغناطيسي الثابت عند يوم إلتحاقه بالرفاق.
وهو ما يذكرني عندما تم مؤخرا قبل عقد من الزمان قيام أحدى دوريات الشرطة اليابانية في أحدى الغابات القبض على شخص هرب بجلده بمجرد حضور الشرطة الى الموقع صدفة مما أثار أنتباهها لتلاحقة ويتم القبض عليه لتكتشف أنه أحد جنود الجيش الياباني الذي شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الحلفاء وأعطيت له الأوامر من قائد وحدتة في البقاء في ذلك الموقع وحمايته والدفاع عنه. ومنذو ذلك الحين بقى صاحبنا مرابطا على الرغم من أنتهاء الحرب ومرور كل هذة العقود . ليسأل من أنتصر في الحرب؟. وهي الحالة التي وقف عندها د.عيدروس النقيب ولم يبارحها حتى الآن ليصبح جنديا يابانيا لكن من طراز جديد؟.
ولهذا د. عيدروس لم يفرق بين دولة إتحاد الجنوب العربي كمحميات بريطانية تضم السلطنات والمشيخات والأمارات الغربية والمحميات الشرقية منها حضرموت السلطنة القعيطية والكثيرية والمهرة الذين لم ينضموا الى الأتحاد فقط لأختلافات في مفاهيم أدارية في أطار الأتحاد لظروف بعضهم في عدم أستيعاب ضرورة قيام الأتحاد. لكنهم شرقا وغربا ضمن مكونات الجنوب العربي وعملتها الموحدة التي أصدرتها مؤسسة النقد للجنوب العربي كانت متداولة حتى بعد الحرب الضالمة على الجنوب في صيف 1994 . ومن الجدير الأشارة الية أنهم كلهم كانوا ضمن أدارة موحدة عليا تحت الأنتداب البريطاني.
لهذا العديد من فلاسفة اليمننة يحاولون أستغلال عدم أنضمام المحميات الشرقية لأتحاد الجنوب العربي كذريعة يهدفون منها النيل والتشكيك بمشروعية الجنوب العربي الهوية ليتناسون حقيقة التاريخ والجغرافيا والتكوين الأجتماعي السياسي العصبوي منذو الأزل لوحدة العصبية والعقلية المبنية عليها أسس مفهوم وقواعد قبول شعب الجنوب العربي للدولة الحديثة دونما لليمن قدرة قوام أستيعابها حتى اللحظة في صنعاء المقسمة التي يريد توحيدها عيدروس على أنقاض الجنوب بتأكيدة كما قال على يمنية الجنوب للذهاب به الى مقبرة خزيمة مرة أخرى؟؟
وبخصوص تعريفه للجنوب العربي على أنه جزء من اليمن وعلى أنها رسائل مفخخة لم يدر صاحبنا أنه ومن يقف معه هم من يحاولون تفخيخ كل الطرق نحو أستعادة الدولة والهوية الجنوبية على عدة محاور مإسيها في ما يحصل اليوم على الأرض من تشتيت وتمزيق لمكونات مسيرة التحرير السلمية من قبل أفراد يعرفهم بالأسم د. عيدروس. وبأن الجنوب يمني أكد على ماقاله الشيخ عبدالله الأحمر ألتقى معتبرا الجنوب فرع عاد الى الأصل.
لم يقرأ التاريخ جيدا من أن تسمية اليمن جاءت نتيجة لاطلاق العرب على مناطق تحركاتهم في الشتاء والصيف وتجارة البخور بحيث قسموها لتشبيهها بالجسد. في أن كل ما هو شمال الكعبة شام ومايقع يمينها أو أسفلها يمن ووسطها الحجاز.ومن التاريخ القديم والوسط والحديث حتى أستقلال الجنوب لم يكن خاضع أو مشترك في كيان سياسي موحد سوى عشية اليوم الأسود في 22 مايو 1990. وأن اليمن السعيد تم أستبدالها بالعربية السعيدة.
تأسيسا عليه أقول للدكتور عيدروس وأمثاله أخرجوا الى واقع الجنوب وماذا يريد شعبه كما خرج أعضاء حزب الأحرار في الدورة السابعة للجنتكم المركزية في عدن حتى ولو متأخرا. فالجنوب يقبلكم حتى وأن غبتم عليه في دهاليز صنعاء؟. وأن سألتم من أنتصر في الجنوب مثل حكاية الجندي الياباني من أنتصر في الحرب العالمية الثانية؟ فشعبه هو الذي يصنع النصر وفق أرادتة السياسية. والشعوب دائما كما برهن التاريخ على أنها منتصرة وباقية والأفراد مهما تفرعنوا على الأرض زائلون. وكما دخلوا الغزاة عدن رحلوا كما جاؤوا وسيبقى اللجنوب العربي لشعبه.
لذلك أشعر من الخزى والعيب أن أناقش جنوبي بهويته. هولاء ومن ضمنهم د. عيدروس يتحفوننا اليوم بنكران ذاتهم وهويتهم وأرضهم وشعبهم الضحية بدم باردة ويرحلون الى هوية أخرى دونما يدركون أنهم يرمون الجنوب الى ما قبل الكهف. وبعد رحلة العذاب التي لازال شعبنا في الجنوب من رفاقه يسحب وزر مأساتة ويتجرع علقمها وهو الوضع المأساوي المزري القائم اليوم.
فبدل تكفيرهم لسئياتهم والأعتذار على ما أقترفوه يأتون ليكونوا ملكيين أكثر من الملك ذاته. وكانهم عميان وصم لايرون ولايسمعون حولهم . لكننا وبرغم تصالحنا وتسامحنا معهم ظلوا مصرين على ماضيهم. لذلك فهم معذورين أنهم وقعوا تحت تأثيرعملية غسيل مخ تخديرها لازال مفعوله في سلوكهم حتى اللحظة ومواقفهم دلائل واضحة على ذلك. صحى الجنوب من الصدمة لكنهم في غيهم باقون الى سوق الملح في صنعاء؟
وهل عيدروس مقتنع بالمشهد البائس وبما يحدث اليوم لأهلنا في الجنوب من تدمير نفسي وأخلاقي وصل الى حد أنهم فرضوا على نساء الجنوب أن يتحركون مثل الخيم السوداء في الشوارع تحت تهديدهم بماء النار. وهل يراقب تطورات المشهد العسكري والأمني في عموم مناطق الجنوب هذة الأيام وحلبات صراع الفرقاء في صنعاء على أرض الجنوب تحت مسميات القاعدة وأنصار الشريعة واللجان الشعبية التي تقاتل مع الجيش اليمني بهدف تطويق خروج الجنوب من مخالب أحتلالهم الذي لايقارن حتى مع أسرائيل في فلسطين؟.
وهل لايرى كيف تم تحول شعبنا الى شبه أمي وحرمان كل جنوبي من حقة في العمل والعيش والدراسة بعدما شهدت المنظمة الدولة لحقوق الأنسان على مشارفة الجنوب على الخروج من الأمية نهائيا. ألم يكن كافيا هذا في عودتكم الى جنوبكم؟ أو أنكم ايضا تريدون مع الغزاة مسخ الجنوب من الجهات الأربع الأصلية نهائيا بسبب الجنوب العربي وهذة أمنيتهم؟
أسئلة مهمة لابد من الأجابة عليها:
1- لماذا تم أختيار الجبهة القومية لتسلم الأستقلال دون مشاركة ديمقراطية حقيقية ألتزمت بها دولة الأحتلال على تطبيقها؟
2- ولماذا أعطيت للجيش العربي الأوامر لدعمها وحسم الموقف عسكريا لصالح الجبهة القومية في الحرب الأهلية نوفمبر ديسمبر 1967؟
3- لماذا تم تغيير الهوية من الجنوب العربي الى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية, مع أن اليمن لم يدخل في مصطلح الكيان السياس سوى عند تحويل المملكة المتوكلة الهاشمية الى المملكة المتوكلية اليمنية اليمنية في عام 1917 من قبل الأمام يحي؟
4- لماذا تم الأنقلاب على الشهيدان قحطان وفيصل؟ ولدي شهادات حية بذلك على أن الشهيد فيصل قال: أذا قتلت قبل عبد الفتاح فهو قاتلي والعكس؟
5- ولماذا ظلّ الجنوب في دورات عنف مستمرة حتى هذة اللحظة؟
6- ولماذا قامت الحرب الأهلية في 13 يناير 1986 وكيف كانت القشّة التي قسمت ظهر البعير؟
7- ولماذا تلك العجالة في وحدة إندماجية في 22 مايو 1990 دون مشاركة شعبية في القرار وأختزال سنة للأعلان منذو التوقيع بموجب الأتفاق المحيروالمثير جدلا في 30 نوفمبر 1989 الى 6 أشهر؟
8- وكيف تم تدمير الدولة الجنوبية ومؤسساتها وكيف تمت حرب 1994 وماتلاها من مراحل مؤلمة وقاسية حتى اليوم؟
9- لماذا تمت كل قوانين التأميم والأصلاح الزراعي والأستثمار؟
10-لماذا تم تجميد أستخراج الثروات ومحاربة الأستثمارات المحلية والأجنبية؟
11- لماذا حولوا ميناء عدن من ثالث أشهر ميناء في العالم الى ثالث ميناء في آخر القائمة؟
12-هل الثورات تقوم من أجل تطوير المجتمعات من عند مستوى ولحظة أنطلاقها أم تجعل المجتمات أكثر تعاسة في حلتنا اليوم؟
13- ألم تعاقب عدن بتصدير ثروتها الى هونج كونج ومؤخرا دبي التي أستأجرت ميناء عدن كمستودعات وفق إتفاقية مشبوهة؟
14- لماذا حولتم الجنوب الى بؤرة توتر لتحرير العالم من بحر اليابان الى البحر الكاريبي؟ وجلبتم العداء لشعب كان في القمة وبسبكم اليوم في الحضيض غارق في صانونة هواكم؟
15- ولماذا ظل شعب النوب يدفع ضريبة مغامراتكم مع العالم والأقليم وهاجس تخوفهم لازال حتى اللحظة لربطهم تاريخ الجنوب بتاريخ حزبكم الذي لايفقه منها سوى حوشي وباب اليمن؟
16-ولماذا في الجنوب تم قتل كل حي تأسيسا على النظرية المعتمدة عليهاعقليتكم لتتركوا الجنوب وسط شوك مصائبكم ينزف حيا دون وازع ضمير, ولم يكن لكم موقف منذو 22 مايو 1990 غير أنكم أدرتم ظهركم وكأنكم يوسف عليه السلام مع أنكم بياعوه وشرعنتم أحتلال الجنوب بعودتكم الى صنعاء بعد الحرب حيث كان من الأحرى أن تنأون بأنفسكم وتعلنون ولو حتى العمل السري تحت واقع الأحتلال أو الأعلان على أغلاق كل دكاكينكم بالأفلاس والحصول على الأقل تعويض برضاء من شعب الجنوب, لكنكم دفنتم رؤسكم في رمال يمننة الجنوب كالنعام؟
هذة وقضايا أخرى ومحاور رئيسة سنتناولها بشفافية في المقال القادم.
حد من الوادي
05-13-2012, 04:52 PM
صورالزي العسكري لجيش البادية الحضرمي على الرابط التالي
المكلا اليوم | الصفحة الرئيسية (http://www.mukallatoday.com)
"الجيش البدوي الحضرمي"
حضرموت وبراءة العسكرالحُفاه
5/13/2012 المكلا اليوم / كتب : احمد علي باهبري
لقد التحق أبائنا وأجدادنا في العمل العسكري لأسباب عدة، اولاً فطرة البراءة في طلب الرزق والعيش الكريم، ثانياً النخوة والرجولة والشهامة، وحب الدفاع عن النفس واستخدام السلاح في فن التدريب والتفوق، ولديهم الرغبة الغير عادية في التميز والنجاح في المجال العسكري، ثالثاً رفض الانتماء لااى فكر سياسي يخالف النهج الإسلامي، أوالتقيد بالعوائد والعادات القبلية المتبعه في المنطقة، ذات الصفات الأدبية في الاحترام المتبادل بحسب الرفعة والمقام والإخلاص والأمانه في أداء الواجب، فقد ضربوا المثل في هذه الأمور ، وكان أكثرمايميزهم في دقة الانضباط وتحمل المسؤلية و طاعة الوالي .
هذا هو الزي الرسمي لافراد الجيش البدوي الحضرمي ملازم اول علي محمد باهبري 1958م
فعند تأسيس الجيش البدوي الحضرمي في الثلاثينات من القرن الماضي تحت رعاية بريطانيا العظمى انذاك ، وهذا كان ضمن التخطيط الإستراتيجي لبريطانيا في المحمية الشرقية حضرموت، وفي ظل حكم السلطنات / القعيطية / الكثيرية / المهرية / بالإضافة الى سلطنة الواحدي ، تم استقطاب جميع افراد هذا الجيش من أهالي سلطنات المحمية الشرقية فقط، واستمرت الحياة مع افراد الجيش البدوي الحضرمي بالانضباط العسكري بدرجة امتياز مقارنة بالجيوش العربية الأخرى، ولكن عند ظهور حركة القوميين العرب تمت التعبئة في إرشاد الناس بأن الحركة القومية هي ضد الاستعمارواتباعه لتنال كل الدول العربية استقلالها من قيود الاستعمار، وحق تقرير المصير من الاضطهاد الفكري والسياسي والاقتصادي الاستعماري ،
ولكن ما قام به التنظيم السياسي للجبهة القومية 1968م في تحديد سياسته المستقبلية في تبنى الإشتراكية العلمية والماركسية اللينينية ،وفي لحظة إعلان هذا التبني دخل الانقسام والانشقاق فيمابينهم، منهم من رفض هذه الفكرة واعتبرها خروج عن القيم العربية والإسلامية، والأخر اعتبرها خروج عن الميثاق الوطني، واما الطلبة الذين كانوا في مرحلة اندفاع شبابي فقد تهور مع المتبنيين لهذه الفكرة وما يسموا بالفدائيين للتنظيم السياسي للجبهة القومية، اى انهم الذين تبنوا هذه الفكرة وفرضوها على أبناء حضرموت ، وقد خالفوا ماتم به في توعية الناس من قبل بأن الهدف هو طرد الانجليز وحق تقرير المصير في إطار العروبة والقيم الإسلامية، وهو مطلب الكل ، ولكن نكثوا بما قالوه وفرضوا الفكر الاشتراكي واصروا عليه، وفرضوا هيمنتهم بقوة السلاح .
فبدأ الصراع السياسي والعسكري في التصفيات والاغتيالات، وكان الهروب عند البعض من واقع الحال، بالإضافة الى التخلي والنكوث من بريطانيا في حق مصير شعب حضرموت وجيوشه المنظمة .
لقد برزوا عيوبهم وأخفوا محاسنهم ، بالأضافة الى الاحتيال والسعي في تدمير بنية ترسانه عسكرية قوية وأسم لامع مهيب للعدو ، هؤلاء طمسوا هوية كيان أمة، ووصل الحال الى دمج الجيوش لكل السلطنات في المحمية الشرقية والغربية بمايسمي بالقوات المسلحة لجيش جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ، وضم كتائب الجيش البدوي الحضرمي في مسمى اللواء ثلاثين مشاه.
وكان تشكيل اللواء ثلاثين من قوة الجيش البدوي الحضرمي في عام 1968م ويتكون من ثلاث كتائب بقيادة المقدم عبدالله احمد باقروان قائد اللواء ثلاثين والرائد حسين مسلم المنهالي قائد الكتيبة الحادي عشر والرائد سالم محمد بامرضاح قائد الكتيبة الثاني عشر والرائد علي محمد باهبري قائد الكتيبة الثالث عشر، وهكذا تم تشكيل اللواء ثلاثين بكل قواه وعتاده العسكرية ، ولذلك عند اى مناسبة أو استعراض عسكري يظهر اللواء الثلاثين بكل أمانه وإخلاص وحب لهذه المهنة التي تدربوا عليها في عهد السلطنة،
ولكن الإخوة الرفاق كانت لديهم نظرة الخوف والغدر والخداع ، فقد عملوا على تدمير ماتبقى من الجيش البدوي الحضرمي، وعملوا على إلزام الضباط وصف ضباط وجنود اللواء الثلاثين التقاعد الإلزامي الواحد تلو الآخرولعبة الأغتيالات ، كما اغتيل المقدم عبدالله احمد باقروان صباح يوم جمعة يوم عيد المسلمين، ولكن هكذا افعال الملحدين الاشتراكيين، وكان آخر قيادي من ضباط الجيش البدوي الحضرمي الرائد علي محمد باهبري الذي اجبر على تسليم اللواء ثلاثين ، وذلك لسبب انه كان له رآى ايجابي في معارضته على أسلوب الانتفاضة في السبعينات، وحينها كان قائد اللواء ثلاثين بحامية المكلا واستدعى من قبل الرئيس سالم ربيع علي وتم استجوابه واجبر على تسليم اللواء الثلاثين للنقيب عبود علوي وتم توقيفه في عدن لفترة، وبعدها تم تعينه قائد معسكر بدر وفي عام 1973م أحيل على التقاعد، وعلى هذا الأساس تم آخر تفكيك للجيش البدوي الحضرمي، وما تخلل هذه الإحداث في السر كان أعظم وأبشع تصرف غير أنساني .
"ضباط الكتيبة ( 13 ) مشاة في اللواء ثلاثين من الجيش البدوي الحضرمي يتوسطهم في الجلوس قائد الكتبة علي محمد باهبري"
فأن الدولة الفاضلة والمعتدلة والملتزمة بالنظم والقوانين والتشريعات الربانيه، هي التي تستطيع تسيير حركة الحياة المعيشية بأدنى قدر من استخدام العنف والقوة المفرطة نحو الاندفاع الأحمق في التبذير والإسراف الغير منطقي في كل مناحي الحياة الكريمة – سياسياً - واقتصادياً- واجتماعياً-.
"صورة تذكارية لضباط الجيش البدوي الحضرمي بعد عام 1990م يتوسطهم في الواقفين قائد الجيش البدوي الحضرمي سالم عمر الجوهي "
نسأل الله الصحة والعافية وحسن الخاتمة لمن منهم على قيد الحياة ونسأل الله العفو والغفران والرحمة لمن فارق الحياة منهم ..
[email protected]
حد من الوادي
05-21-2012, 11:01 PM
مفهوم وتجربة الوحدة عند عبد الناصر
5/21/2012 عمر حمدون
في احدى محاضراته الجماهيرية التوعوية القيمة حول مفهوم القضية الجنوبية من منظور شرعي ذكر الشيخ الفاضل المناضل حسين بن شعيب – اطال الله في عمره –موقفا بحاجة للتدبر والتمعن للزعيم جمال عبد الناصر حين اجتمع به قادة الجبهة القومية قبل ان يستلموا السلطة يناقشون معه التسمية الجديدة للدولة الوليدة في الجنوب ، وطرحت على عبد الناصر ثلاثة اسماء هي 1- جمهورية حضرموت العربية ، 2- دولة الجنوب العربي ، 3 – جمهورية اليمن الجنوبية ، وقد فاجأهم عبد الناصر بسؤاله لهم : " وهل يرضى الحضارم بهذا الأسم جمهورية اليمن الجنوبية ؟ " فرد عليه احد الحضارم في الجبهة القومية
قائلا ان الحضارم قد تجاوزوا هذه المسألة !!وقد علّق الشيخ بن شعيب على هذا الرد الجبهوى القومي بالقول ان المشكلة التي وقعنا فيها منذ يوم الأستقلال الى اليوم هي الأنفراد بالقرارات السياسية المصيرية الذي اوصلنا اليوم الى مانحن فيه من مآسي وكوارث ، وقد ذكر الشيخ بن شعيب هذا الموقف نقلا عن من شهدوا تلك الحقبة الزمنية من تاريخ الجنوب – كما قال – مادعاني الى الأشارة الى هذا الأمر هو موضوع هذه المقالة التي تتناول مواقف جدا بالغة الأهمية لجمال عبد الناصر ولها صلة بما نحن فيه اليوم من مصائب في الجنوب ، خصوصا موقفه تجاه مفهوم وتجربة الوحدة ، وهي مواقف لايعيرها الأهتمام او لايريد السير على نهجها والتأسي بها اؤلئك الذين يدّعون اليوم تبنيهم لفكر ورؤى عبد الناصر ممن يحلولهم تسمية انفسهم " بالناصريين " على مستوى الساحة العربية ، الأمر الذي يجعلهم اليوم بمواقفهم وتوجهاتهم المناقضة لنهج وفكر زعيمهم يخونون هذا الزعيم ويسيئون اليه والى مبادئه التي يدعون – كذبا - حرصهم عليها .
لقد كانت لهذا " الزعيم " العديد من المواقف المشرفة والمهمة والسياسات ذات الأبعاد الأستراتيجية ، والتي تكشف بحد ذاتها عن حقيقة عمق تفكير وبعد نظر هذا الرجل الأمر الذي يجعله بالفعل زعيم سياسي واستراتيجي التفكير في اتخاذه للكثير من القرارات والتوجهات التي تخص شعبه وامته العربية حاضرا ومستقبلا ,بغض النظر عما وقع فيه نظام حكمه من اخفاقات وفشل في بعض السياسات والخطط ليس اقلها بالطبع هزيمة 67م. لقد كان لمفهوم " الوحدة " في فكر عبد الناصر الشأن العظيم ، بل لقد تجاوز عبد الناصر مرحلة التنظير لهذا المفهوم وخاض غمار التجربة والتطبيق في وحدة بلاده الأندماجية مع سوريا في فبراير عام 58م ، ثم فشل هذه الوحدة بعد تجربة 3سنوات ورجوع كل دولة الى ماكان عليه وضعها قبل الوحدة ، وكان لعبد الناصر ذلك الموقف الشجاع والحكيم الذي رفض فيه استخدام القوة العسكرية لفرض الوحدة بالقوة على الشعب السوري , حين منع كتيبة المظلات المصرية من ان تطلق النار او تشتبك مع قيادة " الأنفصال " لأنه " لايمكن فرض الوحدة بالقوة " كما قال .
ولو استخدم يومها عبد الناصر القوة لوجد التأييد المنقطع النظير من كافة الجماهير العربية العاطفية الهوى ، ولكنها حكمة من هذا الرجل الذي قال في خطابه للأمه العربية بتاريخ 5/10/61م بعد انفصال سوريا : " انني اشعر في هذه اللحظات انه ليس من المحتم ان تبقى سوريا قطعة من الجمهورية العربية المتحدة ولكن من المحتم ان تبقى سوريا " .
ولأننا في الجنوب العربي قد غدونا – شعبا وارضا – ضحية لوحدة اندماجية ارتجالية وغير متكافئة وغير علمية وتم تعميد هذه " الوحدة " بالدم وبالقوة رغما عن ارادة شعب الجنوب وتحت شعار كريه يدل على الفناء لا الحياة وهو شعار " الوحدة او الموت " ، وماتبع هذا التعميد المخضب بالدماء من اجراءات وسياسات اقصائية والحاقية اشعرت شعب الجنوب بأنهم غرباء في ارضهم ، فاننا نستذكر مواقف عبد الناصر الزعيم القومي العربي الرافض لفرض الوحدة بالقوة على الشعوب ، ونتألم ونشعر بالحزن والأسى والقهر والظلم والخذلان ممن يسمون انفسهم بالقوميين العرب - والناصريون منهم – حين يباركون مأساة شعب كامل بحجم شعب الجنوب من خلال تأييدهم ومناصرتهم لفرض الوحدة بقوة المدفع والنار على هذا الشعب ، هؤلاء القوميون الذين يدّعون ناصريتهم وتمسكهم بفكر ورؤى عبد الناصر كم هم خائنون لفكر زعيمهم !!
وكم هم بعيدون عن رؤاه وتوجهاته !!ولن اتحدث كثيرا حول مواقف عبد الناصر بقدر ماسأنقل للقاريء الكريم اقواله وافعاله وشهادات معاصري حكمه وتجربته الوحدوية لعل وعسى ان يرد الوفاء لهذا الزعيم من يدعي ناصريته وقوميته من خلال انتهاج خط عبد الناصر وموقفه تجاه مفهوم وتجربة الوحدة بدلا عن خيانته والأساءة اليه والى افكاره من خلال مواقفهم وممارساتهم اليوم في تأييد وحدة معمدة بالدم والفناء لشعب عربي يسكن جنوب جزيرة العرب . دعونا اولا ننقل ما جاء في الميثاق الناصري حول مايتعلق بمفهوم الوحدة من مباديء، حيث يحددالميثاق 6قواعد خاصة بهذا المفهوم من اهمها البند الثاني :" ان الوحدة لايمكن بل لاينبغي ان تكون فرضا ، فان الأهداف العظيمة للأمم يجب ان تتكافأ اساليبها شرفا مع غاياتها ، ومن ثمّ فان القسر بأي وسيلة من الوسائل عمل مضاد للوحدة انه ليس عملا غير اخلاقي فحسب , وانما هو خطر على الوحدة الوطنية داخل كل شعب من الشعوب العربية ، ومن ثم بالتالي فهو خطر على وحدة الأمة العربية في تطورها الشامل " ( كتاب الناصرية ص436 –عبدالله امام) .
وفيما يتعلق بادعاءات بعض الدول العربية بان لها حقوقا تاريخية في اراضي شعوب عربية اخرى ، كان لعبد الناصر موقفا رافضا لهذه الأدعاءات انطلاقا من فهمه العميق وادراكه الحكيم للمتغيرات الدولية وحقائق الواقع ، ويمكن فهم هذا الموقف الأستراتيجي لعبد الناصر من خلال رفضه لأدعاءات العراق بحقوقها التاريخية في اراضي دولة الكويت ، وبهذا الصدد يكتب الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه " حرب الخليج اوهام القوة والنصر " مايلي : "
جرى اجتماع تمهيدي في بيت الرئيس جمال عبد الناصر حضره رئيسا وفدي سوريا والعراق ، وكانت المفاجأة ان وفد العراق ورئيسه يومئذ السيد علي صالح السعدي فتح موضوع الكويت من زاوية تعيين حدود دولة الوحدة الجديدة (الوحدة الثلاثية التي ستضم مصر وسوريا والعراق عام 63م ) فاذا هو يطرح قضية الكويت وحق العراق الذي هو لاينازع فيها وكان وفد العراق يحفظ عن ظهر قلب كل الحجج والوقائع التاريخية والوثائق التي تعزز دعاويه ، وكان لعبد الناصر رأي مختلف وقد شرحه على النحو التالي ، قال :
" انكم تعلمون بالطبع اننا لنا رأي آخر في هذا الموضوع ، فنحن وقفنا ضد عبد الكريم قاسم عندما اراد ان يضم الكويت ، اننا لم نفعل ذلك عن عداء لعبد الكريم قاسم كما قال البعض في العراق وقتها وانما اتخذنا موقفا على اسس موضوعية اريد ان اشرحها لكم الآن لأن فيها مالم يكن ممكنا الجهر به علنا في ذلك الوقت " ثم مضى عبد الناصر يعدد اسبابه قائلا :" عليكم اولا ان تتذكروا ان مجيء دول الخليج الى اطار العمل العربي مكسب كبير في حد ذاته وينبغي لنا ان نشجع عليه مهما اختلفت اجتهادات كل منا .....
وسوف تكون كارثة اذا تصور الناس في هذه المنطقة انها تخلصت من الوجود الأنجليزي السافر لكي يبتلعها العالم العربي الواسع ، وانا مستعد ان اتفهم بعض دعاويكم وقد سمعت وقرأت الكثير من وثائقكم ، ولكنني اقول لكم في منتهى الوضوح ان ماتطلبونه شي فات اوانه بحكم الحقائق العربية والدولية ...." ويستطرد عبد الناصر في حديثه للوفد العراقي قائلا :" ...
ان يتحقق نوع من التعاون الوثيق اقوى مائة مرة من الوحدة الدستورية . اننا كنا في وحدة اندماجية مع سوريا ، وكنا بلدا واحدا ، ولكن لأن التفاعل بين الناس لم يحدث ، فان الأنفصال جاء سهلا " وخلص عبد الناصر الى القول " مهما كانت آراؤكم وحججكم القانونية والتاريخية فانا لاانصحكم باثارتها ، ان العالم اختلف والمنطقة تتغير كل يوم وعلينا ان نقبل بهذه المتغيرات كحقائق واقعه ولكم ان تتذكروا تجربة مصر مع السودان قبل الثورة كان هناك كلام كثير عن حقوق تاريخية ووثائق ونحن لنا روابط اخوية وثيقة مع اهل السودان ولنا مصالح كبيرة تتمثل في المياه ولكننا ادركنا ان البقاء في السودان يعني اعتراضا لحق اهله في تقرير مصيرهم ومعنى ذلك انها الحرب ونحن لانريد حربا مصرية سودانية ولاحربا عربية عربية وهكذا اجرينا الأستفتاء وتركنا الشعب السوداني يقرر مصيره بنفسه وعلاقتنا مع السودان طيبة الآن وسوف تتحسن وسوف يحدث ذلك بالتفاعل الحر وليس بالحق المفروض بقوة السلاح " كتاب هيكل ص274-276.
هكذا كان عبد الناصر ، واترك التعليق لدعاة فرض الوحدة بالقوة على شعب الجنوب العربي من ناصريين وقوميين عرب !! الاّ ان اروع مواقف عبد الناصر كانت في بيانه الذي وجهه الى الأمة العربية في 5/10/61م عقب فك الأرتباط بين مصر وسوريا او ماسمي بحدث الأنفصال الذي تم في 28/9/61م ، حيث تضمن هذا البيان الهام اجزاء مهمة لابد من الرجوع اليها لانها تعكس فكر ورؤية عبد الناصر للوحدة مفهوما وتجربة في اشد لحظات المحنة والأزمة ، ومما جاء في هذا البيان : - "
لااستطيع ان اتصور في القاهرة ودمشق الاّ اخوة كفاح والاّ زملاء معركة والاّ شركاء قدر ومصير مع كل عاصمة عربية اخرى مع كل مدينة عربية مع كل قرية عربية " - "انني اذا كنت رفضت ان تكون الحرب العسكرية وسيلة الى تدعيم الوحدة فأنني ارفض الآن ان تكون الحرب الأهلية بديلا لذلك ...وانني اليوم لاأرضى ان تبقى وحدات من الجيش السوري متربصة بالشعب ولاان تبقى جموع من الشعب متربصة بعناصر من الجيش السوري " - " انتم تعرفون انه كان رأيي ان الوحدة ، خصوصا في فترات البناء الوطني عملية شاقة ومرهقة وكان من رأيي التمهيد لها تدريجيا على سنوات نتمكن خلالها من ان نضع الأسس الحقيقية لها قبل ان نقيم اطارها الدستوري ..." -
" انني اشعر في هذه اللحظات انه ليس من المحتم ان تبقى سوريا قطعة من الجمهورية العربية المتحدة ولكن من المحتم ان تبقى سوريا " - " ولهذا فانني اعلن على مسمع منكم جميعا ياابناء الأمة العربية اعلن مايلي : 1) انني اطلب الى جميع القوى الشعبية المتمسكة بالجمهورية العربية المتحدة وبالوحدة العربية ان تدرك الآن ان الوحدة الوطنية داخل الوطن السوري تمثل المكانة الأولى ، ان قوة سوريا قوة للأمة العربية وعزة سوريا عزة للمستقبل العربي والوحدة الوطنية في سوريا دعامة للوحدة العربية وتمهيد حقيقي لها " 2) لقد بعثت الآن الى رئيس وفد الجمهورية العربية المتحدة الدائم لدي الأمم المتحدة بان لايقف في وجه طلب قبول سوريا عضوا في الأمم المتحدة . 3) لقد طلبت الى وزارة الخارجية ان لاتقف الجمهورية العربية المتحدة حائلا دون عضوية سوريا في الجامعة العربية ." فكم نحن في الجنوب العربي اليوم نفتقد الى زعيم عربي بحجم جمال وبحجم مواقفه الحكيمة تجاه مفهوم وتجربة الوحدة ، رحم الله جمال عبدالناصر وغفر له .!! عمر حمدون
[email protected]
حد من الوادي
05-22-2012, 12:26 AM
اليمن.. ودول الخليج على خط النار مع القاعدة!!
يوسف الكويليت الإثنين 2012/05/21 الساعة 05:47:23
اليمن بحال فقدان الأمن أو استتبابه، هو من يقيس نبض المؤثرات السلبية والإيجابية على أبناء الجزيرة العربية كلها، وسوابق هذه الظروف أن اليمن الجنوبي الذي انتهج الطريق الماركسي كان الداعم الأساسي لما سمي بثورة ظفار في عمان، وأثناء الانقلاب على الملكية دخل عبدالناصر فيما يشبه الحرب مع المملكة، واستغلت إيران وضع الحوثيين ودفعهم إلى خلق قلاقل على حدود المملكة انتهت بهزيمتهم، وحالياً رأت القاعدة أن اليمن، بأوضاعه المستجدة، فرصة لانتشارهم واستيلائهم على بعض المدن، وهي خطوة كانت أحلامهم تريد أن يصبح الجنوب اليمني منطلق دولتهم، إلا أن ذهاب الحكومة السابقة، وتشكيل حكومة أخرى، بدأت عملياً مطاردة فلول القاعدة عسكرياً وصارت القبائل تدرك خطورتها بتلاحمها مع السلطة الجديدة، أثمرت نتائج جيدة ومحسوبة..
الوضع الأمني في اليمن يسير بالاتجاه المستقر، لأن الشعب الذي عايش الانقلابات والحروب بأشكالها المختلفة، هو من ثار على مخلفات هذه السياسات، وبروح لم تطغ عليها الشعارات القديمة التي انتهت مع عصر التهييج، بل شهدنا شعباً يريد الانتصار لحريته وفق منطلقات وطنية لم تطغ عليها الروح المذهبية والقبلية، ولم تستطع قوى أجنبية تسيير اتجاهات الشعب إلى التبعية، بل أذهل الجميع بشعب يقاوم الفقر والأمية، وأعباء السنين الماضية، بالتماسك والتوحد أمام أقسى الظروف والمصاعب..
مواجهة القاعدة في اليمن ليست مسؤولية خاصة يتحمل أعباءها اقتصاد متمرد ووضع صعب، بل المسؤولية تقع أولاً على الجوار الخليجي عموماً، لأن الآثار الأمنية التي سبق أن أثرت بهذه الدول، قد تتكرر مع القاعدة لو حصلت على فرصة أن تستشري وتتقوى بمن لهم رغبة حقيقية بتطويق دول الخليج العربي باهتزاز أمني، حتى ان إيران لا تخفي هذه الأهداف بوضع العراق قاعدة دعم، واليمن وسيلة حرب بدعم الحوثيين والقاعدة معاً، وهذا الأمر لا يمكن إغفاله، أو وضعه على لائحة الاهتمامات الثانوية إذا أدركنا أن الأمن لا يقبل المناصفة أو القسمة على أعداد أحادية أو عشرية..
اليمن يحتاج إلى وقفة صحيحة وسريعة حتى لا يصبح قاعدة لكل دولة أو منظمة تستهدف وحدته الشعبية وضرب الدول الخليجية، والدعوة هنا ليست عاطفية بل مصيرية لأن أمن الجزيرة العربية والخليج العربي، مهمة مشتركة لا تتجزأ أو تنحصر ببلد دون آخر..
المنطقة العربية تمر بحالة تحولات مجهولة المصير، ونحن جزء منها في كل الأحوال، وهناك خرائط تعد لما بعد هذه المرحلة، ونحن محاطون بثلاث قوى إقليمية، حتى لو اختلفت أهدافها وسياساتها، فهي تلتقي على تأزيم أوضاعنا، واليمن يدخل ذات اللعبة من حيث جعله قنطرة عبور لأزمات في داخل مجلس التعاون، والضرورة تحتم أن نقرأ الواقع والمستقبل بعيون مفتوحة على جميع الاحتمالات، وقطعاً عملية استقرار اليمن هدف أساسي وبمقاييس المصالح المشتركة لذلك فإن الوقفة معه ليست خياراً بل التزام وواجب أخلاقي حتى لا يقع ضحية لعبة الأمم التي تدار من خلف جميع دول المنطقة!!
"الرياض" السعودية
حد من الوادي
05-23-2012, 11:18 PM
عودة الابن الضال
5/23/2012 الشيخ:عبدالله راجح اليهري
قال تعالى {ياأيها الذين ءامنوا أوفو بالعهد إن العهد كان مسئولا}
وقال شاعر:
أن الملوك بلا حيثما حلوا
فلا يكن لك في أكنافهم ظل
ماذا تومل من قوم إذا غضبوا
جارو عليك وان أرضيتهم ملوا
فا ستعن بالله عن أبوابهم أبدا
إن الوقوف على أبوابهم دلو رغم احترامي وتقديري للقيادات التاريخية لرابطة أبناء الجنوب العربي الحزب الوحيد الذي شنت عليه حمله شرسة ضده منذ طرح مشروعه الأول اتحاد الجنوب العربي وعصفت به وتفرق ذمه بين الدول والأفكار المستوردة علينا لا يستطيع احد أن ينكرها ولكن المشكلة أن بعض القيادات لذلك الحزب هي المسئولة عن تدمير الحزب من الداخل فذلك طامة كبرى بطريقتها وانفرادها أحدية القرار جعل الرابطة مصدر قلق لأبناء الجنوب وخاصة بطمسها هوية الحزب بمعنى طمس تاريخ عمالقة العمل السياسي له وهم المرحومين العملاقين محمد علي الجفري و شيخان الحبشي الذين لازالت ذاكرتهم وأدبياتهم الحزبية تتناول إلى اليوم في كل معترك سياسي لكل مرحلة وأصبحت حقيقة واقعية وما طرحته رابطة الأمس رابطة أبناء الجنوب العربي في مرحلة الاستقلال الأول 67
كان عين الصواب بدل من التجاهل والتخوين السياسي له والحملة المسعورة عليه بأنه عميل للرجعية والامبريالية ويهيأ لاستعمار أخر بدل الاستعمار البريطاني لما وصلنا إلى هذه المر حله وما آلات الأمور ألان ولأذهبنا إلى الوحدة المغدورة قدمنا با يدينا الجنوب على طبق من ذهب لحكام الشمال ورجعنا نتباكى عليه ولتعلم أخي القاري إن هناك رجالات قياديه تتحمل المسئولية الكاملة لجعل الحزب حزب دكتاتوري يؤمن بعبودية الفرد بقيامها أولا بتغير اسمه وحشره في مراحل حرجه نتجه للصراعات دمرت بذلك تاريخ نضال قيادته وقتلت مشروعه الذي ناضل عمالقته من اجل أن يرى النور بذلك أجهضت حلم شعب الجنوب وأصبحت تتخبط لتبحث لها عن موقع ومكان تحجزه لها مما جعل أبناء الجنوب اليوم ترفع وتطرح المشروع السابق اتحاد الجنوب العربي
ليس حبا في قيادة رابطة أبناء اليمن ولكن تقدير للقيادة السابقة لدورها البطولي وإعادة الاعتبار لها ويجب أن تدرك الرابطة إن خطواتها وهرولتها خلف نظام ألطاغية صالح فقدت مصداقيتها في الداخل والخارج وخاصة بعد تصريحات رئيس الحزب في انتخابات الرياسية بان صالح أفضل رئيس وهي بذلك تهدم ما قام الآخرين ببناة فكيف اليوم رابطة اليمن تريد أن تواكب المرحلة الذي أعلنها أبناء الجنوب اليوم فك الارتباط من حكومة صنعاء وقدموا تضحيات جسام وتأتي الرابطة اليمنية تريد شعب الجنوب جسر عبور هل شعبنا بهذه السذاجة وأصبحت الرابطة في موقف حرج كأنها وكالة تجارية تقوم بعمل بدل الآخرين نتجه للعقلية المحنطة وهي بدخولها في كل مرحلة تودي إلى الفشل مثلا مجلس الرئاسة في عام 94
فشلت وتشكيلها لحركة موج كان مصيرها الفشل وألان أرادت أن تشكل تكتل من حقها ولكن ليس على حساب أبناء الجنوب كان الاجدربها أولا أن تعتذر لشعب الجنوب وان تقوم بتغير الاسم وإعادة الرابطة الحقيقية للواجهة بدل من تقديم مشاريع تجاوزها الشارع أو تدعوا إلى حوار وطني جنوبي ولا تحرق الرموز الوطنية الباقية على قيد الحياة مثل ابن عجرومه وآخرين شرفاء ولا نتمنى أن يحصل ما حصل في عدن للجفري
ولكن هو من سعى إليه هل استوعبت قيادة حزب رأي الرسالة وتقوم بقراءة رسالة تلميذ الجفري احمد بن فريد الطريق إلى المستقبل صرخة نداء للإخوة وعليهم أن يدخلوا البيوت من أبوابها عبر الزعيم المناضل حسن احمد باعوم الممثل الشرعي لثورة الحراك السلمي الجنوبي وعليكم قراءة الواقع وتعودوا بناء أنفسكم من جديد لأنكم أصحاب المرحلة لديكم كفاءات نزيهة ونظيفة ومرغوبة إذا استطاعة أن تمسك بزمام الأمور وتقود سفينة الحزب إلى بر الأمان وتخلع الثوب القديم وتكون بلا بس جديد ووجوه جديدة .
لقول الشاعر:
سواسية
نحن كأسنان كلاب البادية
يصفعنا النباح
في الذهاب والإياب
يصفعنا التراب
رو وسنا في كل حب بادية
والزهور للأذناب
وبعضنا يسحق رأس بعضنا
كي تسمن الكلاب
حد من الوادي
05-26-2012, 10:20 PM
والحاصل أن «جمال عبد الناصر» وقع في هذا الخطأ ذاته، فقد قاد أزمة سنة 1967 متأثراً بالمناخ الذي قاد به أزمة سنة 1956 قبلها بأحد عشر عاماً، وكانت كل الظروف مختلفة!
وينتقد هيكل المشير عامر عندما صرح:
« ان تحرك قواتنا إلى سيناء استعداداً للمعركة يجعل إسرائيل تفكر مرتين قبل ان تقدم على غزو سوريا». وضع هذه الجملة في اعتقادي في نهاية التوجيه السياسي لقائد عسكري يدي الإيحاء ولو بالقصد أن الهدف هو مجرد التهديد، في فرق جداً، بنعمل مناورة، السياسة.
ومعه الحق في نقده، لأن ذلك التصريح ساذج وغير مسؤول.
مشكلة القيادة المصرية في ذلك الحين، ـ خصوصاً عبد الناصر ـ إنها قد تأثرت (بأزمة الصواريخ في كوبا) بين الإتحاد السوفيتي وأمريكا، عندما حوصرت كوبا وأصبح العالم كله على شفا حرب نووية عالمية، ونسي ناصر أنه ليس كينيدي، وأن مصر ليست أمريكا ـ مع احترامي لناصر ومصر ـ، ولكن هذا هو الواقع.
وينتقد هيكل كذلك الزحف (الاستعراضي) للقوات الذاهبة إلى سيناء، ولكي يأخذ هذا الزحف جماله وأبهته لابد وان يمر في شوارع القاهرة، ليحظى (بزغاريد) النساء الغلابا، وهذا ما كان فعلاً، وكان منظراً مضحكاً يدعو للشفقة.
فما هكذا تكون الحشود، وما هكذا تدار الحروب، وما هكذا تكون العقليات (الاستراتيجية) للقادة؟!
وعلى فكرة فعبد الناصر متخصص في هذا المجال مثلما ذكر هيكل في كلامه عنه عندما قال: جمال عبد الناصر دائماً يكرر حاجتين مهمتين قوي دائماً يقولهم، وأظن من تجربته في التدريس في كلية أركان حرب، جمال عبد الناصر درس مادتين في كلية أركان حرب درس تاريخ عسكري ودرس استراتيجيا يعني وأظن أن الاثنين سابوا عنده أثراً، بأفتكر أنه كان دائماً يقول إيه؟ كان دائماً يستشهد بحاجة سمعتها منه مليون مرة، حاجة هو قرأها لفون مولتكا القائد الألماني الشهير وتشرشل استعملها مع جنرالاته مرة في الحرب العالمية الثانية وقال لا تحاربوا الحرب التي مضت.
ومع ذلك مثلما يقول هيكل: كان هاجسه دائماً (حرب السويس) سنة 56، وكان يكررها في كلامه دائماً، وقد أدار حرب 67 بنفس العقلية التي أدار بها حرب 56، وكنت حاسس أن ثقافة السويس كانت طاغية على تصرفاته.
أي تناقض هذا يصدر من رجل كان يدرس الضباط في الكلية الحربية علم (الاستراتيجية)؟!.
إنني والله لست في عجب، ولكنني في ذهول.
أعانني الله على إكمال ما أكتب قبل أن يغمى عليّ، وإلى اللقاء غداً.
في الحلقة المقبلة
•العلاقة بين الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر وقائد الجيش المصري آنذاك عبد الحكيم عامر
•تعامل عبد الناصر مع عامر ودور الأخير في الوحدة بين مصر وسوريا وحرب اليمن ونكسة يونيو 1967
•صبر الصين على بريطانيا لاستعادة هونج كونج وعدم صبر عبد الناصر ثماني سنوات لاستعادة قناة السويس دون الدخول في مواجهة مع بريطانيا وفرنسا
حلقات “هل تجنّى هيكل على عبدالناصر؟!” لمشعل السديري:
1.لا تلوموني إن نكأت الجرح لأدير الرؤوس وأذكركم «بمصيبة» 67م
الحرب كالحب ليس فيها موانع أو محاذير
لو تحلّى عبد الناصر بـ «ربع» صبر «ماو» لما أخذت السفن الإسرائيلية تمرح في مضيق العقبة
عبد الحكيم عامر فشل في حرب السويس فعيّنه عبد الناصر نائبا له وحاكما مطلقا لسوريا
الطريقة التي انتهت بها معركة 56 مهدت لهزيمة 67
أيهما أكثر تناقضا وكراهية لدول الغرب ماو تسي تونغ أم عبد الناصر؟! أيهما أغنى وأقوى الصين أم مصر؟!
مشاورات بين عبد الناصر وعامر
ولنبدأ بالعلاقة الأولى، فمن أكثر العلاقات غموضاً وغرابة هي العلاقة العميقة الطويلة بين عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، ولا أعلم هل عرفا بعضهما البعض منذ الطفولة، أم في بداية مرحلة الشباب، ولكن من المؤكد أنهما كانا (يمونان) على بعضهما البعض لأن عامر كان ينادي جمال (بجمي)، وجمال ينادي عامر (بحكيم)، ومن شدة هذه العلاقة التي تكاد أن تكون عضوية، وجدنا كل واحد منهما أطلق على ابنه اسم الآخر.
غير أن تلك العلاقة انتهت نهاية مأساوية، وهي تشبه العلاقة بشكل أو بآخر بعلاقة (يوليوس قيصر، ببروتس) على حد تصور هيكل.
وتزاملا في الكلية الحربية، وعاشا فترة في السودان سوياً، وفي ليلة 23 يوليو 52 عندما كان (يوسف صديق) مع مجموعة من الضباط والجنود ينطلقون مخاطرين ويقتحمون قيادة الجيش ويستولون عليها كان جمال وعامر سوياً بملابسهما المدنية يراقبان الموقف من بعيد، وقد قيل ـ ولا أدري عن مصداقية هذه الرواية ـ أن أحد الجنود أسرهما، ولكنه عرفهما فيما بعد وأطلق سراحهما.
المهم أن علاقتهما الوطيدة تلك استمرت، وكان عبد الناصر هو الذي أصر على ترقية عبد الحكيم من رتبة (صاغ) إلى رتبة (لواء) دفعة واحدة، ضارباً عرض الحائط بكل التقاليد العسكرية، وبكل استياء الضباط الأحرار الآخرين وسواهم من قدماء الضباط، وأعطاه فيما بعد رتبة (المشير)، تلك الرتبة (الرهيبة) التي لم يشاركه في نيل شرفها في ذلك الوقت غير (المشير السلال).
وقد أوردت ذلك لتعرفوا فقط تقاليد العقليات العسكرية العربية، وبماذا وبمن كانت تقاد الجيوش.
والآن اسمحوا لي أن أدع هيكل هو نفسه يروي ويتكلم عن عامر وناصر معاً:
«عبد الحكيم عامر تعرض لحملة بعد السويس وجمال عبد الناصر كان بيتصور أنها حملة ظالمة لها جذور من أسباب سبقت سواء عند أعضاء مجلس قيادة الثورة القديم أو الرأي العام أو في محاولة تشكيك، وبالتالي في هذه الفترة أظن أعطاه سنداً قوياً».
ومع ذلك ونكاية بكل هؤلاء، عينه نائباً لرئيس الجمهورية، ونائباً للقائد الأعلى، وحاكماً مطلقاً لسوريا في أيام الوحدة، ويمضي هيكل قائلاً:
«لقد فشل فشلاً ذريعاً في سوريا ودليل هذا الفشل بصرف النظر عن أي حاجة ثانية هو أن من تآمر عليه هو مكتبه».
والغريب أن هيكل تكلم مع عبد الناصر على حد زعمه في موضوع عبد الحكيم، غير أن ناصر دافع عن صديقه دفاعاً مستميتاً يعزوها للظروف.
ويعلق هيكل متعجباً: يعني بجانب الأسباب العاطفية، يأتي بالظروف!!
وهو يظن أن ذلك لأن ناصر يثق جداً بعامر، وعامر عنده إخلاص أعمى لناصر، لهذا عندما رجع من سوريا شبه مطرود، قال عنه عبد الناصر بالحرف الواحد: إنه مظلوم في الحرب النفسية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والتآمرية التي شنت عليه وعلى دولة الوحدة.
وقد علق على ذلك الكاتب المعروف (لويس عوض) قائلاً : واحنا مالنا ومال العواطف بينهما.
جنود مصريون شاركوا في حرب اليمن
ولكي يرفع من معنوياته أعطاه الفرصة الثالثة لإدارة حرب اليمن، وجعله الآمر الناهي فيما يرسل من جنود وأسلحة وما يخوض هناك من معارك، وأصبح هو بدون مبالغة (إمام جديد) بلباس عسكري، إلى درجة أنه بأمر من عبد الناصر اعتقلوا وزراء من اليمن بمن فيهم رئيسهم (وزتّوهم) في سجون مصر لعدة أشهر.
ويقول عنه هيكل في هذه المرحلة: «إن عبد الحكيم راح لليمن، وأنا أعتقد أنه أيضاً كان مظلوماً جداً، لأنه قائد عسكري فوجئ بما لم يكن مستعداً له «.
ومع ذلك تمسك به وأعطاه الفرصة الرابعة في حرب 67.
ومما يدعو إلى الضحك المؤلم أن ممن يحبون عبد الناصر حباً عاطفياً أعمى، ويريدون أن يأتوا له بالأعذار أو التبريرات حتى لو كانت (ساذجة)، فإنهم بعد الهزيمة الشنيعة في (يونيو)، وكيف أن عبد الناصر ترك له (الحبل على الغارب) لعبد الحكيم، قالوا في منتهى السذاجة: إن عبد الناصر كان مجبراً على ذلك لأن عامر كان متحكماً بالجيش ومراكز القوى منذ أوائل الستينات.
كل هذا ليبعدوا تهمة التقصير عن عبد الناصر.
ولكن اقرأوا ما يقوله هيكل:
أنا ما نيش من نظرية ـ إطلاقاً ـ أن عبد الحكيم عامر عمل انقلاباً أبيض في سنة 1961 و 1962 وأنه استولى على الجيش وأنا عارف أن في بعض الناس بيقولوها وحتى من غلاة الناصريين حتى يبرئوا جمال عبد الناصر ولكن أنا أعتقد أنهم بهذه الطريقة هم بيلقوا على جمال عبد الناصر مسؤولية أكبر من هذا، لأنه إذا سمح لنفسه أن يدخل في قرار سياسي يؤدي إلى معركة وهو على خلاف مع قائد جيشه، وجيشه استطاع أو قائد جيشه استطاع أن يقوم بانقلاب أبيض وأن يستقل بالجيش إذن فهذه مسألة خطيرة.
وهو افتئات على كل الأطراف وأولهم عبد الناصر، ولو أن هذا حصل فكيف يقبل أن يدخل في مغامرة حربية وليس له سيطرة على القوات المسلحة، بل أن بعضهم قالوا إن عبد الناصر كان مغلوباً على أمره في الجيش وهذا كلام غير معقول، وهو يسيئ له أكثر مما يسيئ لعبد الحكيم.
وأنور السادات شال الفريق (صادق) وسط الحرب دون أي تردد.
كما أن حسني مبارك شال أبو غزالة وكان أقوى في الجيش بعشر مرّات من عبد الحكيم في وقته، وكان عبد الناصر في ذلك الوقت هو البطل المشهود في العالم العربي كله، ويستطيع أن يشيل أي قائد عسكري من أي كلفة، كما أنه أمام عامر ليس أضعف من مبارك أمام أبو غزالة.
وكلام هيكل صحيح لأن شعبية ناصر قد وصلت إلى درجة خرافية قبل أيام من الحرب، ولو أنه أراد في ذلك الحين أن يشيل جميع قادة وضباط الجيش بما فيهم عامر، فلن يقول له أحد: (ثلث الثلاثة كم)؟!، بل إن الجماهير سوف تخرج في الشوارع وهي ترقص وتهتف قائلة: (بالروح بالدم نفديك يا جمال).
أسرى عرب بعد نكسة 67
وإذا أردنا أن نعرف ما جرى في 67 فعلينا أن نعرف ما جرى في 56 ـ وكلامي هذا ذكرني بكلام الممثل (حسني البرزان) عندما قال في إحدى التمثيليات: إذا أردنا أن نعرف ماذا يجري في إيطاليا فعلينا أن نعرف ما يجري في البرازيل.
لهذا لابد وأن نعرّج ونتحدث عن ما يسمّى (بالعدوان الثلاثي) ـ أي بحرب السويس عام 1956، تلك الحرب التي قال عنها هيكل بكل واقعية: «أنا مرّات في أحد يقول لي (السويس) هزيمة، فيرد أحدهم وهو أكثر رقة ويقول: السويس هزيمة عسكرية ولكنها انتصار سياسي.
ولكنني أقول: إن الطريقة التي انتهت بها معركة 56 هي التي مهدت الطريق إلى سنة 67 ويلمح هيكل إلى أن عبد الناصر لم يكن يتمتع (بالصبر التاريخي) كما فعلت الصين ـ على حد تعبيره ـ ومعه الحق في ذلك، فالصين كان بينها وبين بريطانيا اتفاقية على أن تخرج من (هونغ كونغ) بعد مائة سنة، وطوال تلك المدة صبرت ولم تستفز بريطانيا إلى أن انتهت المدة، وعادت هونغ كونغ إلى الصين كاملة غير منقوصة، بل بالعكس عادت لها وكلها ناطحات سحاب وبنوك وحضارة.
بينما مصر ـ أو بمعنى أصح ـ حكام مصر لو أنهم صبروا قليلاً وقد مضى عليهم صابرين (92) عاماً ولم يتبق غير ثمانية أعوام فقط وتعود لهم قناة السويس دون قتال، ولكن عبد الناصر في ساعة تجلّ أبى إلاّ أن يؤمم قناة السويس، وقال كلمته المشهورة متحدياً بريطانيا وفرنسا: اللي مش عاجبه يشرب البحر الأبيض، وإن ما كفاه يزيد عليه البحر الأحمر.
وإن العقل ليحار والله في (فرد العضلات) هذه التي لم يكن لها أي داع؟!
أيهما أكثر تناقضا وكراهية لدول الغرب (ماو تسي تونغ) أم عبد الناصر؟!
أيهما أغنى وأقوى الصين أم مصر؟!
فلماذا لم يورط (ماو) نفسه في حرب؟!، هل لأنه يتحلّى بالصبر التاريخي الذي ذكره هيكل؟!، جايز، ولو أن ناصر تحلّى (بربع) ذلك الصبر، لما أغلقت قناة السويس أكثر من ثماني سنوات التي كانت سوف تعود إليه دون طلقة رصاصة واحدة، ولما ضاع منه دخلها طوال تلك السنوات، ولما (شفطت) واستغلت إسرائيل بترول سيناء ما لا يقل عن عشرة أعوام، ولما كان هناك قوات أمم متحدة على الحدود، ولما أخذت السفن الإسرائيلية (تسرح وتمرح) في مضيق العقبة بعدما كانت محرومة منه.
ويقول هيكل بما معناه: «إن (تأميم قناة السويس) اتخذت ذريعة لشن الحرب على إسرائيل»، بل إن صلاح أو جمال سالم ـ لا أذكر ـ كان أكثر صراحة من هيكل عندما قال لناصر: «أنا كنت معك في بعض المواقف، ولكن الطريقة التي تصرفت بها استفززت قوى أكثر مما نستطيع أن نواجهها».
وما أن بدأت الحرب حتى أصدر عبد الناصر قراره الشهير (بالانسحاب) من سيناء، وهو القرار الذي اعتبره بعض المطبّلين هو قمة (العبقرية العسكرية)، وهو الذي أصبح ناصر يفاخر به دائماً، وهو القرار الذي أصبح (عقدته) المستحكمة، مثلما سنعرف ذلك من هيكل شخصياً وهو الملازم له أكثر من أي إنسان آخر.
ولكن هل يا ترى تحلّى عبد الناصر فيما بعد، وبعد أن انقشع غبار المعركة، هل تعلّم وتحلّى (بالصبر التاريخي) الذي ذكره هيكل؟!
ويبدو لأول وهلة أنه تعلم الدرس فعلاً، لأنه بعد ذلك في قمة عربية قال:
إننا لا نستطيع أن نفشل لأن الفشل يُضيّع قضية فلسطين أبداً والفشل يُضيّع قيمة القوى العربية والفشل يؤثر على كل دولة عربية والفشل يفقد الجماهير العربية ثقتها وهذا الفشل يجعل من إسرائيل قوة أسطورية غازية بلا مبرر.
غير أن هيكل يتشكك وينتقد بأسلوب مبطن الطريقة التي أديرت بها حرب 56 عندما يقول:
« إن التعبئة العاطفية والتعبئة النفسية وهذا الفوران الذي نراه ليس سلاحاً في الحرب بالعكس قد يكون ضد فكرة الحرب لأن أسوأ شيء في الحرب أن الناس تأخذها العاطفة تأخذها العواطف وتنسيها الحسابات، وباستمرار أنا كنت بأتصور أن أكثر ما يعمي ويضل هو ثورة العاطفة قدام ضرورة مسؤولية تصل فيها الأمور إلى نار ودم.
ونستكمل غداً، والله المستعان.
في الحلقة المقبلة
•القيادة المصرية ركبت رأسها وصعّدت الأمور وهي لا تملك وسائل النصر.
•الجيش المصري وجد نفسه طرفاً في معركة في اليمن لم يتهيأ لها.
•هناك جبهة مفتوحة في اليمن، فكيف نفتح جبهة ثانية في سيناء؟
عامر يؤدي اليمين الدستورية أمام عبدالناصر
جمال عبد الناصر يحيي الجماهير
محمد حسنين هيكل
حلقات “هل تجنّى هيكل على عبدالناصر؟!” لمشعل السديري:
1.لا تلوموني إن نكأت الجرح لأدير الرؤوس وأذكركم «بمصيبة» 67م
2.لو تحلّى عبد الناصر بـ «ربع» صبر «ماو» لما أخذت السفن الإسرائيلية تمرح في مضيق العقبة
3.أيّ جنون هذا الذي يرمي بجيش هذه حاله في أتون حرب يترتب عليها مصير أمة ومصير أجيال؟!
4.مشكلة عبدالناصر في 67 أنه تأثر بأزمة صواريخ كوبا.. ونسي أنه ليس كينيدي
5.لا أظن أن الحساب قد جرى من الشعب.. ولكنني على يقين أنه سوف يجري يوم الدين
6.المأساة بدأت عندما شنَّ الطيران الإسرائيلي هجومه الذي انتظرته القيادة المصرية وقالت له: أهلاً وسهلاً
7.صورة «الزعيم الخالد» تهتز إن لم تكن قد تحطمت!
8.أقول لكل معجب بهيكل وعبدالناصر.. إنك لا تستطيع أن تحمل بطيختين بيد واحدة
هذة الحلقة الثانية وستتبعها البقية
ح د م ال وادي
حد من الوادي
05-27-2012, 11:08 PM
جمال عبدالناصر: لن تستطيع أي قوة أن تضرب ثورة الشعب اليمني (شاهد الفديو)
بقلم/ جمال عبدالناصر
نشر منذ: شهرين و 5 أيام
الإثنين 22 أغسطس-آب 2011 05:00 م
--------------------------------------------------------------------------------
جمال عبدالناصر: لن تستطيع أي قوة أن تضرب ثورة الشعب اليمني
(شاهد الفديو)
http://www.youtube.com/watch?v=wP8zeZwqoU8&feature=youtu.be
http://www.youtube.com/watch?v=Hajrr7C_Jw0&feature=related
لقد جلب الشيوعية وادخل المنطقة في حرب دامت 8سنوات انتهت بهزيمتة وإحتلال السوفييت للجنوب العربي وحضرموت والى اليوم ونحن وجيراننا في اليمن ند فع فواتيرتهورعبد الناصر؟؟
اسمعواكا ذ يبة واعلانة العداوة للملكة العربية السعودية
عَوْدةُ فَتَّاح
5/27/2012 10:13:07 PM أخر تحديث للصفحة في
صلاح الدكاك
ما ينبغي النضال من أجله اليوم هو "فكُّ ارتباط مجتمعي بالقوى التقليدية"
عَوْدةُ فَتَّاح
لا ريب أن "الوحدة" كقيمة مجردة جسَّدت واحدة من أبرز الروافع التي نهضت عليها أدبيات اليسار اليمني وتمحور حولها خطابه الفكري ونضاله السياسي، إن لم تكن أبرز رافعة على الإطلاق؛ غير أن هذه الرافعة التي انتظمت اليسار ومثَّلت نقطة التقاء تتقاطع عندها شتى فصائله كحجيج حول الكعبة، كانت هي ذاتها أسخن قضية تشظت حولها فصائل وتيارات اليسار، كما وأنها أبرز ملهمٍ للصراع على امتداد سيرورتها التاريخية منذ النشأة مروراً بالكيان الموحد حتى اللحظة...
لعوامل وخصوصيات موضوعية وذاتية شتى، لم يكن بوسع الحزب الاشتراكي الوليد الذي نشأ كإطار جامع لفصائل اليسار الماركسي ويسار البعث، أن يعثر على حقل التطبيق الملائم للاشتراكية العلمية في واقع جيوسياسي شحيح وجدب، حتى مع تجربة التأميم السابقة لنشأته.
فيما كانت "الوحدة" بالمقابل مجالاً خصباً تسقط عليه نخبة ورموز الحزب مقارباتها ورؤاها التي أفضت إلى ظهور يمين ويسار و"ماوي ولينيني" ويسار انتهازي ويسار تقدُّمي داخل الاصطفاف الماركسي ذاته، وإلى "زمرة وطغمة" لاحقاً، مروراً بـ"اشتراكي شمالي واشتراكي جنوبي" وانتهاءً بـ"اشتراكي وحدوي، واشتراكي انفصالي"؛ و"اشتراكي حراكي وآخر مشترك"...
تبدو "المقاربة الفتاحية" ببعدها الطبقي اليوم موفَّقة أكثر في استشرافها المبكر لفشل أي شكل من أشكال الوحدة يمكن أن ينشأ مع الشمال، في ظل استمرار استحواذ القوى التقليدية على الحكم ودون حدوث تحوُّل في بنية حكمه يضع الدفة في يد النخبة التقدمية الممثلة للبنى والشرائح الاجتماعية صاحبة المصلحة في إنجاز تحوُّل طبقي وأداة الكفاح في سبيله... لكن التحول الذي حلم "فتاح" بحدوثه في الشمال كمدخل إلى "الوحدة" بمفهومها الطبقي التقدمي، لم يكن قد أُنجز على مستوى الجنوب أساساً، فاستلام الماركسيين للحكم فيه وانحسار منافسيهم السياسيين "القوى الرجعية"، لم يكن يعني أن تحولاً في بنية المجتمع قد حدث ؛ الأمر الذي دمغ "المقاربة الفتاحية" رغم حصافتها- بالمثالية..
لقد كان على "فتاح" بمقتضى "مقاربته" هذه وفي سبيل إسقاطها عملياً على الواقع، أن يضمن إجماع معارضيه داخل الحزب عليها، كما وأن يضمن الدعم السوفياتي السياسي والمادي الذي يتيح لدولة الجنوب النهوض بأعبائها الإقتصادية من جهة ودعم الكفاح المسلح في الشمال من جهة أخرى، وبالنظر إلى أن ضمان الإجماع الحزبي، مرهون بضمان الدعم الكافي، وضمان الدعم مرهون بمدى ما إذا كان للسوفيات مصلحة من الانخراط في مغامرة كهذه ومواجهة التبعات المترتبة على خرق قواعد الحرب الباردة ؛ فقد باءت جهود "فتاح" بالفشل واتسعت -في المقابل- الفجوة بين فرقاء الحزب الواحد... وحصل معارضوه على فسحة من المبررات والجرأة للتخلّي عن مقاتلي الشمال ووقف إمدادهم بالسلاح، والشروع في تطبيع العلاقات مع سلطة الجمهورية العربية اليمنية، وتسليمها قاعدة بيانات عن الخلايا والتنظيمات السرية الاشتراكية المناهضة لها...
ربما يصح القول، إن مغايرة "فتاح" وثوريته وطموحه المتقد والمثابر إزاء مسألة إنجاز التحويل الاشتراكي في ظروف شبه مستحيلة، أسهمت بصورة رئيسة في ارتفاع حدة الصراع وتنامي وتيرته داخل دوائر الحزب الاشتراكي ومؤسسة الحكم في الجنوب، غير أن هذه الراديكالية التي اتسم بها "فتاح" هي من صقلت شخصية الحزب وجعلته جذاباً كحزب ماركسي ومغايراً على مصاف الأداء في المزاج العام للنخبة السياسية والثقافية... إنه الحزب الذي يخوض الصراع ولا يؤمن بالتطبيع، والوحدة في مفهومه هي كفاح الشعب بطلائع قواه العاملة وفلاحيه في سبيل التحول من مجتمع العالة والاستغلال والقهر الاجتماعي إلى مجتمع العمل والإنتاج...
إن ماركسية "فتاح" ورفيق آخر من أكثر رفاقه حضوراً وتأثيراً في مسار الحزب هو "علي عنتر"، لم تكن ماركسية متأتية من الاعتكاف على المصادر النظرية لماركس وإنجلز ولينين، بل من ثوريةٍ وجرأةٍ مدفوعةٍ بصدقية عالية على اجتراح محاولات تحويل مسار التاريخ وجعله يتحرك بأسرع مما هو عليه، صوب حلم التغيير الجذري المنشود... تلخص مقولة شهيرة لجيفارا، الأمر بصورة أدق "لقد تعلمنا الماركسية في السييرا مايسترا"... و"على رصيف ميناء عدن وفي المصافي وجبال ردفان وحصار كريتر وتجربة العمل الفدائي والتنظيمات الشعبية المسلحة" بالنسبة لفتاح ورفاقه الذين تحيَّنوا دائماً محكاً عملياً يعرضون النظرية للاختبار عليه... و"الوحدة" بالمفهوم السالف كانت محك الاختبار الأصلب والأخطر وللتَجلِّي الماركسي، في واقع شبه الجزيرة العربية غير المواتي وفي منعطف مالت خلاله رياح الحرب الباردة لصالح المعسكر الرأسمالي وبدأ الانحسار التدريجي للمنظومة الاشتراكية العالمية بقيادة الاتحاد السوفياتي الذي كان على وشك ولوج مرحلة "البرويسترويكا".
نستطيع أن نميز الآن بجلاء أكثر كيف أن الهزات المتتالية التي شهدتها "اليمن الديمقراطي" حدثت في معظمها على خلفية الصراع حول ما إذا كان على هذه الدولة الفتية أن تتبنى الخيار الماركسي كنهج لا حياد عنه، أم تتصرف كدولة من دول عدم الانحياز تقيم علاقتها على قاعدة المصالح الوطنية؟!
بيد أن غلبة أنصار الخيار الماركسي التي لم تكن دائمة لم يفض في المحصلة إلى الحسم، بل إلى صراع جعل مؤسسة الحكم في الجنوب لا ترسو على خيار لفسحة طويلة من الوقت!
لقد حاول "سالم ربيع علي" الرئيس الكاريزمي والشعبوي ذائع الصيت، أن يسلك طريقاً ثالثاً توفيقياً بين الخيارين، بتحويل مسار علاقة الدولة الجنوبية من موسكو إلى بكين وتّبَنِّى الإشتراكية الماوية، وهي خطوة كانت سياسية واقتصادية في الأغلب أكثر من كونها أيديولوجية، وكالعادة كانت "الوحدة مع الشمال" محكها الأبرز... فقد أتاح صعود إبراهيم محمد الحمدي لرئاسة الجمهورية العربية اليمنية، وتدشين مشروعه التصحيحي، إمكانية تصوُّر وحدة بين النظامين دون حاجة لخوض كفاح مسلح يُحدث تغييراً في سدة حكم الشمال... كان الحمدي حينها يحاول تحجيم ومحاصرة نفوذ القبيلة في الشأن السياسي ومركزة القرار في يد الدولة التي شرع في بناء وإعادة بناء مؤسساتها، بصورة تجعلها قادرة على رسم سياساتها وتقرير شكل ونوع علاقاتها وفقاً لأسس حديثة وبمعيار المصالح العليا للبلد بمعزلٍ عن تأثير قوى الظل والتبعية للمملكة... وامتداداً لهذا النهج فإن مناخ العلاقة المحتقن والمتوتر بين جمهورية الشمال وجمهورية الجنوب بدأ يشهد تحسُناً تمظهرت بعض تعبيراته في صورة تفعيل اتفاقيات سابقة كانت حبيسة الأدراج بين الدولتين، في حين كانت أبرز هذه التعبيرات على الإطلاق، الشروع الجِدِّي في طريق توقيع اتفاقية وحدة شاملة بينهما..
في الأثناء وفي مقابل التحسُّن المطرد للعلاقة بين "اليمنين"، توترت على نحو مطًّرد، علاقة الجمهورية العربية اليمنية بالمملكة السعودية وأمريكا، كما وعلاقة اليمن الديمقراطي بالسوفيات، فقد بدا أن الدولتين تنسحبان تدريجياً من أجواء الحرب الباردة وتتنصَّلان من التزاماتهما التي تحوزان في مقابلها على دعم المعسكرين، وعلى خلفية هذا الخرق لقي الزعيمان "الحمدي وسالمين" مصرعيهما في حادثين متقاربتين زمنياً، على أغلب الظن...
سيكون علينا أن نلتفت أيضاً لتفاصيل أخرى تكتسب أهميتها في سياق هذا المنعطف من علاقة الدولتين ببعضيهما وعلاقة كل منهما على حدة بالفضاء الخارجي المحيط إقليميا ودولياً، وهي تفاصيل تأخذ شكل مفارقات تبدو محيرة وعسيرة الفهم في نظر المراقب الذي يُهدر كلياً التأثير النسبي لصراع طبقي خفي في نواة البنى الاجتماعية لمجتمعات الدولتين؛.. صراع يحاول البروز إلى السطح مستفيداً من مناخ الاستقطابات الحادة بفعل التوازن العالمي.. إنها الحقيقة التي سيجري إهمالها لاحقاً حين يقع الكوكب فريسة لأحادية القطب وسيَثْلِمُ هذا الإهمال خطابَ اليسار الماركسي في المنطقة العربية لحظة انهماكه في بلورة صِيِغٍ تبريرية ابتذالية تلقي به خارج مسار الصراع بذريعة ضمان التجدد والاستمرارية الواهية.. تتلخَّص هذه التفاصيل في صورة أداء النظامين الداخلي إبان تحسُّن علاقتهما؛ فلتحقيق هذا التحسُّن شرع الزعيمان "الحمدي وسالمين" في كبح مناهضي هذا "المفهوم السياسي الفوقي للعلاقة والوحدة" من تيار "المقاربة الطبقية الراديكالية" المؤمنين بأن مسار التطور ينبغي أن يسلك طريق الاشتراكية العلمية... هل كانت ملاحقة "الحمدي" لماركسيي الشمال واعتقالهم والتضييق عليهم، تتم برضا "سالمين"؟!.. بالنسبة للزاوية التي تنظر منها هذه القراءة إلى مجرى الأحداث، فإن الجواب: "نعم"... وفي الجنوب كان الصدام جلياً بين تيار فتاح من جهة وسالمين من جهة أخرى.
ربما لو امتد الزمن بـ"سالمين والحمدي" إلى مايو 1990، لكانا هما طَرَفَي توقيع الوحدة الاندماجية ذاتها وطَرَفَي حرب 1994، حتى مع النقاء وحسن النوايا والانحياز لبناء الدولة الوطنية الحديثة الذي إتَّسما به، فالمعضلة لم تكن في "صالح والبيض" بل في عدم تخلُّق ونضوج الحامل الاجتماعي صاحب المصلحة التاريخية في حدوث التغيير، إضافة إلى انتصار أمريكا في الحرب الباردة، ووفقاً لذلك فإن اجتياح فوضى الشمال للنظام النسبي في الجنوب، كان ضرورة في المنظور الأمريكي لشكل توازنات ما بعد الحرب ؛ كما كانت "الوحدة" بمفهوم مايو90 على نفس المستوى من الضرورة في المنظور ذاته.
لقد أَفِلَت عقودُ التوازن العالمي بوتيرة أعلى من قدرة الحالمين؛ على الانتفاع منها لإنجاز حتى "الكتلة التاريخية" بمفهوم "غرامشي" التي تقوم على مُشترك رفض التبعية مع قوى الإستغلال العالمي وتوزيع نسبي للثروة وضمان عدالة اجتماعية؛ عوضاً عن حلم التحويل الاشتراكي بعيد المنال.
إن الفوات المتسارع لِفُرص الانتفاع من مزايا التوازن العالمي، مع الأخذ في الاعتبار محدودية هذا الانتفاع المحكوم بقواعد اشتباك يلتزم بها طرفا الحرب الباردة حد خذلان الدول الحليفة التي تسرف في الرهان عليهما، هذا الفوات المتسارع جعل جمهورية اليمن الديمقراطية تتصرف من واقع الشعور الحاد به، لا سيما مع ولوج السوفيات مرحلة الأفول، بصورة شبه جلية لا تخطئها عين المراقب الحصيف..
ووِفقاً لهذا الإحساس كان على "جمهورية الحزب الاشتراكي" أن تعيد تقييم علاقاتها مع دول الجوار "السعودية تحديداً" انطلاقاً من حقيقة أنه لن يكون هناك "سوفيات" عما قريب...
وكان ذلك أشبه بمحاولة إدارة دفة قطار يندفع بسرعة، في الاتجاه النقيض لخط سيره، في زمن وجيز للغاية، كما كان يعني بالضرورة- دخول دورة أخرى من الاقتتال، بين فرقاء اليسار تحت سقف الحزب.
وبطبيعة الحال لم تكن "السعودية" كبوابة إقليمية وحيدة إلى تطبيع دبلوماسي مع أمريكا، لترضى بأقل من تصفية "يسار اليسار الماركسي بزعامة فتاح وعنتر ورفاقهما" كثمن للتطبيع، غير أن هذا الثمن سيكون بمثابة مقدمة لسلسلة أثمانٍ أخرى، أفدحها على الإطلاق تصفية الدولة الجنوبية التي مثلت "كومونة العدالة الاجتماعية وحاضنة أحلام الإنعتاق على مصاف شبه الجزيرة العربية، و"عاصمة الأمل العربي" بتعبير محمود درويش.
وهكذا ستبدو "الوحدة" بين الشطرين لاحقاً مجرد تحصيل حاصل لسلسلةٍ من عمليات الاستئصال التي طالت أثرى وأنفس مضامينها متمثلة في مفهومها الوطني لدى سالمين والحمدي كوحدة بين دولتين ذات سيادة على مصيريهما السياسي، بمعزل عن التبعية لإملاءات الحرب الباردة، وفي مفهومها الطبقي لدى "فتاح" كوحدة للشعب وبالشعب تكون نتاجاً لكفاح الشعب العامل وتتويجاً لانعتاقه من ربقة الاستغلال والقهر الاجتماعي...
إن الضربات الممنهجة والمحسوبة بدقة والتي استهدفت كوادر الحزب الاشتراكي على امتداد سنوات الفترة الانتقالية الأربع اللاحقة لاتفاقية مايو 90، كانت في المحصلة، استمراراً لعمليات الاستئصال التي استهدفت مضامين الوحدة، فالحزب كان ولا يزال في وعي سلطة القوى التقليدية المسيطرة محلياً وإقليمياً، الرحمَ الشرعي للمشروع الوحدوي والحاضنة السياسية لقواه الاجتماعية، التي لا مناص من الإجهاز عليها وفي الحد الأدنى إعطاب جهازها الحيوي وشلِّ قدرتها على خَلْق اصطفاف جديد متكيِّف مع ظروف ما بعد انهيار "جدار برلين"، وتجسير الفجوة المتسعة بينها وبين قواها الاجتماعية، بفعل اتفاقية وحدة هي حصيلة اتصال على مستوى البناء الفوقي وقطيعة مع القعر..
- إن طريق التنازلات الذي سلكه الحزب كضريبة للبقاء في القمة سيفضي به في نهاية المطاف إلى القعر لكن بعد أن يكون قد خسر قاعدته الحيوية وجماهيره.. وأمام شبح الارتكاس هذا سيجد الحزب نفسه يوغل في طريق التنازلات ليبقى في أحسن الأحوال؛ مجرد إطار عتيق وفخم يُزيِّن صالون العمل السياسي.. إطار أثير وفائض كصورة باشا فَقَد كل أملاكه في مهب التأميم.
- وإذا كانت الوحدة قد أفرغت من كل مضامينها التقدمية لتغدو عقب 1994 لا أكثر من غنيمة عن معركة انتصرت فيها القوى التقليدية شمالية وجنوبية، فإن ثمن تعايش الحزب مع هذا المتغيِّر هو التخلِّي كلياً عن إرثه الماركسي التقدمي والتماهي أكثر فأكثر في كنف القوى المنتصرة كتكفير فادح عن ذلك الإرث الخطيئة.. مروراً "بوحدة اندماجية في ائتلاف المشترك الممهور بالدم الطري والمُتَغاضى عنه للشهيد جار الله عمر"، وانتهاءً باعتناق دين العولمة أحادية القطب وعضوية الاشتراكية الدولية.
- إن الوحدة التي صارت حاضنة للقوى التقليدية هي النتيجة الطبيعية لحزب لم يعد تقدمياً.. وهكذا فإن فك الارتباط الذي يتوجب أن نناضل لتحقيقه ينبغي أن يكون فك ارتباط مجتمعي بالقوى التقليدية المسيطرة على مصاف البلد والأحزاب شمالاً وجنوباً؛ إذ إنه لا معنى لوحدة تسيطر عليها قوى التخَلُّف والرجعية كما لا معنى لفك ارتباط تسيطر عليه القوى ذاتها.
ويبدو اليوم أن الزامل السبعيني القديم الذي تقول كلماته: "ما نِبَا وحدة مع حكم رجعي والقبائل في شمال الجزيرة"؛ لم يفقد وهجه وعقلانيته؛ ولا يزال زامل اللحظة...
إن عودة المقاربة الفتاحية بصيغة تتفَهَّم وتتكيَّف مع المرحلة ولا تُهدر عنصر الصراع يُمكن أن تُمَثِّلَ دليل النضال لليسار في اليمن وولادة ثانية لحزب يوشك أن يغدو ذكرى حزب!
- صحيفة الأولى
---------------
تعليق حد من الوادي
ماتت القومجية الكا ذبة ومات الاشتراكي اليمني بموت الاشتراكية العالمية ( امة اللتي كانت ترضعة )
وسيرحل الغزاة اليمنيون من حضرموت والجنوب العربي أكانوماركسيون ام قومجيون ام قبليون همجيون؟
ام طابورخامس من مخلغة عدن؟
البلد لاهلة فقط وكلا يضوي الى دارة؟
لاظالم ولامظلوم ؟
حد من الوادي
05-29-2012, 01:50 AM
هيكل كان يرى الهدف من إغلاق خليج العقبة غائماً وأن القرار لم يُتخذ بطرق قانونية
القيادة المصرية صعّدت وهي لا تملك من وسائل النصر إلا التهويش والمناورة
عبدالناصر فتح على نفسه جبهتين في وقت واحد..الأولى في اليمن والثانية في سيناء
الجيش المصري كان يعاني إرهاقاً ونقصاً في الأسلحة والعتاد والجنود
وما إن دخل شهر مايو 1967 حتى استجدّت أمور لم تكن في الحسبان، إذ إن المخابرات السوفيتية قد نقلت للمصريين أن هناك حشودا إسرائيلية على الحدود السورية، ولا أريد أن أطيل لأن الأمور بعد ذلك كانت كلها معروفة، إذ أرسلت القيادة المصرية الفريق محمد فوزي إلى سوريا للاستطلاع وكان جوابه أنه لم يشاهد حشوداً هناك، ومن المفروض أن ينتهي عند هذا الحد (ويا دار ما دخلك شر)، غير أن الأمور (بفعل فاعل) تطورت وتفاعلت بشكل خطير وغير منطقي، وأصبحت (ككرة الثلج) تتدحرج وتتعقد وتكبر كل يوم.
إذ إن القيادة المصرية بطريقة غريبة وغير منطقية أغمضت عينيها، ووضعت في أذنها اليمنى عجيناً وفي اليسرى طيناً، وركبت رأسها وصعّدت الأمور، وهي لا تملك من وسائل النصر شيئاً، اللهم إلّا التهويش والمناورة، بدليل أن هيكل نفسه قال: إن كثيرا جداً من اللي شفتهم ومشاركين في الحرب كان لديهم قناعات أنه ما فيش حرب وأنها حتتحل بشكل ما سياسي، بما فيهم رأس السلطة».
وإليكم الوضع (المأساوي) الذي كانت عليه مصر قبل أن تتورط بالحرب، فهي كانت مديونة بما لا يقل عن (اثنين مليار دولار) ـ حينما كان المليار في ذلك الوقت يعني الشيء الكثير، ولم تسمع به الكثير من شعوب الأرض ـ، كما أن القوات المسلحة في ذلك الوقت كانت كما وصفها الفريق (صادق محمد صادق):
كان عندنا إهمال، وعدّ الأسباب أنه في شلل في الجيش، آه كان في شلل، وكان في شلّة شمس بدران وكان في شلّة مش عارف علي شفيق وكان شلّة صدقي محمود وإسماعيل لبيب، وكان في أسباب على مستوى القيادة أنه عدم بناء الرئاسات، عدم التنظيم، عدم الاهتمام بالواجبات، مواجهة أي محاولة إصلاح بالتجاهل التام، مش عارف، القيادة العامة السابقة كان ضعف أجهزتها بعدت عن التشكيلات العسكرية ما كانش في مناورات بالقدر الكافي، تضخم حجم القوات دون التناسب مع المهام المختلفة، سوء اختيار القادة، ضعف الضبط والربط.
كما أن هيكل نفسه لم يكن مقتنعاً بما يجري، لا من حيث التعبئة ولا إغلاق خليج العقبة ولا حكاية الحشود على سوريا، وهو يرى أن الهدف كان (غائماً) ـ على حد تعبيره، وهو يرى أن قراراً مصيرياً كهذا لابد وأن يتم بطرق دستورية وقانونية وهذا لم يكن موجوداً في الدولة المصرية، وليس قراراً يصدر فقط عن عبد الناصر أو عبد الحكيم.
وهو يشكك بمعلومة السوفيت عن الحشود ويتصور أنها (مؤامرة)، فمصر فور أن تعلم بذلك سوف تسارع باتخاذ إجراءات تبدو استفزازية لإسرائيل، ويقول بالحرف الواحد:
الاتحاد السوفياتي قدّر أن نتيجتها هي إسرائيل سوف تفوز والعرب سوف يخسرون وأنه خسارتهم سيكون أمامهم أحد خيارين، إما أن يلجأوا أي يقبلوا شروط إسرائيل وهذا تصوروه صعباً وإما أن يرتموا في أحضان السوفيات.
ويمضي هيكل متسائلاً: هل عبد الناصر متنبهاً للفخ أم أنه انزلق ووقع فيه؟!، غير أنه حتى لو انزلق إليه فهذا لا يعفيه من المسؤولية، وكان لابد لعبد الناصر أن يبقى سنة 67 في (الصبر التاريخي)، فأوضاع القوات المصرية لم تكن مهيأة.
وفي كل علوم الحرب وحتى في علوم السياسة، أنه لا ينبغي لأحد أن يفتح في وقت واحد جبهتين، فهناك جبهة مفتوحة في اليمن، فكيف نفتح جبهة ثانية في سيناء.
لقد نزلت على الجيش المصري مسؤولية اليمن، ووجد الجيش المصري نفسه طرفاً في معركة لم يتهيأ لها، ولم يتمكن من تطوير الأساليب الملائمة لخوض عملياتها. وربما كان ذلك صعباً عليه، فتلك مهمة أثبتت التجارب أنها صعبة على أكبر الجيوش وأقواها.
وكانت تجربة قاسية. ولم تقتصر قسوتها على مجرد توزيع قوته على مسرحين للعمليات تفصل ما بين أحدهما والآخر مسافة تزيد على ألفي كيلومتر، وإنما الأقسى من توزيع القوات على مسرحين أن المسرح الساخن في البداية، وهو اليمن، قد أعطى للقوات المسلحة دروساً خاطئة تضرها أكثر مما تفيدها في العمل على المسرح الآخر الذي كان ساكناً ثم اشتعل بالنار فجأة.
إن الجيش المصري كان يعاني إرهاقاً ونقصاً في الأسلحة والعتاد بل ونقصاً في الجنود أيضاً، إذ كانت ثلاث فرق كاملة من أحسن فرق الجيش المصري تقاتل في اليمن ـ وهي كما قيل تمثل خمسين في المائة من الجيش ـ فإذا أضفنا إلى ذلك تخفيض ميزانية الدفاع عام (66ـ1967) لأدركنا حالة الجيش السيئة.
ويؤكد هيكل أن الجيش المصري في اليمن لم يكن مهيئاً لهذا النوع من الحرب ولا قياداته كذلك مهيأة، إنه نوع غريب من الحروب، في بيئة مختلفة ليست صحراوية بل جبلية قاسية.
ويمضي قائلاً عندما سأله عبد الناصر عن أحوال القوات في اليمن بعد أن عاد من هناك وقال:
إن القتال أثّر كثير قوي على القوات حرام القوات بهذا الشكل لأن المسائل كبرت في اليمن أكثر مما كان متوقعاً وسياسة شرق السويس الحاكم العام في عدن موضوع دخلنا في موضع كبير قوي لكن هذا نوع من الحرب لا القوات مستعدة له ولا القيادة العامة في ذلك الوقت وفيها عبد الحكيم عامر مستعد له، وأنا بأعتقد أن هذه الحرب أثّرت بشكل أو آخر على منطق مدرسة الحرب حتى اللي موجودة في.. لكن في هذه بأتكلم مع جمال عبد الناصر وفي موضوع عبد الحكيم عامر فبيقول لي أسبابه عنده أسباب حقيقية يعني أيضاً جنب الأسباب العاطفية، بيقول لي أولاً الظروف ما إدتوش فرصة.
بعد 56 وقبل 67
أسرى عرب في يد الإسرائيليين بعد النكسة
كانت خطب عبد الناصر تشير لنا أنه ازداد خبرة وحنكة، خصوصاً عندما يقول في أحدها بالحرف الواحد: لا ينبغي أن نخدع الأمة العربية، ولا أن نضحك على أنفسنا ونجعل شعوبنا تبكي وأعداءنا يضحكون.
ولكن هل فعل ذلك لاحقاً، هل فعل العكس وجعل شعوبنا تضحك وأعداءنا يبكون؟!، أم أن كلام الليل يمحوه النهار، وكلام الخطب والمنابر و(الميكرفونات) يمحوه الواقع المر؟!
وقد كرر ذلك في موقف آخر عندما قال:
إن أي مغامر يستطيع أن يثير حرباً ولكن العاقل هو اللي يستطيع أن يتجنبها قدر ما يستطيع لأنه في لحظات تصل أحوال الأمم وضرورات أمنها أنها تقبل المخاطرة في السلاح وتكون مستعدة له، على شرط أن تكون مستعدة له.
وحضر للمؤتمر الفلسطيني ووقف خطيباً يهاجم المزايدين قائلاً:
«بيقولوا شيلوا البوليس الدولي البوليس الدولي بيمنع مصر عن إسرائيل، طيب نشيل البوليس الدولي وبعدين حنعمل ايه؟ ايه خطتنا؟ مش لازم نعمل أولاً خطة؟ هل مثلاً إذا حصل عدوان على سوريا بأهجم أنا على إسرائيل؟ إذاً إسرائيل تستطيع أنها تحدد لي الوقت اللي أنا أهجم فيه، ليه؟ لأنها بتروح تعمل لي عدوان على سوريا بتضرب جرارا أو جرارين وأنا ثاني يوم أهجم على إسرائيل» هل هذا منطق؟!
غير أن هيكل بعد ذلك يتساءل عن الورطة الكبيرة التي وقع فيها عبد الناصر وأوقع معه الأمة بكاملها:
كيف حدث أن جرى هذا الانزلاق لرجل يعرف مشاكل الحرب ودرس عنها وخبرها وكون فيها رأياً وصارح أناساً برأيه لدرجة أنه قدر يقف في يوم من الأيام لوفد فلسطيني سنة 1961 جاء له بعد السويس وبيكلموه على تحرير فلسطين والقدس تنتظرك يا جمال، وقف وكان عنده الشجاعة يقول ليست لدي خطة لتحرير فلسطين ومن يقول لكم في هذه الظروف أن لديه خطة لتحرير فلسطين يخدعكم وأنا لا أريد أن أخدعكم. وهذا كلام رجل يعرف شيئاً عن الحرب يقدر مخاطر الحرب؟!
ويصف حال التعبئة في الجيش المصري قائلاً:
إحنا ما عندناش نظام احتياطي، قائم على التعبئة العامة، التعبئة العامة في إسرائيل على سبيل المثال تجري تدريبات التعبئة سنوياً على كل الناس اللي ما يزالوا في سن الجندية وحتى فوق سن الجندية، لكن إحنا مرات بنستدعي دفعات من الاحتياطي ولكن لا تشترك في مناورات لا تشترك في عمليات لا تشترك في عمليات تعليمية، لما تدعي قوات الاحتياط في وقت أزمة وفي وقت حرب وشيكة هنا في مشكلة لأن القوات الذاهبة إلى ميدان القتال ذاهبة لم تدرب لم تأخذ حقها من التدريب الكافي.
تصوروا بالله عليكم أي جنون هذا الذي يرمي بجيش هذه حاله في أتون حرب يترتب عليها مصير أمة ومصير أجيال؟!
ولكن ذلك مع الأسف حصل، ومن أكل الحصرم أكله ومضى، ولكن الأبناء مازالوا يضرسون.
جمال وحكيم..علاقة مثيرة للجدل
محمد حسنين هيكل
في الحلقة المقبلة
حد من الوادي
06-09-2012, 05:52 PM
ليس هناك شك أن عبدالناصر مشى إلى الفخ المنصوب لاصطياد «الديك الرومي» ووقع فيه
مشهد زحف القوات المصرية لسيناء وسط زغاريد النساء مضحك ومثير للشفقة
هيكل نفسه انتقد أسلوب عبدالناصر القائم على الشحنة العاطفية.. واعتماد أمة على بطل
ويحكي هيكل ويعطي رأيه في القيادات العسكرية في وقت احتدام الأزمة، ويقول إن عبد الناصر طلب منه أن يذهب مع الوفد الرفيع إلى موسكو لثقته أنه هو الوحيد الذي سوف يعطيه الحقيقة، لأن عبد الحكيم لن يعطيه الصورة الكافية فهو إذا ذهب ـ على رأي عبد الناصر ـ، فعبد الحكيم إذا روى قصة سيدنا يوسف فيحكيها باعتبار أنها قصة صبي تاه ثم عثروا عليه وانتهى الموضوع، ويستطرد قائلاً في وصف ومشاهدته للشخصيات المصرية الرفيعة ويقول:
«كل الوفود المصرية أو معظمها راحت هناك وليس في ذهنها غير فكرة المشتريات، وأنا رأيت المصريين مع الأسف الشديد كمية التجاوز في الطعام لم يكن لها حدود ويمكن أنا متأسف أقول يوم وصلنا بعد أول عزومة إن ثلاثة أرباع الناس العاملين في الوفد المصري وهم عسكريون ومدنيون كانوا خارج نطاق الخدمة زي ما بيقولوا لأنهم أسرفوا في الأكل. كان في ثلاثة دكاترة في الفندق اللي كنا جايين فيه يعالجون سوء الهضم أو دوران الرؤوس. لكن على أي حال في ذلك اليوم حصل فيه سوء الفهم ده سايد سيف بيتكلم مع الضيوف دول وهو شرب لكن على أي حال سايد سيف قال بيقول لهم ايه، بيقول لهم ـ وهذا كلام رجل شارب ـ بيقول لهم إنه أنتم قاعدين بتتكلموا عن عدم الانحياز ما تضيعوش وقت مش حتقدروا تعملوا حاجة، أحسن حاجة لكم، أحسن حاجة لمصر أنها تنضم للإتحاد السوفياتي».
تصوروا أن هذه هي حالة النخبة التي سوف تتسلم زمام القيادة في الحرب، فأي أمل يرجى منها في مواجهة تلك الترسانة الإسرائيلية الرهيبة التي أتتها الفرصة على (طبق من ذهب) تحمله لها تلك القيادة بكل جهل ولا أقول غباء.
محمد حسنين هيكل
ويمضي هيكل ملقياً الضوء على قطاع المعلومات والاستخبارات ويقول:
أنا شفت في المسلسلات وقصصا في التلفزيون والجرائد عن جواسيس عندنا كانوا موجودين داخل إسرائيل وأنهم بعثوا معلومات وبعضهم رسمت له هالات أنا بأعتقد أنها كانت ضرباً من الأوهام بس اللي أنا عاوز أقوله وأنا مكسوف إنه نحن لم يكن لدينا في الفترة ما بين 1956 والفترة 1967 عميلاً واحداً داخل إسرائيل، بينما كان لإسرائيل عندنا عشرات العملاء.
له الحق أن ينكسف، فمن هو الذي ليس له دم ولا ينكسف؟!
وفي أثناء هذا الخضم من التداعيات السلبية تصوروا ماذا حصل؟!
فجأة وإذا بالرئيس عبد الناصر يفجر قنبلة (صوتية) بمركز القيادة المتقدمة للقوات الجوية، ويبدو أنه كان منتشياً وقد هزه الحماس وهتاف الطيارين من حواليه، وإذا به بدلاً من أن يهدئ الأمور، إذا به يصعدها إلى أقصى مداها، ويضعها على (الفولت 220) من الضغط العالي ويقول:
«إحنا الآن في سنة 67 محناش في سنة 56 عندما قررنا الانسحاب قبل أن يبدأ القتال الفعلي مع إسرائيل، وهي لم تستطع بعد ذلك القرار أن تستولي على أي موقع الاّ بعد أن تركناه، ولكنهم طنطنوا بعد كده وتكلموا وتبجحوا، إحنا النهارده عندنا الفرصة الحقيقية علشان العالم كله يرى الأمور على حقيقتها».
وفعلاً رأى العالم الأمور (الفضائحية) على حقيقتها ويا ليته ما رأى.
وفي مناسبة أخرى قال بكل (بساطة) أحسده عليها:
خليج العقبة يمثل المياه الإقليمية بتعتنا المصرية. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أنه إحنا نسمح للعلم الإسرائيلي أن يمر في خليج العقبة ـ بيهددوا بالحرب اليهود.. بنقول لهم أهلاً وسهلاً إحنا مستعدين للحرب قواتنا المسلحة وشعبنا كلنا مستعدين للحرب ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتنازل عن حق من حقوقنا هذه المياه هي بتاعتنا وقد تكون الحرب فرصة علشان اليهود عشان إسرائيل وعشان رابين يختبروا قواتهم مع قواتنا ويشوفوا أن الكلام اللي كتبوه على معركة سنة 56 واحتلال سيناء كان كله كلام هجص في هجص وكلام تخريف في تخريف.
إنني لا يمكن أفرط (بحبّاية) رمل من تراب مصر.
ولا أدري من هو الذي هجص وخرّف؟!
ومن هو الذي دخل أرض مصر بسلام بعد أن سمع: (أهلاً وسهلاً)؟!
قتيل من الجيش المصري سقط في نكسة 67
ومن هو الذي فرط بأرض سيناء كلها لا (بحبّاية) رمل واحدة؟!
وينتقد هيكل هذا الأسلوب القائم على (الشحنة العاطفية)، كما انتقد بدون أية مواربة الأمة التي تعتمد على بطل وقال: ففي أحوالها الصحيحة لا يمكن أن تعتمد على بطل.
وأريد أن الفت نظر من يريدون أن يبعدوا أي شبهة على عبد الناصر في تحمل المسؤولية، وها هو صديقه وخليله والناطق باسمه يقول:
إن جمال عبد الناصر هو المسؤول السياسي والأول عن قرار أو إدارة الأزمة التي أدت إلى القرار أو القرارات التي قادت إلى حرب 5 يونيو سنة 1967 كنت بذلك أحاول أولاً ان أنصف الحقيقة لأن هذه الحقيقة لا مجال لأحد أن يناقش فيها ثم إنها ملك الناس، وعندما قلت بذلك أيضاً فأنا أظن أنني أنصفت الرجل مش بس إنصاف الحقيقة لأن أسوأ شيء في السياسات السلطانية العربية في هذا العالم أن كل نجاح يعتبر الرئيس أو الزعيم أو القائد مسؤولاً عنه بإلهامه وبدوره وبقيادته الرشيدة وتقدير العالم له وإلى آخره وكل فشل يوضع على غيره أو يوضع على مساعديه أو يوضع على المقادير.
ويمضي قائلاً: ومن المحقق أن مصر ـ سواء قدرت ذلك قيادتها السياسية أو لم تقدره ـ كانت في وضع لا يسمح لها مهما فعلت بالانتصار في معركة الستينات، وهنا تجيء المسؤولية التي يتحملها «جمال عبد الناصر». وقد يقال إن المؤامرة كانت أكبر من طاقته وأكبر من طاقة مصر، وأنها كان يجب ان تطاله وتطالها مهما فعل أو فعلت. ولكن مثل هذا القول لا يعفيه، فليس هناك شك في أن «جمال عبد الناصر» مشى إلى الفخ الذي نصب «لاصطياد الديك الرومي» ووقع فيه، ومن الغريب أنه في إدارته للأزمة وقع في خطأ كان هو دائم التحذير منه، فكثيراً ما كان يستشهد بمقولة شهيرة لـ»ونستون تشرشل» (الذي قاد بريطانيا في الحرب العالمية الثانية) يحذر فيها «من خوض أي حرب جديدة بنفس أسلوب الحرب السابقة».
والحاصل أن «جمال عبد الناصر» وقع في هذا الخطأ ذاته، فقد قاد أزمة سنة 1967 متأثراً بالمناخ الذي قاد به أزمة سنة 1956 قبلها بأحد عشر عاماً، وكانت كل الظروف مختلفة!
وينتقد هيكل المشير عامر عندما صرح:
« ان تحرك قواتنا إلى سيناء استعداداً للمعركة يجعل إسرائيل تفكر مرتين قبل ان تقدم على غزو سوريا». وضع هذه الجملة في اعتقادي في نهاية التوجيه السياسي لقائد عسكري يدي الإيحاء ولو بالقصد أن الهدف هو مجرد التهديد، في فرق جداً، بنعمل مناورة، السياسة.
ومعه الحق في نقده، لأن ذلك التصريح ساذج وغير مسؤول.
مشكلة القيادة المصرية في ذلك الحين، ـ خصوصاً عبد الناصر ـ إنها قد تأثرت (بأزمة الصواريخ في كوبا) بين الإتحاد السوفيتي وأمريكا، عندما حوصرت كوبا وأصبح العالم كله على شفا حرب نووية عالمية، ونسي ناصر أنه ليس كينيدي، وأن مصر ليست أمريكا ـ مع احترامي لناصر ومصر ـ، ولكن هذا هو الواقع.
وينتقد هيكل كذلك الزحف (الاستعراضي) للقوات الذاهبة إلى سيناء، ولكي يأخذ هذا الزحف جماله وأبهته لابد وان يمر في شوارع القاهرة، ليحظى (بزغاريد) النساء الغلابا، وهذا ما كان فعلاً، وكان منظراً مضحكاً يدعو للشفقة.
فما هكذا تكون الحشود، وما هكذا تدار الحروب، وما هكذا تكون العقليات (الاستراتيجية) للقادة؟!
وعلى فكرة فعبد الناصر متخصص في هذا المجال مثلما ذكر هيكل في كلامه عنه عندما قال: جمال عبد الناصر دائماً يكرر حاجتين مهمتين قوي دائماً يقولهم، وأظن من تجربته في التدريس في كلية أركان حرب، جمال عبد الناصر درس مادتين في كلية أركان حرب درس تاريخ عسكري ودرس استراتيجيا يعني وأظن أن الاثنين سابوا عنده أثراً، بأفتكر أنه كان دائماً يقول إيه؟ كان دائماً يستشهد بحاجة سمعتها منه مليون مرة، حاجة هو قرأها لفون مولتكا القائد الألماني الشهير وتشرشل استعملها مع جنرالاته مرة في الحرب العالمية الثانية وقال لا تحاربوا الحرب التي مضت.
ومع ذلك مثلما يقول هيكل: كان هاجسه دائماً (حرب السويس) سنة 56، وكان يكررها في كلامه دائماً، وقد أدار حرب 67 بنفس العقلية التي أدار بها حرب 56، وكنت حاسس أن ثقافة السويس كانت طاغية على تصرفاته.
أي تناقض هذا يصدر من رجل كان يدرس الضباط في الكلية الحربية علم (الاستراتيجية)؟!.
إنني والله لست في عجب، ولكنني في ذهول.
أعانني الله على إكمال ما أكتب قبل أن يغمى عليّ، وإلى اللقاء غداً.
في الحلقة المقبلة
•لا أظن أن الحساب قد جرى من الشعب.. ولكنني على يقين أنه سوف يجري يوم الدين
•لماذا ظل مركز قيادة الجبهة مغلقا يوم 5 يونيو 67 ؟
•قادة بهذا التخبط وكأنهم لا يبتعدون عن طلاب في الصفوف الإعدادية
•عدد الجنود الإسرائيليين بلغ 275 ألفاً مقابل 125 ألف جندي مصري
حد من الوادي
06-10-2012, 01:05 AM
الخميس, 03 مايو 2012 14:47
د.عيدروس النقيب جندي ياباني من طراز جديد!
علي نعمان المصفري
مؤخرا كتب د. عيدروس النقيب, المُنظر الجديد لإستمرارية يمننة الجنوب العربي حول الموضوع أعلاه وتم نشرة في عدة مواقع على الشبكة العنكبوتية. وذلك لتبرير فشلهم ومحاولة جر شعب الجنوب الى مربعات المتاهات وتفريغ أنتصارات اليوم لمسيرة تحرير الجنوب السلمية وقوة حضورها بهدف الألتفاف عليها وتمييع جوهر ومفهوم واقعها. فقد باءت جهودهم بالفشل لتخلفهم عن الحدث في المشهد. لذلك لاينطلي على أحد هذا التزييف الذي ورد في أدعاءآته لنكرانه حتى لهويتة الجنوب العربي التي ولد وترعرع فيها وتشبعت كل خلايا موروثه النووي فيها من هوائها ومائها ومانبت عليها وما حواه بحرها وتحت ترابها.
لا غرابة في أن ينضم د.عيدروس النقيب الى فوج المهاجمين الجدد القدامى من دعاة يمننة الجنوب ولا يبتعد كثيرا عن د.سيف العسلي(الأم والخاله) ولا د.عبدالله الفقيه, في مقالته المستور عنه في الوحدة اليمنية قبل سنوات وأراد ذوبان شباب الجنوب بذرهم في شتى بقاع اليمن على نفس النهج الستاليني كما حدث لشعوب آسيا الوسطى التي بقت هويتها وطاح الأتحاد السوفييتي.
ويندرج هذا الطابور ضمن الحملة الشرسة التي يشنها دعاة يمننة الجنوب العربي, خصوصا بعدما شهد الجنوب تطورات مشهودة وضحت على مستوى المشهد السياسي لصالح قوى مسيرة التحرير الجنوبية ووصول القضية الى المستوى الدولي والأقليمي مجسدة بالعرق والدم على أرض الواقع حقيقة وجودها, من الصعب أطلاقا تجاوزها أو نكرانها لأنها ليس حقائق على الأرض فقط بل أيضا عقيدة مسكونة في وجدان الناس تحت سقف مرجعية واحدة في الهوية والدولة على كامل أرض الجنوب المحتلة وعند حدود يوم الأستقلال عن بريطانيا في 30 من نوفمبر 1967.
ذلك بعدما حاول أعداء وقراصنة الجنوب طمس هويته وسلب ونهب أراضيه ودفن قضيتة نهائيا من خلال نصرهم المزعوم في 7 يوليو 1994 بوقوع الجنوب تحت أحتلال الجارة الجمهورية العربية اليمنية بعد مسلسل مسرحية هزيلة بدأت تنسج خطوط عنكبوتها في خمسينيات القرن الماضي وتوالت في مؤامرات عدة أفضت بوضوح في شراستها عشية الأستقلال في 30 نوفمبر 1967 عندما تم التحائل على كافة القوى السياسية الجنوبية كحزب رابطة أبناء الجنوب العربي وجبهة التحرير ورديفها التنظيم الشعبي وتسليم الجنوب للجبهة القومية وفق مبرر ميكافيلي في غايتة يمننة الجنوب العربي ووسيلته التحائل والتآمر وفرض العنف والقوة على كل أبناء الجنوب لقبول نظام حكمهم الديكتاتوري الأستبدادي.
ويأتي بل يتفق هذا تواصلا للمشروع اليمني الذي ظل الأئمة على مدى حكم 73 أمام وحتى أنقلاب 26 سبتمر 1962 على آخر أمام وهو الأمام أحمد بن يحي بن حميد الدين. هولاء الأئمة كرسوا كافة جهودهم وصبوا جلّ همهم في كيفية السيطرة على الجنوب العربي الثروة والجغرافيا والتاريخ.
ماعجز عنه الأئمة تم مواصلته من قبل بعض أبناء اليمن المقيمين في الجنوب من خلال أستغلال الظروف السياسية الجديدة لحركات التحرر في منتصف القرن الماضي والنهوض الناصري القومي الحركي التحرري وتحسن وتطور المناخ السياسي في عدن بظهور العمل النقابي والسياسي المتعدد وحرية الصحافة والأنتخابات التشريعية في عدن وتكريس تلك المستلزمات نحو السيطرة على أدواة العمل السياسي وأخراج مشروعهم عبر تأسيس الجبهة القومية, أحد أمتدادات حركة القوميين العرب التي كان مركزها بيروت. ومن ثم الأعلان بقرار يمني في صنعاء على قيام ثورة 14 أكتوبر 1963 على الرغم من أنقضاء فترة مقتل بن لبوزة بشهور مستغلينها كمناسبة لحدث لتحفيز وتأجيج المخزون الهائل من معاناة شعب الجنوب من الأحتلال البريطاني للجنوب.
رغم أنه مسبقا تم مناقشتها في عام 1959 تحديد موعد لأقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة على أستقلال الجنوب العربي والبحرين والذي تم فعلا في 11 ديسمبر 1963. ولمزيد من التوضيح راجع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لأقرار أستقلال الجنوب العربي ولم يذكر الجنوب اليمني في ذات العام مع البحرين وعلى تتويج الأستقلال لكلاهما في عام 1968. فهل كل الدول الأعضاء في المنظمة الدولية على باطل في تأكيد وأقرارهوية الجنوب العربي ود. عيدروس على حق؟.
قرارات المنظمة الأممية ووثيقة الاستقلال التي وقعت في جنيف سويسرا في يوم 29 نوفمبر 1967( راجع الوثيقة). وما قبلها المباحثات بين وفدي الحكومة البريطانية ووفد الجبهة القومية تجسد واقع الجنوب العربي وتناسى عيدروس هذة الحقائق لغياب بصيرتة وخلوها من المنطق لتبقى خاضعة للأملاءآت عليه وفق مبدأ ما قاله سيدي أفكر أنا ؟
لذلك وللسيطرة على الجنوب تم الأنقضاض عليه ومحو هويتة وإستبدالها بهوية الجارة الجمهورية العربية اليمنية بعد خلافات حادة يوم 30 نوفمبر 1967 قبل الأعلان على قيام الكيان السياسي الجديد وذلك بين الرئيس الشهيد قحطان الشعبي والمفكر فيصل عبداللطيف الشعبي طيب الله ثراهم وزملائهممن جانب وبين الجناح اليمني في اللجنة التنفيذية لجبهة القومية ممثلا بعبد الفتاح أسماعيل الجوفي من جانب آخر. أنتصر في هذة الخلافات التيار اليمني بتسمية الكيان السياسي الجديد بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية على تراب الجنوب العربي.
لقد أستغلّ أصحاب مشروع يمننة الجنوب العربي خلاصة عوامل رئيسة حينه للتحائل والأستباق تأسيسا على أنقلاب صنعاء في 26 سبتمبر 1962. وأهم تلك العوامل:
1- المد الناصري القومي التحرري وحضورة القوي عسكريا في الجمهورية العربية اليمنية وصراعه المحتدم مع بريطانيا في ظل الصراع الدولي بين الشرق والغرب أثناء الحرب الباردة من 1945 نهاية الحرب العالمية الثانية وتشكل القوتين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الامريكية وحتى أنهيار الاتحاد السوفييتي جورباتشوفيا في 1990.
2- المعاناة والإحتقانات ومحاولات أنتفاضات المناطق في الجنوب على بريطانيا في مستويات من المراحل المختلفة وأزمنه عدة لم تنجح حينة لعدم أمتلاكها الشروط اللازة للنجاح لغياب العنصر الذاتي في توفيرالدعم الأقليمي والدولي وضعف تنظيمها في حلقة تواصل مع بقية مناطق الجنوب العربي.
3- مكنون العداء اليمني على أمتداد تاريخة في النظرة الخبيثة على الجنوب العربي.
4- التنظيم الجيد لليمنيين في في حلقات متكاملة وفق شبكة متزاوجة مع بعضها في تنوع أجتماعي مهني نقابي وسياسي ضمن النسيج المجتمعي العدني مما جعلهم على قرة كافية في الحضور في القرار الأجتماعي والنقابي ومختلف أدوات التواصل الأداري والمالي والأجتماعي والأعلامي التي كانت بمنأى عنهم لوقوانين الهجرة والجنسية .
بحيث أعتمدوا على المال والأعلام سبيلا رئيسا في أستكمال التواجد في تلك المجالات.لقد تناسى عيدروس النقيب حتى أن بطل وفارس القومية العربية جمال عبد الناصر أكد ماذهبت اليه.
وفي مقالة سابقة كتب الكاتب: جمال عبد الناصر رجل بحجم أمة:رفعتنا علو الثريا عندما كنا تحت أطراف الأستعباد, وفاخرت بنا بين الأمم وهاماتنا لا تنحو لجائر ومستعبد. وقوفك عام 1964 في تعز وكلماتك الحيوية لازالت في عمق أعماقنا. لأنك الأصيل ولا تنكر الأصل. ثبتْ هويتنا الجنوبية العربية قولا وفعلا. عندما قال جمال: على بريطانيا العجوز اليوم أن تأخذ عصاها وترحل من الجنوب العربي ولم يقل جمال الجنوب اليمني وهوبطل القومية العربية.
ماذا جرى بعد ذلك غير أن البحرين أستقلت دون قطرة دم بينما الجنوب العربي لازال ينزف حتى اللحظة؟ وكأننا بالفعل ماكنا بحاجة الى ثورة مثل هذة؟؟ولهذا نجد أن ما عجز الحزب الأشتراكي على أستكماله في الجنوب ليمننته, عمد النظام القبلي العسكري الذي وقف ويقف على رأسه الرئيس علي عبدالله صالح, عمد هذا النظام على تواصل حلقات وقوع الجنوب بأحكام بين براثن اليمننة, بحيث الكل مع الأئمة ألتقون عند باب اليمن؟ونتائجها تبينت في كل الأحداث التي شهدتها ساحة الجنوب منذو أعلان الحرب على الجنوب في 27 أبريل 1994 أبريل 1994 وحتى آخر ساعات يومنا هذا لازالت تتواصل؟
المؤلم والمؤسف أن نفر من بقايا دعاة اليمننة في ماتبقى من الحزب الأشتراكي اليمني لم يخجلوا ولا يعيبوا أنفسهم بمافعلوه بالجنوب الأرض والشعب منذو أستقلاله ولا يحرك ضميرهم لهم ساكن لما حلّ به من بلاوي زرقاء كانوا السبب فيها. تجللّت مشاهدها الدامية في كل دورات العنف خلال حكمهم بقوة النار والحديد والكفاح المجيد على مدى 23 عام وحتى بيع الجنوب رخيصا في 22 مايو 1990 المشئوم.
والدكتورعيدروس ربض عند ذات التعليمات التي أعطيت له حين تأطيره في المنظمة القاعدية وبقى راكدا يحبو عند مستواها دونما يقدر على تجاوز قمم وقيعان المساحة المرسومة لتحركه الفكري فيها على الرغم من نزوحه رصد الى جعار ومنها الى عدن وبلغاريا للتأهيل ليسقط أخيرا في عمق بئر اليمننة الجافة. ويبدو أن ثقل الجرعة في أطار شبكة الرفاق ومطبخ محسن الشرجبي أعاقته عن قدرة الحركة للتواصل مع مجتمعه الجنوبي بالرغم من تواجده الشكلي في نسيجه ليخضعه لتقبل أوامرالمركز القائد دونما لوازع الأنتماء قوة التأثير عليه لقوة المجال المغناطيسي الثابت عند يوم إلتحاقه بالرفاق.
وهو ما يذكرني عندما تم مؤخرا قبل عقد من الزمان قيام أحدى دوريات الشرطة اليابانية في أحدى الغابات القبض على شخص هرب بجلده بمجرد حضور الشرطة الى الموقع صدفة مما أثار أنتباهها لتلاحقة ويتم القبض عليه لتكتشف أنه أحد جنود الجيش الياباني الذي شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الحلفاء وأعطيت له الأوامر من قائد وحدتة في البقاء في ذلك الموقع وحمايته والدفاع عنه. ومنذو ذلك الحين بقى صاحبنا مرابطا على الرغم من أنتهاء الحرب ومرور كل هذة العقود . ليسأل من أنتصر في الحرب؟. وهي الحالة التي وقف عندها د.عيدروس النقيب ولم يبارحها حتى الآن ليصبح جنديا يابانيا لكن من طراز جديد؟.
ولهذا د. عيدروس لم يفرق بين دولة إتحاد الجنوب العربي كمحميات بريطانية تضم السلطنات والمشيخات والأمارات الغربية والمحميات الشرقية منها حضرموت السلطنة القعيطية والكثيرية والمهرة الذين لم ينضموا الى الأتحاد فقط لأختلافات في مفاهيم أدارية في أطار الأتحاد لظروف بعضهم في عدم أستيعاب ضرورة قيام الأتحاد. لكنهم شرقا وغربا ضمن مكونات الجنوب العربي وعملتها الموحدة التي أصدرتها مؤسسة النقد للجنوب العربي كانت متداولة حتى بعد الحرب الضالمة على الجنوب في صيف 1994 . ومن الجدير الأشارة الية أنهم كلهم كانوا ضمن أدارة موحدة عليا تحت الأنتداب البريطاني.
لهذا العديد من فلاسفة اليمننة يحاولون أستغلال عدم أنضمام المحميات الشرقية لأتحاد الجنوب العربي كذريعة يهدفون منها النيل والتشكيك بمشروعية الجنوب العربي الهوية ليتناسون حقيقة التاريخ والجغرافيا والتكوين الأجتماعي السياسي العصبوي منذو الأزل لوحدة العصبية والعقلية المبنية عليها أسس مفهوم وقواعد قبول شعب الجنوب العربي للدولة الحديثة دونما لليمن قدرة قوام أستيعابها حتى اللحظة في صنعاء المقسمة التي يريد توحيدها عيدروس على أنقاض الجنوب بتأكيدة كما قال على يمنية الجنوب للذهاب به الى مقبرة خزيمة مرة أخرى؟؟
وبخصوص تعريفه للجنوب العربي على أنه جزء من اليمن وعلى أنها رسائل مفخخة لم يدر صاحبنا أنه ومن يقف معه هم من يحاولون تفخيخ كل الطرق نحو أستعادة الدولة والهوية الجنوبية على عدة محاور مإسيها في ما يحصل اليوم على الأرض من تشتيت وتمزيق لمكونات مسيرة التحرير السلمية من قبل أفراد يعرفهم بالأسم د. عيدروس. وبأن الجنوب يمني أكد على ماقاله الشيخ عبدالله الأحمر ألتقى معتبرا الجنوب فرع عاد الى الأصل.
لم يقرأ التاريخ جيدا من أن تسمية اليمن جاءت نتيجة لاطلاق العرب على مناطق تحركاتهم في الشتاء والصيف وتجارة البخور بحيث قسموها لتشبيهها بالجسد. في أن كل ما هو شمال الكعبة شام ومايقع يمينها أو أسفلها يمن ووسطها الحجاز.ومن التاريخ القديم والوسط والحديث حتى أستقلال الجنوب لم يكن خاضع أو مشترك في كيان سياسي موحد سوى عشية اليوم الأسود في 22 مايو 1990. وأن اليمن السعيد تم أستبدالها بالعربية السعيدة.
تأسيسا عليه أقول للدكتور عيدروس وأمثاله أخرجوا الى واقع الجنوب وماذا يريد شعبه كما خرج أعضاء حزب الأحرار في الدورة السابعة للجنتكم المركزية في عدن حتى ولو متأخرا. فالجنوب يقبلكم حتى وأن غبتم عليه في دهاليز صنعاء؟. وأن سألتم من أنتصر في الجنوب مثل حكاية الجندي الياباني من أنتصر في الحرب العالمية الثانية؟ فشعبه هو الذي يصنع النصر وفق أرادتة السياسية. والشعوب دائما كما برهن التاريخ على أنها منتصرة وباقية والأفراد مهما تفرعنوا على الأرض زائلون. وكما دخلوا الغزاة عدن رحلوا كما جاؤوا وسيبقى اللجنوب العربي لشعبه.
لذلك أشعر من الخزى والعيب أن أناقش جنوبي بهويته. هولاء ومن ضمنهم د. عيدروس يتحفوننا اليوم بنكران ذاتهم وهويتهم وأرضهم وشعبهم الضحية بدم باردة ويرحلون الى هوية أخرى دونما يدركون أنهم يرمون الجنوب الى ما قبل الكهف. وبعد رحلة العذاب التي لازال شعبنا في الجنوب من رفاقه يسحب وزر مأساتة ويتجرع علقمها وهو الوضع المأساوي المزري القائم اليوم.
فبدل تكفيرهم لسئياتهم والأعتذار على ما أقترفوه يأتون ليكونوا ملكيين أكثر من الملك ذاته. وكانهم عميان وصم لايرون ولايسمعون حولهم . لكننا وبرغم تصالحنا وتسامحنا معهم ظلوا مصرين على ماضيهم. لذلك فهم معذورين أنهم وقعوا تحت تأثيرعملية غسيل مخ تخديرها لازال مفعوله في سلوكهم حتى اللحظة ومواقفهم دلائل واضحة على ذلك. صحى الجنوب من الصدمة لكنهم في غيهم باقون الى سوق الملح في صنعاء؟
وهل عيدروس مقتنع بالمشهد البائس وبما يحدث اليوم لأهلنا في الجنوب من تدمير نفسي وأخلاقي وصل الى حد أنهم فرضوا على نساء الجنوب أن يتحركون مثل الخيم السوداء في الشوارع تحت تهديدهم بماء النار. وهل يراقب تطورات المشهد العسكري والأمني في عموم مناطق الجنوب هذة الأيام وحلبات صراع الفرقاء في صنعاء على أرض الجنوب تحت مسميات القاعدة وأنصار الشريعة واللجان الشعبية التي تقاتل مع الجيش اليمني بهدف تطويق خروج الجنوب من مخالب أحتلالهم الذي لايقارن حتى مع أسرائيل في فلسطين؟.
وهل لايرى كيف تم تحول شعبنا الى شبه أمي وحرمان كل جنوبي من حقة في العمل والعيش والدراسة بعدما شهدت المنظمة الدولة لحقوق الأنسان على مشارفة الجنوب على الخروج من الأمية نهائيا. ألم يكن كافيا هذا في عودتكم الى جنوبكم؟ أو أنكم ايضا تريدون مع الغزاة مسخ الجنوب من الجهات الأربع الأصلية نهائيا بسبب الجنوب العربي وهذة أمنيتهم؟
أسئلة مهمة لابد من الأجابة عليها:
1- لماذا تم أختيار الجبهة القومية لتسلم الأستقلال دون مشاركة ديمقراطية حقيقية ألتزمت بها دولة الأحتلال على تطبيقها؟
2- ولماذا أعطيت للجيش العربي الأوامر لدعمها وحسم الموقف عسكريا لصالح الجبهة القومية في الحرب الأهلية نوفمبر ديسمبر 1967؟
3- لماذا تم تغيير الهوية من الجنوب العربي الى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية, مع أن اليمن لم يدخل في مصطلح الكيان السياس سوى عند تحويل المملكة المتوكلة الهاشمية الى المملكة المتوكلية اليمنية اليمنية في عام 1917 من قبل الأمام يحي؟
4- لماذا تم الأنقلاب على الشهيدان قحطان وفيصل؟ ولدي شهادات حية بذلك على أن الشهيد فيصل قال: أذا قتلت قبل عبد الفتاح فهو قاتلي والعكس؟
5- ولماذا ظلّ الجنوب في دورات عنف مستمرة حتى هذة اللحظة؟
6- ولماذا قامت الحرب الأهلية في 13 يناير 1986 وكيف كانت القشّة التي قسمت ظهر البعير؟
7- ولماذا تلك العجالة في وحدة إندماجية في 22 مايو 1990 دون مشاركة شعبية في القرار وأختزال سنة للأعلان منذو التوقيع بموجب الأتفاق المحيروالمثير جدلا في 30 نوفمبر 1989 الى 6 أشهر؟
8- وكيف تم تدمير الدولة الجنوبية ومؤسساتها وكيف تمت حرب 1994 وماتلاها من مراحل مؤلمة وقاسية حتى اليوم؟
9- لماذا تمت كل قوانين التأميم والأصلاح الزراعي والأستثمار؟
10-لماذا تم تجميد أستخراج الثروات ومحاربة الأستثمارات المحلية والأجنبية؟
11- لماذا حولوا ميناء عدن من ثالث أشهر ميناء في العالم الى ثالث ميناء في آخر القائمة؟
12-هل الثورات تقوم من أجل تطوير المجتمعات من عند مستوى ولحظة أنطلاقها أم تجعل المجتمات أكثر تعاسة في حلتنا اليوم؟
13- ألم تعاقب عدن بتصدير ثروتها الى هونج كونج ومؤخرا دبي التي أستأجرت ميناء عدن كمستودعات وفق إتفاقية مشبوهة؟
14- لماذا حولتم الجنوب الى بؤرة توتر لتحرير العالم من بحر اليابان الى البحر الكاريبي؟ وجلبتم العداء لشعب كان في القمة وبسبكم اليوم في الحضيض غارق في صانونة هواكم؟
15- ولماذا ظل شعب النوب يدفع ضريبة مغامراتكم مع العالم والأقليم وهاجس تخوفهم لازال حتى اللحظة لربطهم تاريخ الجنوب بتاريخ حزبكم الذي لايفقه منها سوى حوشي وباب اليمن؟
16-ولماذا في الجنوب تم قتل كل حي تأسيسا على النظرية المعتمدة عليهاعقليتكم لتتركوا الجنوب وسط شوك مصائبكم ينزف حيا دون وازع ضمير, ولم يكن لكم موقف منذو 22 مايو 1990 غير أنكم أدرتم ظهركم وكأنكم يوسف عليه السلام مع أنكم بياعوه وشرعنتم أحتلال الجنوب بعودتكم الى صنعاء بعد الحرب حيث كان من الأحرى أن تنأون بأنفسكم وتعلنون ولو حتى العمل السري تحت واقع الأحتلال أو الأعلان على أغلاق كل دكاكينكم بالأفلاس والحصول على الأقل تعويض برضاء من شعب الجنوب, لكنكم دفنتم رؤسكم في رمال يمننة الجنوب كالنعام؟
هذة وقضايا أخرى ومحاور رئيسة سنتناولها بشفافية في المقال القا
حد من الوادي
06-12-2012, 01:20 AM
خطأ في الترجمة استعمل تعبير «سحب القوات» بدلاً من «إعادة الانتشار».. فانسحبت القوات الدولية
مركز قيادة الجبهة ظل مغلقاً يوم 5 يونيو 67.. وسفر عامر تأخر بأمر ناصر
 عدد الجنود الإسرائيليين بلغ 275 ألفاً مقابل 125 ألف جندي مصري
 ما هي الدولة التي تأتيها فريستها إلى حيث تريد.. ولا تفترسها؟
محمد حسنين هيكل
وأتت بعد ذلك الطامة الارتجالية المتسرعة بخطاب وجَّهه الفريق محمد فوزي إلى الجنرال (ريكي) قائد قوات الطوارئ الدولية ونصه:
أحيطكم علماً بأنني أصدرت تعليمات إلى جميع القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة لتكون مستعدة للعمل ضد إسرائيل فور قيامها بعمل عدواني ضد أي دولة عربية.
وتنفيذاً لهذه التعليمات تجمعت قواتنا في سيناء على حدودنا الشرقية. ولضمان أمن القوات الدولية المتمركزة في نقط المراقبة على حدودنا أطلب إصدار أوامركم بسحب هذه القوات فوراً.
وقد أصدرت تعليماتي لقائد المنطقة العسكرية الشرقية فيما يتعلق بهذا الشأن.
أفاد بتنفيذ هذا الطلب.
ولم يملك الجنرال ريكي إلاّ أن يستجيب، فالقوات وضعت وتمركزت أساساً بموافقة مصر بعد مهزلة السويس، وهي تنسحب بطلبها كذلك، وتقرير (يوثانت) الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد مثلما يقول هيكل:
على أن مهمة قوات الأمم المتحدة مهمة واحدة، حزمة واحدة فإذا طلبت رفعها من مكان سقطت شرعية وجودها، معنى شرعية وجودها، لأنه هي موجودة علشان تمنع آلة الحرب فإذا جئت قلت لي ابعدها لأنه في اشتباك إذاً فمهمة القوات المتحدة هنا سقطت، بتقول لي بقى هي رايحة حتفظ السلام وانت جاي تقول لها ابعدي لأنني قد أحارب، هنا في تناقض في الرؤى تناقض في التعبيرات، هنا في هذه اللحظة أنا أعتقد أنه اتحطيت قدام مأزق وهو مأزق أن تطلب سحب كله أو توافق على بقاء كله، هنا التصعيد وصل إلى درجة أصبحت قلقة وحرجة، استقر عليه الرأي في القاهرة بعد مناقشات طويلة أنه ليس أمامنا مفر إلاّ أن نطلب سحب القوات لأنه بعد ما مشيت كل هذه وأتت الفرصة التي تنتظرها إسرائيل على أحر من الجمر، وأصبحت الأزمة مثالية بالنسبة لها، إنها أزمة متصاعدة وبدا أنك صعدتها وبأزمة أحدثت مضاعفات وبدا أنك المسؤول عنها وبأزمة أحدثت درجة هائلة من التعبئة أصبحت ضاغطة عليك سواء من العالم الخارجي يقول لك لا، أو من جماهيرك وهذه هي قضية كانت باعتقادي سنة 67 قضية لعبت دوراً كبيراً جداً فيما حصل بعد ذلك.
هذا الكلام لهيكل وليس من عندي، وهو انتقد صيغة القرار أو الأوامر بحدة قائلاً: إن ذلك القرار فشل حتى في اختيار الكلمات في اللغة الإنجليزية لكن على أية حال وصلنا إلى حيث إحنا كنا قاصدين نطلب طلباً معيناً فاتسع الطلب وخلق تبعية، كويس، والأمور تأزمت وأصبح وأنا وقتها أنا شايف وأنا حقيقي المرة اللي فاتت أنه أنا كنت قلقاً جداً من عملية الحشد والتعبئة الشعبية وإلى آخره وأنه أظن أنه في غيري كمان أبدوا قلقهم وأنا اذكر منهم على وجه الوضوح صدقي سليمان رئيس الوزراء كان ضد قرار قفل خليج العقبة وإنصافاً له كان قلقاً جداً من عملية التصعيد ولكنه هو بطبيعته ما يحبش الكلام.
وعندما انتبهت القيادة المصرية لذلك الخطأ الفادح في التعبير، فبدلاً من أن يستعملوا تعبير: (إعادة التمركز)، أو (إعادة توزيع القوات)، استعملوا بدلاً من ذلك (سحب القوات فوراً).
وعندما اكتشفوا غلطتهم التي لا (تترقع) أسرعوا بكتابة خطاب آخر معدّل، واتصلوا بالجنرال (ريكي) يخبرونه بأن الخطاب في الطريق نرجوكم لا تنسحبوا، غير أن الجنرال ريكي قال لهم لما معناه: (لقد سبق السيف العذل)، وكأن قادتنا بذلك التخبط لا يبتعدون عن تلاميذ في الصفوف الإعدادية.
وبدأت القوات الهندية والقوات اليوغسلافية وغيرها من قوات دول العالم الثالث راحت مسلمة مواقعها للقوات المصرية فنشأ وضع لابد من السيطرة عليه لكن السيطرة عليه أصبحت تقتضي جهداً خارقاً غير عادي، سلمت بعض المواقف في شرم الشيخ ومع وجود قوات مصرية في شرم الشيخ بدأ يتقال الحصار، قفل خليج العقبة، لازم نقفله، ساعة ما بدأ موضوع قفل خليج العقبة أنا شخصياً وأنا بقولها ومعي ما كتبته في ذلك الوقت، قلقت جداً أولاً أنه هذا قد يقود إلى الحرب.
عند ذلك شمرت إسرائيل عن سواعدها، ومن هي الدولة (المتوحشة المجنونة) التي تأتيها فريستها طائعة مختارة إلى حيث تريد وتقول لها: (هيّا افترسيني)، ولا تفترسها.
وتركت إسرائيل الدبابات والمصفحات والعربات والجنود، وكل ما يمت للحشود العسكرية المصرية أن يكتمل ويتكدس ويتناثر في أنحاء سيناء، وهي بذلك ـ ولا مؤاخذة ـ تريد على طريقة الصيادين أن تصطاد أكبر كمية من البط.
عبد الناصر وعامر..علاقة وطيدة انتهت بمأساة
ويؤكد هيكل بعظمة لسانه: أن إسرائيل استطاعت أن تعبئ ما لا يقل عن (275) ألف جندي، فيما لم تستطع مصر أن تضع أمامهم أكثر من (125) ألف جندي.
طبعاً جندي عن جندي يفرق من حيث التدريب والانضباط والتعلّم والتسلّح، وعليكم أن تتخيلوا النتيجة لو كنتم مراقبين حتى قبل أن تبدأ الحرب.
ويعترف هيكل أن الخطة (قاهر) حضرت ووضعت موضع التنفيذ في غياب أي تشاور عسكري مدني، وغياب مجلس أمن قومي، وغياب أي اتصال بين الفرق.
يعني باختصار: الحكاية كانت (شوربة) بحق وحقيق ـ ولاننسى طبعاً صواريخ (الظافر والقاهر) ـ
وفي 2 يونيو اجتمعت القيادة السياسية العسكرية، وحدد عبد الناصر أن احتمال قيام إسرائيل بالحرب أصبح (100 %)، وحدد 5 يونيو بالذات لقيام الحرب، وأكد ضرورة الاستعداد لتلقي الضربة الجوية الأولى المنتظر أن توجهها إسرائيل، واحتج الفريق (صدقي محمود) قائد القوات الجوية، لأن معنى ذلك أننا نعطيها الفرصة لكي تكتسحنا ولن يستطيع طيراننا النهوض لتكملة الحرب، وسيحارب جيشنا مكشوفاً بلا غطاء جوي، ولابد أن نبدأ نحن بالضربة قبلهم، غير أن عبد الناصر أصر على رأيه قائلاً: لنترك إسرائيل تقع في خطأ العدوان، وتبدأ هي المعركة ثم نرد عليها.
وعندها استسلم قائد الطيران، وبدأ بتقديراته لقوات العدو وقال: إن لدى إسرائيل (250) طائرة، منها (25 %) غير صالحة، و(25 %) سوف يبقونها للدفاع الجوي، فيتبقى ما مقداره (130) طائرة لمواجهة ثلاث دول، وهي بالتالي لا تستطيع أن تستخدم أكثر من (80) طائرة ـ وفي اعتقادي أن تلك لم تكن تقديرات وإنما أماني إن لم تكن (أوهاما) ـ وانفض الاجتماع على ترديد أغنية عبد الحليم: (يا أهلاً بالمعارك).
وعملوا (تست) ـ تجرية اختبار ـ لمقدرة إسرائيل بالرصد ورد الفعل، فقامت طائرتان من طراز (ميغ) بطلعة استطلاعية على جنوب إسرائيل، وقد لاحظ التوجيه الجوي أن الطائرات الإسرائيلية المطاردة لم تخرج لملاحقة طائرات الاستكشاف المصرية إلاّ بعد 14 دقيقة من قيامها باختراق المجال الجوي الإسرائيلي. كما لاحظ الطيارون أن هذه الطائرات المطاردة، وكانت من طراز (ميراج) لم تستطع أن تحلق إلى مجال طائرات الـ(ميج). ففي حين أن طائرات الـ(ميج) كانت تطير على ارتفاع 18 كيلومترا من سطح البحر، فإن طائرات الـ (ميراج) لم ترتفع إلى أكثر من 16 كيلومتراً، أي بفارق 2 كيلومتر بينها وبين الطائرات المصرية. كذلك لاحظ طيارا الـ (ميج) المصريان أن بطاريات الدفاع الإسرائيلية أطلقت عليهما بعض صواريخ (هوك) ولكن مدى هذه الصواريخ لم يصل إليهما.
وقد رأ المشير «عبد الحليم عامر» أن يروي بنفسه للرئيس «جمال عبد الناصر» استنتاجاته واستنتاجات القيادة العامة من مهمة الاستطلاع، وكان تعليق عبد الناصر بالحرف الواحد: يظهر أننا بالغنا في كفاءة الطيران الإسرائيلي.
هناك أمر حصل وهو في (منتهى الغرابة) ولم يكتشف بعد، وهو طيران عامر من القاهرة إلى سيناء للإجتماع بقادة الجيش، وكان مقرراً له يوم 4 يونيو، وقد اتصل ناصر بعامر طالباً منه تأخير الرحلة إلى يوم غد لأن وفداً عراقياً سوف يسافر معه، وفي الغد كان من المفروض أن يسافر الساعة الخامسة فجراً، ولكن قبل الإقلاع أتته مكالمة من ناصر يطلب من المشير تأجيل الإقلاع إلى الثامنة صباحاً(!!)
وكانت طائرة عامر معلّقة في الجو عندما بدأ الهجوم الإسرائيلي على المطارات المصرية.
والسؤال الذي يطرح نفسه رغم أنفي: إذا كان عبد الناصر أكد (100 %) أن الهجوم سيقع يوم 5 يونيو فكيف سمح للقائد الأعلى أن يسافر، ولنفرض جدلاً أن ذلك القائد (الغبي المتمرد) ذهب رغماً عنه، أليس حرياً به وهو (القائد الأعلى للقوات المسلحة) أن يحل مكانه، بل أليس من المفروض وهو الضابط العسكري سابقاً والذي درّس الضباط في الكلية العسكرية علوم (الاستراتيجية)، وهو الذي كان له سابق خبرة في حرب 48، وهو الذي قدم رسالته في كلية أركان حرب وكانت عن نظرية (اللمبي) في الدفاع عن مصر.
أليس أحرى به أن يرتدي ملابسه العسكرية ويرابط ليل نهار تحت الأرض في غرفة العمليات العسكرية، بدلاً من أن ينام في بيته، وبدلاً من أن يذهب مرّة واحدة لا غير لكي يتأكد فقط عن عدد المطارات والطائرات المصرية التي دمّرت؟!، أليس ذلك ما يدعو للعجب حقاً؟!
وإذا كان هو مستكثراً على مصر أن يرهق نفسه في غرفة العمليات، فلماذا على الأقل لم يأمر ويعطي زمام القيادة للفريق محمد فوزي، وهو المسؤول الثاني بعد المشير؟!
لماذا ظل مركز قيادة الجبهة مغلقاً في ذلك اليوم؟!
لماذا أصبحت حلقة الوصل بين القيادة العامة ومسرح العمليات مقطوعة مثلما يقول اللواء الدغيدي بالحرف الواحد: إن إغلاق القيادة هو قطع رأس القيادات المسلحة وموت عقلها، والإغلاق هو موت مركز عمليات الجبهة، بل هو القبر بعد الحياة.
عبد الناصر يصافح عبد الحليم حافظ والى جواره عامر
في الحلقة المقبلة
حد من الوادي
06-28-2012, 01:05 AM
Sadaaden.com - 2012-06-27
علي ناصر محمد : أستعادة دولة الجنوب تكمن بالاستمرار والحرص على النضال السلمي وعدم السماح لأحد بأن يحرفهم عن الاتجاه الذي اختاروه منذ البداية أي الحراك السلمي الجنوبي الشعبي
،،"علي ناصر محمد" ، أحد قاده الكفاح المسلح في جنوب اليمن، عاصر أحداث جسام بعد الاستقلال وتمكن بحنكته السياسية من تجنيب الجنوب خسائر فادحه..... يحظى بشعبيه كاسحه في جنوب اليمن،وتحديدا في عدن.. عمل الرئيس (أبو جمال) لإيقاف حرب الاستنزاف بين شطري الوطن اليمني، وتمكن من إبرام مصالحة بين الجبهة الوطنية المدعومة حينها من قبل الجنوب والنظام في الشمال ... واتجه في خطوات مدروسة نحو تطبيع الحياة بين الشطرين بهدف تحقيق إعادة توحيد اليمن..
وعلى صعيد الشطر الجنوبي، شهد الناس انفتاحا اقتصاديا ملموسا، وتحسنت أوضاع المواطن الجنوبي إلى درجه ملحوظة...كما على تحسين العلاقة مع دول الجوار منهيا حقبه من أزمة الثقة بين وتلك الدول.. اختار طواعية الخروج من بلده بهدف إنجاح وحده 22 مايو، لم يشترط منصبا في دولة الوحدة ..... وبعد حرب صيف 94م دعا إلى تضميد الجروح و انتهاج سياسة واقعية مع نتائج الحرب, ولم تكن القضية الجنوبية محور اهتمامه فقط، بل كانت القضية اليمنية والشأن اليمني هو الحاضر في قلب وذهن الرجل.. كان لديه الإمكانية خلال حرب 94م وبعدها في ظل الصراع الإقليمي والدولي أن يلعب دورا بارزا باتجاه تحقيق موقع رفيع في ظل الصراع القائم، لكنه توقف عند النصح والجهد من أجل الحفاظ على الوطن. الرئيس علي ناصر محمد قائد وزعيم من العيار الثقيل ورقم صعب لا يمكن تجاوزه..(الأمناء) التقت الرئيس الجنوبي البارز علي ناصر محمد واليكم حصيلة الحوار معه,, :
حــــاوره / فـــــراس اليــــافــعي :
1ـ كيف ترون الأوضاع الآن في يمن ما بعد صالح؟
ج 1 ــ اعتقد أن اليمن يمر الآن بمرحلة انتقالية، والمراحل الانتقالية تكون في العادة صعبة ومعقدة، ويعود السبب في ذلك حسب رأيي إلى أن ملامح المرحلة الجديدة بعد الثورة التي قادها شباب ثورة التغيير لم تتضح أو تكتمل بعد ... كما أنه لم يتم حتى الأن التأسيس لمشروع جديد يقوم بمهمة التغيير المنشود، وعلى كافة المستويات، ونحن في مرحلة نجحت فيها الثورة بإسقاط رأس النظام إلا أن هدف تحقيق الدولة المدنية الحديثة لا يزال يجترح طريقه وفقاً للتحديات المختلفة وعلى حكومة الوفاق أن تكون بمستوى هذه التحديات ويتمثل أهمها في أيجاد حل عادل للقضية الجنوبية يرضى عنه الشعب في الجنوب، أيجاد حل لقضية صعدة والحوثيين التي تعرضت لحروب ستة ظالمة من نظام علي عبد الله صالح، مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، وهيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية، ومكافحة الفساد، والتصدي للبطالة والفقر والمرض، والبدء بعملية تنمية شاملة ... وهي ملفات كما ترى صعبة وملحة لا يمكن أن تقبل الانتظار وتمس صميم حياة الناس ... بل حياة اليمن بأكمله .. من أقصاه إلى أقصاه.
2 ـ هناك من يطالب بفك الارتباط وهناك صوت خافت يطالب بالفيدرالية في الداخل انتم تقفون مع من؟
ج 2 ـــ لا يخفى على أحد أن هناك اليوم مشروعان في الجنوب بالإضافة إلى مشروع الوحدة القائم ... المشروع الذي ينادي أصحابه بفك الارتباط عن الشمال واستعادة الدولة الجنوبية ... ومشروع الفيدرالية من إقليمين شمالي وجنوبي الذي بلوره بوضوح المؤتمر الجنوبي الأول المنعقد في القاهرة 20 – 22 نوفمبر 2011، وكلا المشروعين يستندان إلى عدالة القضية الجنوبية.
3 ـ اختلاف قيادات الجنوب في الخارج أدى إلى تشتيت الداخل ما هي أسباب ذلك الاختلاف ومن يقف حجرة عثرة في طريق الاتفاق؟
ج 3 ـ طبيعة بشرية، في الرأي والسياسة، وفي الفكر، وفي الرؤى ... ولكن توجد هناك باستمرار قواسم مشتركة، أو قضايا جوهرية يلتقي عندها الناس مهما اختلفت أرائهم أو توجهاتهم، واعتقد أن مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي الذي انطلق من جمعية أبناء ردفان في عام 2006م قد أرسى أساس التصالح منذ عام 1967م أو ما قبلها وما بعدها، وكانت له نتائج عظيمة على القضية الجنوبية وعلى الحركة السياسية والمجتمع ... ومنذ ذلك الحين وحتى قبله ونحن نقوم بإجراء حوار جاد ومسؤول مع مختلف مكونات العملية السياسية والاجتماعية الجنوبية للتوصل إلى تفاهمات وموقف موحد ورؤية واضحة لحل القضية الجنوبية، ونحن مع كل ما يعزز وحدة الجنوبيين في الداخل والخارج. وفي المحصلة فإن استمرار غياب رؤية موحدة وقيادة توافقية تجاه القضية الجنوبية سيفضي إلى أن يتصدى الشباب لقيادة المسيرة عبر مؤتمر عام وبدورنا سنبارك مثل هذه الخطوة.
4 ـ كيف ترى المبادرة الخليجية وهل تتفق في الرأي القائل بأنها أنقذت اليمن بعد أن وصل إلى حافة الهاوية وقبل أن ينزلق إلى الحرب الأهلية؟
ج 4 ــ البعض يرى أن المبادرة الخليجية أنقذت اليمن من الانزلاق إلى حرب أهلية كانت وشيكة ... فيما يرى بعض آخر أنها –أي المبادرة- أنقذت نظام علي عبد الله صالح من الانهيار الكامل، وأعادت إنتاج النظام السابق نفسه وهذا رأي شباب ثورة التغيير السلمية الذين يشعرون أن المبادرة لم تسمح لهم بقطف ثمار ثورتهم العظيمة التي قدموا فيها شهداء وتضحيات غالية، وينظر إليها الجنوبيون على أنها لا تخصهم لأنها تجاهلت قضيتهم.
5 ـ هل صحيح أن أسباب اختلاف الرفاق تعود للأحقية في تمثيل الجنوب ؟
ج 5 ـــ جميع أبناء الجنوب شركاء في صنع مستقبلهم مهما اختلفت أو تباينت رؤاهم السياسية .. ونرى أن التنوع يشكل عامل غنى ولا ينبغي أن يشكل عائقاً أمام وحدة الصف الجنوبي، سواء على مستوى القيادة، أم على مستوى القاعدة الشعبية العريضة ... اعتقد أن مبدأ التصالح والتسامح يصلح قاعدة لتحقيق هذه المهمة الوطنية العظيمة ... ونحن في الأول والأـخير نبحث عن حل لقضية شعبنا، ولا نبحث عن حل لمشاكلنا الشخصية.
6 ـ أين تجدون أنفسكم مع البقاء في الوحدة التي يرفضها الشارع الجنوبي أم مع فك الارتباط واستعادة هوية الجنوب؟
ج 6 ـــ نحنُ مع الخيار الذي بلوره مؤتمر القاهرة والذي سبق وأشرت إليه ... أي مع خيار صياغة الوحدة في دولة فيدرالية اتحادية بإقليمين (شمالي وجنوبي) سبق وأن طرحت هذا المشروع في وقت مبكر من انتهاء حرب عام 1994م الكارثية على كل من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان أل نهيان رئيس دولة الأمارات، وسعادة يوسف بن علوي وزير خارجية سلطنة عمان ... وكان رأينا ولا يزال أن التجارب الوحدوية الفيدرالية سواء في دولة الأمارات أم في دول أوروبا أو الاتحاد الروسي أو الولايات المتحدة أو الهند وغيرها... تصلح كأساس لحل معضلة الوحدة، وهي أرقى أشكال الوحدة وأكثرها قابلية للاستمرار إذا رضي بها الشعب، اعتقد أن مثل هذا الحل (الفيدرالية) فيه مخرج آمن لحل القضية الجنوبية والأمن والاستقرار واليمن والمنطقة والمصالح الإقليمية والدولية، ولكن القرار هو للشعب أولاً وأخيراً.
7 ـ البعض يرى بحديثكم عن الفيدرالية خيانة لــ أرواح الشهداء ما رأيكم بذلك؟
ج 7 ـــ لا نعلم لماذا يحاول البعض استغلال قضية الشهداء والجرحى بغرض التخوين غير المبرر في أطار الخلافات السياسية وتباين الخيارات.
8 ـ هل من ضغوط خارجية وراء اختياركم لمشروع الفيدرالية وتبنيه في مؤتمر القاهرة؟
ج 8 ـ مؤتمر القاهرة الذي تبنى خيار الفيدرالية، بلور رؤية استراتيجيه وطنية شاملة لحل القضية الجنوبية قابلة للحوار مع كافة الأطراف ورسم خارطة طريق للقضية، وحدد الإطار السياسي العام لحلها، ووضع أسس المشاركة في العملية السياسية، وأسس إعادة بناء النظام السياسي الفيدرالي، كما انبثقت عن المؤتمر قيادة جنوبية مؤقتة وبالتالي فإن الفيدرالية كمشروع للحل ليست رؤية شخصية أو اختياراً شخصياً بقدر ما هي بلورة لرؤية وطنية جنوبية ... كما أنها لم تات نتيجة أية ضغوط من أي جهة كانت ... وللأسف فإن هناك ثمة من يعارضها في الشمال وفي الجنوب ... ونحن نحترم مثل هذه الآراء ...
9 ـ كيف ينظر المجتمع الدولي لقضية الجنوب ومطالب الشعب بفك الارتباط؟
ج 9 ـ اعتقد أن المجتمع الدولي يتعامل مع قضايا المنطقة والعالم عموماً بما في ذلك اليمن من عدة منطلقات أولها مسؤوليته تجاه الأمن الإقليمي والعالمي، وثانيها مصالحه في المنطقة، وثالثها موقفه الأخلاقي من قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان ... وانطلاقاً من هذه المقاربة فإن المجتمع الدولي مهتم ربما أكثر من أي وقت مضى بما يجري في هذه المنطقة وتحديداً في اليمن وإفرازاتها وأولها القضية الجنوبية العادلة ... وقد لمسنا هذا الاهتمام في كل لقاءاتنا مع ممثلي الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية وسفراء عدة دول أوروبية ... المهم كيف نعبر نحن عن قضيتنا، ونقنع الآخرين بعدالتها .. والمهم أيضاً أن نمتلك رؤية واقعية موحدة ومرجعية قيادية لكل أبناء الجنوب حتى يساعدنا المجتمع الدولي، وكما لمست لديهم الاستعداد والمهم أن نساعد نحن أنفسنا.
10 ـ ما دوركم ألان في الساحة السياسية مراقب أم متفرج أم مشارك فعال ؟
ج 10 ــ متفرج بالتأكيد لا .... مُراقب .... أيضاً لا ... وبالتأكيد هو دور متواضع
11 ـ ما هي الحلول ليتمكن أبناء الجنوب من استعادة وطنهم ؟
ج 11 ــ الاستمرار والحرص على نضالهم السلمي، وعدم السماح لأحد بأن يحرفهم عن الاتجاه الذي اختاروه منذ البداية أي الحراك السلمي الجنوبي الشعبي ... وتعزيز قيم مبدأ التصالح والتسامح وتجسيده قولاً وعملاً، والتعجيل في وحدة الصف الجنوبي بمختلف مكوناته السياسية والاجتماعية ... على مستوى القيادة وعلى مستوى القاعدة الشعبية العريضة.
12 ـ انجر تيار في الجنوب إلى إيران ينظر له البعض بــ (( هرولة)) ما مدى تأثير ذلك على علاقة الجنوب بدول المنطقة؟
ج 12 ــ إيران دولة إقليمية كبرى ... ودولة جارة لمنطقة الجزيرة والخليج ... وتربطها علاقات باليمن قديماً وحديثاً، وأن كان قد شابها بين وقت وآخر بعض التوتر وبعض الاتهامات فيما يتعلق بدور إيراني داعم للحوثيين حسبما كانت تقول بعض الأجهزة الرسمية والإعلامية لنظام صالح ... وكانت تربطنا في اليمن الديمقراطية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد ثورة الإمام الخميني علاقات ممتازة وظفناها لصالح الأمن والاستقرار في المنطقة.
لا يمكن تجاهل إيران كجارة وقوة إقليمية كبرى مؤثرة في أحداث المنطقة ... المهم كيف نوظف العلاقة معها بما يخدم قضيتنا العادلة ومصالحنا الوطنية والمصالح المشتركة بما يعزز الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة من العالم.
13 ـ ما هي الأسباب الحقيقية من عدم عودتكم إلى الوطن ؟ هل هناك مخاوف محددة ؟ أو شروط معينة ؟
ج 13 ــ لا هذا ... ولا ذاك ... لكنني لم اتخذ قرار العودة بعد ... وسبق وأن أكدت بأنني لا ابحث عن ضمانات أمنية بل ضمانات سياسية تهدف إلى معالجة عملية للقضية الجنوبية ومشاكل اليمن الأخرى ... وليس لدي مشكلة في العودة ولا مطالب شخصية فقد جربت السلطة من محافظ إلى رئيس للجمهورية.
14 ــ أوضحتم عدم مشاركتكم بلقاء السفارة البريطانية ورحبت بعقد هذه اللقاءات لماذا يصر طرف جنوبي الإيحاء بأنكم رفضتم اللقاء ؟ وما هي ملاحظاتكم على لقاء القاهرة ؟
ج 14 ـ لم أشارك في لقاء السفارة البريطانية في القاهرة مؤخراً، ولم يكن ذلك رفضاً للقاء والحوار من حيث المبدأ، أو اعتراضاً على أحد من المشاركين الجنوبيين فيه الذين أكن لهم كل الاحترام بل حرصاً مني على تمثيل أوسع للجنوبيين. علماً أنني التقيت السفير البريطاني وممثل الاتحاد الأوروبي في لقاء عشاء ... وبالإخوة الذين شاركوا في اللقاء في لقاء غداء في منزلنا تكريماً لجهودهم ولخدمة القضية وللعلاقات التاريخية التي تربطني بهم وأوصلت إلى الجميع وجهة نظري.
الرئيس علي ناصر محمد في سطور
علي ناصر محمد الحسني رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الفترة من 1980 إلى 1986. الميلاد في دثينه بأبين عام 1939. تخرج العام 1959 في دار المعلمين العليا فعين اثر ذلك مديراً لمدرسة دثينة الابتدائية. انضم إلى الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني منذ اندلاعه، وأصبح عضواً في المكتب العسكري. عين بعد الاستقلال 1967 حاكماً على الجزر اليمنية، ثم حاكماً على المحافظة الثانية(لحج) 1968.
مارس / آذار 1968 عضواً في القيادة العامة للجبهة القومية.
أبريل / نيسان 1969 وزيراً للحكم المحلي ثم وزيراً للدفاع 1969 – 1975 إضافة إلى منصبه كوزير للتربية 1974 – 1975.
اغسطس / آب 1971 أصبح رئيساً للوزراء وعضواً في المجلس الرئاسي إلى جانب إسماعيل وربيّع 1971 – 1978، وبعد الإطاحة بربيّع، أصبح رئيساً بالوكالة وذلك قبل أن يتم اختيار إسماعيل لهذا المنصب، الإّ ان الجبهة عقدت مؤتمراً استثنائياً في أكتوبر / تشرين أول 1980، وقررت تنحية عبد الفتاح وتعيين ناصر رئيساً للدولة واميناً عاماً للحزب ورئيساً للوزراء. وفي فبراير / شباط 1985 تخلى عن منصب رئيس الوزراء، واستمر رئيساً للدولة وأمينا عاماً للحزب حتى اندلاع أحداث 13 يناير 1986. يشغل حالياً منصب رئيس المركز العربي للدراسات الإستراتيجية ومقره العاصمة السورية دمشق.
القاهرة - صدى عدن - خاص
حد من الوادي
06-30-2012, 12:33 AM
توالت النكبا ت على شعوبنا بعد الاحتلال المصري لصنعاء وتعزوالحديدة ( واقاموعليها ماسمي بالجمهورية العربية اليمنية )
ودخلت الشيوعية للمنطقة والعملاء الخونة لله والعروبة والوطن ؟
http://www.youtube.com/watch?v=kH5OrE697Os&feature=related
وهاهوالعميل عبد الشيطان والشاويش يعقدون صفقة بيع هويتنا وبلادنا ونحن خارج الساحة؟
http://www.youtube.com/watch?v=YEQO1b3bQPo&NR=1
علي ناصروالسوفييت
http://www.youtube.com/watch?v=GgS_cI6FYfk&feature=related
(1 ) مقابلات تلفزيونية حول أحداث 13 يناير 1986م - عدن - اليمن
http://www.youtube.com/watch?v=c7OtGKNR430&feature=related
--------------------------------------------------
جرايم الاحتلال اليمني الهمجي بحق شعب الجنوب العربي المحتل
http://www.youtube.com/watch?v=FMSUsAo7HUM&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=-gx195opLUU&feature=related
قادة تاريخيون في القرن العشرين "عبد الفتاح اسماعيل"
كريم مروة
*عبد الفتاح اسماعيل 1939 – 1986
بدأ عبدالفتاح اسماعيل حياته السياسية في وقت مبكر. وواجهته منذ البداية مشاكل مع رفاقه في الجبهة القومية تمكن من تجاوزها . لكن حياته انتهت بمأساة في مستوى الكارثة قادته إليها خلافات حادة مستعصية على الحل بين رفاق الدرب والكفاح. كان منذ شبابه الباكر مهووساً بالثقافة وبالمعرفة. وكان بين رفاقه في الجبهة القومية أكثرهم يسارية وأكثرهم ثقافة. والجبهة القومية هي التنظيم السياسي الذي شارك عبدالفتاح في تأسيسه مع رفاقه من أعضاء الفرع الجنوبي اليمني لحركة القوميين العرب. كان عبدالفتاح اسماعيل، في مرحلة التحولات التي شهدتها حركة القوميين العرب في مطالع ستينيات القرن، في مقدمة الذين أعلنوا انتماءهم إلى الماركسية على طريقته.
وكان لكل من سبقوه وسبقوا رفاقه في حركة القوميين العرب إلى الماركسية طرائقهم سواء من الشيوعيين والاشتراكيين على اختلاف مدارسهم، ومن أحزاب حركة التحرر الوطني العربية والعالمية المتعددة اتجاهاتها وبرامجها السياسية والمتعددة أشكال نضالها. واستناداً إلى قراءاته الواسعة في الأدبيات الماركسية قديمها وحديثها، وإلى ثقافته الواسعة في ميادين المعرفة، رأى عبدالفتاح منذ وقت مبكر، لا سيما في المرحلة التي أعقبت انتصار ثورة أكتوبر في اليمن الجنوبي في عام ١٩٦٧ ، ضرورة لم تكن متوفرة شروطها في ذلك الحين لتبني الاشتراكية العلمية في دستور الجبهة القومية وفي دستور الدولة الجديدة. فاعترض عليه رفاقه الذين كانوا الأكثر إسهاماً في الثورة والأقوى في مؤسسات الدولة، وأبعدوه إلى القاهرة ليقيم فيها منفياً.
وهناك في القاهرة في عام ١٩٦٩ تعرفت إليه وابتدأت رحلة الصداقة بيننا حتى آخر أيام حياته. كانت تلك الفترة بداية الصعود المتواصل في مسيرة عبدالفتاح الحزبية والفكرية والسياسية، الصعود الذي ترافق على الدوام بالمتاعب التي قادته في نهاية المطاف إلى حتفه في عام ٩٨٦ م بعد عودته من منفاه في موسكو.
لكن عبدالفتاح اسماعيل ظل في مسيرة حياته المتعرجة نموذجاً راقياً للمثقف الحديث، حاملاً طموحات أشبه بالأحلام في اتجاه المستحيل في بلد كانت لا تزال العلاقات القبلية سائدة في وعي الجمهور وفي وعي النخب الثقافية والسياسية، ومن ضمنها تلك التي كانت قد اختارت الاشتراكية العلمية فكراً لها ونمط تطور للدولة اليمنية الحديثة. ولد عبدالفتاح اسماعيل في عام ٩٣٩ ا في مدينة عدن في جنوب اليمن لأبوين من فلاحي اليمن الشمالي. أتم دراسته الابتدائية والمتوسطة في المدرسة الأهلية في التواهي.
التحق بعد ذلك بمركز التدريب المهني التابع لشركة النفط البريطانية. وظل يعمل في الشركة من عام ٩٥٧ ا حتى عام ا ٩٦ ا . مارس العمل السياسي والثقافي في تلك الفترة المبكرة من حياته. وقاده نشاطه السياسي والثقافي بلا عمال الشركة إلى الاعتقال من قبل السلطات البريطانية وإلى الطرد من العمل. شارك في عام ١٩٥٩ في تأسيس أول تنظيم لحركة القوميين العرب في اليمن الجنوبي. بعد خروجه من شركة النفط البريطانية في عام ا ٩٦ ا توجه نحو التدريس في إحدى المدارس الحكومية. شارك في عام 1962م بتأسيس الجبهة القومية، التنظيم السياسي الذي أعلن في ذلك العام حركة مقاومة لتحرير اليمن الجنوبي من الاحتلال البريطاني ومن حكم السلاطين. واتخذت المقاومة أشكالاً متعددة بدأت بالمظاهرات الشعبية وانتهت بالكفاح المسلح. وكان لمدينة عدن دور بارز وأساسي في تلك الحركة.
تفرغ عبدالفتاح للعمل الفدائي وللعمل السياسي باسم التنظيم الجديد. وعندما طاردته السلطات البريطانية انتقل إلى العمل السري. انتخب عضواً في اللجنة التنفيذية في الجبهة القومية في مؤتمرها الذي عقد في عام 1965.وتم التجديد له في المؤتمرين الثاني والثالث. بعد الانتصار الذي حققته الثورة في الثلاثين من شهر تشرين الثاني من عام 1٩٦٧ م وحصول اليمن الجنوبي على استقلاله اختير عبدالفتاح لحقيبة وزير الثقافة والإرشاد وشؤون الوحدة اليمنية من موقعه كعضو في اللجنة التنفيذية للجبهة القومية.
وكانت له مساهمات كبيرة في أعمال المؤتمر الرابع للجبهة الذي عقد في عام انتصار الثورة. وكان همه في النقاشات حول وثائق الجبهة التركيز على الطابع التقدمي للدولة الجديدة، باسم الأفكار الماركسية التي كان قد بدأ يتشبع بها مع بعض رفاقه في قيادة التنظيم.
والمعروف أن قحطان الشعبي، أحد أركان الجبهة القومية، قد تولى رئاسة الدولة الجديدة بعد الاستقلال وتولى في الآن ذاته مهام رئاسة الحكومة. وظل في منصبه حتى شهر نيسان من عام ٩٦٨ ا .
وفي ذلك العام أوكلت رئاسة الحكومة إلى فيصل الشعبي الركن الآخر في الجبهة القومية. وظل الاثنان يمارسان دورهما في موقعيهما حتى كام ١٩٦٩ . وكان قد نشب خلاف بين الإتجاه القومي المحافظ والإتجاه الاشتراكي. وأدى ذلك الخلاف إلى خروج عبدالفتاح من موقعه في التنظيم والذهاب إلى منفاه الطوعي في القاهرة. لكنه لم يبق فيها سوى بضعة أشهر.
عاد بعدها ليمارس مع رفاقه من أصحاب الإتجاه الاشتراكي في تدعيم الإتجاه التقدمي للتنظيم وللدولة في أن. وكان الصراع قد انفجر في ذلك الحين بين الإتجاهين المشار إليهما داخل الجبهة وداخل مؤسسات الدولة. وكان ذلك الصراع يدور على وجه الخصوص بين فيصل الشعبي وابن عمه قحطان الشعبي ورفاقهما، وبين عبدالفتاح اسماعيل ومعه سالم ربيع علي (سالمين) وعلي عنتر ومقبل وعلي ناصر محمد وعدد من قادة التيار اليساري الاشتراكي الإتجاه.
انتهى الصراع بإخراج قحطان الشعبي من رئاسة الدولة وإخراج فيصل الشعبي من رئاسة الحكومة واعتقاله وقتله.
وتشكل مجلس رئاسة من خم4سة أعضاء هم: سالم ربيع علي الذي اختير لرئاسة المجلس، ومحمد سالم العولقي ومحمد علي هيثم وعبدالفتاح اسماعيل وعلي عنتر.
وأسندت الأمانة العامة لحزب الجبهة القومية إلى عبدالفتاح اسماعيل. وأسندت رئاسة الحكومة إلى محمد علي هيثم. واستمر الوضع على ذلك النحو إلى عام 1971 .
إذ أعفي محمد علي هيثم من رئاسة الحكومة وأسندت إلى علي ناصر محمد. وكانت قد أسندت إلى عبدالفتاح اسماعيل رئاسة مجلس الشعب في عام ١٩٧٠ .
وفي عام 1978 تخلى سالم ربيع علي عن رئاسة الدولة التي أسندت إلى عبدالفتاح اسماعيل الذي ظل يمارس دوره رئيسا للدولة حتى عام 1980 . انتخب عبدالفتاح في عام 1965 بعد انتصار الإتجاه اليساري أمينا عاما لتنظيم الجبهة القومية، وانتخب في عام 1970 رئيسا لمجلس الشعب. وظل يجدد له في المنصبين حتى عام 1975 في المؤتمر الخامس للتنظيم.
كان عبدالفتاح منذ البداية حريصاً على التعاون الوثيق مع القوى الرهنية الأخرى التي شاركت في انتصار الثورة. وكان أقرب تلك القوى إليه اتحاد الشعب الديمقراطي برئاسة المناضل الاشتراكي الكبير عبدالله باذيب. كما كانت تربطه علاقة وثيقة بأنيس يحيى، أمين عام حزب الطليعة. وعمل بجد ونشاط لتحقيق الوحدة بين المكونات الثلاثة للحركة الوطنية. وتحقق حلمه في عام 1975بتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني.
ولعب دوراً مهماً في صياغة الوثائق الأساسية الفكرية والسياسية والتنظيمية للحزب الجديد. وانتخب أمينا عاماً للحزب في مؤتمره التأسيسي. لكن طموحاته للعب دور أكبر من إمكاناته وخارج طاقاته قادته إلى الانغماس المفرط في العمل الفكري وفي الأدب. وصار صديق المثقفين اليمنيين والعرب الذين كان يعطيهم من وقته الكثير.
وفي تلك الفترة التي كان الصراع يتفاقم داخل الحزب الاشتراكي نحي عبد الفتاح من رئاسة الدولة ( ٩٨٠ ا) وعزل من مسؤولياته الحزبية والسياسية، وفرض عليه الذهاب إلى منفاه الثاني موسكو. وظل في موسكو حتى عام ١٩٨٥ . عاد بعد ذلك ليخوض مع عدد من رفاقه في الاتحاد الاشتراكي معركة الفصل التي قادته إلى حتفه في صورة غامضة لم يجو جلاؤها، في أعقاب المجزرة التي وقعت في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي في عام ٩٨٦ ا في ظل رئاسة علي ناصر محمد للدولة وللحكومة وللحزب. وهي الحادثة المأساوية التي قادت ذلك البلد والتجربة الرائدة فيه إلى التفكك وإلى الكوارث التي لم تنته فصولاً.
لعبدالفتاح اسماعيل كتب عديدة بينها دواوين شعر. وقد أجرى معه صديقه الشاعر أدونيس في عام ١٩٨٠ حوارا شاملا حول مجمل القضايا التي كانت تشغل المثقفين اليمنيين والعرب. وكانت تشغل كلا من عبدالفتاح وأدونيس. وأنقل للقارئ بعض فقرات من هذا الحوار المهم، فقرات تعبر عن الفكر النير الذى تميز به عبد الفتاح.
يقول عبدالفتاح جوابأ عن سؤال وجهه إليه أدونيس حول صعوبات التحول الاشتراكي في اليمن الجنوبي: "فعلا لا تزال بقايا القديم قائمة، كما قلت. وهذا يعني أننا بالفكر الاشتراكي العلمي- ولا أقول التطبيق الاشتراكي في هذه الظروف، ظروف مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية نعمل على تحويل المجتمع تحويلاً ثورياً على طريق الاشتراكية.
إن تغيير القديم كلياً، تغيير الماضي بما في ذلك علاقات الإنتاج الأبوية الموروثة من القديم أمر يتطلب نضالا كبيرا. لماذا؟ لأننا نريد خلق الإنسان اليمني الجديد المتحرر من جميع القيود، لا من قيد واحد فقط جميع القيود بما في ذلك الروابط العشائرية والقبلية التي هي نوع من النظام الأبوي".
من كتاب: (قادة تاريخيون كبار في ثورات القرن العشرين).
في الجمعة 29 يونيو-حزيران 2012 11:54:41 م
تجد هذا المقال في الاشتراكي نت
حد من الوادي
07-04-2012, 12:22 AM
Sadaaden.com - 2011-01-12
قحطان محمد الشعبي
ــ ولد قحطان محمد الشعبي في عام 1923م في قرية "شعب" بمنطقة "الصبيحة" (بمحافظة لحج حالياً) ولم يرَ أباه قط فقد ولد يتيماً حيث توفي والده قبل اشهر من ولادتة .
ــ كفله بالرعاية قريبه الشيخ عبد اللطيف عبد القوي الشعبي شيخ "وادي شعب" وهو والد الشهيد المناضل فيصل.
ــ وقحطان هو ثالث أخويه، حيث يكبره شقيقان هما سعيد وقد توفي في سن الشباب وقبل انطلاق ثورة 14 أكتوبر بسنوات كثيرة، ومريم وقد توفيت في ثمانينات القرن الماضي بعد رحيل قحطان عن الدنيا.
ــ ينتمي قحطان لأسرة فقيرة مثل جميع اسر منطقة قبائل الصبيحة بما في ذلك المشائخ الذين كانوا هم الآخرون فقراء.
ــ في سن الطفولة قام قحطان برعي الاغنام في وادي شعب، وعندما كبر قليلاً انزله الشيخ عبد اللطيف الى عدن للدراسة.
ــ في البداية تعلم قحطان في وادي شعب القراءة والكتابة وحفظ اجزاء من القرآن الكريم، وعندما كبر قليلاً أنزله الشيخ عبد اللطيف الى عدن وألحقه بالدراسة في "مدرسة جبل حديد" التي كانت تعرف ايضاً ب "مدرسة أولاد الامراء"وأحياناً تعرف ب"مدرسة أبناء الشيوخ" لوجود عدد من ابناء السلاطين وأهم الشيوخ يدرسون بها, وهذه المدرسة هي اشهر مدرسة في تاريخ عدن حتى اليوم, ولا تزال معالم المدرسة قائمة.
ــ في أوائل الاربعينات من القرن المنصرم توجه قحطان في بعثة دراسية الى السودان ، وكان التعليم الجامعي هناك متطوراً لوقوعه تحت اشراف السلطات البريطانية حيث كان السودان يرزح حينئذٍ تحت الاحتلال البريطاني، واكمل قحطان تعليمه بتخرجه مهندساً زراعياً في كلية الزراعة بالخرطوم وبهذا يكون قحطان الشعبي هو الوحيد بين رؤساء اليمن جنوباً وشمالاً المتخرج جامعياً (في 10 أكتوبر 2010 صدر العدد الاول من صحيفة "اليقين"اليمنية مزدانة بصور رؤساء اليمن شمالا وجنوبا وقدمت نبذات عنهم فذكرت أن قحطان الشعبي هو الأعلى تعليماً بين رؤساء اليمن..واشارت إلى أن الشعبي حاصل على بكالوريوس في الهندسة الزراعية وأن ثلاثة ممن خلفوه في الحكم حاصلين على الشهادة الابتدائية فقط وهم سالم ربيع علي وعبد الفتاح اسماعيل وعلي سالم البيض).
ــ مارس العمل السياسي وهو في سن الشباب عندما كان طالباً جامعياً بالسودان فقاد المظاهرات ووزع المنشورات المعادية للاحتلال البريطاني للسودان وتعرض جراء ذلك للاعتقال والضرب مراراً.
ــ بعد تخرجه عاد الى عدن ومارس العمل في مجاله كمهندس زراعي، وعمل لفترة مديراً للزراعة (وزيراً للزراعة) في أبين، وفي بداية الخمسينات من القرن الفائت انتقل للعمل في المنطقة الشرقية من الجنوب اي حضرموت حيث عمل ناظراً للزراعة (اي وزيراً للزراعة) لسلطنتي حضرموت وهما القعيطية والكثيرية، وفي اواسط الخمسينات عاد الى ما كان يعرف بسلطنة لحج المجاورة لبلاد قبائل الصبيحة ، وفي السلطنة اللحجية التي كانت تعرف ايضاً بالسلطنة العبدلية عمل قحطان مديراً للزراعة (اي وزيراً للزراعة بالسلطنة).
ــ تفوق قحطان في مجال عمله مما اتاح له خلال سنوات قليلة ان يمنحه البريطانيون في عدن درجة وظيفية رفيعة كانت هي الاعلى على الاطلاق ولم يكن حينها يحملها من ابناء الجنوب سوى ثلاثة فقط احدهم هو قحطان الذي كان اصغرهم سناً وكان ذلك يثير عليه غيرة وحسد الآخرين، و يجب ان نعلم بأنه في عهد الاستعمار البريطاني كان للدرجات الوظيفية والرتب العسكرية والاوسمة قيمة عالية فلم تكن تمنح إلا لإعتبارات موضوعية ووفق شروط صعبة ودقيقة.
ــ في مطلع الخمسينات من القرن العشرين اصبح قحطان الشعبي واحداً من مؤسسي "رابطة ابناء الجنوب العربي" التي اعتبرت حينئذ حزباً تقدمياً ووحدوياً فقد كانت تطالب باستقلال الجنوب ووحدته وهي دعوة تعد متقدمة مقارنة بما كانت بعض احزاب عدن تدعو اليه من استقلال لعدن وحدها ومنحها حكماً ذاتياً يؤدي الى قيام دولة في عدن فقط) وتزعم محمد علي لقمان هذه الدعوة ووضع كتاباً بعنوان "عدن تطلب الحكم الذاتي" وكان هو وولده علي يتبنيان فكرة "القومية العدنية").
ــ مع ازدياد النشاط السياسي لقحطان كقيادي رابطي مناهض للاستعمار دخلت القوات البريطانية في عام 1958م الى "الحوطة" عاصمة سلطنة لحج لإعتقاله ولحسن الحظ كان حينها موجوداً في عدن فاتجه الى منطقة "الوهط " القريبة من "الحوطة" ونزل لساعات عند اصدقاء حميمين له ومن ثم غادر الى تعـز في المملكة المتوكلية اليمنية ، ومن تعـز اتجه للقاهرة طالباً اللجوء السياسي.
ــ أسس المناضل فيصل عبداللطيف الشعبي فرع حركة القوميين العرب في اليمن عام 1956م عندما كان طالباً بالمرحلة الثانوية في مصر، وانضم قحطان وآخرون الى الحركة بشكل سري.. وفي عام 1960م استقال قحطان وزملاؤه من الرابطة وبينهم سيف الضالعي, علي أحمد السلامي, طه مقبل, سالم زين محمد, علي محمد الشعبي, أحمد عبده جبلي, وعبد الكريم سروري وغيرهم ، وأوضح بيان استقالتهم الاسباب التي كان من اهمها ان الرابطة انحرفت عن المبادئ والاهداف القومية وذلك لإحيائها الدعوة الانفصالية القديمة التي كانت تهدف لإقامة دولة مستقلة بعدن والإمارات ليست يمنية الهوية.
ــ في أكتوبر 1959 وضع قحطان وفيصل كتيباً باسم حركة القوميين العرب بعنوان "إتحاد الإمارات المزيف مؤامرة على الوحدة العربية" يعتبر أهم وثيقة سياسية وطنية خلال مرحلة الإحتلال البريطاني لجنوب اليمن, وفي هذا الكتيب ظهرت أول دعوة لإنتهاج الكفاح المسلح وسيلة لتحرير الجنوب.
ــ في مايو 1962م صدر لقحطان كتابه الشهير "الاستعمار البريطاني ومعركتنا العربية في جنوب اليمن" ( وهو أهم مرجع للباحثين عن حقيقة أوضاع جنوب اليمن في زمن الإحتلال البريطاني) وكرر فيه دعوتة القديمة لاقامه الجبهة القومية على مستوى جنوب اليمن وشماله لتعمل على إقامة نظام جمهوري في الشمال اليمني ومن ثم الإنطلاق لتحرير الجنوب اليمني من الإستعمار البريطاني وهذا الكتاب نشر قبل 26 سبتمبر 1962م بنحو أربعة اشهر ، وعقب 26 سبتمبر 1962م انتقل قحطان من الفاهرة الى صنعاء, وبضغط من قادة حركة القوميين العرب باليمن عُين مستشاراً للرئيس عبد الله السلال لشؤون الجنوب المحتل, ثم بضغط من أبناء الجنوب المتواجدين بالشمال لدعم النظام الجمهوري الوليد عُين قحطان رئيساً لمصلحة الجنوب بصنعاء (أو ماكان يعرف بمكتب الجنوب بصنعاء) حتى تكون له سلطات تنفيذية فيما يتصل بقضايا ابناء الجنوب.
ــ في فبراير 1963م ترأس اجتماعاً لعدد كبير من ابناء الجنوب الاحرار المتواجدين في الشمال، واعقب ذلك بيان بقيام جبهة لتحرير جنوب اليمن المحتل وهي التي اصبح اسمها لاحقاً الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل والتي اصبح قحطان أميناً عاماً لها وظل في هذا الموقع حتى تحقق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م وظل فيه وهو رئيس لدولة الإستقلال (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) وحتى استقالته في 22 يونيو 1969. وقام أثناء حرب التحرير بتمثيل الجبهة القومية في كثير من المؤتمرات والزيارات لدول عربية وغير عربية من المؤيدة لحركات التحرر الوطني، وكانت الجبهة قد تشكلت من عدد من المنظمات السرية في الجنوب أهمها فرع حركة القوميين العرب بقيادة فيصل عبد اللطيف.
ــ في 13 أكتوبر 1963هاجمت قوات لحكومة الإتحاد الفدرالي للجنوب العربي مجموعة من مشيخة القطيبي بردفان (عادت من الشمال بعد مشاركتها في القتال بالصف الجمهوري) وجاء هذا الهجوم كرد فعل في اليوم التالي لمحاولة بعض من آل لبوزة (وينتمون للقطيبي) إغتيال الشيخ محمود حسن علي لخرم نائب أمير الضالع في مشيخة القطيبي, وقتل في الهجوم الإتحادي إثنان من أهل ردفان (أحدهما الشيخ راجح غالب لبوزة العائد من الشمال) وأصيب أربعة فيما انسحبت القوات الإتحادية سالمة بعد أن عاقبت من حاولوا إغتيال لخرم, وفي مساء اليوم التالي 14 أكتوبر وصلت أنباء المعركة إلى قيادة الجبهة القومية المتواجدة بشمال اليمن (قحطان الشعبي ونائبه بمكتب الجنوب ناصر السقاف) فكتب الشعبي من فوره بياناً باسم الجبهة يعلن ثورة تحرير الجنوب إبتداءً من 14 أكتوبر 1963 وأوصل السقاف البيان إلى إذاعات مصر واليمن فلم تبثه فقد إنزعجت القيادة اليمنية والقيادة المصرية باليمن (الحاكم الفعلي باليمن حينئذ وحتى إنسحاب القوات المصرية من اليمن في أكتوبر1967) من تحديد موعد للثورة فليستا على استعداد لإستعداء بريطانيا التي تحتل الجنوب. وفي 17أكتوبر صدر بيان عن حكومة الإتحاد حول أحداث ردفان في 12 و 13 أكتوبر فكتب الشعبي في 18 أكتوبر بياناً آخر باسم الجبهة يحمس أبناء الجنوب وبخاصة ابناء ردفان لمقاومة الإحتلال البريطاني وحكومة الإتحاد ولم يحدد فيه يوم بدء الثورة ولكنه بشر بقرب حدوثها, وبعد مماطلات وافقت السلطات المصرية على مضض على بثه من إذاعات مصر واليمن فبث في 26 أكتوبر! وكان الهدؤ قد ساد ردفان فأشعل بيان الجبهة الفتيل فاندلعت إنتفاضة قبلية في ردفان ضد القوات البريطانية والإتحادية ووفر قحطان الدعم بكافة اشكاله للمقاتلين هناك وجعل من ردفان أول جبهة قتال في ثورة التحرير, وعين لها قائداً من دثينة هو عبد الله المجعلي (لاحقاً ترك الجبهة القومية إلى جبهة التحرير التي أنشأها جهاز الإستخبارات المصري في يناير 1966 بهدف أن تكون بديلا للجبهة القومية لأن قيادتها لم تكن ترضخ لرغبات القاهرة. وفي 1967م توفي المجعلي بالشمال اليمني في حادث مروري).
ــ قدم قحطان أول دعم "شخصي" للمقاتلين بردفان وكان عبارة عن 25000 (خمسة وعشرين ألف) طلقة رصاص من أصل 30000 (ثلاثين ألف) طلقة كان قد سلمها للملازم ثابت علي مكسر الصبيحي لإستخدامها في الصبيحة وكان مخططاً أن تنطلق حرب التحرير من هناك فجاءت أحداث ردفان ولم يفوتها الشعبي وقام بتحويلها من مجرد إنتفاضة قبلية إلى ثورة مسلحة لتحرير الجنوب كله, فأمر الملازم ثابت بنقل 25000 طلقة إلى ردفان لدعم المقاتلين, ونفذ ثابت المهمة بسرعة ونجاح (لا يزال حياً يرزق حتى كتابة هذه الفقرة في30 نوفمبر2010 ويعيش بالصبيحة ونتيجة إهمال سلطات دولة الوحدة اليمنية في علاج بصره صار كفيفاً فلا حول ولا قوة إلا بالله).
ــ في يناير 1964 أوصل قحطان بنفسه إلى جبهة القتال بردفان (عبر قعطبة) أول قافلة دعم عسكري وإنساني مقدم باسم الجبهة القومية وحملت الدعم قافلة من الدواب وكان هو يسير على قدميه.
ــ شارك قحطان في عدد من معارك جبهتي ردفان والضالع. ودخل متخفياً إلى مستعمرة عدن عشرات المرات خلال حرب التحرير, وكان في حي المنصورة بعدن عندما وقع الإقتتال الأهلي الأول في سبتمبر 1967 بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وكاد أن يقتل فيها عندما سقطت قذيفة على المنزل الذي كان يقيم فيه مع بعض مناضلي الجبهة القومية فغادروا إلى حي الشيخ عثمان, وقد انتابت عبد الفتاح اسماعيل حالة من القشعريرة مع حُمى عقب سقوط القذيفة وعندما غادروا إلى الشيخ عثمان بسيارة فإن الدوريات البريطانية أوقفتها أكثر من مرة للتفتيش فكان قحطان يشير إلى عبد الفتاح ويقول بأنهم ذاهبون لإسعافه فكان الأنجليز يرثون لمنظر عبدالفتاح المتهالك فيتركون السيارة تمر سريعا بدون تفتيش وكان قحطان يضحك ويقول "والله نفعتنا يا عبد الفتاح بحالتك هذه".
ــ في13 يناير 1966 وبترتيب من المخابرات العامة المصرية بقيادة صلاح نصر تم الإعلان عن قيام تنظيم سياسي جديد هو "جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل" التي ضمت عدداً من السلاطين والأمراء السابقين وبعض الشخصيات السياسية التي عارضت أسلوب الكفاح المسلح عندما بدأت ثورة14 أكتوبر, وبموافقة وتوقيع عضو واحد من قيادة الجبهة القومية (علي السلامي) تم ضم الجبهة القومية إلى جبهة التحرير, فأعلن قحطان الشعبي من القاهرة عدم شرعية ضم الجبهة القومية إلى جبهة التحرير وقال "إن اندماج الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل مع أي تنظيم آخـر ـ إذا ما وجد هذا التنظيم ـ لن يقرره حسب ما ينص عليه الميثاق الوطني للجبهة القومية والنظام الداخلي لها عضو قيادي أو عضو عادي من أعضائها أو مجموعة منها، ولا يقرره حتى مجلسها التنفيذي أو مجلسها الوطني، بل يقرر المؤتمر الوطني للجبهة القومية الذي يضم المجلس التنفيذي والمجلس الوطني وممثلين لكل قواعد الجبهة العسكرية والشعبية", وأعتبر الشعبي أن تلك مؤامرة للقضاء على الجبهة القومية بعد أن أخذت الثورة المسلحة في الجنوب تحقق المزيد من الإنتصارات’ وعلى إثر ذلك أحتجزته السلطات المصرية (منعته من مغادرة مصر) كما أحتجزت رفيق دربه فيصل عبد اللطيف.
ــ بعد نحو 9 أشهر من إحتجازه تمكن فيصل من تضليل الأجهزة المصرية وغادر إلى بيروت ومنها إلى الجنوب عبر تعز وعقد بأواخر نوفمبر 1966 المؤتمر الثالث للجبهة القومية في منطقة "حُمر" باليمن الشمالي والقريبة من "قعطبة" وأقر المؤتمر فصل الجبهة القومية عن جبهة التحرير, وظل قحطان محتجزاً بمصر حتى وقعت الهزيمة المصرية السورية الأردنية أمام إسرائيل في حرب 5 يونيو 1967 فأعادت القاهرة النظر في سياساتها الداخلية والخارجية واستقبل الرئيس المصري جمال عبد الناصر المناضل قحطان الشعبي واعتذر له عن إحتجازه بمصر وعن الموقف المصري من الجبهة القومية محملا المسئولية لمدير جهاز المخابرات العامة المصرية صلاح نصر لأنه كان يضلله بمعلومات خاطئة عن الجبهة القومية وعن ما يحدث في الجنوب, ومن ثم سمح عبد الناصر للشعبي بمغادرة مصر فغادرها في أغسطس 1967 إلى الجنوب عبر تعز ومصطحباً معه العضو القيادي بالجبهة القومية عبدالفتاح اسماعيل الذي كان قد إنضم إلى جبهة التحرير وهجر اليمن جنوبا وشمالا منذ شهر مايو 1966 واستقر في العاصمة المصرية رافضاً حتى العودة لليمن للمشاركة في أعمال المؤتمر الثاني للجبهة القومية المنعقد في "جبلة" باليمن الشمالي في يوليو 1966 والمؤتمر الثالث المنعقد في "حُمر" في نوفمبر 1966!
ــ منذ يونيو 1967 أخذت الجبهة القومية في الإستيلاء على السلطة في السلطنات والإمارات والمشيخات فيما لم تنجح جبهة التحرير في الإستيلاء على السلطة في أي منطقة فقام مقاتليها في عدن بمهاجمة رجال الجبهة القومية في 3 نوفمبر 1967 واستمر الإقتتال الأهلي بين الجبهتين في عدن إلى 6 نوفمبر عندما شارك الجيش والأمن العربيين في القتال في صف الجبهة القومية التي كان لها تنظيم واسع داخلهما وهو ما كانت تفتقده جبهة التحرير,ولقيت جبهة التحرير هزيمة فادحة في الإقتتال الأهلي وهربت فلول مقاتليها إلى اليمن الشمالي, وهكذا سيطرت الجبهة القومية في 6 نوفمبر 1967على كامل أرجاء عدن (بإستثناء الأماكن التي تجمع فيها البريطانيون) ولأنها كانت قد أستولت أيضاً على السلطة في السلطنات والإمارات والمشيخات لذا أضطر البريطانيون للإعتراف بأن "الجبهة القومية صارت هي الحكومة الفعلية في الجنوب العربي", وترأس قحطان الشعبي وفد من الجبهة القومية الى مباحثات الاستقلال بجنيف امام الوفد البريطاني برئاسة اللورد شاكلتون, وضم وفد الجبهة القومية كل من: فيصل عبداللطيف , سيف الضالعي , خالد عبدالعزيز , عبدالله صالح العولقي (سبعة) , عبدالفتاح اسماعيل , ومحمد أحمد البيشي ... وكان أحمد علي مسعد الشعيبي سكرتيراً للوفد ... كما رافق الوفد عدداً من المستشارين في الشئون العسكرية والمالية والإقتصادية والقانونية.
ــ بدأت مباحثات الاستقلال في 21 نوفمبر 1967، وفي صباح 28 نوفمبر عقدت الجلسة الأخيرة واستمرت طوال النهار والليل إلى اليوم التالي, وعند ظهيرة يوم 29 نوفمبر 1967 دُعي الصحفيون ومراسلو وكالات الأنباء للدخول إلى القاعة التي عقدت فيها مباحثات الإستقلال ليشهدوا اللحظة التاريخية لحظة توقيع قحطان الشعبي ولورد شاكلتون على إتفاقية استقلال جنوب اليمن وذلك بعد احتلال بريطاني للجنوب دام نحو 129 عاماً بدأ باحتلال عدن في 19 يناير 1839 وانتهى بخروج آخر قوات للاحتلال في 29 نوفمبر 1967م من عدن بهزيمة لم تشهد بريطانيا مثيلاً لها في أية مستعمرة لها في العالم.
ــ في صباح يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967 إزدحمت ساحات وشرفات مطار عدن وماجاوره من طرقات بعشرات الألوف من الرجال والنساء الذين قدموا من مختلف مناطق الجنوب لإستقبال قحطان الشعبي والوفد العائد من جنيف بعد أن إنتزع من الوفد البريطاني إستقلالا كاملا على مستوى السيادتين الداخلية والخارجية, وقالت وكالات الأنباء بأن الشعب استقبل في عدن قحطان الشعبي كبطل تاريخي , وعلى طول الطريق من مطار عدن بحي خورمكسر إلى مقر الحكم بحي التواهي (مقر المندوب السامي البريطاني سابقاً) اكتظ جانبي الطريق بالجماهير التي أخذت تهتف بحياة الشعبي والجبهة القومية.ــ في يوم الإستقلال انتخبت القيادة العامة للجبهة القومية المناضل قحطان الشعبي رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لمدة عامين وكلفته بتشكيل الحكومة واعلان الاستقلال رسمياً.
ــ في مساء يوم الإستقلال أقيم حفل جماهيري ضخم في مدينة ألإتحاد (مدينة الشعب لاحقاً ) ألقى فيه الرئيس قحطان الشعبي بيان إعلان الإستقلال , وفي نفس اليوم شكل حكومة صغيرة من 13 وزارة برئاسته.
ــ نتيجة للتآمر الداخلي الذي تعرضت له دولة الإستقلال من قبل "اليسار الطفولي" في التنظيم السياسي الحاكم الجبهة القومية قدم الرئيس قحطان الشعبي إلى القيادة العامة للجبهة القومية إستقالته من كافة مناصبه في 22 يونيو 1969 وكذلك استقال فيصل عبد اللطيف الذي كان قد تولى رئاسة الحكومة في ابريل 1969 وقام في عدن نظام حكم ماركسي فوضوي تخلى عن العروبة والإسلام وأتى على الأخضر واليابس وعاث في الشعب قتلا وحبساً وتشريداً ومصادرة للممتلكات الخاصة وبخاصة في حقبة السبعينات من القرن الفائت, وأحتجز قحطان وفيصل في منزليهما لفترة قصيرة ثم نقلا إلى "معتقل الفتح" بحي التواهي بعدن في أواخر مارس1970حيث جرى في مطلع ابريل 1970إغتيال المناضل فيصل في زنزانته فيما نقل المناضل قحطان إلى كوخ خشبي بمنطقة دار الرئاسة وظل معتقلا إنفراديا بدون محاكمة أو تحقيق أو حتى تهمة حتى أعلنت السلطة في عدن عن وفاته في 7/7/1981 (عن 57 عاماً) وكانت أسرته قد تعرضت للمزيد من المضايقات في 1976م فأخذت منذ هذا العام في الهروب من الجنوب واحداً بعد الآخر ( أسوة بمئات الألوف من شعب الجنوب اليمني الذين تمكنوا من الفرار من البلد الذي كان حينئذ بمثابة سجن كبير ).
ــ إتسم عهد الرئيس قحطان الشعبي بالإعتدال وكان إشتراكياً معتدلا على طريقة ألإشتراكية العربية في مصر والجزائر, وكان عهده أبيضاً فلم ترق فيه السلطة قطرة دم غيلة, ورفض الرئيس قحطان تنفيذ حكم الإعدام بحق عدد من سلاطين وحكام العهد الإستعماري حوكموا بعد الإستقلال حضورياً أمام محكمة أمن الدولة بعدن (برئاسة عبد الله الخامري عضو القيادة العامة للجبهة القومية) فقضت بإعدامهم وأصر اليساريون المزايدون في القيادة العامة للجبهة القومية على تنفيذ ألإعدام لكن الرئيس رفض التنفيذ ولجأ لإختصاصاته كرئيس للجمهورية فخفف الحكم إلى السجن لمدة 10 أعوام.
ــ فارق قحطان الشعبي الحياة وعمره يقارب 57 عاماً، وأثناء إعتقاله توسط كثير من الحكام العـرب والأجانب لدى عدن لإطلاق سراحه وذلك أثناء رئاسة ربيع ثم عبد الفتاح فعلي ناصر لكن دون جدوى. وهكذا فإنه بوفاة قحطان أثناء إحتجازه من قبل السلطة ببلاده يكون قحطان الشعبي هو الرئيس العربي الوحيد الذي يموت وهو تحت الإحتجاز بل كان الرئيس العربي الوحيد الذي تعتقله السلطة في بلاده فهناك رؤساء كمحمد نجيب بمصر, نور الدين الأتاسي بسوريا, وأحمد بن بلا بالجزائر, تم الإنقلاب عليهم عسكرياً لكن السلطة الجديدة لم تودعهم المعتقلات فقد وضع كل منهم تحت الإقامة الجبرية لبضع سنين ثم أطلق سراحه (والإقامة الجبرية هي وضع أهون كثيراً من الإعتقال فهي تسمح للمحتجز بالعيش بين أسرته ويحق له إستقبال بعض الزوار أو الخروج لزيارة الأقارب والأصدقاء وذلك بالتنسيق مع الجهة الرسمية المختصة برعايتة) أما قحطان الشعبي فظل حتى وفاته رهن الإعتقال بل الإعتقال الإنفرادي ولم يسمح له حتى بحضور حفل زفاف أبنه نجيب الذي أقيم بعدن في 1976م وهو ابنه الوحيد الذي تزوج وقحطان على قيد الحياة, فكان إعتقال الرئيس قحطان بعد مغادرته السلطة والطرق القذرة التي عومل بها (حتى أنه منع عنه السكين والشوكة اللتان تستخدما لتناول الطعام كما حرم عليه حيازة الأقلام !) وصمة عار كبيرة لنظام حكم اليسار الطفولي بعدن.
ــ رفض بعض أعضاء المكتب السياسي للحزب الإشتراكي اليمني (الذي تأسس في 1978 كبديل للجبهة القومية) إخراج جنازة لقحطان الشعبي لكن الشهيد علي عنتر نائب الرئيس علي ناصر محمد أصر على إخراجها وفرض ذلك, وشاركت جماهير غفيرة في السير تشييع جثمان الشعبي بينهم مئأت من مناضلي حرب التحرير الذين كانوا قد تواروا في زمن الحكم الماركسي فقدموا من مختلف المحافظات ليودعوا الرجل الذي قادهم في مرحلة حرب التحرير, وجرى دفن جثمان الشهيد قحطان في مقبرة الشهداء بحي "كريتر".
ــ زوجة الشهيد الرئيس قحطان محمد الشعبي هي الشقيقة الوحيدة للشهيد المناضل فيصل عبد اللطيف الشعبي, وقد توفيت إلى رحمة الله في صنعاء في عام 1998م. وقد أنجبت له: نجيب , ناصر , آمال, ونبيل.
المصــدر : وكـــالة صــدى عـــدن
حد من الوادي
07-05-2012, 02:19 AM
Sadaaden.com - 2012-07-04
حديث عبدالفتاح إسماعيل لعلماء الدين.. وجهل ديني
في بداية الحكم المتمركس للجنوب (نظام الحكم الشيوعي الوحيد الذي قام في الوطن العربي) كان قادته يحاولون أن يظهروا كالمتمسكين بالإسلام ريثما تقوى سلطتهم فأخذ أعضاء مجلس الرئاسة الذي تشكل في 22 يونيو 1969 (سالم ربيع علي، عبدالفتاح اسماعيل، محمد علي هيثم، علي عنتر، محمد صالح عولقي) يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد لكي يبث التلفاز ذلك, ولم يستطيعوا صبراً فبعد بضعة أسابيع توقفوا عن فعل ذلك, وسرعان ما صار المواطن الذي يصلي أو يصوم عدواً لنظام الحكم, وللأسف انجرف الكثير –جداً- من الناس في تيار نظام الحكم الشيوعي الإلحادي, وكان من يتمسك بأداء عبادات الإسلام والالتزام بأخلاقياته كالقابض على الجمر.
وبالنسبة لعضو مجلس الرئاسة عبدالفتاح فإنه صار الأمين العام للتنظيم الحاكم (الجبهة القومية التي لم يعد منها غير الاسم فالمبادئ والأهداف اختلفت 180 درجة) وبهذا صار الرجل الأول في السلطة وفوق رئيس مجلس الرئاسة سالم ربيع ولم يخفي معاداته للإسلام معتبراً السلفية "رجعية" ففي حديثه أمام مندوبات المؤتمر العام الاستثنائي لاتحاد نساء اليمن في 22 نوفمبر 1978 قال "هناك صنف من الناس يتحدث باسم الأخلاق والمثل والقيم, القيم السلفية الرجعية".
وحاول الترويج لقيام الحزب الاشتراكي لدى علماء الدين فألقى فيهم محاضرة بعدن قبيل تأسيس الحزب -في أكتوبر 1978م- ولم يكن غـريباً أن أول القصيدة كان كفراً مثلما يقال, إذ بدأ كلمته بالآتي "الإخوة والآباء رجال الدين"! فمن المعروف أنه لا كهانة في الدين الإسلامي حتى يكون هناك "رجال دين", فغير المثقفين هم فقط الذين يستخـدمون عبارة "رجال الدين" لوصف مشائخ المسلمين لكن المثقفون يستخـدمون العبارة السليمة وهي "علماء الدين", عموما فعبدالفتاح معذور لأنه أصلا لم يكن مثقفاً فهو لم يطالع حتى اتفاقية الاستقلال الوطني للجنوب رغم أن أي مواطن يمني مثقف يجب أن لا يطالعها فقط بل يجب أن يحتفظ بنسخة منها
وعبدالفتاح لم يطالعها رغم أنه بعد نحو عامين من انطلاق ثورة 14 أكتوبر 1963 صُّعِد إلى عضوية قيادة الجبهة القومية التي فجرت وقادت ثورة 14 أكتوبر بل إنه تجسيداً لإيمان الجبهة بوحدة اليمن جرى ضمه باعتباره من أبناء شمال اليمن لوفد الجبهة الذي فاوض في نوفمبر 1967 بجنيف وفداً حكومياً بريطانياً على استقلال الجنوب ومع ذلك مات بعدها بنحو 20 عاماً وهو لم يطالع اتفاقية الاستقلال! لا بل إنه صار الرجل الأول في السلطة ومع ذلك لم يطالعها! وأنا والحمد لله عمري ما اتهمت أحداً جزافاً ولم أكتب للقراء أي معلومة مغلوطة ومن هنا فإنني أملك الدليل على أنه لم يطالع الاتفاقية وسأكتب عن ذلك في وقت آخر، إنه لم يكن مثقفاً بالمرة (وحكاية أشعاره حكاية طويلة رغم أنها من الشعر فاقد القيمة الأدبية المسمى بالشعر النثري الذي يستطيع طفل في الابتدائية أن يكتبه ولسهولته يمارسه كثير من السياسيين في اليمن،
ولو سمحت ظروفي سأكتب عن أشعار عبدالفتاح ومن الكاتب الحقيقي لمعظمها ومن كان يراجع الأشعار التي يضعها عبدالفتاح بنفسه ويصححها له وهو يتأفف قائلاً لأصدقائه "لو كان كلفني بكتابة قصائد له لكان أرحم لي من هذا العذاب"! والخلاصة هي أنه لم يكن مثقفاً ولكنه هو ومجموعته حاولوا إظهاره كمثقف (والمثقف الحقيقي لم يكن ليقبل بسياسات التهريج التي اتبعتها السلطة المتمركسة بعدن, فليس مثقفاً من يطبق الشيوعية في بلد صغير متخلف لا هو صناعي ولا حتى زراعي! وأن يدّعي وجود صراع طبقي في هذا البلد! ويلجأ للانتفاضات بينما السلطة بيده ويستطيع فرض ما يريد بالقوانين!) لكن عبدالفتاح -ومستواه التعليمي لم يتجاوز الصف الرابع الابتدائي- قد يبدو مثقفاً وذلك فقط عند مقارنته برفاق له في السلطة كان الواحد منهم بالكاد "يقدر يفك الخط"!
وبالعودة لمحاضرته المذكورة التي ألقاها في علماء الدين بعدن فإنني دققت فيما تحدث به فوجدت الآتي:
أولاً: كان يتحاشى ذكر اسم الله, فكلما أراد أن يثبت بأن السلطة بعدن لا تناقض الإسلام فإنه يستشهد بآيات من القرآن متجنباً تماماً أن يقول "قال الله.." فقد كان يقول "قال القرآن.."! والمرة الوحيدة تقريباً التي ذكر فيها اسم الله فإنه فعل ذلك مرغماً فقد أراد إظهار أن الإسلام لا يرفض الحزبية فاستشهد بأن الآية تقول "ألا إن حزب الله هم الغالبون"!! وأردف "وهذا يعني أن للنبي محمد وأصحابه حزباً"!
وهكذا أثبت بأنه ليس لديه إلمام بأهم الآيات القرآنية فقد ادّعى بأن الآية تقول "ألا إن حزب الله هم الغالبون"!! مع أنه ليس هناك آية تقول ذلك ولكن هناك آية بسورة "المائدة" (برقم56) تقول "ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون" وهناك آية بسورة "المجادلة" (برقم 22) يجيئ فيها ".. أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون" فحاول أن يظهر بمظهر المثقف دينياً فخلط الحابل بالنابل فطلع علينا بآية لم ينزلها الله فقد خلط بين الآيتين الصحيحتين المذكورتين فقال "ألا إن حزب الله هم الغالبون"!! وذلك أمام علماء الدين الذين لم يجرؤ أحدهم على التصحيح له تجنباً للسحل حتى الموت مثلما جرى قبلها بأعوام لعلماء دين في مختلف أنحاء الجنوب وأكثره وقع في أرجاء ما يعرف حالياً بمحافظتي شبوة وحضرموت بزعم أنهم كهنوت وأنهم سبب تخلف المجتمع!.
ثانياً: ذكر اسم "محمد" (صلى الله عليه وسلم) مراراً لكنه لم يقل ولو لمرة واحدة "صلى الله عليه وسلم" أو "عليه أفضل السلام" ولا حتى "عليه السلام"!
ثالثاً: تجنب تماماً أن يسبق أو يتبع اسم "محمد" (صلى الله عليه وسلم) بعبارة رسول الله أو نبي الله! وأحياناً كان يقول "النبي محمد" لكن دون أن يقول أبداً "نبي الله محمد"!
رابعاً: وذكر اسم علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) مجرداً فلم يقل "كرّم الله وجهه" أو "رضي الله عنه"!
كما أن الاستشهاد بورود عبارة "حزب الله" في القرآن لتبرير الأخذ بالحزبية إنما هو استشهاد خاطئ وتبرير ساذج فكلمة "حزب" الواردة بالقرآن لا يقصد بها أبداً حزباً سياسياً فحينئذ لم تكن قد ظهرت الأحزاب السياسية ولكن يقصد بها "جماعة" وهذه الجماعة حددها الله بما يلي "من يتولُّ الله ورسوله والذين آمنوا" (المائدة،56) لكن ثقافة عبدالفتاح "الرفيعة جداً" جعلته يتوهم بأن المقصود فيما جاء بالقرآن هو الحزب السياسي!! ولأن الشيئ بالشيئ يذكر, فإن عبدالفتاح مؤسس الحزب الاشتراكي اليمني ورفاقه "المثقفون على الطاير" (في حديث متلفز قال علي عنتر "أنا أفهم الماركسية على الطاير" وعلى الأقل تواضع فلم يدّعي أنه منّظر ومفكر مثلما فعل بعض خلفاء أبي جهل) إنما ينطبق عليهم ما جاء بالآية 19 من سورة "المجادلة" حيث قال سبحانه وتعالى "استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون".
ومما جاء في كلمه عبدالفتاح أن قانون الأسرة الذي صدر وألغى حق الرجل في تعدد الزوجات إنما "ينسجم مع جوهر الإسلام"! واستشهد بأن القرآن قال "وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" والصحيح هو "فإن خفتم" وليس "وإن خفتم" لكنه فوق ذلك أخذ يتفلسف قائلاً "وهذا يعني أن الإنسان كبشر, إن الإنسان كعواطف لا يمكن أن يكون له عدد من القلوب وعدد من العواطف يوزعها على عدد من الزوجات"!!
وبالطبع لم يجرؤ أحد من علماء الدين الحاضرين أن يقول له "أنت تفتي بغير علم فالإسلام لم يشترط لتعدد الزوجات المساواة في العواطف ولكن المساواة المادية كالمساواة في المبيت وأن يعدل الرجل بين نسائه في الامور الحياتية والزوجية من مسكن وطعام ولباس وغير ذلك من أمور مادية أما مسألة العواطف فلا يمكن أصلاً المساواة فيها فالإنسان لا يستطيع التحكم بعواطفه ليوزع حبه للآخرين بالمساواة فسيكون بين أصدقائه من هو أقرب إلى قلبه وحتى أبناؤه سيكون بينهم من هو أقرب إلى نفسه.. لكن هكذا هو عبدالفتاح اسماعيل الذي زعم بعض رفاقه بعد الوحدة اليمنية بأنه وهو في السلطة كان يحفظ القرآن كاملاً! وكان يصوم رمضان! بل يصوم من قبل رمضان بشهر وإلى ما بعده بشهر! وأنه كان يقيم حلقات الذكر في استراحته بجبل معاشيق بعدن! وسأدخر لوقت آخر أموراً أخرى حرض عليها عبدالفتاح ضد ما أمر الله به فليس من الحكمة أن أفرغ هنا كل ما في جعبتي ورفاقه يتربصون ليحاولوا تكذيبي ومن يريد تكذيبي فعليه أولا أن يطالع "التنويه" بالسطر القادم فسيكفي لردعه.
تنويه: من لا يصدقني فيما سردته عن حديث عبدالفتاح اسماعيل لعلماء الدين فعليه أن يبحث مثلاً عن صحيفة "الثوري" الصادرة في 6 مايو 1978 فسيجد كلمة المذكور منشورة بها.
توضيح: حتى لا يرد أحد بأنني أنا أيضاً لم أقل في عقب آيات القرآن عبارة "صدق الله العظيم" فإنني أوضح بأنه في إعتقادي لا يصح أن نحكم نحن البشر بصحة أو عدم صحة ما قاله الله وقد يعتبر البعض أن عبارة "صدق الله العظيم" بدعة لكنني أعتبر-والله أعلم- ترديدها حراماً فكلام الله جل جلاله لا يحتمل الخطأ. ولست مستعداً لمناقشة من سيدلل بأن قراء القرآن الشهيرين فلان وفلان وفلان يقولون "صدق الله العظيم" فمقدماً أرد بأنهم مخطئين وحجتي أوردتها.. لست من علماء الدين ورحم الله من عرف قدر نفسه ولكن الله وهبني عقلاً لأفكر به فتوصلت لذلك والحمد لله رب العالمين ولن يكون بين علماء الدين من لديه حجة تهدم حجتي وتثبت سلامة ترديد عبارة (صدق الله العظيم) عقب تلاوة آيات القرآن.
حد من الوادي
07-17-2012, 01:53 AM
بعض مآثر البجاحة القبلية والحياء المدني! (2–2)
أحمد شوقي أحمد
على اعتبار أن علي عبدالله صالح الأحمر، قد أصبح مِثل مرمى الجمرات، والوسادة القطنية التي نضربها ليلاً نهاراً، فاسمحوا لي أن أستخدمه كمثال للإسقاط على ما أريدُ قوله..
قلت في الجزء السابق من المقالة، إن من أهم ما ورثته العقلية القبيلة الجوع والأنفة وضمور الوازع، وإذا ما أخذنا هذه الكلمات الثلاث ووضعناها في الخلاط، فإن العصير سيصبح اسمه: البجاحة!
يتصرف علي عبدالله صالح كقبيلي حقيقي، فهو تلقائي، بسيط، نزِق، كريم “يبذل من حق العائلة الكريمة طبعاً!”، محارب ومبندِق، متعصب للأهل والقبيلة، صاحب وساطات، متحايل، ولا يخجل.. يهمني من هذا الكلام كله الكلمة الأخيرة، خصوصاً وأنها كانت صفة مهمة لقبيلي آخر هو العقيد معمر القذافي، الذي لم يكن يخجل بالمرَّة، فمن الممكن أن يتحدث بأي شيء يعلمه أو لا يعلمه، دون أن يُصاب بالحرج، ومن الممكن أن يرتدي أي شيء، وأن يتصرف بأي طريقة تحلو له، وهكذا هو علي عبدالله صالح، وإن كان عقل الأخير أرشد من المجنون الليبي!
أسهل حاجة بالنسبة لعلي عبدالله صالح أن يلطمك ثم يخطب عن التسامح والسلام، يمكنك أن تموت جوعاً بينما يحدثك عن التنمية والازدهار والرخاء! وسيقمع الاحتجاجات وينتهك الحقوق ويخالف القانون ثم يتنطع بالديمقراطية وسيادة القانون! بل ويتسول ثم يُعاير متسولي المعارضة..!
لكن علي عبدالله صالح معه حق في كل ما فعله، لأن من يخاطبهم ويحاربهم هم خصوم من نفس الطينة! وهم الرقم الصحيح، فالـ 20 مليوناً بكل ضخامتهم ليسوا سوى الأصفار الستة عديمة القيمة أمام الـ (2) التي تمثل طرفي المُعادلة: قبيلة الدولة، ودولة القبيلة!
ولذا؛ فالبجاحة الأقوى في حالتنا اتخذت – للأسف – شكلاً يُسمى “القبيلة” باعتبارها شكل البجاحة الأقوى بموازاة الأشكال الأخرى كالوطنية والتديُّن والنضال والثورية... الخ، مع فارق أن شكل البجاحة الأول التهم الأشكال الأخرى رغم أنه مُفرغٌ تماماً من المعاني الأخلاقية، حتى الظاهريّ منها!
وإذن: ستجدهُم يمنون عليك بأن القبيلة ثارت وناصرت ثورة سبتمبر، مع أنها – عملياً – هيَ التي حاربتها من الداخل: عبر سرقة مؤن جنود الجيش في حصار السبعين، ومن الخارج: بالقتال مع الملكية، أو بشكل أدق مع أموال الملكية! وستجدهم يتعالون عليك بكون القبيلة تعبر عن أصالة اليمن وعن هويته وتميزه واستقلاله،
مع أنَّها أصبَحت (عبر بعض زعمائها) أبرز عناوين الارتهان والعمالة للخارج.. وإجمالي مناقب القبيلة: أسقطت الثورة في 1967، وأسقطت الجيش في 1968، وأسقطت الدولة في 1977، وأسقطت الوحدة في 1994، وأسقطت ثورة الشباب في إبريل 2011م.. ثم تبجحت علينا بأنها ناصرت ثورة سبتمبر، ودافعت عنها في حصار السبعين، مثلما دافعت عن الدولة وعن الوحدة وعن ثورة الشباب، فأيُّ هراءٍ هذا الذي نعيشه؟
ولهذا لا تستغربوا أن يتلفظ “رئيس لجنة حقوق الإنسان” في مجلس النواب، و«الشيخ الليبرالي» بألفاظ “عنصرية” بحق رئيس الوزراء وأن يهدد مسئولين في الحكومة.. فالعقلية القبلية لا تعترف بحقوق الإنسان ولا بالليبرالية وإن تبجحت بهما، فهي تستغلهما كما تستغل الأخلاق في خداع الجمهور الساذج! وكما استغلّ صالح كل القيم السياسية والمفاهيم العظيمة في تجذير التخلف!
إن الشائف الابن لم يأتِ بجديد، هو يكرر فقط ما فعله والده حين اعتدى على الدكتور حسن مكي وزير الخارجية الأسبق، ويكرر فقط ما فعله خصمه حميد الأحمر الذي هدد وتوعد العديدين ليس بدءاً من عبدالحبيب سالم (على ذمة أبو النصر) وليس انتهاءً بعلي الشاطر وتوكل كرمان (على ذمة السامعي)! وهؤلاء جميعاً – صالح والشائف والأحمر والراعي وأمثالهم – يكررون وعي القبيلة وروحها العصبوية والعصابية التي تمتهن الغير وتتعالى عليه..!
وبموازاة هذا يأتي الحياء المدني.. وهو إن شئتم شكل من أشكال البجاحة المقابلة، باعتباره خذلاناًً للقضية، وقلة حياء من الضمير!
قُوى مدنية داخل البلد ممثلة بأحزاب وهيئات ومنظمات ومؤسسات وكلام كثير.. لا تجد لها أي مواقف صلبة في مواجهة مثل هذه الممارسات والانتهاكات.. صحيح أن مذهب الشاتم أخو مذهب المشتوم، لكن يجب أن يكون لما يُسمى بالمجتمع المدني موقف حقيقي وشجاع ومواجِه بأشرس أشكال المواجهة لمثل هذه الممارسات والإساءات والمزايدات..
وهذه المواقف ضرورية لأن المرحلة القادمة ستكون أصعب بكثير، خصوصاً مع تطور شكل البجاحة، من بجاحة صريحة إلى بجاحة لبقة؛ قد تأتي على هيئة جُرع سعرية، وقوانين سخيفة، وتسويات رخيصة، وإقصاءات، وتحريض طائفي، وتهميش للشركاء، واستهتار بالناس، وضحك عليهم وعلى أوجاعهم....
والأيام الماضية والقادمة حبلى بمثل هذا!
أشكال البجاحة كثيرة، لكن سمتها الرئيسية والمُهمة عدم إحساس أحد منا بخيبته الخاصة؛ بجهله، ورداءته ، علينا أن نعترف بأنه ينقصنا الكثير وعلينا معالجة الخطأ واستكمال النقص.. ليس عيباً ما دمنا قد اعترفنا، لكن الأنفة، والكِبر، والتعالي على الواقع لن يوصلنا إلى نتيجة..
أعرف أن كلامي مُر، لكن لا بُد من قوله!
[email protected]
في الثلاثاء 17 يوليو-تموز 2012 12:01:21 ص
تجد هذا المقال في الجمهورية نت
حد من الوادي
07-19-2012, 02:32 AM
ظاهرة التسول تهدد استقلال اليمن
صالح العجمي الاربعاء 2012/07/18 الساعة 12:25:33
استغلال وضع الانسان اليمني وعوزه نتيجة الأزمات والحروب المتوالية التي عانى منهاالشعب اليمني في الشمال والجنوب منذ عشرسنوات تتبناه القوى النافذة في المجتمع والتي يتزعمها زعماء القبائل بالتعاون مع اصحاب القرار في المؤسسة العسكرية خصوصا القطاع العسكري المتعاطف مع التيارات الاسلامية في الساحة اليمنية والتي يستمد منها شرعيته في ممارسة انشطته التي تصادر حرية الناس في تحديد قناعاتهم وتوجهاتهم الحزبية والدينية والمتهمين بالعمالة كما ورد في صحيفة الشارع خلال الايام القليلة الماضية .
العلاقة الوثيقة بين هذه الاطراف والقائمة على المصالح الشخصية الضيقة تعتبر العائق التاريخي امام التنمية وبناء الاقتصاد اليمني ,فكم نسمع عن تدفق المساعدات الإنسانية من الدول الصديقة والجيران والمنظمات الانسانية والجمعيات الخيرية الى هذا البلد ناهبك عن موارد البلد الاقتصادية المتدفقة والتي لا تلبث أن تصل إلى المطارات والمواني اليمنية إلى إيدي اؤلئك المتنفذين والذين يهدرون تلك الجهود المبذولة ويتم الاستحواذ على تلك المساعدات وتقديمها بناءعلى حسابات شخصية وخلفيات الصراع والولاءات الاجتماعية بل انه يتم خصصتها وتحويلها الى تجارة خاصة للنافذين و تباع باسعار خياليه لا تصل اليها ايدي الفئات المستحقة العاجزة عن الدفاع عن حقوقها .
فالمنظمات الانسانية والجمعيات الخيرية تواجه تركع تحت تسلط مباشر من قبل النافذين الغارقين في صراع حقيقي مع الشعب بفرض الفقرعليه فرضا والذين يرون أن تسهيل السبل أمام الجهات المانحة لمساعدة اليمن إنعكاس سلبي على وضعهم السياسي وأمنهم واستقرارهم وسحب بساط السلطة من تحت اقدامهم فتراهم يحتكرون تلك المساعدات في المخازن التابعه لهم وتقديمها للمواطن بعد معاناة شاقة من الوقوف في طوابير ايام عديدة حتى الحصول على جزء بسيط من تلك المساعدات ‘بعد إدراجها تحت اسماء جمعيات سميت باسماءهم تتولى القيادم بتقديمها كي يركع المواطن تحت اقدامهم ويتنازل عن حقه السياسي والديني والاجتماعي مقابل الحصول على لقمة عيشه .
فالكثير من المنظمات الانسانية التي قدمت لمساعدة المواطن اليمني غادرت والبقية ترتب اوراقها للرحيل نتيجة كل هذه الضغوط والعوائق التي تواجهها في اليمن بصورة استثنائية لتحقيق مكاسب سياسية من خلالها ودعم تكتلات والحاق الضرربالكثير ممن يتبنون فكر معين او ينتمون الى حزب لاينسجم معهم وهذه الضغوط قد لاتتكرر في البلدان التي تمارس تلك المنظمات فيها دورها الانساني فأصبحت رهينة الفشل في تقديم خدماتها للجمهور المحتاج وتم تسيسها من قبل النافذين والمشائخ ومن معهم من القيادات العسكرية واقصاءها عن الهدف النبيل الا نساني والذي لا يرتبط غالبا بإي مصلحة وابتزاز في موقف سياسي .
المشهد الانساني يختلف في اليمن عن العالم فهوامير السياسة ايديهم ممتدة إلى الخارج وعيونهم على مصادر الدخل من البلد ويتاجرون بوضع الانسان في السفارات والمؤتمرات الدولية بانتهازية قائمة على الطائفية كما هو ملف القضية الحوثية والقاعدة وتخويف الجيران ودول الخليج من التوسع الايراني في اليمن وابتزاز تلك الدول في الحصول على الدعم بإيهامهم بدورهم في تحجيم مثل تلك الحركة في حين يدخلون من الباب الخلفي مع ايران وغيرها من المرجعيات الشيعية بالمثل وبدواعي انسانية واخرى طائفيه مضادة .
الوضع في اليمن يستدعي من الدول الصديقة والجارة إن كانت تحرص على مستقبل علاقاتها مع اليمن وبحكم العلاقة الأخوية والدين والدم واللغة أن توقف هذا النزيف الجارف للنسيج الاجتماعي اليمني وان تواجه تلك الفئات المسترزقه بكل صراحه و تكف يد الدعم الشخصي عنهم فكيف بمواطن يمني يتقاضى رواتب خيالية بإسم اليمن من دول أجنبيه اليس هذا تدخل قذر لا يمكن أن يكون الا ممر للتدخل في القرار السياسي في البلد.
ولكن تضخم المعاناة التي يعيشها الشعب قد ولد الوعي الكافي بين اوساط الشباب الجامعي وشباب الثورة الذي يدرك حجم تأثير تلك التدخلات والتمويل للمشائخ على الثورة وتحقيق اهدافها.
و ليعلم أولئك أن المشائخ فقدوا نفوذهم في استقطاب القبائل واخضاعهم لقراراتهم الارتجالية والقبيلة اليمنية اليوم لديها كوادر جامعية مؤهلة من الصعب استدراجها في مثل هذا الوحل القديم وسياسة الشيخ وقطيع الاغنام , ولا يمكن استخدامهم في حروب قد تؤثر على المنطقة والتي كانت ورقة يهددون بها من يبتزونه ويفرضون عليه مطالبهم التي لايقل جرمها عن جرم قطع الطريق وجرائم القاعدة ومن يمارسون خطف الإجانب بل اجزم أنهم من يقومون بذلك لغسيل الخزينة العامة في اليمن وهذه صورة داخلية تعكس تلك الصورة على المستوى الخارجي والشعب اليوم هو من يقرر مصير نفسه وقام بثورته لبناء دولة مؤسسات قائمة على العدل والمساواة .
والانجرار خلف رموز القبائل التي لديها رصيد تاريخي من الفساد والعبث بخيرات الوطن ومن يساندهم في ذلك لم يعد مجدي والشعب ينظر اليهم عملاء استحوذ عليهم الجشع وقادوا البلد وسمعته الى الدمار فهم المتسولين في المقدمة وحياتهم وشركاتهم ومؤسساتهم وسياراتهم وبيوتهم كلها من التسول والمساعدات من الخارج والاستمرار في تمويلهم جريمة سياسية قد تظهر نتائجها على مستقبل العلاقات مع تلك الجهات في حال استمرار تدفق أموالهم على تجار الحروب والفساد بكل أشكاله في اليمن .
بل إن الدول التي تمد يد المساعدة وتصرف رواتب لغير مواطنيها ومن تعلم أنهم السبب في معاناة شعب وتدميره في حال أن الكثير من مواطنيها تحت وطأة الفقر ترتكب جرائم بشعة تتنافى مع العلاقات الاخوية والدم والدين والمرحلة التي تمر بها اليمن من الصراعات والحروب كانت كفيله بتعريتهم أمام الرأي العام ومدى استهانتهم بالدم اليمني
حد من الوادي
07-21-2012, 02:05 AM
جنوبنا لا يقع في إطار يمنكم
د. عبيد البري الجمعة 2012/07/20 الساعة 04:35:13
بعد العداء الواضح الذي عبرت عنه القوى السياسية في نظام صنعاء بكل أنواع الانتهاكات لحقوق الانسان الجنوبي ، رجعنا مع إخواننا المثقفين الجنوبيين نبحث (سجلات وكتب وأوراق ووثائق) في تاريخ الشعب اليمني والشعب الجنوبي ، لعلنا نجد إجابة عن أسئلة كثيرة ، منها على سبيل المثال : ما هي الروابط التاريخية والجغرافية بين اليمن والجنوب قبل الثورة اليمنية وبعدها ؟ .. ولماذا الوحدة الطوعية مع اليمن ؟ .. ولماذا الوحدة بالقوة ؟ ؛ فوجدنا أن ما وصل إليه اليوم كلا الشعبين في الجمهورية اليمنية من أزمة مأساوية ما هي إلا صناعة سياسية ذات طابع ومصالح إقليمية ودولية ، أعد لها " سيناريو قديم " بحيث كـُتبت آخر أحرفه في صنعاء ليكون " الإخراج " في عدن .
ولا شك أن القيادات الجنوبية كانوا مدركين بأنهم لن يستطيعوا القيام بدور أبطال تلك المسرحية مع حلول العام 1990م ، لكنهم أصروا على القيام بأدوار ليست أدوارهم ، ولم تكن صالحة لهم ولا لزمنهم ، في تلك المسرحية الهزلية . ومع ذلك لم تعتذر بعد أي من القيادات الجنوبية عن الاخطاء التاريخية والسياسية التي طالبهم بها الحراك السلمي الجنوبي ؛ ولم تبين كيف صارت الدولة الجنوبية الواقعة جغرافياً شرق اليمن ، تسمى " اليمن الجنوبية " في حين لا وجود لدولة تسمى " اليمن الشمالية " ؟! .
فعند قيام ثورة سبتمبر 1962م ، كان تعريف الثورة لـ (اليمن) واضحاً ، بأن الشعب اليمني (جنوباً وشمالاً) يقع في إطار الجمهورية العربية اليمنية . حيث جاء في البيان الأول الذي أعلن أسباب التخلص من الإمام ، بثـتـه إذاعة صنعاء ما يلي :" مئات السنين وبلادنا يحكمها الطغاة ، ويتـفـننون في ألوان الطغيان حتى زرعوا المذلة والمسكنة والخنوع في نفوس شعبنا ، ومنذ مئات السنين وشعبنا يسحقه الحكم الفردي بلا رحمة ولا شفـقه ، فكل إمام يرفعه الشعب إلى عرش الحكم يبدأ حكمة بمظهر الإمام الصالح ، حتى إذا ما تمكن على كرسي حكمة ظهرت أطماعة وأغراضه الشخصية ".
وخاطب بيان الثورة اليمنية فئات الشعب اليمني قائلاً : " قامت ثورتكم اليوم لتقضي على الطغيان وتحقق للشعب الحرية والعدالة والمساواة ولتدفع شعبنا العربي في اليمن في طريق الحياة العزيزة الكريمة ، في طريق التقدم والحضارة ، في طريق الوحدة العربية الشاملة ، في طريق الإنسانية .. أنها ثورة الشعب كله ، ثورة الجنود والقبائل ، ثورة المدنيين والموظفين الصغار ، ثورة التجار وطلاب المدارس ، ثورة المهاجرين والمشردين في أنحاء العالم ، ثورة شعبنا العربي في اليمن جنوباً وشمالاً ، ثورة في جمهورية عربية يمنية ، تؤمن بالله وتؤمن بالقوة العربية ، وتؤمن بالوحدة العربية ".[المصدر : صحيفة "الأهرام" المصرية – ص7 الصادرة بتاريخ 28 سبتمبر 1962م] .
وبينت ثورة 26 سبتمبر أهدافها ، وأكدت بأنها عمّت (جميع أنحاء اليمن) ، ولم نجد في أهدافها ما سمِّي - لاحقاً - بـ "الأهداف الستة للثورة اليمنية" ؛ حيث جاء في بيان حكومة الثورة في اليمن ، بثته إذاعة صنعاء في 28 سبتمبر 1962م : " أن الحكومة ستعمل في سياستها الداخلية على إقامة العدالة الاجتماعية في جميع انحاء اليمن ، ورفع مستوى الشعب ، والقضاء على النظام الاقطاعي ، وإزالة الخلافات القبلية ، وتشجيع رأس المال الحر على ألا يتحول إلى احتكار ". وأعلن البيان : " أن السياسة العربية والدولية للحكومة اليمنية هي إيجاد روابط أوثق مع الدول العربية المتحررة لتحقيق الوحدة العربية ومنع التدخل الاجنبي بجميع اشكاله ". [المصدر السابق ص(11) 29 سبتمبر 1962م] .
ولقد مثــّل معظم المشرّدين اليمنيين الذي أشار إليهم البيان الأول لثورة اليمن ما يقارب ثلاثة أرباع سكان عدن (نفس نسبة القبارصة اليونان في قبرص) ، فشكلوا "اتحاد نقابات العمال في عدن" الذي ضم 17 ألف شخص ، كمنظمة شعبية كبيرة جناحها السياسي حزب الشعب الاشتراكي القوي الذي عارض مشروع بريطانيا الخاص بضم عدن لـ " المحميات " في الجنوب العربي . وبذلك أوردت صحيفة " الأهرام " في عددها الصادر في 1 أكتوبر عام 1962م ص(1) تحت عنوان (الاعداد للإضراب في عدن ضد مشروع بريطانيا لإتحاد المحميات) :
" يبحث اتحاد عمال عدن وحزب الشعب الاشتراكي وسائل مقاومة المشروع البريطاني الخاص بإدماج مستعمرة عدن في اتحاد فيدرالي مع محميات الجنوب العربي ، وأعلن عبد المجيد الاصنج السكرتير العام للاتحاد أن الاتحاد سيدعو إلى إضراب عام للاحتجاج على المشروع البريطاني ، ووصف الثورة اليمنية بأنها خطوة نحو الامام ، وقال : إننا نعتبر هذه الثورة مكسباً لجميع المواطنين الذين يؤمنون بوحدة المنطقة ".
وفي الحقيقة لا يوجد مبرر للإدعاء بـ " وحدة المنطقة " التي نادى بها الأصنج ؛ ولكن ربما لأن بريطانيا قد ضمت جزر كمران وبريم اليمنيتين إلى مستعمرة عدن مثلما ضمت جزر كوريا موريا العمانية ، وربما رأى العمال اليمنيين بعددهم الكبير في عدن وبالاستناد إلى سياسة حزبهم ، حزب الشعب الاشتراكي ، أنه بالإمكان جعل عدن إما أشبه بـ (القضية القبرصية) أو بضمها إلى اليمن بدلاً من عودتها إلى أصلها التاريخي ضمن سلطنة لحج كجزء من الإتحاد الفيدرالي للجنوب العربي .
وبالرغم من أن بريطانيا قد برّأت ذمتها عند رحيلها من عدن ، بتسليمها جزر كمران وبريم لليمن ، وتسليم جزر كوريا موريا لسلطنة عمان ، إلا إن التواجد الكبير لليمنيين في عدن بعد الاستقلال ، ومشاركة بعضهم في قيادة الحزب والدولة الجنوبية ، قد ساعد على مواصلة الهدف حتى النهاية عام 1990م .. وقد كرمت اليمن منذ وقت مبكر ، السيد عبد الله عبد المجيد الأصنج ، والسيد محمد سالم با سندوه ، بمنح كل منهما عدة مناصب في حكومة صنعاء تقديراً لدورهما في المشروع الثقافي - السياسي لـ " يمننة " عدن .
حد من الوادي
07-29-2012, 12:37 AM
رسالة المحامي علي هيثم الغريب حول القضية الجنوبية
بواسطة admin بتاريخ 28 يوليو, 2012 في 01:18 صباح
عدن اف ام | ابو صالح الحضرمي
حصلت عدن اف ام على رسالة المحامي على هيثم الغريب التي وضعها كوثيقة للتاريخ حول قضية الجنوب الوطنية تم جمعها في ملف وور وملف PDF وتنسيقها لسهولة الاطلاع عليها
اليكم الروابط
رابط ملف وورد :
ظ…ط±ظƒط² طھط/////ظ…ظٹظ„ ط§ظ„طµظˆط± طŒ طھط/////ظ…ظٹظ„ ط§ظ„طµظˆط±طŒ ظ…ظˆظ‚ط¹ طھط/////ظ…ظٹظ„ ط§ظ„طµظˆط± طŒ ط±ظپط¹ ط§ظ„ظ…ظ„ظپط§طھطŒ طھط/////ظ…ظٹظ„ ط§ظ„ظ…ظ„ظپط§طھ
ظ…ط±ظƒط² طھط/////ظ…ظٹظ„ ط§ظ„طµظˆط± طŒ طھط/////ظ…ظٹظ„ ط§ظ„طµظˆط±طŒ ظ…ظˆظ‚ط¹ طھط/////ظ…ظٹظ„ ط§ظ„طµظˆط± طŒ ط±ظپط¹ ط§ظ„ظ…ظ„ظپط§طھطŒ طھط/////ظ…ظٹظ„ ط§ظ„ظ…ظ„ظپط§طھ
رابط ملف PDF :
http://www.qzal.net/01/2012-07/13433984512.pdf
http://www.qzal.net/01/2012-07/13433984512.pdf
ولاهمية الرسالة تعيد عدن اف ام نشرها كاملة .
الكثير يسال عن ماهي القضية الجنوبية وكيفية النشأة والسرد التاريخي المرحلي لها وكل هذه التساؤلات جعلت المحامي القدير الاستاذ علي هيثم الغريب مستشار رئيس المجلس الاعلى للحراك السلمي الجنوبي لتحرير واستعادة دولة الجنوب يضع هذه الوثيقة للتاريخ وللتوعية والترشيد. مكونة من اربعة اجزاء.
وثيقة تاريخية حول القضية الوطنية الجنوبية.. بقلم: علي هيثم الغريب.. (1)
قبل 22 مايو 1990م كانت الجنوب تشكل دولة كما كان حالها قبل آلاف السنين, فمن عاد وثمود والاحقاف وحضرموت وكِنده وقتبان وأوسان وحمير, حضارات ما قبل الإسلام إلى سلطنات ومشيخات {منذ القرن الثالث عشر وحتى عام 1967م}، ثم إلى إتحاد الجنوب العربي {1959-1967 } ثم إلى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية (1967-1972) ثم إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية(1972-1990). كل هذه الحضارات والدول قامت على بقعة جغرافية واحدة تسمى (الجنوب العربي). بعد ظهور المد القومي ثم المد الاشتراكي في أسيا وأفريقيا تمركزت الأحزاب العربية التي تدعو إلى القومية والوحدة العربية (حركة القوميين العرب، البعث، الناصريين والماركسيين الاشتراكيين) وتوحدت تحت لواء أحزاب مركزية تمتد من الشام والقاهرة وبغداد إلى عدن.
ومنذ ذلك الحين رفعت بعض الأحزاب القومية شعار الوحدة بين الجنوب العربي والجمهورية العربية اليمنية إيمانا منها بالوحدة العربية ومنطلقة من برامجها التي اعتبرت فيها الوحدة بين الجنوب العربي واليمن كجزء أساسي موجة ضد الأنظمة التقليدية في المنطقة.. إلا إن طرحها هذا لم تقابله أي استجابة من قبل الجمهورية العربية اليمنية. فكان مواطنيها يأتون إلى الجنوب ليحصلوا على كافة حقوق المواطنة – شريطة أن يكونوا اشتراكيين –
والمواطن الجنوبي في الجمهورية العربية اليمنية قبل عام 1990م، هو مواطن أجنبي ويحصل على وثيقة “مقيم” شأنه شأن الأجانب.. كان الاشتراكيون يحاولون بناء دولة موحدة على مستوى الجزيرة العربية والجنوب العربي واليمن،
وذلك وفق إيديولوجية الاشتراكية العلمية التي لا حدود لها، فدعموا الجبهة الوطنية ( حوشي) لتغيير النظام في اليمن (الشمال حاليا) والجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي.. وبدأت الحروب بين ما سمي بالجنوب والشمال منذ عام 1972م. والشيء المؤكد في حرب 1972م وحرب 1979م أن الأولى لم ينتصر فيها الجنوبيون ماعدا احتلالهم لمدينة قعطبه، بسبب أن قادة تلك الجبهات الشمالية كانوا من الجنوبيين الهاربين من النظام في عدن. لذا كان الانتصار على الشمال صعباً، ولكن حرب 1979م وبعد هروب الجنوبيين من صنعاء إلى البلدان العربية والأجنبية نتيجة معاملة النظام السيئة معهم وبغياب – حرب الجنوبي ضد الجنوبي – اكتسحت القوات الجنوبية حدود الجمهورية العربية اليمنية خلال ساعات قليلة ووصلت إلى مأرب و يريم و لولا تدخل العراق وليبيا لسقطت صنعاء خلال أيام…
غير أنه بعد ضعف النظام الاشتراكي في الجنوب وانهيار المعسكر الاشتراكي وعدم إصغاء الجنوبيين لبعضهم البعض والحشد الذي شهدت صنعاء ل”الأفغان العرب” وتوطد الحكم المشيخي- المذهبي المتخلف في اليمن ( الجمهورية العربية اليمنية)، أصبح النظام في صنعاء مهتماً بالحصول على السيطرة على الأراضي والثروات الواقعة في الجنوب وليس في منطقة عسير ونجران الذي كان الأئمة يدّعون أنها جزء من اليمن بحكم المذهب وليس بحكم التاريخ..
علاوة على أن الحزب الاشتراكي الذي رفع شعار “الوحدة اليمنية” منذ تأسيسه عام 1978م قد تهالك ودُمر من داخله, وأصبح مناسباً – في عقيدة الجمهورية العربية اليمنية – أن يحتل الشمال الجنوب من خلاله لكونه يكتسب المشروعية الوحيدة لتوقيع أي اتفاقات مع أي دولة أجنبيه كانت.. وقد يستفاد منه كتوجه وحدوي للسيطرة على الشعب الجنوبي.. ولا ننسى إن أبنا الجنوب الذين تشبعوا بالفكر القومي العربي، كان توجهم صادقا ويمكن من خلال إن يحققوا الوحدة بين الدولتين – في صنعاء وعدن- لإرساء دعائم التوجه العربي في الوحدة ولو على جزء يسير من الوطن العربي الكبير.
وفي وقت مبكر بعد عام 1986م – حرب الأخوة الجنوبيين – أبرم أول أتفاق للتنقل بين الشمال والجنوب بالبطاقة الشخصية والسير في الإجراءات الوحدوية التي توقفت بعد حرب 1979م. من الناحية القانونية والدستورية لم يكن للحزب الاشتراكي الحق في إبرام أي اتفاقيات تخص السيادة والهوية مع دولة أخرى أو قوى خارجية ولم ينص دستور جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على ذلك، ولم يستفتى الشعب في الجنوب..
بيد أنه في أيام عز القوة المتطرفة في الشمال ووجود نصف الجيش الجنوبي هارباً في صنعاء وتوافد “الشباب العرب – الأفغان” الذين كانوا يقاتلون الاستعمار الروسي في أفغانستان الذي بلغ عددهم في ذلك الوقت مئة ألف مقاتل برئاسة الزنداني والديلمي سار نظام صنعاء باتجاه الوحدة مع الجنوب. وفي سبتمبر 1988م طرح مقترح من قبل بعض قياديين اشتراكيين من مواليد الشمال ومن مؤسسي الحزب الاشتراكي بدمج “حوشي” (فرع الاشتراكي في الشمال) مع الحزب الاشتراكي فتم ذلك وأصبحت – منذ عام 1988م- الأغلبية داخل قيادة الحزب الاشتراكي في الجنوب من الشماليين لذلك نجحت مطالب “الاندماجيين” بالسير سريعا باتجاه الاتحاد بين الدولتين.
لم يكن نظام الجمهورية العربية اليمنية مكترثاً بصفة خاصة بمبادئ الوحدة والقانون الدولي عندما يتعلق الأمر بالمصلحة الخاصة.. لذا عقدت خمس اتفاقيات بين الدولتين – ج. ي. د. ش. ، ج. ع. ي. – وهي اتفاقيات غير قانونية ولا متكافئة بل ويستند عليها الوضع الشمالي في الجنوب حالياً، لكن الحقيقة إن الاتفاقيات مع الجمهورية العربية اليمنية كما هو معروف لم يتم الدخول فيها بحرية، وإنها كانت لغير مصلحة شعب الجنوب، ولهذا أفضت إلى حرب عام 94م بين الشمال والجنوب وإلى إخضاع سكان الجنوب لحكم الجمهورية العربية اليمنية. وعندما أبرمت اتفاقية جديدة (93م-94م ) “وثيقة العهد و الاتفاق” ووقعت عليها كل الأطراف المعنية بعدها شن الحرب على الجنوب مخالفة لاتفاقيات إعلان الوحدة ولتلك الوثيقة.
ورجوعاً حتى إلى تلك الاتفاقيات التي أبرمت بين الدولتين في عدن وصنعاء في الأعوام (87 – 1990م) ثم إعلان الوحدة بين النظامين في 22 مايو 1990م سرعان ما وجد نظام صنعاء أن تلك الاتفاقيات غير كافية لتلبية الرغبة في تحقيق سيطرة أكبر على الجنوب.. حيث كان الطرفان المتعاقدين – دولة الجنوب ودولة الشمال – قد وافقا على بقاء تشريعات كل دولة كما هي حتى تأتي قوانين جديدة يتفق حولها، ويلتزم كل من الطرفين المتعاقدين ببنود اتفاقيات إجراءات الاتحاد بين الدولتين.. وبالرغم من هذه الالتزامات استمرت مؤسسة الحكم في صنعاء في محاولاتها لتغيير الموقف من أجل الدخول إلى عدن وبهدف الحيلولة دون بقاء الجنوب بيد الدولة السابقة.. وعليه فإنه من الواضح أن أي شيء يحكم سلفاً بشأن قضية السيادة ويضر بحق أحد الطرفين المتعاقدين يجب اعتباره نقضاً لروح الاتفاقية ونقضاً لنصوصها، وهذا هو بالضبط ما سعت إلى فعله مؤسسة الحكم في صنعاء خلال سنوات ما بعد إعلان الوحدة (90م – 94م ).
وطوال ثلاثة أعوام (91- 1994م) عقدت عدة اتفاقيات جديدة بين علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنية سابقاً والرئيس{ نائب الرئيس بعد إعلان الوحدة} علي سالم البيض رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بشأن كيفية بناء دولة الوحدة، فرفضت الجمهورية العربية اليمنية كل العروض بل ورفضت تنفيذ اتفاقية الشراكة، وطلبت بدلاً من ذلك أن تندمج أكثر من عشر وزارات خاصة الجيش والأمن والعمل قبل تنفيذ اتفاقيات الوحدة، رفض الرئيس البيض ذلك.
عندما وصل الرئيس علي عبد الله صالح إلى قناعة بأن الرئيس علي سالم البيض مازال يحكم الجنوب وان هناك التفافا جماهيريا حوله استعان بالجهاديين وحزب الإصلاح لقتل الجنوبيين وتفجير منازلهم، وبالاشتراكيين الشماليين لأجراء الانتخابات. قبل البيض رئيس دولة الجنوب إجراء الانتخابات لمعرفته الكاملة أن الجنوب سيصوت لجنوبيته، وهذا ما حصل فعلا، كل دوائر الجنوب الانتخابية الــ(56) أيدت برنامجه الانتخابي.
كان نظام صنعاء يعتقد أن أجراء الانتخابات سيوفر له الذريعة المناسبة لاحتلال الجنوب، ولكنها بالحقيقة جسدت الدولة الجنوبية من جديد، حيث قُسمت الجنوب إلى 56 دائرة انتخابية بدلاً من 111 دائرة قبل الوحدة والشمال 245 دائرة بدلاً من 157 قبل إعلان الوحدة.. ذهبت دوائر الجنوب بكاملها (56 دائرة) للاشتراكيين الجنوبيين ودوائر الشمال للشماليين، فلم يفوز أحد من الجنوبيين في الشمال ولا فاز شمالي في الجنوب، وهكذا عاد الرئيس علي سالم البيض إلى عدن ومعه حكومة الجنوب السابقة ومجلس النواب من الجنوبيين ومستنداً على هذه النتائج الانتخابية..
فلم يجد نظام صنعاء ضرورة للانتظار طويلاً لأنه حين أصر رئيس دولة الجنوب – نائب الرئيس بعد إعلان الوحدة – التمسك بنتائج الانتخابات التي أعطته الحق بالإبقاء على سيادته على الجنوب، رد نظام صنعاء بالحرب واحتلال الجنوب.
ومن أجل فهم أهداف مرامي سياسة نظام صنعاء أثناء تلك الفترة فإن من الضروري أن نتذكر إنها مرت بتحول جذري عقب اكتشافات النفط في حضرموت وشبوة وعودة الأفغان العرب إلى صنعاء لتعينها على التخلص من بعض القيادات الوطنية الجنوبية (154 شهيد سقطوا في صنعاء قبل إعلان الحرب على الجنوب عام 1994م وبأوامر من قبل الرئيس علي عبد الله صالح) وبدأت سياسة استخدام القوة لكسب أهداف سياسية. ونفذت جرائم كثيرة كتفجير منزل رئيس الوزراء الجنوبي حيدر أبوبكر العطاس وإطلاق صاروخ إلى غرفة نوم رئيس مجلس النواب الدكتور ياسين سعيد نعمان (جنوبي) وأخيراً مغامرة إعلان الحرب على الجنوب يوم 27 أبريل 1994م وقتل الرئيس علي عبد الله صالح عشرين ألف مواطن فبل أن يحتل الجنوب.
لقد سعينا نحن أبناء الجنوب إلى الوحدة سعياً، وجاهدنا بصدق من أجل الوحدة، نصبو جميعاً إلى ما تصبو إليه الأمم التي تقدر قيمة الأوطان والشرف والكرامة.. وكنا نعتقد أن نظام صنعاء سيهيئ لهذه الوحدة رجالاً من ذوي الكفاءة والنزاهة حتى يكونوا سند الوحدة وحتى يكونوا ذخرها وفخرها، وحتى يمهدوا لها بدرايتهم وتجاربهم سبل الوصول إلى بناء دولة للوحدة.. دولة حديثة.. تظهر العروبة والإسلام في مظهرهما اللائق بهمَ ويقيموا الحجة أمام العالم أجمع على أن الشعب اليمني شعب ناضج وشريف.
ولكن والأسى يملأ قلوبنا نقول: لقد عبئ نظام صنعاء الشباب المجاهدين الذين جاءوا بهم من أفغانستان، واستعانوا بالجهل والتخلف والمذهبية في الشمال، في إصدار فتاوى الاستحلال والتكفير التي استند إليها النظام في حربه ضد الجنوب عام 94م.. ويستند إليها اليوم في التعبئة ضد الحراك الجنوبي السلمي، وعلى أساس إن الحراك يقوم به ناس ملاحدة وكفرة. فمن هو من الجنوبيين مع النظام الحالي فهو مسلم، ومن لم يكن معه فهو كافر وملحد.. وكل هذه الفتاوى جاءت لدوافع سياسية بحته وذلك لتحقيق غاية التفرد بنهب الجنوب أرضاً وإنساناً، واستخدام الدين كستار لتنفيذ تلك الغاية. واليوم وبنفس الوسيلة يتم اصطناع شرعية جديدة لإطلاق الرصاص الحي على الجنوبيين الذين يطالبون بأرضهم و ثروتهم.. والسلطة مصرة على استخدام الفتاوى الدينية لقتل أبناء الجنوب ومصادرة أملاكهم، والتحكم بالثروة والرقاب، والدعوة للكراهية الدينية التي تستند عليها السلطة.. لإيجاد شرعية جديدة لضرب الجنوب عسكرياً.
ونبين ذلك من خلال فتوتين مشهورتين استندت إليهما السلطة عام 94م في حربها ضد الجنوب:
* فتوى الدكتور عبد الوهاب الديلمي، أُذيعت الفتوى في 6 مايو 94م (خلال الحرب ضد الجنوب) في وسائل الإعلام الرسمية والمرئية و المسموعة- ثم نشرت في صحيفة الشورى 8 يناير 1995م، وفي صحيفة عبد المجيد الزنداني صوت الإيمان الصادرة بتاريخ 21 يونيو 1994م العدد (24) تحت عنوان: ” كي لا يلتبس حكم الحرب على الأمة”، فما جاء في تلك الفتوى: “من أغرب ما نسمعه هذه الأيام – أيام حرب 94م – أقوال يطلقها بعض الناس يشككون من ورائها في شرعية القتال. قد يكون مدخل التشكيك إلى عدم شرعية القتال هو أن الذين يقاتلون مع المرتدين مسلمون – يقصد بالمرتدين الاشتراكيين الجنوبيين والمسلمون هم أبناء الجنوب من نساء وأطفال وشيوخ – ومن هذا أن يقال أن الحزب الاشتراكي هم عبارة عن عدد محصور.. فلولا هؤلاء الذين نسميهم بالمسلمين ما كان لهم من قدرة على أن يحققوا شيئاً، ومن أجل ذلك أجاز أهل العلم قتل هؤلاء المسلمين، لأن عدم قتل هؤلاء المسلمين يترتب عليه مفسدة أعظم من مفسدة قتلهم”. انتهى.
هكذا وظف علماء الشمال الدين لاستثارة عاطفة العامة من أبناء الشمال واستدعاء الكراهية الدينية، والتوحش بالقتل لاحتلال شعب آخر، وتمزيق كل روابط الأخوة الإسلامية والرحمة و التآلف. بعدها عين صاحب هذه الفتوى وزيراً للعدل تقديراً له على تهييج الأسرة الشمالية ضد الأسرة الجنوبية وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في الجنوب.
كنا في الجنوب نود أن يفهم أهلنا في الشمال إننا شعب مسلم، وإن الإسلام في ظروفنا السابقة والحاضرة فوق كل اعتبار حزبي وفوق كل شهوة شخصية، ولكنا والأسى يملأ قلوبنا نرى أمام أعيننا جماعة من أصحاب الفتاوى الدينية المعتمدين لدى السلطة في الشمال قد دفعهم حب الظفر بالسلطة والجاه والمال إلى شن حرب عوان استخدموا فيها فتاوى تكفيرية لا يزاولها مسلم أمام مسلم. نعم يملك الأسى قلوبنا لأننا نعلم وكلكم يعلم أن لا رجاء لوحدة تقوم الزعامة فيها على إيذاء الناس في دينهم وسمعتهم وعلى إفساد ضمائر بعض المفتيين بالمال والاحتيال.. واليوم يقوم أتباع السلطة من الأئمة الجدد بحرب شعوا سموها معركة من أجل حماية الدين ضد كل من يطالب بحقوقه من أبناء الجنوب، وقد أسرفوا في الطعن و التكفير والسب والافتراء والترغيب والترهيب ضد أبناء الجنوب، الذين يشهد الإسلام لهم بأنهم اسلموا قبل الهجرة النبوية إلى يثرب..
*ولهذه الغاية نفسها جاءت فتوى عبد المجيد الزنداني الصادرة في واحد محرم 1415هـ الموافق 10/ 6 / 1994م – خلال حرب 94م الظالمة ضد الجنوب، عشرين مليون مقابل ثلاثة مليون- جرى نشرها بواسطة شريط مسجل، توزيع: “تسجيلات الإيمان التابعة للشيخ الزنداني”، تحت عنوان: ” واجب المسلمين نحو المعركة”، ونشرت أجزاء منه في صحيفة “يمن تايمز” باللغة الانجليزية الصادرة بتاريخ 20 / 6 / 1994م العدد (23).
قال فيها: “أن قتالنا ضد الشيوعيين هو من أجل الإسلام.. من أجل وحدة القيادة السياسية لليمنيين أن يكون لهم حكم واحد و قائد واحد.. هذه معركتنا هذه هي المعاني التي نقاتل من أجلها”.. وقال أيضاً مخاطباً الحكام العرب أن يقفوا معه ضد الجنوبيين: ” كما أفتيتم بأن الجهاد في أفغانستان واجب.. فلا أقل من أن تحموا ظهور إخوانكم.. أن قتالنا قتال شرعي ضد فئة باغية ملحدة وكافرة قتالها واجب.. أننا نطلب من علماء المسلمين أن يرفعوا أصواتهم وأن يبينوا للشعوب حكمة الجهاد في اليمن.. سنسألهم عن هذه الفتوى غداً بين يدي الله..” وقال الشيخ الزنداني وهو يشرح لأهلنا في الشمال: “إن الله تعالى قد سخر قدرته للمحاربة إلى جانبهم, من أمثلة ذلك: في إحدى المعارك – طبعاً كل المعارك كانت تدار في المدن والقرى الجنوبية – زرع الكفرة حقولاً من الألغام وتقدم جيش المسلمين وكاد أن يقع في تلك الحقول ولكن الله أرسل رياحاً أزالت الرمال و كشفت رؤوس الألغام فعلموا أنهم أمام حقل من الألغام. وغيرها من القصص والحكايات التي تنطلي فعلاً على شعب 75% منه أمياً وفقيراً وهنا نلفت نظركم أن رد علماء المسلمين جاء ليدين فتاوى التكفير والاستحلال ضد الجنوبيين، واعتبروها بحد ذاتها جريمة وحملوا أصحابها جريمة ما نجم عنها من ضحايا خاصة من الأطفال و النساء والشيوخ.
ومن ذلك ما صرح به العلماء لمجلة ” المسلمون” الصادرة بتاريخ 5/ 8 / 1994م العدد (496) نورد بعضاً من ما نشر: “استنكر جميع علماء الأمة ما جاء في الفتوى التي أصدرها الشيخ عبد الوهاب الديلمي أثناء الحرب اليمنية التي أباح فيها قتل النساء والشيوخ والأطفال للوصول إلى الأعداء زاعماً أنها قاعدة شرعية كما أورد الديلمي في حديثه لمراسل “المسلمون” العدد الماضي. وكان في مقدمة العلماء الذين استنكروا تلك الفتوى شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق وعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء والشيخ محمد الغزالي والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جرين عضو الإفتاء بإدارة البحوث العلمية والإفتاء، مبينين أن الديلمي أخطى في فتواه في أكثر من وجه وأكدوا أن الديلمي ليس من أهل الفتوى المعتبرين أساساً.. وأشار العلماء إلى أنه يتحمل بفتواه مسؤولية ما أريق بسببها من دماء الأطفال والشيوخ والنساء”. وكان عبد المجيد الزنداني قد قاد حملة ضد الوحدة قبل إعلانها في 22 مايو 1990م بل وكفرها وكفر دستورها الذي أُستفتى عليه بعد إعلان الوحدة بعام.. ولكنه تولى منصب عضوية مجلس الرئاسة الذي يسير بهذا الدستور الذي كفره. وتولى الدكتور الديلمي وزارة العدل وأقسم اليمين بموجب الدستور الذي كفره.. وهذا يعني أن المشكلة كانت سياسية بحته وأن التكفير كان سلاحاً لبث الكراهية ضد الجنوبيين واستخدام الدين للوصول إلى السلطة. واليوم نتيجة اشتداد الرفض الشعبي الجنوبي للاستيلاء على أملاكهم و حقوقهم يسير المفتيين من أبناء الشمال على نفس الطريق..
أن قيام الجمهورية العربية اليمنية باحتلال الجنوب كان أساساً من أجل تحقيق مصالحها، وعلى أن السياسة التي تنتهجها اليوم في الجنوب مبعثها مصالحها الذاتية. وقد سميت حرب 94م ضد الجنوب فتحاً رغم أن الجنوب دولة إسلامية.. ومنذ 7 /7 / 1994م بقيت الجنوب بيد نظام صنعاء، وأُديرت عبر القوات العسكرية والأمنية القمعية ونهبت بصورة لم يشهد لها التاريخ مثيل.
ولم يعترف الشعب الجنوبي أبداً بشرعية اتفاقيات الوحدة ولا بشرعية الحرب، كما لم يتنازل في أي وقت عن دعواه بالسيادة على أرضه ووطنه، وقد أنتفض بعد حرب 1994م, وقدم آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين… وتمت خطط جديدة لتعزيز السيطرة على الجنوب بصورة مطلقة وتم إلغاء كل الاتفاقيات التي أبرمت قبل الحرب… وأصبحت للقوات الشمالية وتجارها و مشايخها الحرية المطلقة لنهب شواطئ عدن والمكلا والمزارع والأراضي والاستيلاء على مؤسسات ومباني و أملاك دولة الجنوب السابقة، ومن خلال الإحصائيات الأولية إنه تم الاستيلاء على ما قيمته 20 مليار دولار خلال العامين الأوليين فقط بعد حرب 1994م (مع أن أملاك الشعب لا ثمن لها).
أن هذه الاتفاقيات الاتحادية بين دولة الجنوب ودولة الشمال- على خطورتها – لا تعطي بالفعل صورة دقيقة أو كاملة عن مدى السيطرة والنهب اللذان يمارسهما نظام صنعاء على الجنوب، فهذا النفوذ والنهب المخطط غير مستمد من التزامات مكتوبة ولا نابع عن اتفاقيات بين الدولتين السابقتين، وإنما قائم بالأحرى على نتائج حرب 1994م وعلى القوة القمعية والكثرة العددية.. وهذه طريقة عهدناها نحن الجنوبيين في سياسة نظام صنعاء ومعروفة جيداً عبر تاريخ الحروب بين الدولتين، أن تُنجز اتفاقيات بين الحكومتين ثم يتم الإعلان بأن نظام صنعاء ملتزم بموجب اتفاقيات موقعة رغم أنه قد شن الحرب عليها…
استنكر العالم كله حرب الشمال على الجنوب – التي أعلنت في لحظة ضعف الجنوبيين واستخدام الأفغان العرب والقاعدة وغيرهم – وكان لدول مجلس التعاون الخليجي موقف ايجابي وصادق .. حيث جاء في البيان الصحفي الصادر عن الدورة الحادية والخمسين للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي في الرياض يوم 25- 26 ذو الحجة 1414هـ الموافق 4 – 5 يونيو 1994م ما نصه: ” تابع المجلس الوزاري بقلق بالغ التطورات المؤلمة في اليمن، وما ترتب على استمرار القتال بين الطرفين مما جعل القادة في جنوب اليمن يعلنون قيام جمهورية اليمن الديمقراطية، في هذا السياق رحب المجلس بصدور قرار مجلس الأمن رقم 924″ وأضاف البيان ” وانطلاقا من حقيقة أن الوحدة مطلب لأبناء الأمة العربية، فقد رحب المجلس بالوحدة اليمنية عند قيامها بتراضي الدولتين المستقلتين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في مايو 1990م وبالتالي فإن بقاءها لا يمكن أن يستمر إلا بتراضي الطرفين، وأمام الواقع المتمثل بأن أحد الطرفين قد أعلن عودته إلى وضعه السابق وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية فإنه لا يمكن للطرفين في هذا الإطار إلا التفاوض بالطرق والوسائل السلمية.. إذ أنه لا يمكن إطلاقاً فرض الوحدة بالوسائل العسكرية”.
واليوم ولأجل المواجهات المحتملة في الجنوب اعتمد نظام صنعاء على التخطيط لوضع قوات برية ونقاط عسكرية متمركزة بصورة دائمة من العند قرب عدن إلى حوف في المهرة، وتعزيزها في حالات الطوارئ كما يجري اليوم في ظل انتفاضة شعبية عارمة، ويحتفظ النظام حالياً بعشرات الألوية على طول وعرض الجنوب لمساندة قوات الأمن المركزي والأمن السياسي والأمن القومي والاستخبارات العسكرية وجيش المخبرين.. هذا إضافة إلى المعسكرات السابقة الدائمة.. تجسيد تأثير التحولات الكبرى الجارية في المحافظات الجنوبية على عدن والمكلا وزنجبار وعتق والغيضة حيث وضع الجيش لمنع المواطنين من التوجه إلى تلك العواصم الجنوبية..
وثيقة تاريخية حول القضية الوطنية الجنوبية.. بقلم: علي هيثم الغريب (2)
إن الثورة السلمية في عدن وأرياف الجنوب قاطبة قد أزالت شكوك ربما كانت لدى بعض دول الجوار حول القضية الجنوبية.. حيث وبعد الاعتقالات الكبرى التي تمت عام 2008م وقتل عشرات المواطنين وإنزال الأسلحة الثقيلة إلى عدن أتضح للعالم أن هذا النظام لا يؤمن بالديمقراطية التي التزم بها أمام المجتمع الدولي خلال حرب 1994م، خاصة وإن انتخابات عام 2003م البرلمانية والرئاسية والمحلية لعام 2006م قد أثبتت أن 82% من سكان الجنوب قاطعوها ولم ينل المنتخبون غير أصوات ما لا يزيد عن 20% من المسجلين في قوائم الانتخاب.. ولهذا طلب الرئيس تأجيل الانتخابات البرلمانية عام 2008م عندما رفض الجنوبيون لجان القيد والتسجيل، بل وقاموا بمصادرة صناديق الاقتراع. ورفض الشعب الجنوبي أن تقرر مصيره أصوات المدافع وأصوات الانتخابات المزيفة.
واليوم إن القضية الرئيسية لم تعد ما إذا كان يجب أو لا يجب أن تكون هناك انتخابات في الجنوب لأن شعب الجنوب قد رفض ذلك مسبقاً، ولكن المسألة المركزية الآن هي ما إذا كان الجنوب والشمال باتحاد كل منهما مع الآخر ينبغي أن يستمر أم لا ؟!. أي هل هناك رغبة لشعب الجنوب في الاتحاد مع الشمال؟. نقول: لا.. فما يوجد اليوم في الشمال تعصب أعمى وتحريض كبير ضد الجنوبيين يمكن يرتكب النظام من خلالهما مجازر شبيهة بمجازر رواندا ويمكن أن يحوّل المحتلين عدن إلى سراييفو الجزيرة العربية، خاصة وان هناك تعبئة رسمية متواصلة قد أظهرت “جيشاً حربياً” يُقذف به بوجه الجنوب.
وهنا يمكن الحديث عن الاتفاقيات التي أبرمت بين الدولتين في صنعاء وعدن لإدخال الجنوب في هذه المأساة، خاصة وان الرئيس علي عبد الله صالح بعد أن أعلن الحرب عليها اليوم بعد الانتفاضة الشعبية الجنوبية يعود من جديد للتمسك بها. فالاتفاق بين الرئيسين البيض وصالح بدأ باتفاق شفوي بينهما حول حقل جنة في شبوة الذي كان هذا الموقع سبب حروب الأئمة ضد الجنوب قبل ثورة سبتمبر 1962م حيث كان الأمام يحيى ومن بعده أبنه أحمد يطالبان بالعبر وجزء من شبوة ( وثائق تلك الاتفاقيات موجودة)، وبنفس الطريقة كان رئيس دولة الشمال يطالب بتقاسم حقل جنة النفطي بدلاً من الحرب، وهذا الاتفاق الشفوي أنما يتوخى من ورائه – أساساً – الحفاظ على وضع الحدود ألمرسمه بين الدولتين.
ولا يستطيع نظام صنعاء أن يخرج من هذا الوضع رغم هاجس القوة التي انتابته بعد حرب الأخوة في الجنوب عام 1986م، فأوحى للرئيس علي عبد الله صالح أن الاتفاق الذي تم مع الجنوبيين بشأن تقاسم حقل جنة النفطي يعني الاعتراف بالحدود ألمرسمه التي اعترف بها الأمام يحيى ومن بعده الأمام أحمد.. ولا يستطيع أن يقضي البطلان أي موقف يتخذ من قبل دولة الجنوب حول أمور تتعلق بالحدود أو الثروة أو الأرض، وعليه ولتدارك هذا الأمر أصبح التقرب من النظام الاشتراكي هو الطريق الأمثل لاحتواء قيادة الجنوب السياسية وضم أرضهم، فجاءت الاتفاقيات الوحدوية بين شريكي الوحدة كفخ للجنوب, وليس كمشروع وحدوي صادق يمكن أن يكون نموذج للوحدة العربية.
وهكذا فإن نظام صنعاء لم يترك شيئاً في تلك الاتفاقيات للصدفة، حتى إذا ما طالب الجنوبيون بإعادة دولتهم السابقة – كما حصل عام 1961م من قبل سوريا ومصر – فإن نظام صنعاء بإمكانه أن يعترض على هذا المطلب، وحتى إذا قام نظام صنعاء بحرب ضد الجنوب لضمه بالقوة فإن الحرب لن تكون بالمفهوم القانوني – حسب تصور حكام صنعاء – حرب بين دولتين، بل حرب أهلية داخل دولة واحدة.
بعد الحرب الطاحنة التي حدثت عام 1994م أصبحت الجنوب تابعه لنظام صنعاء سواء أراد أو لم يرد السكان أو الأنظمة العربية المجاورة المهددون مباشرة بوجود عدم الاستقرار في المنطقة.. وكما قال عبد الكريم الأرياني: “أن الجنوب ستبقى إلى الأبد ضمن الوحدة من أجل الاحتفاظ بالهيمنة من قبل السلطة الوحدوية على المصالح الاقتصادية في الجنوب” وأنه لواضح من نتائج حرب 1994م أن الأهداف الرئيسية لسياسة نظام صنعاء في الجنوب هي كالتالي:
أولاً: ضمان بقاء الجنوب تحت سلطة صنعاء.
ثانياً: تسهيل و توطيد السيطرة على ثرواته وأراضيه.
ثالثاً: إحداث تغيير ديموغرافي – سكاني للدفاع عن مصالح صنعاء و ردع أي خروج ضد هذه الأهداف.
وبإيجاز لقد عارض الشعب الجنوبي هذه المطامع التي تخدم مصالح سكان الجمهورية العربية اليمنية.. وأكثر من ذلك فإن ضم الجنوب بالقوة يقوي لغة الحرب بين العرب وإحداث الفوضى في الجزيرة العربية وعدم الاستقرار، وبسبب هذا فإن سكان الجنوب مناهضون بتصميم لا مثيل له في التاريخ لهذه الخطط البدائية, ومصممين على طرد المحتلين.
واليوم بعد أن ظلت الجنوب تحت الحكم الاستبدادي المتخلف لمدة 15عاماً (94م-2009م) وعلى امتداد تلك الفترة القصيرة من الزمن عمل الكثير جداً لنهب كل شيء في الجنوب له قيمة ولو كانت رخيصة جداً.. كانت الجنوب كلها هدفاً لحرب إبادة يشنها نظام صنعاء، إذ يجري يومياً القيام بإطلاق الرصاص الحي على الاحتجاجات السلمية والمواطنين، والاستيلاء على الأراضي والمزارع ونهب الآبار الارتوازية ودفنها وتحويلها إلى أراضي للبيع بالقطعة.. فيما ترك الآلف الناس مزارعهم واضطروا للجوء إلى المقاومة السلمية.. حتى لقد بلغ عدد من نهبت مزارعهم مائة ألف ونيف، معظمهم اليوم يعانون من الجوع والمرض.
ويعيش الجنوب إن حالة طوارئ التي لم تعلن رسميا حتى خلال عام الحرب ( 94م )- حتى لا تأخذ القضية الجنوبية مكانتها في المحافل الدولية.. والسجون تغص بالمعتقلين السياسيين الذين حرموا حتى من حق المقاضاة. أما من هم في المدن (عدن، المعلا، زنجبار، ردفان، الضالع) فقد أخضعوا لمعاملات وحشية وللتعذيب في السجون المركزية وسجون الأجهزة الأمنية وبعض الأماكن العامة (ملعب 22 مايو في عدن) والمعسكرات ( معسكر الأمن المركزي والمشاريع العسكرية والشرطة العسكرية), وخلال هذا العام أُلغي القبض على كثير من الأكاديميين والدكاترة والمحاميين والكتاب والصحفيين، إما لنشاطاتهم السياسية أو للاشتباه في كونهم مشاركين في الاحتجاجات الجنوبية أو يقرءون صحيفة “الأيام” أو يبيعونها في الأكشاك الرسمية أو يشاركون في التعليقات في الصحافة الالكترونية…
ولقد بدأت في أبريل 2009م موجة أخرى من الاعتقالات على نطاق واسع، ولم يعرف حتى الآن عن مصير بعض أولئك الذين قبض عليهم. وإنه ليوجد في سجون صنعاء أطفال رهائن تطالب السلطة آبائهم بتسليم أنفسهم.
وفيما يتعلق بالاعتصامات العامة الأخيرة في عدن (21 مايو 2009م ،7 / 7 / 2009م) فإن السلطات العسكرية أنزلت أسلحتها الثقيلة إلى داخل مديريات محافظة عدن (دبابات، مصفحات، دفاع جوي، أطقم عسكرية، سيارات همر عسكرية) لمساعدة الأمن المركزي المتهم بارتكاب أبشع المجازر في الجنوب، وقامت الأجهزة الأمنية العسكرية و المدنية بإلغاء القبض على حوالي ستة ألف متظاهر، وحولت نحو أربعمائة معتقل إلى سجون المحافظات المجاورة كما قتل وأصيب يوم 21 مايو 2009م أكثر من 100 مواطن على أيدي جنود السلطة.
وفي 23 يونيو 2009م ارتكبت أجهزة السلطة في زنجبار– أبين أبشع مجزرة عرفها الجنوب حيث راح ضحيتها 18 شهيداً و 87 جريح، وتُرك المصابين ينزفون في الشوارع ورفضت السلطة أنقادهم.. ومن استطاع الوصول إلى المستشفيات العامة رفض الأمن علاجهم.
ثم تبع ذلك مجزرة الضالع 24 يونيو 2009م، وقبلها مجزرة تشييع شهداء ردفان الأربعة يوم 9 يونيو 2009م (استشهدوا بين ابريل و مايو 2009م) حيث أطلق الأمن النار على المشيعين وسقط عدد من الشهداء والجرحى، و مجزرة عدن و المكلا – حضرموت يوم 7/ 7/ 2009م، و مجزرة الضالع يوم 30 سبتمبر 2009م ( مسيرة الغضب التي عمت كل الجنوب )، و يوم 16 أكتوبر 2009م أعلن قرار صادر عن وزارة الداخلية بمنع المظاهرات والاعتصامات، وهذا يعتبر القرار المائة لوزارة الداخلية طوال الثلاث السنوات الماضية، وشملت هذه القرارات القبض حتى على الذين يعتقد أنهم قدموا أي مساعدة للوطنيين، كما حدث في ساحة الهاشمي في عدن وفي مدينة زنجبار عندما فتح المواطنون منازلهم لإسعاف ومعالجة الجرحى.
إن سلطات صنعاء كانت قد بدأت في 7/ 7/ 1994م حينما استولت على عدن والمكلا بالقوة ثم راحت منذ ذلك الوقت تمد نفوذها إلى المحافظات الأخرى من خلال فرض ما يسمى بـ(أراضي الدولة) وحرية الاستيلاء عليها من قبل المتنفذين الشماليين مستعينة بالجيش والأمن.. ومنحت الشماليين – حتى لا يستنكروا هذه الجرائم – كثير من الأراضي ومزارع الجنوبيين، وتم فرض السلطات المحلية المزيفة ضد رغبات الشعب في الجنوب، واستغلت سلطات صنعاء الشعب وحالة دون كل تقدم، فأغلقت مستشفيات عدن الخمس واستبقت أثنين منها للقادرين على دفع ثمن العلاج والمعاينة.. وأغلقت العيادات التي كانت منتشرة في قرى محافظات الجنوب وكانت تمونها الدولة السابقة في الجنوب.. كما أنه لا توجد أية مستشفيات حقيقية في المحافظات الجنوبية تتبع الدولة.. فالسلطات في صنعاء تعتبر الجنوب ذات أهمية حيوية لمصالحها الاقتصادية والسياسية، فهي:
أولاً: حريصة على حماية الثروة النفطية والسمكية و المعدنية وتسخير مردودها لبناء الشمال.
ثانياً: تريد الاستمرار في السيطرة على الأراضي والمزارع والجبال وتوزيعها على مشائخ وعساكر الشمال لتأمين ولاءهم لها.
ثالثاً: تود الإبقاء على الجنوب كمصدر دخل وكسوق استهلاكية لتسويق منتجات التجار الشماليين فيها.
رابعاً: اعتبار شبوة وحضرموت وعدن مواقع هامة وضرورية لحماية ميزانية المؤسسات القبلية والعسكرية والتجارية الشمالية الحاكمة في الجنوب (ترفد هذه المناطق بـ 90% من ميزانية الدولة).
ومن أجل حماية هذه المصالح، استخدم نظام صنعاء القوة لقمع المقاومة السلمية، وبشكل رئيسي من خلال إطلاق النار من مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة على الاعتصامات السلمية، وما من محافظة أو مديرية أو قرية أو مدينة في الجنوب أُفلتت من هذه الجرائم التي يرتكبها النظام تحت سمع وبصر دول الجوار والجامعة العربية والأمم المتحدة …
وتتمثل الوسائل الأخرى التي يستخدمها النظام لتمديد وجوده في الجنوب، في قمع المواطنين وحظر الصحف الجنوبية (لا توجد إلا صحيفتين “الأيام” و “الطريق”).. ومنع الاعتصامات المنصوص عليها قانوناً، والإبقاء على حالة الطوارئ غير المعلنة بصورة دائمة خاصة في المدن الجنوبية.. وإقامة حكم مباشر على الجنوب من خلال الجيش والأجهزة الأمنية.
ولقد كان فرض ما تدعى بـ(مجالس السلطات المحلية) الذي خلقها النظام كسلطة صورية لضمان مصالحه مناورة أخرى من قبله – نظام صنعاء – وأن نصوص قانون السلطة المحلية رقم (4) لسنة 2001م أظهرت أنه كان خطوة إلى الخلف لا إلى الأمام، فوفقاً للمادة (19) من القانون لا تستطيع السلطة المحلية المنتخبة حماية الاعتصامات السلمية التي يطلق عليها الرصاص الحي من قبل قوات صنعاء العسكرية، ولا تستطيع توقيف الملاحقات ولا الاعتقالات التي يتعرض لها نشطا العمل السياسي، ولا تستطيع البث في الأراضي التابعة لها، وليست حتى سلطة منفذة لأوامر صنعاء، بل أن تنفيذ ما تريده السلطات في صنعاء يتم عبر الأجهزة الأمنية والعسكرية الشمالية المتواجدة في الجنوب.. ولا تستطيع القيام بأية ترتيبات تخص سكان المحافظة (أي ناخبيها ).. فالسلطة المحلية في الجنوب تنفذ أوامر نظام صنعاء…
ولقد اعتمد شعب الجنوب على الوسائل السلمية في طرح مطالبه من أجل فك الارتباط من دولة الجمهورية العربية اليمنية، ولكن النظام في صنعاء استخدم كل القوة المتاحة له لسحق مثل هذه الاحتجاجات السلمية.. وعليه فقد اضطر الشعب للرد على العنف بالمزيد من الحشود الشعبية الواسعة والسلمية وليس إلى الثورة أو العنف.. وكانت الانتصارات السياسية التي حققها الحراك الجنوبي السلمي هي إعادة 5% من المتقاعدين العسكريين إلى أعمالهم، وإخفاق خطة النظام في إحداث التغيير الديموغرافي في الجنوب – كان هذا مطلب عبد الوهاب الإنسي بعد الحرب -.. وتمكن شعب الجنوب من إماطة اللثام عن الأهداف الحقيقية لنظام صنعاء من وراء قيامه بحرب 1994م ضد الجنوب التي فشلت هي الأخرى…
علاوة على أن وثائق المنظمات الدولية الرسمية تبين من جانب آخر كم أصبحت بدائية و متخلفة الأوضاع السائدة في الجنوب، فالصحة العامة قد أُهملت لدرجة أن أصبح لدى محافظات الجنوب أحد أعلى معدلات وفيات الأطفال والمتقاعدين، وتفشت أمراض خطيرة ومزمنة كانت دولة الجنوب السابقة قد قضت عليها بشهادة المنظمات الدولية. أما التعليم فغير موجود عملياً إلا لتسجيل عدد الطلاب فقط.. في حين أن ما لا يزيد – في بعض مديريات الجنوب – عن نسبة أثنين بالمائة من السكان يواصلون دراستهم إلى الثانوية.
من جانب ثالث استمرت إجراءات القمع والقتل السياسي ضد المواطنين العزل، وارتكبت مجازر بعنف متصاعد راح ضحيتها المئات (مجزرة 27 أبريل 98م في حضرموت، مجزرة الضالع في 10/ 9/ 2007م، مجزرة الحبيلين 13 أكتوبر 2007م، مجزرة الهاشمي 21مايو 2009م وغيرها من عمليات إطلاق الرصاص على المواطنين الجنوبيين العُزل) التي راح ضحيتها المئات والآف المعتقلين.. ووصل أبناء الجنوب إلى قناعة أنه لا يمكن أن يكون هناك بالطبع أية مراجعة ممكنة للسياسة الشمالية.
ولقد حاول أبناء الجنوب في عام 2005م طرق باب الجامعة واستجداء حريتنا، وكنا نعتقد أن الجامعة العربية تستطيع عمل شيء، لكن في ذلك الوقت كان الحراك الجنوبي السلمي مازال عند مطالبه الحقوقية المشروعة رغم إن نظام صنعاء كان يقترف المذابح والتخريب والقتل والاعتقالات والمحاكمات.. فكانت تلك الجرائم ضد شعب الجنوب قد لفتت نظر واهتمام المنظمات الدولية قبل الجامعة العربية، وبدلاً من أن تقوم السلطات من معالجة مطالب الجنوبيين السلمية وبطريقة سلمية، تصرفت بعنف وارتكبت مجازر بشعة يندى لها جبين الإنسانية، وزج بكثيرين في سجون الجنوب والشمال.. وإن عدن وحضرموت لم تتعرضا للنهب والسلب فقط بل وللاضطهاد وقتل الكثيرين هناك، وتعرضت معظم مناطق الجنوب للقصف من قبل سلاح الدبابات والمدفعية، وقد قال رئيس هيئة الأركان العامة: “أن قصف تلك المناطق هو التصرف الوحيد المناسب للحفاظ على سلطة الوحدة اليمنية” والدول العربية والأجنبية لم تعرف شيء عن ذلك لأنه لا يسمح لأي مراسل بدخول تلك المناطق أو حضور الاعتصامات أو نقل تلك الحوادث والمجازر اللاإنسانية عبر القنوات الفضائية.
ولما كان لدينا الآن موقف من قبل الجامعة العربية – وإن كان ضبابي وخجول – إلا إننا نستطيع نحن الجنوبيين التمتع بحق مخاطبة المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة والجامعة العربية.. رغم أنه مازال هناك بعد الانطباع العام في الجنوب الذي عبر عنه العديد من أبناء الجنوب عبر شبكات الصحافة الالكترونية – كمصدر وحيد للجنوبيين بعد أن منعوا من منحهم إصدار الصحف بل أغلق النظام أكبر صحيفة في الجنوب واستخدام ضد أسرتها أبشع الجرائم من قتل ورمي القنابل على مبانيها وهي صحيفة “الأيام” – ذوي النية الحسنة في الجنوب والعالم، بأن الجامعة العربية لا تستطيع عمل شيء، وإلى حين يصبح الجنوب مثل صعده وحرف سفيان ومأرب، فأنها حينذاك فقط يمكن أن يحترم الجنوب.. وإن كان هذا مسلك الأمم المتحدة فنسأل الله ألا يكون هذا مسلك الجامعة العربية مهما كان مصالح بعض أعضاءها. فهذه النظرة يتحتم على الجامعة العربية إزالتها بأعمالها وسلوكها خصوصاً بالنسبة للجنوب.. لأن الجنوب المعروف عنه تاريخياً هو فوهة البركان فلا ترفعوا حرارته بصمتكم عن الجرائم التي ترتكب ضده من قبل نظام صنعاء.
إن الأمم المتحدة والجامعة العربية تستطيعان تطبيق القرارات السابقة التي أصدرتها عام 94م دون أن يكون ضرورياً أن تتحول الجنوب إلى دارفور أخرى.. وتدلل بأنها حريصة فعلاً على حياة الشعوب العربية وليس على الأنظمة التي ترتكب المذابح وتخرب الأنفس وتحطم النسيج الاجتماعي.. وأن تصون دماء الأطفال والنساء والشباب مثلما هي حريصة على صيانة دما الإنسان في أي بقعة كانت في المعمورة من الحروب الداخلية والتمزق.
وإن مناشدات الجنوبيين للمجتمع الدولي والعربي لا ينبغي أن تقود إلى التقليل من نضالهم السلمي – وهو النضال الوحيد اليوم في الوطن العربي والعالم الإسلامي – الذي يعم الجنوب كله.. إنه نضال سلمي من أجل ما هو حق وأن يكون مصير الجنوبيين بيدهم.
أن القضية الجنوبية واضحة جداً، وسهلة الاستيعاب أن كانت هناك إرادة دولية لمعالجتها. فالقضية هي قضية دولة دخلت بشراكة مع دولة جارة هي الجمهورية العربية اليمنية.. وفي عام 1994م شنت الدولة الجارة الحرب على الجنوب وأصبح الشعب هناك يعيش تحت حكم وسيادة الجمهورية العربية اليمنية.. بعد أن كانت دولة الجنوب عضواً في الجامعة العربية والمنظمة الإسلامية والأمم المتحدة والهيئات والمنظمات الدولية.
والعالم يعرف جيداً بلداً صغيراً مثل الجمهورية العربية اليمنية بعدد كبير جداً من السكان وبمؤسسات مختلفة، وعدد ضخم من المشايخ والحدود القبلية ألمرسمه بينهم.. فهناك في الجمهورية العربية اليمنية نحو ثلاثة وعشرين دويلة قبلية وكل دويلة قبلية لها رئيس أو أكثر.. فهي خارجياً وحدة سياسية، لكنها داخلياً منقسمة إلى دويلات قبلية عديدة جداً، وكل واحدة مستقلة عن الأخريات. والنظام السياسي لكي يحظى بدعم هذه المكونات لابد أن يعمل لها ميزانية خاصة وقت السلم و ميزانية أخرى وقت الحرب.. تلك هي الحالة وهي حالة غريبة جداً…
وقد حاول نظام صنعاء أن يعمم هذا التقسيم القبلي على الجنوب بعد عام 94م لكي يسهل عليه إخضاع الجنوب عبر المشايخ، ولكن عندما فهم مشايخ الجنوب أنهم مقيدون ومربوطون ببيت المشيخه العليا في صنعاء وهم لا شيء أمام مشايخ صنعاء.. وأنهم مجرد عبيد بدون إرادة ذاتية، وملزمين بتنفيذ أوامر السلطة الأمنية والعسكرية وتوجيهات مشيخة صنعاء العليا.. وإن الثارات القبلية وزرع الفتن بدأت تصدّر إلى الجنوب وبدأت الأثوار والأبقار والأغنام تهجر و تذبح أمام محاكم عدن طلباً للصلح.. وظهرت أساليب لفرض الواقع المتخلف في الشمال على الجنوب وأصبح انعدام الدولة كأمر واقع، ومن يحاول أن يستنكر ذلك تسارع السلطات الشمالية إلى زج به في السجن أو توقيف راتبه أو قتله إذا كرر ذلك …حينذاك أنضم اغلب مشائخ الجنوب للحراك السلمي.
وكانت هناك محاولات كثيرة من قبل أبناء الجنوب – خاصة المثقفين والكتاب {د-ابوبكر السقاف والمحامي علي هيثم الغريب وفاروق ناصر علي واحمد عمر بن فريد وغيرهم} للإفصاح عن رأيهم الرافض لهذه الهمجية، وكتبوا عدة مقالات وعرائض لكنهم واجهوا دائماً القسوة الأمنية والاضطهاد وكل أنواع القهر.. هؤلاء الكتاب والمحاميين الذين مثلوا التطلعات الوطنية الأولى وحركة الحرية في الجنوب قادوا مواطنيهم سلمياً.. وحاولوا بصورة مشروعة أن ينصحوا نظام صنعاء بأن أبناء الجنوب من حقهم أن يكونوا أحراراً على أرضهم.. وأن يطالبوا بدولتهم المسلوبة وبثروتهم المنهوبة وبأراضيهم المستباحة، وأنه ليس من حق نظام صنعاء أن يقاوم بطريقة مسلحة شعباً أعزل.. يناضل سلمياً من أجل استرداد سيادته.
إن أبناء الجنوب إذا ما تحققت مطالبهم وذلك بفك الارتباط فإن المجتمع الدولي سيرى بنفسه أنهم يريدون وجه جديد لدولتهم الجديدة وثقافة أساسها الإسلام والتاريخ والهوية واللحاق بركب التطور الإنساني وفي المساهمة في الرفاه والحضارة العربية والإنسانية.
نحن نريد فك الارتباط لا اتحاداً فدرالياً أو كون فدراليا.. نريد دولة الشعب تعود للشعب الجنوبي.. وشعب الجنوب له وحده أن يتمتع بحق تقرير مصيره النهائي، فهذه الوحدة الذي يريد نظام صنعاء أن يحافظ عليها هي وحدة وهمية مفرغة من مضامينها، مجردة من قيمها، والجنوبيون فيها محرومون من الحقوق السيادية ومن أية سلطة فعلية.. ويخضعون لنتائج حرب 1994م.
وإذا تحدثنا بطريقة عابرة لتوضيح الحالة النفسية للجنوبيين نقدر نقول بأسف أنه حتى الثروة التي يجنيها بعض أبناء الجنوب لمساندة نظام صنعاء في الجنوب وإعطاءه مسحة من الشرعية خارجياً فإنها – أي الثروة – لا تضفي على صاحبها أي احترام وسط أهل الجنوب، كما أن تعيين النظام السياسي لأحد الجنوبيين في وظيفة مهما كانت أهميتها لا تضفي أية هيبة حتى وإن كانت من أعلى الوظائف في الدولة. وهذا شيء طبيعي فالناس ترضخ للحياة التي يعيشونها، ولا يستطيع هؤلاء أن يفرضوا أي رأي أو سلطة حتى بين أقرب الناس إليهم.. ومنذ حرب 94م وحتى الآن لم تعثر السلطة على أي شخص مناسب يمكن أن يوافقها على جرائمها التي تنفذ في الجنوب أو مستعد للقيام بأعمال قمعية ضد أهله. فما الذي يمكن أن يجنيه الإنسان الجنوبي من وضع نفسه يوماً وسيطاً بين السلطات وبقية مواطنيه عدا مشاعر العداوة من قبل الطرفين؟!…
وأعتقد أنه خلال الانتفاضة الشعبية الجنوبية انتهت مثل هذه الورقة التي كانت تستخدم من قبل النظام بعد كل تمرد جنوبي، ثم أنه وبحكم الثقافة المدنية التي دخلت الجنوب منذ القرن الثالث عشر بواسطة الهجرات المتواصلة للجنوبيين إلى بلدان الأرخبيل الهندي وبريطانيا وأمريكا وغيرها ووجود دولة النظام والقانون بعد الاستقلال الوطني عام 1967م بغض النظر عن اختلافنا مع قوانين وإيديولوجية ذلك النظام شبه الاشتراكي.. فإن شعب الجنوب تربى على النظام والقانون.. وبعد أن قرر النظام السياسي إدخالهم بإتحاد مع دولة الجمهورية العربية اليمنية حرموا من جميع حقوقهم ليس من قبل جهاز الحكم في صنعاء بل وأيضاً من قبل الشعب الذي تعمدوا تجهيله في الشمال الذي لا يعرف أي حقوق له بسبب الأنظمة المذهبية والقبلية والعسكرية التي توارثت حكمه.. وأنكر على الجنوبيين في أن يكونوا أحراراً.. وسلبت كافة حقوقهم بما فيها الحقوق الثقافية والمدنية والسياسية والتاريخية، وحقهم بالتجمع (إطلاق الرصاص الحي عليهم) والتعبير(إغلاق الصحيفة الوحيدة في الجنوب التي تعبر عن ألآمهم ومطالبهم “صحيفة الأيام “). وهكذا فإن شعب الجنوب تعرض ؟لإبادة جماعية سارت وفق نهج منظم من قبل نظام صنعاء.
وثيقة تاريخية حول القضية الوطنية الجنوبية.. بقلم: علي هيثم الغريب (3)
واليوم إن القضية ليست ما إذا كانت الاتفاقيات الوحدوية صحيحة أو مغلوطة.. إن القضية ليست ما إذا كانت شراكة مايو 1990م بين الدولتين في صنعاء و عدن يجب أن تبقى أو يجب حلها.. إذ أن شعب الجنوب يقرر ما هو صائب لهم و ما هو غير صائب لهم.. و أعتقد أنه قد قدر تماماً مصيره،وما تقديمه آلاف الشهداء و الجرحى منذ حرب عام 94م وما بعدها إلا دليل على تصميمه على فك الارتباط واستعادة الدولة.
وإن الوعود التي يطلقها نظام صنعاء بشأن حل القضية الجنوبية أو معالجة المصابين و الجرحى الجنوبيين هي وعود شكلية و للاستهلاك الخارجي، فالجنوب يعيش وضع تبعي للشمال و غنيمة لكل من يشارك في قمعه من الشماليين، و وقع فعلاً تحت السيطرة الهمجية مستغلين بذلك الوضع في المنطقة ومصالح الدول .
ورئيس الجمهورية العربية اليمنية علي عبد الله صالح أفصح وقال: ” إن الحزب الاشتراكي كان هارباً من الجنوب فوقّع الوحدة معنا ” .. إذا فهذه الاتفاقيات التي على ضوئها أعلنت الوحدة هي في مفهوم نظام صنعاء صكوك باطلة و تفتقد إلى الشرعية و الصلاحية القانونية. ولهذه السبب بالذات تم التحايل عليها بإجراءات سياسية تتنافى مع نصوصها و أُعلن الحرب عليها رسمياً عام 1994م من قبل دولة الجمهورية العربية اليمنية.
إن الجنوب بعد الاستيلاء عليه بالقوة العددية المسلحة و بعد إن صار بالفلك الهمجي اليمني أصبح يخدم احتياجات شعب الشمال.. و ضاعت مبادئ الوحدة و العدالة و مسألة بناء دولة حديثة للوحدة. و لسوء الحظ أنه بعد احتلال الجنوب قام النظام بتنفيذ مصالح البلدان التي كانت رافضة لنهجه العسكري ضد الجنوب.. و سعت تلك البلدان من خلال ضعف النظام و هشاشته إلى التقاضي عن جرائم النظام التي وقفت أصلاً ضدها عام 1994 رغم أنها تعرف أنه من المستحيل الدفاع عن وحدة جاءت بالقوة و ضد إرادة أهل الجنوب، و كما قال لنا من قبل مثقفي تلك البلدان و هي حقائق معروفة جداً على كل حال، فإن هذه ” الوحدة ” هي لا شيء أكثر من محاولة لتأمين أطماع تلك البلدان و استمراراً للسيطرة العسكرية و الأمنية في الجنوب برضا تلك البلدان و بوسائل سياسية ملتوية من أجل ضمان مصالحها الإستراتيجية المنافية كلياً لمصالح الشعبين في الشمال و الجنوب. و مهما يكن فإن الجنوبي يسأل بطريقة مشروعة ما إذا كانت مثل هذه المواقف من قبل دول جاره لنا صحيحة أخلاقياً ؟ أو حتى يمكن اعتبارها قانونية و هي تتعارض مع مصالحها أصلا ومع الأغلبية الساحقة لشعب الجنوب ؟!.
ومن هنا إننا نعتقد أن من الصعب إنكار الحقائق التالية حول مسألة ” الوحدة “التي يتغنى بها النظام:
أولاً: إن تلك الوحدة هي اتحاد مفروض بالقوة العسكرية و لا تضع اعتباراً لإرادة الشعب الجنوبي، و لا حاجة لإعطاء أي دليل بهذا الصدد إذا ما نظرنا فقط إلى الطريقة التي تمت بها عام 1994م، و كما نعرف جميعاً، معرفة جيدة، لم يجرى أي استفتاء لشعب الجنوب حول الوحدة عام 1990م .. فقد سويت المسألة كلياً بين الحزب الاشتراكي اليمني (الجنوب) و المؤتمر الشعبي العام (الشمال) و هما حزبان غير منتخبان من قبل الشعبين في الجنوب والشمال .. و فيما يتعلق ببقية الإجراءات التي تمت بعد إعلان الوحدة لم يستشار بها أيضاً سكان الجنوب و لا قواه السياسية و الحزبية التي كانت قد ظهرت بعد إعلان التعددية السياسية من قبل الرئيس الجنوبي علي سالم البيض نهاية عام 1989م…خاصة وان الرئيس البيض قد تنازل عن بعض المطالب في سبيل إرساء مبدأ التعددية وحرية الصحافة.
ثانياً: لو نظرنا إلى اتفاقيات إعلان الوحدة بين الدولتين ج. ع. ي. و ج. ي. د. ش. سنجد أنه لا شيء في هذه الاتفاقيات يمس سيادة الشعب الجنوبي على أرضه.. و يكفي القول في النهاية أن هذه الاتفاقيات جعلت التقاسم بين شريكي الوحدة أساس الحكم.. و بهذه الطريقة فإن الدولتين كانتا موجودتان في الجنوب و الشمال و حقوق الشعبين كانت موجودة أيضاً حتى أن الرئيس علي سالم البيض أعتكف في عدن و لم يمسه النظام بشيء لأنه كان محمي بشعبه المحبط كلياً من الوحدة و بوطنه الأم – الجنوب – ثم إن الأشخاص الوحيدين الذين استفادوا من تلك الاتفاقيات كانوا الاشتراكيين الشماليين الذين احتضنهم الحزب لحملهم معاً مشروع إيديولوجي اشتراكي، و هم الذين وقفوا مع النظام في وطنهم – الشمال – عندما نشبت حرب 94م و انضموا إلى أهلهم هناك بعد سقوط شراكة الحزب الاشتراكي بالسلطة.
ثالثاً: إذا كانت اتفاقيات الوحدة بين الدولتين في صنعاء و عدن تتناقض أساساً مع ميثاق الأمم المتحدة و حقوق الإنسان و كونها جرت و شعب الجنوب منكرة حقوقه من قبل الحزب الحاكم الوحيد – الحزب الاشتراكي اليمني – و مقيدة إرادته و حريته بقيود مختلفة، فإن حرب 94م التي شنت عليه كما شن الصرب حربهم ضد البوسنة و أحدثت جرائم شنيعة و مقابر جماعية للأطفال و النساء و المسنين تعتبر جريمة جنائية موجهة ضد الإنسانية و المجتمع الدولي، و لابد من التحقيق فيها من قبل الهيئات الدولية. و مهما يكن من الشدة التي تستعمل للقضاء على فكرة فك الارتباط لدى الجنوبيين فإنه لن يُستطاع إرضائهم بما دون فك الارتباط وتحقيق الاستقلال.
رابعاً: إن نظام صنعاء بعد انتصاره على الجنوب عام 94م أتبع، بلا كلل، سياسة نهب الأملاك العامة و الخاصة بصورة بشعة و غير أخلاقية، و عمل على إسكات جميع وسائل الرفض القانوني و التعبير السلمي و أرتكب جرائم جديدة ضد شعب الجنوب راح ضحيتها المئات من الشهداء و الجرحى، و ساهم في التردي الأخلاقي و تدمير الإدارة التي ورثها الجنوبيون عن بريطانيا، فبدون تلك الإدارة فإن دولة الجنوب السابقة ما كانت لتساوي شيئاً.
وهناك الكثير من الحجج القانونية و التاريخية المناهضة لدعوة نظام صنعاء بأن الجنوب جزء عاد إلى الأصل، إذ أن كل هيئات الدولة (البرلمان و الحكومة) تُنتخب دستورياً. و بالأخير فإن حكومة ما بعد إعلان الوحدة لم يكن لديها حق ولا سلطة حول الجنوب ولا التصرف بمستقبله، وكان لابد بالأخير لنظام صنعاء من شن الحرب للاستيلاء على الجنوب.
إننا في الجنوب نجد من الصعب تفهم سياسة نظام صنعاء في سياق الحقائق القائمة على الواقع.. فقد كان يتحدث عن الديمقراطية و تداول السلطة سلمياً و حرية التعبير، و هو بذلك كان يعتقد أنه يخدم مصالحه الذاتية في الشمال لجعل سيطرته أبدية على الجنوب، و ضد رغبات الشعب الذي ظل يناضل منذ فترة ما بعد الاستقلال من أجل استعادة حريته و بناء دولته الوطنية الديمقراطية.
لقد تحدث الرئيس الجنوبي علي سالم البيض بوضوح و دقة تاريخية عن الآمال التي صُنعت في الجنوب لإنشاء الاتحاد مع الشمال.. و عن الفخ الذي صنع في الشمال لالتهام الجنوب، و لا حاجة لنا لأن نأخذ وقت القارئ بإعادة ما قاله حول هذه النقطة. و الحقيقة اليوم هي، أن شعب الجنوب يكافح سلمياً لفك الارتباط عن أشقائه في الشمال و استعادة دولته.
لقد حرم شعب الجنوب خلال عقد و نصف من الزمن منذُ 1994م وحتى اللحظة من أرضه و ثروته ومن المشاركة الحقيقية بالحكم، و صار أبناء الجنوب جالية ضمن الجاليات الأجنبية الأخرى و شجع نظام صنعاء سكان الشمال بالقدوم إلى الجنوب و نهبها تحت حماية قوات الأمن المركزي و الجيش و الاستيطان فيها .. حتى أصبح تجار الشمال هم الطبقة المفضلة لديه في الجنوب…
إن سياسة نظام صنعاء استهدفت الاستيلاء على أراضي الجنوب و مزارعه حتى تظهر إلى السطح مصالح متضاربة ومتعادية، مما يجعل فك الارتباط عملية نوعاً ما أكثر صعوبة. و إن ظهور ما يوحي بذلك حدث خلال الانتخابات العامة لأعوام ما بعد حرب عام 94م لفوز مرشحي الحزب الحاكم، إذ منح أبناء الشمال وثائق شخصية جنوبية ليحق لهم الانتخاب و الترشيح، فأدى ذلك إلى مقاطعة الانتخابات بنسب عالية جداً من قبل الجنوبيين المقيدين في جداول الناخبين وغيرهم من الذين رفضوا تقييد أسمائهم…
وبعد الاعتقالات الكبرى التي تعرض لها رموز الحراك الجنوبي في 1 أبريل 2008م، اقترح الرئيس علي عبد الله صالح حكماً محلياً في الجنوب بهدف إسكات صوت الانتفاضة الشعبية العارمة، ثم اقترح مشروعاً جديداً لانتخاب المحافظين مع بقاء الأمن المركزي و الجيش و الأجهزة الأمنية الأخرى تحت القيادة المركزية.. إنه قرار يمكّن النظام المركزي من الإبقاء على سلطته و قوته داخل الجنوب.. في الوقت الذي يظهر أمام العالم و كأنه نظام شبه ديمقراطي و مقبول.
إن الحكم المحلي واسع الصلاحيات الذي يهدف إليه النظام قد اُعدّ بطريقة تمنحه البقاء في الجنوب بصورة شرعية، و تجعله يحصل على منفعة اقتصادية و مساعدات مالية من خلال التمسك بانتخابات شكلية و غير نزيهة. حتى أصبح المحافظ الجنوبي في الجنوب و كأنه المندوب السامي للسلطة المركزية.. يقدم لها الخدمات التي تطلبها .. فنظام صنعاء راح يؤسس نظام الحكم المحلي آملاً بذلك أنه سيحول دون مطالبة شعب الجنوب بحقوقه المشروعة.
وفي الوقت نفسه بدأت الأحزاب السياسية – كلها أحزاب شمالية – إلى المشاركة في كل تلك الانتخابات، بل و حظيت تلك الأحزاب بمساندة السلطة السياسية لأنها تدعوا إلى نفس مشاريع النظام، و لأنها لا تحبذ فكرة فك الارتباط.. و لكن بعد انفجار حرب صعده بدأت السلطة ترى فيها الخطر الحقيقي في الشمال – و ليس في الجنوب – على خططها و مشاريعها، و قد شنت السلطة في صنعاء حملة ضد أحزاب المشترك رغم أنها تعمل على امتصاص الحراك الجنوبي السلمي لأنها نددت بكل الجرائم و المجازر التي اقترفها النظام ضد أبناء الجنوب العُزل.
ثم قام النظام بتشكيل مليشيات مسلحة في كل محافظات و مديريات الجنوب لمواجهة الحراك الجنوبي بالقوة.. وأعطاها الحق في ضرب أو تفتيش منازل المشاركين في الحراك و رصد تحركاتهم و إبلاغ الأمن عنهم .. و كذلك توقيفهم و الرد على استفساراتهم.. وتعاملهم النيابة المتخصصة بالحراك الجنوبي السلمي كقتلة و قطاع طرق و محرضين.. ( أيام الاحتلال البريطاني للجنوب كان قادة النضال المسلح الذين يزج بهم في السجن يحكم عليهم بغرامات مالية بسيطة أو يتم نفيهم إلى الخارج.. و لم يكن هناك أشخاص معتقلون بدون محاكمة كما هو عليه الحال الآن، و إن تمت محاكمات كانت أقصى التهم الموجهة إلى قادة النضال السياسي و المسلح هي مخالفات القوانين فقط) و يمنح الأمن المركزي – المتهم الوحيد بارتكاب مجازر جماعية في الجنوب – صلاحيات جلد المشاركين في الاعتصامات السلمية و ضربهم و تعذيبهم و سبهم بنفس تلك الكلمات التي سمعناها في سجن أبو غريب في العراق.. وهناك كذلك وزارة لحقوق الإنسان، لكنها هي نفسها أدانت الحراك الجنوبي السلمي و دعت إلى ملاحقة المشاركين فيه.
بعد انتفاضة الشعب الجنوبي جاءت فكرة تأسيس مجلس قيادة الثورة الجنوبية السلمية بعد ما صار واضحاً أن الشعب لن يقوى على تحقيق أهدافه إلا بتنظيم نفسه تحت قيادة واحدة موحدة.. و هو ليس حزباً سياسياً، و إنما مجلس وطني عام يمثل كل شرائح المجتمع الجنوبي, خاصة وانه نتج عن تراكم نضال وتضحيات شعب الجنوب التي أفرزت هيئات وطنية جنوبية كللت بالنجاح وذلك باندماجها معا تحت مسمى مجلس قيادة الثورة السلمية الجنوبية وأصبح المجلس الممثل الشرعي للشعب الجنوبي ويعبر عن تطلعات الجنوبيين وإرادتهم الموحدة وهذه المطالب يمكن تحديدها في النقاط التالية:
1- التحرر الكامل من نظام الجمهورية العربية اليمنية و فك الارتباط معه و إيجاد دولة جنوبية بنظام جديد يعكس إرادة الشعب الجنوبي.
2- تقديم مرتكبي الجرائم و المجازر التي ارتكبت ضد شعب الجنوب إلى القضاء، و إطلاق سراح كل السجناء السياسيين والمختطفين قسرا وعودة المنفيين إلى وطنهم، وإلغاء القوانين المصادرة للحريات و الضغط على نظام صنعاء بالخضوع لإرادة شعب الجنوب والعمل على تطبيق القرارات الدولية.
3- نطالب المجتمع الدولي والجامعة العربية بتشكيل لجنة (برضا مجلس التعاون الخليجي) للسير بإجراءات فك الارتباط بين الدولتين و أن يكون هناك حضور للأمم المتحدة.
4- يجب الحفاظ على أمن الجميع في الشمال كي لا يحدث تقسيم هناك بحكم التركيبة القبلية و المذهبية المتفجرة ..
5- أن الشمال والجنوب بدولتيهما يجب أن يعيشان في ظل سياسة إقليمية توفر الأمن والاستقرار للمنطقة.
خاصة وانه عندما شنت حرب 94م، ضد الجنوب فإن أغلب البلدان العربية احتجت بما فيها الجامعة العربية و مجلس التعاون الخليجي و الأمم المتحدة.. و يجب تذكر أن الجنوب كانت قبل حرب 94م دولة مستقلة بالكامل.. وهل يمكن التصور بجدية أن الشماليين الذين شاركوا بحكم الجنوب كان يمكن أن يسمحوا لنظام صنعاء الذين هربوا منه إلى عدن بالاستيلاء على الجنوب بدون إظهار -على الأقل- بعض المعارضة لو أنهم كانوا يؤمنون أن الجنوب جزء من اليمن؟ لا نظن أن أي إنسان عاقل يمكن أن يصدق أن هذا كان ممكناً.
أغلب أعضاء و قيادات الحزب الاشتراكي اليمني كانوا من الأشخاص الذين ولدوا في الشمال و قد عادوا إلى أرضهم بعد إعلان الوحدة و هل كانت تلك العناصر قادرة على مقاومة نظام يجسد مشروعها و ترفض الحرب ضد الجنوب؟!.
إنه لواضح – كما قلنا – أن المشاعر كانت مختلفة، و علاوة على ذلك فإن من استولى على عدن و الجنوب بقوة السلاح لم يحصلوا وحدهم على الغنائم و المنافع، و إنما أيضاً اغلب أبناء الشمال … نظراً لأن حرب 94م قد ضمنت للشماليين حماية ما ينهبوه. أنها كانت، بالطبع، حيلة من حيل النظام السياسي دخل بها الحزب الاشتراكي اليمني بحكم عدد الماركسيين الشماليين فيه.. و عندما أنهار الحزب الاشتراكي ظهر الفصيل الشمالي يقوده من جديد من صنعاء ضد الحراك الجنوبي السلمي، و هنا بالذات بدأت القطيعة بين الاشتراكيين الشماليين و الاشتراكيين الجنوبيين لاختلاف المصالح الوطنية و السياسية.. و أيا كان ما كان لدى الاشتراكيين الشماليين من سبب لتنفيذ مثل هذه السياسة فقد كانت النتيجة أن الاشتراكي احتفظ بوجوده في صنعاء و رأوا أن حزبهم مهدداً من قبل الجنوب لا من قبل الشمال.. وكل ما تحققه أحزاب اللقاء المشترك هو إثارة المعارضة للنظام و ليس موقفاً منها مع الجنوب…
هذا الترابط بين السلطة و القوى المعارضة لها أوجد قناعة عند الجنوبيين أن الشمال قد توحد فعلياً ( سلطة و معارضة ) لنهب الجنوب وإبادة سكانه.. و هكذا شهدت الجنوب تغيراً هائلاً، فما كان في أغلب الحالات مجرد معارضة جنوبية فردية تحول إلى انتفاضة شعبية كاسحة.
وهنا يمكن أن نشير إلى حقيقة تاريخية ثابتة و هي أنه في وقت كانت فيه الشعوب – في القرن الماضي – الخاضعة للاستعمار في العالم كله.. فإن سكان الجنوب لم يخضعوا أنفسهم على الإطلاق للحكم الاستعماري مباشرة بل كانت هناك معاهدات مكتوبة بعيدة عن أي تواجد عسكري أو أمني بريطاني، و تلك المعاهدات كانت شبيهة بمعاهدات مصر مع الاستعمار البريطاني الذي دخلها عام 1882م.. و اليوم فإن المعارضة الحزبية و السياسية في صنعاء لم تثير أي رغبة للحفاظ على الوحدة في نظر الجنوبيين، و من جانب ثاني أنه لو كانت هناك رغبة حقيقية لدى الجنوبيين في الوحدة فإن التجاوب مع دعوة لقاء التشاور الوطني الذي اشتركت فيه أغلب القوى الفعلية في صنعاء و خرجت بوثيقة شبيهة “بوثيقة العهد و الاتفاق” كان سيكون غير قابل للرفض من قبل الجنوبيين.. و حسبما حدث فإن غالبية جماهير الجنوب أبدت معارضتها الواضحة حتى لتلك الوثيقة التي قالت السلطة عليها أنها ” وثيقة الخيانة “.. و أنه لطبيعي أن تعتبر أحزاب اللقاء المشترك الحراك الجنوبي ومجلس قيادة الثورة السليمة غير شرعيان لأن ولاءهم هو لوطنهم و ليس للجنوب.. أما السبب الأخر في هذا فهو أن الجنوبيين غير واثقين من المعارضة، و لا رغبة لديهم أن يحكموا من السلطة أو أحزاب المعارضة.. فنحن نريد أن نكون أسياد أنفسنا، سادة على أرضنا، و قرارنا السياسي كما كنا منذ آلاف السنين.
إن شعب الجنوب مصمما على أن يصبح مستقلاً بذاته و العقبة الرئيسية كانت بالطبع تجزئة وانقسام الجنوبيين إلى عدة فصائل و هيئات صغيرة.. و جاءت النتيجة أن ثلاث هيئات توصلت إلى أتفاق بمبادرة من شخصيات جنوبية في الحراك، وفي 9 مايو 2009م أتحدت معاً لتأسيس (مجلس قيادة الثورة السلمية الجنوبية).. و منذئذ انضمت إليه شخصيات كبيرة في الداخل و الخارج.. و إن ذلك الاندماج التاريخي بين مكونات الحراك الجنوبي تم الموافقة عليه من قبل كل الهيئات في المحافظات و المديريات الجنوبية علاوة على أن قياداتنا الجنوبية السابقة واللاحقة جميعها تعيش في المنفى دعمت وتبنت هذا الاندماج الوطني.وعبر هذا المجلس سنؤسس ثقافة مجتمعية جديدة ونظاماً ديمقراطياً مناسباً و مفهوماً لشعبنا. نظام يقوم على التوفيق بين كل شرائح المجتمع وقواه السياسية و قوالب الديمقراطية التي لا تتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف، و سنرسي مفهوم جديد للانتخاب كون الانتخابات العامة ليست بجديدة على شعب الجنوب إطلاقاً فقد كانت حاضره منذ فترة ما قبل دخول بريطانيا الجنوب.. فمن الناحية التقليدية فإن القبائل كانت تنتخب زعماءها، و إن كان ليس بصناديق الاقتراع والأصوات، وإنما بالنقاش المفتوح و الاتفاق فيما بينهم.. فهذه الممارسة التي أرسيت بطريقة نزيهة منذ القدم هي التي خلقت المدنية في الجنوب.. و نحن نؤمن أن تلك الممارسات كانت ديمقراطية بحق و من السهل بعد فك الارتباط إدخال إجراءات انتخابية أكثر رسمية من تلك..حتى لا نكرر الطرق غير الديمقراطية التي شابت نظام الجنوب السابق ،وكذلك تكرار الاتفاقيات التي حصلت بين دولة الجنوب ودولة الشمال قبل وبعد إعلان الوحدة. ونعتقد انه كان هناك سوء فهم من قبل نظام صنعاء لاتفاقيات الوحدة، لذلك يتحتم علينا أن نذكر:
أولاً: أن دولة الجمهورية العربية اليمنية بعد توقيع إعلان الوحدة ليست لديها أية سلطات فيما يتعلق بدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، أي أن تلك الاتفاقيات لم تمنح دولة الشمال حكم دولة الجنوب.
ثانياً: إن بعض الوزارات التي اندمجت بالمناصفة و بالرغم من امتلاكها لما يسمى ( سلطات مشتركة) للنظر في بعض القضايا الثانوية ، إلا أن هذه في الحقيقة سلطة لم تستخدم أبداً في الفترة من 90م – 1994م لا في الشمال ولا في الجنوب .. حيث ظلت كل دولة تحكم شعبها تماماً كما كان قبل إعلان الوحدة عام 1990م.. و إن تسيير أمور الحكومة من خلال (السلطة المشتركة) بين الشماليين والجنوبيين داخل كل وزارة كان يستحيل استخدامها نيابة عن مؤسسات الدولة السابقة القائمة في الجنوب أو القائمة في الشمال .. و في الواقع فإن كل نظام من النظامين كان يسيطر على وطنه و كيانه السابق.. و على كل ناحية من نواحي الحكم، أي أن دولة الجنوب ظلت تحتفظ بالسيادة على أراضيها حتى يوم 7/ 7/ 1994م عندما دخلت القوات القبلية العسكرية الشمالية إلى عدن.
وكمثال على ما نقصده، حتى ممكن أن يكون مثال خارجي، فإننا نريد أن نذكر أن احتلال العراق للكويت قد أحدث أول فراق سياسي بين طرفي الوحدة – الشمال والجنوب -. حيث كانت للشعب الجنوبي وجهة نظر قوية حول هذا الاحتلال الدموي الذي احدث سابقة خطيرة في الوطن العربي.. و قال البيض حينها : ” إن الشعب الجنوبي كانت له وشائج مع الشعب الكويتي لا يمكن أن نتسبب في قطعها” و كرس البيض جهود كبيرة للتأثير على الرئيس علي عبد الله صالح وقد نجح في الحد من اندفاع صنعاء لمساندة العراق عسكرياً رغم أن القيادة الجنوبية كانت تعيش بين سندان الوحدة و مطرقة الغزو العراقي للكويت.
والنقطة الأخرى، نريد أن نؤكد فيها شيئاً عن وضع الجنوب وعدن خاصة.. إن عدن هي الآن تعاني من بطش وتغيير ديموغرافي واسع و رغم وجود المكاتب الحكومية شكلياً إلا أنها تخضع لحكم الأجهزة الأمنية.. و إنه لا شيء يعمل من أجل سكان عدن، و ما يقال غير ذلك فهو بعيد جداً عن الصدق. وقد حدث تقدم في مد الطرقات والكهرباء والمياه إلى المستوطنات السكنية و الزراعية التي يمتلكها المتنفذون الشماليون بعد طرد الملاك والسكان الأصليين منها بالاستعانة بالأمن المركزي والجيش.
ذا فالقضية الجنوبية من خلال ما ذكرناه تبدو واضحة في حد ذاتها.. و شعب الجنوب من خلال “المسيرات المليونية” أظهر رغبة في أن يروا المجتمع الدولي والجامعة العربية تطبقان قرارا ملزما لنظام صنعاء من شأنه جعل حرب 94م حرب غير شرعية، و أن تطبق القرارات التي اتخذت بشأن احتلال العراق للكويت على الجنوب، هذا ما حصل منها فعلاً عام 1994م قبل أن تستولي القوات القبلية والعسكرية على الجنوب و بعده.. و بقدر كون الجنوب كانت تديره دولة متمتعة بالعضوية في الجامعة العربية والأمم المتحدة و بكافة الهيئات الدولية، و هي دولة وافقت دون استفتاء شعبي على الدخول بشراكة مع دولة جارة أخرى وفشلت هذه الشراكة.. فإننا نعتقد إن واجب المجتمع الدولي والجامعة العربية تناول هذه القضية بجدية و بأنه يجب تأكيد حق شعب الجنوب في فك الارتباط وتحقيق الاستقلال.
وثيقة تاريخية حول القضية الوطنية الجنوبية.. بقلم: علي هيثم الغريب (4)
وعلى أساس من هذا القرار فإننا نشعر بأن خطوات عاجلة يجب اتخاذها لنقل كل السلطات إلى سكان الجنوب، بدون أي شروط أو تحفظات، طبقاً لإرادة الشعب المعبر عنها بتلك التضحيات الجسيمة.. لذلك فإن أول خطوة ملموسة هي وضع الخطوات المناسبة التي ستمكن شعب الجنوب من استعادة دولته.. و في رأينا أن هذه الخطوات تشمل:
أولاً: عدم الاعتراف باتفاقيات الوحدة التي لم تكن حتى محل مشاورات شعبية، سواء في شكل استفتاء أو من خلال التشاور مع القوى الوطنية الجنوبية في الداخل و الخارج.
ثانياً: عدم الاعتراف بنتائج حرب 1994م، وهذا ما جاء فعلاً في قرارات الجامعة العربية خلال فترة الحرب و قرارات مجلس التعاون الخليجي و قرارات الأمم المتحدة.
ثالثاً: عدم حل المجالس المحلية في المحافظات الجنوبية خاصة وإن أغلب أعضاءها قد أنضم للحراك الجنوبي السلمي حتى تتم انتخابات جديدة.
رابعاً: لابد من مشاركة بلدان مجلس التعاون الخليجي في مسألة فك الارتباط حتى تولد دولة قوية و في سلام مع جيرانها. بل إن المشاركة في معالجة المحنة التي يمر بها الجنوب اليوم تفرض على بلدان المنطقة التزاماً دينياً وأخلاقياً وقانونياً.
خامساً: لابد من وجود حكومة مستقلة في الجنوب حتى يستفتى الشعب عليها، لأن وحدة 22مايو 1990م ببساطة كانت مشروع نوايا حسنة وثقافة قومية وأممية وتعبيراً عن الثقة في أن النظامين في صنعاء و عدن يستطيعان العمل معاً من أجل المصالح المشتركة للشعبين ككل.. و لكن هذا المشروع لم يتحقق مع الأسف و ما حرب 94م التي شنت ضد الجنوب إلا دليل على ذلك.. و لقد جرت كثير من المحاولات من قبل بعض الجنوبيين لرفض أي اتحاد بين دولتين بدون أسس صحيحة.. و أكدوا أن الوحدة الاندماجية هي عامل معوق لمشروع الوحدة العربية نفسه. و الرئيس اليمني نفسه لم يكن يرغب حتى في توحيد وزارتين خوفاً من جيش الجنوب الفتاك الذي وصل إلى مأرب و ذمار عام 1979م و كادت صنعاء لولا التدخل العراقي أن تسقط بأيدي الجنوبيين و كان مقترحه أن تكون هناك وحدة كون فدرالية.. و اليوم فإنه يجب التوضيح أن مسألة هذه الوحدة متروك أمرها لشعب الجنوب نفسه و ليس لنظام صنعاء الذي دخل عدن بالقوة العسكرية.
سادساً: لابد من إرسال بعثة زائرة من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى الجنوب، و ينبغي أن لا يكون ضرورياً إذا أعترض النظام في صنعاء على ذلك أن تزور الجنوب كله.. لكن يمكن أن تزور المناطق المحررة سلمياً منه والتي تتمتع بحكم نفسها تحت السلطة المحلية.. إن النظام حتماً سيقول أن ذلك يشكل تدخلاً في الشئون الداخلية لسلطاته، و إن هذا القرار سيكون غير مقبول من جانبه، و نحن نقول إن كان ذلك غير مقبول، فهل سياسته في الجنوب مقبولة من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية..؟!وهل يحق للنظام الذي استولى على الجنوب بالقوة عام 1994م أن يحمل الجامعة العربية على تغيير موقفها والانصياع إلى رأيه؟.. و إن كانت الإجابة من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية بنعم فلماذا إذاً تتدخل بشئوننا نحن الجنوبيين؟!
فإذا كان النظام لا يرغب في أن يكون للمجتمع الدولي أي دور في تمكين شعبنا من فك الارتباط.. وبحكم إننا كنا دولة نتمتع بعضوية كاملة في الأمم المتحدة والجامعة العربية و دخلنا بشراكة مع دولة جارة بحكم ظروف كثيرة، و تريد هذه الدولة أن تخطط إلى فرض وحدة شكلية زائفة يرضى بها القوميون العرب، و يخفي خلفها هيمنته على جنوبنا الحبيب، و يحول دون وضع نواة سليمة لوحدة عربية قادمة بإذن الله لتحقيق أسمى أهداف الأمة العربية وأعزها على الإطلاق، فهل هذا يتوافق مع ميثاق الجامعة العربية والصكوك الدولية؟! لاسيما و أن نظام صنعاء يعمل منذ عام الحرب (1994م) وخلال وجود جيشه و أمنه في الجنوب للحيلولة دون تحقيق الأمن والاستقرار مستخدماً في مناهضتهما كل الوسائل القمعية والمؤامرات.. فهل الوحدة هي أن تنهب أراضينا وأملاكنا؟ هل الوحدة أن ترتكب المجازر ضد مواطنين عزل، و هي جرائم أبشع من جرائم شارون ضد الشعب الفلسطيني؟ هل الوحدة أن يأخذ أولادنا القُصّر إلى سجون صنعاء كرهائن حتى يسلم رموز الحراك أنفسهم للنظام ؟! هل الوحدة أن يفتي مفتين النظام من الشماليين بقتل أطفالنا و نساءنا والمسنين من أبناء الجنوب و إن الانفصالي هو مرتد عن الإسلام؟!(هناك وثائق تثبت ذلك).
كان قد قيل من قبل نظام صنعاء إن الحراك الجنوبي السلمي ” فقاقيع ” مرفوعة بروح الانفصال. دعونا نفصل الموضوع بواقعية، لو كان الحراك الجنوبي عبارة عن ” فقاقيع ” هل كان يمكن أن يسانده الملايين من أبناء الجنوب الذين خرجوا وصدورهم عارية منتظرين رصاص نظام صنعاء؟ ..لا، و هل مطلب “فك الارتباط” هو مطلب الرئيس علي سالم البيض و علي ناصر و العطاس؟ .. لا، بل كل الجنوبيين يريدون فك الارتباط. و كما نشهدكم على أن وسائلنا النضالية لم تكن لتخرج عن الوسائل السلمية المشروعة، و إن الحركة الشعبية الجنوبية لم يتعد حدود أهدافها إلى أي عبث ما بحقوق الشماليين المتواجدين في الجنوب قبل الحرب و الذين يشكلون مع أبناء الجنوب نسيجاً اجتماعياً ، أو حدود حسن العشرة التي اعتادوا أن يجدوها في بلادنا منذ سنوات طويلة و أصبحنا نشكل معاً أسرة واحدة.
ولا شك عندنا في أن المجتمع الدولي والجامعة العربية تشاركنا في الإقناع بهذه الحقائق التي لا بد أن تكونوا علمتموها ،توجد ملفات متنوعة حول الجرائم التي أقترفها النظام ضد شعب الجنوب ابتدءا من نهب الأرض و تشريد ملاكها الأصليين( أحد المتنفذين الشماليين نهب أرض مساحتها تساوي مساحة قطر و البحرين)و ردم شواطئ عدن و المكلا و بناء فُلل للمستوطنين الشماليين، الاستيلاء على منازل و مزارع المواطنين، قتل الناس في الشوارع – قبل الحراك الجنوبي – لإيجاد الهيبة لكل من هو شمالي، الاستيلاء على كل أملاك الدولة السابقة في الجنوب ( مبانيها ومؤسساتها و أوقافها و مزارعها و مصانعها و ورشها و غيرها) طرد و تعقيّد سبعمائة و خمسين ألف موظف جنوبي من السلك العسكري و الأمني و المدني بدون أي حقوق تذكر، رفض التحقيق في الجرائم التي تقترفها الأجهزة المنية في الجنوب و يظهر إفلاتها من العقاب جراء الانتهاكات التي تمارسها ضد الجنوبيين، و يقوم الادعاء العام كذلك بإغلاق أي تحقيقات بهذا الخصوص.. و مازلنا نطالب الهيئات الدولية بالتحقيق في كل الجرائم التي نفذت ضد أبناء الجنوب بما فيها جرائم حرب 1994م…
حيث كانت حرب الشمال ضد الجنوب عام 1994م حرب فريدة من نوعها، حرب غطتها كل القنوات الخليجية و العربية و العالمية و شهدها العالم كله و شهد تلك الجرائم اللاانسانية التي ارتكبت ضد سكان الجنوب و أهل عدن خاصة.. و هناك أدلة قوية على ارتكاب القوات الشمالية جرائم ” إبادة جماعية ” تمثلت في ضرب عدن بالصواريخ و الطائرات والمدفعية و قطع الكهرباء والمياه والاتصالات على السكان هناك .. وهذا يخالف اتفاقيات إعلان الوحدة بين الدولتين والاتفاقيات والمواثيق الدولية، بما في ذلك القتل المتعمد لأسر بأكملها و ضرب عدن بالصواريخ و الطائرات و المدفعية كان يهدف إلى إلحاق أقصى ضرر بالسكان و التدمير الكبير للممتلكات العامة و الخاصة، وإن هذه الانتهاكات تدعم إمكانية توجيه اتهامات على أساس ” المسئولية الإجرامية الفردية ” خصوصاً في حالات استهداف المدنيين في مدن وقرى الجنوب، ما يشكل جريمة حرب بموجب نظام المحكمة الجنائية الدولية. و قد طالبنا حينها مجلس الأمن الدولي بأن يضع المسألة أمام الأعضاء للتصرف بموجب الفصل السابع وإحالة القضية إلى محكمة خاصة بجرائم الإبادة الجماعية (حينها لم تكن المحكمة الجنائية الدولية قد تأسست).. و إجراء تحقيق ذي صدقيه يتسق مع المعايير الدولية و بإشراف حقوقي دولي.. و قد قامت عدد من المنظمات الدولية و حقوق الإنسان بجمع الأدلة و البراهين من خلال الرصد و التوثيق وجمع المعلومات عن الضحايا من الأطفال و النساء و المسنين.
ونحن اليوم في نفس الاتجاه نطالب مؤسسات حقوق الإنسان العربية و الدولية و مؤسسات المجتمع المدني ممارسة الضغط على نظام صنعاء بعدم تكرار تلك الجرائم غير إلانسانية .. خاصة و إن الجرائم مازالت ترتكب ضد الجنوبيين و بشكل يومي وحث الجامعة العربية و المجتمع الدولي من أجل محاسبة المسئولين الشماليين و عدم إفلاتهم من العقاب.
بل لعلنا نؤكد إن هذا الأوان قد آن منذ زمن ما بعد حرب 94م حين سطت عصابات قبلية و عسكرية و أمنية عل أملاك و ثروات الجنوبيين سطواً مسلحاً في وضح النهار، و حين تسببت بالنكبة الجنوبية عبر سياسات نهب أرض الجنوب و تدمير مؤسسات الدولة فيه و إلغاء الحياة المدنية.. و الذي علل محاسبة هؤلاء بالتأكيد ظروف عديدة لعل في مقدمتها انحياز بعض الدول الأجنبية السافر لنظام صنعاء و هيمنة قرارها على الأمم المتحدة و دخول بلدان الخليج بمشاكل صدام حسين و إيران و العراق و غيرها.. و لذلك يحق لنا أن ننتظر موقف الجامعة العربية إلى جانب شعب ما فعل أكثر من أن يسأل الأمة العربية و المجتمع الدولي أن يسمح له بأن يعيش كبقية شعوب العالم، بعد أن وصل إلى قناعة تامة بأنه لا يستطيع أن يعيش إلا بوطنه الذي سلب منه بالقوة و في زمن ضعفه.. و باستعادة دولته التي دخلت بشراكة مع دولة جارة أخرى.
ونحن نرى أن الدول العربية و الأجنبية و مجلس التعاون الخليجي و الجامعة العربية و مجلس الأمن الدولي قد كان لهم موقف واضح من حرب 1994م.. و قد ذكرنا موقف مجلس التعاون الخليجي عندما أشار بيانه يوم 4-5 يونيو 1994م ” أنه لا يمكن إطلاقاً فرض هذه الوحدة بالوسائل العسكرية ” و هناك قرارات دولية خاصة بحرب 1994م القرار رقم 924 و 631 لسنة 1994م، و كذلك تقرير الأمين العام للأمم المتحدة رقم 764 (1994م) ، ثم تقديم هذا التقرير وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 924(1994م) و يطلب التقرير من ضمن أمور أخرى إرسال بعثة تقصي الحقائق إلى المنطقة حال ما يمكن ذلك، و تقرير الأمين العام لمجلس الأمن الدولي رقم 817 (1994م) ثم تقديم هذا التقرير وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 931(1994م) و الذي طلب بموجبه المجلس من الأمين العام و مبعوثه الخاص متابعة المحادثات مع جميع الفرقاء تحت أشرفهما و السعي إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار و بحث إمكانية إنشاء آلية مقبولة للطرفين يفضل أن تشارك فيها دول المنطقة.. و كانت الولايات المتحدة الأمريكية من ضمن الموقعين على قرارات مجلس الأمن رقم 924 و 931 لسنة 1994م، بل و اعتبرت دخول القوات الشمالية إلى عدن خط أحمر و رفضت فرض الوحدة بالقوة.
وانطلاقا من هذا الموقف الدولي و الأمريكي يعتبر الوضع الحالي في الجنوب غير قانوني وإن نظام صنعاء شكل خرقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي و إن دخول عدن بالقوة والاستيلاء على الأملاك هناك قد يؤدي إلى رحيل السكان و هذا أيضاً مخالف لوثائق الأمم المتحدة ، و فضلاً عن ذلك إن المواثيق الدولية التي وقعت عليها الجمهورية اليمنية تحدد نصاً أن السيطرة على الأراضي الخاصة و العامة المرتبطة بالسكان يشكل مساً بالأملاك الشخصية مما يشكل خرقاً لنصوص تلك الوثائق، و الناحية الأخرى تتعلق بقانونية نهب الأرض في الجنوب على ضوء القانون الدولي لحقوق الإنسان.. فالجنوب ليست أرض بلا مالك، واعترفت الأمم المتحدة إن النزاع في اليمن هو نزاع بين دولتين، فالجنوب كان دولة بذاته قبل إعلان الوحدة و الشمال كان دولة بذاته كذلك.. و الدولتين كانتا لهما عضوية في كافة المحافل الدولية و لذا من حق الجنوبيين أن يرفعوا قضيتهم أمام المجتمع الدولي، لأن الشراكة التي أعلنت بين الدولتين الجنوبية و الشمالية عام 90م تحولت عام 94م إلى احتلال الشمال للجنوب و ما يجري اليوم في الجنوب يؤكد ذلك الاحتلال و ما على الدولة الشمالية إلا تطبيق نص النظام رقم (43) من أنظمة لاهاي الصادرة عام 1907م ، و إن اليمن كعضو في الجامعة العربية و في منظمة الأمم المتحدة عليه التزامات تتطلب منه اتخاذ خطوات لتطبيقها خاصة قرارات مجلس الأمن و الجامعة العربية و التعاون الخليجي لعام 1994م.
في 24 يوليو 1994م برز استياء شديد في أوساط مجلس الأمن و الأمانة العامة للأمم المتحدة من تصعيد صنعاء قصف عدن بكافة أنواع الأسلحة مع إن عدن مدينة و ليست جبهة قتال، و شدد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في اجتماع مع وزير التخطيط في حكومة صنعاء عبد الكريم الإرياني على أن قصف القوات الشمالية لعدن ليس من مصلحة صنعاء، بل قد تترتب عليه إجراءات من مجلس الأمن و إن ليس من مصلحة صنعاء اعتماد أسلوب الصرب مع البوسنة ، و أعرب مجلس الأمن عن قلقه إزاء استمرار قصف المدنيين في عدن ، و وجهت الولايات المتحدة الأمريكية أعنف تحذير لصنعاء في وقت استمر فيه القصف الشمالي على عدن .. و في بيان صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية اعتبر استمرار قصف عدن و للمرة الثانية خلال أسبوع و استمرار الهجمات على المدينة بمثابة ” خرق ” لقرار مجلس الأمن رقم (924) و حذر من أن استمرار العمليات العسكرية ” قد يتطلب اهتماماً عاجلاً من مجلس الأمن”، و حذرت وزيرة الخارجية من اقتحام عدن و طالبت صنعاء وقف قصفها لعدن فوراً، و سحب منصات إطلاق الصواريخ و قطع المدفعية من محيط عدن.
ونقلت مصادر بريطانية عن السفير البريطاني سير ديفيد قوله للدكتور الإرياني أن قصف عدن ” يترك انطباعاً يسهل المقارنة بين عدن و سراييفو”، مشبهاً الصرب بالقوات الشمالية، و لكن استمرار القوات الشمالية في قصف المناطق السكنية بمدينة عدن الذي راح ضحيتها مئات الأسر على رغم من النداءات الدولية تطالب بوقف إطلاق النار فوراً، و هذا يعتبر مخالف لاتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، و لو لم تكن سلطات صنعاء تخشى افتضاح حقيقة المجازر الوحشية التي أحدثتها في عدن من جراء القصف المتواصل على السكان و لمدة 70 يوماً لما قامت بمنع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي من زيارة عدن في منتصف عام 1994م، و نظراً لما كان الأخضر الإبراهيمي يوليه من الاهتمام الخاص بوقف إطلاق النار ليتمكن من زيارة عدن، بيد أنه لم يفلح في إقناع حكومة صنعاء بالعدول عن موقفها الرافض لوقف إطلاق الصواريخ على عدن، و عليه فإن اللجنة برئاسة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لم تتمكن من زيارة عدن و إجراء محادثات مع السلطات هناك.. و وصلت إلى المكلا- حضرموت حيث كانت المظاهرات تعم تلك المحافظة مستنكرة المجازر الجماعية التي ترتكب ضد المدنيين في عدن التي كانت تبعد مسافة سبعين كم من جبهات القتال.
وبعد دخول القوات الشمالية الجنوب استمر النظام يهدد باستخدام العنف و الإبادة ضد الجنوبيين، و قد نفذ وعوده فعلاً و ذلك بارتكاب عشر مجازر جماعية راح ضحيتها مئات القتلى و الجرحى وآلاف المعتقلين، كما تسببوا في موت بطيء لمئات الجرحى بعد أن رفضتهم المستشفيات الحكومية بأوامر عليا و كذلك ملاحقة المستشفيات الخاصة الذين يعالجون المصابين من المشاركين بالحراك الجنوبي السلمي.. و رفض تشييع الشهداء بموكب جماعي، على الأقل أسوة بفلسطين حيث تسمح إسرائيل بذلك النوع من تشييع الشهداء..وقد رفضت المحاكم المحلية النظر في الدعاوى المرفوعة من قبل المواطنين الجنوبيين الذين نهبت منازلهم و أراضيهم وأملاكهم، أو النظر في الجرائم الجنائية المرتكبة ضد المواطنين العُزل.
واليوم يواجه الجنوب حملة قمعية لا حدود لها و تشمل جميع أنحاء الجنوب.. و إلى حجب مواقع الانترنت الخاصة ب الحراك الجنوبي و مصادرة الصحف التي تتطرق إلى الحراك الجنوبي أو تذكر احتجاجه، و إطلاق الرصاص على أسرة رئيس تحرير صحيفة ” الأيام ” ومنعه من السفر إلى الخارج أو الخروج من منزله.. و قطع الاتصالات الهاتفية على أغلب المحافظات الجنوبية التي تشهد احتجاجات شبه يومية و تقييد التغطية الإعلامية للمظاهرات.. وإلى الاعتقالات الجماعية و تعذيب المحتجزين، و الحكومة اليمنية ملزمة بالقانون الدولي لحقوق الإنسان و الاحتجاجات السلمية هي من الحقوق المكفولة دولياً.. كما أن هناك حملة عنف شنتها مليشيات الدفاع عن الوحدة التي شكلتها و ترعاها الدولة ، و تم تقسيم الجنوب إلى مربعات عسكرية و أمنية، و احتمال أن هذا العمل الذي تقوم به الدولة يؤدي إلى ارتكاب مجازر جماعية جديدة ضد الجنوبيين .. فالتحريض المباشر و تسليح مجاميع موالية للنظام هما جريمة تخضع للعقاب من قبل المجتمع الدولي.
أن النظام ملزم بالتقيد بالتزاماته القاضية باحترام حق شعب الجنوب في التعبير عن احتجاجاته بالطرق السلمية و التزاماته بموجب القانون الإنساني الدولي و القانون الدولي لحقوق الإنسان ، كما أن عليه ضمان حرية الجنوبيين في الدفاع عن أراضيهم و أملاكهم و من حقه أن يلجأ للقضاء المحلي للمطالبة بأملاكه المسلوبة، و إلى القضاء الدولي إذا تعذر ذلك.. و نحن نطالب النظام و السلطات القضائية بإجراء المحاكمات للمسئولين عن تلك الجرائم، لكن تبين لنا أن النظام السياسي لا يقوم و لا يرغب و لا يريد إجراء المحاكمات لتلك الجرائم.. و من هنا فلو كان النظام السياسي ليس مدفوعاً حقاً بروح الحرب و القمع لبلوغ أغراضه الخاصة هل كنت سأتكلم ضده في الجنوب؟ لا .. لو كان النظام السياسي وحدوياً فعلاً هل كنا سنتحدث ضده؟ لا.. مطلقاً.. و لكن بعد حرب 94م شعرنا أن ثمة عدواناً ضدنا يجري تنظيمه باسم الوحدة و تكتلات تتكون ضدنا في الشمال .. أما الوحدة الحقيقية سواء كانت مع الشمال أو مع أي قطر عربي فلا تهددنا، بل إنها على النقيض تجسد مشاعرنا الوطنية و نقاءنا العربي وروحنا الإسلامية.. بيد أن الوحدة التي يتحدث عنها النظام لها أهداف أخرى، إنها وسيلة للاستيلاء على أراضي الجنوبيين و لقمع الشعب و توجهاته الطبيعية و المشروعة، إن النظام لم يقل شيئاً للسيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ، لم يقل على الإطلاق حول حقيقة أن هذه الوحدة التي يتحدث عنها النظام اُستخدمت و لازالت تُستخدم ضد سكان الجنوب و ضد ثقافة الوحدة العربية المنشودة.. وإن حفاظ النظام على هذه الوحدة بالقوة و سفك الدماء لم تتم لأن شعب الجنوب راضي عنها، و إنما لأن الشمال استولى على الجنوب في زمن استثنائي لن يتكرر أبداً.
إن وجود دعوات انفصالية في العراق أو السودان أو الساقية الحمراء و وادي الذهب هو أمر مختلف، لأن تلك المناطق تقع ضمن اختصاصات الأقاليم نفسها، و نفس الشيء ينطبق على بلدان أجنبية أخرى (كندا و اسبانيا) فيها مثل هذه الدعوات الانفصالية .. و لكن الدعوة إلى فك الارتباط من قبل شعب الجنوب هذا لأن الجنوب كان إقليم تحكمه دولة، و لم يكن يوماً ما شعب بدون دولة.
إننا يجب أن ننظر إلى الأشياء بواقعية، هل من أحد ضد الوحدات القطرية؟ طبعاً لا ..!! إن كل مواطن في المعمورة يتمنى أن تربط دولته بدولة جارة علاقات اتحادية أو تجارية و غيرها.. لكن لماذا يجب أن تتم الوحدة تحت تهديد المدفع؟ هل هذا متفق مع مصالح المجتمع الدولي والأمة العربية؟ طبعاً لا ..!! وعلى المنظمات الدولية والإنسانية أن تسأل نظام صنعاء من أجل من قامت هذه الوحدة ؟ و عن أي مصالح تدافع؟ و أي نوع من المصالح للجنوب فيها؟ و كما نعرف جيداً أن تلك المصالح تشمل مواصلة استغلال الجنوب بمشاعر العرب الوحدويين، و اللعب بالأمة العربية انطلاقا من هذه الآمال و الأحلام.. و قد نجح النظام الهمجي فعلاً في أنه جعل من عظام أطفال الجنوب “نقوس” بخور يوزعها على منازل القوميين العرب لكي يقفون إلى جانبه.
إن نظام صنعاء يقول أن سكان الجنوب راضي بهذه الوحدة التي تعمدت بالدم و مازالت تتعمد كل يوم بالدم، إذا لماذا من الضروري أن تتعمد الوحدة بالدم إن كان شعب الجنوب راضياً عنها؟ و لماذا لجأ النظام إلى تأسيس مليشيات مسلحة من المواطنين للدفاع عن وحدته المزعومة؟! .. إن كل ذلك مجرد تزييف لإرادة شعب الجنوب،وللإرادة الدولية حيث يستغل نظام الاحتلال شعار الوحدة لإقامة نظام غير وحدوي.. واليوم من ذا الذي يستطيع حصر عدد ضحايا هذا الصراع من أجل فك الارتباط؟ و لماذا كان من الضروري خوض حرب 94م التي راح ضحيتها – حسب إحصاء نظام صنعاء- أثنا عشر ألف قتيل و أكثر من مئة ألف جريح؟.. وان كان الجنوب قد سلم دولة وعاصمة ورئاسة من أجل الوحدة وأراد أن يثبت إخلاصه وذلك بتنازله ذاك من أجل تأسيس نواة للوحدة العربية تعيد شيء من الإحساس بها، الا ان نظام الاحتلال خيب أملنا جميعاً عندما عرفنا أن هناك أطماع همجية من قبل القوى الحاكمة في صنعاء,تريد الأرض والثروة ولا تريد الإنسان .. واليوم نقول نعم لقد دخل الجنوب كشريك بالوحدة مع دولة صنعاء و لكن لا يعني هذا أن الجنوب انتهى.. نعم لقد فقدنا – بنقاء عربي و حسن نية – دولتنا، إنما ماذا نفعل اليوم؟ لقد أنكبينا على النضال السلمي و كما أنشأنا دولة عام 1967م، لا يوجد أي سبب يحول دون أن نفعل نفس الشيء اليوم؟!.. أن نبني دولة تقوم لا على الشمولية و إنما على الديمقراطية والحرية والأمان وتوفير الخبز والدواء للناس.
واليوم ما من مواطن شمالي واحد يستطيع، دون أن يحدث انفصالاً عن الوحدة الحالية أن ينكر أن مصالحه هي فوق مصالح شعب الجنوب سواء في فك الارتباط أو في الوحدة، و أصبح حكم الجنوب يدار من قبل أشخاص موفدين عسكريين و أمنيين يعتبرون أنفسهم “عمالقة الوحدة العربية” مستعدين للتضحية بسكان الجنوب كله في سبيل أن يروا ثرواتهم تزداد و تتكاثر أملاكهم و تجارتهم غير المشروعة والقائمة على السطو والعنف والإجراءات الوحشية و المجازر الجماعية التي تقترفها السلطات الأمنية ضد أبناء الجنوب الأبرياء.
ونظام صنعاء لم ينكر على الجنوبيين أبسط حقوقهم الإنسانية فقط و إنما خلق أيضاً جواً من الرعب والاضطهاد إلى جانب وضع العقبات في طريق المعالجات المقترحة داخلياً و خارجياً.. إضافة إلى لجوئه إلى كل وسيلة للعنف والقمع.. ويقول نظام صنعاء و يكرر القول بأن انتفاضة شعب الجنوب عُمل على إذكائها من الخارج من إيران و غيرها، و ذلك غير صحيح، إذ أن انتفاضة الجنوب الكاسحة كانت تلقائية من قبل الشعب، و إن شعب الجنوب لديه ثقة كبيرة بنفسه أولا وبدول مجلس التعاون الخليجي و الجامعة العربية و الأمم المتحدة و يؤمن بأنها لن تتخلى عنه في كفاحه السلمي من أجل حقوقه المشروعة، و يريد منها أن تمارس ضغطاً مؤثراً على نظام صنعاء يحمله على فك الارتباط الذي يطالب به شعب الجنوب خاصة و إن تلك الإجراءات القمعية قد أوجدت إجماع جنوبي على أن هذه الوحدة وحدة مزيفة و مصطنعة يسيطر عليها نظام الجمهورية العربية اليمنية.
انتهى
حد من الوادي
08-03-2012, 03:07 AM
Sadaaden.com - 2012-08-02
ثمانيني يمني يتندَّر على ترك الجنسية السعودية
قال مواطن يمني تجاوز الثمانين من عمره أنه تخلى عن الجنسية السعودية التي كانت تسمى حينها "التابعية" من أجل الاستقرار في بلده بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962، معبرا عن الحسرة والأسى حين اكتشف لاحقا أن أغلب المسؤولين الذين تصارعوا على كراسي السلطة في اليمن الجمهوري كانوا يتهافتون من أجل الحصول على جنسيات أجنبية كملاذ آمن من تقلبات الأوضاع في البلد.
محمد عبدالغني مدهش الذي قضى أغلب سنين عمره مغتربا في السعودية ومعاصرا في مهجره لخمسة ملوك أولهم المؤسس عبد العزيز آل سعود، روى حكايته لـ"العربية.نت" قائلاً: أنا من مواليد محافظة تعز مديرية شرعب الرونة في 1930 وكانت منطقتنا حينها تعيش مفارقة عجيبة؛ مئات العائلات اليهودية اليمنية الغنية "التي نزحت الى إسرائيل بعد 1948" وعشرات الآلاف من اليمنيين المسلمين الذين يعيشون في فقر مدقع وحالة مجاعة، وهو ما حرك في نفوس الناس دافع الهجرة إلى بلدان عديدة أبرزها المملكة العربية السعودية التي كانت آنذاك في باكورة تأسيسها وبدايات ظهور النفط.
وأضاف عبدالغني: سافرت إلى السعودية تقريبا في 1946 وكانت إجراءات الهجرة حينها بسيطة وميسرة حيث كان يسمح لمن يحمل جوازا أن يصطحب معه 3 آخرين كمرافقين، فكان أخي الكبير حسن يملك جوازا وكنت أنا ضمن ثلاثة مرافقين مدرجين في وثائقه، وقطعنا المسافة مشيا على الأقدام من قريتنا في ضواحي تعز الى مدينة جدة في 29 يوما وكنا نمر على القرى السعودية خلال الرحلة فنستريح في المساجد وكان أهالي تلك القرى يضيفوننا باعتبارنا غرباء ويغمروننا بكرمهم العربي وفي جدة استقبلنا أناس من أهالي قريتنا كانوا قد سبقونا إلى الغربة.
ومن جدة انتقل عبدالغني مع آخرين في اليوم التالي إلى مكة عبر سيارة كبيرة كانت تسمى "الحساوي" وتنقل ركابا في طابقين وهناك في مكة "طفنا وسعينا حول البيت العتيق ونمنا في الحرم حيث لم يكن ممنوعا ذلك، وبدأت رحلة العمل في الغربة في مخبز بمكة فكنت أحمل الخبز فوق راسي وأوزعه على الأسواق وبمعاش 30 ريالا في الشهر، وبعد سنوات قليلة تنقلت بين مكة وجدة والرياض وخميس مشيط كشريك في مطاعم ومطابخ وكان آخرها مع "القرموشي" للفول الشهير بجدة.
التاجر اليهودي
وقال إن أول مبلغ جمعه من غربته أرسله لإنقاذ والده الذي كان مدينا لتاجر يهودي شهير في شرعب اسمه "شُكر أفرائي" الذي كان يستعيد مديونياته من اليمنيين المسلمين تأهبا لمغادرة البلاد بعد قيام دولة إسرائيل في 1948. وشرح محمد عبدالغني قصته مع ذلك التاريخ حيث قال "عندما جاءت حرب 1948 كانت الحكومة السعودية تجند متطوعين للقتال في فلسطين نصرة للأشقاء، فذهبت للالتحاق بالمتطوعين غير أن اللجنة المختصة ونظرا لغياب الفحص الطبي للسن كانت قد وضعت خطا أفقيا على الجدار لقياس أطوال المتقدمين فجاء طولي أقصر من الخط المحدد ولم يتم قبولي ضمن المتطوعين وكنت حزينا لذلك".
وعن قصته مع الجنسية السعودية والتي كانت تسمى حينها بـ"التابعية" أشار الى أنه خلال إقامته في مكة تعرف على شخص يمني يدعى محمد عبيد وينتمي الى منطقة ذي سفال بمحافظة إب: "كان محمد عبيد ضمن العائدين من فلسطين كمجندين متطوعين انتدبتهم الحكومة السعودية للقتال مع جيوش عربية أخرى ضد الإسرائيليين، وبعد أن رجع مع رفاقه الآخرين تم تكريمهم بمنحهم التابعية (الجنسية) السعودية وتمليكهم منازل، وبالصدفة تعرفت عليه وارتبطت معه بصداقة قوية، ولاحقا هو من تولى أمر وإجراءات حصولي على التابعية وتم تجنيسي على أساس أنني (من مواليد عسير والتربية في مكة) وكان ذلك تقريبا في 1955".
وتابع حكايته بالقول: "عندما قامت ثورة 26 سبتمبر 1962 قررت للأسف الشديد وبتفكير عاطفي التخلي عن الجنسية والعودة للاستقرار في اليمن، فسافرت مع آخرين بالباخرة من جدة إلى ميناء الصليف بالحديدة وهناك استقبلنا مسؤولون في مقدمتهم علي عبد الله السلال نجل المشير عبد الله السلال أول رئيس للجمهورية، وبعد عودتي خدمت كعسكري متطوع ضمن مرافقي محافظ تعز حينها الشيخ أمين عبدالواسع نعمان واستمريت نحو سنة رأيت خلالها أن الوضع لم يتحسن فرجعت مجددا للغربة في السعودية إلى ان استقريت نهائيا في اليمن عام 1990".
وقال إنه شعر بالندم بعد أن تخلى عن الجنسية السعودية ورأى في المقابل مسؤولي النظام الجمهوري من رؤساء حكومات ووزراء يتهافتون على جنسيات بلدان أجنبية تحسبا لأي ظروف غير سارة.
صنعاء - عبدالعزيز الهياجم
حد من الوادي
08-05-2012, 01:45 AM
الرسالة ماقبل الأخيرة لقادة المسيرة
بواسطة سعدان اليافعي بتاريخ 4 أغسطس, 2012 في 11:52 مساء
ADEN FM- بقلم /سالم بن مبارك بن حريز الجعيدي
لا يخفى عليكم ما تمر به قضيتنا الوطنية هذه الأيام من تكالب وتجاذب غير مسبوق، ينهش في جسدها البعيد قبل القريب والصديق قبل العدو، حتى إختلط الحابل بالنابل وتصاعدت الأغبرة وحجبت الرؤية أو تكاد، ما يفرض علينا التوقف عن المكابرة وأساليب المخاتلة، فنحن في معركة لن نكسبها بالشعارات أو المزايدة. فتعالوا إلى كلمة سواء، نتوقف فيها جميعاً عن الإدعاء بأننا الأوصياء، فلا حل سيفرض على شعبنا دون إستفتاء.. فإسعوا لإمتلاك زمام المبادرة فهذه مواجهة لن تنفع فيها الأقوال أو ردود الأفعال.
لذلك، يطالبكم شعبكم أن تتقدموا الصفوف، وأن لا تسمحوا بإن لا تصبح قضيتنا الوطنية أداة من أدوات المواجهة الإقليمية والدولية، وتعد هذه مهمة وطنية لن يتسنى لنا تحقيقها في ظل هذه الأجواء الدولية الساخنة والحرب الإقليمية الباردة، إلا متى ما أقرينا بأن لا مخرج لنا مما نحن فيه سوى بوحدتنا الوطنية، والتي تعتبر الركيزة الأساسية للخلاص الوطني هذا من جهة، ومن جهة أخرى الإعتراف بوجود مصالح دولية وإقليمية على أرضنا – وهذا ليس إستثناءاً – كون المصالح الدولية وجدت وتوجد في كل زمان ومكان،
ولكنها اليوم وفي ظل هذه الظروف الإستثائية والمعقده التى يمر بها الوطن، التى حولت ذلك التشابك في المصالح إلى تضاد بل ومواجهة بين تلك القوى الدولية والإقليمية ذات المصالح المتعارضة، ما يحتم علينا العمل على النئي بقضيتنا الوطنية عن نقاط المواجهة والتصادم بين تلك المصالح، ولن يتسنى لنا ذلك مالم نستوعب هذا الواقع، ونسعى لإيجاد تصور واعي لكيفية التوفيق بين تلك المصالح ومصلحتنا الوطنية، فالكل له الحق في حماية وتثبيت مصالحه الوطنية كأحد ثوابت السياسة العالمية، ولا يوجد ما يمنعنا من الإتفاق مع بعض القوى الدولية والإقليمية على نقاط توافقية، أوالإختلاف معهم فيما يتعارض مع مصلحتنا الوطنية.
ونحن إذ نقر بأن المصالح الدولية والإقليمية متشابكة ومعقدة، ومحاولة التوفيق بينها هي من أصعب المهام، فالساعي للتوفيق فيما بينها كمن يسير داخل حقل من الألغام المترابطة، ورغم الترابط والتداخل المعقد بين تلك المصالح إلا أن بمقدورنا تقسيمها لعدة محاور تؤثر وتتأثر بل وتتحكم في مسار القضية الوطنية ولو بشكل ونسب مختلفة.
فهناك محاور ثانوية يمكن تأجيل التعامل معها في الوقت الحالي، وهناك محاور رئيسة وذات تأثير مباشر وحاسم في نجاحنا لتحقيق ما نصبوا إليه. ودون الدخول في جدال بيزنطي، نعتقد أنكم ستوافقونا الراي على أن هناك ثلاث محاور خارجية تؤثر بشكل مباشر – ولو بنسب متفاوته – في كل صغيرة وكبيرة في اليمن، وهذا بطبيعة الحال ما يسحب نفسه على قضيتنا في الجنوب، وتلك المحاور بوضوح هي:
1- المحور الأمريكي ـ الغربي
2- المحور السعودي
3- المحور الإيراني
أولاً: المحور الأمريكي ـ الغربي:
المصالح الأمريكية والغربية هى المحرك الأساس لهذا المحور، والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية. يسعى هذا المحور لفرض السيطرة على الممرات الدولية وتأمين المواقع الإستراتيجية وخاصة في عدن وحضرموت. ويجب التعامل معه بواقعية ودون مكابرة، فسياسة دفن الرؤوس في الرمال – كما يفعل البعض – لن تحل هذه الإشكالية، بل نرى أنها ستدفع الى تبني قرارات ووضع الحلول، والتى إن لم تقوض قضيتنا الوطنية ستضرها أيما ضرر.
لذا نعتقد أن الوقت قد حان للتوافق على رؤية وطنية لهذه القضية وبما يتوافق مع مصالحنا ولا يتعارض مع إستقلاليتنا أو يمس بسيادتنا الوطنية في دولتنا القادمة بإذن الله، وهذا لن يكون عسيراً، خاصة وأن هناك دول كثيرة تم فيها التوافق والتوفيق بين المصالح الوطنية لتك الدول والولايات المتحدة الأمريكية سوا في أروبا الغربية كالمانيا الإتحاديه، أو الدول الإقليمية كتركيا ودول الخليج والسعودية،
وهذا ما سيسهل علينا الإقتباس من بعض تلك الإتفاقات وإسقاط البعض الأخر على والوضع في الجنوب، للوصول الى رؤية واقعية تضمن بل لا تتعارض مع السيادة الوطنية لدولتنا القادمة بإذن الله، وفي نفس الوقت تقدم التطمينات والضمانات اللازمة للولايات المتحدة وحلفائها بضمان المصالح الدولية، ومن وجهة نظرنا المتواضعة، لا يوجد حتى ما يمنعنا بالقبول بضمانات دولية لتك المصالح. وخطوة أو رؤية كهذه ستساعد على إذابة الجليد في العلاقات الجنوبية الأمريكية والدوليه بشكل عام مما سيساعد على التوصل لحلول عادلة للقضية الجنوبية.
ثانيا:ً المحور السعودي:
ويمثل هذا المحور المصالح الخليجية بشكل عام ومصالح السعودية بشكل خاص في اليمن، وهي مصالح مترابطة وأزلية ولا يمكنا إلا الإقرار بها والتعامل معها بواقعية، وهذا يتطلب منا معرفة تلك المصالح ومعرفة أولوياتها وخصوصيتها، فنقدم لهم الرؤى والحلول التى تستوعب المتغيرات، وهذا يتطلب منا التقدم برؤية واقعية ومرحلية، وفي نفس الوقت تكون ضامنة لسيادتنا الوطنية ومطمئنة لأشقائنا في الخليج والسعودية، أما بخصوص المصالح التى لا تمسنا في الجنوب فيتوجب علينا عدم إقحام الجنوب فيها حتى لا يدفع ثمن تداعياتها.
والخطوة الأولى للسياسة الواقعية في هذا المضمار هي الإعتراف بأن للأخوة في الخليج والسعودية مصالح وأولويات مختلفة في الشمال عن المصالح والأولويات في الجنوب ، ففي الشمال مثلآ يأتي على رأس اؤلوياتهم تثبيت وإحتواء نظام الحكم في صنعاء ، وهي الوسيلة المضمونة والمجربة بالنسبة للأشقاء لتأمين الخاصرة الجنوبية الغربية للمملكة، وهذا شأن كما أسلفنا لا يعنينا ولا يجب أن نقحم أنفسنا أو قضيتنا فيه. ومن وجهة نظرنا تتمحور أولويات هذا المحور السعودي في النقاط التالية:
أ) القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه.
ب) ضمان وتأمين الحدود.
ج) وربما، السعى لضمان عبور خطوط الإمداد وتأمينها.
أما القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه فقد تكفل بها شعبنا في الداخل وذلك من خلال شبابه ولجانهم الشعبية، التى أثبتت للقاصى والداني بأن أرض الجنوب لم ولن تكون حاضنة للإرهاب بل أنها طارده له، وذلك من خلال الملاحم البطولية لتك اللجان الشعبية في أبين وشبوة وغيرها من مناطق الجنوب، وهو ما قدم الدليل القاطع على زيف الإدعاءات التى يروج لها البعض عن وجود الإرهاب في الجنوب، وأثبت أن كل تلك الأقاويل الجوفاء لا تعدو أن تكون أداة من أدوات القوى المتصارعة في صنعاء لخلط الأوراق، بل وأثبتت تلك الملاحم البطوليه للجنوبيين، أن قوى الفيد والغنيمة هي الراعية والصانعة الحقيقة للإرهاب في اليمن والمنطقة، وهذا ما ساعد بشكل حاسم في تغير النظرة الإقليمية والدولية للقضية الجنوبية وسبل حلها.
وأما ضمان الحدود وتأمينها، فلأشقاء في المملكة والخليج لن ينكروا علينا بأن حدودنا معهم ورغم طولها وتعقيداتها إلا أنها كانت من أمن الحدود والمنافذ، وعلى من ينكر ذلك العودة لملفات وقضايا التسلل والتهريب في زمن الدولة في الجنوب والمقارنة بين تلك الحدود وحدودهم مع الجمهورية العربية اليمنية، رغم التنافر بين النظام في عدن ومعظم دول الجوار والتناغم أو التوافق بينهم وبين النظام في صنعاء.
ليس هذا وحسب بل أنه من غير العدل أن يتناسى أو يتنكر الأشقاء والأصدقاء، بأننا في الجنوب أول من أسس لتأمين الحدود وحل مشاكلها وتعقيداتها بالتوافق والتراضي وبما يضمن مصالح كل الأطراف على قاعدة شرعية وقانونية عادلة، وهي قاعدة لا ضرر ولا ضرار، فكنا أول من طبق تلك القاعدة في حل الإشكالات الحدودية في الجزيرة العربية من خلال السعى لجعلها الركيزة الأساسية لإتفاقية ترسيم الحدود بين الجنوب وسلطنة عُمان الشقيقة ليس هذا وحسب، بل أننا قد أعلنا إلتزامنا القانوني والسياسي بجميع الإتفاقات الحدودية وعلى وجه الخصوص إتفاقيات الحدود العُمانية والسعودسة،
وجاء ذلك الإعلان على لسان أخر قيادة جنوبية ممثلة بالأخ الرئيس علي سالم البيض، الذي أعلن إلتزام الجنوب بشكل صريح وواضح بجميع الإتفاقات الدولية، وذلك في أول ظهور له في مايو 2009م.
وفيما يخص ما يشاع او يقال عن سعى الأشقاء لإيجاد معابر وخطوط إمداد جديدة لصادراتهم، فلن نعدم الوسيلة لإيجاد التوافق بيننا وبينهم حولها وسنكون خير معين لهم على ضمانها وتأمينها، وهذا ما يفرضه علينا الترابط الجغرافي والتاريخي الأزلي بيننا وبينهم، فهم الإمتداد التاريخي لنا ونحن العمق الإستراتيجي لهم، ولذا فنحن نؤمن بأن الوضع الطبيعي للعلاقات فيما بيننا وبينهم هو أن نكون ضمن منظومة تضامنية تكاملية واحدة تضمن الأمن والسيادة للجميع.
ثالثاً: المحور الإيراني:
يعد هذا المحور من أعقد المحاور التى ستؤثر على مسار قضيتنا الوطنية حالياً ومستقبلاً، فلم يعد بخاف على أحد، من أن لإيران مصالح وطنية وأطماع إقليمية لن تتوانا في إستخدام كل إمكانياتها لتحقيقها، وهذا ما تسعى إليه من خلال توظيف وإستخدام الولاءات المذهبية لتحقيق تلك الأطماع.
ونحن لا نذيع سراً إذا ما قلنا بأن إيران تستخدم تلك الولاءات المذهبية في المواجهة التى تخوضها ضد دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية، لذا فإيران تسعى لتطويع النظام في صنعاء لتجعل منه شوكة في خاصرة المملكة، ليتسنا لها حصارها جغرافياً ومذهبياً، خاصة بعد أن نجحت في إخراج العراق من الصف العربي والخليجي.
وإذ نقر بأن التصادم والمواجهة السعودية الإيرانية في اليمن هي نتيجة حتمية لتضارب المصالح، فكما لإيران مصالح ومطامع في المنطقة، فإن للملكة مصالح ومطامع في اليمن، وأنها كما أسلفنا تعمل على إحتواء النظام في اليمن لتأمين تلك المصالح، وهذا ما أعطى بعض المزايدين على الترويج بأن التدخل السعودي والإيراني في اليمن، عبارة لوجهين لعملة واحدة، ونسوا أو تناسوا الفوارق بين الإستخدام والإحتواء، وهنا يلزم علينا أن ننبه القيادات الجنوبية، بأن عليهم إستيعاب المراحل التاريخية لتلك التدخلات وأخذ الدروس والعبر منها.
نذكر لقادة المسيرة، أن الإحتواء السعودي للنظام في صنعاء لم يوجه في يوم من الأيام للمساس بمصالحنا أو الإنتقاص من سيادتنا الوطنية كجنوبيين، بينما أن الإستقطاب والإستخدام للنظام في صنعاء من قبل القوى الإقليمية الأخرى هو ما كان في الغالب يوجه لضرب مصالحنا كجنوبيين ويوظف من قبل القوى في اليمن لتحقيق مطامعهم التوسعية والتاريخية في الجنوب،
وهذا ما حصل في بداية الستينيات من القرن المنصرف عندما إستقطب النظام المصري نظام صنعاء وإستخدمه في مواجهته الإقليمية مع السعودية، فكان من نتائج ذلك الإستخدام التأسيس للأوهام وبداية لتزوير التاريخ الجنوبي، ليس هذا بل وذهبوا أبعد من ذلك عندما إدعوا بوجود ثورة مسلحة لا مبرر لها ضد الإستعمار البريطاني، خاصة بعد إقرار بريطانيا بحق شعب الجنوب العربي في تقرير المصير والإستقلال وذلك في سبتمبر 1963م ، أي قبل الإدعاء بوجود ما سمي ثورة 14 أكتوبر، هذه كانت اولى التدخلات الإنتهازية في اليمن، التى قادت إلى نكبة 1967م المتمثلة في ضياع الهوية الجنوبية المستقلة، وبداية دخولنا للنفق المظلم الذي مازلنا نتلمس سبل الخروج منه.
وكان ثاني تلك التدخلات الإنتهازية، في نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات من القرن المنصرم حين إستطاع صدام حسين أن يوظف النظام اليمني في المواجهة العراقية الخليجية، ولأننا قد وصلنا لحالة من الإغماء بفعل السياسات الهوجاء للجهلة والغوغائيين، فقد إستطاع النظام اليمني وحلفائه الجدد وبمساعدة من بعض المغامرين، الذين ألقوا بنا في غياهب الجب، بل أن منهم من ساعد نظام صنعاء عام 94م لإهالة التراب علينا لتكون القاضية فكانت القاضية لأولئك الغوغائيين.
أما الشعب الجنوبي فقد إستطاع إمتصاص الضربة، وهاهو ينفض الغبار عن كاهلة ويخرج المارد الجنوبي من القمقم، وسيواصل الصمود والمقاومة حتى يستعيد هويته وينتزع حريته وسيادته على أرضة وثروته شاء من شاء وأبى من أبى.
ومن هنا نرى أن على النخب والقيادات الجنوبية إستيعاب دروس التاريخ والإستفادة منها في العمل على الحيلولة دون أن يكون الجنوب هو من يدفع الثمن أو أن يكون الضحية مرة أخرى لهذة الإستقطابات .
ومهما يكن تأثير العوامل الخارجية على مسار القضية، ومهما حققنا من نجاح في تحقيق الإصطفاف المؤز لقضيتنا في الخارج، إلا أن العامل الحاسم للنصر يتمثل في وحدتنا الوطنية الجنوبية، التى لايمكن تحقيقها مالم نستوعب التنوع والتمايز الفكري والثقافي والتاريخي في الجنوب وتوظيف ذلك كله لما يعزز الوحدة والوطنية، ولن تكون إلا بالتوافق بين الجميع والإيمان الفعلي بأن الوطن لكل أبنائه.
ورغم أن كل من يدعى الوصل بليلى يتشدق بهذا وبشكل خاص القيادات الجنوبية وعلى رأسهم من يحسبون على مناطق ذات تميز وخصوصية لا يمكن القفز عليها، بل أن التوافق معها هو العامل الحاسم في الوحدة التوافية الجنوبية، إلا أنهم جميعاً يمارسون إما المكابرة أو المخاتلة مما حال وسيحول دون تحقيق الوحدة الوطنية المطلوبة.
ولهذا، فنحن – كما أسلفنا – نطالب الجميع الإقلاع عن المكابرة أو إتباع سياسة المخاتلة، فشعبنا في الجنوب يسعى لبناء جنوب جديد لا إستعادت الوهم القديم هذه من ناحية، ومن الناحية الأخرى نؤكد لهم جميعاً بأننا على قناعة بأنه لا يمكن لنا أن نحقق الوحدة الوطنية في الجنوب حتى نلتزم بالثوابت التالية:
أ – الإلتزام برفض الوصاية الحزبية والفئوية على الجنوب والإقرار بأن التوافق القابل للإستمرار والنجاح هو التوافق بين محافظات الجنوب الست وعلى أسس واقعية وليس بين الأحزاب أو الكيانات الهلامية.
ب – القبول الواضح والصريح بالتمثيل النسبي بين المحافظات الجنوبية الست، بحيث يراعى في ذلك التمثيل المساحة والسكان والثروة وكذا الخصوصية التاريخية.
ج – القبول والإعلان بشكل غير قابل للتأويل بالفدرالية الجنوبية بين محافظات الجنوب الست أو أقاليم الجنوب – أياً تكن التسمية المتوافق عليها – مع اللإلتزام بحق الجميع في القبول أو الرفض لتلك الفدرالية أي ( حق تقرير المصير ) فهو الضمانه الوحيدة لإستمرار ونجاح الدولة القادمة.
وفي الختام فإن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم وبإلحاح أيها السادة. هل لديكم رؤية لسياسة خارجية؟ وهل أنتم على إستعداد للقبول بمتطلبات الوحدة الوطنية؟ أم لازلتم خلف من يدعوا تحقيق المنجزات؟! متوهمين أنهم من سيصنع المعجزات؟! ولو لا قليل من حياء لإدعوا بكمال الذات، نعوذ بالله من هكذا عقليات، تسعى للترويج لرؤى سياسية ترفض الإعتراف بهويتنا التاريخية وتعظم هوية الإحتلال اليمنية، وكأنها تخوض حملة إنتخابة.
وكفى.
سالم بن مبارك بن حريز الجعيدي
3 أغسطس 2012 م
حد من الوادي
08-25-2012, 01:03 AM
" السلال " ثائر قاد ثورة 26 سبتمبر فأ نقلبت عليه القوى ( القبلية - الدينية العسكرية )
نشر بتاريخ السبت, 25 آب/أغسطس 2012 00:17 | | الزيارات: 32
اليمن السعيد - صنعاء
تحتفل اليمن قيادة وشعبا باليوبيل الذهبي للثورة اليمنية الام 26سبتمبر1962م في ظروف وطنية صعبة ومعقدة للغاية الا انها لاتقلل من حجم الابتهاج والفرح بحلول هذه الذكرى الوطنية المجيدة التي فيها ثار الشعب اليمني على حكم الرجعية والاستبداد في شمال اليمن ومهدت لانطلاق الثورة ضد المستعمر البريطاني في جنوب البلاد
حيث انطلقت في اثرها ثورة 14 اكتوبر الظافرة في1963م التي انطلقت من قمم جبال ردفان الشماء وحتمت على المستعمر الجلاء من جنوب اليمن في 30/نوفمبر-تشرين الثاني /1967م ، وكان المشير عبدالله السلال اول رئيس للجمهورية في اليمن الشمالي (الجمهورية العربية اليمنية ) بعد قيام الثورة اليمنية الام 26/ سبتمبر /1962م وننتهز الفرصة هذه للتعريف بقائد الثورة والرئيس الاول في اليمن .
- ولدالمشير عبدالله يحي السلال في قرية شعسان بمديرية سنحان محافظة صنعاء عام 1917م من اسرة فقيرة والتحق بمدرسة الايتام بصنعاء سنة 1929م ، وسافر العراق ضمن اول بعثة عسكرية عام 1936م وتخرج منها برتبة ملازم ثان ، والتحق بالكلية الحربية العراقية في منتصف الثلاثينيات وبعد تخرجه شارك في الانقلاب الدستوري عام 1948م واستضافه سجن حجة عام 1948 واطلقه الامير البدر عام1955م ، ثم شغل عدة مناصب مدة سبع سنوات اخرها قائدا لحرس الامير البدر (محمد بن احمد حميد الدين ) ولي عهد الامام احمد بن يحي حميد الدين وكان ضمن الخلية السرية لتنظيم الضباط الاحرار .
وفي ليلة الثورة السبتمبرية شعر الضباط الاحرار في لحظة التنفيذ بشدة لحاجتهم لرتبة عسكرية عالية تعلو فوق تنافس الزملاء يكون لها تاثيرها على سائر الضباط الثوار وقادة الاسلحة وكان الاتجاة الى زعيمين هما (العقيد عبدالله السلال) امير حرس البدر ومدير كلية الطيران و(العقيد حمود رشدي ) قائد سلاح المدفعية ورجحت كفة الزعيم السلال لسبقه في النضال وانتمائه الى الطبقات الشعبية .
وعلى فورية استجابة السلال فان الضباط الاحرار كانوا يرون قيادة الرئيس عبدالله السلال انية قياسا على الرئيس محمد نجيب في مصر وعلى الرئيس عبدالسلام عارف في العراق، وكان اللواء /عبدالله جزيلان المرشح المستقبلي عند هؤلاء الضباط قياسا بالزعيمين جمال عبد الناصر وعبد الكريم قاسم .
في اليوم التالي للثورة 27/سبتمبر –ايلول /1962م تم اعلان تشكيل مجلس قيادة الثورة (مجلس السيادة ) برئاسة عبدالله بن يحي السلال و9 اعضاء منهم- عبدالله جزيلان ، علي عبد المغني ،عبدالسلام صبرة ،محمد اسماعيل المنصور ، وتم القبض على بعض اعوان النظام البائد وتشكيل (محكمة الشعب ) لهم الا ان ظروف الثورة ادت الى اعدام كثير دون محاكمة الامر الذي دعا الرئيس عبدالله السلال الى محاكمة العناصر المتهمه واصدار الاحكام وتم توقيف تنفيذها ، وفي 31/اكتوبر –تشرين الثاني /1962م اعيد تشكيل مجلس قيادة الثورة بقيادة المشير السلال وعضوية 17من قيادات الثورة منهم الدكتور/عبدالرحمن البيضاني والقاضي /عبد الرحمن الارياني والقاضي /عبد السلام صبرة واللواء /عبدالله جزيلان ، وتم تشكيل الحكومة برئاسة عبدالله السلال وعضوية كلا من الدكتور البيضاني واللواء / جزيلان واللواء/عبد اللطيف ضيف الله والقاضي /الارياني واللواء /حسن العمري. .
،، وفي 13/ ديسمبر-كانون الاول /1962م تم ترقية الرئيس عبدالله السلال من رتبة عقيد الى ( مشير)،
وخاضت الجمهورية الاولى معركة السلاح ومعركة الاكاذيب والتامرات والتحديات المختلفة لانها جديدة تؤسس لعهدا جديد ليحتم استمراية الصراع العنيف بين القوى المؤازرة للنظام الجمهوري وجموع المرتزقة وانصارالحكم الملكي الذين حشدوا كافة القدرات لاجهاض الجمهورية ، واعتمد النظام الجمهوري في بداية الامر على الدعم العسكري والسياسي المصري في عهد زعيم القومية العربية جمال عبد الناصر .
ففي وقت مبكر عقب قيام واعلان الثورة اليمنية 26/سبتمبر /1962م وصلت طلائع القوات المصرية الى اليمن في اليوم الرابع للثورة حيث وصلت طائرة حربية الى ميناء الحديدة على متنها القاضي محمد محمود الزبيري والدكتور عبد الرحمن البيضاني وعبد الرحيم عبدالله ومعهم العميد المصري علي عبد الخبير وبعض المساعدين العسكريين ، وفي 15/اكتوبر –تشرين الاول / وصلت الميناء سفينة مصرية على متنها اول قوة عسكرية مصرية مكونة من مائة ضابط وجندي مع اسلحتهم وبعد خمسة ايام وصل قرابة الف جندي مصري،وفي الجانب الاخر بدات جموع الملكية في الالتفاف حول الامام المخلوع (البدر ) الذي اتخذ مدينة حجة قاعدة في المقاومة ومن ثم الفرار الى المملكة العربية السعودية لتعلن اذاعة مكة بالبدر اماما لليمن في اكتوبر –تشرين الاول /1962م ،واتخذت القيادة الملكية (نجران ) قاعدة للمقاومة ونقطة انطلاق في عمليات استرداد الحكم الضائع وحظت بدعم سعودي واضح وبريطاني خفي ياتي من عدن عبر شريف بيحان الى الملكيين ،وجرت المواجهات العنيفة بين القوات اليمنية –المصرية وقوات الملكية في صنعاء وحريب وصعدة وصرواح والعرقوب وبهدف دعم الموقف الجمهوري وصل الى اليمن المشير عبد الحكيم عامر في 15 /ديسمبر – كانون الاول /1962م وظل مع قواده في اليمن حتى الـ20 من ديسمبر، وتم التوقيع في صنعاء على اتفاقية تعاون عسكري بين اليمن ومصر في الوقت الذي تمكن الرئيس المصري جمال عبد الناصر على اثر خطابات متبادله بينهما من انتزاع اعتراف الولايات المتحدة الامريكية بثورة اليمن في ديسمبر 1962م وتوج ذلك بقبول اليمن في نفس الشهر عضوا في منظمة الامم المتحدة كما اوصت الحكومة المصرية بتعيين الدكتور /عبد الرحمن البيضاني المرادي نائبا للرئيس عبدالله السلال في مجلسي القيادة والوزراء والقيادة العامة للقوات المسلحة وتم ذلك الا انه لم يستمر سوى بضعة شهور فقط .
في ابريل –نيسان من عام 1963م وبمشاركة الامين العام للامم المتحدة وقعت اتفاقية (فض الاشتباك ) بين الطرفين المتحاربين في اليمن ،وقضت الاتفاقية بتوقيف السعودية عن دعم الملكيين والتزام مصر ببدء الانسحاب من اليمن على مراحل وتوقفها عن القيام باي عمليات عسكرية على اراضي سعودية ،ومع حلول عام 1964م تم ايقاف اطلاق النار وشكلت لجنة مصرية– سعودية لبحث الاعداد لمؤتمر وطني في اليمن الا ان الاختلاف وتزايد البون بين قيادات الثورة منع من ذلك ، وفي 2/ديسمبر- كانون الاول /1964م قدم الشيخ محمد احمد نعمان رئيس مجلس الشورى والقاضي عبد الرحمن يحي الارياني والقاضي محمد محمود الزبيري نواب رئيس مجلس الوزراء استقالة جماعية من مناصبهم والذي انعكس سلبا على الموقف الجمهوري فتمكنت قوات الملكية من الاستيلاء على جبال رازح وسلسلة جبال صعدة وتمكنت من صد محاولات القوات المصرية –الجمهورية للتغلغل وتعزز ذلك باستيلائها على مدينة حريب مارب وفشل الهجوم المصري في استعادتها الى جانب الاستيلاء على مواقع جمهورية في صرواح وقطع طريق صنعاء -صعدة وطريق صنعاء –الحزم والاستيلاء على جحانة في 24 يوليو –تموز /1964م ودخول مارب التي كان الجمهوريون يسيطرون عليها منذ فبراير 1963م وبدء اتباع حرب العصابات بدعم سعودي وبريطاني ، الامر الذي جعل الحرب اليمنية حرب سعودية –مصرية بالوكالة لتطيل امد الصراع ليحتم على القيادة المصرية في اليمن نتاج تزايد حدة الخسائر اصدار قرار باخلاء المناطق المتطرفة من الاراضي اليمنية وتجميع القوات في مناطق رئيسية تمكن من الاعتماد عليها كليا .
-ومع منصف عام 1965م تعمق الشرخ بين القيادات الجمهورية بعد مصرع الشهيد القاضي محمد محمود الزبيري (ابو الاحرار ) في اوائل ابريل –نيسان 1965م وترك الانشقاق ملامحه تظهر في (مؤتمر عمران ) الذي ادان الفساد السائد في اجهزة الحكم واتسعت الجبهة الجمهورية المعارضة لاستقالة الارياني ليتم في 20 /ابريل –نيسان / 1965م الاعلان عن تشكيل مجلس للرئاسة برئاسة المشير عبدالله السلال وعضوية اربعة من قيادات الثورة هم :-
العميد حسن العمري -القاضي عبد الرحمن الارياني -محمد علي عثمان -نعمان بن قايد راجح
كما تم تكليف الاستاذ /احمد محمد نعمان بتشكيل حكومة جديدة لم تضم احد من العناصر المتعاطفه مع مصر ،ووافق مجلسي الرئاسة والوزراء على عقد مؤتمر في شمال صنعاء في 2/مايو –ايار /1965م حيث عقد (مؤتمر خمر ) في الموعد المحدد واستمر ثلاثة ايام وانتخب فيه القاضي عبد الرحمن بن يحي الارياني رئيسا له بالاجماع وجاءت مقررات المؤتمر في المجال الداخلي لتمثل انتصارا لمقترحات النعمان والزبيري والارياني في خطابات استقالاتهم السابقة ، واكد المؤتمر على ضرورة انهاء حالة الحرب واحلال السلام وكسب تعاون الدول المجاورة في انهاء الحرب وتقديم الشكر لمصر على دعمها للثورة في اليمن .
قبل المشير عبدالله السلال بقرارات مؤتمر خمر ليواجه تدهور الاوضاع في المعسكر الجمهوري رغم تقليص هذه القرارات لصلاحياته ، ولكنه اصدر في 28/ يونيو –حزيران /1965م قرار بتشكيل اعضاء المجلس الاعلى للقوات المسلحة من اربعة من العسكريين ليحتدم الخلاف مجددا بين الجمهوريين (المعتدلين ،المتشددين ) وقدم النعمان استقالته الى لجنة متابعة قرارات خمر ليعلن السلال في 14 /يوليو –تموز /1965م تكليف الفريق حسن العمري بتشكيل الحكومة.
..اصبحت في اليمن قوتان جمهوريتان (متشددة ) تؤكد الحفاظ على النظام الجمهوري والقضاء على الرجعية ورفض أي دور سياسي لاتباع ال حميد الدين والتمسك يالسلام وليس الاستسلام ، و(معتدلة ) ترى في هذا التشدد خطر على الثورة مع تمسكها بالنظام الجمهوري لتظهر قوة جمهورية ثالثة ليست جمهورية او ملكية (منشقين ) تطالب برحيل القوات المصرية من اليمن وتؤكد ان اليمنيين لايحاربون من اجل الملكية او الجمهورية وانما من اجل اخراج القوات المصرية وعقدت هذه القوة مع الملكيين في الطائف في اول اغسطس مؤتمرا تحت رعاية سعودية توصل في 10 /اغسطس –اب /1965م الى مايعرف بـــ(اتفاق الطائف ) يقضي باقامة دولة اليمن تحت مسمى (الدولة اليمنية الاسلامية ) ،واشعر
هذا الموقف المصريون بالحرج وادرك الرئيس جمال عبد الناصر ان الوجود المصري في اليمن لم يعد محل ترحيب ليدفع بالحلول السياسية بالتنسيق مع السعودية والوصول الى جدة لاجراء مباحثات مع الملك فيصل بن عبد العزيز ال سعود حول الوضع في اليمن والتي انتهت بتوقيع (اتفاقية جدة ) والتي من اهم نصوصها ان الشعب اليمني يقرر نوع الحكم الذي يرتضيه لنفسه في استفتاء شعبي في موعد اقصاه 23/نوفمبر –تشرين الثاني /1966م وتشكيل مؤتمر انتقالي مكون من 50 مقعدا يمثل جميع القوى الوطنية واهل الحل والعقد يجتمع في \" مدينة حرض \" في 23/نوفمبر- تشرين الثاني /1965م ليقرر طريقة الحكم في فترة الانتقال وحتى اجراء الاستفتاء الشعبي ،وحتى يتم الاستفتاء تقوم المملكة بايقاف فوري للمساعدات العسكرية بجميع انواعها او استخدام الاراضي السعودية ضد اليمن وتقوم مصر بسحب كافة قواتها من اليمن في ظرف 10 شهور ابتداء من 23 نوفمبر ،وتضمن الاتقاق شفهيا استبعاد المتشددي من الطرفين (البدر ،السلال ).
تم تنفيذ وقف اطلاق النار وبدات القوات المصرية في التجمع الى المدن الرئيسية والبدء في الانسحاب ، وعارض المتشددون الجمهوريون الاتفاق كما عارضه المعتدلون لانه لم يؤكد على الاصل وهو النظام الجمهوري وكان اول تعبير عن وحدة المعسكر الجمهوري اعلان تشكيل مجلس جمهوري جديد في 4/ سبتمبر –ايلول /1965م برئاسة المشير عبد الله يحي السلال وعضوية الفريق حسن العمري والقاضي عبد الرحمن الارياني ومحمد احمد نعمان ومحمد علي عثمان وحمود الجائفي ونشط في التحرك الداخلي ليبلغ ذروته في (مؤتمر الجند ) في 12 /اكتوبر –تشرين الاول /1965م ضم 20 ممثلا لليمن واكد تمسكه بالوحدة الوطنية والنظام الجمهوري واستبعاد ال حميد الدين وتم انتخاب 9 اعضاء لاختيار ممثلي الشعب في \"مؤتمر حرض \" واقنعت مصر الجمهوريين بخوض المعركة السياسية واقنع جمال عبد الناصر المشير السلال بالبقاء في القاهرة تنفيذا للاتفاق وتم تشكيل مجلس جمهوري يقوم باعباء رئيس الجمهورية اثناء تخلفه في القاهرة ،وتم عقد (مؤتمر حرض ) حيث مثل الطرف الجمهوري القاضي عبد الرحمن الارياني رئيسا للوفد وعضوية الاستاذ نعمان والشيخ محمد علي عثمان والشيخ عبدالله بن حسين الاحمر والشيخ يحي منصور والشيخ مطيع دماج ومن العسكر حمود الجائفي عبدالله جزيلان العميد محمد الرعيني العميد محمد الاهنومي المقدم احمد الرحومي المقدم عبدالله الراعي العميد حمود بيدر ومن المدنيين عبد السلام صبرة محمد الاسودي محمد الربادي حسن مكي عبد الغني مطهر ، ومثل الوفد اللكي الاستاذ احمد محمد الشامي وزير خارجية الملكيين رئيسا للوفد وعضوية ثلاثة من الجمهوريين المنشقين ابراهيم الوزير ،سنان ابو لحوم ،نعمان بن قايد راجح .
....وفي ( مؤتمر حرض ) حدث خلاف بين الطرفين الجمهوري والملكي وحاول الملكيين اغراء الطرف الجمهوري دون جدوى واذاعت صنعاء تحذيرا من مؤتمر حرض بعد ان اخفق المؤتمر بعد الجلسة الرابعة في 5 /ديسمبر –كانون الاول /1965م باختلاف وجهات النظر بين الجمهوريين والملكيين ، واستمر الهدوء حتى ديسمبر 1966م والشهور الخمسة الاولى من عام 1967م ، وفي الايام الاولى من يوليو 1967م توقفت الغارات المصرية على الملكيين وسحبت معظم الطائرات المصرية من اليمن مع بضعة الاف من افراد القوات المسلحة ووصل عدد القوات المصرية المتبقية في اليمن اقل من 15 الف جندي وحلت القوات الجمهورية محل القوات المصرية في المواقع البعيدة وشحنت مئات المدافع والمركبات المدرعة للميناء استعدادا للرحيل الى مصر ، وشنت القوات الملكية في منتصف يوليو هجوما ونفذت كمائن على القوات المصرية المنسحبة وتمكنت من احتلال حرض وميدي شمال البلاد والتقدم باتجاه الساحل نحو الحديدة واستولت على مارب وحريب مما دفع القوات المصرية الى تنفيذ هجوما مضادا في نفس الشهر فبداءت بغارات شديدة على مقر القيادة الملكية في كتاف \"شرق صعدة \" وعين اللواء عبد القادر حسن قائد جديدا للقوات المصرية في اليمن وشنت غارات على الملكية في حرض وميدي وسيطرت عليها الا ان مارب وحريب ظلت في ايدي الملكيين.
،،منذ ابعاد الرئيس عبدالله السلال الى القاهرة في اكتوبر – تشرين الاول /1965م وهناك مجلس جمهوري يحكم البلاد ،وفي 10/مارس – اذار / 1966م استقبل المشير عبد الحكيم عامر في القاهرة وفدا يمنيا برئاسة الفريق حسن العمري استمر حتى ابريل وخلاله تم تعيين عضوا في المجلس الجمهوري وتعيين قائدا جديدا للقوات المسلحة وتعديلات وزارية شملت 9 مناصب وزارية ، وبعد فترة استشعرت القيادة المصرية بنوع من التامر في مخطط لاعلان عودة القوات المصرية من اليمن رغم تاكيد مصري على استمرارية بقاء قواتها الى 1967م ،وفي اغسطس 1966م استدعى الرئيس جمال عبد الناصر المشير عبدالله السلال وبحضور انور السادات وعبد الحكيم عامر وناقشا عودة السلال الى اليمن والاتفاق على الخطوط العريضة وفي فجر 13 /اغسطس –اب /1966م عاد السلال الى اليمن وحاول الفريق حسن العمري منع هبوط طائرة السلال بارسال الدبابات الى المطار لكن اللواء طلعت حسن قائد القوات المصرية باليمن انذره بانه سيحطم كل دبابة لاتعود الى مواقعها خلال ساعتين فتراجع العمري بقواته وتسلم السلال السلطة مجددا بعد غيابه وفر الفريق العمري وجماعته وتجمعوا في الحديدة وركبوا احدى الطائرات المصرية الى القاهرة في 9/سبتمبر – ايلول / 1966م وهم العمري ،النعمان ،الارياني ،الجايفي 00وعدد من وزراء حكومة العمري الا ان المشيرعبد الحكيم عامر رفض مقابلتهم ولم يجدوا سوى شمس الدين بدران الذي اغلظ لهم وساءت الامور ليتم اعتقالهم باستثناء القاضي الارياني الذي حددت له اقامة اجبارية .
وفي صنعاء اصدر السلال قرارات بقبول استقالة اعضاء المجلس الجمهوري ووزارة العمري وتشكيل حكومة جديدة برئاسته وعضوية القيادات المتعاونة مع مصر ، وتمت اكبر عملية اعفاء من المناصب السياسية والادارية في اليمن شملت الاستاذ محسن احمد العيني وزير الخارجية وسفير اليمن في الولايات المتحدة الامريكية واسماعيل الجرافي ومصطفى يعقوب ومحمد احمد نعمان ، وجرت سلسلة من الاعتقالات والمحاكمات بدات بالقبض على اللواء محمد الرعيني الذي قام باعمال رئيس الجمهورية في فترة غياب السلال وعين وزير للدولة لشئون القبائل في الحكومة القائمة انذاك واللواء هادي عيسى وزير الداخلية وشكلت المحاكمة برئاسة العميد محمد الاهنومي وعضوية عبد القادر الخطري والعقيد علي الكهالي رئيس هيئة الاركان العامة وقدمت الاتهامات بارتباط الرعيني وهادي عيسى بالمدعو ميشيل حريز رئيس النقطة الرابعة الامريكية رئيس جهاز المخابرات في الشرق الاوسط الذي جاء الى اليمن للبحث عن البترول في الصليف عام 1965م والتنسيق لاسقاط النظام والقيام باعمال تخريبية شملت الضرب على القوات المصرية بالهاون وقصف منزل رئيس الجمهورية ونسف اكبر مستودعات الوقود في\" جبل نقم \" المطل على صنعاء والقاء القنابل على شارع علي عبد المغني والجامع الكبير بصنعاء واحداث الفوضى والقلاقل، واقرت المحكمة في 27/اكتوبر /1966م اعدام 13 متهما بينهم محمد الرعيني وهادي عيسى وتبرئة 12 اخرين .
وواصلت السياسة المصرية جهودها السياسية لحل مشكلة حرب اليمن بالتواصل مع السعودية ولم تحقق تقدم ايجابي ،والذي دفع الاستاذ محمد احمد محجوب رئيس وزراء السودان انذاك الى تقديم مقترح تكوين لجنة ثلاثية بحيث تختار السعودية ومصر من يمثلها فاختارت السعودية المغرب واختارت مصر العراق ومثلت السودان الطرف الثالث كراعية للقضية ، ووفدت اللجنة برئاسة محمد فوزي قائد القوات المصرية للمشاورة مع القيادة اليمنية التي رفضت الاتفاق لعدم اشراكها فيه وتزامن تواجدها مع اسوء يوم للقوات المصرية في صنعاء اذ تعرضت لهجمات واسعة في اسواق صنعاء في 3/اكتوبر ، وعادت اللجنة الى مصر وعرضت الاتفاق على القيادات اليمنية المتخلفه في القاهرة واعلن الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر ان قبائل اليمن توافق على الاتفاق وتفوض الارياني الموجود في القاهرة في اختيار القيادات القبلية التي ستمثل في المؤتمر المزمع عقده في 6/اكتوبر-تشرين الاول /1967م ،
لكن حدث مالم يكن في الحسبان ففي 5/نوفمبر - تشرين الثاني / 1967م اطيح بحكومة الرئيس عبدالله يحي السلال وهو متوجة الى القاهرة واحس السلال لالمؤامرة فكانت كلمته الاخيرة لمودعية وهو متوجه الى القاهرة ( الاهم من رئاسة الجمهورية الحفاظ على الجمهورية ) وتم اقصائة عن الحكم في 24/نوفمبر –تشرين الثاني /1967م رسميا وتشكيل المجلس الجمهوري برئاسة القاضي /عبد الرحمن بن يحي الارياني وعضوية محمد علي عثمان واحمد محمد نعمان ومع رفض النعمان حل بدلا عنه الفريق حسن العمري لتبدا مرحلة جديدة في اليمن .
كان المشير السلال نقي الصفحة امام الجيش والشعب فلم يستغل منصبه العسكري او منصبه الاداري على ميناء الحديدة ، اوتسبب في الاضرار باحد مهما كان مناوئا ولا اوصلته مناصبه الى حدود الثراء ، وتجلت للسلال مواقف شعبية عندما اناط به القصرالملكي مهمة سحق الطلاب المتظاهرين في يونيو-حزيران من عام 1962م فابداء تعاطفا مع الطلاب الى حد اتهام الحاشية له بالتواطؤ ،عاد السلال الى صنعاء بدعوة من الرئيس /علي عبدالله صالح في سبتمبر1981م وظل بمنزله معتزلا الحياة السياسية حتى توفى في 15/مارس -اذار /1994م .
***هذه الترجمة من كتاب \"زعماء العرب في القرن العشرين \" تحت الطبع للكاتب
المصدر : مارب برس
حد من الوادي
08-25-2012, 11:21 PM
فيديو نادر" الإمام أحمد يزور مصر ويلتقي عبدالناصر ومراسيم استقباله في بور سعيد "
السبت 25 أغسطس-آب 2012 الساعة 11 مساءً / انصار الثورة- متابعات
لمشاهدة الفيديوا اضغط على الرابط التالي
http://www.youtube.com/watch?v=UaxIWI9baPI&feature=g-logo-xit
حد من الوادي
08-26-2012, 12:48 AM
«شخصية الإمام أحمد حميد الدين ورجالات عصره» 2-2
محمد ناجي أحمد
قراءة نقدية في كتاب:
تقريض محسن العيني للكتاب:
يفرح اللواء الأكوع بتقريض العيني للكتاب بعبارة صغيرة ألصقها في بداية الكتاب جاء فيها «كتاب..نادر.. سلمت يداك»..وأم هيثم تكاد تلتهمه..صفحة صفحة..لك التهنئة..وقد تفوقت على الجميع. ومن وجهة نظري فالتفوق في هذا الكتاب يتمثل بقدرة الأكوع على اختلاق الأكاذيب وتوجيه الأحداث توجيها خاطئاً،وللعيني محاولة سابقة حين ترجم كتاب «كنت طبيبة في اليمن» فعمد إلى إقحام صور الإعدامات وغيرها من الصور دون أن تكون موجودة في أصل الكتاب، إضافة إلى الهوامش المخلة بموضوعية الترجمة،وهو الدور الذي قام به الأكوع حين ألحق كتاب «رحلة الإمام أحمد إلى روما» لـ«د.جوزيبي جاسبريني» فعمد إلى وضع الكثير من الهوامش دون أن ينبه القارئ من أن الهوامش للأكوع وليست للطبيب الإيطالي صاحب الكتاب، وهو الذي رافق الإمام أحمد إلى إيطاليا عام 1959م مع أطباء آخرين، وتظل رواية هذا الطبيب واحدة من الروايات الشخصية التي ينبغي مقارنتها بروايات أخرى... وفي قصة سفر النعمان مع البدر إلى السعودية عام 1955 ثم هربه إلى مصر يقول عن النعمان: «فهاجم زبارة هجوماً فظيعاً فقال: سأشكوك إلى الإمام فقال الأستاذ كلاماً لاحقاً جارحاً للإمام..وحتى البدر لم يسلم منه وأخذ شنطته ورحل إلى مصر» 29 . والحقيقة أن النعمان يروي في مذكراته الحوارية بأنه فر إلى مصر دون أن يلفت نظر البدر إلى ذلك، بل إن عبدالله الراعي في مذكراته التي أعد حوارها «صادق ناشر» يصور هروب النعمان إلى مصر بأنه اتفاق مع البدر كي يدعو الأحرار والشباب في مصر إلى إمامة البدر.وعن الالتحاق بحلف ثلاثي يضم الجمهورية العربية المتحدة وسوريا واليمن يقول الأكوع: إن مقره كان الحديدة، والحقيقة أن مقره القاهرة؛ لأن الإمام أحمد رفض أن يكون مقره الحديدة، كما يذكر النعمان ذلك.
يوظف الأكوع استخدام الإمام أحمد للمورفين لتسكين الآلام التي كان يعاني منها على أنها كانت «لتسكين مشاعره» -40ص.
العمالة للخارج:
يستشهد الأكوع بمذكرات الشهيد «جمال جميل» العراقي الأصل اليماني الهوى، حيث ذكر فيها «بأن كبار المجتمع اليمني خاصة أيام الحرب الكونية الأولى والثانية وفي فترة ما قبلها كانوا شللاً تتبع دولاً أجنبية أخرى، فهذا عميل انجليزي، وذلك لألمانيا وهؤلاء لإيطاليا وهكذا مع السعودية وغيرها، وأنهم كانوا يستلمون مبالغ معينة لقاء مناصرتهم لهذا أو ذاك أو بذل الجهود لتوجيه الحكومة المتوكلية لصالح أي من تلك الدول» 56ص. ويرى الأكوع أن من يقول بعمالة العلامة عبدالوزير للسعودية يستدلون «بأنه كان على رأس المتآمرين مع الملك عبدالعزيز حتى ضاعت تلك المناطق الثلاث مستدلين بجواب الملك سنة 1948 على العلامة عبدالله علي الوزير عندما طالبه بالوفاء باتفاقه مع عمه عبدالله بن أحمد الوزير ليعينه على الوصول إلى الحكم...فقال الملك بحدة بالغة: «لكن ما اتفقنا على قتل الشيبة! أي الإمام يحيى» 56-57ص. والمقصود بالمناطق الثلاث جيزان ونجران وعسير،حين كان الأمير عبدالله الوزير مثلاً للإمام يحيى في المفاوضات مع السعودية، والتي تكللت باتفاقية الطائف عام 1934، التي وقعها عبدالله الوزير نيابة عن الإمام..
ملحمة الإمام أحمد الشعرية:
وهي قصيدة ملحمية سردية تصور حياة الإمام أحمد، ابتداء من قوله: «إلا أني بليت بهاشمي خؤولته بنو عبدالمدان» في إشارة إلى أخيه سيف الإسلام عبدالله، الذي كان أخواله من بني المدان، وهي على طريقة قصيدة أبي جعفر المنصور التي يقول مطلعها:
«ولو أني بليت بهاشمي
خؤولته بنو عبدالمدان»
«فالملحمة الأحمدية تصور السيرة الذاتية لبعض الأحداث التي عاشها الإمام أحمد، ويستطيع القارئ أن يجزم بأن القصيدة منتحلة على الإمام أحمد فهي لم تشتهر في حياته، أو تعرف أنها له، والكاتب يشير إلى أن الإمام أحمد كتبها في مرضه بعد إصابته برصاص اللقية والعلفي، ولزومه سريرالمرض، ولأن الخط ليس خط الإمام ولا خط من عرف من كتابه، فقد نسب لشخصية وهمية اسمها «عبدالمحسن» التي تولت فترة الجوابات على الناس باسم الإمام أحمد»97-98ص.
يؤكد اللواء محمد علي الأكوع على أن الذين تولوا مؤامرة اغتيال الإمام يحيى هم بيت الوزير والفضيل الورتلاني والكبسي، ويبرئ جمال جمال من الاشتراك في المؤامرة، مع أن صحفياً مصرياً كان حاضراً بعد حركة 1948يؤكد اشتراك الجيش من خلال سيارة فوقها رشاش في عملية الاغتيال.. ويرى أن الإعدامات التي تمت للمشاركين بحركة 48م تمت بدون محاكمات بالرغم من أن مقتل الشهاري المتوكل رئيس محكمة الاستئناف بصنعاء كان بسبب حكمه بالإعدام لمن شارك بمؤامرة اغتيال الإمام يحيى، إلاّ أن الأكوع ينفي ذلك ويقول: «لكن الحورش والمسمري والعنسي والوجيه أعدموا كغيرهم بلا حكم شرعي، أو دعوة أو إجابة، أو استئناف،إلاّ بعد ثلاثة أشهر من آخر الإعدامات.حيث صدر حكم عجيب بتوقيع يحيى محمد عباس الشهاري المتوكل وأحمد محمد زبارة»120ص.. في الوقت الذي ينفي اللواء الأكوع أي محاكمات جرت قبل الإعدامات في 48م، إلاّ أن الأستاذ محمد عبدالله الفسيل «ورغم كل ما ناله من الإمام أحمد فإذا به اليوم يرى بقناعة كاملة بأن الإمام أحمد لم يعدم أو يسجن أحداً إلاّ بحق».. بل ويشير الأكوع إلى أن الشامي كان مشتركاً في عملية الاغتيال من خلال تتبعه لسير الإمام يحيى ،فـ «قد ركب بسكليتة، ليتتبع سير الإمام يحيى فأخبر عبدالله الوزير بذلك ليرسل القردعي وأصحابه ليغتالوا الإمام »122ص،وهذا اتهام ينقصه المنطق؛ لأن عملية الاغتيال تمت بكمين رتب له في بيت عبدالله أحمد الوزير كما تقول صاحبة «يتيمة الأحزان من حوادث الزمان» المنسوب لـ«تقية بنت الإمام يحيى حميد الدين» أي في بيت زوجها الذي كان ممن خططوا مع الورتلاني لعملية الاغتيال، ولهذا فموضوع البسكليتة غير مقنع!.
حديث الأكوع عن النعمان:
يقع الأكوع في أخطاء منها قوله: إن الاستاذ حصل على الشهادة العالمية في زبيد، والحقيقة هو أن الاستاذ النعمان حصل على إجازة علمية من علماء زبيد، وحين سافر إلى مصر أواخر الثلاثينيات لم يقبل في الدراسة بالأزهر بسبب عدم حصوله على شهادات إعدادية أو ثانوية «شهادة البكالوريا»، فتم قبوله للدراسة لمدة عام يحصل بعدها الطالب على شهادة تسمى العالمية، وفي رأيي أن الالتحاق بالأزهر والحصول على هذه الشهادة لا يشترط فيها حصول الطالب على شهادات من المدارس، لهذا يستطيع أي مستمع أن يلتحق بهذا النوع من التعليم، وهو نفس الشأن مع الأستاذ محمد محمود الزبيري حين جاء إلى مصر وساعده النعمان على أن يلتحق مستمعاً فقط لا غير بدار العلوم، وبالتالي فلا النعمان خريج الأزهر ولا الزبيري خريج دار العلوم... عندما جاء سيف الإسلام القاسم بصحبة الزبير إلى تربة ذبحان، وكان ذلك بداية تعرف الأستاذ النعمان بالزبيري، فقد سبق أن عرف أباه القاضي محمود الزبيري من زبيد، وكان القاضي يستعين بالنعمان في كتابة الأحكام لحسن خط النعمان، إلاّ أن الأكوع يقول: «لما أمر الإمام يحيى الأمير علي الوزير بالوقوف على حقيقة أمري ومدرستي بذبحان فجاء معه القاضي محمود الزبير وابنه محمد فلفت نظري كشاب مربوع القامة صبيح الوجه بلحية بأول بزوغها»134ص. وباعتقادي أن القاضي محمود كان قد توفي، وأصبح الزبيري من ضمن بطانة علي الوزير، وأن أمر الإمام يحيى بالوقوف على حقيقة المدرسة بذبحان كان سببه التقرير الذي كتبه الاستاذ النعمان والحاكم المجاهد وعامل التربة، وقد كان التقرير بخصوص اتهام الاستاذ محمد أحمد حيدرة بالكفر بسبب طريقة تعليمه لمواضيع تتعلق بالجغرافيا والقول بدوران الأرض، وبث الروح الوطنية، وتعليم التلاميذ الأغاني والعزف على العود!.
يحاول الأكوع تبرئة الرئيس السلال من رفض إعطاء الإمام البدر الأمان الذي طلبه، وأن يتركوه يذهب للعيش في مصر، ويحيل أسباب هذا الرفض إلى عنفوان «عبدالله جزيلان» الذي قطع الطريق على المترددين حين «نهر العروسي رسول البدر بشراسة، وأمره بالانصراف وإبلاغ البدر بأنها ثورة الشعب العظيم لن يقبل المساومة، وأن لا أمل له إلاّ بالاعتراف بالهزيمة وأن أمره آيل إلى تحكيم السيف»151ص.ومن المعروف لدى المتواجدين في القيادة «مدرسة السلاح» أن السلال وجزيلان هما من رفضا إعطاء البدر الأمان بسبب قربهما منه قبل الانقلاب عليه، وممن يؤكدون ذلك اللواء عبدالله الراعي في مذكراته، والتي يؤكد فيها تطرف السلال وجزيلان ورفضهما إعطاء أمان للإمام البدر، وإعطائهم الأوامر بالقصف على القصر ودفن الإمام تحت الانقاض!.
لم يشر الأكوع على تسلل البدر لبيت قريب من دار البشائر، مكتفياً بقوله: «فبادر بالتسلل من داره نحو باب البلقة، فهناك بيت النقيب علي مانع، أحد نقباء عكفة والده الإمام أحمد الموثوق بهم لصالحه»152ص... يشير الأكوع إلى أنه حين ارسل عبدالله الوزير إلى سجن نافع في حجة مع آخرين «وكان معه الرئيس النقيب جمال جميل العراقي».وإذا به يتأفف من وجوده وإياه في سيارة واحدة فيقول: «ابعدوا هذا العلج العراقي من عندنا، فكان بذلك أشد على الرئيس جمال جميل من الهزيمة والعذاب المنكر الذي ناله الجنود والرهائن وسجناء قلعة السلاح حسب مذكرات جمال جميل»157ص...وباعتقادي أن سبب موقف عبدالله الوزير تجاه جمال جميل يعود إلى الصراع الذي كان مضمراً بين الورتلاني وجمال جمال، بسبب سيطرة الورتلاني على آراء وقرارات عبدالله الوزير أثناء إدارة الانقلاب بعد اغتيال الإمام يحيى حميد الدين.
عن الشيخ حسن الأحمر :
حين يتحدث الأكوع عن الشيخ حسين بن ناصر بن مبخوت الأحمر، والذي ذهب للقتال مع الإدريسي فـ«عاتبه الإمام يحيى لما يذهب إلى الإدريسي الشافعي وهو زيدي المذهب فسخر منه وقال له: لقد افقرتنا، ولهذا فإن الادريسي إمام الذهب وأنت إمام المذهب»188ص، وما هو متداول هو قول الشيخ حسين الأحمر، والعديد من المشايخ الذين ذهبوا للقتال مع الإدريسي ضد الملك عبدالعزيز آل سعود، هو قولهم: «الإمام يحيى إمام المذهب والإدريسي إمام الذهب»، دون أن يكون في ذلك سخرية، أو زعم بأنه أفقرهم، فذلك ديدن القبيلي في تعدد انتمائه للذهب والمذهب طيلة تحولات الأحداث في اليمن!.
عن علي الوزير:
يشير الأكوع إلى سعي الأمير علي الوزير «للاستعانة بالإنجليز بعدن لعونه بالرجال والسلاح، ليكون ابن عمه عبدالله إماماً. وأنه سيعقد معهم معاهدة يكون لهم منها الأفضلية.وكان الواسطة أحمد الأصنج عم الأستاذ عبدالله، فرفع والي عدن المسألة لوزارة المستعمرات بلندن فأجابت بأن يوقف المسألة تماماً، فعلاقتنا مع الإمام يحيى جيدة، وهذا حسب وثيقة محفوظة بمركز الدراسات»193ص.
حكاية التيمم:
يورد اللواء محمد علي الأكوع قصة تيمم القاضي محمد علي الأكوع الحوالي المؤرخ، فيقول: «وذات يوم جئته فرأيته يحضر تراباً ليتيمم لحساسية عرضت له من الماء، فعاذلته قائلاً: إن الصلاة بدون تراب أصوب، فأصر وطلا وجهه بالتراب»220ص.
وهذه قصة تبين مدى اختلاق اللواء الأكوع للحكايات، فالقاضي والمؤرخ محمد علي الأكوع الحوالي لا يجهل كيفية التيمم حتى يطلي وجهه بالتراب!.
في الأحد 26 أغسطس-آب 2012 12:15:44 ص
تجد هذا المقال في الجمهورية نت
حد من الوادي
08-31-2012, 01:51 AM
الاصنج من الذاكرة
من ذاكرة الاستاذ عبدالله عبدالمجيد الاصنج
الثلاثاء, 31 تموز/يوليو 2012 23:36
ذكريات الاستاذ عبدالله عبدالمجيد الاصنج في عشر حلقات كما رواها على شاشة قناة " شباب اليمن "
الحلقة الاولى
http://www.youtube.com/watch?v=P-jH_42BLOA
الحلقة الثانية
http://www.youtube.com/watch?v=Bow7SI_HkdI
الحلقة الثالثة
http://www.youtube.com/watch?v=WsSJXqLtzxU
الحلقة الرابعة
http://www.youtube.com/watch?v=D-g60EPmhRs
الحلقة الخامسة
http://www.youtube.com/watch?v=IXv5HPbxm10
الحلقة السادسة
http://www.youtube.com/watch?v=bhIyXOOGDK8
الحلقة السابعة
http://www.youtube.com/watch?v=QIYjkILQKVU
الحلقة الثامنة
http://www.youtube.com/watch?v=62m6meF6Ps4
الحلقة التاسعة
http://www.youtube.com/watch?v=ECqq5VEVvos
الحلقة العاشرة والأخيرة
http://www.youtube.com/watch?v=2F2yvtaex2w
حد من الوادي
09-08-2012, 11:12 PM
نجل المشير عامر: عبدالناصر قتل والدي ليغطي نكسة 67
أدلى الدكتور عمرو عبد الحكيم عامر، نجل وزير الحربية الأسبق في حكومة الرئيس المصري جمال عبد الناصر المشير عبد الحكيم عامر، بتصريحات لجريدة "الجمهورية" أعلن فيها اتهامه الصريح والمباشر للرئيس عبد الناصر بأنه وراء اغتيال والده.
وبرر عمرو عبد الحكيم ما ذهب إليه بأن عامر كان تحت الإقامة الجبرية عقب نكسة 67، وبالتالي حمايته كانت مسؤولية الرئيس عبد الناصر، لكنه وبسبب مخاوف أن يقود والده المشير عامر انقلاباً باعتباره كان من أقوى رجالات الجيش للحب الجارف الذي يملكه بين الجنود تم التخلص منه، مؤكداً أن عبد الناصر غدر بوالده وجعله كبش فداء حتى تختفي معالم الحقيقة التي أدت إلى النكسة.
وتابع أن القضية التي قامت الأسرة برفعها وصلت إلى مراحل متقدمة للإعلان عن الفاعل الرئيسي في جريمة قتل والده وستعلن المحكمة المختصة بالفصل في الوثائق التي قدمناها نهاية العام الماضي عن التفاصيل خلال أيام قليلة مقبلة.
واعتبر نجل عامر أن ثورة يوليو كانت محددة الأهداف وأن القائمين بها كان لديهم هدف وطني غير عادي باعتبار أن فشلها سيؤدي إلى قتلهم جميعاً، أما ثورة يناير فإنها ثورة شعبية غير محددة الأهداف وليس لها قائد استطاعت جماعة الإخوان الإفادة من مكاسبها، مبيناً في تصريحاته أنه يتخذ من جماعة الإخوان المسلمين موقفاً سلبياً.
وأعلن نجل عامر تأييده للمصالحة مع رموز النظام السابق القابعين في طرة بردهم الأموال المتهمين بالاستيلاء عليها مقابل الإفراج عنهم، لأنها مهمة في إنقاذ الوطن من حالة التردي المالي السلبي الذي يحتاجه في الوقت الحاضر مع طردهم خارج البلاد.
•الكاتب : الأهالي نت- العربية نت
•التاريخ : 2012-09-08 11:51:14
حد من الوادي
09-17-2012, 12:53 AM
4 يوليو و 17 سبتمبر … يوما الغضب الحضرمي
هنا حضرموت / م. لطفي بن سعدون
الأحد 16 سبتمبر 2012
في يوم 17 سبتمبر 67م سقطت المكلا الحاضرة الكبرى في حضرموت ولحقتها سيئون حاضرة الوادي في 2 اكتوبر 67م على أيدي قوات الاحتلال اليمنيه الجنوبيه بقيادة الجبهه القوميه وبضوء اخضر من بريطانيا .
وفي يوم 4 يوليو 94م سقطت المكلا مرة ثانيه بأيدي قوات الاحتلال اليمنيه الشماليه والجنوبيه بقيادة الموتمر والإصلاح والزمرة وبزعامة علي عفاش …. فكيف تقبل الحضارم هذين الاحتلالين دون أيه مقاومه تذكر .
تاثيرات ثورة يوليو المصريه:
في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كانت افكار وشعارات محاربه وطرد الاستعمار والوحدة العربيه وتحرير فلسطين تستهوي ملاين العرب وذلك في اعقاب قيام ثورة يوليو 52م في مصر ومالعبته اذاعه صوت العرب من تعبئه وتحريض للجماهير العربيه ,الغارقه في غالبيتها في دياجير الجهل وألاميه, باتجاه القيام بالثورات ضد الاستعمار البريطاني والفرنسي وضد الانظمه الحاكمه أنذاك في الوطن العربي وقد وصل المد القومي التحرري الي اليمن الشمالي ثم الجنوبي ثم حضرموت وتشرب بها عشرات الآلاف من الحضارم وانحازوا الى هذه الافكار وانخرط بعضهم في صفوف الثوار المنتمين للجبهه القوميه والبعض الاخر ابدو تاييدهم لهم حيث كانت تنادي بطرد الاستعمار وانظمه الحكم القائمه انذاك وتوحيد سلطنات حضرموت والجنوب العربي على طريق تحقيق الوحدة اليمنيه والعربيه فيما بعد واما البقيه من ابناء حضرموت فلم يعارضوها الا النزر القليل ممن رحم ربي فقد قامو بمعارضتها من امثال الشهيد الجابري ورفاقه وفي ما بعد 67م بعدة بسنوات اتسعت المعارضه لتشكل جبهه الانقاذ الحضرمي .
وحدة البروليتاريا بدلا عن الوحده العربيه:
اذن هكذا تم استدراج ابناء حضرموت الاخيار الى الفخ ليدخلوة بمحض ارادتهم تحت دعاوي وشعارات طرد ومحاربه الاستعمار وتحقيق الوحدة العربيه من المحيط الى الخليج وتحرير فلسطين المسلوبه من اليهود. حيث نجدهم لم يقوموا بايه معارضه تذكر ضد اسقاط دولتهم المستقله وانضمامها الى دوله الجنوب اليمني ( ج ي ج ش ) في 67م ولكن في يونيو 69م اسقطت فجاه صور عبدالناصر من على الجدران وسقطت معها شعارات محاربه الاستعمار والوحدة العربيه وتحرير فلسطين وظهرت بدلا عنها صور ماركس ولينين وماوتسي تونغ وكاسترو وجيفارآ وظهرت الى العلن شعارات الامميه البروليتاريه والنجمه الحمراء والمطرقه والمنجل ودوله العمال والفلاحين والصراع الطبقي وتاميمات المصانع والمعامل والورش وغيرها من الممتلكات الخاصه وقامت الانتفاضات الفلاحيه ضد الممتلكات الزراعيه الخاصه وشقت الثوره الثقافيه طريقها ضد كل مايمت للاسلام بصله وارغم الناس بعدة وسائل ترهيب وترغيب بالابتعاد عن ممارسه شعائر وعبادات دينهم وتم محاربه ومطاردة وسحل واعتقال العلماء ومقادمه وابناء القبايل والتجار والاعيان بحجه محاربه الكهنوت والاقطاع والكمبرادور وتحملت حضرموت القسط الاكبر من كل هذه الحمله الارهابيه الممنهجه والظالمه التي مورست ضد ابناء حضرموت خاصه والجنوب عامه وصودرت كل الحريات وحقوق الانسان ولم يعد الانسان آمنأ حتى في بيته واصبحت حضرموت والجنوب سجنا كبيرا لمعظم ابنائها .
وعندما انقشعت الغشاوه عن اعين الحضارم وسقطت امامهم كل شعارات التحرر والوحدة العربيه وتحرير فلسطين التي غرروا بها وظهر زيفها على ارض الواقع ,وعندما استمر جبروت الماركسيين والملاحده يطحنهم ويدوس عليهم بدون ايه رحمه او شفقه بدات مقاومتهم تتسع وتزداد ويترحمون على دولتهم المستقله المغدور بها وما كانوا ينعمون فيها من خير وحريه ,ولكن موازين القوه لم تكن في صالحهم حينها فما كان منهم الا اللجوء الى الله يبتهلون اليه بالدعاء لرفع هذه الغمه عن كاهلهم واستجاب الله لدعاء المشائين للمساجد بالاسحار من ابنا ء حضرموت الاخيار وكان اول تصدع لسلطه الماركسيين الملحدين في عام 78م وتمت الاطاحه براس سالمين وشلته من اليسار الانتهازي حسب مصطلحهم ثم جات الخلافات ما مجموعه عبدالفتاح اسماعيل الجوفي في عام 82م ليتم ابعاده الى موسكو وبعدها حلت عليهم الطامه الكبرى في 13 يناير 86م بين الطغمه والزمره وسقطت رؤؤس الماركسيين الملحدين الكبار عبدالفتاح اسماعيل وعلي عنتر وصالح مصلح وعلي شايع وضلت اجسادهم متعفنه لايام تنهش منها الكلاب والضواري لتكون عبره من الله لمن يعتبر وكان ابناء حضرموت و الجنوب يستبشرون خيرا عند كل دورة صراع بين الملاحدة ويبتهلون الى الله لتقريب يوم الخلاص منهم حتى جاء يوم 22مايو90م بما يسمى بيوم الوحدة فخرج اهل حضرموت والجنوب عن بكرة ابيهم فرحين بالخلاص من حكم الماركسيين الملاحده وجآت حرب 94م لتكنس اخر قبضتهم بتلابيب الحكم والدوله بواسطه جحافل
الاحتلال اليمني الشمالي التتاري المتخلف .
ومنذ 4 يوليو 94م دخلت حضرموت في دوامه احتلال جديد ومن نوع آخر فكيف تقبل الحضارم هذا الاحتلال الجديد لارضهم .
فن النفاق اليمني الشمالي:
فور اعلان الوحدة في 22مايو 90م بين الشمال والجنوب وحضرموت باشر الموتمر والاصلاح وعلماؤهم ودعاتهم بالسعي المحموم لكسب ود ابناء حضرموت خاصه والجنوب عامه من خلال اهتمامهم الكبير ورعايتهم المستمرة ودعمهم المادي السخي للدعاه والعلماء وائمه المساجد وتوسعوا في فتح المعاهد العلميه ومراكز تحفيظ القران الكريم واستجلبوا من حضرموت الاف الشباب والفتيان للدراسه في معاهدهم العلميه في صنعا وصعدة وتعز وغيرها ووفروا لهم كل الرعايه والتقدير والاهتمام والتحفيز المعنوي والمادي ايضا, وعادهؤلاء الشباب والفتيان ليصبحوا آئمه مساجد ومؤذنين وحفظه قران يتقدمون الصفوف في المناسبات, وليصبحوا ايضا دعاه ووعاض ومفتين بكل حريه وبدون مضايقه او رقيب او حسيب ولم يعرفوا من الشماليين الا كل الاحترام والتقدير والرعايه الكامله ,وحبهم للحضارم ورعايتهم واهتمامهم بنشر تعاليم الاسلام والحفاظ عليه .ولتكون المقارنه غير ممكنه في ما كان عليه الحال ايام النظام الماركسي في حضرموت والجنوب ,الذي اعلن محاربته الصريحه للاسلام والمسلمين وللعلماء وقام بعمليه النشر الممنهج للالحاد في المدارس والاعلام ومارس التضييق في بناء المساجد وعدم السماح للدعاه بممارسه دعوتهم وعمل على مضايقه كل من يمارس شعائرة الدينيه في الوظيفه العامه والدراسه الجامعيه وغيرها من الممارسات القذرة ضد كل من يعبد الله ويلتزم بعبادات وتعاليم دينه الاسلامي الحنيف .
اذا هكذا ظهر الشماليون في اول سنين الوحدة مناصرين للاسلام ودعاه ورعاه له, امام اعين ابناء حضرموت المتعطشين الى ممارسه شعائر دينهم الاسلامي الحنيف بكل حريه ,مثلما كان اباؤهم واجدادهم يمارسونها ويدعون اليها قبل احتلالهم في 67م, وبعد واحد وعشرين عاما من الكبت والحرمان والمنع من ممارسه هذه الشعائر والدعوة اليها بكل حريه .
وهكذا وقع الحضارم مرة اخرى في الخديعه, ومثلما انخدعو في 67م بزيف الشعارات البراقه للتحرر والوحدة واسترداد فلسطين السليبه التي رفعتها الجبهه القوميه خلال سنوات الثورة 64 ـــ 67م وتم اسقاطها في 69م واستبدالها بشعارات الامميه البروليتاريه ودوله العمال والفلاحين والنجمه الحمراء وغيرها من الشعارات الماركسيه الالحاديه فاننا نراهم خلال فترة 90 ـــ94م ينخدعون مرة اخرى بزيف شعارات المناصرة للاسلام ووحدة المسلمين ورعايه الدعاه والوعاض والائمه وطلبه العلم ومحاربه الشيوعيه والملحدين, التي رفعها الموتمر والاصلاح ودعاتهم وعلماؤهم خلال هذة السنين,والتي اسقطوها فجاة بعد ان وطئت قواتهم المحتله ارض حضرموت والجنوب ,وفرت من امامهم قوات الرفاق الحمر. و بدلا من الالتزام بشعاراتهم البراقه اذا بهم يبداون بنهش الغنيمه حضرموت بانيابهم الحادة والقذرة ويفترسوا غنائمها وثرواتها العامه والخاصه كغنائم حرب, وبدون وازع من الله اومن الدوله اومن تعاليم الدين الاسلامي الحنيف التي كانو يتشدقون بها صباحا ومساء الى ماقبل 4/ 7 /94م واصبح كل شي مباحا امامهم للفيد والنهب وممارسه الغطرسه والاستعلاء ونظرة الاحتقار وامتهان كرامه ابناءحضرموت بصورة ممنهجه. واستمر الحال من سئ الى اسوا حتى عام 97م حيث قامت اول انتفاضه جماهيريه للحضارم ضد قوات الاحتلال وسقط فيها الشهيدين بارجاش وبن همام وكان شعارهم الهادرفيها” حضرموت تاريخيه قبل الوحدة والقوميه” ومضت السنين وزادت قوات الاحتلال من هيمنتها وبطشها وملاحقتها واضطهادها لكل ابناء حضرموت وكشرت عن انيابها بقوة لتنهب ثروات حضرموت من الاسماك والعائدات النفطيه والعقارات والاراضي الزراعيه والمقاولات الكبيرة ووصل الامر بشيوخ وجنرالات الشمال لتوثيق البلكات النفطيه باسمائهم وكذالك المطارات والكيلو مترات من الاراضي الزراعيه والتجاريه ومصايد الاسماك.
وجثم مئات الالاف من العسكرين والامنيين على صدور ابناء حضرموت الاخيار وكتموا على انفاسهم وقتلوا واعتقلوا الالاف منهم وامتهنوا كرامتهم وعرضهم ولاحقوهم وطاردوهم في الشوارع والازقه والحارات والقرى وفي تقاطع الطرقات ومداخل ومخارج المدن والمنافذ البريه والبحريه والجويه ووزعوا عشرات المعسكرات في كل انحاء حضرموت.كما استقدموا اليهم مئات الالاف من الشماليين الجاريين خلف الفيد والنهب وانتزاع الوظائف في حضرموت من ايدي ابنائها ,واصبح ابن حضرموت غريب الوجه واليد واللسان في مدنه الرئيسيه.كل هذا النهب والفيد وامتهان الكرامه وانتهاك العرض وممارسة كل صنوف وهمجية الاحتلال بحق ابناء حضرموت والجنوب يجري تحت سمع وبصر دعاة وعلماء المؤتمر والاصلاح دون ان يحركوا ساكنا اوينطقوا ببنت شفه ضد هذه التصرفات المنافيه لشريعة الاسلام والمؤديه الى غضب الله عز وجل بل ويسوغوا لها في احيان كثيره.وبعدما رايناهم يصولوا ويجولوا بقوة نصرة للاسلام والمسلمين في حضرموت والجنوب خلال الاعوام90ــ94م نرى ان الحاجه قد انتفت لهذه الصولات والجولات بعد احتلالهم لحضرموت وتثبيت اقدامهم على ارضها الطاهره. وهكذا هي صفة المنافقين اصحاب الدرك الاسفل من النار فهم يظهرون خلافا لمايبطنون. ولكن هيهات ان يرضى الله باستمرار هذا الظلم على عباده المسلمين من ابناء حضرموت والجنوب .واذا كان العلماء والدعاه قد سكتوا عن هذا الظلم فان الله لن يسكت عن ذلك, وماالله بغافل عما يفعل المجرمون .
وهكذا مع تزايد البطش والتنكيل والنهب للثروات العامه والخاصه واستشراء الفساد في كل مناحي الحياه في حضرموت تصاعدت انتفاضات ابناء حضرموت والجنوب ضد المحتلين وفيما بعد 2007م اصبحت مقارعة قوات الاحتلال شبه يوميه وسقط خلالها الاف القتلى والجرحى والمعتقلين ,واصبح يومي 17سبتمبر و4يوليو يومان للغضب الحضرمي بدلا من الحزن فيهما على دولتهم المغدور بهاوعلى ماآلت اليه اوضاعهم الحياتيه.ولم يعد للمحتلين أي مناصر من الحضارم والجنوبيين فيما عدى اللصوص والفسده ومصاصي المال الحرام .ولكن بالرغم من كل ذلك ضلت موازين القوى غير متكافئه بين الطرفين فما كان منهم الا ان لجاوا بالدعاءمرة اخرى الى الله عزوجل مبتهلين اليه بقلوب حرى ومكلومه ليرفع عنهم هذه الغمه, كما كانوا يدعون في السبعينات والثمانينات بزوال حكم الماركسيين الملحدين. ومرة اخرى استجاب الله لدعاء المشائين للمساجد بالاسحار من ابناء حضرموت, حيث بدات الصراعات بين اجنحة السلطه الحاكمه في صنعاء في نهايه2010م وتصاعدت بعنف ودمويه طيلة 2011م ولم يطل علينا عام 2012م الا وقد سقط راس النظام علي عفاش عن عرشه. وهكذا تصدعت هيبة نظام المنافقين وعبدة المال وناهبي الثروات واكلة السحت والمال الحرام,وان ضلت بعض اجنحة السلطه السابقه متشبثه بمواقعها السابقه قبل انهيارها المحتوم, ومستمره بقوه في نهبها للثروه واكل السحت والمال الحرام بشراهه الا انها في حقيقة امرها تحبس انفاسها الاخيره وتعد ايامها ولياليها الزائله باذن الله.
الجوله الثالثه للصراع على حضرموت:
وهكذا بدا ابناء حضرموت والجنوب يتنفسون الصعداء ويستبشرون بقرب رحيل الاحتلال عن اراضيهم وبزوغ فجر استقلالهم وبدات ملامح الجوله الثالثه من الصراع على حضرموت تلوح في الافق. فالقيادات الماركسيه السابقه في الجنوب قد اعادت ترتيب امورها بسرعه وركبت موجة الاحتجاجات المناديه برحيل الاحتلال وقفزت الى الواجهه,في ظل غياب وتشرذم القوى الاخرى المناوئه للحكم الماركسي السابق, لتقوم بقيادة هذه الاحتجاجات وتعمل على توجيهها بما يخدم مصالحها وترتيب عودتها الى سدة الحكم في حضرموت والجنوب. وكأن هذه الارض قد عقمت من ان تلد قادة اخرين لم تتلوث ايديهم بدورات الدم التي مارسها القاده السابقين بحق شعبهم وقادرين على ان يحققوا الاستقلال ودولة النظام والقانون والحريات والعيش الكريم والامن.
فهل ينخدع الحضارم للمره الثالثه؟؟ ويضعوا رؤوسهم بايديهم تحت حد المقصله ويسجلوا لهم يوما ثالثا للحزن يضاف الى يوميهم السابقين,وهذه المره بحجة طرد الاحتلال الشمالي واستعادة دولة الجنوب.انني ارى بل واجزم بان ابناء حضرموت هذه المره لن ينخدعوا مطلقا بهذه الشعارات المرفوعه من الحراك الجنوبي فهي:
اولا/ ليست براقه وتستهوي اغلبية الناس كما كان الحال في شعارات 67م و94م.
ثانيا/ان نسبة الجهله والاميين قد تقلصت كثيرا مقارنة بالاعوام67م و94م ومن الصعب تغريرهم بالشعارات البراقه.
ثالثا/ان وعي ابناء حضرموت باهمية استعادة استقلال دولتهم, المغدور بها مرتين. قد ترسخ عميقا في اذهانهم واتسع ليشمل ملايين الحضارم في الداخل والمهجر.
رابعا/ ان المكونات الحضرميه المناديه بالاستقلال من تكتلات سياسيه ومفكرين وكتاب قد تشكلت منذ عدة شهور واصبحت حقيقة وتمارس فعلها على الارض واستقطبت الالاف من النخب الحضرميه من المثقفين واساتذة وطلاب الجامعات ومقادمة القبائل ومناصب الساده والمشائخ والتجار وممثلي المجتمع المدني والنقابات وبقية ابناء حضرموت حضرها وباديتها في الداخل والمهاجر الحضرميه.
والحال هكذا فان الحضارم لن يسجلوا لهم يوما ثالثا للحزن كما هو الحال في يومهم الاول في17/9/67م ويومهم الثاني في4/7/94م,ولكن باذن الله سيسجلونه يوما للفرح الخالد في تاريخهم ترفرف فيه اعلام دولة حضرموت المستقله الزاهيه على كل ربوع امنا الحنون حضرموت.والى ان يتم ذلك لنرفع عاليا شعار حضرموت اولا!!!
حد من الوادي
09-22-2012, 12:43 AM
حربان زيديتين متشابهتان .. وموقفان جنوبيين مختلفان( بقلم : الدكتور . عبيد البري )
السبت, 22 سبتمبر 2012 00:07
في 1 ديسمبر 1967 ، أي اليوم التالي لإعلان ما سمي ( دولة جنوب اليمن ) ، كدولة وليدة نالت استقلالها من بريطانيا ، خصصت صحيفة الاهرام المصرية مادة صحفية مطولة على صفحاتها عن تلك المناسبة ، وعن الخلفية التاريخية لنضال الشعب الجنوبي ضد الغزاة ، فاقتبست منها جزءاً تحت عنوان ( صراع الامبراطوريات ) في الصفحة رقم 4 .
ومن هذا الاقتباس سيعرف القارئ عن الاحتلال الزيدي الأول للجنوب الذي لا يزالون يدّعون أنه مثـُّـل وحدة اليمن في يوم ما . ولعل ذلك يبين مدى الاهتمام الذي كان يوليه الزعيم عبد الناصر في توحيد العرب على أساس القومية ، وهذا من وجهة نظري الشخصية فقط بناءاً على التحليلات التي يمكن لأي مهتم الاستفادة منها من خلال البحث المستمر عن اسباب الادعاء بـ( إعادة توحيد اليمن) التي لم نجد لها أي أصل تاريخي ، عدا ما كتبه اليمنيون عن التوسع الامبراطوري لدولتي سبا وحمير منذ عشرات القرون قبل التاريخ ، تبعاً لقراءات المستشرقين لكتابات ونقوش على الأحجار ، أو وجود آثار - بما فيها سد مأرب - لا ترتقى إلى مستوى الدليل على دولة امبراطورية ، بالرغم من أن هناك دراسات عربية تشير إلى أن سلطان دولة معين قد امتد إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط وشواطئ الخليج العربي وبحر العرب .
وليس خافياً على أحد مدى الدعم السياسي والعسكري الذي قدمه عبد الناصر لثورتي سبتمبر في صنعاء ، وأكتوبر في عدن ، على أساس أيدلوجية القومية العربية ، التي تراجعت عن تطبيقها سورية عام 1961 ، بتراجعها عن الوحدة مع مصر . لكن عبد الناصر لم ييأس من حلمه في الوحدة العربية ، ومن البحث عن أسباب وعوامل للتقارب فيما بين كل مجموعة عربية على حده ؛ وظلت هذه الأيدلوجية مرتبطة بشخصه وبأحزاب يسارية عربية ، دون أي من الأنظمة العربية .
وقد شكل تنظيم القوميين العرب في الجنوب ، النسبة الأكبر التي كونت الجبهة القومية للتحرير ، التي تسلمت السلطة في عدن من بريطانيا في 30 نوفمبر 1967 بعد كانت قيادتها قد تحاورت مع عبد الناصر قبل توجهها إلى جنيف للتوقيع مع بريطانيا
على وثيقة الاستقلال ، فكانت الدولة العربية الوحيدة التي التزمت بالفكر القومي العربي أثناء وجود عبد الناصر وبعد مماته .
صراع الإمبراطوريات [ "الاهرام" المصرية ]
منذ أن خرج الأتراك من اليمن سنة 1636 ظلت القوة الرئيسية الحاكمة في اليمن هي الدولة القاسمية الزيدية بينما كان جنوب اليمن ، محميات عدن ، قد أصبح مجزئاً الى سلطنات وإمارات في يافع والفضلي والواحدي والرصاص والعوالق ودثينة ولحج والصبيحة وعدن وحضرموت .
غير انه في أيام (( المتوكل على الله إسماعيل )) تسنى للدولة الزيدية أن تسيطر على اليمن كلها تقريبا حتى حدود عمان ، ودخل أمراء الجنوب تحت لوائها واستمرت سيطرتها فعاله وقويه نحو اربعين عاما .
ومرة أخرى طغت الخلافات الطائفية على السطح ، فقد تعاهد امراء المناطق الجنوبيه على محاربة الدوله الزيدية ، ودارت معارك مريرة طويلة انتهت بانفصال تلك الأطراف من الدولة الأم .
وكانت تلك الحرب ذات طابع طائفي لديهم ، حيث كانت المناطق الجنوبية من اليمن تنتمي الى المذهب الشافعي بينما كان المذهب الزيدي يقتصر على المناطق الشمالية ، وأصبحت الفرصة مواتيه ، أنذاك ، لغزو تركي جديد ، اتاح له الانقسام الداخلي احتلال ما كان يطلِق عليه العثمانيون (( اليمن الأسفل )) كله وجزء كبير من اليمن الأعلى ، واستمر هذا الوضع الى ان دخل الانجليز كعامل رابع في المنطقة لاحتلالهم عدن في 19 يناير عام 1839 .
ما الذي استنتجه القارئ الكريم من هذا ؟!
· أنظر إلى الخريطة .. هل محمية عدن تقع في جنوب اليمن ؟
http://www.yabdoo.com/gallery/oldWatch.php?url=3905/gallery/2107_p51214.jpg
· خرج العثمانيون بعد مقاومة الزيود القاسميين لهم على أرض اليمن وليس على الجنوب ، ثم تسنى لهم غزو إمارات الجنوب بالاستفادة من خبرات العثمانيين منذ دخولهم اليمن عام 1538م .. ألا تلاحظ أن الأمر في طرد الزيود من الجنوب ليس فقط على أساس واحديه الانتماء الطائفي للجنوبيين ، وإلا لامتدت المعارك المريرة لمقاومة الزيود إلى مناطق اليمن الأسفل ؟!
· ألم تكن مصر هي من جلبت مفهوم ( الدولة الأم ) ، رغم أنها تعترف بأن الجنوبيين قاوموا الزيود 40 عاماً منذ أن بدأ احتلالهم ليافع إلى أن تم تطهير السلطنة الكثيرية منهم ؟!
· إن الشيء اللافت للنظر هو في ما يخص ما كان من وجود عثماني في اليمن والعالم الاسلامي ؛ فعند الحديث عن اليمن ، نجدهم يسمونه احتلال عثماني تقاسم اليمن مع الاحتلال البريطاني ، ولكنهم من الناحية التاريخية والإسلامية ، يسمونه فتح عثماني ، بل أن الإسلاميين اليوم يتوقون إلى إعادة الخلافة العثمانية .. ولكن ترى ما وجه الشبه في حلمهم مع حلم إعادة السيطرة الزيدية على الجنوب كما كانت في عهد المتوكل على الله إسماعيل ؟!
· وماذا أيضاً ؟! ...
وحدة الجنوبيين كما كانوا موحدين عند مقاومة الاحتلال الزيدي الأول !! ...
فما الفرق ؟!
حد من الوادي
09-25-2012, 12:51 AM
ثورة سبتمبر .. وردّ الاعتبار لأهدافها!!
غالب السميعي
لكل ثورة تغييرية أهداف سامية و الثورات الصادقة حتما ستصل إلى بناء الأوطان وإلى إقامة الدولة العادلة وتعمل على تحقيق رفاهية الشعب وتجسد ذلك على أرض الواقع، ولاغرو إن قلنا إنه لا قيمة لأي ثورة لا تستهدف الإنسان، ولا تبني الأوطان، ولا تحقق أهدافها في الواقع، ولو نظرنا اليوم إلى تاريخ الثورة السبتمرية منذ 1962م – 2012م سنجد أن نصف قرن قد مر من عمر الثورة وهو زمن كبير ومع هذا لم يجد الشعب اليمني أن أهداف الثورة قد تحققت وتجسدت في واقعه و لم يتحرر من الظلم والاستبداد ولم يقم النظام الجمهوري العادل في اليمن ومازالت الفوارق والامتيازات بين فئات الشعب لم تنته بعد كما أن الشعب لم يصل إلى مرحلة الرفاهية بحسب الهدف الثاني ولم يرتفع مستواه في مجالات الاقتصاد أو الاجتماع والسياسة والثقافة ، وقد حلم اليمنيون بمجتمع ديمقراطي فلم يصلوا إليه وظلت الديمقراطية شكلية منذ بدء التعددية بعد الوحدة اليمنية في 1990م و لعلني هنا أؤكد أن هذا الخلل أو الفشل بتعبير أصح ليس سببه الثورة نفسها ولا أهدافها ،، و لا في ثوارها الأحرار إنما هناك أسباب أخرى لعل من أهمها قصور كبير بل ظلم أكبر من قبل الذين تسنموا قيادة البلاد منذ قيام الثورة وهم الذين حرفوا مسار الثورة مما جعلها لا تحقق أهدافها، يقول البردوني :
والرجال الذين بالأمس ثاروا..
أيقظوا حولنا الذئاب وناموا
ربما أحسنوا البدايات لكن..
هل يحسون كيف ساء الختام ؟
لقد جاء من ينال من الثورة السبتمبرية وعمل بكل جهده من أجل أن يحرف مسارها وأضاع بهذه الأفعال تضحيات الثوار ودماء الشهداء،، وظلت أهداف الثورة لديه ديكورا للتغني الزائف ليس إلا، ولقد تنبه لهذا الانحراف أبو الأحرار الشهيد الزبيري الذي نالته نيران أعداء الثورة -كغيره من الثوار- ووثق هذا بقصيدته السينية التي أسماها بـ ( الكارثة ) وفيها سنجد الزبيري متألما من الوضع بعد قيام الثورة يقول الشهيد الزبيري:
روح الإمامة تجري في مشاعرهم ..
وإن تغيرت الأشكال والأُسُسُ
لولاكم لم يقم بدر ولا حسن ..
ولم يعد لهما نبض ولا نفس
وأنتم عودة للأمس قد قُبر الــ ..
طغاة فيكم وعادوا بعدما اندرسوا
وانتمُ طبعة للظلم ثانية .. تداركت كل ماقد أهملوا ونسوا
لقد عمل حكم الفرد بعد قيام ثورة سبتمبر على تغييب أهداف الثورة السبتمبرية عن الواقع لأنه يدرك أنها ضد فرديته وضد استبداده لو طبقت واقعا، وكان النظام قد تحول شكلا من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري وظل الحاكم إماما جمهوريا وخاصة في مرحلة الرئيس السابق علي صالح الذي سعى للتوريث وسخر كل إمكانات الدولة من أجل ذلك، لم يشهد اليمن قيام مؤسسات ناجحة، ولاتحول الحكم إلى مدني بل ظل في يد العسكر يديرون البلاد بعقلية العسكري لا المدني ، كما أن النخب في البلاد ظلت إزاء هذا إما صامتة غير مبالية أو خائفة من بطش الحاكم أو مجاملة له، و لم نجد طيلة خمسة عقود من الزمن تقييما شفافا لنتائج الثورة و لما آلت إليه ثورة سبتمبر، كما لم نجد من يطالب بتحقيق أهداف الثورة السبتمبرية ، لكن ربما جاءت أفضل فترة اليوم لإعادة الاعتبار للثورة الأم وخاصة بعد اندلاع ثورة الشباب السلمية في اليمن عام 2011م حيث أهداف الثورة الشبابية التغييرية هي تأكيد لأهداف ثورة سبتمبر الخالدة، وهو ما يجعلنا نطالب الحكومة والأحزاب ومنظمات المجتمع اليمني وكل النخب في البلاد أن يضعوا آليات جادة لتحقيق أهداف الثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر وثورة الشباب التغييرية من أجل أن نصل بالبلاد إلى مصاف الدول المتحضرة وإلى أن يصل الشعب إلى الرقي والتقدم ، كما يجب أن تقيم مرحلة نصف قرن من الثورة تقييما دقيقا شفافا بحيث تثبت أسباب القصور وأن تكون هناك كتب منهجية تدرس في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا كي تطلع الأجيال على التاريخ الحقيقي لليمن بعد أن تعرض للتحريف و بعد أن تم تضليل الأجيال بوقائع بعيدة عن الواقع وبعد أن كرس الإعلام على مدى عقود من الزمن كل جهده في تلميع حكم الفرد المستبد وتناسى تضحيات الشعب وثواره العظام.
إن الشعب اليمني وبعد خمسين عاما من ثورة سبتمبر وثورة أكتوبر مازال يعاني ومازال يبحث عن مساعدات من الدول المانحة ، مازال يفتقد جيشا وطنيا مثل بقية الدول ، مازال يعاني من عدم الاستقرار الاقتصادي والأمني ، مازال الشعب اليمني يسمع من ينادي بالعودة إلى العهد الإمامي البائد والطائفي المقيت ومازال يسمع من ينادي بالعهد التشطيري الجامد ، مازال الشعب اليمني يعاني من الجهل والفقر والمرض - الثالوث الذي قامت الثورات اليمنية للقضاء عليه- كم صدع رؤوسنا علي صالح وهو يحتفل كل عام بأعياد الثورة ويدبج الخطابات المنمقة وكل ذلك ربما كان كاميرا خفية بحسب أحد الظرفاء ، حيث لم يتحقق شيء يخدم الوطن والمواطنين وذهبت كل خطاباته واحتفالاته هباء منثورا!! إنه لابد أن تكون ذكرى أعياد الثورة ذكرى تقييم ننطلق منها لبناء الوطن لا للتغني الزائف ، يكفينا عذابات ، يكفينا ضياعا ، يكفينا تشظيا ، وحان وقت البناء والاستقرار.
في الثلاثاء 25 سبتمبر-أيلول 2012 12:18:09 ص
حد من الوادي
09-26-2012, 01:06 AM
اليمنيون يحتفلون باليوبيل الذهبي للثورة في ظروف غامضة: هادي يبحث حلولا في نيويورك وصالح يدير البلاد في صنعاء
2012-09-26 00:44:06
يحتفل اليمنيون اليوم الأربعاء بالذكرى الخمسين (اليوبيل الذهبي) للثورة اليمنية الأم 26 أيلول (سبتمبر) 1962 في ظل ظروف غامضة، تدفع بالبلد إلى المربع الأول الذي قامت من أجله الثورة الأولى قبل خمسة عقود وكذا الثورة الشعبية الجديدة التي اندلعت العام الماضي.
وأجبرت الظروف القاهرة في اليمن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى قضاء فترة الاحتفالات اليمنية بالثورة خارج بلاده في جولة غربية تشمل لندن ونيويورك وباريس وبرلين، لتدارك الوضع السياسي والاقتصادي والأمني قبل الانهيار، فيما 'خلا الجو' للرئيس السابق علي عبد الله صالح للاستئثار بهذا الاحتفال غير المسبوق والذي استغله للظهور منفردا في اللعبة السياسية بالبلاد.
هادي اضطر لمغادرة اليمن خلال فترة الاحتفالات اليمنية، ربما لتزامنها مع انعقاد دورة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وأيضا مؤتمر اصدقاء اليمن بنيويورك، ولكن الأهم من هذا كله، هروبا من المخاطر الأمنية التي قد تلاحقه في حال حضر أي احتفال بالثورة اليمنية إثر ارتفاع نسبة الاغتيالات السياسية في البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية، آخرها مساء أمس الأول بصنعاء لأحد قادة جهاز الأمن السياسي في العاصمة صنعاء.
وعلمت 'القدس العربي' من العديد من المصادر في اليمن أن 'هادي أصبح هدفا واضحا للجهات التي تقف وراء ارتفاع عمليات الاغتيال السياسي في اليمن والتي حاولت قصقصة أجنحته عبر اغتيال أو محاولة اغتيال العديد من المقربين منه وأركان نظامه من القادة العسكريين والسياسيين'.
وذكرت أن 'المستفيد الأول من كل عمليات الاغتيال السياسي في اليمن هو الرئيس السابق علي صالح، غير أن أحدا لا يستطيع الجزم أن رجاله وراء كل هذه العمليات التي تمكنت من تصفية النخبة المقربة من الرئيس هادي ووصلت إلى وزير الدفاع محمد ناصر أحمد، في أكثر من محاولة اغتيال غير أنها فشلت في تحقيق هدفها بتصفيته'.
فضّل هادي الهروب خارجيا لبحث قضايا بلاده السياسية والاقتصادية والأمنية مع المجتمع الدولي على أن يشهد الاحتفالات الأولى لبلاده بذكرى الثورة في ظل حكمه، رغم أنها اعتبرت 'مغامرة' غير عادية منه، إثر المخاوف الكبيرة من احتمال محاولة الانقلاب على حكمه من بقايا القوات العسكرية التابعة للرئيس السابق صالح أثناء غيابه، بالإضافة إلى استغلال صالح لهذه الذكرى بالظهور منفردا في البلاد وكأنه الرئيس الفعلي لها حتى اللحظة.
وتضاربت الأنباء حول الشخصية التي اعتمد عليها هادي في 'حراسة' كرسي الرئاسة خلال جولته الخارجية، غير أن مصادر عليمة رجّحت أنه خوّل قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر بهذه المهمة الصعبة، خاصة وأن الأحمر صاحب خبرة في هذا المجال، وقام بذات المهمة في حراسة كرسي الرئيس السابق علي صالح لسنوات طويلة، قبل الانشقاق عنه العام الماضي والانضمام لنصرة الثورة الشعبية.
وكان القصر الرئاسي اليمني نفى قبل يومين أن يكون هادي نقل صلاحياته الرئاسية قبيل مغادرته البلاد إلى وزير الدفاع محمد ناصر أحمد، وهي تعطي إشارات واضحة نحو تكليف الأحمر بحماية كرسي الرئاسة واحتفاظ هادي بالصلاحيات الرئاسية لنفسه.
وكشف مصدر غربي لـ'القدس العربي' مخاوفه من احتمال قيام صالح بلعبة وصفها بـ'القذرة' خلال فترة غياب هادي وبالذات أثناء احتفال اليمنيين بالذكرى الخمسين للثورة، ليظهر نفسه بالرجل الأوحد، والذي يحاول الظهور بقوة على السطح في كل فرصة تتاح له، خاصة وأن حظوظه السياسية قد لا تستمر على هذا النحو لفترة طويلة. وارجع ذلك إلى 'الاحتمال المؤكد لإدراج مجلس الأمن اسم صالح ومسلحي حماة الثورة في تعز ضمن قائمة العقوبات لإعاقتهم عملية الانتقال السلمي للسلطة في اليمن'.
وأوضح أن صالح يحاول حاليا التمسك بأي 'قشّة' للنجاة من الأزمة التي يعيشها والخروج منها بأقل الخسائر ويحاول الدفع بالآخرين لإشراكهم في تحمل بعض الخسائر من قبيل هدم المعبد على الجميع. وقال 'ان صالح أصيب بحالة هستيرية عندما رفضت واشنطن منحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة ومرافقيه بحصانة، وشعر حينها أنه أصبح غير آمن على نفسه من الملاحقات القضائية خارجيا، ولذا رفض بشدة مغادرة البلاد لاستكمال العلاج'.
ورغم استسلامه لنتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في شباط (فبراير) الماضي وتسليمه السلطة لخلفه هادي، إلا أن 'صالح ما زال غير مصدّق أنه خرج من الرئاسة و يصرّ على الحضور السياسي بمناسبة وبغير مناسبة' على حد تعبير العديد من السياسيين اليمنيين، والذين يعتقدون أن صالح سيستمر طويلا في مناوراته السياسية لإثبات أنه ما زال رقما صعبا في البلاد وأنه ما زال المتحكم بشؤون إدارة البلاد وإن بطرق غير مباشرة.
البديل نت
حد من الوادي
09-27-2012, 12:44 AM
مقال [المشروع(الانجلوروس) في اليمن الجنوبي]
الأربعاء 26 سبتمبر 2012 02:58 مساءً
علي المصعبي
اعادني المشهد السياسي الذي امامي بعيوني المجردة غير الدقيقه حول اللعب الدولي في الجنوب ودور (روسيا وبريطانيا).الى حقبه استقلال وطننا الجنوبي من استعمار بريطانيا له حيث لا ننسى ان بريطانيا خرجت ولديها البديل عن عدن (هونج كونج)بعقد ايجار وليس استعمار بموافقه روسيه وبالمقابل تم استعمار الروس للجنوب بغطاء الحزب الاشتراكي (الشيوعي) الجنوبي.
اذن على مر التاريخ لم يكن هناك عداء روسي بريطانيا فيما يخص جنوب اليمن. والان ارى نفس السيناريو يتكرر من حيث التنسيق فيما بينهما وتنفذ وعلاقه كل طرف بعناصره في الجنوب سواء قيادات تاريخية لم تعتبر من الماضي او ممثليها في الواقع الجنوبي كامتداد. ولأكون صريحا" اكثر باعتباري ممثلا "لجبهة التحرير في الوفاق الجنوبي الجنوبي وكأنني امام مشهد لاختزال القضية الجنوبية في بقايا الجبهة القومية التي تورثها الحزب الاشتراكي مع الاشتراكيين لشخوص مابعد٨٦م الى يومنا هذا. وان الحراك جزء من هذا السيناريو الذي يستبعد بقيه القوى الجنوبية الاخرى على رأسهم قوى الطهر والبراءة المكونات الشبابية وجبهة التحرير والقوى الاسلامية الناشئة واخرين. ليحدث نفس سيناريو إقصاء شباب ثورة الشمال المفجرين للثورة من قبل قوى المعارضة التي كانت ومازالت وستضل احد اهم اسباب المشكلة وليس الحلول بشخوصها الانتهازية غير المؤمنة بمعنى الدولة العادلة لا الدولة المستبدة.
وهذه ثقافة اشترك بها حكام اليمن منذ التحرير الى يومنا هذا مع فارق ان الاستبداد في الجنوب كان باسم الفكر السامي ولائا" على الولاء للوطن وفي الشمال باسم الشخوص السامية والمختزلة للوطن في ذواتها المنعدمة الوطنية .
لقد قلت في نفسي لماذا اكتب في هذا السياق ولكني وجدتني مجبرا" ان اقرع الجرس بخطر ذلك وحتى يفهم الكثير باننا مدركين ماقد يحدث وبالتالي نحذر من عواقبه لان الجنوب اجتماعيا" ليس كالشمال فثقافة الامتصاص بطبيعة الشمال هي جزء من اسباب ترحيل القضايا ومطها ومرونتها حتى حين وعلى النقيض في الجنوب لا توجد لدينا المرونة بقدر ما يوجد نوع من ثقافه فرض الواقع بالقوة او مواجهة الاقصاء بالقوة او العنف. فهل سنشهد فعلا" ذلك التنسيق العملي بين روسيا وبريطانيا لإنجاح المشروع(الانجلو روس)الجديد وماهي افقة الثنائية بينهما وهل للصفقة علاقه في دور بريطاني لخدمه ايران و سوريا التخلي روسيا عنهما ام أن الصفقة لم تخرج عن تأمين الحوثة واثرهم على الجوار مقابل اعطائه متنفس سياسي مقبول في خارطة اليمن الجديد الشمالي !!اسئلة سنرى الاجابة عنها عما قريب.
وما نأمله ابتعاد قوانا في الحراك لغتا "وعملا" عن ثقافة(الشرعي والوحيد)في تمثيلهم للقضية الجنوبية لنقبل بهم(كقوى رئيسة وشريكة) مع بقيه القوى دون انفراد لما لهذا الامر من عواقب على صعيد السلم الجنوبي البيني فإن قبول جبهة التحرير للتصالح والتسامح لم يكون من اجل تكرار مأساة تاريخيه اخرى بل من اجل خلق ظروف وادارة وفكر نسهم فيه جميعا" بما يعزز استيعابنا لبعضنا البعض لا من اجل تهميشنا لأن لدى الكثير من القوى المقصية منذ الاستقلال من الحقوق والحسابات والمظالم ما يبرر تفجيرها لثورة في حد ذاتها. الا اننا لا ندعو لذلك ولا نتمناه اذا تفهم عقلاء الحراك وكل المعنيين بالشأن الجنوبي لنبني جنوب جديد لا يتأثر بتاريخه المرير بقدر ما يستفيد منه للعبرة.
((وخلاصه الخلاصة): إن توظيف العلاقات الدولية في سبيل حصول شعب ما على حريته واستقلاله واجب وطني لكل من يستطيع ذلك ولكن في اطار الندية او شبه الندية ضمن توافق لكل قواه وليس في اطار الارتهان عبر منظومه قوى يسمح لها بالتفرد في الحكم لماله من آثار سلبيه على صعيد السلم الاجتماعي وعلى صعيد السيادة الوطنية وعوامل التنمية في ظلها كما ان إقدام اي قوى بتفعيل ذلك بانفراد لن يؤدي الا الى استبدال استعمار بآخر ما لم يكن وفق قياده توافقيه تعمل بتكتيك جماعي تفرض شروطها السيادية بسقف المصالح المتبادلة بين الدول لا الارتهان)ونسأل الله السلامة.
adenalghad.net/articles/3517.htm
جميع الحقوق محفوظة لعدن الغد © 2012
حد من الوادي
10-02-2012, 01:37 AM
مقتطفات من الأرشيف الوطني البريطاني
هنا حضرموت / محمد سعيد باحاج
الإثنين 1 أكتوبر 2012
( الوثيقة الثانية – الجزء الأول من مذكرة وزير الخارجية )
إلى هؤلاء المتشككين في الوثيقة الأولى من المقتطفات من الأرشيف البريطاني إليكم أدناه الرابط لهذه الوثيقة باللغة الانجليزية :
SOUTH ARABIA: INDEPENDENCE DATE (Hansard, 14 November 1967) (http://hansard.millbanksystems.com/lords/1967/nov/14/south-arabia-independence-date)
لقد تلقيت أكثر من طلب للحصول على رابط الوثيقة الأولى تحت عنوان الجنوب العربي : يوم الاستقلال وتم إرسال الرابط لهم .. واليوم نتحدث عن الوثيقة الثانية تحت عنوان الوثيقة رقم COPY 169 (67) C بتاريخ 26 اكتوبر 1967 مجلس الوزراء – الجنوب العربي (مذكرة من وزير الخارجية البريطانية) . يقول مستر جورج براون – وزير الخارجية في مذكرته لمجلس الوزراء : زملائي نعود إلى القرارات السابقة حول تاريخ استقلال الجنوب العربي حيث أن هذه القرارات اتخذت على حساب متوازن وبدقة متناهية للحفاظ على ثقة الجنوب العربي لمواجهة احتلال الجمهورية العربية المتحدة ( مصر وسوريا ) لليمن وكذلك تكون القوات الفدرالية جاهزة لمواجهة الوضع المتأجج في المنطقة (بعد حرب 6 يونيو ) . الوضع في اليمن تغير . لقد قررت الجمهورية العربية المتحدة الانسحاب من اليمن واخلوا تعز وصنعاء ومن المتوقع أن ينسحبوا بالكامل في أواسط ديسمبر 1967م .. في نفس الوقت تحول طبيعة الصراع السياسي في الجنوب العربي عن انهيار الحكومة الاتحادية. أن غياب الإدارة وكذلك فشل الفصائل الثورية حول الاتفاق حول محادثاتهم بالقاهرة خلق موقفا أكثر خطورة، وتحت هذه الظروف فأن المندوب السامي بعدن المفوض السامي والقائد الأعلى يوصي بشدة الإعلان عن الاستقلال وإجلاء قواتنا في نوفمبر وليس الانتظار حتى يناير . يوجد في عدن بعض الجزر ويسكنها بريطانيون ( حوالي400 نسمة ) وعليه ليس لدينا قوة شرعية لنفرض حلول في الجنوب العربي وليس لدينا مصالح حيوية والخيار الوحيد الذي نستطيع أن نتبعه هو أن نترك أبناء الجنوب العربي لتسوية خلافاتهم بأنفسهم . أن انسحاب الجمهورية العربية المتحدة من اليمن قلـل من اهتمامنا الكبير حول مستقبل الاستقرار في المنطقة.
الأحداث الأخيرة :
بما أن قواتنا انسحبت من المناطق النائية إلى عدن للاستعداد للأخلاء النهائي فقد تسبب هذا الانسحاب في سقوط السلطنات في الفترة ما بين نهاية يوليو وأواسط سبتمبر 1967م . لقد سيطرت الجبهة القومية على ثلثي دول اتحاد الجنوب العربي بينما جبة التحرير على 2 أو 3 دول فقط . المجموعتين أحيانا تتقاتل بعنف و أحيانا في هدنة غير مستقره ولا يزال لخوض على السيادة في بعض المناطق وخاصة في العوالق العليا والواحدي مستمر . في عدن نفسها التعاطف منقسم بين الجبهتين . لقد استولت الجبهة القومية على المحمية الشرقية ويظهر أن الجبهة القومية تعزز سيطرتها على الدولة الكثيرية والقعيطية وستلاقي دولة المهره نفس المصير وربما جبهة التحرير تقاوم ذلك .
الصورة غير واضحة ومعقدة التي تتخذها الفصائل المتناحرة . الحقيقة أن أحدى الفصائل المتطرفة سيظهر لها الولاء من قبل الشعب لإعطاء مساحة غالبا ما تعكس نزاعات تقليدية بدلا أن تكون إدانات سياسية . وبما أن السلاطين السابقين لاجئين في المملكة العربية السعودية فأن هذا يمثل حقيقية المخاطر لدى البعض في محاولة القيام بانقلابات مضادة من الأراضي اليمنية (من قبل الملكيين أو الجمهوريين في اليمن) والخطر أن السعوديين قد يقتحموا أنفسهم في هذا الفخ. المندوب السامي في عدن وأنا من خلال السفارة في جدة قد فعلنا كل ما في وسعنا للحد من هذه المخاطر وحتى تتجنب السعودية المتاعب الخطيرة بالنسبة لها.
التأثيرات الخارجية :
لقد تغيرت العلاقة بين العوامل الداخلية والخارجية العربية إلى حد كبير. في أواخر عام 1966 كان من الواضح أن الجبهة القومية كسبت الأرض . لقد فقدت الدعم المصري في1965/1966 و ليس هناك مقارنة مع جبهة التحرير . هذه الأخيرة تستمد قوتها من في المقام الأول من العدنيين و اليمنيين في عدن، ولا يمكن أن تقارنها مع مسلحي الجبهة القومية . لقد فقد السيطرة على الحركة النقابية في عدن، وضعفت تدريجيا.. وقادة الحركات النقابية فروا ومكثوا في الخارج ، والحياة الاقتصادية أصبحت صعبة. وإدراكا من هذا كنا نظن في وقت سابق أنه يمكن أن الموقف على المدى الطويل سيكون العكس إذا بقيت القوات المصرية في اليمن واحتفظت جبهة التحرير بدعمها من مصر. المصريون يحتاجون إلى المال السعودي و تحت ضغط الاتحاد السوفيتي سيغادرون اليمن وانسحابهم سيكتمل في أواسط ديسمبر هذه السنة . لمزيد من الضعف تسعى جبهة التحرير إلى تحالف تكتيكي بحكم الأمر الواقع ليس فقط مع المصريين، ولكن أيضا مع السعوديين (الذين انعدمت ثقتهم ). أن طموح السياسي للجبهة القومية ليس من تلقاء نفسه، ولكن أتي من حركة القوميين العرب في بلاد الشام والكويت من منطقة بعيدة، بينما الأراضي اليمنية والسعودية أقرب لهم . هناك ميول عام بغض النظر عن النظام إلى التفكير في “الاشتراكية العربية” وعليه ستبقى الجبهة القومية هي المهيمنة . إذا جبهة التحرير والجبهة القومية لم يتفقا مع بعض فمن الأرجح أن تسقط جبهة التحرير وتحل محلها الجبهة القومية لتسيطر على الوضع .
الوضع الاقتصادي :
إن الاقتصاد والإدارة في حالة يرثى لها وهو محفوف بالمخاطر. إن النقص في العمالة والدخل بالرغم من استمرار دعمنا ليس محرجا.. ولكن النشاط الاقتصادي لميناء عدن، هو المصدر الرئيسي والوحيد للدخل فقد وصل إلى طريق مسدود من جراء العمليات الإرهابية و الإضرابات السياسية ثم تبعها إغلاق قناة السويس ومقاطعة العرب لتصدير النفط . لقد أصيبت مصفاة عدن(BP) بالشلل في هذه الفترة لأنها أنشأت لتموين السفن الداخلة والخارجة من قناة السويس بالوقود. فالمصفاة هي المصدر الرئيسي لضريبة الدخل لعدن ، أما نسبة التشغيل الحالية حول 60٪ من المستويات العادية. وأخيرا حصلت الاضطرابات الثورية التي أثرت كثيرا على الاقتصاد .. بينما الضرائب أو الرسوم الجمركية نهبت من قبل المنشقين على الحدود اليمنية وكان ينبغي أن تفرض عليهم . يجري علاج هذا جزئيا في بعض الأماكن وهذا لا يعني الكل . أما المساعدة المالية السعودية فلن تكون وشيكة الحصول عليها في الظروف الحالية. الإرهاب والتخويف المنظم منذ العامين الماضيين أفسد الخدمة المدنية للعدنيين أكثر مما أفسدها على البريطانيين . لقد كانت الأمور أسهل لموظفي الخدمة المدنية الاتحادية خلال فترة الهدوء الحالية.
والى الجزء الثاني من الوثيقة الثانية والى اللقاء .
حد من الوادي
10-04-2012, 12:42 AM
ماضي الجنوب الحاضر
هنا حضرموت / محمد بالفخر
الأربعاء 3 أكتوبر 2012
تألمت كثيراً واعتصر الألم قلبي وجوارحي وانا أشاهد صوراً جميلة لمدينة عدن و المكلا في ستينات القرن الماضي وفي المقابل أقارنها بصور لتلك الفترة لمدن مثل أبوظبي ودبي ومسقط وصلاله والدوحة .
وكم كان الفرق كبير جداً ولم تكن هناك مقارنه على الاطلاق . وما هو الحال في الوقت الحاضر ؟
انتكاسة هنا وانطلاقة هناك ولا مجال للمقارنة ايضا. وأي انطلاقة ؟ انها الانطلاقة الى الحضارة والتقدم والرفاهية ، وبناء الانسان وتنمية المجتمعات فكرياً وتقنياً واقتصادياً وارتقاء في كافة المجالات الحيوية .
قاد هذه الانطلاقة حكام تلك البلدان والذين كنا نطلق عليهم في اعلام (الرفاق الحمر) القوى الرجعية المتخلفة اذناب الامبريالية الامريكية وكنا نحن الثوريون التقدميون وكنا نريدهم أن يتقدموا معنا إلى الخلف طبعاً فانشأنا لهم في ذلك الوقت الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي لتنقذهم وتحررهم من الرجعية والتخلف .
ما شاء الله علينا حريصين على خلق الله ليدخلوا في النعيم الذي عشناه ويذوقوا ويتمتعوا بالتقدم المحلّى بالعنف الثوري . ويا سبحان الله أن تلك القوى الرجعية كانت الملاذ لهم . ولم تكن موسكو ولا نيكارجوا ولا هانوي ولا هافانا لأن الأخيرين قد تقدموا وليست لديهم من شيم الأصالة والشهامة العربية الرجعية اي شيء يذكر .
هناك انطلاقة وهنا انتكاسه . وأي انتكاسه ؟!
بعد أن قررت لجنة تصفية الاستعمار الرحيل عن الجنوب في فبراير 1968 .
وبالتالي فالاستعمار البريطاني ملزم بالتعويضات لسنين الاحتلال . فأبى الأشاوس إلا اخراجهم بالقوة قبل هذا التاريخ بشهرين فكانت الاتفاقات السرية للخروج واحتدم الصراع بين الثوار وقتل بعضهم بعضا للوصول الى الكنز المفقود والاستئثار بجنة عدن وتحقق لهم ما رادوا فأوقفوا عجلة النمو ودمروا الحياة بكل ما تحمله الكلمة من معنى . حاربوا الفطرة الانسانية في حق الفرد بالتملك والتجارة وحاربوا العقيدة والقيم والأخلاق تم حاربوا بعضهم بعضا كالنار تأكل بعضها أن لم تجد ما تأكله .
فغابت الابتسامة عن مدن الجنوب وتوقفت الحركة العمرانية وأجهضت مشاريع النهضة الزراعية الخاصة التي بدأت تنتشر وفي حضرموت على وجه الخصوص . بعد أن تم القضاء على البرجوازية الصغيرة والكمبرادور وحتى اللحظة لم أفهم معنى تلك الكلمة لأني لم اشغل نفسي بالبحث عن معناها .
وشهدت البلاد اشد انواع البطش والقتل والسحل تحت شعار (السحل السحل حتى الموت للإقطاعي والكهنوت) ومستلهمين انشودة حماسية (اليو ان اف يسحقهم جميع)
فعاش الجنوب سحقاً في سحق بعد ان سحقوا كل شيء ولكنهم لم يستطيعوا أن يسحقوا كرامة الانسان في الجنوب ، ورغم المعاناة التي عاشها الشعب إلا انه
كان مثالاً للإباء و الشهامة والعزة والنخوة .وتزداد يوما عن يوم . فلم ينثني ولم ينصهر مع ثقافة الفاتحين الجدد بل ما تعرض له على ايديهم جعل الناس تقول رحم الله النباش الأول .
ونسي كل ما قاموا به ومافعلوه في تلك الفترة العصيبة الحالكة السواد .
وها نحن اليوم بعد أن وصل الحراك الجنوبي إلى القمة في التضحيات وبعد الآلاف من الشهداء والجرحى و المعتقلين و المشردين .
نشاهد من يريد أن يعيدنا إلى فترة الستينات وصراعاتها وفترة السبعينات والثمانينات وكوارثها .فهذا يدعوا لمؤتمر وذلك يدعي بأنه الأوحد والمناضل الذي لا يشق له غبار ،
وآخر لا يريد أن تفوته فرصة مؤتمر الحوار ، وآخر يقول لابد من إرضاء وتقديم الطاعة والولاء لدول الجوار . فمنهم وبهم يكون العمار للجيوب والديار .
وآخر مازال حبله السري مرتبط ببقايا النظام المنهار، ونسوا جميعا أن الشعب ليس ذلك الشعب الذي خرج في مسيرات ( واجب علينا واجب تخفيض الراتب واجب وتقطيع الشيذر واجب ).
بل هناك جنوب جديد وفكر جديد يحمله أناس أوفياء وشباب أتقياء انقياء لم يتلوثوا بما صنعه الأعداء ولم يتسولوا فتات موائد الأغنياء ورؤوسهم دائما شامخة في عزة وكبرياء . وهناك نساء طاهرات عفيفات حملن القضية ويقدمن لها التضحيات تلو التضحيات لم ولن يكن في يوم إلا من الماجدات يستلهمن النصر من رب الأرض والسماوات .
فبكل أولئك ستتحطم مؤامرة المتآمرين وسيسقط مشروع الانتهازيين . فلك الله يا شعب الجنوب منك تعلمت الشعوب فبحراكك تحركت الشعوب العربية و بثورتك ثارت وأسقطت اصنامها البشرية واحداً تلو الآخر وأقامت مشروعها الذي يعتمد على برامج ثورتهم هم . من صنع الشعوب نفسها وليس من صناعة فرد أو زعيم أو غير ذلك .
كنت قدوة لهم في حراكك وليكونوا هم قدوة لك في نتائجهم .
ولا يليق بك ان يعقد مؤتمرا باسمك ويمثل ثورة عظيمة بهذا الحجم ان ينعقد تحت مظلة فرزة للسيارات
مثلت فيها اشد انواع الاقصاء في زمن الربيع العربي
ولا يليق بك ان يختزل أفرادا أو توجها ثورتك في شخوصهم بحال من الأحوال.
خاتمة شعرية:
كل الشعوب تعلمت وتحركت من حركتك
لولا الحراك ما قامت الثورات على روس الطغاة
حد من الوادي
10-10-2012, 01:21 AM
الجنوبيون وموعدهم مع المرشد (يا كذا والا كذا؟)
الاثنين 08 أكتوبر 2012 03:40 مساءً
نجيب محمد يابلي
الوقت يمضي.. الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.. الوقت يحمل المتغير أما الثابت فهو مسألة نسبية.. المتغير أن مجلس الأمن يتراجع عن فرض عقوبات على معرقلي التسوية باليمن, والمتغير أن طارق الفضلي يغرد خارج السرب عندما أعلن لصالح القبيلة في الشمال بأنه سيشن حرب إبادة على الاشتراكيين والاشتراكي يتقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد ذلك الإعلان الشاذ.
دخل القيادي الإصلاحي محمد قحطان على الخط وقال مشكورا: إن الفضلي يحاول إعادة الوضع إلى مربع العنف وعليه أن يعتذر للاشتراكي.
المتغير هو الرقم القياسي لمكونات النضال الجنوبي والتي بلغت ثمانية يضاف لها اثنان في أمانة العاصمة، أي بإجمالي عشرة مكونات وهو رقم قياسي في الحامل السياسي لنضال الشعوب مما يؤكد أن هناك اختراقا للحراك وللشباب وللأحزاب.
نقول لإخواننا الجنوبيين لم يعد هناك متسع للترف السياسي لأن الإحساس بعدم الاكتراث لم يأت من فراغ لأن الجنوبيين لم يتفرغوا بعد لإعادة قراءة تاريخهم منذ أربعينيات القرن الماضي حتى الآن.
على الجنوبيين إعادة قراءة التاريخ لأن نواياهم كانت سليمة تجاه نظرائهم في الشمال منذ أربعينيات القرن الماضي عندما أسس طلاب الأزهر: محمد محمود الزبيري وأحمد محمد نعمان والسيد محمد علي الجفري وسالم عمر الصافي "الكتيبة اليمنية الأولى" وعند قيام ثورة 1948م أدار الشماليون ظهورهم لإخوانهم الجنوبيين وكانوا محقين بذلكم لأن الشمال شمال والجنوب جنوب فأسس الجفري وزملاؤه حزب رابطة أبناء الجنوب العربي SAL عام 1951م.
نشأ إلى جانب ذلك الحزب التنظيم الإسلامي ومع نهاية الخمسينيات نشأت الأحزاب القومية ثم قامت ثورة الشمال ولم تصمد إلا بعد قدوم العون العسكري المصري ومعه المخابرات التي دشنت عملية "صلاح الدين" باعتماد العنف في الجنوب ليس حباً في الثورة وإنما في مقولة (خير وسيلة للدفاع هي الهجوم)، كي يؤمنوا وجودهم في الشمال لأنهم كانوا محاصرين من السعودية في الشمال ومن البريطانيين في الجنوب.
يصارع الجنوبيون في الجنوب من خلال الجبهة القومية وجبهة التحرير وفصيلها المقاتل التنظيم الشعبي للقوى الثورية وواجهت كل تلك المجاميع بدعم من المخابرات ووسائل الإعلام المصرية حزب رابطة أبناء الجنوب وشنت ثقافة الكراهية ضده.
انفردت الجبهة القومية بالسلطة في 30 نوفمبر1967م وأفرزت المرحلة قوى الثورة (أي الجبهة القومية)، وقوى الثورة المضادة (الجماعات الأخرى) وفي 21 يونيو1969م أفرز الصراع اليمين الرجعي بحسب قاموس الجماعة المنتصرة وفي 26يونيو1978م أفرز الصراع ما سماه المنتصرون بـ"اليسار الانتهازي" وخسرت الجبهة القومية خيرة رجالها من مدنيين وعسكريين سواء من جماعة قحطان أو من جماعة سالمين.
وفي 13يناير1986م أطلق المنتصرون على خصمهم علي ناصر محمد بـ"اليمين الانتهازي" وخسرت البلاد خيرة الرجال وفي 30 نوفمبر1989 دخل الجنوب النفق الأخطر عندما وقع على اتفاقية 30 نوفمبر الوحدوية وفي 20مايو1990 دخل الجنوب النفق الأكبر.
وفي صيف 1994م واجه الجنوب أكبر مؤامرة في تاريخه عندما شنت القوى الرجعية و الإقطاعية والعسكرية المتخلفة مع جماعات العرب الأفغان الذين حاربوا الوجود السوفيتي في أفغانستان تحت عباءة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA.
نقول لإخواننا الجنوبيين قدمنا لكم عرضاً سريعاً لمجريات الأمور في الجنوب وكفى هزلاً وعبثاً وتجردوا عن الزعامات ووحدوا صفوفكم من أجل استعادة الوطن السليب وإعلان الجنوب الجديد الخالي من التسلط والهيمنة القبلية ورد الاعتبار لعدن.. ومن دون عدن لن تقوم للجنوب قائمة..
إنكم أمام الفنان محمد مرشد ناجي وهو يغني لكم:
ياكذا والا كذا؟!
والله من وراء القصد!
http://alomanaa.net/news/1452/
حد من الوادي
10-30-2012, 01:41 AM
بعض ما جرى في الثاني من أكتوبر 1967م في سيئون وتداعياته
10/24/2012 عبد الله سعيد باحاج
بعد استيلاء الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل على المكلا والسلطنة القعيطيه في السابع عشر من سبتمبر 1967 اتجهت أنظار هذه الجبهة إلى السلطنة الكثيرية وتحديداً إلى عاصمتها مدينة سيئون حيث مقر الحكم لآل كثير .
وبحسب رواية الأستاذ عبد القادر أحمد باكثير في الصفحات من 163 إلى 193 في الجزء الثاني من كتابه الذي بعنوان (مذكرات عن مراحل النضال والتحرير 1960-1970) والصادر في المكلا عام 2009م عن دار حضرموت للدراسات والنشر فأننا نسجل عنه الأتي :
أولاً.. أن الجبهة القومية كانت تعتمد على القوة المسلحة لدى مناصريها في جيش البادية الحضرمي لتحقيق أهدافها ومراميها , وكما فعلت في السلطنة القعيطية في الاستناد على قوة جيش البادية استندت كذلك على قوة هذا الجيش مع الدولة الكثيرية . والمعروف أن جيش البادية الحضرمي هذا قد أسسه وشكله العسكريون البريطانيون في حضرموت لحمايتها من أي عدوان خارجي , ولكنها سمحت لعناصر الجبهة القومية بالتسلل إلى قيادته لتحقيق الأهداف المشتركة التي تجمع الجبهة القومية وبريطانيا .
ثانياً ... أن الجبهة القومية قد كلفت مجموعة من قيادتها في وادي حضرموت وهم : فيصل عثمان بن شملان وأحمد سعيد العامري وعباس حسين العيد روس وسالم محمد تومة ومحمود سالم صقران ومحمود سعيد مدحي وصالح سالم الصيعري وعبد القادر أحمد باكثير (مؤلف هذا الكتاب ) وآخرون للاتصال بنائب السلطان الكثيري حينها الأمير كمال بن علي الكثيري من أجل التنازل عن الحكم لصالح الجبهة القومية . وكان السلطان حسين بن علي الكثيري وقتئذٍ قد أعيد عنوة من المكلا إلى جدة في الباخرة يوم 17 سبتمبر 1967والتي نقلت السلطان غالب القعيطي وسلطان المهرة أبن عفرير.
ثالثاً ... أن الهدف من إرسال وفد الجبهة القومية هذا وبهولاء الأشخاص الثمانية وربما أكثر هو إقناع نائب السلطان الكثيري بتسليم الحكم للجبهة القومية طوعاً ودون قتال . ولكن كانت الجبهة القومية تضغط في ذلك تحت تهديد استخدام السلاح إذا لم يتم التنازل طواعية وهي جادة في تنفيذ تهديدها . أي أنها ستسعى إلى إشعال نار الحرب في حالة عدم الانصياع لطلبها بالتنازل , والذي كان بمثابة طلب استسلام طوعاً .وهو نفس ماحدث في المكلا عندما خيرت الجبهة القومية في 17 سبتمبر 1967 السلطان غالب القعيطي إما تسليم الحكم والاسيتم تدمير الباخرة بمن فيها . وهذا يعني إشعال فتيل حرب في حضرموت لايعرف أحد حينها إلى أين ستنتهي, وماهو مقدار الدمار الذي سيلحق بحضرموت وشعبها من جراء هذه الحرب إذا ما اندلعت ولذلك كان التسليم وليس الاستسلام هو الخيار الأفضل للسلطان القعيطي آنذاك لأنه جنب شعبه وأرضه الدمار والخراب ولكن دون التنازل عن الحكم رسمياً , وإنما الاكتفاء بالعودة من حيث أتى إي الخروج الآمن من المكلا . وهذا ماحدث مع نائب السلطان الكثيري , أي التخلي عن الحكم دون التنازل عنه رسمياً وشرعياً, مما يجعل استلام الجبهة القومية لحكم حضرموت بصفة غير شرعية وغير قانونية , وإنما اغتصاب وإكراه تحت تهديد السلاح .
رابعاً... خلال الفترة من 29 سبتمبر 1967 إلى 2 اكتوبر 1967أي لمدة أربعة أيام متتالية جرت مفاوضات بين وفد الجبهة القومية من الأشخاص الثمانية المذكورين أنفاً ومن لحق بهم من عناصر الجبهة القومية وبين نائب السلطان كمال بن علي الكثيري . وتمت هذه المفاوضات في قصر في مدينة سيئون يسمى قصر (عز الدين ) حيث كان يقيم نائب السلطان الكثيري
خامساً ... يشير الأستاذ عبد القادر أحمد باكثير في كتابة المذكور سابقاً إلى أن بعض العناصر المتطرفة في الجبهة القومية في حضرموت كانت تسعى لإسقاط الدولة الكثيرية بالقوة المسلحة وليس بالتفاوض السلمي ومعتمدة في ذلك على قوة جيش البادية الحضرمي المساند لها , وذلك أسوة بما حدث في المناطق الغربية المجاورة لعدن , حيث تم إسقاط بعض السلطنات هناك بالقوة المسلحة , وحتى تعطي هذه المجموعات المتطرفة في حضرموت لنفسها حقاً شرعياً في حكم حضرموت لن تناله بالمفاوضات السلمية كما تظن , أي إنها كانت تريد فرض أمر واقع على حضرموت . وبعض بقايا هذه العناصر المتطرفة في حضرموت تتباكى وتئن اليوم مما فعله نظام صنعاء في الاستيلاء على حضرموت وعلى الجنوب بالقوة المسلحة . أي أن ما كانت تحلله لنفسها فيما مضى نجدها تحرمه اليوم على غيرها . وهذا يعني أن هذه العناصر المتطرفة في الجبهة القومية كانت تضمر الشر والعدوان لحضرموت وشعبها جهلاً أو غباءً أو عقدة أو تخلفاً.
سادساً ... كان لدى آل كثير وأنصارهم حينها من الشجاعة والبسالة والإيمان بحقهم الشرعي بالدفاع عن أنفسهم وأموالهم وإعراضهم مما يجعلهم في موقع جيد من التصدي والصمود لمثل هذه الأفكار الفوضوية والرعناء التي لاتبنى مستقبلاً ولا تبقي على خير . ولذلك فهم قد استعدوا عسكرياً ونفسياً بما يكفي . ولكن الحكمة وهي ضالة المؤمن في كل زمان ومكان هي التي غلبت على آل كثير بأن جعلت تخليهم عن الحكم وليس التنازل عنه مخرجاً آمناً من الشرور والآثام والخطايا والدمار الذي كان سيلحق بحضرموت وشعبها آنـذاك ,خصوصاً وأن الجبهة القومية كانت خلال فترة المفاوضات مع آل كثير تستعرض قوتها المسلحة وتحشد أنصارها واغلبهم ممن لم يكن يفقه شيئاً في أمور السياسة أو الدين . وقد حشدت لذلك حشوداً لها في منطقتي دمون وتريم للضغط على آل كثير للتسليم بلا قيد أو شرط وبكثير من المهانة والإذلال , بل وصل الأمر إلى تهديد فعلي باستخدام السلاح ضد آل كثير ومناصريهم وجابت مجاميع من مسلحي الجبهة القومية ـ وكما يقول الأستاذ عبد القادر باكثير في كتابه المذكورـ شوارع مدينة سيئون وتمركزت عسكرياً بمدافع الهاون حول بعض المواقع العسكرية والمدنية, ومنها الاكمات المطلة على ( حصن الحوارث ) حيث المعسكر الرئيس للقوة المسلحة الكثيرية , وكذلك في نقاط متفرقة في كل من سيئون ومريمة وغيرها . وبهذا كانت الجبهة القومية في حالة استنفار عسكري للهجوم على آل كثير إذا مارفضوا التنازل عن الحكم لها .
سابعاً ... .كان للجبهة القومية مجموعة من (العملاء) ممن كان يساندها في داخل القوات المسلحة الكثيرية وفي أجهزتها الأمنية والمدنية , وهو نفس ما كان لها في داخل القوات المسلحة القعيطية وأجهزتها الأمنية والمدنية وذكر باكثير في كتابه أسماء عدد من هؤلاء (العملاء) الذين ساعدوا الجبهة القومية في الاستيلاء على السلطنة الكثيرية ويمكن الرجوع إلى هذه الأسماء لمن أراد معرفتها.
ثامناً... في جميع مراحل المفاوضات مع الجبهة القومية رفض آل كثير الإذعان للاستسلام تحت تهديد السلاح وبهذه الطريقة غير المقنعة وغير الحضارية وغير المقبولة ديناً وشرعاً وخلقاً . وأصبح اللجوء إلى السلاح هو المخرج الوحيد للحل . وكان آل كثير على حق لأنهم في حالة دفاع عن أنفسهم وعن أعراضهم وعن حقوقهم الشرعية وعن الشعب الذي تولوا أمره , فتدخلت عناصر مقربة من آل كثير وهي في نفس الوقت مقربة من الجبهة القومية كانت تخفي ولائها لهذه الجبهة لاقناع نائب السلطان كمال بن علي الكثيري بالقبول بالخروج من سيئون طواعيةً وسلمياً وضمن اتفاق محدد بهذا الشأن ودون أن يوقع أي اتفاقية تسليم أو تنازل عن الحكم للجبهة القومية لان هذا التنازل ليس من اختصاصه وإنما هو من مسؤوليات الحاكم الشرعي وهو السلطان حسين بن علي الكثيري وقد كان حينها كما اشرنا في جدة .
تاسعاً... مع الواحدة والنصف من صباح الاثنين الثاني من اكتوبر 1967 تم الاتفاق على خروج نائب السلطان الكثيري ومن معه من آل كثير من سيئون ولكن دون تنازلهم عن الحكم . ولم تنشر إلى اليوم أي وثيقة تشير إلى أنهم بالفعل قد تنازلوا عن الحكم للجبهة القومية .
عاشراً... كان وفد الجبهة القومية في المفاوضات الأخيرة مع آل كثير يتكون من : عباس حسين العيد روس وأحمد عيد روس فدعق وفيصل على العطاس (النعيري) ويحيى عبد الرحمن السقاف وصالح سالم الصيعري وفيصل عثمان بن شملان ويوسف حسن الكثيري , إما وفد السلطنة الكثيرية فكان يتكون من نائب السلطان الأمير كمال بن علي الكثيري وعبد الله بن عبد العزيز الكثيري سكرتير السلطنة وصالح بن سلعان الجابري قائد الشرطة المسلحة الكثيرية . وقد جرت المفاوضات الأخيرة بين الطرفين في بيت في سيئون يقال له (بيت الورشة ) وهو الذي تحوّل فيما بعد إلى مقر لقيادة الجبهة القومية في وادي حضرموت.
حادي عشر ... أصدرت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل في الثاني من اكتوبر 1967 بياناً أشارت فيه إلى استيلائها على السلطتة الكثيرية . وهذا البيان منشور في صفحة 186 من كتاب الأستاذ عبد القادر باكثير المذكور أنفاً .
ثاني عشر...أشار هذا البيان إلى أن الجبهة القومية قامت بهذا الفعل في إسقاط الدولة الكثيرية ومن قبل قامت بإسقاط الدولة القعيطية من أجل (توحيد حضرموت) وربطها بالجنوب اليمني . وهذه مغالطة كبرى لان حضرموت لم تكن يوماً ما يمنية ولم تكن كذلك جنوبية ,كما أن حضرموت كانت ولازالت وستبقى إلى يوم الدين وبأمر الله عزوجل موحدة شعباً وارضاً وكما كانت منذ الأزل حتى مع وجود عدة سلطنات تدير شؤونها هنا أو هناك وأن مايجمع السلطنتين الكثيرية والقعيطية حتى عام 1967 هو شكل من أشكال (الاتحاد الكونفدرالي ) حيث كانت القوانين في أي منهما تسري على الأخرى ,وخصوصاً فيما يصلح المجتمع ويتفق عليه . كما أن انتقال السلع والخدمات والإفراد والمعلومات في كل منهما يتم بسلاسة ويسر وبلا عوائق قانونية أو إجرائية , بل وكان يسمح لمواطني أي منهما في الاستقرار والإقامة والاستثمار والعمل في منطقة أي منهما بلا إجراءات قانونية . وهذا يعني أن حضرموت كانت موحدة بالفعل وقبل أن تولد الجبهة القومية وعناصرها . وقبل أن تقدم هذه الجبهة على فعلتها التدميرية هذه بالاستيلاء على سلطنتي الكثيري والقعيطي في حضرموت وما أعقبها من كوارث و مآسي لحقت بحضرموت ارضاً وشعب وكأنها لعنة حلت بهذه الأرض الطيبة وشعبها المسالم .
وفي الأخير فإننا نقول أن هذه هي إرادة الله عز وجل والتي جعلت حضرموت تبتلى بهذه الكارثة العظمى وتعقبها كوارث متلاحقة لازلنا نتجرع آثارها القاسية علينا والى يومنا هذا .
ونسأل الله عز وجل أن يجعل لنا مخرجاً آمناً وسليماً , وأن تعود إلينا حضرموت عزيزة بأهلها , كريمة بعطائها , جليله بهيبتها, حفية بحضارتها , هانئةً بمقامها بين الشعوب والأمم وبما يخدم انسانها في الوطن والمهجر ... انه على كل شئ قدير .
حد من الوادي
10-31-2012, 12:54 AM
بريطانيا لم تخرج من مستعمرة بمثل هزيمتها في عدن (1ـ2)
نجيب قحطان الشعبي الثلاثاء 2012/10/30 الساعة 09:26:12
كل شعوب العالم تعتز بأنتصاراتها الوطنية وبالذات من تعرض منها لإحتلال أجنبي ثم تحررت، فحتى من تحررت بلاده سلمياً يعتز بيوم استقلالها ولم أجد شعباً مثل شعب الجنوب يكثر فيه الأنهزاميون والحاقدون والفاشلون ولذلك تكثر محاولاتهم لتشويه إنتصاراتنا الوطنية ومنذ إلأستقلال الوطني "الناجز" (رغم أنوفهم كلهم) للجنوب الذي سنحتفل بعد شهر بإذن الله بذكراه السنوية العطرة رقم 45 وهم لم يكفوا عن محاولاتهم اليائسة لتشويهه وتشويه ثورة 14 أكتوبر العظيمة التي أدت إليه .
وكان الأنهزاميون والحاقدون والفاشلون يدعي كل منهم أنه بحوزته ما يدين الجبهة القومية بالتواطؤ مع بريطانيا لكي تسلمها السلطة عند خروجها! وهم تافهين فبريطانيا لم تختر الجبهة القومية ولكنها بفعل الثورة التحررية العظيمة أرغمت على الإعتراف بالجبهة القومية كممثل شرعي وحيد لشعب الجنوب، وإذا كان على الإختيار فهي كانت قد أختارت حكومة الأتحاد الفدرالي المزيف الذي أقامته في 11 فبراير 1959 لتسلمها إستقلالاً مزيفاً يقيم دولة الاتحاد الفدرالي للجنوب العربي (وبضمنها سلطنات حضرموت التي يزعم بعض الإنفصاليين الحضارمة أنها كانت خارج الجنوب العربي) ويبقي على القاعدة العسكرية البريطانية بعدن إلى ما شاء الله ولكن ثورة 14 أكتوبر أفسدت الطبخة البريطانية وأنتزعت للجنوب إستقلالً "ناجزاً" أي مكتملاً على مستوى السيادتين الخارجية والداخلية بل ووحدت الجنوب فأدمجت ولاياته ومستعمرته السابقة في دولة واحدة بحكومة مركزية واحدة لكل الجنوب وذلك لأول مرة في تاريخه.
وعشرات المرات تحديت من يزعمون حيازة وثائق تدين الجبهة القومية أن ينشروها وبالطبع لم ينشر أحد شيئاً لأنهم كلهم كذابين فكان بعضهم يرد بأنه سينشرها في الوقت المناسب! فأسأله ومتى سيكون هذا الوقت المناسب؟ في يوم القيامة مثلاً؟
وتلك الحثالة الجنوبية عندما تعجز عن إبراز ما تزعمه من وثائق تدين الجبهة كانت تراهن على نشر لندن لوثائقها الرسمية السرية المتصلة باستقلال الجنوب ففيها كما كانوا يزعمون ما سيكشف تواطؤ الجبهة وتنازلاتها لبريطانيا في مفاوضات الأستقلال (جرت مفاوضات الأستقلال بجنيف في الفترة 21~29 نوفمبر 1967) وعندما حان وقت نشرها في أواخر 1997م (فلندن تفرج عن مثل تلك الوثائق بعد مرور 30 سنة على الحدث المتصل بها) حصحص الحق وتبين للعالم كله أن وفد الجبهة القومية أنتزع من وفد الحكومة البريطانية إستقلالأ كاملاً ليس في العالم إستقلال أعظم منه ، وقد طالعت كل وثائق إستقلال الوطن العربي من الكويت شرقاً إلى المغرب غرباً بما في ذلك وثائق إستقلال الجزائر والجلاء عن مصر وشعرت بفخر لا حدود له لعظمة إستقلالنا، فإستقلال الجزائر لم يكن فورياً مثل إستقلالنا فظلت فرنسا تسحب قواتها رغم إعلان إستقلال الجزائر، والجلاء البريطاني عن منطقة قناة السويس بمصر لم يكن ناجزاً فقد كانت إتفاقية الجلاء تنص على حق بريطانيا في إعادة قواتها لأحتلال منطقة القناة عندما تستدعي الظروف ذلك! ورغم هذا لم يقم الجزائريون بتخوين بن بللا وبومدين ولا خوّن المصريون عبدالناصر، لكن الجبهة القومية التي انتزعت استقلالاً فورياً وكاملاً لم يبقي لبريطانيا أي نفوذ في الجنوب حاول الكثيرون ولا زالوا يحاولون تشويه نضالها وتشويه الإستقلال، إنهم عديمي الوطنية وفاقدي الرجولة. ولكن ظل الاستقلال وثورة 14 أكتوبر شامخين عظيمين لم ولن ينل منهما الأقزام وسيظل يومي 14 أكتوبر و30 نوفمبر يومين خالدين يحتفي بهما الشرفاء من شعبنا جيلاً بعد جيل برغم ما مر به الجنوبيون من مآس في مراحل ما بعد الإستقلال.
هل كانت بريطانيا ستخرج من الجنوب بدون الثورة؟
من أكبر الأكاذيب التي يحاول البعض أن يغالط بها من لا يعرفون حقائق الوجود البريطاني بالجنوب، وأكثرهم من الشباب، أن الجبهة القومية أراقت الدماء بدون داع فبريطانيا كانت قد أعلنت أنها ستخرج من الجنوب في 1968م! ردد ذلك كل خصوم الجبهة القومية وبالأصح من هزمتهم الجبهة القومية من سلاطين إلى عملاء الأستعمار إلى وزراء حكومة مستعمرة عدن إلى قيادة حزب الرابطة وأعضائها، ومنذ أيام كتب الأخ محمد بالفخر في "صدى عدن" و"عدن أون لاين وغيرهما مقال بعنوان "ماضي الجنوب الحاضر" وقال فيه "بعد أن قررت لجنة تصفية الاستعمار الرحيل عن الجنوب في فبراير 1968وبالتالي فالاستعمار البريطاني ملزم بالتعويضات لسنين الاحتلال فأبى الأشاوس إلا اخراجهم بالقوة قبل هذا التاريخ بشهرين فكانت الاتفاقات السرية للخروج" وبالطبع ليس هناك إتفاقات سرية ولكنه يحاول تزييف تاريخنا وإلا فليتفضل وينشر دليله، وما يهمني أكثر هو حديثه عن فبراير 1968 وسأتناوله بعد قليل.
وهناك مقال بعنوان "حـقائق تـأريخية غـائبة ومـؤلمة (لا تعرفها) عـن ثورة 14 أكتوبر" كتبه مزور بليد فالمعلومات التي فيه مضحكة ويبدو أن ورائه جهة ما فنشرت المقال منذ أيام على نطاق واسع بالمواقع المجهولة الهوية ولا تعرف لها رئيس تحرير ولا رقم هاتف أو فاكس ولا عنوان، والمنتديات التي بها أقساماً سياسية هابطة كسقيفة الشبامي والضالع بوابة الجنوب وكور العوالق والمجلس اليمني، ومعظم المواقع الحضرمية (حيث الحالمون بأنفصال حضرموت وفي سبيل ذلك يناضلون بأستشراس ولكن من فوق الكيبوردات!) ورغم عنوان المقال المذكور تجد ثلثي المقال يحدثك عن مناطق الجنوب مثل " كانت سلطنة لحج من أجمل الأرض في الجزيرة العربية مشهورة في بساتينها وفنها لها مجلس تشريعي وكانت الحوطة والحسيني من أجمل الاستراحات واشرحها وعلى حدودها سلطنة الحواشب وعاصمتها المسيمير والشريجة مركز الجمرك مع اليمن" شيئ مضحك والأكثر إضحاكاً هو أنه يقول بأن الشريجة في لحج وعلى الحدود مع اليمن مع أنها تقع في اليمن الشمالي! المهم أنه يقول "قررت بريطانيا بالانسحاب من المستعمرات في 1948م بما فيها عدن كان قرار الانسحاب من المستعمرات قرار بريطاني وقدمت كشف بتاريخ الانسحاب من كل مستعمرة إلى لجنة تصفية الاستعمار في الأمم المتحدة في 1948م وكان محدد أن تنسحب من عدن في 8 ـ2ـ 1968" ! وغيرهم وغيرهم ممن يزعمون أن بريطانيا قبل ثورة 14 أكتوبر كانت قد قررت الخروج من الجنوب في 1968.
وهنا أوضح الحقائق التالية :
1) أن كثير من المذكورين يرمي تلفيقاته على "لجنة تصفية الأستعمار" فأخينا هذا الذي يزعم أنه سيقدم حقائق لا يعرفها الناس عن ثورة أكتوبر يقول بأن بريطانيا قدمت في 1948م إلى اللجنة المذكورة كشفاً بتاريخ انسحابها من كل مستعمرة!! مع أن تلك اللجنة لم يكن لها وجود في 1948م ولكنه فعل مثل الأخ عبدالرحمن الجفري الذي بعد عودته لليمن ليشارك في الحملة الأنتخابية للرئيس السابق صالح في انتخابات الرئاسة الثانية عام 2006م وحاورته صحيفة "26 سبتمبر" فتجنى كثيراً على حقائق تاريخنا الوطني فرددت عليه في "الثوري" على عدة حلقات وما يهمني فيما نحن بصدده أنه قال بأن أمين عام الرابطة شيخان الحبشي كان أول من عرض قضية الجنوب على الأمم المتحدة عندما تحدث أمام لجنة تصفية الإستعمار في 1959م (وهذا زعم لا يزال يردده كثير من الرابطيون) فكان ردي عليه بأن تلك اللجنة لم يكن لها وجود في 1959م فقد قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 1961 تشكيلها، فكيف تحدث شيخان أمامها في 1959م؟! وبالطبع لم يرد لا على هذه النقطة ولا على عشرات النقاط الأخرى التي أمسكتها عليه، والآن هذا المزور الجديد يزعم بأن بريطانيا قدمت لتلك اللجنة في 1948م (أي قبل 13 سنة من تشكيلها!!) كشفاً يقول بأنها ستنسحب من الجنوب في 1968 ! فما هذا النكد يا الله؟
2) أن كثير من المزورين يزعمون بأن لجنة تصفية الإستعمار قررت أن يكون إستقلال الجنوب..إلخ، مع أن تلك اللجنة لا تصدر قرارات بشأن إستقلال الجنوب بل ترفع توصيات للجمعية العامة للأمم المتحدة وحتى "اللجنة الرابعة" (وأكيد لم يسمعوا بها) التي نظرت هي الأخرى في قضية الجنوب (أو ما كان يسمى في وثائق الأمم المتحدة بعدن ومحمياتها، وأيضاً عدن والإمارات، ثم الجنوب العربي) كانت ترفع توصياتها للجمعية العامة وهي تقرر.
3) لا لجنة تصفية الأستعمار (مثلما زعم بالفخر) ولا اللجنة الرابعة ولا لجان تقصي الحقائق ولا الجمعية العامة ولا لندن قررت أو أوصت بمنح الاستقلال للجنوب في فبراير 1968 ولو أستطعت يا بالفخر أن تستعين بكل الجان الذين خلقهم ربنا فسيعجزون عن إثبات ذلك فلا وجود له غير في مخيلاتكم فأنتم فبركتم هذا التاريخ، والصحيح هو أن لندن أعلنت بأنها ستخرج في موعد لا يتجاوز عام 1968 ولاحقاً حددت شهر يناير 1968 (وتحديداً 9 يناير) أما فبراير 1968 فلم تحدده لندن (ولا غيرها) ناهيك عن أنك تقول بأن من قرر ذلك هو لجنة تصفية الإستعمار! وكثير من معلوماتك على هذا النحو يا بالفخر!
4) لا يزال كثير من خصوم الجبهة القومية وبالذات الرابطيون يرددون بأن الأنجليز كانوا قد حددوا إستقلال الجنوب في 1968 فالجبهة القومية بكفاحها المسلح أراقت الدماء بلا معنى غير تقديم الإستقلال أسابيع! لقد زعموا ذلك ليبرروا عدم مشاركتهم في ثورة 14 اكتوبر 1963! وكم من مرة رددت عليهم لأثبت وبالحقائق والوثائق عدم صحة ذلك الزعم، وبإختصار كانت بريطانيا ترفض مطالب الحركة الوطنية في الجنوب لنيل الإستقلال وضاربة عرض الحائط بقرار الأمم المتحدة في هذا الشأن وقبل 14 أكتوبر 1963 لم يكن هناك قرار خاص بالجنوب ولكن الجمعية العامة أصدرت تصريحاً خاصاً في دورتها الخامسة عشرة ينص على منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، وقد تضمن هذا التصريح قرار الجمعية العامة رقم 1514 الصادر في 14 ديسمبر1960 ورفضت بريطانيا تطبيق قرار منح الاستقلال على عدن مما دفع بعض أحرار الجنوب لإنتهاج الكفاح المسلح لتحرير الجنوب لا حباً في إراقة الدماء، فأضطرت بريطانيا لتحديد عام 1968 لاستقلال الجنوب وذلك تحت ضغط الثورة وليس قبل الثورة كما تزعمون فقد قررت ذلك في عام 1964م أي في العام التالي لإندلاع الثورة وأتحدى أن يثبت أحد بأن بريطانيا أعلنت أو قررت قبل 14 أكتوبر 1963 أن تمنح الاستقلال للجنوب في 1968م.
5) وأكيد ستتسائلون ولماذا إذاً واصلت الجبهة القومية الكفاح المسلح ولم تحقن الدماء؟ فأجيبكم بأن المشروع البريطاني للأستقلال كان يؤدي لأستقلال مزيف أوضحته آنفاً.
تنويه : في عام 1959م صدر عن حركة القوميين العرب في الجنوب كتيب وضعه قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف عنوانه "اتحاد الإمارات المزيف مؤامرة على وحدتنا العربية" وفي هذا الكتيب ظهرت ولأول مرة الدعوة لإنتهاج الكفاح المسلح لتحرير الجنوب ورفضت ذلك كل القوى السياسية الأخرى والأحزاب بعدن، والهام جداً هنا هو ملاحظة أن تلك الدعوة صدرت عنهما قبل صدور قرار الجمعية العامة في 1960م بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة والذي رفضت بريطانيا تطبيقه على عدن، أي أنه كان لديهما إدراك غير طبيعي لقضايا الجنوب بدليل أنهما طالبا بالكفاح المسلح قبل أن يصدر القرار المذكور وترفضه بريطانيا، بمعنى آخر أنهما كانا واثقين بأن بريطانيا لن تخرج من عدن بأي حال من الأحوال، وجاء القرار المذكور ليثبت للكل صحة رؤيتهما ثم أخذت الجمعية العامة بعد إنطلاق ثورة أكتوبر تتخذ قرارات خاصة بشأن عدن والجنوب ككل وظلت بريطانيا ترفض تطبيقها.
6) وكدليل على أن بريطانيا لم تخرج من الجنوب بقرار من الأمم المتحدة، وكدليل على أنها لم تكن تنوي مغادرة عدن أبداً حتى رغم إنطلاق ثورة 14 أكتوبر، أقول بأنه صدرت عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عدة قرارات بشأن إستقلال عدن ثم الجنوب ككل ورفضت بريطانيا تنفيذها وكان أولها في 11 ديسمبر 1963 وفيما يلي أورد أول بندين منه ليتأكد القارئ من أن بريطانيا لم تخرج إلا بعصا ثورة 14 أكتوبر العظيمة، وما بين قوسين هو توضيح مني :
ــ تعرب (أي الجمعية العامة) عن أسفها البالغ لرفض حكومة المملكة المتحدة لبريطانيا وشمال أيرلـندا التعـاون مع اللجـنة الفرعيـة المخـتصة بعـدن، خاصة رفضها السماح للجنة الفرعية بالذهاب إلى المنطقة تنفيذاً للمهمة التي كلفتها بها اللجنة الخاصة (المقصود لجنة تصفية الإستعمار).
ــ تجدد (أي الجمعية العامة) التأكيد بحق شعب المنطقة في التحرر من الحكم الاستعماري وتقرير المصير طبقاً للإعلان القاضي بمنح الاستقلال للأقطار والشعوب المستعمرة.
* كتبت هذا الجزء من المقال منذ أيام ( وأستغرق مني 15 ساعة تقريباً ) تلبية لطلب الأخ محمد صالح ناشر مالك ورئيس تحرير "صدى عدن"، وبعد أن نشره صار لازماً علي أن أنشره ببعض المواقع الخرى ففيه معلومات مفيدة للباحثون وعموم القراء المهتمون بمعرفة الحقائق الهامة المتصلة بتاريخنا الوطني.
والجزء 2 (الأخير) يتبع بإذن الله.
فخامته وبرقية عزاء مضحكة
أتقدم ــ أي نجيب ــ بأحر التعازي لذوي اللواء متقاعد محمد أحمد بن موقع الذي توفي منذ أيام، له الرحمة ولهم الصبر. ولأن الشيئ بالشيئ يذكر، بعث الرئيس اليمني عبدربه منصور برقية عزاء لذويه وجاء فيها "كان من الذين أسهموا في تأسيس الجيش بعد الإستقلال في مختلف المواقع القيادية"! وبهذا وقع الرئيس في خطأين فادحين كان يجب أن لا يقع فيهما أولاً لأنه رئيس دولة ويجب أن تكون معلوماته التي يتحدث بها صحيحة، وثانياً لأنه كان ضابطاً في جيش الجنوب، والخطأين هما :
1) أنه يتحدث عن مساهمة بن موقع في تأسيس الجيش بعد الإستقلال! بينما بن موقع أحيل للتقاعد بعد أسبوعين من الإستقلال فمتى إذاً يا فخامتك "أسهم في تأسيس الجيش بعد الإستقلال في مختلف المواقع القيادية"؟! وسأثبت لك صحة ما أقول لتعلم بأن شغل "مشّي حالك" لا يليق برؤساء الدول، ففي 14 ديسمبر 1968 صدر المرسوم الجمهوري رقم 13 وقضى "بإحالة كل من العقيد محمد أحمد بن موقع والعقيد أحمد محمد بن عرب من جيش الجمهورية إلى المعاش".
2) أنه يتحدث عن تأسيس جيش الجنوب بعد الإستقلال! بينما جيش الجنوب أسسه البريطانيون أثناء إحتلالهم للجنوب. ومن المصادفات أنه قبل أيام من وفاة بن موقع سألني شاب على صفحتي بفيسبوك عن الرئيس الذي في عهده تأسس جيش الجنوب، فأجبته "تأسس في عهد الإحتلال البريطاني" ومعذور هو لأنه لا يعرف فهو شاب (وأحييه لأنه يريد معرفة معلومة هامة تتصل بوطنه) لكن أن لا يعرف تلك المعلومة جنوبي على عتبات العقد الثامن من العمر ناهيك عن أنه كان ضابطاً في الجيش!! فأسمح لي يعني!
من بعد كفاح ونضال بسلاح
وسجون رهيبة ما ترحم
رغم التهديد ما هبنا وعيد
خلينا الآلي يتكلم
واللي استشهد علشان نسعد
بفجر جديد علشان يولد
في الجنه يهيم في حرير ونعيم
النور في ضريحه يتجدد
والله ما ننساه ولا ننسى خطاه
ذكره واسمه يتردد
حد من الوادي
11-02-2012, 12:23 AM
بريطانيا لم تخرج من مستعمرة بمثل هزيمتها في عدن (2 ــ 2)
نجيب قحطان الشعبي الخميس 2012/11/01 الساعة 09:22:47
إنطلاقة الثورة والإنتصار
كالعادة، لا يزال الإعلام اليمني الرسمي يحاول بدأب عبر بعض من جماعة لبوزة أن يكرس في أذهان الناس أن راجح لبوزة عاد من الشمال إلى ردفان بالإتفاق مع قادة 26 سبتمبر لتفجير الثورة المسلحة لتحرير الجنوب لذلك رفض مطالب الإنجليز بتسليم سلاحه ومجموعته أو دفع غرامة مالية فهاجمتهم القوات البريطانية في 14أكتوبر1963فأستشهد بنفس اليوم فأتخذت الجبهة القومية من تاريخ إستشهاده بداية للثورة المسلحة لتحرير الجنوب وبدأت حرب تحرير الجنوب في اليوم الذي استشهد فيه لبوزة وتواصلت مدعومة من صنعاء بالمال والسلاح والرجال حتى تحقق الإستقلال!! وإزاء هذه الأكاذيب فإنني أورد الحقائق التالية :
1) الحقائق "الموثقة" تؤكد بأن أحداً لم يطالب لبوزة ومجموعته بتسليم أسلحة ولا غرامات مالية ولا هم يحزنون فلا السلطات البريطانية طالبتهم بذلك ولا حكومة الإتحاد الفدرالي للجنوب العربي طالبتهم بذلك, والأمر كله مجرد تزوير مكشوف وإستهبال وإستخفاف بعقول الناس (وسبق وكتبت عدة مقالات تثبت ذلك).
2) لم يكن هناك وجود لرسالة المدعو "ميلن" ولا لرد لبوزة ولا لطلقة رصاص في الظرف ولا هم يحزنون.
3) لبوزة قتل في يوم 13 أكتوبر 1963 لسبب لا علاقة له مطلقاً بتحرير الجنوب، فقد قطعت مجموعته الطريق الرئيسي بردفان لتقيم عليه حاجزاً جمركياً وفرضت مبالغ على كل السلع التجارية المارة بالطريق، فقام الشيخ محمود حسن علي لخرم نائب مشيخة القطيبي (أكبر مشيخات ردفان) بإزالة الحاجز فحاولت مجموعة لبوزة إغتياله لكنه نجا، وفي اليوم التالي هاجمت القوات الإتحادية (لا البريطانية) مكان تواجد مجموعة لبوزة وأصلتهم ناراً حامية وكان لبوزة متوارياً خلف صخرة فأنفجرت بالقرب منه قذيفة عشوائية وأصيب بإحدى شظايا وفارق الحياة فوراً.
4) يوم 14 أكتوبر لم تقع فيه أية معركة ولا في الأيام التالية حتى سخنت قيادة الجبهة القومية المتواجدة في تعز (وهي قحطان الشعبي وناصر علوي السقاف) الجو ببيان حماسي ألهب مشاعر كل أبناء الجنوب ومجّد البيان عدداً من شهداء الجنوب قتلوا في معارك مع قوات الإستعمار البريطاني، وحمس البيان بالذات أبناء ردفان عندما أعتبر لبوزة شهيداً (وليس صحيحاً أنه أعتبره الشهيد الأول للجبهة القومية أو لثورة 14 أكتوبر فكل هذه فبركات) وأنه يجب الثأر له كشهيد وصفته حكومة الإتحاد برجل عصابات رجعي مفسد، وبشر البيان بقرب ممارسة الكفاح المسلح، فهب المقاتلين من كل أنحاء ردفان وليس آل لبوزة فقط أو القطيبي فقط.
5) القاهرة وقفت في البداية ضد ثورة 14 أكتوبر، وبريطانيا تمكنت من محاصرة المقاتلين والمدنيين بردفان فقام قائد الجبهة القومية بجمع تبرعات من أصدقاء له يعملون تجاراً ورجال أعمال مقيمين بتعز وأبتاع أسلحة وذخائر ومواداً طبية وتموينية لإنقاذ المقاتلين والأهالي وكانت تلك أول قافلة إغاثة باسم الجبهة القومية وسار قائد الجبهة القومية في مقدمة القافلة حتى أوصلها إلى ردفان وقام بتوزيع الدعم وكان ذلك في يناير 1964 فكتب المندوب السامي البريطاني تقريراً جاء فيه "الجبهة القومية للتحرير قد نفذت كذلك أعمالاً فدائية بالقنابل على مواقع الحرس الإتحادي في ولاية لحج, وقائد الجبهة القومية قحطان محمد الشعبي أشرف بنشاط على عملية توزيع ستة آلاف طلقة من الذخيرة وما لا يقل عن مئة بندقية على أهل ردفان" (أنظر "ثورة 14أكتوبر في الدراسات الأجنبية" ترجمة الرائعين الأستاذين حامد جامع وعبد الكريم الحنكي).
كما قام قائد الجبهة القومية بتعيين عبدالله المجعلي قائداً لجبهة ردفان كأول جبهة قتال لتحرير الجنوب، والمجعلي من دثينة وعندما أعترض بعض آل لبوزة قال لهم معركتكم كجبل ردفان مع قوات الإستعمار أنتهت فالآن هذه معركة شعب الجنوب كله لتحرير الجنوب كله.
6) بعدما زار الرئيس المصري جمال عبدالناصر اليمن في ابريل 1964 بدأت مصر في تقديم الدعم للجبهة القومية.
7) السلطة بصنعاء وطوال ثورة 14 أكتوبر لم تقدم للجبهة القومية ريالاً واحداً أو طلقة رصاص (كتبت من قبل وقدمت ما يثبت ذلك) بل أن متنفذيها من قادة عسكريين كانوا ينهبون المساعدات الواصلة عبر ميناء الحديدة والمقدمة من بعض الدول للجبهة القومية كمساعدة لشعب الجنوب، وعندي وثائق تثبت صحة ما أقول ولم أنشرها من قبل لأنشرها في كتابي عن تاريخنا قبل وبعد الإستقلال.
8) بعد جبهة ردفان فتحت الجبهة القومية جبهة قتال المنطقة الوسطى اسميت بجبهة فحمان (وأحياناً جبهة دثينة) بقيادة ناصر السقاف وبجانبه علي ناصر محمد ومحمد علي هيثم وحسين الجابري، ثم جبهة الضالع بقيادة محمد احمد البيشي وعلي عنتر كمسئول عسكري، وجبهات عديدة أخرى (الشعيب، الصبيحة...) وفي منتصف 1964م أفتتحت جبهة عدن.
9) في يونيو 1967 بدأت الجبهة القومية في الإستيلاء على السلطة في ولايات الجنوب وبحلول سبتمبر 1967 عقد قائدها مؤتمراً صحفياً كبيراً (3 سبتمبر) في زنجبار عاصمة سلطنة الفضلي المحررة وأعلن ولأول مرة إستعداد جبهته للتفاوض مع بريطانيا لو إعترف المندوب السامي في عدن بأن الجبهة القومية هي الممثل الحقيقي لشعب الجنوب، وأضاف بأن جبهته سيطرت على كافة أرجاء الجنوب دون سفك دماء.
10) في 3 نوفمبر أنفجر القتال في عدن بين الجبهة القومية وجبهة التحرير (التي شكلها جهاز الإستخبارات المصري لتكون بديلاً للجبهة القومية لأن قيادتها كانت ترفض تلبية التوجيهات المصرية) وحينئذ كان وفدين يمثلان الجبهتين يتفاوضان في القاهرة لتحقيق الوحدة الوطنية بين الجبهتين وتسلم الإستقلال معاً، وانتهى القتال في 6 نوفمبر بأنتصار الجبهة القومية وبسط سيطرتها على المستعمرة عدن فأعترف جورج براون (وزير خارجية بريطانيا) وإذاعة لندن ومعهما جيش الجنوب بأن الجبهة القومية تمثل 95 % من شعب الجنوب.
11) في يوم 9 نوفمبر أعلن سيف الضالعي العضو القيادي في الجبهة القومية أنه يجب على بريطانيا أن تعترف بسيادة الجبهة القومية على الجنوب وأن تبدأ بالتفاوض معها بشأن نقل السلطة إليها باعتبارها الممثلة الوحيدة للشعب. وأعلن متحدث في لندن باسم وزارة الخارجية البريطانية في 11نوفمبر أن بريطانيا قد ردت على طلب الجبهة القومية وذلك بالاعتراف بها رسمياً باعتبارها الحكومة الفعلية في عدن.
12) عقد الأمين العام للجبهة القومية قحطان الشعبي مؤتمراً صحفياً في القاهرة يوم 13نوفمبر دعا فيه الحكومة البريطانية للدخول مباشرة في مفاوضات مع الجبهة القومية لتسلم الاستقلال وقال أنه ليس هناك استعداداً للقاءٍ آخـر مع جبهة التحرير.
13) في 21 نوفمبر 1967 بدأت في جنيف مفاوضات الإستقلال، وفي 29 نوفمبر وقع رئيسي وفدي الجبهة وبريطانيا على وثائق إستقلال الجنوب وأهمها إتفاقية إستقلال وطني كامل جعلت البريطانيين يعترفون بأنفسهم بأنهم على كثرة مستعمراتهم في العالم حتى لقبت بلادهم بالإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس فأنهم لم يخرجوا من مستعمرة لهم في العالم بهزيمة أقسى من هزيمتهم في عدن.
14) في صباح يوم الإستقلال 30 نوفمبر عاد وفد الجبهة إلى عدن ، وفي مساء نفس اليوم أقيم حفل جماهيري بمدينة الإتحاد (مدينة الشعب لاحقاً) لم يشهد له الجنوب مثيلا أمتدت فيه طوابير السيارات التي تحمل المواطنين وأسرهم لنحو 20 كيلومتر (من مدينة الشعب إلى جولة ريجال أمام فندق عدن الحالي) وتلي بالحفل قرار القيادة العامة بتعيين قحطان الشعبي رئيساً للجمهورية والحكومة، ومن ثم وقف الرئيس ليعلن إستقلال الجنوب بعد إحتلال بريطاني دام نحو 129 عاماً وأعلن قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كدولة مستقلة ذات سيادة وذات حكومة مركزية واحدة لكل أرجاء الجنوب لتنتهي بذلك التفرقة البغيضة بين أبناء الجنوب التي أوجدها الإحتلال البريطاني والحكم السلاطيني.
الخلود لمدرم وعباس وعبود وعبدالقوي والحبيشي وبقية شهداء ثورة 14 أكتوبر المجيدة التي جعلتنا نفاخر بأننا البلد العربي الوحيد الذي أنتزع إستقلاله من بريطانيا بالكفاح المسلح.
من بعد كفاح ونضال بسلاح
وسجون رهيبة ما ترحم
رغم التهديد ما هبنا وعيد
خلينا الآلي يتكلم
واللي استشهد علشان نسعد
بفجر جديد علشان يولد
في الجنه يهيم في حرير ونعيم
النور في ضريحه يتجدد
والله ما ننساه ولا ننسى خطاه
ذكره واسمه يتردد
=====================
والعرفان والمجد لمن صنع يوم النصر 30 نوفمبر 1967 أعظم وأهم يوم في تاريخ الجنوب منذ أن سكنه البشر.
الله الله على يوم النصر وعلم النصر رفرف في عُلا شمسان
الله الله بكفاح الشعب أنتصر الشعب ضد الظلم والطغيان
الله الله على شعبي البطل الجبار
أعلنها ثوره أطاحت بالعملاء والإستعمار
ومن أرضي طرد السلاطين
وحقق لي رغبة ملايين
القنابل والمدافع وحدها كانت لشعبي الحر أصدق ترجمان
في الخنادق في الشوارع ما لقى المحتل من نيراننا الحمراء أمان
الله الله على شعبي البطل الجبار
أعلنها ثوره أطاحت بالعملاء والإستعمار
ومن أرضي طرد السلاطين
وحقق لي رغبة ملايين
ومن أرضي طرد السلاطين
وحقق لي رغبة ملايين
ومن أرضي طرد السلاطين
وحقق لي رغبة ملايين
حد من الوادي
11-15-2012, 02:42 AM
الخميس 15-11-2012 12:10 صباحا
مسافات حميدة بين السعودية واليمن
د. عمر عبد العزيز
من المعروف تاريخياً أن اليمن والسعودية تجتمعان في أساس التاريخ والجغرافيا، تلك الحقيقة الأزلية التي لا يمكن استبعادها بحال من الأحوال.. ولسنا هنا بصدد استعادة ما كان في الماضي القريب والبعيد، لكن مصائر هذه العلاقة ظلت مرهونة بالرؤى والمقاربات الاجتهادية، النابعة من النخب السياسية في البلدين.
وكانت المعادلة التي طالما اعتمدها فرقاء الساحتين، تكمن في إيجاد شكل من أشكال الحياد الإيجابي بين البلدين، وبما يؤدي إلى عدم اختلاط النسقين السياسيين والاجتماعيين، وكانت ذروة تلك التجربة ممثلة في التوافقية التاريخية بين الملكيين والجمهوريين في الشطر الشمالي من اليمن، بعد أحداث 26 سبتمبر التي أطاحت بالإمامة الزيدية التاريخية في اليمن، وما رافقها من أحداث.
وقد بادرت السعودية إلى احتضان التوافق في شمال اليمن، بناء على اتفاقية الطائف، وعندما جاءت الوحدة اليمنية في مايو عام 1990، انقلبت المعادلة التوافقية الداخلية في شمال اليمن رأساً على عقب، وهكذا انصرفت الأمور لتدخل مرحلة جديدة، تمثّلت ذروتها الكئيبة في مقدمات حرب عاصفة الصحراء، حيث مالت القيادة اليمنية، مُمثلةً في الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأنصاره، للحل الذي جاء متناقضاً مع موقف المملكة ودول الخليج العربي، فتوترت العلاقات البينية العربية - العربية عموماً، واليمنية السعودية ضمناً.
تالياً، كانت المملكة تميل إلى حل توافقي قبيل حرب 1994 بين جيش الشطرين اليمنيين، المُتّحدين شكلاً لا مضموناً، لكن ذلك لم يتم، وحُسمت المعركة لصالح مركزية النظام في صنعاء، وبدعم أميركي سياسي ولوجستي أفصحت عنه الولايات المتحدة. ثم سارت الأمور بين اليمن والسعودية، بعيد حرب 1994، في إطار الحفاظ على الحد الأدنى من العلاقات البينية، وخاصة بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين.
والتي عبرت في المحصلة عن حقيقة تاريخية تواشجية بين بلدين عربيين متجاورين منذ الأزل، وسيبقيان هكذا إلى ما شاء الله، وليس أمامهما من خيار سوى التوافق على قاعدة مراعاة الطبيعة التاريخية الجغرافية والمصيرية بينهما.
الجديد الأخطر في معادلة العلاقات الثنائية اليمنية السعودية، جاء بعد ما سُمِّي بالربيع العربي. فقد كانت السعودية حريصة على إعادة إنتاج التوافقية الحميدة، من خلال تبنيها الناجز والصبور للمبادرة الخليجية، بل إن المملكة تمثل رأس الحربة في معادلة التوافق اليماني الحميد، وقد أفضت المبادرة إلى خروج اليمن من عنق الزجاجة القاتلة للاحتراب والتنافي العدمي.
وسارت قُدماً إلى الأمام، على أساس الشراكة بين فرقاء الساحة السياسية اليمنية، لكنها، رغم ذلك، ما زالت، حتى اللحظة، رهن النوايا الحسنة للمُتشاركين في القبول بها، والسير قُدماً في تنفيذ مرئياتها، وصولاً إلى إجراء الحوار الوطني، وإقرار ما يستتبعه من استحقاقات دستورية وقانونية، تطال جملة المشهد السياسي والمجتمعي اليمني.
وخلال فترة ما بعد توقيع الفرقاء على المبادرة الخليجية، ظلت السعودية حاضرة وداعمة للشرعية التوافقية، بل وشاركت بفعالية في التخفيف من بعض الاحتقانات المالية الحادة، وساهمت في رصد مبالغ معتبرة في مؤتمرات المانحين المتكررة، وما زالت حاضرة بسخاء في تعاملها مع اليمن الذي يواجه تحديات غير مسبوقة.
بعد أن توقفنا أمام لمحات عابرة من تاريخ العلاقات اليمنية السعودية المترابطة مع التطورات السياسية على مدى سبعة عقود، من الأهمية بمكان بلورة رؤية جديدة تجاه المستقبل القريب والمداهم. وتنطلق هذه الرؤية من اعتقاد جازم بأن المُتغيِّر السياسي العاصف في المنطقة، يقتضي متغيراً في الرؤية أيضاً، وأن ما صلُح عليه الحال سابقاً قد لا يكون صالحاً اليوم. ولهذا نقدم هنا اقتراحاً بسلسة من التدابير التي نعتقد أنها كفيلة بالخروج من متاهة الأزمات المتتالية للحالة اليمنية، وهي بجملتها تدابير تخص المملكة العربية السعودية ضمناً، وتخص اليمن أساساً.
فمن الضرورة أن تعيد المملكة النظر في نمط التعامل المالي المباشر مع شيوخ القبائل اليمنية المتركزة أساساً في «شمال الشمال» اليمني، باعتبار أن هذه المسألة تضعف الدولة في اليمن، وتعطل خططها العمرانية والاستثمارية، كما أن تلك الأموال لا تصل غالباً إلى مستحقيها.
المسألة الجنوبية قضية مركزية تستحق وقفة جادة أمام شكل الدولة اليمنية القادمة، وعلى رعاة المبادرة الالتفات لها، وخاصة ما يتعلق بشكل الدولة التي ينبغي أن تتَّسع لمختلف الأقاليم والمكونات الجغرافية، على قاعدة لا مركزية ناجزة.
الحالة القائمة في الجنوب وصعدة، نتيجة منطقية لأخطاء النظام السابق، وذلك باعتماده على نظرية المُكايدات السياسية للخصوم السياسيين. وفي المقابل، انبرت الأيديولوجيا الدينية المُفارقة لحقيقة الزيدية التاريخية في صعدة.. وفي تقديري أن مبدأ الحوار يظل صالحاً أيضاً، فتشجيع هذا المنحى سيؤدي إلى طمأنة سكان صعدة، وإصلاح خرائب الحرب، بإعادة إعمار النفوس قبل المنازل، وذلك استحقاق لا مفر منه، يذكرنا بذات الاستحقاق في المحافظات الجنوبية التي تضررت من سياسة التهميش والإقصاء.
فضاء الاستثمار الواسع والواعد في اليمن، هو المقدمة الحاسمة للنظر إلى المستقبل، لكن هذا الفضاء الواعد لن يتحقق في ظل استمرار آلية الدولة السابقة ونواميسها الباطلة، ومن الضروري الشروع في تمهيد الطريق لنية التغيير الحقيقي، حتى يستشعر المواطنون أن أملاً قادماً بدأ يلوح في الأفق.
وأن هذا الأمل هو الوعاء الحاضن لمقدمات الوطن السخية بتنوع المناخات الطبيعية، وتوفر مصادر الاقتصادات الزراعية والبحرية، ووجود سلسة من البيئات الصالحة للتنقيب عن مختلف أنواع المعادن.. بالإضافة إلى ثقافة العمل التاريخية المدعومة بعمق ديمغرافي شبابي حيوي.
اليمن بحاجة إلى الخروج من شرنقة العدمية السياسية المقرونة بالمركزية المُتجهِّمة، أكثر من حاجته للمساعدات المادية، على أهمية ذلك. والحوار الوطني المطلوب كاستحقاق عاجل أمام الشرعية اليمنية، يتطلب تأمين 3 دوائر أساسية.. أولاها، الحوار الشامل بمشاركة المعنيين جميعاً، والثانية، الحوار السياسي النخبوي لفرقاء التوافق الحكيم، عطفاً على المبادرة الخليجية، وثالثتها، تشكيل لجنة حكماء من أسماء مختارة، تؤول إليهم مرئيات الدائرتين السابقتين، ويُعطى لها الحق الكامل في تسطير سيناريو المستقبل، على أن تكون هذه اللجنة محدودة العدد، وصادرة عن ثقافة عالمة، بالمعنى الواسع للكلمة.
وهنا نود الإشارة إلى ضرورة تطويع وإقناع فرقاء التوافق السياسي على هذه الصيغة، استناداً إلى دورها المركزي في معادلة الحل الماثل.
البيان الإماراتية
حد من الوادي
12-16-2012, 12:36 AM
دروس وعبر قيام الجبهات الموحدة العالمية والوطنية الجنوبية.. وأهمية دعوة الرئيس البيض
الجمعة 14 ديسمبر 2012 03:13 مساءً
د. عبدالرزاق مسعد
حفزني الأستاذ الوطني الجليل د.عبدا لرحمن احمد علي (الوالي ) وقيادة صحيفة الامناء الكرام لاعداد دراسة ولوكانت متواضعة قليلة لكن جوهرية تلبية للدعوة الجليلة والهامة للقائد الجليل الكبير الرئيس علي سالم البيض لاقامة جبهة وطنية جنوبية موحدة تظم الحراكين السلميان الجنوبيان الداخلي والخارجي وكل القوى والاحزاب والتنظيمات السياسية والحركات المهنية والنقابية والشعبية الجنوبية.. كمحاولة تاريخية وعلمية للعودة للارث التاريخي العالمي والانساني والعربي والاسلامي والارث التاريخي الكبير للخبرة البشرية الايجابية والسلبية للحركات المعادية للحروب العالمية والاقليمية التي شهدتها الكرة الارضية والتي شهدتها حركات التحرر الوطنية في بلدان العالم وفي مختلف القارات.. وذلك للمساهمة المتواضعة في بلورة الفكرة الاهم بالنسبة للقوى الجنوبية الوطنية والشعبية والسياسية المناضلة من اجل اعادة الكرامة والحق الجنوبي المنهوب والمهدور والضائع التي دعى اليها الاخ العزيز الرئيس علي سالم البيض أخذين في الحسبان التجربة الانسانية التطبيقية بأيجابياتها وسلبياتها كعبرة ودروس تاريخية والاستفادة القصوى من كل ماهو ايجابي، وبقدر المستطاع بل وكليا تجنب كل ما من شأنه اعاقة التوحد الوطني المبني على الاختلاف والتنوع كقوة محركة للتحرر والاستقلال وللمصالح والحقوق لكل ابناء الجنوب دون استثناء الشركاء في الارض التي ولدوا فيها وترعرعوا ..بكلائها ومائها ومرعاها وثرواتها والشراكة الاقتصادية والسياسية التي تضع حدا نهائيا لكل قوانين وعادات وتقاليد الالغاء والاقصاء الماضية المستوردة والموروثة واعادة الاعتبار لكل من شملهم الاقصاء والالغاء من فئات وشرائح فقيرة ومتوسطة وغنية وفي مقدمة ذلك الراسمال الوطني الجنوبي وفرض وجوده في العلاقات الاقتصادية والصناعية والتجارية في فروع التجارة والبنوك والمقاولات والسوق داخليا وخارجيا
(وتشمل دراستنا ومشروعنا المتواضع عدد من العناوين) :
(اولا) الجبهة الموحدة ظاهرة عالمية انسانية ووطنية
كظاهرة فكرية وعلمية وتطبيقية فقد املتها المظالم الداخلية والخارجية والحروب الغير عادلة التي يشنها (مثالا) الملوك والامراء واغنياء اوروبا على بعضهم بعضا وهي حروب كانت عنصرية والغائية والحاقية ضد اقليات وشعوب وامم اصغر واضعف وظمها بالقوة الى القبائل والممالك الكبيرة في العهد البدائي والمتأخر والمتاخم للقرون الوسطى الاقطاعية والمتقاربة الجوهر والفعل بل والاكثر عنصرية والغائية من سابقتها، ثم في التاريخ الحديث منذ منتصف القرن الخامس عشر وهو العصر المتسم بالاكتشافات الجغرافية الكبرى والذي اسس لظهور الاسس الاقتصادية لاسلوب الحياة الرأسمالية الجديد المطبوع بالوحشية والبحث عن الذهب والفضة والثروة والبحث عن الاسواق والمواد الخام فظهور سيادة الراسمال المالي وهو الراسمال الاكثر عنصرية وشوفينه الوريث العملي للجاهلية الاولى الغربية والشرقية المؤسس للفاشية والنازية العنصرية الالمانية والايطالية والعسكرية اليابانية في اسيا والتي اجمعت على الحروب حتى تتربع شعوبها واجناسهم على الارض والحياة.
وعمليا ظهرت الجبهات العالمية الموحدة خلال الحرب العالمية الاولى عندما انقسمت اوروبا والولايات المتحدة ودول آسيوية وافريقية الى جبهتين حرب متحالفتين الاولى بقيادة المانيا وتركيا التي بدأت الحرب وكانت التراكمات الرأسمالية الانتاجية والمالية والعلمية والصناعية والاقتصادية الالمانية هي الاقوى في العالم وكانت تطمح بالسيطرة الاقتصادية على العالم.. الخ.
والثانية بقيادة بريطانيا وفرنسا.. وجميعهم طمحوا الى ما طمحت اليه المنيا او اعادة تقسيم العالم في ظل وضع اذن ووضع علامات بارزة لسقوط اكبر امبراطوريات العالم تركيا والامبراطورية النمساوية المجرية...الخ
ومع ظهور وازدهار الحركة الاشتراكية الديمقراطية في اواخر القرن التاسع عشر ودخول القرن العشرين وبروز قوة طبقية مقررة في حياة اوروبا هي الطبقة العاملة الوطنية والعالمية ومنظماتها المهنية والحرفية والاقتصاية والسياسية فقد ظهرت الجبهات العمالية الموحدة بين الاشتراكيين الديمقراطيين والشوعيين في اوروبا الشرقية بدرجة رئيسية ثم امتدت الى اوروبا الغربية والى قارات العالم واصبحت هذه الجبهات النواة الرئيسية لقيام الجبهات الوطنية والشعبية خلال ظهور خطر الفاشية الالمانية والايطالية وشكلت خطرا حقيقيا على البشرية بين الاعوام 35-40 وتعاضدت بل وتوحدت فيها الجبهات العمالية والفلاحية والراسمالية بما فيها جزء كبير من الاحتكارات العالمية وشكلت الجبهات الموسعة الموحدة انصهر فيها ابناء الشعوب بمختلف طبقاتهم واديانهم ومذاهبهم الرئيسية لمواجهة العدو الاول للبشرية بعد اعلان المانيا الحرب على بولندا الاوروبية ، ثم على بلدان "الاتحاد السوفياتي"، (الذي تأسس في عام 1922- وسقط تحت ضربات الحرب الباردة 1989-1990م وتحت وقع الفساد المستشري في جسم هذا الاتحاد وفشل الفكرة الشيوعية العلمية المثالية العالمية في الواقع التطبيقي للتاريخ )، وذلك بعد ان تحولت نظريات هتلر وموسولوني العسكرية اليابانية الى واقع عنصري وحشي وبربري بتحالفهم واعلانهم عن الحرب العالمية الثانية الشاملة والمدمرة للعالم في طموح "كان مستحيلا"، للقضاء على الاجناس البشرية الاخرى والتي اعتبرتها نظرية هتلر في كتابه الموسوم "كفاحي" والصادر عام 1935م أجناسا واطية لا تستحق الحياة.
لقد كانت فكرة قيام الجبهات الوطنية الموحدة هي الفكرة التي كرس لها مؤتمرات الاممية الاولى والثانية والتي كرس لها المؤتمرات الاولى حتى السابع للاممية الشيوعية الثالثة عندما كانت الحاجة تستدعي وحدة الطبقة العاملية العالمية واحزابها العمالية الاشتراكية والديمقراطية لمواجهة الرأسمالية والاحتكارات الرأسمالية على الاصعدة المحلية والعالمية لتوحيد نضال العمال وطنيا واقليميا وعالميا لانتزاع الحقوق المنتهكة لعمال العالم، الا ان المؤتمر السابع للاممية الشيوعية المنعقد في عام 1935م والمؤتمرات اللاحقة لها وكذلك مؤتمرات الاشتراكية والديمقراطية الدولية بعد ذلك حتى قيام الحرب العالمية الثانية وما قبل ذلك التي شهدت التحضير الفاشي للحرب.. مثلت هذه المؤتمرات اللحظات العملية والنظرية والتي بموجبها تأسست وقامت الجبهات العمالية الموحدة والجبهات الشعبية الوطنية والعالمية على اساس القواسم المشتركة بين الطبقات الاجتماعية، العمال، والفلاحين والتي توحدة مع البرجوازية الكبيرة وشرائحها وصلت في بعض البلدان الغربية الاوروبية الى التوحد مع الاحتكارات الرأسمالية العملاقة بكل فئاتها وكذا الممثلين عن الاديان والمذاهب المختلفة الدينية ,الكاثيوليك والارثوذيكس والبروتستانت بشرائحهم كاللوثرين والكالفينين والموحدين..الخ والاسلاميين..؟!
ومن شروط قيام تلك الجبهات هو ان تحفظ جميع الاحزاب العمالية والاشتراكية والديمقراطية والبرجوازية والشيوعية..الخ كيانهم التنظيمي الحزبي والاستقلالية الفكرية والتنظيمية الحزبية كما تميزت جميع الاحزاب والقوى المنظوية في الجبهات المتحدة بخصائصها وبرامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والوطنية.. الخاصة بها دون التدخل في شؤونها الداخلية ونشاطاتها المرتبطة ببرامجها القريبة والبعيدة..
وكان الاتفاق جميعا على ان الهدف الاول الموحد لهم هو الدفاع عن الاوطان والشعوب ومن اجل القضاء على العدو الاول لهم وللبشرية جميعا وهو (الفاشية).
باحتلال المانيا لبولندا في عام 1939م وباعلان الحرب على الاتحاد السوفيتي في عام 1940م ووصول الجيوش الالمانية تخوم المدن السوفياتية الكبرى (موسكو) وسقوط (بطرس بورج) التي كانت تسمى (ستالين جراد) واحتلال اوروبا الغربية، تعززت وتعمقت لدى الشعوب خيارات قيام الجهات الوطنية المتحدة حتى على صعيد الحكومات والدول الكبرى الشرقية والغربية بالرغم من تأخر دخولها الحرب وانتصرت هذه النظرية في مراحلها الاولى مراحل الدفاع عن الاوطان وهزيمة الفاشية عندما اتحدت القوى الشعبية والدينية بمختلف افكارها ومعتقداتها واحزابها واعراقها وقومياتها في مواجهة العدو الذي كان يسعى الى محو الشعوب محوا كاملا من على الارض عدو الجميع الذي لا يفرق في عدوانه وحربه ودماره ووحشيته الهمجية.. أي شعب او امة او قومية عدو وضع لنفسه خططا لتحطيم اوروبا والعالم من اجل سيطرته المطلقة على العالم على اساس عنصري فاشي، ونازي وعبودي.
لقد نجحت العديد من البلدان الاوروبية الشرقية والغربية في اقامة مثل هذه الجهات وخاضت شعوبها وقواها السياسية المتنوعة حروبا وطنية وعالمية مقدسة بالتعاون مع الاتحاد السوفياتي والتحالف الغربي بقيادة امريكا وبريطانيا والتي دخلت الحرب متأخرة.
في اوروبا الشرقية لعبت القوة السوفياتية الضاربة دورا حاسما في تحقيق النصر لهذه الشعوب.. بعد دمار لا نظير له الا في الخرافات وبعد فقدان اكثر من ثمانين مليون انسان.. كان نصيب الاتحاد السوفياتي اللاعب الرئيسي في الحرب اكثر من عشرين مليون انسان.
وقد كانت العبرة التاريخية والدرس البليغ هو بالتوازن الوطني المختل للعديد من البلدان لصالح الاحزاب الشيوعية الوطنية.. فبفعل التدخل الواسع للاتحاد السوفياتي، صادرت الاحزاب الوطنية الشيوعية في اوروبا الشرقية في المانيا وبالتحديد شرقها.. صادر الشيوعيون حقوق القوى والاحزاب الاشتراكية الديمقراطية والفلاحية والبرجوازية التي ناضلت معها و جنبا الى جنب واقامة في هذه البلدان نظما شيوعية موالية للاتحاد السوفياتي وتحولت العديد من هذه الاحزاب السياسية وقواها قسرا او طوعا بعد الحرب الى منظمات جماهيرية تابعة للاحزاب الشيوعية الوطنية وتحولت بلدانها وشعوبها بذلك الى حليفة للاتحاد السوفياتي وجزء من المنظومة الاشتراكية "العلمية العالمية"، وانقسمت الاشتراكية الديمقراطية وأحزابها الى قوتين قوة مع الشيوعيين في شرق اوروبا وقوة مع غرب اوروبا.
وبالمقابل،فمنذ نهاية الحرب العالمية وقيام المنظمة الدولية الجديدة للامم المتحدة في سان فرانسيسكو عام 1945م، في الولايات المتحدة الامريكية وحتى الستينات وسبعينات القرن العشرين.. شهدت قارات العالم في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية نهوضا لحركة التحرر العربية والعالمية وعلى الخصوص في البلدان المستعمرة والتابعة ، حيث اتخذت العديد من الحركات الوطنية السياسية والتحررية منها "المسلحة" اسلوب وفكرة الجبهات الوطنية التحررية المتحدة لمواجهة الاستعمار الاجنبي والرأسمالية وما ارتبط بذلك من مكونات وشخوص حليفة..
استنتاج
نستنتج من ذلك وبعد ممارسة وتطبيق وقيام التوازن الدولي بين قوتين جبارتين شهدا حروبا باردة خلال ما بعد الحرب العالمية وحتى اوائل التسعينات من القرن العشرين المنتهي ..ان هذا الصراع قد انتج نصرا ساحقا للغرب الرأسمالي بقيادة امريكا ومعة انتصر حلفائه في العالم النامي.. والذي زخر بالفساد الوطني الهائل وكانت الساحة الانسانية شاهدا تاريخيا على تفكك وانهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية العلمية "العالمية" وانهيار هذه الاحزاب الوطنية الشيوعية الوطنية.. في لحظة تاريخية وانسانية دراماتيكية خرافية تجاوزت الخيال الانساني.. وشهدت الجبهات التحررية والاحزاب الشيوعية في اكثر البلدان النامية انهيارا اخلاقيا وسياسيا كبيرا وكان جزء منها قد انهار تحت ضربات الصراع والتوازن الدولي بين القوى العظمى ، حيث انتصر المتحالفون مع امريكا، والغرب على المتحالفون مع الاتحاد السوفياتي.. ولكن على حساب الشعوب وحقها في ارضها وثرواتها وهو ما يحتاج الى نهج جديد ديمقراطي يعيد التوائم والوفاق بين طبقات وشرائح واقليات المجتمع.. والمستمد جذوره من نظام عالمي متوازن المصالح على اساس الوفاق والمصالح المشتركة لكل الشعوب بمختلف فئاتها وطبقاتها ومذاهبها ومشاربها ذات الجذور الوطنية والشعبة..الخ.
ثانيا قيام الجبهات الموحدة في الوطن العربي:
قامت الجبهات الموحدة في العديد من البلدان العربية والاسلامية ، جبهة التحرير الجزائرية، ..الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن، جبهة التحرير ، جنوب اليمن، منظمة التحرير الفلسلطينية..ومثيلاتها في عدد من بلدان اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية.. ومن الاتحادات العالمية والاقليمية تأسست منظمة دول عدم الانحياز ومنظمة اتحاد المسلمين ..الخ.
لقد نجحت الجبهات الوطنية التحررية في العديد من البلدان العربية في قيادة الثورات التحررية الوطنية والانتصار على المستعمر الاجنبي وتحقيق الاستقلال الوطني مثلما حصل مع جبهة التحرير الجزائرية والتي ضحى خلالها الشعب الجزائري بأكثر من مليون شهيد.. والجبهة القومية لتحرير جنوب اليمني ، والتي فجرت ثورة الرابع عشر من اكتوبر عام 1963م، وخاضت جبهة التحرير حربا ثورية تحررية جنبا الى جنب مع الجبهة القومية وبشكل مستقل عنها منذ منتصف عام 1966م وحتى عام اقصائها في الحرب الاهلية التي شهدها الجنوب خلال مرحلتين حتى الاستقلال المجيد في عام 1967م.
ثالثا- الجهات الوطنية الجنوبية وتحقيق الاستقلال الوطني:
لقد قامت الجبهة القومية وجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل كشكلين من اشكال الجبهة الوطنية وهدفتا الى طرد الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن.. بشكل مستقل كل عن الاخرى فمثلا قامت الجبهة القومية على راسها حركة القوميين العرب والفرق بين التنظيمات الاخرى .. السياسية اليسارية والبعثية والليبرالية التي كانت في الساحة الجنوبية.. هو ان الجبهة القومية اختارت وسيلة الكفاح المسلح نهجا اساسيا لتحرير الوطن بينما راهنت القوى الوطنية الاخرى على النضال السلمي لطرد الاستعمار وقد اقتنعت بعض القوى القومية بفكرة الكفاح المسلح فيما بعد عام 1966م وتكاملت كل من الجبهة القومية وجبهة التحرير والاحزاب السياسية والشخصيات الوطنية بخوضها مع القوى السياسية الاخرى نضالا سلميا مع الصحف الوطنية وادت دورا اعلاميا وطنيا مشهودا عبر صحافتها واعلاميها ومفكريها ومثقفيها ، حيث تكاملت مع النضال الثوري المسلح والسياسي للجبهة القومية وجبهة التحرير، حتى قيام الحرب الاهلية بين جبهتي التحرير والقومية الاولى والثانية وانتصار الاخيرة بفعل الحرب التحررية العسكرية والاهلية معا والتي خاضها ابناء الشعب في الجنوب..
بعد الاستقلال الوطني المجيد لجنوب اليمن وبفعل الثورة التحررية العملاقة مثل ذلك في التاريخ اخر مسمار في نعش الامبراطورية البريطانية. وقد شهدت بريطانيا منذ ذلك التاريخ والشعب البريطاني ارتقاءات انسانية كبيرة على طريق التخلص من الماضي الاستعماري القديم واصبحت اليوم احدى الدول العظمى كما كانت عليه لكنها اكثر ريديكالية واخلاقية في مواقفها السياسية من حقوق الشعوب الانسانية والمصيرية.. كالقضية الفلسطينية وبريطانيا مطالبة اليوم للاعتذار عما لحق بالجنوب من دمار وان من الدمار مازال قائما في ردفان والضالع الى يومنا هذا.. بفعل القصف البريطاني.. وقام في الجنوب اليمني "وهو في التاريخ الجنوب العربي الواقع على بحر العرب والمحيط الهندي وهو جنوب شبه الجزيرة العربية حتى الاستقلال وذلك باختلاف التسميات عبر التاريخ القديم والوسيط والحديث والمعاصر لكن جميع تلك التسميات تثبت تاريخيا قديما ووسيطا وحديثا معاصرا ان الله سبحانه وتعالى قد استعمر على ارض هذه المسميات شعبا عظيما بتاريخه وانسانيته منذ الازل".
قام نظام الجهة القومية المتحدة من عدد من التنظيمات السياسية والمهنية والوطنية وفي فترة وزمن بزوغ فجر النزعة القومية العربية.. قام نظام الجبهة القومية على اساس هذا الفكر ودعم وتعاضد حركة القوميين العرب في بلاد الشام وفلسطين "بعد هزيمة جبهة التحرير التي كانت تمثل الفكر القومي للزعيم الراحل جمال عبدالناصر" ، لقد قام قسرا وطوعا هذا النظام على اساس نظرية الحركة القومية لبلاد الشام وفلسطين والتي كانت تطمح لان يكون هذا النظام النموذج للنظام في الوطن العربي.. وبعد التحول اليساري للحركة نحو الاشتراكية فقد توائم وتحول المبدأ الجديد للسياسة الداخلية للجبهة وللحزب الاشتراكي فيما بعد وفي الحياة السياسية الخ.. الى مبدأ "المركزية الديمقراطية.. مع المبدأ القديم وشعار الجبهة العسكري" .."نفذ ثم ناقش".
ان التجربة الداخلية للجبهة القومية وفي شعارها الثوري المستخدم في حرب التحرر الوطنية ضمن لها سرية العمليات العسكرية وتحرك قياداتها واعضائها والنجاح الثوري في أخر الامر..الا ان هذا التراث استمر في الحزب الاشتراكي بعد قيامه وتحول مبدأ نفذ ثم ناقش في حرب الاستقلال الى مبدأ المركزية الديمقراطية في مرحلة البناء وبالاسترشاد بتجربة الاحزاب القومين والسارية والاشتراكية التي كانت تعتنق هذا المبدأ.
وقد قاد ذلك الى نتائج دموية داخلية ساهم في صنعها بعض التيارات اليسارية العربية والفلسطينية ..كالجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحزب العمل اللبناني والحزب الشيوعي اللبناني..وكان ذلك موضوعيا تجربة الجميع الجديدة وبسبب نيران وخطط التحالف الغربي العربي والاسلامي المعادي للتجربة بقيادة الولايات المتحدة الامريكية زعيمه ذلك التحالف، وبسبب النقل الالي للتجربة السوفياتية الاعمى وللتجربة الحزبية.. والحقيقة التاريخية فان نظام الزعيم السوفياتي جوربا تشوف قد اوعز للقيادات الجنوبية بعد احداث يناير الاليمة الى ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية في العديد من الزيارات المتبادلة.. كبديل للحروب وعدم الاعتماد المطلق على التحالف السوفياتي بعد شطب اغلب الديون وجدولة بعضها..
وللاسف في الوقت الذي اقدم قادة الحزب الاشتراكي اليمني الى انتقاد انفسهم الى درجة الجلد الذاتي نرى بعض قيادات هذه التنظيمات القومية العربية واليسارية لم تعترف باخطاء التجربة السلمية لبعض تدخلاتهم الاخوية والقومية المخلصة التي ادت الى انهيار التجربة كليا وعربيا وانسانيا..وراح ضحيتها الالاف من ابناء شهداء الجنوب.
لقد قام في الجنوب اليمني نظام الجبهة القومية على اساس التنظيم الواحد ثم الحزب الواحد.. الا انه كان هناك تنظيمان سياسيان هما اتحاد الشعب الماركسي وحزب الطليعة الشعبية والذي مثل يسار البعث وعلى الصعيد النظري كان الحزبان معزولين عن السلطة الا انهما كانا متمثلين في كثير من دوائر الحياة الاقتصادية والتربوية والثقافية وخلال حوار طويل تم توقيع اتفاقية فبراير 1975م وبمساعدة خارجية عربية مثلت اليسار العربي والفلسطيني واللبناني والاتحاد السوفياتي وتم الاعلان عن قيام التنظيم السياسي الموحد وفيما بعد تم الاعلان عن قيام الحزب الاشتراكي اليمني عام 1978م حاملا كل الأمراض الطفولية اليسارية الاقصائية للفصائل الثلاث وانظم الى الحزب في عام 1979 حزب الوحدة الشعبية في الشمال في خطوة قسرية وجبرية للواقع غير مدروسة انطلقت من مشاعر عاطفية ومن مثالية ذلك الزمان على الصعيد العالمي، ومن زمان الثورات التحررية العالمية ومن الصراع والتوازن الدوليين القائمين على التحالفات الالغائية والاقصائية والايديولوجية العفوية وغير العفوية وهو الزمان، الذي سقطت في اخره تاريخيا اكثر التجارب الانسانية والقومية والوطنية الايجابية والسلبية للمنظومتين العالميتين لبلدان التوجه الرأسمالي والاشتراكي النامية بعد انتصار الرأسمالية العالمية والتي تسعى اليوم الى تجديد وتطوير نفسها بالاستفادة من دروس وعبر الحرب العالمية الباردة على الصعيد العالمي والاقليمي والوطني للشعوب حتى تصبح اسلوبا متنوعا للحياة الشاملة للشعوب والامم والاوطان صغيرها وكبيرها.. محليا وعالميا..
وعند معرفة ما مرت به جمهورية اليمن الديمقراطية من تجربة فأن الحزب الاشتراكي اليمني ونظرا للعوامل الخارجية المملاة على الواقع الجنوبي هما واقع اليوم.. لكان من الافضل والارقى للممارسة السياسية اعلان النظام التعددي الديمقراطي والبدء في العملية الديمقراطية بالاستفادة من الاحداث التاريخية بدروسها وعبرها على واقع وجود الاحزاب الثلاثة الاحزاب القائمة على اختلاف الوانها.. ولكن ذلك لم يكن ممكنا في ظل جمود فكري ليس لدى قيادات هذه الاحزاب بل لدى حركات التحرر الوطنية المستقلة بما فيها الحركات القومية والاسلامية,بل ولدى الأقران من الحلفاء المقربين في الحركة اليسارية العربية وفي راس النظام السوفياتي والمعسكر الاشتراكي العالمي..
وعلى الرغم من ذلك فان المرء يسجل للتاريخ بان العدالة والمساواة النسبية "وطبعا على حساب الطبقات الغنية وفئات شعبية اخرى اقصيت من الساحة السياسية والوطنية" ودولة الامن والامان الشخصية والاجتماعية ودولة النظام والقانون واشياء نبيلة اخرى تحققت بشكل مثالي لا مثيل له في التاريخ الا في زمن عظماء الامم والانسانية..
انه بسبب الطهارة الزائدة وحدود المعرفة الذاتية لدى بعض هؤلاء والضعف النسبي بتاريخ الامة العربية والاسلامية وتراثها الايجابي الرفيع وعوامل اخرى داخلية مثل الاقتتالات الداخلية والتي كانت للعامل الخارجي العربي والاسلامي والدولي وللجمهورية العربية اليمنية الشقيقة دورا محددا وحاسما الى جانب عوامل الذات القروية العنصرية الضيقة الشطرية وعوامل اخرى.. فقد منيت هذه النخبة الوطنية بانتكاسات ومؤامرات كبيرة واليمة وهؤلاء المثاليون الوطنيون المخلصون هم من قام بالتوقيع على وحدة جنوب وشمال اليمن وقيام الجمهورية اليمنية الوليدة في 22 مايو عام 1990م، وتحققت لاول مرة بذلك الوحدة بين الشمال والجنوب "لاول مرة في التاريخ القديم والوسيط والجديد والمعاصر بالطرق الفوقية السلمية والديمقراطية".
ولاسباب عميقة وكبيرة واهمها واكبرها استضعاف شعبنا القليل العدد والامكانيات والطمع الجشع المخيف في ارض وثروة الجنوب قام الطرف الشمالي بحرب مدمرة الحاقية تشمأز لها الانسانية في عام 1994م ومستمرة حتى يومنا هذا بعد قيام ثورة التغيير الشمالية المأمولة والتي سبقتها ثورة الجنوبيين السلمية الجليلة في عام 2007م ومستمرة باضطراد حتى اليوم.. وخلال ذلك اثبتت الحياة الفوارق العميقة والبعيدة بعد السماء عن الارض عند النظامين السياسيين وبدرجة اساسية في البنية الفوقية والتحتية للشمال واثبتا بانهما ليستا مؤهلتين للتوحيد وان الموروث الشطري الشمالي لا يميز بين الحلال والحرام ولا يعرف الا وحدة مفهومها القوة والقتل وهدفهما الحرب والالحاق وبذلك سقطت الوحدة وحتى لا يزداد الاذى والدمار والقتل على الجنوب فان الضرورة التاريخية اليمنية والانسانية تفرض وحدة جنوبية.. جنوبية لكل ابناء الجنوب شعبا واحزابا وفي مقدمتهم فصائل الحراك السياسي الشعبي السلمي على طريق تحقيق الاستقلال والتحرير وباشراف المجتمع الدولي والاقليمي الانساني والعربي.. وهؤلاء عليهم ان يتحملوا انسانيا لاستمرار في اعادة اللحمة الشمالية الشمالية فيما بينهم ومساعدة الشماليين في حل مشاكلهم المهولة التي يعيشها الشمال ولم تتغير ولم تتقدم بشكل نوعي الى الامام منذ مئات السنين بالرغم من الثورات والتطورات العربية والعالمية والعلمية والاقليمية المذهلة.. والحفاظ على اواصر القربى بين الجنوب والشمال عبر استبدال الوحدة بنظام من علاقات التكامل الشاملة بين البلدين والشعبين التي يشرف عليها المجتمع الدولي ودول الجوار.
رابعا: اسس ومكونات الجبهة الجنوبية المتحدة واهدافها المشتركة:
تقوم التجربة الجنوبية المتحدة على الاسس التالية:
1- جعل التجربة التحررية والسياسية التي مرت بها الحياة السياسية السابقة لهذا الزمن وهذا التاريخ الجديد منذ سقوط الامارات والسلطنات والمشيخات ومنذ الحرب الاهلية الاولى والثانية الالغائية بين الجبهة القومية وجبهة التحرير حتى اواخر عام 1967م وما بعد ذلك ومرورا بفترات ومراحل الصراع السياسي 68،69،78،86،94م داخل الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني وحتى تجربة الوحدة وما لحق بها من حرب الحاقية كبرى على شعب وارض الجنوب في 1994م ومن حروب وقتل للجنوبيين وقوتهم السياسية والحراك السلمي الجنوبي والمستمر حتى اليوم جعل ذلك كله تجربة وعبرة تاريخية بسلبياتها وايجابياتها ومهما كان حجم تلك السلبيات والايجابيات والنظر الى احداثها التاريخية والسياسية والانسانية ليس من واقع وتاريخ حدوثها اليوم وما يرافق تلك من وضع دولي واقليمي اخر تماما والاقتناع الفعلي للمنظويين في هذه الجبهة بان سلبيات الماضي الموضوعية والذاتية سلبيات يجب ان لا تتكرر ابدا والقطيعة معها ومع كل الحروب حتى حرب 1994 ونتائجها وما رافق ذلك من السلبيات المستوحاة من التجارب العالمية والقومية والاقليمية او الانسانية وعلى راس كل تلك السلبيات هي "ام السلبيات" او ممكن تسميها "كبيرة الكبائر السلبية"،..الا وهي سلبية وخطأ اقصاء الانسان والغائه لاخيه الانسان من حقوقه بدأ بالارض التي خلق وترعرع ونشأ فيها وعاش ويعيش زمانه الماضي والحاضر، افرادا وطبقات وشرائح شعبية وسياسية منتمية للارض والوطن وما يمثلها من تنظيمات اجتماعية وسياسية واقتصادية وحقوقية ونقابية والمذاهب السلفية والمعتدلة".
2- بعيدا عن الاكراه والجبرية في الوحدة بعد ما لحق بالجنوبيين من الاذى والقتل والنهب والتنكيل في محاولة شنيعة عنصرية لا ترضى الله ولا رسوله ولا قيم الاسلام والانسانية بدأت منذ قيام الوحدة السلمية في 22مايو1990م واستمرت بالحرب الشيطانية القاتلة والبشعة والمدمرة لاصل الجنوب في عام 1994م واستمرار نهجها بعد ذلك من قبل الوارثين للنظام العائلي السابق والمستولين على ثورة التغيير ا العظيمة الشماليه وعلى الأرض الشمالية والجنوبية ....باكملها وهم المستبدون الجماعيون لعائلة حزب الأصلاح الديني اسما وحزب مشايخ حاشد وبكيل الطامعون في ارض الجنوب وشعبه اللذين يدفعون بالأمس واليوم بالمئات والآلاف الى الجنوب عبر شراء الذمم الشمالية بدرجة ريئسية ومن الجنوبية لخلق الفتنه و قتل الجنوبيين في تاكيد صارخ انهم مستمرون لخلق حرب للنظام بالأمس واليوم كونهم يقودون الحرب باشكال مختلفة ضد ابنا الجنوب وهوا ما اكدته حروب القتل في الضالع (الجليلة) وكرش..الخ منذ قيام النظام الجديد لاحزاب اللقاء المشترك والتي بعضها اصبح يسير قسرا او طوعا تحت قيادة حزب الاصلاح وقبائلة الكبيرة !
وحسب الأستناجات العالمية فان الحرب الشامله التي شنت على الجنوب في 1994م استباحة كل شي في حياة الجنوبين منذ ان اسس الله حياتهم منذ مئات الآلاف من السنين بعد ان قامت تجربة للوحدة بين الشمال والجنوب لم تستمر أربع سنوات فقط هي الاربع التي تم التحضير والاعداد النها ئي للحرب بغرض التهام الجنوب وتم الإعداد للوحدة بطريقه تامريه بشعة خلال سته اشهر من الزمان وكأن الجنوب والشمال بسكانهما وجغرافيتهما اقل شأنا من ناديين رياضيين توحدا بعد عشرات من السنين من حوار قيادتهما .
وحسب عقلاء الشعوب والأمم عقلاء البشرية والمنظمات الدولية وقوانينهما الإنسانية فأن حربا كهذه استمرت من 1994م حتى أيامنا هذه قد وضعت حد نهائيا للوحدة ..وتحولت الوحدة الى اكبر من مفهوم (الاحتلال )..وبدلا عن الوحدة فان الاولوية تتحول الى ميثاق جنوبي شمالي للتكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ...الخ .
3- لقد حسم لقاء القاهرة الاخيربين القادة الاجلاء حسن احمد باعوم,حيدرالعطاس وعلي ناصرمحمد والاستاذ الجليل محمد علي احمد رئيس المؤتمر الجنوبي ..قضية توحيد القوى الوطنيه وحراكها الميمون المبارك (الحراك السلمي الجنوبي ) ووضع اللبنات الاساسيه للتوحيد تحت سقف (الاستقلال والتحرير) وهوما يلتقي مع افكارالرئيس علي سالم البيض حول مبدء (فك الارتباط وهوما يؤذن بلقاءات مرتقبه موحدة بين الاقطاب والقوى السياسية الجنوبيه المؤتلفة والمستقلة ..بقيام جبهه وطنيه جنوبية موحدة (لا واحدة) تحفظ استقلال وتنوع كل المنظوين في اطار جبهه موحدة كهذه لا مكان فيها لقوانين الالغاء والاقصاء الماضية والمستندة بقوة على هدفين اثنين لا غير:
1) الهدف الاول التحرير والاستقلال بأي شكل من الاشكال وبأي اسلوب من الاساليب وبالطرق السلمية والحضارية باالاستناد على الحق الجنوبي المشرع من رب السموات والارض ونواميس وعادات وتقاليد الانسانية والشرعية الدولية ممثلة با الامم المتحده وهيئتها التنفيدية (مجلس الامن الدولي ) وميثاق الامم المتحدة ،وباالاستناد على دعم الجامعة العربية وبمساندة القوى الاقليمية والعربية وفي مقدمتها المملكه العربيه السعوديه الشقيقة ودول الخليج العربي وجمهورية مصر العربية وكل العرب والعالم الانساني الذي يقوده الغرب بزعامة الولايات المتحده الامريكية واربا واسيا وروسيا الاتحاديه والصين.
2) اما الهدف الثاني فهو برنامج مرحلة ما بعد تحقيق الهدف الاول ويستند هذا الهدف على دستور ديمقراطي يقوم على الديمقراطية والتعددية الساسية وحرية وتعدد الصحافة بما يضمن قيام انتخابات برنمانية ورئاسية ومحلية متساوية الحقوق والواجبات والاخذ بمبدء حرية السوق والعمل التعوني الاقتصادي في العلاقات الرأسمالية المرتبطة بالجذور الاسلامية والوطنيه العادلة وخلق توازن اجتماعي واقتصادي للحد من مظاهر الفساد وتحقيق قدر من العدالة الشاملة لكل طبقات المجتمع المنظمة بالقوانين الجديدة .
وخارجياً : الاخذ بسياسة خارجية وطيدة لامكان للتطرف فيها مع دول الجوار والعالم كبيره وصغيره دون إستثناء بعيداًعن الايديولوجيا الشمولية في العلاقات مع الشعوب وضمان مصالح القوى الاقليمية والدولية في المنطقة واتحاد شعب الجنوب مع الشعوب المجاورة بما في ذلك الشمال وشعوب المعمورة والامم المتحدة لمحاربة الارهاب بكافة اشكاله ..
وفي ختام موضوعنا هذا فإننا نعتبره مشروعاً ناقصاً يكملة المبدعون والباحثون والسياسيون الاجلاء المهتمين والمناضلين الذين يقودون ثورة التحرير والاستقلال .
25_11_2012
جميع الحقوق محفوظة الامناء نت © {year}
حد من الوادي
03-22-2013, 01:57 AM
العريان : جمال عبد الناصر ذبح 70 ألف جندي في سيناء واليمن
| تأريخ النشـــر: الجمعة, 22 مارس, 2013
| الخبر | صنعاء
قال الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بدأ عهده بقتل اثنين من العمال ”خميس والبقري” بمحاكمة صورية، وأنهى عهده بقتل ونحر أقرب الناس إليه رفيق عمره “عامر” بمحاكمة عرفية ثورية.
وأضاف العريان على صفحته الرسمية في “فيس بوك” الخميس “بين ذلك قتل القاضى عودة، والشيخ فرغلى، والمفكر قطب وعشرات على أعواد المشانق بمحاكمات هزلية، غير الذين قتلوا تحت التعذيب.
وتابع: وفوق ذلك كله ضحى بأكثر من سبعين ألفًا من جنود مصر في صحراء سيناء وجبال اليمن على مذبح شهوة السلطة. ثم يدعى أن غيره قتله.
تابعوا الخبـر لحظة وقوعه◄ الخبـــر على تويتـر الخبـــر على الفيسبـوك
حد من الوادي
03-25-2013, 02:34 AM
الثلاثاء 12-03-2013 05:10 مساء
«الذين لا يذكرون الماضي عليهم أن يجربوه مرة اخرى»
نشوان ينشر القصة الكاملة للجبهة القومية والقضية الجنوبية.. انسلاخ كان ثمنه بحرا من الدماء والدموع
بقلم: زيد محمد حسين الفرح
نعيش في اليمن اليوم امتداداً لقصة طويلة لا يبدو الأمر مختلفاً كثيراً فيها، فبعض الأسماء والشعارات ليست إلا تكراراً، والحديث عن فشل الوحدة ليس جديداً بل حدث قبل ذلك.. وقال البعض: يجب الانفصال أو الفيدرالية والتوحد على أسس سليمة أخرى.. وعلي سالم البيض ومحمد سالم باسندوة أسماء موجودة وفاعلة.. من هنا بدأت الأزمة..
في يونيو 66 عُقد في إب اجتماع سري للجناح الماركسي في الجبهة القومية وقرر فك الارتباط.. والاستمرار بالوحدة كمظهر! وحضره (السيدان) عبدالفتاح اسماعيل وعلي سالم البيض.
تم التفاوض بين بريطانيا والتيار الماركسي المغطى بتسمية الجبهة القومية وسلمه الاستعمار جنوب اليمن مقابل أن يعلن دولة ولا يتوحد اليمن!
محمد سالم باسندوة .. القيادي الوطني في جبهة التحرير..
القصة متصلة.. في البداية فك الارتباط عن جبهة التحرير، ثم فك الارتباط من العروبة والتخلص من الشخصيات الوطنية في الجبهة القومية وجبهة التحرير! ثم فك الارتباط بالدين وإشهار الماركسية ثم قتل قحطان الشعبي، ثم قتل سالم ربيع علي، ثم مجزرة يناير 86 والتخلص من عبدالفتاح اسماعيل.. وأخيراً فك الارتباط باليمن، يعود علي سالم البيض لإكمال القصة التي نعيش اليوم تفاصيلها وشخوصها الأخيرة.
في السطور والصفحات التالية تقرأون قصة من بين القصص الأكثر دموية وتأثيراً في اليمن طوال العقود الماضية، وتريد تكرار نفسها بصورة تبدو مغايرة، ينشرها نشوان نيوز بقلم الباحث والمؤرخ الأستاذ: زيد محمد حسين الفرح:
«الذين لا يذكرون الماضي عليهم أن يجربوه مرة اخرى»
قصة الانسلاخ الذي كانت نتيجته بحراً من الدماء والدموع مسافته 22 سنة شمسيه! و التحول من «تنظيم موحد» إلى «تنظيم جبهوي» أي استبدال (الوحدة الاندماجية) إلى (فيدرالية) كما قد يقول البعض حالياً أو من باب تعريف الجوهر المقصود!..
البداية:
في أواسط وأواخر عام 1965م تنادت الشخصيات والقوى الوحدوية الوطنية والقومية إلى ضرورة الدمج الوحدوي وتحقيق (الوحدة الوطنية) بين قوى العمل الوطني المتصاعد لتحرير الجنوب بعد ان أصبح موضوع استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني قاب قوسين أو أدنى، وأصبح تشكيل كيان سياسي وطني واحد يمثل القوى الوطنية في الجنوب قضية حيويه داخلياً وقومياً وحتى عالمياً بعد صدور قرار الأمم المتحدة لصالح استقلال الجنوب في نوفمبر 1965م.. ولكن قضية التوحيد واهميتها كانت تنبعث من الواقع الداخلي المتمثل آنذاك في وجود قوتين أساسيتين في ساحة العمل الوطني في الجنوب – بصفة خاطه – واليمن بصفة عامة.. أو تيارين بتعبير أدق.. وهما:-
أولاً :- التيار الوطني الثوري
وهو التيار الذي كان يمثله ويتزعمه المشير عبد الله السلال رئيس الجمهورية في الشمال كما تمثله وتتزعمه – في الجنوب – (الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل) – وهذا التيار هو الذي كان يؤيده الزعيم العربي جمال عبد الناصر وتسانده مصر عبد الناصر من خلال وجود القوات العربية المصرية لمناصرة ثورة اليمن.
وكان هذا التيار الثوري وعبد الناصر يؤمن بان النضال المسلح هو طريق تحرير الجنوب من الاستعمار، لذلك تشكلت الجبهة القومية في صنعاء أواخر عام 63م- برعاية السلال وتأييد عبد الناصر.. وكان قد رافق تشكيل الجبهة اتصالات بالقوى الاساسية الأخرى في عدن وخاصة (حزب الشعب الاشتراكي الذي كان يسيطر على المؤتمر العمالي وهو القوة الوطنية والجماهيرية الرئيسية في عدن آنذاك، وكان لحزب الشعب مكتب في صنعاء وعلاقات واسعة) وقد رفض حزب الشعب الدخول في الجبهة واسلوب النضال المسلح وأعلن ان النضال السياسي السلمي هو طريق استقلال الجنوب..
لذلك تشكلت الجبهة القومية من عدة تنظيمات ابرزها حركة القوميين العرب ومن شخصيات مستقل، وتم تكوين قيادة الجبهة من 12 شخصا برئاسة الاستاذ قحطان الشعبي الذي كان مستشار السلال ووزير شئون الجنوب في حكومة الجمهورية العربية اليمنية ولذلك بصفة اساسية، اصبح قحطان رئيس قيادة الجبهة اما اعضاء القيادة فكان ستة منهم من الشخصيات المستقلة والقبلية، و5 من التنظيمات وبالذات حركة القوميين العرب التي كان قحطان ينتمي اليها.. وكان من ابرزهم المناضل علي السلامي.
وكانت الجبهة القومية التي توسعت قواعدها وتشكيلاتها في عدن وفي الريف هي التي قادت وخاضت النضال المسلح من 14/ اكتوبر / 63م إلى أواسط واوخر عام 65م..
ثانياً :- التيار الوطني المعتدل
وهو التيار الذي كان يمثله حزب الشعب الاشتراكي ومعه المؤتمر العالي في عدن، وبعض التنظيمات الصغيرة مثل الرابطة والعديد من الشخصيات الوطنية التي كان من أبرزها الأستاذ عبد القوي مكاوي وقد تولى رئاسة حكومة عدن المحلية (في إطار الاستعمار البريطاني) ولكن السلطات الاستعمارية اتهمته بموالاة الجبهة القومية والنضال المسلح وعبدالناصر وحين تصاعد النضال والعمل الفدائي في عدن قام الاستعمار بإلغاء حكومة عدن وإقالة مكاوي.. أما حزب الشعب ومعه المؤتمر العمالي فكان من ابرز قادته الأستاذ عبد الله الأصنج والأستاذ محمد سالم باسندوة، وكان ينتهج النضال السياسي السلمي وله وزن خارجي ودولي بارز كما كان يلقى تأييداً من حزب العمال البريطاني..
أما في شمال اليمن فكانت تؤيد وتمثل هذا التيار الوطني المعتدل شخصيات جمهوريه واسعة من بعض المسئولين والقادة والمشائخ وحزب البعث وهي الشخصيات والقوى الجمهورية التي كانت تناوئ السلال – ثم مصر عبد الناصر – بشكل أو بآخر، وقد وصل احتمال الصدام بينها وبين السلال إلى الذروة في أوائل عام 1965م وكان من ابرز رموز هذا التيار الأستاذ أحمد النعمان والقاضي عبد الرحمن الإرياني والزبيري وكذلك الأستاذ محسن العيني وشخصيات ومشائخ اتجاه البعث وبعض الشخصيات والمشائخ المستقلين.. وتفاديا للصدام الخطير في ابريل 1965م أقنع عبد الناصر الرئيس السلال بإقالة حكومة العمري وتشكيل حكومة برئاسة النعمان، وبالفعل قام النعمان بتشكيل حكومته في 21/4/1965م وألغى من الحكومة منصب وزير شئون الجنوب (قحطان الشعبي) كتعبير عن سياسة واتجاه هذا التيار المؤيد لحزب الشعب والمؤتمر العمالي في عدن والمعارض في ذات الوقت للجبهة القومية التي تمثل تيار السلال وعبد الناصر..
وفي ظل حكومة النعمان انعقد في تعز – في مطلع مايو65م – مؤتمراٌ ضم ممثلي حزب الشعب والمؤتمر العمالي وممثلين عن الرابطة وبعض الشخصيات الوطنية والسلاطينية وغيرها، وتم في ذلك المؤتمر تشكيل تنظيم واحد باسم (منظمة التحرير).. وأرسل حزب الشعب ممثلين له حضروا مؤتمر خمر الذي انعقد في أواسط مايو65م برعاية حكومة النعمان، ولكن مع وجود التيار الوطني الثوري ورئاسة السلال للجمهورية، لذلك لم يعلن مؤتمر خمر تأييده لحزب الشعب، وأصدر في بيانه وقراراته فقرة حيا فيها «نضال الجنوب اليمني للتحرر من الاستعمار، وأهاب بالمنظمات والقوى الوطنية لتوحيد كلمتها وصفوفها»..
وفيما تواصلت خطوات حكومة النعمان والتيار الذي يمثله، انعقد بمدينة تعز في يونيو 1965م المؤتمر الاول للجبهة القومية والذي اقر (الميثاق الوطني للجبهة القومية) حيث أكد الميثاق على خط الثورة اليمنية وعبد الناصر وعلى النضال للدفاع عن الجمهورية في الشمال والنضال المسلح لتحرير الجنوب، وجاء في قرارات المؤتمر «اعتبار منظمة التحرير غير ثورية يجب تصفيتها» بينما اصدرت السلطات البريطانية في عدن – خلال يونيو 65 – قانون الطوارئ واعلنت ان «الجبهة القومية منظمة إرهابية» نشاطها وتأييدها محظور، كما قامت بحملة اعتقالات وتزفير245 شمالياٌ من عدن..
واتضح في اوخر يونيو 65م ان بعض رموز تيار النعمان يقوم باتصالات مريبة بالسعودية وبالاستعمار في عدن فاستعاد التيار الوطني الثوري بزعامة السلال زمام الموقف وتم إقالة حكومة النعمان ثم تشكيل الحكومة برئاسة السلال (6 يوليو65م) ثم أعيد تشكيلها برئاسة العمري (18يوليو) ثم إصدار (وثيقة العمل الوطني).. وشهدت عدن ومناطق الجنوب تصعيداً كبيراً للنضال السياسي والمسلح ضد الاستعمار بلغ ذروته أثناء انعقاد مؤتمر لندن الدستوري بشأن الجنوب في أغسطس 65م والذي مثل الجنوب فيه ممثلون عن حزب الشعب والمؤتمر العالي وحكومة عدن والرابطة وبعض السلاطين، وكانت صنعاء والقاهرة والجبهة القومية ضد ذلك المؤتمر وشنت عليه هجوماً إعلامياً، ولكن ذلك المؤتمر انفجر من الداخل، حيث أصر مكاوي والأصنج وغيرهما على الاستقلال الكامل وتصفية القاعدة العسكرية في عدن، وانتهى المؤتمر بالفشل، فلما عاد الوفد إلى عدن واتحدت مطالب التيار المعتدل والتيار الثوري أعلن الانجليز إلغاء حكومة ودستور عدن وإقالة عبد القوي مكاوي ووضع عدن تحت إدارة وزارة المستعمرات البريطانية مباشرة وذلك في 1965م.. وفي تلك الأجواء ازدادت شعبية مكاوي،كما أعلنت منظمة التحرير التي هي في الأساس حزب الشعب أنها ستنتهج النضال المسلح – فانسحب منها الرابطة – وانضم مكاوي والعديد من المستقلين البارزين إلى المنظمة لان الجبهة القومية كانت منغلقة لا تقبل احد..
وفي هذا الصدد يذكر الأستاذ عبدالرحمن خبارة «ان انفراد الجبهة القومية بالعمل المسلح وعدم وجود رحابة صدر لقبول الآخرين أدى بهؤلاء الآخرين إلى تكوين منظمة مسلحة موازية» [مقابله صحفيه]..
ومما زاد من ثقل هذه المنظمة انها شملت واستقطبت التيار الوطني المعتدل الذي كانت زعاماته معرفة ومشهورة داخلياٌ وعربياٌ ودولياٌ أمثال الأستاذ عبد الله الأصنج والأستاذ محمد سالم باسندوة وهما ابرز قادة حزب الشعب والمؤتمر العمالي ثم كان انضمام الأستاذ عبد القوي مكاوي – المستقل – قد أعطى المنظمة وزناً اكبر لأنه كان رئيسا لحكومة عدن وكان قيام بريطانيا بإقالته وإلغاء حكومته قد جعله رمزاً وطنياً وعربياً وعالميا..
وهكذا فانه أواخر عام 1965م بات التيار الوطني المعتدل قوة واسعة ومنظمه وذات تأثير وثقل ملحوظ داخليا وعربياً.. وبات احتمال الصدام بينها وبين الجبهة القومية من الاحتمالات الواردة التي يمكن أن يغذيها الاستعمار..غير ان الأهم من ذلك أن أي واحد منهما لم يعد ممكناً أن يدعى تمثيل الشعب والعمل الوطني في الجنوب مما يعطى بريطانيا مبررات للتحايل على قرار الأمم المتحدة الذي صدر في نوفمبر 1965م لصالح استقلال الجنوب وقد أخذت بريطانيا تحاول تشكيل حكومة عميلة..
ومن ناحية أخرى كانت تطورات الوضع في الشمال تستلزم وحدة الصف الوطني والتيارين في الجنوب.. فقد أدى تفاقم الصراع على السلطة في الصف الجمهوري السياسي إلى انشقاق فرقة من التيار المعتدل وذهابها إلى السعودية في أغسطس 65م تنادي بدولة اسلامية وتهاجم عبد الناصر والمصريين والسلال وتزعم أن الشعب لا يريد الجمهورية.. وقد أدى ذلك إلى تلاحم الصف الجمهوري الثوري بزعامة السلال والصف الجمهوري المعتدل الذي كان الإريانى والنعمان والأحمر من رموزه للحفاظ على الجمهورية وهو ما تجسد في مؤتمر حرض للسلام (نوفمبر 1965م)..وكذلك ونتيجة للعديد من الاعتبارات التي اسلفناها كان لابد من توحيد التيارين والقوتين الوطنيتين في الجنوب حيث تنامت الدعوة إلى الدمج والوحدة بينهما.
ثالثاً :- وحدة الدمج الوطنية
في ديسمبر 1965م بدأت اتصالات ولقاءات سرية وعلنية لتحقيق الوحدة والدمج الوطني بين التيارين والقوتين التي كانت الجبهة القومية احداهما وكان الشخص الرئيسي الأول في الجبهة القومية باليمن قد اصبح المناضل علي السلامي منذ مسير قحطان الشعبي إلى القاهرة حيث كان قحطان هو الزعيم الأول ولكن وجوده في القاهرة وعدم ترحيبه بفكرة الوحدة الوطنية والدمج ادى إلى ان تتم المشاورات في الدخل حيث كان المناضل السلامي هو الشخص الرئيسي في الجبهة القومية بينما مثل حزب الشعب والمؤتمر العمالي أو منظمة التحرير الأستاذ عبد الله الاصنج كما شارك في المشاورات عدد من قادة الجبهة القومية والتيار الآخر.. وقد أيدت حكومة الجمهورية برئاسة السلال ومصر عبد الناصر موضوع الوحدة الوطنية والدمج تأييداً كاملاً، كذلك فان التيار الوطني الممثل بحزب الشعب والمؤتمر العمالي والمنظمة ومكاوي قد استجاب وأيد موضوع الوحدة الوطنية عن قناعه وبسبب تأييد وتبني عبد الناصر لموضوع الوحدة الوطنية حيث كان عبد الناصر محل تقدير الجميع وبمثابة زعيم الجميع..
اما الجبهة القومية فكانت هي في الواقع تمثل تيار عبد الناصر والثورة منذ عام 63م وكانت مصر عبد الناصر هي التي تدعم وتناصر الجبهة ومناضليها بالسلاح والتدريب والمال والإمكانيات كما هو معروف إلى تلك الفترة بأواخر عام 1965م حيث باتت الوحدة الوطنية ضرورة نضالية وطنية وقومية.. فاستجاب اغلب قادة وقواعد الجبهة القومية للوحدة الوطنية.. يقول المناضل عبد الفتاح اسماعيل "ان الموقف من الوحدة الوطنية في ذلك الوقت كان يمثل ثلاثة اتجاهات – في الجبهة القومية – الاتجاه الاول يمثله انصار الوحدة دون قيد أو شرط – على السلامي – طه مقبل – سالم زين. الاتجاه الثاني رفض الوحدة بشكل مطلق يمثله قحطان الشعبى وفيصل عبد اللطيف. الاتجاه الثالث تمثله القاعدة الواسعة من مناضلي الجبهة القومية الذين يؤمنون بالوحدة الوطنية، وضرورة توحيد كل فصائل العمل الوطني بشرط ان لا يشمل التوحيد العناصر المعروفة بعمالتها للسلطة الاستعمارية". [الكفاح المسلح – سعيد الجناحي ]
*وهكذا فان الموقف من وحدة الدمج الوطنية في الجنوب كان تأييد الاغلبية للوحدة الوطنية لانها كانت تمثل بالفعل مطلبا نضالياً مسنوداً من حكومة الجمهورية في الشمال ومن مصر عبد الناصر والدول العربية..
وكلام عبد الفتاح اسماعيل شاهد لا تخطئ دلالته على ان الانفصاليين الذين سموا الوحدة (دمجاً قسرياً من المخابرات المصرية) كما تزعم كتابات بعض عناصر الجبهة القومية الثانية والحزب الاشتراكي – فيما بعد – انما يزيفون حقائق التاريخ.. فالحقيقة ان الامور سارت على النحو التالي :-
أولاً :- كان تيار أنصار الوحدة الوطنية (بدون قيد أو شرط) هو التيار الغالب الذين يتكون من كل التيار الوطني المعتدل الذي انضوى في منظمة التحرير والاتجاه الرئيسي الأول في الجبهة القومية بزعامة السلامي وطه مقبل وسالم الزين، ومعهم قواعد واسعة من مناضلي وفدائي الجبهة القومية..
وحرصاً على تفويت أي محاولات استعماريه لإفشال التوحيد، تم إجراء المشاورات التوحيدية بين قيادة الفريقين حيث تكللت المباحثات بالنجاح وتم في أوائل يناير 1966م اعلان الوحدة الاندماجية بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير وكافة فصائل العمل الوطني في إطار تنظيمي وحدوي جديد باسم "جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل"، واختيار الاستاذ عبد القوي مكاوي أميناً عاماً للجبهة، وقد وقع البيان عن الجبهة القومية المناضل على السلامي، واذاعت البيان إذاعة صنعاء ثم القاهرة وصوت العرب كما تناقلت النبأ وكالات الأنباء العربية والعالمية..
ثانياً :- كان الاتجاه الثاني المعارض للوحدة في الجبهة القومية هو اتجاه بعض قيادة عناصر حركة القوميين العرب التي كان لها المركز القيادي في الجبهة القومية، وقد اتخذ هذ الاتجاه الرفض المطلق وهو موقف قحطان الشعبي الذي رغم وطنيته ونضاله المعروف فان فقدانه للمركز والمنصب الأول ربما كان عاملاً رئيسياً في موقفه، وكذلك فيصل عبد اللطيف الشعبي الذي كان هو الرجل الأول في حركة القوميين العرب وربما كان يطمح إلى ان تتولى الحركة وحدها الحكم.. ولكن المعارضة التي واجهتها الحركة باسم الجبهة القومية استندت على ان قادة الجبهة القومية الذين وافقوا على وحدة الدمج لم يناقشوا ذلك في الأطر التنظيمية للجبهة القومية، وان التنظيم الوحدوي الجديد (جبهة التحرير) قد ضم في قيادته اثنين من السلاطين هما احمد عبد الله الفضلي وجعبل بن حسين العوذلي ولا يمكن ان تشمل الوحدة السلاطين حتى لو انضموا إلى الصف الوطني كما هو الحال بالنسبة للفضلي والعوذلي.. وكان هذا الاتجاه الثاني المعارض يشمل في البداية عدد من قادة الجبهة القومية والحركة أبرزهم عبد الفتاح اسماعيل،وسيف الضالعي وبقية القيادات المعروفة أو كما قال عبد الفتاح اسماعيل في النص السابق عن الاتجاه الثالث "القاعدة الواسعة من مناضلي الجبهة القومية الذين يؤمنون بالوحدة الوطنية، بشرط ان لا يشمل التوحيد عملاء السلطة الاستعمارية» وربما كان هناك شيء آخر أساسي في هذا الموقف وهو حصة الجبهة والحركة في القيادة وبالتالي في الحكم.. فاستمرت الاتصالات والمشاورات التي رعتها القاهرة إلى أن تم في مارس 1966م الاتفاق على هذه المسائل وغيرها في القاهرة وإعلان « تشكيل مجلس قيادة جبهة التحرير» من 12 عضواً 6 منهم من الجبهة القومية و6 من منظمة التحرير والمستقلين..
مجلس قيادة جبهة التحرير
وقد تم تشكيل واعلان المجلس القيادي لجبهة التحرير برئاسة الامين العام عبد القوي مكاوي [مستقل] وعضوية ثلاثة من حزب الشعب والمؤتمر العالي وهم عبد الله الاصنج ومحمد سالم باسندوة وعبد الله على عبيد وستة من الجبهة القومية وهم على احمد السلامي،عبد الفتاح اسماعيل،طه مقبل،سيف الضالعي،عبد الله المجعلي،سالم زين بالاضافة إلى السلطان احمد الفضلي والسلطان العوذلي، إلا أن عدم مصداقيتهما وضغط التيار الوطني الثوري أدى إلى فصلهما في نهاية مارس1966م..
ربعاً :- الوحدة الوطنية.. وافتعال الازمات
كانت الوحدة الوطنية التي تمثلت في قيام (جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل)في يناير 1966م نقطة تحول هامة في نضال الثورة اليمنية لتحرير الجنوب من الاستعمار.. فقد أدى توحيد الصف الوطني إلى تصعيد النضال المسلح والسياسي بشكل كبير كما ضاعفت مصر عبد الناصر دعمها للنضال المسلح بالتدريب والأسلحة والمال وكافة الامكانيات.. واعلنت الجامعة العربية اعترافها بجبهة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب في جنوب اليمن وكذلك فعلت العديد من الهيئات الاقليمية والعالمية،كما ارتفع صوت جبهة التحرير من منبر الامم المتحدة.. واعلنت بريطانيا (في فبراير) استعدادها للانسحاب من الجنوب بعد سنتين،وربما يعود ذلك إلى رغبتها في كسب الوقت،ولكنها أخذت تعمل بجدية إلى تحويل (اتحاد الجنوب العربي) وهو الكيان السلاطيني الذي صنعته بريطانيا إلى دولة تقوم بالتفاوض معها وتسليمها الحكم كما أخذت في تقوية (جيش اتحاد الجنوب) لحماية مشروعها والمشاركة في حماية الوجود البريطاني ضد النضال المسلح والعمل الفدائي الذي اخذ يتصاعد بشكل كبير في ظل (جبهة التحرير).. ولكن جبهة التحرير اصبحت من الناحية الواقعية الداخلية والعربية والدولية هي ممثل الشعب،واصبح موضوع الاستقلال شبه محسوم بفضل الوحدة الوطنية التي تمثلت في (جبهة التحرير) والتي كان واضحاً انها بتحقيق الاستقلال للجنوب ستحقق الوحدة الوطنية الأوسع مع الشمال.. لذلك كان عبد الناصر والسلال واضحان في البيان المشترك الذي نص على انهما «يؤكد أن حق الشعب اليمني شماله المتحرر وجنوبه المحتل في الحرية والوحدة».
ولابد من التنبيه هنا إلى انه منذ الوحدة الوطنية التي مثل قيام جبهة التحرير في يناير 1966م انتهى كيان الجبهة القومية التي أصبحت جزءاً أساسيا من جبهة التحرير وكانت نصف قيادة جبهة التحرير من الجبهة القومية منذ البداية كما أسلفنا ثم في مايو ويونيو 1966م حيث يبدو أن القيادة اصبحت من 8 اشخاص..منهم عبد القوي مكاوي الامين العام و4 من الجبهة القومية هم : على السلامي،عبد الفتاح اسماعيل سيف الضالعي،عبدالله المجعلي و3 مما كان يسمى حزب الشعب ومنظمة التحرير وهم : محمد سالم باسندوه،عبد الله الاصنج،عبد الله على عبيد..غير ان اجتماع الاسكندرية في اغسطس 63 يدل على استمرار طه مقبل وسالم زين في القيادة مما يعني ان 6 من الاعضاء كانوا من الجبهة القومية..
ولكن بعض عناصر حركة القوميين العرب كانت تعمل على توجيه فريق من الجبهة القومية باتجاه آخر حيث عقدوا مؤتمراً في جبله اب [في 11يونيو 66م] – وهو بمثابة مؤتمر سري – وقرروا فيه «الحفاظ على البنية التنظيمية للجبهة القومية وإعادتها مع الاستمرار في جبة التحرير كمظهر للوحدة الوطنية ولكسب الوقت وضمان تأييد الجمهورية العربية المتحدة» كما قاموا بتشكيل قياده عامه للجبهة القومية – وهي قيادة غير علنية – كان من أعضائها : سالم ربيع على،عبد الفتاح اسماعيل، على سالم البيض، فيصل العطاس،ومحمد على هيثم الذي كان حريصاً على استمرار الوحدة وجبهة التحرير..
وفي أواخر يونيو 1966م افتعلت قيادة ذلك الفريق من الجبهة القومية ازمة بسبب اعلان باسندوة عن عقد المجلس الوطني لجبهة التحرير وان المجلس سيشكل من 30 عضواً،فقام ذلك الفريق من الجبهة القومية بإصدار بيانات تنديدية وتعبئة القواعد المتبقية والملتزمة لها ورفعوا برقيات إلى الرئيس عبد الناصر «أن الوحدة الوطنية تتعرض للخطر» وبسبب تلك الأزمة المفتعلة انعقد اجتماع في الاسكندرية (8/اغسطس/63م) لقيادة جبهة التحرير التي كان 6 من أعضائها من الجبهة القومية – كما أسلفنا – ومنهم عبد الفتاح اسماعيل وسيف الضالعي وكان مطلب فريقهما هو تحويل من « تنظيم موحد » إلى «تنظيم جبهوي» أي استبدال (الوحدة الاندماجية) إلى (فيدرالية) كما قد يقول البعض حالياً أو من باب تعريف الجوهر المقصود !..
وقد اقر اجتماع الإسكندرية بياناً سياسياً يؤكد « أن جبهة التحرير هي الممثلة الوحيدة لشعب جنوب اليمن المحتل.. الخ».. ولكن شهر سبتمبر 1966م شهد اجتماعاً لحركة القوميين العرب وفريق الجبهة القومية لمناقشة الموضوع وكانت نية غالبية المجتمعين هي الانسلاخ من جبهة التحرير ولكنهم لم يتوصلوا إلى قرار حاسم وربما كانوا يخافون ما سيترتب على ذلك من ردود فعل عنيفة داخليا وعربيا... ولكن الشهور التالية شهدت تعبئة واسعة ضد جبهة التحرير وعملية تكتيل واستقطاب في إطار الجبهة القومية مع التظاهر بالاستمرار في جبهة التحرير التي تمثل الوحدة الوطنية حيث استمر ذلك إلى ديسمبر 1966م وكان يتخلل تلك الفترات حديث عن أزمة سياسية!
خامساً: الانسلاخ
في 3 ديسمبر 1966م انتهى اجتماع استمر عدة ايام يسميه المشاركون «المؤتمر الثالث للجبهة القومية» وقد ناقش المؤتمر المذكور ما يسمى (الأزمة) وكان الاتجاه الغالب هو ان اساس الأزمة هو «عجز جبهة التحرير في تحقيق الوحدة الوطنية».. وبالتالي فان الانسلاخ هو الحل، وكان البعض – ومنهم محمد على هيثم – يعارضون الانسلاخ، ولكن غالبية المجتمعين في ذلك المؤتمر الذي انعقد بمنطقة حمر – قعطبة – كانوا مع الانسلاخ.. حيث يذكر الأخ سعيد الجناحي في موضوعه المنشور بصحيفة الوحدة «خرج المؤتمر بقرارين أساسيين: الأول:- إعلان انسلاخ الجبهة القومية عن جبهة التحرير ومزاولة نشاطها بصورة مستقلة، الثاني :- استعداد الجبهة القومية لتحقيق الوحدة الوطنية على اسس ثورية وسليمة.. وكان القرار الثاني لإرضاء المعارضين في نفس فريق الجبهة القومية الذي حضر المؤتمر.. أما جوهر ما تم فهو الانسلاخ الذي تضمنه القرار الأول الذي رافقه اعلان وتشكيل قيادة للجبهة القومية بحيث تعود الجبهة القومية للعمل والميدان كما كانت قبل الدمج في جبهة التحرير وهو ما اتضح منذ بدايات يناير 1967م..
ويبرر الأخ سعيد الجناحي ما حدث بقوله «تعود أسباب الانسلاخ إلى أن الدمج كان بصورة قسرية. وان الدمج افرز سلبيات اثر على الوحدة الوطنية. وان الانسجام كان منعدماً بين اطراف العمل الوطني» والواقع ان مقولة الدمج القسري تتنافى مع الحقائق التاريخية سالفة الايراد، أما السلبيات وانعدام الانسجام فان ذلك الفريق من الجبهة القومية يتحمل المسؤولية الرئيسية فيها.. لذلك نرى ان الاسباب الحقيقية للانسلاخ تعود إلى رغبة حركة القوميين العرب وذلك الفريق من الجبهة القومية في الانفراد بالحكم واعتقاده بان ذلك من حق الجبهة القومية وقد اتضح فيما بعد ان تلك الرغبة كانت تخفي رغبات متعددة داخلية.. كذلك فان الذين اتخذوا قرار الانسلاخ كانوا يظنون أن الطريق مفروش بالورود وان ما أقدموا عليه سيكون محل ترحيب كافة الذين كانوا في الجبهة القومية قبل الدمج وان التيار الوطني الثوري بزعامة السلال رئيس الجمهورية في الشمال سيؤيد الجبهة وان مصر عبد الناصر ستكون معها ولن تكون ضدها..
ولكن ردود الفعل كانت مختلفة فقد أصدرت جبهة التحرير والتنظيم الشعبي للقوى الثورية – الذي كانت اغلب قواعده في الجبهة القومية قبل الدمج - عدة بيانات أدانت الانسلاخ واتهمت المنسلخين بأنهم فلول الحزبية والمفلسين والمخربين ضد الثورة وانهم عناصر تعيش نهاية مطامعها.. وأعلنت جبهة التحرير أن المنسحبين جماعة حزبيه لا يمثلون الجبهة القومية كما أكد ذلك عدد من قادة الجبهة القومية امثال على السلامي والمناضل عبد الله المجعلي وغيرهم من القادة الذين استمروا في جبهة التحرير..
كذلك ادى الانسلاخ إلى توقيف دعم الشمال ومصر عبد الناصر للذين استمروا باسم الجبهة القومية.. وشهدت الشهور التالية من عام 1967م ظهور الجبهة القومية بشكل مضاد لما كانت تؤمن به من افكار وللتيار الذي كان عبد الناصر رمزاً له.. ووقعت بعض الصدامات الخفيفة بين جبهة التحرير والجبهة القومية ولكن النضال استمر متصاعداً ضد الاستعمار في عدن وكان التنظيم الشعبي لجبهة التحرير ومعه الجماهير قد أحال البقاء الاستعماري إلى جحيم وبالذات في عدن حيث أخذت السلطات البريطانية تقوم بتسفير عائلات أفراد القوات البريطانية من عدن إلى بلادها..وقامت بريطانيا في 20 مايو 1967م بتعيين السير [همفري تريفليان] مندوبا سامياً جديداً في عدن بدلا عن (ريتشارد ترنبول) حيث يقول همفرى تريفليان في مذكراته «وصلت إلى عدن في 20 مايو وقد تحددت مهمتي في إجلاء القوات البريطانية منها بسلام..» ويقول «اقتصرت مهمتنا على محاولة ربط عقد الحبل ثم سحب انفسنا من الحلبة بدون كارثة ».. ولم يوضح تريفليان المقصود بمحاولة ربط عقدة الحبل !..
وخلال الفترة من يونيو ويوليو 1967م إلى نوفمبر 1967م انضم جيش الاتحاد الجنوبي – الذي صنعته بريطانيا – إلى الجبهة القومية وكان ذلك عاملاً مهماً ومبرراً لتقوم بريطانيا بتسليم الحكم في الجنوب للجبهة القومية – التي أصبحت مضادة لتيار عبد الناصر ولاتجاه عبد الناصر – بينما كان عبد الناصر يبذل جهوداً لتحقيق الوئام بين جبهة التحرير والجبهة القومية والحيلولة دون حرب دمويه بين الوطنيين، ولكن الجبهة القومية ومعها الجيش الاتحادي خاضت حرباً دامية في نوفمبر 1967 ضد جبهة التحرير والتنظيم الشعبي..وتسلمت الجبهة القومية الحكم والاستقلال في 30 نوفمبر 1967 ولكن فوق بحر من دماء الوطنيين المناضلين الذين كانوا زملاء وأبطال النضال..
سادساً:- ثمن الانسلاخ
واعتقد ان الجبهة القومية لو عرفت ان ثمن الانسلاخ هو ذلك البحر من الدماء الوطنية لما أقدمت على ذلك.. ولكن أصبح من المستحيل في 30 نوفمبر 67م النظر إلى الماضي..فقد أصبحت الجبهة القومية تحكم الجنوب اليمني المستقل وأصبح قحطان الشعبي رئيس جمهورية وابتعد كابوس الوحدة مع الشمال.. لقد كان أساس الانسلاخ والحرب الدموية والتصفية ضد جبهة التحرير والتنظيم الشعبي هو عدم قبول اشتراك الآخرين في الحكم ولكن تلك الرغبة التي تجمعت تحت لواء الجبهة القومية كانت تخفي داخلها رغبات واتجاهات أحادية وحزبية وشللية اندفعت في التعبير عن نفسها من خلال محاولات الانقلاب والتصفيات عام 68 وعام69م حيث تم تصفية وهروب العشرات والمئات ثم قحطان الشعبي وانصاره.. واستمر نهر الدماء والدموع في عهد سالم ربيع علي.. وانسلخت الجبهة القومية من فكرها العربي القومي ومن محيطها العربي واعتنقت الفكر الماركسي حتى يوفر لها الكرملين المساندة الضرورية للاستمرار ولكن نهر الدماء والدموع لم يتوقف بل ازداد تدفقاً إلى أن بلغ ذروته في مجزرة يناير 1986م.. وكان يمكن ان يستمر ويعصف ببقية الحزب والشعب لولا الأجواء التي هيأت لانتهاء المأساة بتحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية في 22مايو1990م..
إننا نعيش هذه الأيام بقايا آخر أزمة سياسية..وقد تبين ان بعض اطراف الحوار تقوم بترديد وتزويج أفكار تتشابه مع الأقوال التي مهدت للانسلاخ في ديسمبر 1966م وكانت نتيجتها بحراً من الدماء والدموع استمر 22 سنة شمسيه من 1967م إلى 1989 ميلادية.. لذلك أقول إن التاريخ دروس وعبر.. وتقول حكمة مشهورة «إن الذين لا يذكرون الماضي عليهم أن يجربوه مرة أخرى»..
*قدمت بمنتدى المؤرخ محمد حسين الفرح
* خاص نشوان نيوز
-----------------------
تنبية من حد من الوادي
ليس مايكتب صحيح ولاكلة اكاذيب كلام مسيس ومحرف ومكشوف على من يتحامل الكاتب؟
حد من الوادي
04-04-2013, 12:42 AM
صدور الطبعة الأولى من مذكرات رئيس يمني سابق
حشد نت - صدرت مؤخرا الطبعة الأولى من مذكرات الرئيس السابق القاضي عبد الرحمن بن يحيى الإرياني في جزئين اثنين اشتملا على كثيرٍ من وقائع الحركة الوطنية اليمنية ومسار حركة الأحرار اليمنيين النضالي ضد الحكم الإمامي في شمال الوطن، وسياسات الاستعمار في الجنوب اليمني ثم إعلان الجمهورية وما تلاها من تحولات سياسية.
سرد الجزءان، كما يقول الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني في مقدمته، كثيراً من الأحداث المهمة في تاريخ اليمن التي ارتبطت بحياته والنضال الوطني منذ الثلاثينيات حتى الستينيات.
تناول الجزء الأول الفترة (1910 - 1962م) في سبعة عشر فصلاً بدأت بلمحة تاريخية عن اليمن ثم ذكريات نشأة المؤلف،وبدايات النشاط السياسي المنظم بعد العمل الرسمي في عهد الأئمة ثم الاعتقال في سجون حجة بعد الثورة الدستورية عام 1948م، والخروج ببرنامج عمل وطني جديد واكب التحولات اليمنية شمالاً وجنوباً والعربية عموماً.
كما تضمنت فصول الجزء الأول وصفاً دقيقاً للرحلات الرسمية الخارجية إلى السعودية ومصر وإيطاليا وتولي القاضي الإرياني إمارة بعثة الحج اليمني قبل عام ثورة 26 سبتمبر 1962م.
كما تناول الجزء الثاني من يوميات ومذكرات القاضي الإرياني الفترة (1962-1967م) وتضمنت الأحداث الأولى بعد الثورة، ومحاولات الإصلاح السياسي وتفاقم التناقضات في الصف الوطني الجمهوري وبدء العمل للسلام بين اليمنيين وعقد المؤتمرات الوطنية من عمران فأركويت وخمر وأخيراً حرض بعد اتفاقيتي الطائف وجدة عام 1965م. وانتهت الفصول الـ11من الجزء الثاني بعد اعتقال الحكومة اليمنية في القاهرة إلى قيام حركة 5 نوفمبر 1967م التي تولى خلالها القاضي عبدالرحمن الإرياني رئاسة المجلس الجمهوري.
ولجزئي المذكرات، التي تم طباعتها في مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة وقدمها المؤرخ والشاعر الكبير مطهر بن علي الإرياني، ملاحق ووثائق مهمة.
سبأ
حد من الوادي
04-07-2013, 11:37 PM
قلنا ان نكبة المملكة المتوكلية اليمنية وشعبها اتت بمخطط سوفييتي قام بتنفيذة عبدالناصروجيشة ومراهقي السياسة من اليمنيين وها هم يحصدون ولازالو يتنطعون بعبد الناصر وجورج حبش؟
وكيف سرق استقلال الجنوب العربي بعد عامين من خروج بريطانيا استمعوالى مسيرة سراب ؟
يطلقون عليها مسيرة حزب
- YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=vjbLUiNwR3U&feature=player_embedded)
مسيرة حزب 10-3-2013م - الحزب الإشتراكي 1
حد من الوادي
04-14-2013, 11:47 PM
قلنا ان نكبة المملكة المتوكلية اليمنية وشعبها اتت بمخطط سوفييتي قام بتنفيذة عبدالناصروجيشة ومراهقي السياسة من اليمنيين وها هم يحصدون ولازالو يتنطعون بعبد الناصر وجورج حبش؟
وكيف سرق استقلال الجنوب العربي بعد عامين من خروج بريطانيا استمعوالى مسيرة سراب ؟
يطلقون عليها مسيرة حزب
- YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=vjbLUiNwR3U&feature=player_embedded)
مسيرة حزب 10-3-2013م - الحزب الإشتراكي 1
هاهم اذناب عبد الناصرواذناب ميشيل عفلق واذناب جورج حبش يتصارعون على السلطة ولم يجلبوللبلاد والعباد الا مجازرالقتل والخيانة للبلد واهلها ومخلصين في عمالتهم للغرباء
[/url]
- YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=sGrSKW2-QpU)
حد من الوادي
04-24-2013, 12:51 AM
الشيوعية العالمية فرخت احزاب في اليمن وفي الجنوب العربي وحضرموت وعقدت صفقة مع بريطانيا لتتسلم بلادنا بعدها وهذا احصل تسلمت حضرموت في 17/ نوفمبر1967م بإ علان جيش البادية تأييدة للجبهة القومية؟
وتسلمت الجنوب العربي ليلة 6/ نوفمبر1967م حيث اعلن جيش اتحاد الجنوب العربي تأيدة للجبهة القومية؟
وفي الـ 30 / نوفمبر1967م اعلنت اذاعة عدن الاستقلا اعلان قيام جمهور ية اليمن الجنوبية الشعبية برغبة سوفييتية لتصديرالشيوعية لليمن المنقسم بين المملكة المتوكلية اليمنية؟
وجيش الاحتلال المصري لصنعاء وتعز والحديدة؟
آخرتصريح للأ مين العام للحزب الاشتراكي اليمني الكرية؟
المدعو ياسين سعيد نعمان المشارك حزبة في الاحتلال لبلادنا والمشارك في حوارصنعاء بمرتبة نائب رئيس لجنة الحوار يقول وبكل وقاحة الحزب الاشتراكي اليمني لايوجد لدية مشروع الا بقاء الاحتلال لحضرموت والجنوب العربي؟
ويسميها بقاء الوحدة الميتة عند شعبنا والبا قية في عقول الطامعين يسمون الاحتلال وحدة؟
اترككم مع الحلقة الثالثة لمسرحية الحزب الكرية ونوعيت قا دتة
- YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=NxQlKoXC6wM&feature=player_embedded)
حد من الوادي
04-24-2013, 01:03 AM
"الشرق الأوسط" تكتب عن أحمد بن محمد النعمان.. «غاندي اليمن»
الثلاثاء 2013/04/23 الساعة 09:13:22
الرياض: محمد السيف :
يعد الأستاذ أحمد بن محمد النعمان رائدا وقائدا بارزا في الحركة الوطنية اليمنية، ومناضلا صلبا جسورا طيلة حياته السياسية، التي ابتدأت عام 1935م ولم تنته إلا حينما خانه الرمق الأخير في منفاه الاختياري جنيف عام 1996م.
قارع النعمان الطغيان والاستبداد في العهد الإمامي، وانتقد غياب الديمقراطية والحرية في ظل الثورة، وما وهن له عزم أو تضعضع له كاهل.
هو الصانع الأول لحركة الأحرار اليمنيين، وأبو الدستور، والليبرالي المعتق الذي أسس تقاليد معارضة سياسية تدعو إلى مواطنة تربط الحقوق بالواجبات، كما تدعو إلى الحوار والتسامح ونبذ العنف، حتى عرف بـ«غاندي اليمن». وكان الشارع اليمني - ولا يزال - إذا سمع كلمة «الأستاذ» عرف أن المعني بها أحمد النعمان، الأستاذ في ثقافته ونبله ونضاله ومشوار السياسي الطويل، الذي شهده وزيرا لأكثر من وزارة، ورئيسا لأكثر من حكومة، ورئيسا لأول مجلس شورى، وعضوا في المجلس الجمهوري.
* هذا المناضل الكبير عاش فترات طويلة من حياته ما بين السجون والمنافي، وفي سنوات التيه والشتات بكى بؤس وطنه وشعبه، مستلهما العون لهما كواجب وضرورة لوضعهما في المكانة التاريخية التي يستحقانها. وقد كانت السعودية، وبالتحديد مدينة جدة، واحدة من محطات ترحاله الطويل، إذ قضى فيها ثلاثة عشر عاما، منحها من وقاره وحكمته، ومنحته استراحة المحاربين القدماء بعد سنوات من الإنهاك والتعب.
* إلى مدينة جدة
* ولأنه من الصعب الإحاطة بمحطات سيرة النعمان وأدواره في التاريخ السياسي لليمن المعاصر في صفحات معدودات، فإن هذا التحقيق يتناول حياته في السعودية وعلاقاته معها، قيادة ومثقفين، فكيف ومتى قرر النعمان أن يتخذ من السعودية محطة من محطات التيه والشتات؟
كان النعمان قد اتخذ من بيروت منفى اختياريا له بعد أن استقال من رئاسة الحكومة التي شكلها عام 1971م، وقد عاش في بيروت هانئ البال، مستمتعا بهواء الحرية الذي كان يستنشقه فيها، ومنهمكا في حواراته الطويلة مع مثقفيها ومفكريها. غير أنه فجع ذات يوم من أيام 1974م ورزء باستشهاد أكبر أنجاله ومعقد آماله وشريك نضاله السياسي، ابنه محمد، الذي كان وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس مجلس الوزراء، وقد قرر أن يتخذ من بيروت مقرا مؤقتا بجوار والده، ليستريح قليلا قبل معاودته عمله السياسي والنضالي، غير أن رصاصات الغدر والخيانة طالته ونالت منه الروح فاغتالتها، فتحامل الأب على نفسه وعاد إلى صنعاء لمواراة ابنه الثرى، وبعد أيام عاد إلى بيروت ليأخذ أحفاده وينتقل بهم إلى مكان آخر، بعد أن أضحت بيروت غابة يسرح فيها ويمرح المجرمون على اختلاف مللهم ونحلهم. ولمعرفة مدى تسامي وتسامح هذا المجاهد الكبير، أشير إلى ما تم بينه وبين الرئيس سليمان فرنجية، حينما وصل إلى بيروت والتقاه الرئيس معزيا في وفاة ابنه، فقال النعمان للرئيس فرنجية: «العزاء، يا فخامة الرئيس، يجب أن يقدم إلى لبنان، حكومة وشعبا، لأنني إذا كنت قد فقدت ولدي، فإن لبنان قد فقد أمنه واستقراره، وما جئت لكي أستعيد ولدي، بل جئت راجيا منكم استعادة أمن لبنان!».
في مطار جدة، حطت الطائرة بالأستاذ أحمد النعمان وأحفاده المكلومين، لتبدأ مرحلة جديدة في حياته وفي علاقاته مع السعودية، ورغم أنه أمضى عقدا وأكثر في مدينة جدة وشكل خلالها علاقات فريدة ومتميزة مع عدد من أعيانها ووجهائها ومثقفيها، فإن علاقته مع المثقفين السعوديين تعود إلى عقود، أقدم وأرسخ، وبالتحديد في عام 1937م حينما حل في القاهرة طالبا في جامعها الأزهر الشريف، لتبدأ فصول علاقة طويلة جدا ووثيقة مع الشيخ عبد الله القصيمي، الذي كان قد طرد من الأزهر حينما حل النعمان في رحابه! ذلك أن القصيمي حينما التحق في الأزهر طالبا في عام 1927م، كان الأزهر وقتها يواجه هجوما من عدد من المثقفين المصريين، وقد انضم القصيمي إليهم، حينما اتخذ موقفا في الخلاف الذي نشب حول الوهابية، ذلك أن العالم الأزهري الشيخ يوسف الدجوي كتب عدة مقالات يدافع فيها عن شعائر تكريم الأولياء، ضمنها حججه تجاه الآراء الوهابية، منها مقالته الشهيرة «التوسل وجهالة الوهابيين»، فأصدر القصيمي أول كتاب له وهو «البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية» نقض فيه حجج الشيخ الدجوي من خلال استعراض مقولات علماء الحنابلة كابن قدامة والشوكاني وغيرهما. فكان لهذا الكتاب رد فعل عنيف لدى علماء الأزهر، الذين قرروا فصل القصيمي منه.
* مع عبد الله القصيمي
* إن هذه المعركة التي خاضها القصيمي مع علماء الأزهر أكسبته شعبية واسعة، وأصبح محط أنظار الطلبة العرب الذين يفدون إلى مصر للدراسة، خاصة الطلبة اليمنيين، فما إن حط الطالب اليمني أحمد النعمان في الأزهر الشريف طالبا حتى تعرف إلى القصيمي عن طريق المجاهد الفلسطيني أبي الحسن، محمد علي الطاهر، ومجموعة من الطلبة اليمنيين، من أمثال: محمد علي الجفري، ومحمد محمود الزبيري، والشيخ محمد سالم الديحاني، وعبد الله بن علي الزبيري، الذين سبقوا النعمان إلى القاهرة، فكان عبد الله القصيمي أول سعودي يتعرف إليه النعمان ليكون بمثابة الانطلاقة له في عالم المثقفين السعوديين.
استمرت العلاقة بين القصيمي والنعمان منذ انطلاقتها في حوارات ونقاشات القاهرة عام 1937م، وإلى أن توفي القصيمي عام 1996م والنعمان يذرف عليه دموع الرحيل المر من منفاه جنيف.
جاءت معرفة النعمان بالقصيمي في نهايات المرحلة الوهابية التي توشح بها وتوجها بإصداراته التي نافح ودافع من خلالها عن الوهابية، خاصة كتابه «الثورة الوهابية» (1936م) ثم «الصراع بين الإسلام والوثنية».
يقول السفير مصطفى النعمان: «تعرف والدي على القصيمي في المرحلة الانتقالية التي عاشها القصيمي ما بين مرحلتيه المتطرفتين! وكان الوالد أيضا يعيش مرحلة تحول فكري في حياته، فلم يذهب إلى الأزهر إلا لأنه قد خرج من طور التطرف الذي عاشه وكان يمارسه مع طلابه في المدرسة التي أنشأها في الحجرية عام 1935م، وكان تحول والدي قد جاء بعد أن قرأ وبتمعن كتاب (طبائع الاستبداد) للكواكبي، وكتاب (هدي النبي)، لذلك خرج من مصر إلى مكة المكرمة حاجا، ومنها غادرها إلى الأزهر الشريف طالبا، ولم يعد إلى اليمن إلا عام 1940م بعد أن تطورت أفكاره وتغيرت كثير من قناعاته».
في عام 1955م، أجبرت الظروف السياسية في اليمن الأستاذ أحمد النعمان على الهروب منه إلى مصر، إثر فشل محاولة الانقلاب التي قام بها سيف الإسلام عبد الله على أخيه الإمام أحمد، فبقي النعمان في القاهرة إلى أن حملت إليه ريح الصبا، في صباح قاهري، خبرا أنعش فؤاده فتنفس معه الصعداء، جاءت الأخبار تحمل إلى النعمان أن مجموعة من أبنائه الضباط ثاروا على الإمام أحمد فأعلنوها ثورة يمنية على حكم استمر قرونا، لم تنفع معه الحكم والأمثال وأبيات الشعر التي كان يرددها الإمام أحمد، فكانت «ثورة سبتمبر 62».
سبعة أعوام أمضاها النعمان في القاهرة، وكان عند وصوله إليها قد أخرج منها صديقه عبد الله القصيمي ونفي إلى بيروت في صيف 1954م بطلب وإلحاح من الإمام أحمد، الذي ضغط على صلاح سالم بضرورة إبعاد عبد الله القصيمي من القاهرة بعدما توافرت لليمن معلومات عن مدى تأثر الطلاب اليمنيين بأفكاره، وهم الطلاب الذين كانوا يجاورونه السكن في ضاحية حلوان، وهم الذين سيفجرون الثورة بعد أعوام من ترحيل شيخهم ونفيه! بيد أن القصيمي سرعان ما عاد إلى القاهرة مطلع عام 1956م ليلتقي صديقه النعمان. ومنذ ذلك التاريخ وحتى بزوغ ثورة سبتمبر 62، ظل الصديقان يتحاوران ويتجادلان، وكان النعمان أحد أبرز حضور ندوة القصيمي الأسبوعية، التي كان يعقدها مساء كل جمعة ويحضرها عدد من المثقفين المصريين واليمنيين وبعض السعوديين، خاصة في السبعينات والثمانينات، الذين تعرف إليهم النعمان عبر تلك الجلسة، ومنهم الشيخ حمد الجاسر والشيخ حمد الحقيل.
بعد عودة النعمان إلى صنعاء عشية الثورة السبتمبرية عام 1962م، تسنم منصب وزير الحكم المحلي، غير أنه لم يدم في منصبه طويلا، إذ سرعان ما نفي إلى القاهرة، لمعارضته سياسة الحرب والانتقام التي سارت عليها قيادة الثورة، وفي القاهرة عاد إلى مجادله ومشاكسة صديقه القصيمي، لكنه عين عام 1964 رئيسا لأول مجلس للشورى، ثم رئيسا لمجلس الوزراء، ولم يطل به المقام فاستقال احتجاجا على إصرار القيادة على سياسة الحرب وخرق الدستور، وأيضا بسبب ضغوط عبد الناصر، الذي كان يرى أن هناك عددا من الوزراء من ذوي الانتماء البعثي كمحسن العيني يجب إخراجهم من الحكومة! وطيلة هاتين السنتين، كان النعمان على تواصل مع القاهرة، فكلما حط فيها زار صديقه القصيمي والتقاه، غير أن ما لم يكن في حسبان النعمان ورفاقه هو ما حدث لهم في عام 1966م حينما زج بهم الرئيس عبد الناصر في السجن الحربي، واحتل النعمان - بحكم أنه الأكبر بينهم - الزنزانة الانفرادية رقم 1. وبقي في السجن أكثر من عام، لم يخرج إلا بعد الهزيمة التي مني بها عبد الناصر، فكانت النكسة فاتحة خير على النعمان ورفاقه، ليعود بعد ذلك إلى يمنه ليقود المعركة من جديد. وكان النعمان في سجنه يطرق باب السجن طالبا الذهاب إلى الحمام، لكن الحارس يمنعه، فقال قولته الشهيرة: «في عهد الإمام كنا نطالب بحرية القول، وفي عهد عبد الناصر نطالب بحرية البول»! سألت الأستاذ مصطفى النعمان عن موقف القصيمي من سجن والده، وهل مارس دورا للإفراج عنه؟ فقال: «كان القصيمي مستاء جدا من سجن صديقه، لكنه لا يستطيع فعل شيء غير الألم، هناك دول حاولت ولم تستطع فعل شيء، فما بالك بالقصيمي!».
على أن الفترة الذهبية في العلاقة ما بين النعمان والقصيمي كانت بعد عام 1974م واستقرار النعمان في جدة، فكان كثيرا ما يزور القاهرة ويلتقي صديقه، وهي الفترة التي تعرف فيها القصيمي على عدد كبير من أصدقائه السعوديين، سواء في جدة أو الرياض، أو القاهرة في مجلس صديقه القصيمي.
يصف مصطفى النعمان القصيمي بأنه كان حادا ومستفزا بشكل مزعج لمن لا يعرفه، بينما كان والده - وكما هو معروف عنه - شديد السخرية، ممعنا فيها، فكان كثير من المواقف يحدث بينهما.
منذ عام 1987، كان النعمان قد استقر في جنيف لدى ابنه عبد الله، وفي يناير (كانون الثاني) 1996 ودع عبد الله القصيمي الحياة، بعد سنوات طويلة من الضجيج والصخب والجدل، وكان النعمان هو الآخر قد بدأت صحته في ذلك العام بالتردي والتدهور، ويصف ابنه مصطفى كيف تلقى والده خبر رحيل صديقه، بقوله: «حينما توفي القصيمي، كان والدي قد دخل في مرض شديد، وكثيرا ما يفقد الوعي، لكنه حتما تلقى خبر وفاة القصيمي، ولم يكن باستطاعته التفاعل معه، كان فيه شيء من الجمود». ويقول الكاتب فؤاد مطر، وهو يصف الأشهر الأخيرة من حياة النعمان: «ومع أن النعمان كان يصد بجسارة حالات الغيبوبة التي تصيبه، إلا أنه بات بعد رحيل الأعز بين أفراد جيله، الشيخ عبد الله القصيمي، يتمنى ألا ينتصر على الغيبوبة المقبلة، بمعنى أن تهزمه بدل أن يهزمها. ولأنه كان من الصعب على الذين حوله إبلاغه بوفاة الشيخ عبد الله فإنهم وضعوا أمامه عدد (الشرق الأوسط) المنشور فيه نبأ الوفاة، فضرب النعمان بيده على جبينه، واستطاعت دمعة يتيمة أن تنساب على خد الأزهري الصامد حزنا على رحيل الأزهري المتمرد. والذين أسعدتهم جلسات الشيخين الأزهريين أواخر الستينات في بيروت والقاهرة سمعوا منهما من كلام الذكريات ما يتمنى المرء لو أنه مطبوع بين دفتي كتاب».
وقد حاول النعمان مرارا مع صديقه القصيمي وتمنى عليه أن يخفف من ضجيجه وأن يلجم حدته واستفزازه، غير أن القصيمي لم يأبه ولم يلق بالا، ومع ذلك كان القصيمي يقدر ويجل النعمان، ويتضح ذلك من خلال رسائل متبادلة بينهما، ورسائل أخرى بعث بها القصيمي إلى صديق مشترك بينهما.
إلى جانب القصيمي، صاحب العلاقة الوثيقة والصداقة الطويلة، تعرف النعمان إلى عدد من المثقفين والأدباء السعوديين، وكان من أبرز أصدقائه في جدة الشاعر محمد حسن فقي، والأديب عبد الله بلخير، ومن الوجهاء كان الوجيه عمر العيسائي أبرز أصدقائه وأقربهم إلى قلبه، وكذلك الأديب عبد المقصود خوجه، ومحمد شمسان وعلي بقشان ومرعي بقشان وعبد الخالق سعيد، ومحمد عبود العمودي.
وكانت له علاقاته مع مثقفين عرب مقيمين بجدة، كالأديب أحمد الشامي وشريف الرفاعي والمفكر أحمد الشيباني، الشهير بـ«ذيبان الشمري». وفي الرياض، كانت له صداقات مع عدد من أدبائها، الذين كان يلتقيهم إذا زار الرياض، كحمد الجاسر وحمد الحقيل، اللذين تعرف إليهما في ندوة القصيمي الأسبوعية في القاهرة، وكذلك الشيخ عبد الله بن خميس، والأستاذ تركي السديري. وارتبط بعلاقة مع الشيخ ناصر المنقور، السفير السعودي لدى إسبانيا ثم بريطانيا، وكانت لقاءاتهما تتم في لندن أو جنيف، وكانت بينهما مراسلات أدبية.
* في صحبة التويجري
* غير أن أهم أصدقاء النعمان في الرياض، كان الشيخ عبد العزيز التويجري، الذي ستكون له معه فصول قصة طويلة، صدقا ووفاء، وسيكون هو الأقرب إلى نفسه والأكثر نبلا معه، وستمتد العلاقة والصداقة إلى عواصم ومدن أخرى غير الرياض، كالقاهرة وجنيف، وسيكون أبناء النعمان أصدقاء لأبناء الشيخ الأديب.
يذكر مصطفى النعمان أن والده تعرف إلى الشيخ التويجري قريبا من عام 1976م، نتيجة لموقف حصل بينهما، يقول مصطفى: «كان والدي في الرياض ودعي إلى المطار لتوديع الملك خالد بن عبد العزيز، وكان واقفا في آخر الطابور، فجاء الأمير عبد الله بن عبد العزيز حينها وأخذ بيده ووضعه في مقدمة المودعين، ثم تأخرت طائرة الملك، فجاء الأمير عبد الله مرة أخرى ليعرف الوالد بالشيخ عبد العزيز، فأخبره الوالد بأنه يسمع عن التويجري كثيرا، وعلق التويجري قائلا: أنا أعرفه من سنين طويلة. فاستغرب الوالد متى وكيف عرفه؟ فقال التويجري: لقد كنت أقرأ لك وأنا في المجمعة. بعدها، حاول الوالد أن يتصل بالشيخ عبد العزيز مرة أخرى، فصعب عليه الأمر، لكنهم بدأوا بالتراسل قبل أن يلتقوا ثانية، وهو اللقاء الذي استمر إلى أن توفي الوالد، فأصبح حينها الشيخ أقرب الناس إليه عقلا وعاطفة ورعاية».
يذكر مصطفى النعمان أن العلاقة والصداقة لم تكن حصرا بين الأستاذ والشيخ، إنما تمددت لتشمل الأبناء، فلقد كان أبناء الشيخ التويجري قريبين جدا من قلب والده، خاصة عبد المحسن وخالد وعبد السلام، ويتذكر مصطفى أن الأستاذ خالد التويجري كتب في السبعينات الميلادية رسالة إلى الأستاذ النعمان، ما زال يحتفظ بها، يعرف فيها بنفسه ويبدي إعجابه بالنعمان الأب ويعتذر منه أن اقتحم عالم قامة فكرية.
لقد كانت أكثر لقاءات الشيخ والأستاذ في سويسرا، حيث كان هناك لقاء شبه يومي، وفي فترة مرض الأستاذ النعمان، كان الشيخ يأتي إليه ويحمله على الخروج معه إلى منزله. يقول مصطفى: «كان الشيخ التويجري يحس بأنه لا يمكن أن يكون من دون النعمان، وكذلك كان إحساس النعمان تجاه صديقه الكبير».
كانت جلسات الشيخ والأستاذ في غالبها ذات طابع أدبي ثقافي، فقد كان الأستاذ يقرأ على الشيخ ما قد كتبه، من شعر أو رسالة أدبية، وكان الشيخ يقرأ على الأستاذ مسودات كتبه، ليأخذ رأي النعمان فيها. كما كانا يتحدثان كثيرا عن أوضاع الأمة العربية، ويبديان أسفهما لما وصلت إليه. وفي الأرشيف الخاص بالشيخ عبد العزيز التويجري ثمة رسائل متبادلة بينهما لم تنشر إلى اليوم.
ولأن الأستاذ النعمان يتمتع بروح مرحة ودعابة ساخرة، جامعا بين وقار الشيوخ ومرح الشباب، فإن ابنه مصطفى يذكر أن عددا من المواقف الطريفة تحدث بينه والشيخ التويجري بشكل دائم، خاصة في سويسرا.
ويثمن مصطفى النعمان للشيخ التويجري مواقفه النبيلة مع والده قبلا، ثم معه ومع إخوته، فقد كان له بمثابة الأب، ويذكر مصطفى أنه سمى أحد أبنائه عبد العزيز تيمنا باسم الشيخ عبد العزيز التويجري، مذكرا بأن من أميز صفات الشيخ أنه لا يتعامل مع الناس كمسؤول رفيع، إنما تنطلق تعاملاته معهم منطلقات إنسانية وثقافية.
* الاتصال الدبلوماسي
* مثلما كانت للأستاذ أحمد النعمان علاقات مميزة مع عدد من المثقفين السعوديين، كانت له علاقاته واتصالاته الدبلوماسية الرسمية مع الحكومة السعودية. وقد بدأت تلك الاتصالات منذ عام 1955م حينما رأس وفدا يمنيا رفيعا إلى الرياض للاجتماع مع المسؤولين فيها من أجل التعاون لحل مشكلة اليمن بعد حركة سيف الإسلام عبد الله ومحاولته الانقلاب على أخيه الإمام أحمد. وبعد مفاوضاته، عاد إلى صنعاء مرافقا للوفد السعودي، الذي كان برئاسة الأمير فهد بن عبد العزيز، وزير المعارف، وانضم إليهم الوفد المصري برئاسة حسين الشافعي. كما سافر أحمد النعمان أكثر من مرة مع الأمير البدر إلى الرياض والاجتماع مع المسؤولين فيها لإطلاعهم على سوء الأوضاع في اليمن وإصرار الإمام أحمد على استمرارها.
وفي عام 1973، كلفه الملك فيصل بن عبد العزيز إقناع الجنرال فرانكو بإعادة بناء جامع قرطبة وإعادته إلى سابق عهده على نفقة الحكومة السعودية، وبالفعل قابل فرانكو رفقة السفير السعودي ناصر المنقور، وتم الأمر. وكانت له علاقة مميزة مع الملك خالد بن عبد العزيز. ويذكر السفير مصطفى النعمان أن والده قد أرسل رسالة إلى الملك خالد بن عبد العزيز يقترح فيها إنشاء تجمع لدول الخليج والجزيرة العربية بما فيها اليمن، وكانت الرسالة قبل إنشاء مجلس التعاون الخليجي. وفي عام 1991، سعى إلى تحسين العلاقات بين السعودية واليمن إثر ما شابها من فتور من جراء الغزو العراقي للكويت ووقوف الحكومة اليمنية مع العراق
وظل النعمان طيلة مسيرته، حيثما كان، محل تقدير واهتمام المسؤولين السعوديين، خاصة الملك عبد الله بن عبد العزيز، لذلك حينما عبرت طائرة الرئاسة اليمنية الأجواء السعودية في سبتمبر 1996 قادمة من جنيف، حاملة الجثمان المسجى، وعليها سنان أبو لحوم ومجاهد أبو الشوارب ومحسن العيني وأبناء الراحل، بادرت القيادة السعودية بتقديم واجب العزاء لآل النعمان، كما عبر أصدقاؤه السعوديون، من مثقفين ووجهاء، عن حزنهم الكبير لرحيله. وكان يوم مواراته الثرى يوما مشهودا في تاريخ اليمن، وفي ما تلاه توشحت صحف اليمن بالمقالات والقصائد الرثائية من جيل يمني تكون تحت جناحه. فلئن كان النعمان قد تبوأ مناصب رفيعة، إلا أنه لم يستمد مكانته المرموقة من تلك المناصب، رغم أهميتها، إنما من أدواره التاريخية كرائد ومجاهد وسياسي محنك وأديب وحكيم من حكماء اليمن.
وفي الختام، يرى بعض محبيه أن مأساته الحقيقية تكمن في بقاء الأماني والأحلام دون تحقيق! وتلك هي أيضا مأساة اليمن في تاريخه الحديث.
"الشرق الأوسط"
حد من الوادي
05-13-2013, 12:12 AM
عبد الناصركان البوابة للشيوعية في الوطن العربي ونكب مصرونكب شعب المملكة المتوكلية اليمنية؟
ونكب شعب حضرموت؟
ونكب شعب دولة اتحاد الجنوب العربي؟
ومن خلال غزوة لليمن ولدت الشيوعية وتسللت الى الجنوب العربي؟
وحضرموت وحضرالسوفييت ليسيطرو على بلادنا وشوهوحياتنا وزوروهويتنا؟
لقد مات عبد الناصروالشيوعيون العرب في عدن يلعنونة؟
لم يكن عبد الناصر شيوعي بل عبرة تسللو رحم الله عبدالناصر؟
- YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=CjIaaCFRpgI)
مسيرة حزب 7-4-2013م - التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري 1
حد من الوادي
06-02-2013, 05:57 PM
نحن القتلة وأنتم المذنبون!
الأحد 02 يونيو 2013 01:00 مساءً
((عدن الغد)) متابعات
في الوقت الذي ظلت فيه «العروبة» منهجا ثقافيا وسياسيا، ولم تتخط فيه هذا المنهج، وبقيت في إطاره اللغوي والدعائي، كان لما يسمى «الانعزال» – اللقب الذي يطلقه العروبيون والقوميون على كل تيار سياسي غير وحدوي! – قوة على الأرض وفاعلية في تطبيقاته. وبينما انحصرت العروبة في التبشير، كان «الانعزاليون» عمليين، تقودهم قوة الإيمان بالخصوصية الاجتماعية والثقافية.
الصراع بين «الانعزال» والعروبية، قاطع وجذري.. فالأول محدد وواضح وواقعي. بينما الثانية غامضة وتبشيرية.
اضطرت العروبيات السياسية إلى استخدام السلطة في الدفاع عن منهجها. وكانت السلطة هي الرافعة التاريخية للتبشير العروبي. ولأن العروبيات نشأت في أرض متحركة بالقوميات واللغات والمذهبيات، اعتمدت في معالجاتها السريعة على مبدأ عدم الاعتراف بالتنوع واعتبار الإشارة إليه ذات منشأ استعماري، كلما جاء حديث عن غير العرب أو غير المسلمين أو بين المسلمين أنفسهم. عدم الاحترام لهذا الاختلاف، وضع العروبة في مواجهة المجتمع الذي ولدت فيه، وما إن خسرت رافعتها التاريخية، السلطة، كما حصل بادئ ذي بدء في العراق ثم في سوريا، حتى اختفت العروبيات، ثقافة ومنهجا ومريدين.. ذلك أن السلطة لا تستطيع فرض شرعية لأي منهج ثقافي.
تتحمل العروبيات قسطا وافرا من مسؤولية تفكك مجتمعاتها الآن. وبصدق، لو كانت العروبة السياسية منفتحة فعلا كما ادعت طيلة خمسين عاما وأكثر، لما كان سقوط مجتمعاتها بهذا الدوي وتلك السرعة التي فاقت التوقعات. العروبيات كانت المحرض الأصلي على عدم الاعتراف بالتنوع، وهي التي قفزت فوق الحقائق الاجتماعية والسياسية، بكل توهم ونزعة تبشيرية لم تكن مخلصة إلا لنشاطها اللغوي الذي أتقنته سلطاتها المتعاقبة. لقد قاوم لبنان الصغير، الناصرية والبعثية بل حتى اليساريين والقوميين، ببساطة استطاعت الخصوصية اللبنانية أن تغلب يد عبد الناصر، هذا على الرغم من التفافه على لبنان الجغرافيا والسياسة عبر الوحدة مع سوريا. فكيف يمكن فهم قوة السياسة اللبنانية، على الأقل وقتذاك، في مواجهة الأسطول الناصري – البعثي – القومي – الاشتراكي؟ كل هذه المسميات كانت قشرا على الأرض وانتصرت الخصوصية: «الانعزال»!
في «الانعزال» صدق قاس مرير. إلا أن كل التبشيريات الوحدوية، ومنها العروبة، محرومة من هذا الصدق القاسي، وبقيت وهمية محرضة على الآخر، ضعيفة في فهم الواقع والتنبؤ بالمستقبل.
لأن السلطة كانت في يدها كانت الحكمة عند غيرها!
في الحقيقة، أسيء إلى الكثيرين بسبب التبشير العروبي، ولم يتم فهم الواقع الاجتماعي على الأرض، والذي لا تموت قواه المحركة مهما بلغت فداحة السلطات المستخدمة لمحوه. دائما ينتصر الجزئي والواضح، ويخسر الشامل والغامض!
العالم العربي الآن يدفع هذه الفاتورة الرهيبة. التبشير الوحدوي لم يسقط وحده، بل تمسك كالغريق في رقبة منقذه، فغرقا معا، بينما كان الأول يستغيث، كان الثاني ينقذ. والمحصلة أرض خراب لن يقبل تي إس إليوت أن يعبرها هؤلاء ولا أن تكون هي الأرض الملهمة لأعظم آثار الشعر في العالم.
نقول: العروبة. العروبيون. لأن أشباحهم ترفرف الآن فوق كل أرض خراب أو تتخرب في العالم العربي. سلطتهم كانت حجابا عليهم ووبالا على الأرض وانسدادا في أفق الناس. كل ما ينهار الآن سقط بدفعة من هذا التبشير، دفعة في الخفاء، دفعة بليل. أما أدبيات هذا المنهج المفرط في اللغة والشحيح بنظام التفكير، فلم تقو الآن على رد أبسط تهمة. هم يعرفون حجم أخطائهم، يتحسسون الكارثة التي أسسوها كما أسسوا السدود والطرقات السريعة. لذلك آثروا الهرب والانسحاب، بليل، كما حكموا بليل. وآخر كوارثهم أن الناس تدفن قتلاها وتذرف الدموع، بينما هم انسحبوا إلى ظلال جاءوا منها، يتفرجون على سقوط المدن ويكتبون مذكراتهم التي لن يتجرأوا، يوما، على تسميتها بالخط العريض: نحن القتلة وأنتم المذنبون!
عن/المجلة
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
06-02-2013, 06:02 PM
عبد الناصركان البوابة للشيوعية في الوطن العربي ونكب مصرونكب شعب المملكة المتوكلية اليمنية؟
ونكب شعب حضرموت؟
ونكب شعب دولة اتحاد الجنوب العربي؟
ومن خلال غزوة لليمن ولدت الشيوعية وتسللت الى الجنوب العربي؟
وحضرموت وحضرالسوفييت ليسيطرو على بلادنا وشوهوحياتنا وزوروهويتنا؟
لقد مات عبد الناصروالشيوعيون العرب في عدن يلعنونة؟
لم يكن عبد الناصر شيوعي بل عبرة تسللو رحم الله عبدالناصر؟
- YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=CjIaaCFRpgI)
مسيرة حزب 7-4-2013م - التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري 1
الحلقة الثانية
- YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=1SL-OiidpU4)
مسيرة حزب 14-4-2013م - التنظيم الناصري 2
حد من الوادي
08-22-2013, 10:30 AM
شريعة الله وشرائع الكهنة والطغاة !!
محمد علي محسن الخميس 2013/08/22 الساعة 12:30:14
الامام يحيى بن حميد الدين دعا قبائل اليمن الى الجهاد بعيد وفاة ابيه سنة 1904م كوكيل لله لإحياء شريعته الاسلامية باعتبارها منطلق لثورته ودعوته ضد الاتراك وطغيانهم السني المضطهد للأقلية الزيدية ؛لا كقائد وطني وثائر مناهض للوجود الاجنبي العثماني في اليمن .
الامام محمد بن علي الادريسي استعاد نفوذ والده على اقليم عسير باسم الشريعة ؛ بل وقاتل وبشراسة من يفترض انهم اخوته في الشريعة والاسلام الحكم الامامي في شمال اليمن وبقايا وجود للخلافة في اسطنبول .
الشهيد القاضي محمد الزبيري قضى نحبه ثمنا لفكرة الجمهورية الاسلامية المحكومة بشرع الله ، قُتل غيلة سنة 65م وبعيد اعلانه لحزب الله في مؤتمر عمران ، قاتله لم يكن شيوعيا جاحدا بدين السماء أو انه قوميا مؤمنا بمبادئ عبد الناصر او ميشيل عفلق وصلاح البيطار ؛بل كان قربانا لفكرة التمكين لشريعة الله المهددة من المصريين واشياعهم من القوموجيين والناصريين والبعثيين والدستوريين والشيوعيين ، قُتل ابا الاحرار برصاصة قبيلي جاهل جشع نصرة للشريعة الاسلامية وحكامها الميامين البررة من آل حميد الدين الحاملين لراية الاسلام وشريعته المنتهكة بفظاظة وجحود من ثوار جمهورية سبتمبر .
بابا اوربان اجتاحت جيوشه الشرق نصرة وتمكينا ايضا لشريعة الرب ولصليب اليسوع المنتزع من قلوب وطقوس وبقاع شرقية كثيرة يجب اخضاعها بقوة البطش والجبروت الذي تمتع به اوروبا وشعوبها ، نعم تم اجتياح بلاد الشرق تحقيقا لمشيئة الاله ؛ لا امتثالا لرغبة بشرية جامحة ومتعصبة ، فلقد كانت صرخة بابا اوربان الشهيرة " هكذا اراد الله " بمثابة الوحي المقدس الذي لا يزوغ عنه سوى الكفرة والمنافقين والجاحدين .
جمهورية الضباط الاحرار آل مصيرها في كنف الهيمنة العصبية القبلية السلالية الدينية التي مثل الخلاص منها غاية محورية واساسية لثورة 26سبتمبر 62م ، وحدة اليمن لم تسلم هي الاخرى من هذا المآل المأساوي إذ كان مصيرها حزينا ومهينا .
فالقوى القبلية والدينية المقوضة لحلم الاجيال اليمنية المتعاقبة بالثورتين والجمهوريتين هي ذاتها الوائدة للجمهورية الواحدة قبل عشرين سنة ، كما وهي نفسها الواقفة الآن بوجه ثورة الشباب وبوجه الحوار الوطني وبوجه عملية الانتقال السياسي وبوجه الدولة الديمقراطية الحديثة المرتكزة على قاعدة المواطنة المتساوية والعدالة المجتمعية .
لقرون ومجتمعنا تمزقه الحروب العبثية ،لقرون ومجتمعاتنا العربية والاسلامية في حروب مقدسة لا تنتهي ، فمنذ وفاة الرسول والمعركة دائرة بين فسطاطي الكفر والايمان ، فأحيانا أخذت المعركة شكل الهلال والصليب وغالبا حملت راية الشرعية والشريعة ،طائفة رفعت المصحف المقدس حيلة ومكرا يقابلها فرقة لبست ثوب الحق الالهي ، في كلا الحالتين الجميع في صراع سياسي لا صلة البته له بالدين ،فكثيرا ما كان الصراع من اجل الاستئثار بالسلطان ونادرا جدا ما كان لمصلحة الدين وشريعته .
أغتصب بنو أميه واستباحوا دولة المسلمين لقرن وثلث باسم الشريعة والشرعية ، العباسيون حكموا واستبدوا قرونا تحت يافطة الشريعة والشرعية ، وكذلك فعل المماليك والايوبيون والعثمانيون والبرامكة وسواهم من القوم الذين تعاقبوا على دولة الخلافة عسفا وبطشا ، أو كان لهم شرف تمزيقها وتفكيكها الى دويلات واقطاعيات متناحرة كل واحدة منها تعد نفسها محاربة في سبيل الحق المطلق .
جنوب السودان انسلخ عن شماله بداعي غيرة وحمية جنرالات الانقلاب العسكري على شريعة الاسلام ، قُتل ملايين البشر في افغانستان وباكستان والجزائر والشيشان وكشمير واليمن ومصر وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق باسم هذه الشريعة ، ضاعت اوطان وغرقت شعوبها في اتون فوضى وخراب وعنف وارهاب لا يتورع عن رفع شارة الجهاد الدموي نصرة وتمكينا لهذه الشريعة المنتهكة في كل اصقاع الاسلام .
الخلاصة اننا وطوال قرون لم نفق من خدر الفهم المشوه والقاصر المختزل لشريعة السماء بقراءة فرد او جماعة ، ففي كل الاحوال هذه الشريعة يصعب فصلها وتجريدها عن سياقها البشري وكذا مكانها وزمانها ،أعطوني أناس منزهون من مداهنة الحكام الظلمة ، زاهدون عن المال والسلطة ، مخلصون ، ربانيون في قولهم وفعلهم ؛ وقتها اصدقكم انني سأكون اول من يصدق بان حركة طلبان وتنظيم القاعدة وجماعة الجهاد وسواها تنافح في سبيل عدالة السماء الغائبة .
فحيثما توجد المصلحة هنالك شرع الله ، لكن كهنة السلطان جعلوا من هذه الشريعة شرائع للقهر والخسران والباطل والبغي والعدوان ، ومن شريعة الله وسيلة ابليسية تقربهم زلفى من الحكام كما وتمنحهم سطوة ومنفعة وقداسة وسلطة دينية كهنوتية لاهوتية لا تقنين لها أو اصل في أية شريعة ودين سماوي او وثني ، فما من عدالة سماوية مزهقة مهرقة لأدمية الخلق ! وما من شرعية ممنوحة من الله ورسوله ولحاكم ظالم مستبد ! وما من شريعة عادلة خالصة لوجه الله ؛ إلا وصارت مطية وشماعة للمتنطعين والمنتفعين والمرائين والدجالين وووالخ ! .
حد من الوادي
08-25-2013, 06:30 AM
هنيـئا لك يا شعب الخليـج..!!
فيروز محمد علي السبت 2013/08/24 الساعة 07:11:30
مقولة دائما تحضرني منذ نعومة اظافري )مات الملك عاش الملك (.. رغم العواصف التى مرت بها البلدان العربية نتيجة مطالبتها بالتغيير الى الاحسن والافضل ولم يستجيب الا قليل من الدول لمطالب الشعب وكانت دول الخليج هي المبادرة دوما لتطلعات شعبها خصوصا قطر .. الامارات .. البحرين .. الكويت ..سلطنة عمان.. حيث انها تعمل بقاعدة المواطن درجة اولى ومن يليه ننظر لحالته كلا حسب احتياج الدولة له ....
رغم اختلاف الدول العربية والاوروبية سياسيا وديمقراطيا لكنها تتفق على مصالح دولها ومواطنيها .. مشاء الله مثل وطني وشعبه .. المهم حين سمعت خبر تنازل سمو امير قطر لإبنه بالعرش ,, يا الله كم فرحت واحترمت هذا الرجل حين سلم السلطة لابنه طوعا لا كرها .. فهو خير من يعلم ان هذا الزمن زمن التكنولوجيا والسرعة الحديثة للمعلومة .. انه عصر الشباب والافكار الحديثة البعيدة عن التردى والاستنساخ وتقبل القوالب الجاهزة من الافكار الغير موثقة او المناسبة لعقولهم ..احترم جدا حكام الخليج حيث انهم يضعون للمواطن الخليجي سبل الحياة الكريمة وتسهيل التعليم في الداخل والخارج وتأمين صحتهم بكافة الوسائل والحرص عليهم داخل البلاد وخارجه ..مرة اخري مبروك لقطر اميرها تميم .. الا ليت اليمن يمن الله عليها بحاكم يرعاها ويفهم ويعي متطلبات شعبه..مبروك عليكن يا بنات الخليج حكامك حقيقة لا اخفيكم فانتن في نعمة من الله وحكمة حكامكم فلا تكاد الواحدة منكن يموت عائلها حتى تسرع الحكومة الي توفير سبل الدعم والراحة لها.. لي كذا صديقة مزوجات برجال من الخليج فمات ازواجهن فتكفلت الدولة بهن وبأطفالهن ولم يشعرن بنقص او الحاجة.. وفي وطني لا يكاد عائل الاسرة يموت حتى تكاد الدولة تقول لهم موتوا بعد عائلكم فلا قدرة لنا على التكفل بكم .. مع ان الدستور اليمني يقول في الفصل الاول مادة رقم )4(الشعب مالك السلطة ومصدرها .. وانا اقول والله ما لمسناه الا ان الشعب ملك للسلطة يحييه او يميته ..
الفصل الثالث .. المادة رقم 26 ,,الاسرة أساس المجتمع وقوامها الدين والاخلاق وحب الوطن ويحافظ القانون على كيانها ويقوى أواصرها .. وانا اقول ان الاسرة قوية بكبيرها فما ان يرحل حتى تجعل الدولة من هذه الاسرة كائن غير سوى قابل للتلف وتصيبه في مقتل ..
المادة رقم 30,, تحمى الدولة الأمومة والطفولة وترعي النشئ والشباب .. وانا اقول اتحدى الدولة انها تطبق مثل هذا الكلام .. فهذه المادة لا تطبق الا لمن معهم ظهر يحميهم وفلس يرفعهم وشخص ينفعهم ..فكم من ام واطفال وشباب في عمر الزهور لا أراهم الا في حالة شتات وضياع وتشرد فالجولات واشارات المرور خير دليل لمن لا يعلم ..
المادة 32,, التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية أركان أساسية لبناء المجتمع وتقدمه ..يسهم المجتمع مع الدولة في توفيره ..وانا اقول انها شعارات رنانة ومحبطة فللأسف المواطن اليمني هو من يسهم في ذلك كي ينعم رجال الدولة بالصحة والتعليم هم وابنائهم بينما المواطن اليمني يرحل للجحيم ولا يجد حبة اسبرين .. وكثير من الاسر الغير قادرة تخرج ابنائها من دور التعليم لعجزهم توفير متطلبات التعليم من كتاب وقلم الذي من المفترض ان تتكفل به الدولة لا ان تضعه شعار رنان محبط لا جدوى منها..
الفصل الرابع المادة رقم 56,, تكفل الدولة توفير الضمانات الاجتماعية للمواطنيين كافة في حالات المرض او العجز او البطالة او الشيخوخة او فقدان العائل كما تكفل بصورة خاصة اسرالشهداء وفقا للقانون ..وانا اقول عفوا ايها الدستور ان كلامك حبرا على ورق ولم اجد من يطبقك فكثير هم من فقدوا عائلهم وكثيرا هم من بلغوا سن الشيخوخة والكهولة وكثيرا هم من في حالة بطالة وكثيرا هم من يحتضرون مرض ولا اجد الحكومة تسند مثل هذه الحالات ان حكومتنا الرشيدة تتبع خطى السياسة لضمان السيطرة على القوى السياسية الداخلية وتهمل مصدر القوة وهو الشعب الذي بيده السلطة كاملة .. ان دستورنا الجميل ليس الا حبرا على ورق لا يطبق الا لمن له يدا هنا وهناك ام غير ذلك فالموت رحمة له ...
هنيئا لك يا شعب الخليج الا ليتني كنت مواطنة خليجية كي لا ارى قهر شعبي من ظلم يحاق به وشر يحيط به دون رحمة او هوادة .. هنيــــــــــــــئا لك يا شعــــب الخليج
ولك اللـــــه يا شعــــب اليمــــن ..
حد من الوادي
08-29-2013, 09:35 AM
لماذا هزمت جيوشنا في 1967م!!!
د.عبد الملك أحمد الضرعي الاربعاء 2013/08/28 الساعة 11:17:32
تعرضت الجيوش العربية لانتكاسة غير مسبوقة في تأريخها المعاصر على يد عصابات صهيونية اقل منها عدد وعدة ، ويعد الجيش المصري هو المعني بصورة رئيسة بتلك المعركة ، إذا لماذا الهزيمة على الرغم من المعطيات العسكرية التي ترجح كفة الجيش المصري.
إن المجتمعات التي تنهض يرتكز نهوضها على تخصص الأدوار التي يمارسها أفراد المجتمع وأدوات الدولة ، وبالتالي يصبح كل فرد جزء من تروس النهضة المجتمعية ، أما أن تتعدد الأدوار لكل شخص على حدة فالأمر في غاية الخطورة لأنه في آخر المطاف سيفشل كفرد وسيؤدي بعد ذلك لفشل المجتمع ، بمعنى أن ذلك الترس المحدد في عجلة التنمية لن يمارس دوره الطبيعي وسيؤدي إلى خلل في العجلة كلها.
إن مشكلة غالبية البلدان العربية في الجانب العسكري تتمثل في خروج العسكر عن مهامهم الرئيسية المتمثلة في حماية الحدود وبسط السيادة الوطنية والمشاركة في التنمية الاقتصادية من خلال مشروعات اقتصادية تتناسب مع طبيعة المهنة العسكرية ، خروجهم إلى معترك مختلف تماماً هو المعترك السياسي المدني.
كثيراً ما تبرز أسئلة عديدة لدى العامة مثل كيف هزم الجيش المصري الكبير من قبل الصهاينة عام1967م ، ولماذا الجيوش العربية عموماً تفشل أمام أي مواجهة خارجية ، إن الإجابة على هذا السؤال بسيطة وبرهانها موجود وتبثه قنوات العالم صباح مساء في الوقت الراهن.
لقد شهد النصف الأول من عقد الستينات من القرن الماضي سيطرة شبه كاملة من العسكر على الحياة المدنية فمنهم المحافظين ومنهم الوزراء ووكلاء الوزرات ومدراء العموم ، واستبعد المدنيين من كثير من أجهزة الدولة وتعرض فصيل شعبي للقتل والإقصاء السياسي والاجتماعي ، حتى وصل الأمر حد إعدام بعض المواطنين بمحاكمات صورية وتهم ملفقة إن حالة الظلم لجزء من الشعب على يد الجيش مع وجود قبول ورضى من بعض مكونات المجتمع يؤدي لدفع المجتمع كله ثمن ذلك الظلم.
إن اجتماع حالتي الفاشية العسكرية والاجتماعية ضد فصيل وطني وهيمنة الجيش على مختلف مؤسسات الدولة المدنية ،ذلك المشهد مؤشر على الهزيمة مهما بلغت القوة العسكرية ، فعدالة السماء سابقة لظلم الأرض ، وبالتالي فالظلم والجور والقهر واستخدام قوة المجتمع العسكرية والأمنية والإعلامية والقضائية لظلم جزء من الشعب سيضعف من تماسك الجبهة الداخلية وستتهيأ أسباب العدل الرباني بعيداً عن معايير الدين والجغرافيا ، لأن العدل والرحمة أصول إنسانية هامة تسبق التقسيم الديني ، فمهما كنت محافظاً على الصلوات الخمس وصائم وحاج لبيت الله تعالى وتعمل الأعمال الصالحة الأخرى ولكنك تجيز قتل النفس المحرمة ولو بينك وبين نفسك ، فقد قمت بعمل يناقض كل عباداتك وبالتالي سيصبح عدل الله قائم على أساس إنساني وليس ديني ، فستنزل عليك العقوبة مهما صليت وصمت لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وبالتالي صلاتك وصيامك لم ينهك عن منكر شديد وهو إباحة سفك الدماء وقتل الأنفس.
من العدل الرباني القصاص الشرعي ، وكون الشعب المصري مثلاً في مطلع الستينات غاب عنه العدل وأصبح إعدام الناس لخلاف سياسي أمر مفروغ منه ، وكون القتل والاعتقال مسنود بقوة الجيش التي يصعب على الشعب مواجهتها بأدواته المدنية البسيطة ، فإن عدل الله يقتضي القصاص بأدوات أخرى ، وهذا بالضبط ما حدث مع الجيش المصري أنداك دخل الجيش المعركة بغرور منقطع النظير وكبار المغنيين يرفعون معنويات الجيش وقادته يؤكدون على الحسم المبكر للمعركة فمقارنة قوة العصابات الصهيونية بالجيش المصري تؤكد تفوق الجيش المصري.
إذاً ماذا حدث ولماذا تحول النصر إلى هزيمة والقوة إلى ضعف حتى وصل الأمر إلى فرز الضباط عن الجنود في المعتقلات الصهيونية بنوع ملابسهم الداخلية ، تلك الهزيمة لم تصنعها معركة 1967م ، بل صنعها الجيش المصري قبل ذلك وقواته تجوب المدن والنجوع لقتل واعتقال المخالفين ، صنعها الجيش المصري عندما استبعد فصيل وطني ، صنعها الجيش المصري عندما صدق على قرارات إعدام لمواطنين جريمتهم قول لا للحاكم ، صنعها الجيش المصري عندما تم الاستقواء به من فريق سياسي ضد فريق آخر ففقد جزء من الظهير الشعبي ، ولا يمكن لجيش أن يتفوق وجزء من ظهره مكشوف ، وظهر الجيوش هو ظهيرها الشعبي.
إن إشكالية إقحام الجيش في العمل السياسي بصورة مباشرة واستخدام قوته المميتة ضد الشعب المصري هذه الأيام تشبه إلى حد كبير دوره في مطلع الستينيات من القرن الماضي ، فإذا كانت هزيمة1967م العسكرية قد عرفت أسبابها ، وبالتالي استبعد الجيش بعدها من الحياة المدنية ورمم الشرخ الاجتماعي ووحدت الجبهة الداخلية واستبدلت حفلات المطربين والمطربات في الجبهات بأناشيد العزة والكرامة في 1973م ، فتحولت المواجهة من هزيمة إلى نصر وأعيد للجيش المصري ولو جزء من رد الاعتبار.
أخيراً نقول ما سبق ليس تشفياً في الجيش المصري فهو جزء من قوتنا وأفراده أبناؤنا ، ولكننا نذكر بالتأريخ الذي يقول ما انتصر جيش يقتل شعبه ، تلك معادلة نهائية إما إن يكون الجيش لقتل شعبه أو لقتل العدو، وإما أن يكون الجيش لحماية الجبهة الداخلية أو لتفكيكها ، وبالتالي فالمعطيات الأخير تشير إلى وجود مؤامرة لإضعاف الجيش المصري كأقوى الجيوش العربية بعد أن تم تحييد جيوش كبيرة أخرى مثل الجيش العراقي والسوري ، فهل يعقل أن القيادات العسكرية المصرية التي شاركت في حرب 1967م تجهل تلك الوقائع ، أم الذاكرة العربية مصابة بالزهايمر، من المؤسف أن تعيين المحافظين من الجيش والهيمنة الأمنية العسكرية على الحياة المدنية اليوم وهو تكرار لمطلع الستينات ،كما تتم حالياً الاعتقالات العشوائية والإهانات والقتل بصورة همجية تحت سمع وبصر الجيش إن لم يكن مشاركاً فيها، فهو صاحب السلطة والسيادة اليوم ، إن عمليات قتل المواطنين والزج بهم في السجون بالألاف ونشر حالة من الرعب السياسي في المجتمع ونشر الكراهية والفاشية الاجتماعية بين أفراد المجتمع والجيش طرف في ذلك ، كل ذلك مقدمات لهزيمة قادمة سيدفع ثمنها كل المجتمع تلك الهزيمة قد تكون عسكرية أو اقتصادية أو سياسية ، لذا من الضروري أن يقف الجميع وفي مختلف دول الوطن العربي ضد خلط السياسي بالعسكري حماية للمجتمع من مخاطر محققة.
حد من الوادي
09-17-2013, 03:47 PM
أستقلال حضرموت وعدن ....بدايه لحلحلة الازمه في المنطقه!!!
9/17/2013 لطفي بن سعدون
إنّ الوضع الشديد التازم في منطقة حضرموت والجنوب واليمن , هو في واقع الحال ناتج عن تراكمٍ طويل لسنين عجاف من التخلف والفوضى والنهب واختلال التوازن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في مجتمعات هذه المنطقه ، ولطغيان سياسة السيطرة والاستحواذ على السلطه والإرادة ,لشعوبها الثلاثه ,مما نجم عنه هذا المصير البائس الذي نراه، ليس فقط في حضرموت والجنوب وإنما في كل بيت وأسرة وشارع ومدينة يمنية.
حيث يشعر المواطنون في منطقة (حضرموت والجنوب واليمن) اليوم, أنهم يواجهون تحديات كبرى تمس مباشرة حياتهم اليوميه وهويتهم ووجودهم, فقد فشلت الهوية السياسيه( اليمنية ) في مواجهتها، حيث تعيش البلد كلها حالة من الاحتقان السياسي الخطير - الطائفي (الشيعي , السني , الزيدي , شافعي , الاسماعيلية) ، والفئوي (حضري – ريفي) ، والمناطقي (صعدة – تهامة – مأرب وغيرها) والاقليمي (اليمن – الجنوب ـ حضرموت) الذي يعرض المنطقة كلها لعدم الاستقرار..
ولقد وصلنا اليوم إلى حالة من الاحتقان المتراكم غير مسبوقة ,في كافة المجالات ، لا لشيء إلا بسبب الاستغلال السيئ لمفهوم الوحدة اليمنية و بسبب الفشل السياسي عن التعبير عن الهوية السياسيه الجامعة لليمن والجنوب وحضرموت، واحترام الاستحقاقات السياسية والاقتصاديه والثقافيه والامنيه الذي تفرضه هذه الهوية،
ولقد فشلت دولة مابعد 90م في بناء هوية سياسيه وطنيه جامعه لمواطنيها بمختلف هوياتهم ، تمكّنها من تحقيق الاندماج السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي لهوياتها ومكوناتها المختلفة ,على مبدا احترام هذه الهويات وتعايشها وعدم المساس بها ,ومحاولة هيمنة وتسيد احداها على الاخريات (كما يجري حاليا ليمننة الهويتين الحضرميه والجنوبيه) . فلا يمكن تهميش فئة أو طائفة او منطقه سياسيا أو اقتصاديا، في الوقت الذي تقتضي الهوية الوطنية فضلا عن الهوية العربية والإسلامية والعالميه ,تحقيق المساواة للجميع دون تمييز أو تهميش.
كما فشلت قبلها دولة الجهوريه اليمنيه ودولة اليمن الديمقرطي في بناء هذه الهويه السياسيه الوطنيه الجامعه في كل قطر, لنفس الاسباب التي نعاني منها حاليا ,لان الدوله الحاليه المشكله من اندماج هذين القطرين في عام 90م لم تراعي جذور المشكله التي نشات في هذين القطرين منذ 62م في الشمال ,ومنذ 67م في حضرموت والجنوب وعدن .
فنجد ان جذور المشكله في اليمن قد برزت الى السطح بقوه مع اندلاع ثورة سبتمبر 1962م وازاحة المنظومه الحاكمه بقيادة الهاشميين ,ليحل محلها التحالف القبلي العسكريتاري بزعامة حاشد, ومثلت فيها حاشد القوة الرئيسية المدافعة عن الثورة والحاضنه لكل غلتها، وكان الكثير من القبائل التي حاربت مع الملكيين تنظر إلى الثورة على أنها ثورة حاشد.
كما نجد ان جذور المشكله في حضرموت والجنوب وعدن .قد بدات منذ ان أصبحت حضرموت وعدن محكومه في 67م ,من قطعان الهمج والقبائل المتخلفه المتمركسه والعسكريتاريا الثوريه الخريجه من كهوف وجبال الضالع ويافع وابين ,التي لاتتقن أي شئ غير لغة الدم والقتل .وادخلوهما في دوامة عنف وشقاء وصراعات لاتنتهي, حتى تبدا مره أخرى ,حتى اوصلوهما الى مزبلة التاريخ.
وسلموهما بكل سهوله الى محتل آخر, محكوم بعصابات الفيد والنهب والنفاق وعبدة المال ,القبليه والعسكريتاريه ,اللتان لازلتا تعانيان منه الامرين حتى اليوم.وعلى حساب حضارة واستقلال الحضارم ,المتمدنين والرواد في نشر الاسلام في شرق افريقيا واسيا وفي كل المجالات والعلوم الانسانيه كالسياسه والحكم والاقتصاد والتجاره والعلوم والثقافه والفن والتراث والتاريخ والحضاره والهويه الممتده لاكثر من 5000 عام , وكذلك حضارة العدنيين المتمدنين ,الذين اندمجوا بالحضاره البريطانيه, وعرفت عدن ازدهار التجاره والصناعه والثقافه والسياسه والعيش المشترك لكل الاجناس والطوائف , حتى اطلق عليهاهاف لندن (نصف لندن ) .وكانت ميناءا تجاريا عالميا لكل منطقتي الشرق الاوسط والاقصى .
ومع أن قضية ضعف الانتماء لهوية وطنية تشكل العنصر الجوهري للازمه الطاحنه في المنطقه كما تشكل عنصراً شديد الحساسية والخطورة، بالنسبة إلى الدولة واستقرارها، وكذلك بالنسبة إلى مستقبل العلاقات بين مكوناتها الاجتماعية والثقافية والعرقية والطائفية والقبلية المختلفة والمتنوعه الهويه، إلا أن هناك تجاهلاً متعمداً لهذه المسألة، وعدم جديه لفتح هذا الملف المعقد المرتبط بوجود ثلاثة هويات رئيسيه مختلفه في منطقة حضرموت والجنوب واليمن والغوص في تعقيداته .
ويشكل هذا المسلك هروباً من الواقع، وعدم اعتراف بالمشكلة القائمة والازمات المعقده في كل المجالات التي تطحن الشعوب الثلاثه في هذه المنطقه .ويتم هذا التجاهل, تحت عناوين ومبررات زائفة وغير مجدية,من قبل المجموعه القبليه والعسكريتاريه الحاكمه والمجموعه الدوليه والاقليميه الراعيه للتسويه السياسيه في المنطقه .الامر الذي سيترتب عليه عدم وضع الحلول الجذريه للازمات الطاحنه التي تعصف بها, وبقائها كمصدر تهديد للامن والاستقرار لشعوب المنطقه والاقليم والعالم برمته.
ونرى ان على الراعي الاقليمي والدولي ان يقوم بجديه في بحث الجذور الفعليه للازمه منذ بداياتها في الستينات وحتى اليوم ,ويعمل على حلحلة الازمه ويعالجها تدريجيا من خلال هذه الرؤيه التحليليه لجذور الازمه .وفي هذا السياق فاننا نرى ان بداية حلحلة الازمه بشكل صحيح تبدا من الاعتراف بان شعبي حضرموت وعدن المتمدنين هما مهيان لاقامة الدوله المتمدنه الحديثه انطلاقا من الاتي :
1)ان الشعب الحضرمي والشعب العدني قد انتقل في تطوره التاريخي من مرحلة المكون الانساني المتخلف للقبيله الى المكون الانساني المتقدم للشعب وذلك منذ اكثر من مائة سنه .وان منظومة العلاقات القبليه المتخلفه قد تجاوزها ولم تعد مهيمنه عليه واصبحت منظومة العلاقات التي تتحكم في كل مناحي حياته مرتبطه بهوية الشعب المدنيه وحقوق المواطنه المتساويه ,وليس هوية القبيله الموغله في التخلف البعيده عن المدنيه والمواطنه المتساويه وهذه ميزه تظهر فيه بكل وضوح ,مقارنة بالاوضاع في اليمن والجنوب التي تتحكم فيها وتتسيد منظومة الحكم القبلي المتخلف المتلاقح مع العسكريتاريا.والتي تسببت بعدم استقرار النظام السياسي فيهما لاكثر من 50عاما وحتى اليوم.
2)ان اقامة وترتيب اوضاع الدوله المدنيه الحديثه الناجحه في كل من حضرموت وعدن ,سهل التحقيق ولايحتاج الى جهود كبيره .فهما يمتلكان كل مقومات بناء الدوله ولهم تجربه عريقه في ذلك ,تم اجهاضها منذ 67م وحتى اليوم, فقط مطلوب رفع الهيمنه اليمنيه والحنوبيه عنهما.
3)ان الاسراع في ترتيب اوضاع كل من حضرموت وعدن سيعم بخيره ليس فقط على مواطنيهم فقط بل سيطال ايضا سكان اليمن والجنوب وسيوفر فرص عمل هائله لهم ,لما يمتلكانه من موارد وثروات كبيره. اما بقاؤهما في دوامة اليمن والجنوب فهذا ضرب من الجنون ومخالف لمنطق الامور ,لان ذلك سيزيد الطين بله وسيفاقم المشاكل والازمات اكثر ,فلانحن طلنا عنب اليمن ولانحن جنينا بلح الشام.
4)اليمن يتمزق كل يوم (حوثيين واتباع حميد وعلي محسن واتباع عفاش وحاشد وبكيل وتهامه وتعز ومارب وشافعي وزيدي و ) ولن يجتمعوا ابدا بعد اليوم وكذلك الجنوب يتمزق كل يوم (اتباع البيض واتباع باعوم واتباع علي ناصر واتباع محمد علي احمد والضالع وابين ويافع و و ) ,اما حضرموت فقد بدات تتجمع ويتقارب ابناؤها بمختلف انتماءاتهم السياسيه والمدنيه والقبليه,ويلتفون باكثريتهم حول خيار دولتهم المستقله الغير مرتبطه باليمن او بالجنوب وكذلك الحال بالنسبه لعدن.
وتبين الاستطلاعات المبينه بادناه صدق هذه الفرضيه.
*الاستطلاع الاول أجرته صحيفة المكلا اليوم لقرائها :
حيث صدرت نتائج الاستفتاء في صحيفة المكلا اليوم في عددها الصادر بتاريخ 2011/7/27م والذي قامت بأجرائه خلال الفترة من 2011/6/10م إلى 2011/7/27م ,بموجب البيانات التاليه:
شارك في هذا التصويت عدد 1.465.895مشارك.. صوّت فيه لصالح:
-حضرموت دولة مستقلة عدد 1.357.996مشارك بنسبة 92.6%.
-حضرموت إقليم فدرالي ضمن دولة الجنوب عدد 91.657مشارك بنسبة 6.3%.
-حضرموت إقليم فدرالي ضمن الجمهورية اليمنية عدد 16.262مشارك بنسبة 1.1%
*والاستطلاع الثاني تجريه صحيفة أحقاف اليوم منذ مايقارب اسبوع ولازال مستمرا:
وتظهر نتائج يوم 15/ 9/ 2013م البيانات التاليه:
موضوع التصويت :
ماذا يريد مواطني (حضرموت شبوة المهرة)؟
الخيارات النسبة للأصوات عدد المصوتين
دولة مستقلة 63% 1131
اقليم شرقي بفدرالية وحكومة محلية في إطار الوحدة مع اليمن 32% 575 (٦) ولايات ( محافظات ) مع اليمن الجنوبي ( دولة الجنوب )6% 102إجمالي عدد المصوتين : 1622ويبين التصويت حتى اليوم ان 63% من الحضارم مع أاستقلال دولتهم.
حد من الوادي
09-20-2013, 10:29 AM
المملكة المتوكلية الهاشمية
المملكة المتوكلية اليمنية اليمنيون يترحمون على العهد الملكي وسط حاضر مضطرب (http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?p=783374#post783374)
المتوكلية الهاشمية المصري اليوم : زي النهاردة.. وفاة إمام اليمن! (http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=129889)
حد من الوادي
10-02-2013, 10:24 PM
الدستور المصرية الأربعاء 02-10-2013 09:59 مساء
سكرتير عبد الناصر: حرب اليمن لم تكن سبب هزيمتنا في 67
كتب-أحمد عبد العزيز:
سامى شرف، سكرتير الرئيس عبد الناصر
قال سامى شرف، سكرتير الرئيس عبد الناصر الخاص للمعلومات، إن القوات المسلحة المصرية أرسلت فى حرب اليمن 30 ألف فقط من افراد القوات المصرية بما يعادل 1.3 فقط، مؤكدًا أن مشاركة الجيش في حرب اليمن لم تكن من أسباب هزيمة الجيش المصرى في سيناء في حرب اكتوبر 1967.
وأشار المؤرخ يونان لبيب رزق، في فيلم تسجيلى أذاعته فضائية "cbc" أن الحرب اكتوبر كانت حتمية لترسيخ فكرة التراب الوطنى لدى المصريين، لذلك كان من المستحيل التنازل عن سيناء بعد 67.
وتابع رئيس أركان القوات المسلحة و وزير الحربية، محمد عبد الغنى الجمسى: كنا بعقولنا مع تنفيذ الخطة "بدر" بالتنسيق مع القوات السورية واستبدلت الخرائط التدريبية بالخرائط التنفيذية، ووصل السادات إلى غرفة العمليات فى الواحدة ظهرًا فى يوم السادس من اكتوبر وفى الثانية بدأنا بتوجيه ضربة جوية قوية من القوات الجوية المصرية وفى ذات الوقت وجهت ضربة للاسرائليين فى هضبة الجولان، وتم العبور بتأمين من قوات الدفاع الجوى، أما ابراهيم نصار مدير المخابرات، فقال: ان المانع المائى "بارليف" كان بارتفاع يصل من ستة الى عشرة امتار ووصل الى 25 مترا وأنشات عليه اسرائيل مواقع حصينة تقدر بـ 22 موقع يحوى 31 نقطة قوية، والتى وصفتها المراجع العسكرية والاسرائليون بانها مقابر للجنود المصريين.
أما اللواء صلاح المنياوى، رئيس شعبة العمليات، فقال ان مهمة القوات الجوية كانت الاستطلاع الدائم لتحركات العدو وحرمانه من القيام بالضربة الاولى، وقال اللواء اشرف محمد رفعت رئيس شعبة العمليات، ان المدمرات كانت تدعم الغواصات للسيطرة على مضيق شدوان بواسطة الالغام لمنع اسرائيل من الاستيلاء على آبار البترول فى سيناء، وأضاف اللواء منير شاش مدير المدفعية، ان المهمة الرئيسية كانت السيطرة على الساتر الترابى وعمل قصفة داخل العمق ثم قصفة قوية على النقاط القوية وراء المانع المائى لتمهيد عبور القوات إلى عمق ما بعد المانع المائى لمسافة كيلو متر.
وروى سليمان متولى، وزير النقل فى 73، ان الوزارة انشات 2000كيلو متر من الطرق المتجهة للقناة والتى تخدم الآن خدمة مدنية إضافة إلى بناء مطارات جديدة لتفادى ما حدث فى 67، وتم ايقاف كل العمليات المدنية والتركيز على العمليات العسكرية التى تم انجازها فى ستة اشهر فقط.
وقال اللواء بهى الدين نوفل، رئيس العمليات، إن الاتفاق بين مصر وسوريا كان مفاجأة للاسرائليين والذى تم بعقد مؤتمر يجمع القادة فى البلدين للتنسيق فيم بينهما بحضور اللواء احمد اسماعيل واللواء طلاس، وتابع اللواء محمد حسن الجريدلى مدير العمليات كان الخداع والمفاجأة هو الاساس فى نجاح القوات فى تنفيذ مهامها باخفاء ليلة الهجوم بمنتهى السرية والدقة بمساعدة كافة مؤسسات الدولة وايهام العدو باننا فى حالة استرخاء عسكرى دائم، و محاولة كسب راى العام العالمى بحل القضية سلميا مع الافصاح لبعض الدول العربية ببعض المعلومات وليس كل المعلومات.
واكد اللواء ابراهيم نصار، مدير المخابرات، بأن التمويه كان اساسيا لنجاح الهجوم وخاصة بعد رفض الروس مد المصريين بالسلاح والذى طمأن اسرائيل الى حد كبير.
وأشار اللواء عبد المنعم سعيد، إبي أنه كان يشعر بان تعيين اللواء احمد اسماعيل وزيرا للحربية هو تاكيدا للحرب وكان يسمى "الحربجى" ومنغمس فى عمل القوات المسلحة وهو انسب شخصية لهذه المهمة، واكد ان الامر الصادر لوزير الحربية كجزء عسكرى كان بمعرفة القوات المسلحة باقتحام قناة السويس، وتدميرخط بارليف والاستيلاء على رؤوس كبارى وتطوير هجمومها شرقا فى حدود امكاناتها وبدا التخطيط فى اوائل 73 بدراسات عميقة لكافة المؤسسات العسكرية ومعرفة امكاناتها لتنفيذ المهمة.
حد من الوادي
10-22-2013, 04:09 PM
ورط السوفييت عبد الناصرفي المملكة المتوكلية اليمنية ونكب شعبها بحروب دامت ثمان سنوات اذاقوة وجيشة الموت والهزيمة ولم يرحل جندة الا في نوفبر 1968م ؟
ومن يوم 26سبتمبر 1962م وشعب المملكة اليمنية في حروب واقتتال الى يومهم هذا ؟
أي بعدعام من تسليم بريطانيا حضرموت لعصابات ماسمي حينها بالجبهه لاقومية صنيعة اليهودي ماسموانفسهم بالقوميين العرب جورج حبش وجورج حاوي عملاء للشيوعية العالمية؟
وكانت بريطانيا امرت جيش البادية الحضرمي في ليلة 16 سبتمبر 1967م ومن يومها وشعب حضرموت يعاني النكبات حتى يومنا هذا شعارات واستثوار وسحل وتأميم ؟
وفي ليلة 5 نوفمبر امرت بريطانيا جيش دولة اتحاد الجنوب العربي ان يعلن تأييدة للجبهه المسخ أي بعد تسليم حضرموت بمايزيد عن اربعون يوم؟
وحلت الكارثة بشعب الجنوب العربي الى يومنا هذا؟
والى مقالين على هذاالرابط تطرقت لتلك المراحل والشعارات الكاذبة وتزويرهويت شعوبنا وتاريخة الى الرابط؟
حضرموت والجنوب العربي ؟ والقومجية العربجية ؟ و آسفاه بين أوساطنا من لم يستوعب الدرس بعد (http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=130652)
حد من الوادي
10-28-2013, 02:39 PM
بعد اكثرمن خمسون سنة والحال الى الاسوى الى تار يخة الى ان وضع اليمن تحت الوصاية الدولية؟
راط لمقال للكاتب الحضرمي باشكيل يحكي وضع اليمن من سقوط الدولة العثمانية الى قيام المملكة المتوكلية الهاشمية؟
ومن ثم المتوكلية اليمنية؟
ومن ثم الجملوكية قبلية؟
بتسرب خبر وفاة أحد أعمدة النظام هل يودع( اليمن) نظام القبيلة..؟؟!! (http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=130825)
حد من الوادي
11-05-2013, 12:06 AM
حضرموت والجنوب العربي والعالقون في محطة 1967 م
الاثنين 04 نوفمبر 2013 11:45 مساءً
د. عبيد البري
ليس هناك أعقد - في ما سمعت عنه أو قرأته - من الفكرة القائلة : ( العودة إلى مراجعة ما حدث في عدن عام 1967م ) !! .. ليس فقط لأن أصحاب هذه الفكرة لم يطرحوها إلا بعد قيام الثورة الجنوبية ضد الاحتلال اليمني عام 2007م ، ولكن لأن أصحابها يدركون صعوبة ذلك ، وإلا لكانوا قد طرحوها في مراحل سابقة مثل :
* الفترة التي حاولت فيها قيادة الجنوب مراجعة سياسة النظام (أي في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي) عندما طرحت فكرة التغيير أو التعديل في النهج السياسي والإجراءات الثورية خلال الفترة التي سبقتها ،
* أو عند الترتيبات لإعلان الوحدة عام 1990م ،
* أو عند ظهور نتائج فشل الوحدة "بوضوح" عام 1993م ،
* أو عند إعلان فك الارتباط عام 1994م أثـناء الحرب على الجنوب .
ولكن ماذا حدث في عام 1967م ؟! :
- كان ذلك العام هو العام الرابع للثورة المسلحة ضد الاستعمار .
- كان عاماً لاشتداد الحرب الأهلية بين الجبهة القومية للتحرير ( NLF ) من جهة ، وجبهة تحرير جنوب اليمن ( FLOSY ) من جهة أخرى للتسابق على استلام الاستقلال من بريطانيا .
- كانت NLF في عامها الخامس من تأسيسها ومن ثورتها المسلحة ، بينما FLOSY في عامها الثاني من تأسيسها ومن ثورتها السلمية .
- كانت مصر تدعم كلا الجبهتين ضد الاستعمار ، لكن المخابرات المصرية في صنعاء كانت ترغب في أن تتسلم (جبهة تحرير جنوب اليمن) السلطة من بريطانيا لتلحقها باليمن الذي كان بيد السلطة المصرية في تلك الفترة .
- خلال الشهرين الأخيرين (أكتوبر ونوفمبر) فقط ، أي في خلال أيام قليلة ، استطاعت NLF أن تستلم السلطة من جميع إمارات وسلطنات الجنوب ، بسبب الالتفاف الشعبي الكبير حول الجبهة القومية ، حيث كانت الجبهة قد أعلنت عن :
* إزالة الحدود القبلية والقضاء كلياً على مشاكل الثأر والاحتراب بين الأهالي في كل عشيرة وقبيلة .
* الحد من الصراعات والمنازعات بين الكيانات الجنوبية نقسها .. وتلك القضايا كان قد سئمها المشايخ والأمراء والسلاطين أنفسهم .
يضاف إلى ذلك عاملان على الأقل هما :
1. سقوط حكومة الاتحاد في عدن بعد حركة 20 يونيو من نفس العام .
2. إدراك السلاطين والأمراء والمشايخ لاستحالة بقاء أي كيانات صغيرة في المنطقة ، وخاصة بعد عزم بريطانيا على الرحيل عن عدن .
- في 30 نوفمبر تم الإعلان عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عاصمتها عدن ، على الحدود الدولية المعروفة للجنوب العربي ، حيث سلمت بريطانيا السلطة لــ NLF التي كانت مسيطرة على الأرض ولم تعترف بجبهة FLOSY . وأظن - من خلال التسمية فقط - أن الدولة قد أخذت كل "اسم اليمن" في (جمهورية اليمن) وانتسبت إلى الجنوب العربي في (الجنوبية) .
- عند الإعلان عن قيام دولة عصرية في الجنوب انتهى بذلك عهد السلطة التقليدية القبلية في الجنوب .
- في خلال سنتين من ممارسة الحكومة الجنوبية لمهامها حدثت الأخطاء الفادحة ... وقد يعود السبب الرئيس في ذلك إلى قصور في إدراك وخبرة القيادة الجنوبية ، أو قد يعود على الأرجح إلى وجود عناصر ضمن القيادة العليا للجبهة لا تـنتمي إلى الجنوب بقدر ما يهمها مصلحة وطنها الأصل ، فكانت النتيجة :
* تأجيج الصراع بين القوى السياسية الجنوبية باستيراد الفكر اليساري من المعارضة في الدولة اليمنية المجاورة ، الأمر الذي أدى إلى التخلص من القيادة الشرعية الجنوبية عبر انقلاب 1969م .
* استطاعت تلك القيادات السياسية التي تنتمي إلى الدولة اليمنية المجاورة ، أن تقضي على شيوخ القبائل الجنوبية .. وربما كانت بهذا تفرّغ شحنة حقدها على شيوخ قبائلها هناك الذين هجَّروها في وقت سابق إلى عدن ، ولذلك تمت تصفية مشايخ وسلاطين وأمراء الجنوب ومصادرة أملاكهم وحقوقهم السياسية .
* استطاع أصحاب الفكر اليساري من الدولة المجاورة أن يقدموا خدمة لوطنهم الأصل من خلال :
- القضاء على المؤسسات التجارية في الجنوب وتحويلها إلى صنعاء وتعز .
- تأميم المساكن لتسكين الرعايا من الدولة المجاورة حيث كان لهم وجود كثيف في عدن بدون سكن .
- تأميم الأراضي الزراعية لإفـقار أصحابها واضطرارهم إلى الهجرة عبر صنعاء .
- تسخير إمكانات الدولة لدعم المعارضة في الدول المجاورة وخصوصاً معارضة صنعاء .
- ربط دولة الجنوب بالمعسكر الاشتراكي لخلق المزيد من العداوات مع دول الإقليم العربي .
وإذا كان كل ما أشرت إليه قد جرى خلال الفترة الوجيزة المبكرة من عمر الثورة الجنوبية ، فماذا نستفيد من النظر إلى عام 1967م بعد كل هذا ؟! .. من يحاسب من ؟! .
* أليست الأولوية هي لتحرير الوطن وإعادة بنائه وتجاوز أخطاء ماضي غيرنا بتصحيح الفكر والحفاظ على الهوية الوطنية لشعبنا ؟! .
* أليس الأحرى بنا كجيل جديد الاستفادة من كل دروس الماضي والتطلع إلى مستقبل أفضل لمجتمعنا وللأجيال من بعدنا ؟! .
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
11-11-2013, 12:19 AM
بسبب خطاب وجهه الى خادم الحرمين .. حكومة اليمن تسقط اسمه من القائمة الدبلوماسية ويطلب اللجوء
الأحد 10 نوفمبر 2013 12:55 صباحاً
شبوة برس - متابعات
مستشار بعثة اليمن بالمقر الأوربي للأمم المتحدة يطلب اللجوء السياسي لسويسرا
أكد المستشار الحالي لبعثة اليمن لدى الأمم المتحدة في جنيف وسفير اليمن السابق في جنوب أفريقيا ونائب رئيس بعثتها السابق لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير "عبدالله بن أحمد النعمان"، أنه بطريقه للتوجه نحو طلب اللجوء السياسي في سويسرا ردًا على طلب حكومته إسقاط اسمه من القائمة الدبلوماسية، بعد أن وجه خطابًا مفتوحًا إلى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز يناشده فيه التدخل لإنقاذ اليمن.
وقال السفير النعمان أحد أشد معارضي الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت- إن خطابه الذي وجهه إلى العاهل السعودي جاء بعد أن أعرب مرارًا للمسئولين في اليمن عن عدم رضاه عن المسار الحالي في البلاد.
وأضاف أنه ناشد في الخطاب العاهل السعودي بالدعوة إلى اجتماع عاجل يضم شخصيات مدنية تمثل مختلف طوائف المجتمع اليمني لتدارس الحلول لمرحلة انتقالية ووقف نزيف الدم في البلاد والمجاعة الموجودة هناك، على أن تشارك المملكة ودول الخليج بشخصيات لم تسبق لها المشاركة في أية قضايا تتعلق بالشأن اليمني.
خطاب مفتوح إلى حكيم العروبة وقلبها ونبضها عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود
بسم الله الرحمن الرحيم
خطاب مفتوح إلى حكيم العروبة وقلبها ونبضها عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله
ملك المملكة العربية السعودية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
"وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين".
"فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين". صدق الله العظيم
يا أبانا وأخانا الكبير بحكمته وقلبه وعقله،
إنه لموقف فريد تخطوه مملكة عبدالعزيز بحكمتك وتحت قيادتك تجاه النظام السوري الوحشي وحمامات الدم المسكوب هدراً.
عهدنا على الدوام بأن تؤدي المملكة دورها الرائد بحكمة وصمت ودون بهرجة لضبط بوصلة الفوضى والانحدار في عالمنا العربي فجاء الموقف صريحاً مدوياً وأثلج الصدور وحير عقول الصادقين المخلصين بعد صمت عربي مريب وعجز فاضح.
وهنا في اليمن على حدود مملكتك الجنوبية، يسيل دم في يمنك الجريح بين العسكر، سر بلاء أمتك اليمانية، "سارقي المجد والسلطان" كما وصفهم فيلسوف المملكة الراحل الكبير عبدالله بن علي القصيمي منذ حل فيها عسكري مصر.
الدماء هنا تهدر بين أطماع قبائل مسلحة وأصحاب مصالح وأحزاب هزيلة ودولة ليس فيها رجل رشيد، وأموال مهربة وعصابات تستبيح الأعراض وتبيع آلأطفال وتختطف القاصرات لسوق الدعارة وتتاجر بالبشر والمخدرات والسلاح.
إن ما قدمته المملكة لليمن لو هيأ لها مدنياً للحكم لكان كفيلاً بانتشال الفقراء من حافة الجوع حيث يقدر عددهم بحسب المنظمات الدولية 14 مليون جائع، وهناك من يشير إلى أرقام تفوق هذا الرقم المهول.
إن القائد الحكيم المحب لشعبه لقادر على انتشال أمته من حافة الموت والهلاك الا أن سوء الطالع أراد أن يكون لليمن عسكري مسكون بجرائمه في حربي 1986 و1994 اختارته واستاجرته قوى الشر لابتزازه وتمرير جرائمها في نهب مال الفقراء وثروات الدولة ونفطها وغازها وخيراتها.
ظلت المملكة عبر عقود من الزمن تعتقد أن وجود العسكر في الحكم هو صمام الأمن والأمان وهو خطأ ما زال المهتمون بالشأن اليمني يعتقدون صوابه وأثبتت الأحداث والتجارب عكس ذلك.
إن انحدار أمتك العربية وما صاحب ذلك من بلاء لم يقع الا حيث يحكم العساكر منذ خروجهم من الثكنات في 23 يوليو 1952 وحتى اللحظة.
تدعو الدول المانحة إلى اختيار شخصيات مدنية لتولي الحكم بما في ذلك وزارتا الدفاع والداخلية وجهازا الامن القومي والأمن السياسي حيث ثبت بما لا يقبل مجالاً للشك أن الأنظمة العسكرية كانت مصدر بلاء على شعوبها ولنا في أسبانيا والبرتغال مثلاً حيث مازال أثر الحكم العسكري فاعلاً رغم مرور عقود وهو سبب تخلف أنظمتها واقتصادها مقارنة ببقية دول أوروبا التي حكمتها شخصيات مدنية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
إن المملكة العربية السعودية مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى الدعوة لاجتماع عاجل يضم شخصيات مدنية تمثل مختلف طوائف المجتمع لتدارس الحلول لمرحلة انتقالية للخروج بحلول عاجلة لمشاكل البلد ووقف نزيف الدم المسكوب والمجاعة الجاثمة على أن تشارك المملكة ودول الخليج بشخصيات لم يسبق لها المشاركة في أية قضايا تتعلق بالشأن اليمني حيث عجز الجميع عن القيام بواجبهم واتفقت مصالح بعضهم بالسلطة القائمة.
والمملكة تدرك اليوم فشل العسكر في الحكم والتجارب ماثلة أمامنا ومدعوة كذلك الى الإصرار على تقاعد العسكر القائمين حاليا بشئون الحكم وعودة البقية الصالحة إن وجدت إلى الثكنات وإخراج المعسكرات من المدن.
إن كل المخلصين والمحبين لليمن يناشدون جلالتكم والقيادة السعودية للتعامل بحزم لانتشال شعبكم اليماني من حافة الهلاك وانتشال اليمن من قارعة الطريق.
حفظ الله جلالتكم وأمدكم بعونه وحرسكم بعينه التي لاتنام.
ابنكم ومحبكم
عبدالله بن أحمد النعمان
hجميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2013
حد من الوادي
11-17-2013, 01:19 PM
حضرموت والجنوب العربي والعالقون في محطة 1967 م
الاثنين 04 نوفمبر 2013 11:45 مساءً
د. عبيد البري
ليس هناك أعقد - في ما سمعت عنه أو قرأته - من الفكرة القائلة : ( العودة إلى مراجعة ما حدث في عدن عام 1967م ) !! .. ليس فقط لأن أصحاب هذه الفكرة لم يطرحوها إلا بعد قيام الثورة الجنوبية ضد الاحتلال اليمني عام 2007م ، ولكن لأن أصحابها يدركون صعوبة ذلك ، وإلا لكانوا قد طرحوها في مراحل سابقة مثل :
* الفترة التي حاولت فيها قيادة الجنوب مراجعة سياسة النظام (أي في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي) عندما طرحت فكرة التغيير أو التعديل في النهج السياسي والإجراءات الثورية خلال الفترة التي سبقتها ،
* أو عند الترتيبات لإعلان الوحدة عام 1990م ،
* أو عند ظهور نتائج فشل الوحدة "بوضوح" عام 1993م ،
* أو عند إعلان فك الارتباط عام 1994م أثـناء الحرب على الجنوب .
ولكن ماذا حدث في عام 1967م ؟! :
- كان ذلك العام هو العام الرابع للثورة المسلحة ضد الاستعمار .
- كان عاماً لاشتداد الحرب الأهلية بين الجبهة القومية للتحرير ( NLF ) من جهة ، وجبهة تحرير جنوب اليمن ( FLOSY ) من جهة أخرى للتسابق على استلام الاستقلال من بريطانيا .
- كانت NLF في عامها الخامس من تأسيسها ومن ثورتها المسلحة ، بينما FLOSY في عامها الثاني من تأسيسها ومن ثورتها السلمية .
- كانت مصر تدعم كلا الجبهتين ضد الاستعمار ، لكن المخابرات المصرية في صنعاء كانت ترغب في أن تتسلم (جبهة تحرير جنوب اليمن) السلطة من بريطانيا لتلحقها باليمن الذي كان بيد السلطة المصرية في تلك الفترة .
- خلال الشهرين الأخيرين (أكتوبر ونوفمبر) فقط ، أي في خلال أيام قليلة ، استطاعت NLF أن تستلم السلطة من جميع إمارات وسلطنات الجنوب ، بسبب الالتفاف الشعبي الكبير حول الجبهة القومية ، حيث كانت الجبهة قد أعلنت عن :
* إزالة الحدود القبلية والقضاء كلياً على مشاكل الثأر والاحتراب بين الأهالي في كل عشيرة وقبيلة .
* الحد من الصراعات والمنازعات بين الكيانات الجنوبية نقسها .. وتلك القضايا كان قد سئمها المشايخ والأمراء والسلاطين أنفسهم .
يضاف إلى ذلك عاملان على الأقل هما :
1. سقوط حكومة الاتحاد في عدن بعد حركة 20 يونيو من نفس العام .
2. إدراك السلاطين والأمراء والمشايخ لاستحالة بقاء أي كيانات صغيرة في المنطقة ، وخاصة بعد عزم بريطانيا على الرحيل عن عدن .
- في 30 نوفمبر تم الإعلان عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عاصمتها عدن ، على الحدود الدولية المعروفة للجنوب العربي ، حيث سلمت بريطانيا السلطة لــ NLF التي كانت مسيطرة على الأرض ولم تعترف بجبهة FLOSY . وأظن - من خلال التسمية فقط - أن الدولة قد أخذت كل "اسم اليمن" في (جمهورية اليمن) وانتسبت إلى الجنوب العربي في (الجنوبية) .
- عند الإعلان عن قيام دولة عصرية في الجنوب انتهى بذلك عهد السلطة التقليدية القبلية في الجنوب .
- في خلال سنتين من ممارسة الحكومة الجنوبية لمهامها حدثت الأخطاء الفادحة ... وقد يعود السبب الرئيس في ذلك إلى قصور في إدراك وخبرة القيادة الجنوبية ، أو قد يعود على الأرجح إلى وجود عناصر ضمن القيادة العليا للجبهة لا تـنتمي إلى الجنوب بقدر ما يهمها مصلحة وطنها الأصل ، فكانت النتيجة :
* تأجيج الصراع بين القوى السياسية الجنوبية باستيراد الفكر اليساري من المعارضة في الدولة اليمنية المجاورة ، الأمر الذي أدى إلى التخلص من القيادة الشرعية الجنوبية عبر انقلاب 1969م .
* استطاعت تلك القيادات السياسية التي تنتمي إلى الدولة اليمنية المجاورة ، أن تقضي على شيوخ القبائل الجنوبية .. وربما كانت بهذا تفرّغ شحنة حقدها على شيوخ قبائلها هناك الذين هجَّروها في وقت سابق إلى عدن ، ولذلك تمت تصفية مشايخ وسلاطين وأمراء الجنوب ومصادرة أملاكهم وحقوقهم السياسية .
* استطاع أصحاب الفكر اليساري من الدولة المجاورة أن يقدموا خدمة لوطنهم الأصل من خلال :
- القضاء على المؤسسات التجارية في الجنوب وتحويلها إلى صنعاء وتعز .
- تأميم المساكن لتسكين الرعايا من الدولة المجاورة حيث كان لهم وجود كثيف في عدن بدون سكن .
- تأميم الأراضي الزراعية لإفـقار أصحابها واضطرارهم إلى الهجرة عبر صنعاء .
- تسخير إمكانات الدولة لدعم المعارضة في الدول المجاورة وخصوصاً معارضة صنعاء .
- ربط دولة الجنوب بالمعسكر الاشتراكي لخلق المزيد من العداوات مع دول الإقليم العربي .
وإذا كان كل ما أشرت إليه قد جرى خلال الفترة الوجيزة المبكرة من عمر الثورة الجنوبية ، فماذا نستفيد من النظر إلى عام 1967م بعد كل هذا ؟! .. من يحاسب من ؟! .
* أليست الأولوية هي لتحرير الوطن وإعادة بنائه وتجاوز أخطاء ماضي غيرنا بتصحيح الفكر والحفاظ على الهوية الوطنية لشعبنا ؟! .
* أليس الأحرى بنا كجيل جديد الاستفادة من كل دروس الماضي والتطلع إلى مستقبل أفضل لمجتمعنا وللأجيال من بعدنا ؟! .
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
علي ناصر محمد.. الغائب الحاضر في خارطة اليمن
الأحد 17 نوفمبر 2013 11:26 صباحاً
صحيفة العرب
قال الرئيس السوفييتي الأسبق بريجنيف إنه "سيرسل إلى الفضاء كل شخص يعتدي على حلفائه في اليمن الجنوبي"، وكان في الوقت نفسه يحرص على إبقاء اليمن الجنوبي متخلفا، باقتصاد متدهور، وبوضع أمني مضطرب، ضمن الصفقات الكبرى التي أجريت في المنطقة وقتها، بحيث تبقى الضغوط على السعودية ودول الخليج، بعد أن قام عبدالناصر بتكريس الانقسام النهائي بين اليمنين، وتنصيب نظامين قوميين عربيين في اليمن، شماليّ وجنوبي.
وكان أحد أهم أبناء الناصرية – اليسارية في الجزيرة العربية وقتها، المعلّم المغمور علي ناصر محمد، والذي صعد باطّراد ليصبح وزيرا للدفاع وهو في العشرينات من عمره، ثم رئيسا للوزارء ثم رئيسا للجمهورية، في خاصرة الجزيرة العربية، قبل أن يكتشف الروس ومخابراتهم أنه يسعى لفتح علاقات خارج الخطوط الاستراتيجية لهم، فيأتي القرار بالتخلص منه سريعا.
خارطة اليمن والقومي اليساري
بدأ الرئيس علي ناصر محمد حياته مدرسا، في العام 1959، بعد تخرّجه من دار المعلمين فمديرا لمدرسة "دثينة" الابتدائية، ثم انضم إلى حركة القوميين العرب في اليمن الجنوبي التي تحولت فيما بعد إلى تنظيم الجبهة القومية، وانخرط في الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني حتى العام1964، وتخرج من مدرسة الصاعقة في أنشاص في مصر وأصبح عضوا في المكتب العسكري، وبعد استقلال اليمن، تم تعيينه محافظا للجزر اليمنية في العام 1967، ثم حاكما لـ "لحج"، وفي آذار – مارس من العام 1968 أصبح عضوا في القيادة العامة للجبهة القومية، ثم بعد سنة اختير وزيرا للحكم المحلي ثم وزيرا للدفاع بدءا من العام 1969 ثم جمع في أواسط السبعينات حقيبة الدفاع مع التربية، وفي العام 1971 اتفق الرفاق على تعيينه رئيسا للوزراء، وعضوا في المجلس الرئاسي الثوري، وتمت تنحية الرفاق سالم ربيع علي وعبد الفتاح إسماعيل وعلي عنتر ومحمد صالح العولقي، وأصبح علي ناصر محمد رئيسا بالوكالة ثم عُقِد مؤتمر طارئ للجبهة القومية في أكتوبر – تشرين الأول من العام 1980، وتمت تنحية عبد الفتاح إسماعيل وتعيين علي ناصر محمد رئيسا للدولة وأمينا عاما للحزب ورئيسا للوزراء.
مَا لَمْ يُرض موسكو عن علي ناصر
يقول علي ناصر: "اكتشفت أنا وعدد من رؤساء الدول الاشتراكية، أن الاتحاد السوفييتي كان حريصا على إبقاء دولنا بحالة فقر، وانعدام للتنمية والرفاهية، وقد عرض عليّ الرئيس الإثيوبي منغستو هيلا مريام وثيقة تثبت أن النفط قد اكتشف في بلاده على يد الشركات الروسية، ولكنهم أخفوا الأمر عن الحكومة الإثيوبية، بعد أن أبلغوا موسكو"، وكان انفتاح علي ناصر على دول الخليج العربية، والقرن الإفريقي، ملمحا هاما من ملامح حكمه، وربما كانت المرجعية الثقافية لمواطني اليمن الجنوبي دافعا كبيرا لبحثهم عن التنمية، وهم بمعظمهم تجار ناجحون تاريخيا من حضرموت إلى عدن.
في موسكو استقبل بريجنيف علي ناصر محمد بالقبلات، وفي الاجتماع المغلق، أخرج الرئيس الشيوعي السوفييتي خريطة للجزيرة العربية، واشار بإصبعه إلى الربع الخالي، وليس إلى اليمن الجنوبي، وقال هذه المنطقة تسبح فوق بحيرة من النفط، ونحن نريد التعاون على هذا الملف، وفهم علي ناصر أن الروس لا يريدون تقديم العون لليمن بقدر ما يريدون الضغط على السعوديين وبقية دول الخليج وبالتالي الولايات المتحدة، من خلال دفع اليمن لإثارة الإشكالات الحدودية مع السعودية وعُمان.
وحين صعد علي ناصر محمد وتسلّم القيادة السياسية والعسكرية في اليمن الجنوبي كان في "أرض المهرة" و"حضرموت" أكثر من"20" ألف مقاتل عماني مسلّح، وتوقع السوفييت من علي ناصر محمد إعادة إحياء ثورة "ظفار" التي اندلعت ضد الحكم في سلطنة عمان والبريطانيين، في الستينات في فترة حكم السلطان سعيد بن تيمور والد السلطان قابوس وأخمدت في العام 1975، وهي الثورة الشيوعية التي قدّم لها الدعم الاتحاد السوفييتي وجمال عبدالناصر من خلال القيادة السياسية الاشتراكية في اليمن الجنوبي الذي بدأ علي ناصر يدرك أنه يراد له أن يكون دولة وظيفية في المنطقة، بعد أن قام العقيد الليبي معمّر القذافي بتمويل ثوار ظفار، ولكن علي ناصر محمد كان ضدّ الاستمرار في التدخّل، مما سبّب حنقا سوفييتيا كبيرا سرعان ما ترجم في تأزيم الموقف داخل قيادة الحزب الاشتراكي.
بعد انهيار سلطته في اليمن الجنوبي
تفجر الوضع في جنوب اليمن، وانقلب الحزب الحاكم على قياداته، وغادر علي ناصر محمد السلطة بعد أحداث 13 يناير- كانون الأول من العام 1986، لاجئا إلى صنعاء في اليمن الشمالي، ثم غادرها ثانية في العام 1990، وكان الصراع داخل الحزب الاشتراكي قد تسبب بغضب، وربما بارتياح، القيادة السوفييتية، التي لم تعد قادرة على تحمّل تصرفات علي ناصر محمد، بعد محاولاته الخروج عن عصا الطاعة، والانفتاح على اتجاهات مختلفة في العالم لا ترضى عنها موسكو.
رحل علي ناصر عن صنعاء إلى دمشق، ليلتزم الصمت طويلا، عند حافظ الأسد، الذي أراد الاحتفاظ بورقة يمنية، كما استضاف من قبل طيفا من المعارضات العربية والإقليمية في المنطقة، عبدالله أوجلان والجبهة الشعبية لتحرير إرتيريا والفصائل الفلسطينية المنشقة عن منظمة التحرير، والمعارضة البحرينية، والمعارضة العراقية بكامل أحزابها وشخصياتها، والمعارضون المصريون والتوانسة والجزائريون والموريتانيون، حتى شكّل جناحا مسلحا لحزب البعث في نواكشوط!
وكان على علي ناصر محمد، أن يمشي بين الألغام في مناخ سوريا المتشابك، المتمثل في الأجهزة الأمنية والفساد والمتنفذين، ولكنه ذهب إلى التشارك مع فخري كريم في مشروع المدى، وفي العام 1995 أسس في دمشق المركز العربي للدراسات الاستراتيجية.
وأصرّ خلال فترة وجوده في سوريا على الاحتفاظ بشخصية المتقاعد، رغم أنه تدخّل كثيرا في حياة اليمنيين، وحاول الظهور بمظهر الأب الذي يحنو عليهم، من خلال الأعمال الخيرية وإجراء العمليات الطبية للفقراء منهم على نفقته الشخصية، والتركيز على الجانب الثقافي لليمن الجنوبي، من خلال مراكز دراسة العمارة والفنون التي قادتها زوجته السورية ريم عبدالغني، التي كثيرا ما تمّ اتهام على ناصر محمد بأنه من خلالها قام بمصاهرة طائفة حافظ الأسد، في الوقت الذي تتحدّر فيه ريم عبدالغني ناصر محمد من أصول سنيّة في اللاذقية.
وحاول علي عبدالله صالح استثمار علاقته مع الرئيس المتقاعد، فعرض عليه عدّة مرات الترشح أمامه في الانتخابات، وتقول مصادر مقرّبة من علي ناصر محمد إنه قام في إحدى تلك المرات بعرض مبلغ خمسين مليون دولار أميركي كهدية لعلي ناصر محمد في حال قبل الترشّح لمنصب الرئاسة أمام علي عبدالله صالح، ولكنه يعلم تماما أن السلطة وأجهزة المخابرات وصناديق الاقتراع كلّها كانت تحت تصرّف صالح، فرفض مسبقا الدخول في تلك الانتخابات.
بعد ثورة اليمن
كثيرا ما تشكو الأوساط العربية من شحّ الشخصيات ذات الخبرات السياسية في الساحة العربية، وكثيرا ما قدّم السياسيون أنفسهم على أنهم ماهرون في اللعبة، ولكن كان على السياسي أن يدرك أن المكسب الأبعد لقضيته يختلف عن المكسب الشخصي، وأنّ الأول سيفضي إلى الثاني دون شك، الأمر الذي أدركه علي ناصر محمد، فحين انتفض الشعب اليمني، وازداد تعقيد المشهد في تعنّت علي عبدالله صالح وتمسّكه بالسلطة، مقابل التفكك الأمني الكبير الذي ضرب البلاد، يقول علي ناصر محمد عن ثورة جيله في 14 من أكتوبر تشرين الثاني من العام 1963 بأنها:" كانت ثورة لرجال من كافة مناطق الجنوب الذي كان يتكوّن يومها من سلطنات ومشيخات وإمارات يتجاوز عددها الـ 22… و كان لثورة 26 سبتمبر في الشمال دورها في تشكيل الخلفية والمنطلق التي ساندت الكفاح المسلح في الجنوب بالإضافة إلى تعاطف الشعب في الشمال مع ثورة أكتوبر".
وليس غريبا أن تبدأ الثورة اليمنية في مناخ الربيع من الجنوب، في تعز، ويكتب علي ناصر في مقال له عن ذكرى ثورة 11 فبراير اليمنية: " هذه الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي انطلقت من مدينة تعز في الحادي عشر من فبراير 2011م،.. بعد أن قدمت الثورة قافلة من الشهداء وطرحت قائمة طويلة من الجرحى والمعاقين ووضعت المشهد اليمني أمام متغيرات عديدة ومنعطف تاريخي، ويحق لشباب الثورة أن يحتفوا قبل غيرهم بثورتهم، فلقد كانوا العلامة الفارقة في إشعالها ودفع أثمانها الباهظة وتقبل ما لحقها من جور داخلي وضيم خارجي في صورة مشابهة لما تعرضت له الثورة الأسبق والباكورة الأوفق المتمثلة بالحراك السلمي الجنوبي الذي لا يزال يجترح أهدافه نحو تقرير المصير مثلما تجترج ثورة الشباب أهدافها التي لا يستطيع أحد أن ينكر سمو هدفها الأنبل في تحقيق الدولة المدنية المنشودة وإن كان قد جرى الالتفاف عليها، وإنه لمن الطبيعي أن تواجه الثورات التحررية الكثير من العقبات وأن توضع مختلف العصي أمام دواليبها، تماما كما حدث مع ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وأنتهزها فرصة لدعوة الحكومة إلى النظر بمسؤولية إلى أسر الشهداء والجرحى الذين يقفون على أبواب مجلس الوزراء لطلب العلاج، ومحاسبة ومحاكمة الذين قتلوا وجرحوا الشباب في مدينة عدن الباسلة".
فيقدّم علي ناصر محمد اليوم نفسه ضمن إطار صورة الزعيم التاريخي لليمن، مستفيدا من تضاريس وأخطاء تجربته الشخصية، ومن تجارب السياسيين اليمنيين، ومن انهيار حكم علي عبدالله صالح، وتربطه علاقات مميزة مع الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي فقد نقلت مصادر بأن الرئيس علي ناصر محمد كان قد وجّه نصيحة للرئيس هادي، يطالبه فيها بأن يغادر الرئاسة، كون الأمور لا تبشّر بخير، قائلا: " نصيحة يا أبا جلال غادر.. الأمور لا تبشّر بخير"!، بعد أن اشتكى الرئيس هادي لعلي ناصر محمد بالقول: " لقد تعبتُ كثيرا خلال الفترة التي تولّيت فيها الرئاسة" مضيفا أنه يرى أنه "يحرث في البحر بسبب ممارسات بعض السياسيين والعسكر في صنعاء، وأنه لا ينام إلا ساعة أو ساعتين".
وفي الوقت ذاته، يستمر الحكم في اليمن، ما بين التدخل الإيراني الذي تصرّ عليه طهران بدعم الحوثيين في صعدة، وتكريس دور علي سالم البيض، بينما ينفتح علي ناصر محمد على الإيرانيين بشكل مفاجئ، لمحاولة قطع الطريق على ملايين الأطنان من السلاح التي يورّدها علي سالم البيض إلى الجنوب، ويواصل دعوته إلى الحوار ما بين الأطراف كلّها في اليمن، فيظهر بمظهر الحكيم اليماني، الذي تدخّل أكثر من مرة لتجاوز الأزمات عبر فتح النوافذ بالحوار السياسي. وعمل علي ناصر محمد على إيقاف حرب الاستنزاف بين شطري اليمني، وتمكّن من إبرام مصالحة بين الجبهة الوطنية المدعومة حينها من قبل اليمني الجنوب وحكم علي عبدالله صالح في الشمال، ويحتاج اليمن والمحور العربي اليوم، توطيد اليمن بتكريس الأداء السياسي بعيدا عن السلاح ومراكز القوى، وتنتظر اليمن عملية جراحية عربية لوقف الامتداد الإيراني في أراضيه، وإلا أصبح الجنوب الفك السفلي للكماشة الإيرانية التي تعمل في الشرق والشمال.
وقد كان لافتا أن ترفع أجيالٌ صورة علي ناصر محمد، وهي لم تولد في عهده، شباب الثورة اليمنية، الذين جابوا بتلك الصور شوارع الجنوب، هتفوا لرجلٍ أثبت أنه ليس مغامرا في السياسة، وإلا لما قبل البقاء في البيت قرابة ثلاثة عقود، بقيت فيها العلاقة ما بين ناصر وصالح لغزا كبيرا يدلّ على اعتماد الاثنين كليهما مبدأ شعرة معاوية، مع أن علي ناصر محمد بقي هاجسا في ذهن علي عبدالله صالح طيلة حكمه، ونجح عبدالله صالح في تخريب علاقات علي ناصر محمد مع عدد من الدول العربية، مع أن الأخير أكّد له مرارا، وفي أكثر من مناسبة، أنه ترك اليمن وليس في باله الجلوس مكانه على كرسي الحكم، أما الأمران الثابتان اللذان يصرّ عليهما علي ناصر محمد في الإعلان عن مواقفه فهما تمسكّه بالدعوة إلى الحوار الوطني لإعلان التصالح والتمسك بوحدة اليمن في الوقت الذي يلوّح كثيرٌ من قادة الجنوب بورقة الانفصال لتحقيق المكاسب السياسية.
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
11-30-2013, 07:37 PM
تركـة «المـُحتـل، والمُستـبــد» كــانت ثـقـيــلــة «الجبهة القومية، وجبهة التحرير»..خطــان ثوريـان لم يلتقيا..!!
عدن اون لاين/الجمهورية نت - عــادل الكثـيـر
30 - نوفمبر - 2013 , السبت 11:05 صباحا (GMT)
عانى شعبنا ردحاً من الزمن، وانقسمت إرادته كما انقسم أبناؤه إلى مجموعات حزبية اللذي عمل على تد مير روح الشعب وبث الفرقة فيه، وتحطيم قدرته على المقاومة، وإطالة زمن تفككه وإضعاف طاقاته، وما غرسه «المحتل،» لم ينته في ليلة وضحاها، بل عانى منه الثوار، وكادت الثورة أن تدفع الثمن غالياً، وإن كان ثمة ظروف يمنية وعربية هيأت للثورة، إلا أن يوميات الثورة والصمود لم تخف تلك التباينات والاختلافات بين قيادات الجبهة القومية وجبهة التحرير، والتي امتدت فيما بعد إلى صراعات دموية خسر الوطن بسببها الكثير..
الظروف العربية
يقول المناضل سالم علي بن حلبوب: مما لا شك فيه أن ثورة 23 يوليو 1952م وقيادتها الوطنية ممثلة بشخص الزعيم عبدالناصر قد جذبت إليها الأحرار والثوار على مستوى الوطن العربي الكبير وبعد ظهور (الراديو) ووصوله إلى المناطق الريفية اليمنية عرف المواطن العربي واليمني على وجه الخصوص بالثورة الجزائرية وما يقدمه الشعب العربي في الجزائر من تضحيات في سبيل الحرية والاستقلال عن فرنسا من خلال إذاعة صوت العرب التي بدأت بثها في عام 1953م ثم جاء بعد ذلك مشروع بناء السد العالي والشروط المجحفة التي وضعها البنك الدولي على مصر وتأميم القناة وحرب السويس وصمــود مدينــة بور سعيد في وجه العدوان الثلاثي عام 1956م وعرف المواطن العربي عن البطل جمال وعن قاعدة عدن الاستعمارية في جنوب اليمن وعن قاعدة الحبانية في العراق وقاعدة سيرت وهويلس في ليبيا والتي تقوم الطائرات من هذه القواعد لقمع حركات التحرر في الوطن العربي ومنها مصر قلعة العروبة كما حصل أثناء العدوان الثلاثي عام 1956م وجاء قيام الوحدة المصرية السورية وثورة 14 تموز 1958م في العراق وتحطيم حلف بغداد وسحل صانعيه من الخونة.
الظروف اليمنية
وأضاف: التأثر بثورة بن عبدات في حضرموت، ثورة السلطان علي عبدالكريم في لحج عام 1958م ، ثورة السلطان محمد عيدروس العفيفي في يافع السفلى عام 1957 – 1962م، وثورة الفضلي ونفي السلطان صالح عبدالله إلى جزيرة سيشل، كما لجأ السلطان أحمد عبدالله الفضلي إلى القاهرة وإفشاله مؤتمر لندن عام 1964م، الإضرابات العمالية في مدينة عدن والزحف على المجلس التشريعي يوم 24 /9 /1962م ودور رابطة أبناء الجنوب في طرح القضية على هيئة الأمم المتحدة، وثورة يافع العليا بقيادة السلطان فضل هرهرة وأحمد أبو بكر النقيب والمصلي والجهوري، انتفاضة قبائل الصبيحة وثورة الدماني في العواذل وانتفاضة المجعلي والصالحي في دثينة، وانتفاضة الحارثي والفاطمي في بيحان، ومعركة الحميري في بلاد الواحدي، ومعركة العوالق آل أبوبكر بن فريد 1958 – 1960م، ومعركة العوالق السفلى باكازم بقيادة الشيخ مقبل باعزب، ومعركة الحواشب بقيادة السيد محمد عبيد سفيان، ومعركة بن عواس وبن عبدالدائم والشعار في الضالع.. وجاءت الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962م ووصل المناصرون لها من أرض الكنانة بعد أن بدأت تتكالب عليها القوى الرجعية والإمبريالية والمرتزقة الأجانب وإلى جانبهم العملاء والمرتزقة في الداخل، ونادى المنادي هنا صنعاء إذاعة الجمهورية العربية اليمنية إلى السلاح إلى الجهاد أيها الأحرار الثورة والجمهورية تناديكم وتطالبكم بالدفاع عنها، فهب الرجال من كل حدب وصوب من جنوب الوطن بقيادة الشيخ راجح غالب لبوزة القطيبي الذي قاد مجاميع المناضلين التي وصلت إلى يمن الثورة والجمهورية.
الظروف القبلية
وأردف: كان الخلاف قائماً بين مشيخة القطيبي من جهة وبين إمارة الضالع ومعها حكومة الاتحاد الفيدرالي والحكومة البريطانية ممثلة بشخص المندوب السامي بعدن من جهة ثانية، وقد تم تضمين مشيخة القطيبي ضمن إمارة الضالع في الاتحاد الفيدرالي دون أن تمنح مشيخة القطيبي حقيبة وزارية في إطار الحكومة الاتحادية الفيدرالية، فرفعت مشيخة القطيبي الحواجز الجمركية التي كانت تتحصل منها على عوائد مالية ولم يدفع لها ما تم الاتفاق عليه بين الشيخ سيف حسن علي القطيبي والأمير شعفل بن علي شائف الأميري في الاتفاقية الموقعة بينهما في 26 /5 /1962م والتي حضرها أعضاء الحكومة الاتحادية وسلاطين وأمراء ومشايخ الجنوب عامة كما يقول فرنك ايدوارد مؤلف كتاب «ذي جيش» والذي حضر الحفل بصفته قائد الكتيبة العسكرية المرابطة في الضالع.
لم توفِ إمارة الضالع في تعهداتها المالية وكذا الحكومة الاتحادية لأن أمرهما معاً بيد المستعمر وفاقد الشيء لا يعطيه خاصة فيما يتعلق بالنواحي المالية، فتم الإنذار من الشيخ سيف حسن علي القطيبي لأمير الضالع والحكومة الاتحادية بإعادة الحواجز الجمركية لمشيخة القطيبي في أراضيها وأشعر بذلك المندوب السامي كيندي تريفاسكيس الذي يقول في مذكراته (ظلال الكهرمان) إن آل قطيب مع شيخهم كانوا يضعونا في وضع لا يحسد عليه عندما يقطعون الطريق الذي يمر عبر أراضيهم إلى الضالع مما نضطر للاستجابة لمطالبهم ويتم ابتزازنا مالياً بطريقة لا نرتضيها.
دفعت الحكومة الاتحادية بالشيخ صالح العلوي المجاورة مشيخته أرض القطيبي والعلوي مشيخة مستقلة بذاتها وعضو في الحكومة الاتحادية لا يتجاوز عدد سكانها ثلاثة آلاف نسمة وعاصمتها القشعة ومساحتها لا تتجاوز أربعين كيلومتراً مربعاً دفعت الحكومة بالشيخ العلوي على أن يثير موضوعاً سابقاً وهو استعادة الأراضي التي استقطعها القطيبي من مشيخة العلوي على إثر التحكيم الذي وقع عليه الشيخ علي ناشر سيف العلوي والشيخ محمد صالح الأخرم القطيبي في 21 /9 /1907م بمساع حميدة قام بها السلطان أحمد فضل محسن العبدلي إثر جريمة قتل غدراً ارتكبت بحق القطيبي. أما المناطق المستقطعة من أراضي العلوي والتي أصبحت فيما بعد الاتفاقية قطيبية هي الثمير والربوة السفلى والحبيلين وهي التي وصلت يد القطيبي إلى الطريق الرئيسي الذي يربط عدن بالضالع مما دفع الحكومة البريطانية إلى أن تعقد اتفاقية حماية طرقات مع الشيخ محمد صالح الأخرم في 22 /6 /1915م وقد اعتبرت هذه الاتفاقية اعترافاً - ضمنياً - بالقطيبي من قبل الحكومة البريطانية وفك ارتباط نهائي مع إمارة الضالع ويذكر هارولد انجرامس في كتابه (العربية والجزر) أن قدرات أمير الضالع لا تمكنه أن يخضع هذه القبيلة القوية التي انهكت سلاح الجو الملكي البريطاني في حروبه المتواصلة عليها في الثلاثينيات من القرن العشرين.
تم لجوء الشيخ سيف حسن علي القطيبي ومعه مشايخ قبيلته ومنهم الشيخ راجح بن غالب لبوزة إلى منطقة جبلية وعرة (حقاص) حيث تدابروا الأمر واتخذوا قراراً لا رجعة فيه يقضي هذا القرار بتوجه المقاتلين القطيبيين إلى يمن الثورة والجمهورية كمجموعة يتقدمهم الشيخ سيف مقبل عبدالله القطيبي والشيخ راجح بن غالب لبوزة، والشيخ عبدالحميد بن ناجي المحلائي بعد أن وفر لهم الشيخ سيف حسن القطيبي ما يوصلهم إلى قطعبة من ثمن بندقية ابن عمه محمد شايف جابر قعطبة وكان هذا في نهاية شهر مارس من عام 1963م حسب تقدير الأخ السفير الدكتور عمر سيف مقبل القطيبي في ورقته المقدمة إلى ندوة توثيق الثورة اليمنية بجزئها الثاني وبعد أن أدى المناضلون من جنوب الوطن واجبهم في جبال حجة وامضوا(6) أشهر عادوا من اليمن الجمهوري إلى الجنوب المحتل وكانت المخابرات البريطانية ترصد قدومهم أولاً بأولاً وبكل دقة، وكذا ما كان يحمله كل واحد منهم من سلاح وقنابل يدوية، ورغم أن المدافعين عن الثورة والجمهورية كانوا من جميع المناطق الجنوبية بدون استثناء إلا أن التقرير البريطاني الفصلي للفترة من 16 /10 /1963م إلى 28 /12 /1963م الموسم (الموقف القبلي وتقييم الإمكانيات) المرفوع من قيادة الشرق الأوسط البريطانية بعدن إلى وزارة الدفاع البريطانية في لندن قد اختصر على ذكر تحركات أبناء ردفان فقط وفي مقدمتهم آل قطيب وقائدهم الشيخ سيف مقبل القطيبي الذي وصفه التقرير بالقائد وكذا وصف المتعاونين معه من مثل السيد محمد عبيد سفيان (صاحب الظبيات) ومحمد صالح الحوشبي وعبدالحميد بن ناجي المحلائي ووصف التقرير في الفقرة (c) أن الشيخ راجح غالب لبوزة قد قاتل قوات الحكومة في يوم 14 أكتوبر 1963م وقتل على يد قوات الحكومة الاتحادية وكان رجلاً شجاعاً وصادقاً ويستحق الاحترام، ويذهب التقرير إلى القول إن المتمردين يحظون بدعم قائد قعطبة، أحمد الكبسي ووجود المصريين في قعطبة وجبل مريس مثار للشؤم والحيرة خاصة بعد وصول القائد المصري الجديد (مرتجي) يقصد التقرير البريطاني الفريق عبدالمحسن كامل مرتجي الذي جاء قائداً للقوات المصرية خلفاً للفريق أنور القاضي في نهاية عام 1963م والفريق مرتجي يدعم المتمردين بقوة حسب ويذهب التقرير البريطاني لوصف الثوار ثم أن الإنذار الموجه للشيخ سيف حسن علي القطيبي من وزير الأمن الداخلي في حكومة الاتحاد الفيدرالي والذي يتهم فيه الشيخ القطيبي بإرسال أبناء الاتحاد للقتال فوق أرض أجنبية ويقصد شمال الوطن في سبيل خراب وطنهم الأم (الاتحاد الفيدرالي) وتوجد الوثيقة في المتحف الحربي بصنعاء قسم 14 أكتوبر وما تمت الإشارة إليه يتطابق مع الإنذار الموجه للشيخ سيف حسن القطيبي.. وللحقيقة أن ثورة 14 أكتوبر 1963م كما اسلفنا لم تكن حصيلة استراتيجية مسبقاً بقدر ما كانت الحوادث والظروف هي التي لعبت دوراً بارزاً تمثل في الاستفادة من حركة القوميين العرب فأعلنت الجبهة القومية وأعلنت في بيان لها اندلاع الثورة المسلحة وتزامن الحدث بوجود المشير عبدالحكيم عامر ومحمد أنور السادات في صنعاء وطلب الثوار الذين كانوا يدافعون عن الثورة والجمهورية بقيادة الشيخ سيف مقبل عبدالله القطيبي تدعيمهم بالسلاح والإمكانات الضرورية لاستمرار الثورة على أن يبت في موضوع المساعدات والدعم في القاهرة على ضوء ما أعلنه الرئيس جمال عبدالناصر في خطابه بمدينة بور سعيد بيوم النصر في 23 ديسمبر 1963م واتخذت العملية صلاح الدين من تعز مقراً لها ونزلت أول دفعة سلاح لثوار ردفان عبر قعطبة حملها فخري عامر أوائل فبراير 1964م ورافق الحملة مجموعة من الثوار ومعهم قحطان الشعبي الذي وصل إلى قعطبة مع فخري عامر ثم عاد معه إلى تعز، بينما ثوار ردفان شقوا طريقهم إلى ساحة المعركة في ردفان وكانت العلاقة بين القيادة السياسية للجبهة القومية والمخابرات المصرية العامة تعيش عصرها الذهبي وقد عبر عن هذه الفترة الأستاذ قحطان محمد الشعبي للدكتور أحمد السقاف وكيل وزارة الإعلام الكويتية وسامي المنيس رئيس تحرير مجلة الطليعة الكويتية الناطقة باسم حركة القوميين العرب وذلك عندما زارا قحطان الشعبي في مكتبه بعمارة الايموبيليا بالقاهرة في صيف 1964م واللذان وجداه مجتمعاً مع بضعة ضباط من رجال المخابرات المصرية العامة.. وكان قحطان يكيل الثناء للضباط المصريين الذين يتولون تدريب الثوار في تعز ويزودونهم بالسلاح ويثني أيضاً على الشبان الذين يتعاونون معه في القاهرة، رحم الله الرئيس قحطان الشعبي الذي لم يتنكر للدور المصري تجاه ثورة 14 أكتوبر 1963م.
الجبهة القومية
- وأضاف: وللحقيقة أن الجبهة القومية لها مواقف مضيئة لابد من تسجيلها بأمانة ولدورها العظيم الذي أدته منذ اللحظات الأولى لتبنيها الثورة فقد فتحت آفاقاً رحبة أمام شباب الثورة ولعبت أجهزتها الإعلامية دوراً تعبوياً ورفعت من القضية الوطنية محلياً وعربياً، وبلورة إحساسات الثورة في قلوب الجماهير مما نتج عنه إيجاد قيادات احتلت مواقعها في العمل النضالي العسكري والسياسي، وامتازت من خلال تنظيم حركة القوميين العرب بإيجاد انضباط تنظيمي ووحدة فكرية بين أعضاءها الملتزمين لحركة القوميين العرب، وساعد هذا في توحيد صفوفها رغم ما رافق ذلك الانضباط من انقسام في مراحل لاحقة.
كما كان لفدائيي الجبهة القومية أعمال بطولية رائعة رغم الإمكانات المحدودة إلا أن الروح الثورية التي سادت بين صفوف المناضلين من رجالات الجبهة كانت من دوافع إحراز الانتصارات السريعة على جحافل المستعمر في عدن والمناطق الداخلية، وفي محاولة لا تنكر تمكنت الجبهة القومية من بلورة مفاهيمها في ميثاق وطني واستطاعت عقد مؤتمر قومي للجبهة القومية بغض النظر عن عمق هذا الميثاق أو تقصيره وعن ديمقراطيته من عدمه وهذا هو ابرز إيجابيات الجبهة القومية حتى 13 يناير 1966م.
جبهة التحرير
وأضاف: فتحت جبهة التحرير ذراعيها لكل القوى الوطنية المختلفة والهويات المتحدة في الغاية والهدف، وصعدت من خلال التنظيم الشعبي للقوى الثورية الذي يتكون من القوى الناصرية والتي كان همها الأكبر محاربة المستعمر دون التطلع إلى المناصب أو الصراع على الكراسي، وفتحت آفاقاً جديدة وإيجاد خطة عسكرية رسمت على أساس استراتيجي محكم وفقاً لأساليب الحرب الثورية أهمها: ظهور عناصر ثورية جديدة تحمل روح الشجاعة والإيمان والإخلاص، دخلت هذه العناصر في سباق مع من كان يقلل من شأنها وخاصة العناصر التي رفضت الدمج، توفرت أساليب وأسلحة جديدة قدمتها المخابرات المصرية العامة وشهدت عدن معارك عنيفة وخارقة أزعجت المستعمر وأشغلت وكالات الأنباء، وفتحت معسكرات التدريب لجميع العناصر الفدائية والعسكرية داخل تعز وكذا داخل المنطقة عدن وقام رجال العملية صلاح الدين الذين اتبعوا أسلوباً جديداً في حرب العصابات الثورية وكان توصل المهندس رائد فتحي عبدالحميد أبو طالب أحد رجال العملية صلاح الدين إلى اختراع التفجير عن بعد قد ازعج قيادة الشرق الأوسط البريطانية في عدن.
قامت جبهة التحرير باستقطاب العناصر التي لم يكن لها انتماء حزبي وكانت مستبعدة من المشاركة في العمل الوطني، وواجهت الدعايات والبلبلة المغرضة من قبل الاستعمار وركائزه في الداخل والخارج وأجهضتها بالأعمال البطولية على أرض الواقع، والرفع بالقضية لدى المحافل الدولية والأمم المتحدة والجامعة العربية والدول الصديقة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وشرق أوروبا، كما لعب قادتها السياسيون دوراً كبيراً نتيجة لمكانتهم التي كانوا يتبوؤنها في ساحة النضال السلمي من خلال مؤتمر عدن للنقابات أو حزب الشعب الاشتراكي، وظل رجال جيش التحرير والتنظيم الشعبي إلى آخر اللحظات التي حاولت السلطة البريطانية تصفيتهم بمساعدة الطيران الجوي محافظين على مواقعهم النضالية وبالذات في مناطق كرش والمنصورة ودار سعد والشيخ عثمان حتى آخر لحظة من لحظات تدخل بريطانيا براً وجواً لضرب مواقع تجمعات جيش التحرير, وسطر هذا الجيش أروع الملاحم البطولية دفاعاً عن الثورة والجمهورية خلال حرب السبعين يوماً والذي عرف بحصار صنعاء وموقعة نقيل يسلح تشهد بذلك.
سلبيات الجبهتين
وأردف: يؤخذ على بعض قادة الجبهة القومية استغلالهم تعاطف الجماهير والتحامهم بالثورة مما جعل هؤلاء القادة يميزون بين المناضلين الملتزمين لخط الثورة وبين أولئك الملتزمين لحركة القوميين العرب مما خلق تياراً مناوئاً لهذا الأسلوب ومساره، وكان هناك تيار يريد أن يجير لحركة القوميين العرب ثورة أكتوبر 1963م ودم وعرق الثوار في الساحة بينما قادتها في الخارج لا يعرفون شيئاً عما يدور في أرض المعركة بين الثوار والمستعمر والمفروض أن تسير وفق أساليب مستمدة من الواقع وليس من توجيهات تأتي من الخارج (ويقصدون حركة القوميين العرب في بيروت) والتي ظلت تتدخل بكل صغيرة وكبيرة في جنوب اليمن وشؤونها وكان آخرها أحداث 13 يناير 1986م.
كانت الجبهة القومية تميز بين العضو المنتمي إلى حركة القوميين العرب وبين العضو غير المنتمي, فكانت تهتم بالأول وتهمل الثاني، ووجود أزمة ثقة بين الأعضاء وكانت هذه الأزمة مثار نزاع في صفوف الأعضاء انتقلت العدوى إلى ما بعد الاستقلال وظهرت جلياً خلال المؤتمر الرابع في زنجبار للجبهة القومية ولم يكن احد يعرف بمدى ما يكنه الأعضاء في الجبهة القومية لبعضهم، وأثبتت المراحل اللاحقة أنهم أكثر دموية حتى فيما بينهم.. ويؤخذ على تنظيم الجبهة القومية أن قيادته تحاول دوماً أن تصور للقواعد عمالة وخيانة أعدائها وانه لا يوجد من يخلص لهذا الوطن سواهم والأمثلة على ذلك كثيرة منها: التشكيك وشحن القواعد بماضي عبدالله الاصنج من الثورة المسلحة برغم أن الرجل قد تراجع عن موقفه، وتعبئة مشاعر الشباب بحقد مرير على جبهة التحرير وانها جبهة السلاطين وانتقادهم للزعيم عبدالناصر تحت مبرر جهاز المخابرات المصرية ورئيسه صلاح نصر، وانزلاق الجبهة القومية في تثبيت نفسها إلى السطو على البنوك والمؤسسات التي يملكها أجانب وقد نشرت جريدة الأنوار اللبنانية الصادرة في 20 /11 /1967م تصريحاً لأحد أعضاء الوفد المتجه إلى جنيف لمفاوضات الاستقلال مع بريطانيا, أشار فيه إلى كيف واجهت الجبهة القومية الوضع الجديد بعد 13 يناير 1966م بعد أن قطعت عليها المساعدات المصرية.
- ويؤخذ على قادة جبهة التحرير استغلالهم للثورة المسلحة استغلالاً خاطئاً وقد سخروا موارد الجبهة المالية لمصالحهم الشخصية والولاء الشخصي ويستثنى من ذلك جيش التحرير والتنظيم الشعبي والقوى الناصرية والثورية وجبهات القتال، وعملت مجموعة من جماعة الاصنج على تكريس الأساليب المزدوجة والتمييز بين أولئك الذين يدينون بالولاء للجبهة وبين الذين يدينون للاصنج وميزت بين المناضلين الذين ينتمون إلى الريف والمنتمين إلى عدن، وكانوا يسهلون أمور من ينتمي إلى عدن المدينة ويعقدون أمور من ينتمي إلى الريف، وكانت المنح الدراسية التي تعطى لجبهة التحرير يتسابق على أخذها مجموعة الاصنج في جبهة التحرير ومجموعة الجبهة القومية التي أظهرت أنها مع الدمج وتعمل لصالح الجبهة القومية سراً، وكانت تعطي للمحتكين بهذا الزعيم أو ذاك وكان الجبهة تركة أو غنيمة، ويؤخذ على مجاميع الاصنج الملتفين حوله أنهم لا يصلحون في مواكبة الزمن وهم لا يصلحون أيضاً للعمل الثوري أو كما وصفهم صاحب كتاب «الرمال المتحركة» ديفيد ليدجر كالسمك اذا خرج من البحر مات فهم لا يعرفون ابعد من نقطة دار سعد.
كانت قواعد جبهة التحرير في أدنى الانضباط التنظيمي، وفقدت الجبهة قدرتها على إيجاد الوحدة الفكرية والتنظيمية داخل صفوفها, ولذا استقل التنظيم الشعبي تنظيمياً عن جبهة التحرير.
ووجب التوضيح حول أمرين هما: قدوم قيادة حركة القوميين العرب إلى تعز، جيش الثورة العقائدي، فقد جاء إلى تعز بعد خطوة 13 يناير 1966 كل من جورج حبش ومحسن إبراهيم وهاني الهندي مرسلين من الرئيس جمال عبدالناصر الذين وصلوا إليه من بيروت يدعون أن جهاز المخابرات المصرية العامة في تعز يريد أن يفرض على الجبهة القومية وحدة مع البعثيين وهم عقدة عبدالناصر بعد انفصال سوريا عن مصر عام 1961م وهذا تقدم به المعارضون للدمج من قيادة الجبهة القومية إلى القيادة المركزية لحركة القوميين العرب في بيروت, فقال لهم عبدالناصر اذهبوا إلى اليمن واطلعوا على الوضع هناك, لهذا الغرض جاءوا إلى تعز وقد أخرجتهم الجماهير الوحدوية اليمنية من شمال اليمن وجنوبه من فندق الأخوة في جبل الضبوعة متسترين بهوية الموسيقار أحمد فؤاد حسن وفرقته الماسية وذلك خوفاً من الجماهير الغاضبة التي خرجت مؤيدة ومباركة لخطوة 13 يناير1966م الذي سماها المعارضون فيما بعد بالدمج القسري وعادوا إلى القاهرة وأكدوا أن حركتهم مع الدمج ولم يبق خارج الصف الوطني إلا من اسماهم مدير إذاعة صوت العرب الأستاذ أحمد سعيد بخوارج 13 يناير 1966م.. تذكرنا هذا الحدث في لقاء جمع الأخ المناضل علي ناصر محمد الرئيس الأسبق مع الأخ الفريق رجائي فارس محمد أحد ضباط المخابرات المصرية الذين اشرفوا على ثورة الجنوب وقد كنت حاضراً بينهم في ذلك اللقاء خلال شهر فبراير 2010م بالقاهرة.
أما فيما بخص جيش التحرير أو جيش الثورة العقائدي، لم تكن قيادة جبهة التحرير السياسية تشرف على جيش التحرير، وقد تدرب هذا الجيش على احدث وسائل التدريب العصرية في القاهرة وغيرها من الدول التقدمية العربية والصديقة، ويمكن أن يكون هذا الجيش هو جيش الثورة العقائدي والذي سيقوم بعمل العرض العسكري يوم الاستقلال الذي كان من المفترض حضور الزعيم الخالد الرئيس جمال عبدالناصر ومشاركته احتفالات شعبنا بيوم استقلاله والذي كان لمصر ورئيسها دور لا ينساه إلا الخائنون والجاحدون في حق الأمة العربية، لقد كان الإخوة في مجلس قيادة الثورة لجبهة التحرير ومنهم الأخ المناضل علي أحمد ناصر السلامي يعرفون عن البرنامج الاحتفالي عشية الاستقلال الذي أفسده جيش الليوي باعترافه بالجبهة القومية.
جميع الحقوق محفوظة لموقع عدن اون لاين 2013©
حد من الوادي
12-01-2013, 01:17 PM
المناضل عبدالله مطلق يفجر قنبلة من العيار الثقيل ويؤكد بانه ليس للشماليين أي فضل بثورة 14 أكتوبر ولم يقاتل أي أحد منهم بل كان دورهم معرقل وان الفضل الأكبر للجنوبيين في بقاء ثورة 26 سبتمبر والفضل كله لعبدالناصر ومصر فقط ((صـور))
عـــدن المنارة/رصد: سلمى النخعي ((خـاص)):
المناضل عبدالله مطلق صالح
فجر المناضل الشيخ عبدالله مطلق صالح مفاجأة تاريخية من العيار الثقيل بتأكيده بالوقائعالتاريخية الدامغة أن لثورة 14 أكتوبر الجنوبية الفضل الأكبر في دعم وبقاء مايسمى بثورة 26 سبتمبر التي قامت بتوجيه من مصر ضد الحكم الإمامي في دولة المملكة المتوكلية اليمنية..، جنباً إلى جنب المساندة الاساسية من قبل الزعيم جمال عبدالناصر والثورة المصرية.
وقال الشيخ/عبدالله مطلق (وهو أحد مشائخ منطقة حالمين بردفان)، في برنامج حديث الذكريات الذي بث الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الأحد 1 ديسمبر2013م، عبر قناة "عـدن لايف"، بانه ليس هناك فضل أو دور لثورة 26 سبتمبر على الجنوب، وإنما كان هناك فضل لثورة 14 أكتوبر وأبناء الجنوب على ثورة 26 سبتمبر.
وأشار أن الفضل في دعم ثورة 14 أكتوبر كان للزعيم جمال عبدالناصر وللمصريين الذين تم الاتفاق معهم في عام 1956م، في اجتماع عقد بالعاصمة اللبنانية بيروت ثم بالاجتماع الثاني الذي عقد بالعاصمة المصرية القاهرة على تشكيل فرع حركة القوميين العرب بالجنوب لتنظيم الثورة والعمل المقاوم والانتفاضات الجنوبية ضد الاستعمار البريطاني.
ونوه أن الزعيم جمال عبدالناصر وعـد خلال هذه الاجتماعات بدعم ومساندة وتمويل نضال شعب الجنوب وثورته، حيث تم تمويل المقاتلين ودعمهم ماليا ولوجستيا..، حيث كان يتم إعطاء كل مقاتل بجبهة حالمين بردفان مثلاً 20 ريـال شهرياً كمرتب شهري، كما تم إرسال مدافع "تو هنش" و"تري هنش" وقواذف ومدافع متعددة وأسلحة مختلفة عبر الضباط المصريين..، حيث يتم نقل الأسلحة من مصر إلى تعز وقعطبه تم يسلها الضباط المصريين إلى الثوار الجنوبيين.
وأضاف أن المصريين فتحوا معسكرات لأبناء الجنوب في منطقة الحوبان وغيرها، للقتال ضد الملكيين في الجمهورية العربية اليمنية، وكذا لفك حصار صنعاء..، منوهاً إلى استشهاد عدد كبير من أبناء الجنوب والقادة المعروفين بالجبهة القومية كالبطل المناضل هاشم عمر، وكذا استشهاد القائد البطل نصر بن غالب "الردفاني"، اللذين استشهدا بمنطقة نقيل يسلح للدفاع عن صنعاء..، وغيرهم من الشهداء الجنوبيين الذي استشهدوا بوازع قومي عروبي وتقدمي الذي رفعت لواءه وشعاراته الثورة المصرية والزعيم جمال عبدالناصر.
وأكد الشيخ عبدالله مطلق بأن ليس هناك أي شمالي قاتل أو جاء للقتال إلى الجنوب من الجمهورية العربية اليمنية أو إلى جانب الجنوبيين طوال سنوات ثورة 14 أكتوبر، باستثناء من كانوا من مواليد أو عاشوا حياتهم بعدن.
أن أبناء الجنوب دعموا الجمهورية العربية اليمنية وقدموا الأموال والإيواء لمن كان يأتي إلى عـدن، أسوة بالمناضلين العرب الذين كانوا يأتوا إلى عدن وقدموا دمائهم للدفاع عنهم وحمايتهم ضد الهجمات الملكية التي كانت تسعى للفتك بصنعاء.
وأوضح المناضل عبدالله مطلق أن الشماليين كانوا يخافوا من الجنوبيين عندما كانوا يأتوا للتواصل مع الضباط المصريين إلى تعز وقعطبة للحصول على الأسلحة وكانوا يعرقلوا عمليات حصول الجنوبيين على الأسلحة ويعرقلوا الجنوبيين واعتقلوا البعض منهم لولا التدخل المستمر والداعم من الضباط المصريين الذين كانوا يقدموا للجنوبيين التسهيلات ويضغطوا بقوة على الشماليين لترك الجنوبيين..، مؤكداً أن الفضل للزعيم جمال عبدالناصر والمصريين في دعم مايسمى ثورة 26 سبتمبر، كما أن الفضل كل الفضل في دعم ومساندة نضال شعب الجنوب وثورة 14 أكتوبر، يعود لعبدالناسر، مؤكداً أن لم يحدث أبداً أن قام أي شمالي من الجمهورية العربية اليمنية أو عربي بدعم حقيقي لثورة الجنوب مهما حاول الادعاء أو تزوير التاريخ باستثناء الأخوة المصريين الذين لهم الفضل الأول والأخير في ذلك.
وأكد أن الجنوبيون ضربوا المعسكرات التي حاول الملكيين التابعين لإمام دولة المملكة المتوكلية اليمنية، إقامتها لقوات الملكيين بتسهيلات بريطانيا ودعم قوى إقليمية بالمناطق الحدودية بالقرب من مكيراس، وقعطبة والضالع، وبيحان، وأجبروهم على إغلاق تلك المعسكرات، وهزيمتها.
وتطرق إلى أن الجنوب لم يستقل بقرار دولي بل بنضال وتضحيات شعب الجنوب..، منوهاً أن بريطانيا طرحت للجنوبيين منحهم الاستقلال شرط بقاء قواعدها العسكرية، ولكن الجنوبيين رفضوا وحملوا السلاح وقاموا وضحوا طوال سنوات حتى نالوا الاستقلال الكامل في الـ 30 نوفمبر1967م، فالانجليز لم يخرجوا هكذا ولكن بقتال مرير.
وأكد في سياق حديثه عن ذكرياته عن ثورة 14 أكتوبر الخالدة، أن ثورة 14 أكتوبر كانت قد بدأت قبل تاريخ 14 أكتوبر 1963م، بسنوات..، مشيراً أن منطقة حالمين والمناطق المجاورة لها في يافع وردفان والضالع كانت قد تحررت قبل ذلك..، وكانت تحت سيطرة حركة القوميين العرب والتنظيمات المتحالفة معها قبل هذا التاريخ بسنوات، ولكن جاء الاعلان عن ثورة 14 أكتوبر عام 1963م، بعد الاتفاق مع الزعيم جمال عبدالناصر والمصريين..، حيث تعهد جمال عبدالناصر بدعم الثوار وضمان استمرارية الثورة الجنوبية.
وبعد ترتيب الضباط المصريين المدربين في الكلية العسكرية بصنعاء والسفارة المصرية بصنعاء مع الضابط علي عبدالمغني على القيام بثورة 26 سبتمبر 1962م، وتحرك القوات المصرية قبل هذا التاريخ من ميناء السويس حتى تصل بالوقت المناسب إلى ميناء الحديدة لدعم علي عبدالمغني والضباط بصنعاء للانتصار لثورتهم..، فتحت عدد من المكاتب الأمنية المصرية والمعسكرات في مدينة تـعـز الشمالية، القريبة من عدن، وبعد قدوم القوات المصرية الى تعز، تم ترتيب الدعم بالسلاح والمال والدعم الاعلامي لثورة الجنوب والإعلان الرسمي عن قيام ثورة بالجنوب بتاريخ لاحق لها وهو الـ 14 أكتوبر1963م، رغم اندلاع الثورة قبل هذا التاريخ بكثير.
وأوضح أن تنظيم حركة القوميين العرب كان تنظيما حديدا وسريا وكانت كل خلية لاتعرف الخلية الأخرى، وكان الأعضاء ملتزمون بالتعليمات التي تصلهم دون نقاش، وكانت روح التضحية ونكران الذات سائدة بينهم، مؤكداً ان القيادة للحركة كانت في عدن وعلاقاتها ببيروت والقاهرة، وكانت وسائل اعلام تتناقل أخبار العمليات المسلحة للثوار في كل مكان في العالم وهو ماأعطى دفعة قوية للثوار لمواصلة نضالهم.
الصورعلى الرابط التالي
ط¹ط¯ظ† ط§ظ„ظ…ظ†ط§ط±ط© - ط§ظ„ظ…ظ†ط§ط¶ظ„ ط¹ط¨ط¯ط§ظ„ظ„ظ‡ ظ…ط·ظ„ظ‚ ظٹظپط¬ط± ظ‚ظ†ط¨ظ„ط© ظ…ظ† ط§ظ„ط¹ظٹط§ط± ط§ظ„ط«ظ‚ظٹظ„ ظˆظٹط¤ظƒط¯ ط¨ط§ظ†ظ‡ ظ„ظٹط³ ظ„ظ„ط´ظ…ط§ظ„ظٹظٹظ† ط£ظٹ ظپط¶ظ„ ط¨ط«ظˆط±ط© 14 ط£ظƒطھظˆط¨ط± ظˆظ„ظ… ظٹظ‚ط§طھظ„ ط£ظٹ ط£ط/////ط¯ ظ…ظ†ظ‡ظ… ط¨ظ„ ظƒط§ظ† ط¯ظˆط±ظ‡ظ… ظ…ط¹ط±ظ‚ظ„ ظˆط§ظ† ط§ظ„ظپط¶ظ„ ط§ظ„ط£ظƒط¨ط± ظ„ظ„ط¬ظ†ظˆط¨ظٹظٹظ† ظپظٹ ط¨ظ‚ط§ط، ط«ظˆط±ط© 26 ط³ط¨طھظ…ط¨ط± ظˆط§ظ„ظپط¶ظ„ ظƒظ„ظ‡ ظ„ط¹ط¨ط¯ط§ظ„ظ†ط§طµط± ظˆظ…طµط± ظپظ‚ط· ((طµظ€ظˆط±)) (http://adenalmnarh.com/news/1500344)
حد من الوادي
01-15-2014, 01:40 AM
الشهيد الخالد فيصل عبد اللطيف ألق ثورة أكتوبر وقائدها الفذ
بقلم علي الجبولي
الأربعاء 15 يناير 2014 12:52 صباحاً
الشهيد فيصل عبد اللطيف ألق ثورة 14 أكتوبر وقائدها السياسي الفذ، يظل السياسي الأبرز الذي جاء طفرة ولم تتكرر في اليمن، أما أسباب تفرد هذا المناضل والسياسي الخالد فيعود إلى :1ـ أهمية المشروع القومي الذي حمله إلى اليمن والجزيرة العربية، حينما أسس أول فرع لحركة القوميين العرب في اليمن والجزيرة العربية. 2ـ نبوغه وتعدد مجالات تألقه في ميادين الكفاح المسلح وقيادة العمل الفدائي والنضال السياسي والفكري. 3ـ دوره المتميز رغم صغر سنه في تحمل المهام الجسام في قيادة الثورة وإرساء قواعد أول دولة مستقلة عرفها الجنوب في تاريخه (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ).5ـ بشاعة جريمة اغتياله في الزنزانة، وما أسست له تلك الجريمة الغادرة من دورات عنف وتصفيات دموية بشعة نخرت كيان الجبهة القومية، وصدعت جسد الدولة، وامتدت أضرارها الفادحة لسنوات طويلة تعبث بخارطة الجنوب والوطن بكله سياسيا واجتماعيا وثقافيا وامنيا واقتصاديا.
من يجهل التاريخ يصعب عليه إن يصدق إن وادي شعب، ذلكم الوادي البائس في أقصى شمال شرق بلدة الصبيحة تدفق بكوكبة كبيرة من الزعماء والرواد والكفاءات،الذين اثروا ـ وما زالوا ـ بعطاءاتهم شتى مناحي الحياة السياسية والثقافية والقانونية والاجتماعية. والتربوية في مقدمة هذه الكوكبة الزعيمان الخالدان فيصل عبد اللطيف وقحطان الشعبي.
في هذا السفر المتواضع سنمر بمرافئ صغيرة جدا في حياة القائد السياسي الفذ لثورة 14اكتوبر الشهيد الخالد فيصل عبد اللطيف ابرز الأفذاذ الذين فاض بهم وادي شعب في أخصب وأندر طفراته، ليملأ القه سماء الوطن بكله. في دار متواضعة تعرف بـ (دار المشائخ ) في قرية شاغث بوادي شعب أقصى شمال شرق الصبيحة رأى الزعيم الفذ فيصل عبد اللطيف الشعبي النور في حزيران1936م.ومن عتبات تلك الدار التي ما تزال أطلالها باقية خطا أولى خطواته نحو آفاق الوطن اليمني بل والعربي.
درس فيصل الابتدائية في جبل حديد بمستعمرة عدن يومذاك، ثم في المدرسة المحسنية بسلطنة العبادل أكمل الإعدادية، ثم سافر إلى القاهرة لدراسة الثانوية. بمؤهل بكالوريوس في التجارة والاقتصاد من إحدى جامعات القاهرة عام 62م،وفور تخرجه عاد إلى عدن ليبدأ حياته العملية في سلطنة العبادل، ثم سكرتيرا لوزير التجارة في الحكومة الوطنية( حكومة الاتحاد الفدرالي للجنوب العربي ) التي تأسست في 11شباط 59م.
لم يلج فيصل عبداللطيف معترك السياسية ومناهضة الاستعمار مبكرا فحسب، بل تألق فيه كقائد سياسي فذ. حينما انخرط مبكرا في حركة القوميين العرب عام 56م وهو لم يزل طالبًا في إحدى جامعات القاهرة وعمره لم يتجاوز 20عاما.وفي عام60م أسس أول فرع للحركة في اليمن والجزيرة العربية.
مثله مثل ابن عمه الزعيم الخالد قحطان الشعبي ورفاقهما بفرع حركة القوميين العرب ،آمن فيصل إن تحرير الجنوب من الاستعمار لن يتحقق إلا بالكفاح المسلح، بعد أن فشلت في تحريره كل وسائل القوى السياسية التي تمسكت بالخيار السلمي والمساومات، لذا بدأ قحطان وفيصل ورفاقهما بفرع حركة القوميين العرب وحركة التحرر الوطنية اليمنية يعدون العدة لثورة مسلحة لتحرير الجنوب.
إذا كانت الثورات تفرضها ضرورة التحرر من نير الاستعمار أو اقتلاع أنظمة الفساد والاستبداد ،وإذا كان العباقرة هم من يخططون للثورات والشجعان من ينفذها فإن قحطان الشعبي وفيصل عبد اللطيف كسرا هذه القاعدة. إذ لم يكونا العبقريين المخططين لثورة التحرير فحسب، بل كانا قائديها السياسيين ومنفذيها الجسورين، وأبرز قادا الكفاح المسلح وأبطاله حتى رحيل المحتل البريطاني، ومن ثم بناء وقيادة الدولة الوليدة.
لعب فيصل إلى جانب قحطان الشعبي ورفاقهما الوطنيين الدور الرئيس في التحضير للكفاح المسلح والعمل الفدائي والسياسي لتحرير الجنو[ب، ففي 24 فبراير 63م عقد بصنعاء لقاء عام برئاسة قحطان الشعبي،حضره مئات الوطنيين الجنوبيين من مختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم القبلية والاجتماعية والمناطقية،وبمشاركة حركة القوميين العرب وحزب الشعب الاشتراكي، تمخض عنه تشكيل لجنة تحضيرية برئاسة قحطان أنيط بها وضع ميثاق لكيان وطني يقود الكفاح لتحرير الجنوب المحتل. تلاه في11أغسطس 63م اجتماع في تعز برئاسة قحطان الشعبي حضره رموز وزعامات قبلية واجتماعية ومستقلون وابرز قادة حركة القوميين العرب في مقدمتهم فيصل عبد اللطيف وعبد الفتاح إسماعيل وسيف الضالعي وآخرون،صدر عنه بيان تأسيس الجبهة القومية لقيادة الكفاح المسلح والسياسي لتحرير جنوب اليمن باسم ( جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل) التي عدلت تسميتها فيما بعد إلى ((الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل) كفصيل ثوري ينتهج الكفاح المسلح لتحرير الجنوب. انتخب الاجتماع قحطان الشعبي أمينا عاما للجبهة القومية، وفيصل عبداللطيف عضوا في القيادة العامة للجبهة.
وفي 14أكتوبر 63م خاض الوطنيون في ردفان أول معاركهم المسلحة ضد الاحتلال البريطاني استشهد فيها الشيخ راجح بن غالب لبوزة، أصدرت على إثره الجبهة القومية أول بياناتها بإعلان الثورة المسلحة ضد الاستعمار، واعتبار الشهيد راجح لبوزة أول شهدائها. قاد فيصل وإلى جانبه رفيق دربه قحطان الشعبي ونخبة من رفاقهما الكفاح المسلح بكل جدارة واقتدار، وتواصل اشتعال الكفاح المسلح في رفان وامتد إلى جبهات أخرى في الضالع ودثينة والشعيب. وفي أغسطس64م امتد الكفاح إلى الجبهة الرابعة وكان ميدانها هذه المرة مستعمرة عدن ذاتها، قلب أعتى قاعدة استعمارية في الشرق الأوسط ومركز إدارة سلطات الاحتلال البريطاني وحكومة الاتحاد الفدرالي الموالية لها.
شارك فيصل في المؤتمر الأول للجبهة القومية 22- 25 يونيو65م بمدينة تعز وانتخب عضوا في القيادة العامة للجبهة، وهو المؤتمر الذي قرر تصعيد الكفاح المسلح ومده إلى مناطق جديدة.
لعب فيصل عبد اللطيف الدور الرئيس في التحضير للعمل الفدائي في عدن وتولى قيادة جبهتها وقطاعها الفدائي خلال السنوات الأولى للثورة، وعندما كشفته أجهزة الاحتلال اضطر للاختفاء، فتناوب على قيادة العمل الفدائي رفاقه عبد الفتاح إسماعيل، نور الدين قاسم، سلطان احمد عمر، وعلي احمد السلامي، وحينما تعرض العمل الفدائي لضربة مؤلمة بكشف عديد من عناصره ووسائله، عاد فيصل إلى عدن متنكراً في أكتوبر 65م لقيادته.
لم يقتصر دور فيصل عبد اللطيف الشعبي في مرحلة الكفاح المسلح على قيادة العمل الفدائي والقيادة الميدانية عسكريا وسياسيا لحرب التحرير مع رفاقه في الجبهة القومية بل تجلى نبوغه بوضع الرؤى النظرية والفكرية والسياسية لقضية الجنوب ،ومسار نضال الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن، فرغم اعقد انشغالاته بقيادة معارك الكفاح المسلح والعمل الفدائي والسياسي اصدر أربعة كتب (( الاتحاد الفدرالي المزيف)) و(( أضواء على الثورة في جنوب اليمن المحتل )) و(( مؤتمر لندن للخيانة )). وشارك مع بعض رفاقه أعضاء اللجنة التنظيمية للجبهة القومية بوضع كتاب (( كيف نفهم تجربة اليمن الجنوبية الشعبية )).في غضون أربع سنوات فقط وعمره لم يتجاوز30عاما، ودون أن يحمل مؤهلا أكاديميا سوى البكالوريوس. أنجز هذه الأدلة السياسية والنظرية للثورة، كرؤى فكرية حول قضية كبيرة وخطيرة بحجم تحرير وطن من براثن أعتى إمبراطورية استعمارية عرفها العالم.
حينما دمجت الجبهة القومية مع منظمة التحرير,في 13يناير 66م في كيان واحد،أطلق عليه (جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل) كان فيصل عبداللطيف وقحطان الشعبي ابرز قيادات الجبهة القومية التي رفضت مشروع الدمج .
فقد كان فيصل يومها يقود العمل الفدائي في عدن، وفي اليوم الثامن للدمج كان عائدا إلى تعز ومعه محمد احمد البيشي وعبد الفتاح إسماعيل واحمد صالح الشاعر وعبدالله الخامري، وبينما وصل بعض من رفاقه إلى تعز احتجز جيش التحرير فيصل ومحمد البيشي في منطقة الحبيلين واقتادهما إلى مقر جهاز المخابرات المصرية بتعز، ثم نقلا إلى القاهرة ليظلا قرابة تسعة أشهر تحت الإقامة الجبرية بمعية قحطان الشعبي وآخرين من قادة الجبهة القومية الرافضين لمشروع الدمج، غير أن فيصل تمكن من الإفلات والسفر إلى بيروت ومنها عاد إلى اليمن، أما البيشي فظل رهن الإقامة الجبيرة حتى أفرج عنه مع الزعيم قحطان الشعبي .لم يدم دمج الجبهتين سوى بضعة أشهر، حيث رفضه غالبية المشاركين في المؤتمر الثاني للجبهة القومية المنعقد في 7حزيران 66م بمدينة جبلة،رغم غياب ابرز قادة الجبهة عن المؤتمر .وفي المؤتمر الثالث للجبهة القومية المنعقد برئاسة فيصل عبد اللطيف في قعطبة خلال 29نوفمبرـ 3 ديسمبر 66م اتخذت الجبهة القومية قرارا حاسما بالانسحاب من (جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل)، وفي 12ديسمبر 66م أصدرت بيان الانسحاب رسميا.
عقب هزيمة العرب في5يونيو 67م أمام إسرائيل التي احتلت أراض عربية شاسعة في مصر وسوريا والأردن وفلسطين قرر فدائيو الجبهة القومية وثوارها المنضوين في والأمن الجيش أن يرسموا في الجنوب العربي شعاع نور يرد الاعتبار للأمة العربية. انتفض طلاب مدرسة الأمن بمساندة ضباط وجنود الأمن والجيش على قوات الاحتلال يوم 20يونيو67م وخاضوا معارك شرسة تحت القيادة الفعلية لفيصل عبد اللطيف أسفرت عن طرد القوات البريطانية من كريتر ،واستيلاء الثوار عليها لمدة 16 يوما، إلا إن الجبهة القومية تعرضت خلال تلك الانتفاضة لخسارة فادحة حينما خسرت ابرز أبطالها الشهيد عبد النبي محمد صالح مدرم ،مسئول القطاع الفدائي في كريتر، لذي استشهد في اليوم الثالث للانتفاضة على أيدي مندسين من خصوم الجبهة القومية،وهو ما تسبب بردود أفعال انتقامية ومواجهات دموية بين فصائل الثورة.
لم يكتف فيصل بما وضعه من رؤى نظرية للتعاطي مع قضية وطنه المحتل، بل آمن هذا الشاب القادم من ريف الصبيحة بأهمية سلاح الكلمة في خندق البندقية لمواجهة المستعمر،وتوعية الشعب بقيم الحرية.
يقول بلبل الثورة المبدع محمد محسن عطروش عن ولادة نشيد الثورة برع يا استعمار ((كنت ذات يوم أقوم ببروفات لبعض الأعمال الغنائية في منزلي بمحافظة أبين فإذا بطارق يقرع الباب، وحينما سئل عما يريد، قال إنه يريد رؤيتي لضرورة ملحة. فخرجت لأراه فإذا بي أمام رجل ملثم، وما إن رفع اللثام حتى كانت المفاجأة التي سررت لها, فلم يكن ذلك الرجل إلا الرئيس سالم ربيع علي ـ رحمه الله ـ... يومها قال لي سالمين إن الإخوان ويقصد قحطان وفيصل وعبد الله الخامري قد أوكلوا إليك مهمة وطنية كبيرة، لثقتهم أن ليس هناك من هو أقدر منك على القيام بها. وحينما سألته عن طبيعة هذه المهمة، قال المهمة تتمثل في عمل أنشودة وطنية حماسية تكون شعاراً لمقاومة الاستعمار وتلهب صدور الجماهير وتحمسها لقيام الثورة.وفعلاً قدمت أنموذجين لأنشودتين وطنيتين للأخ فيصل عبد الطيف،لكن فيصل قال إن بإمكانك يا محمد أن تقدم ما هو أفضل من هذين العملين وأكثر منهما تأثيراً. شارحاً لي بعض الأفكار التي يمكن أن تتضمنها الأنشودة، فكان أن عاودت الكتابة حتى وصلت إلى الصيغة النهائية لـ (( برع يا استعمار)
ويتذكر عطروش لحظات استكماله نشيد الثورة، وسفره إلى القاهرة،وعرضه على قادتها المناضلين فيصل والخامري وقحطان (( ثم قمت بتسجيلها بمدينة المنصورة في عدن، وسافرت في 63م إلى القاهرة للدراسة، وحملت نسخة من هذه الأنشودة لأعرضها على الأخوين فيصل والخامري، واللذين بدورهما أخذاني للقاء الرئيس قحطان الشعبي في منزله، لمعرفة ما إذا كانت الأغنية بالصورة المطلوبة، أم أنها تتطلب تعديلات أو تنقيحات معينة .. ما أن رآني السيد قحطان حتى أخذني بالأحضان، وقال إنني كنت على يقين بأنك أنت وحدك من يستطيع أن يقوم بهذه المهمة. وفي اللقاء كان للأخ فيصل رأيا بأنه كان ينتظر ما هو أفضل، لكن قحطان رأى إن الأغنية مستوفية الشروط المطلوبة ويمكنها أن تؤدي الغرض) .. ويتابع عطروش وصف تأثير النشيد الثوري الخالد
( برع يا استعمار برع
من ارض الأحرار برع
(( وبعد النجاح الذي حققته هذه الأغنية قال لي المناضل فيصل، لقد نجحت في جعل الأغنية ابعد من شعار للجبهة القومية، وفتحت الباب لكل مواطن لينظم إلى صفوف الثورة وهذا شيء نعتز به. المصدر ذاته).
في 4سبتمبر 67م وبعد تساقط اغلب الأمارات والسلطنات أعلن أمين عام الجبهة القومية قحطان الشعبي إن الجبهة ستفاوض بريطانيا إذا ما أعلن المندوب السامي في عدن اعتراف بريطانيا بالجبهة القومية ممثلا حقيقيا لشعب الجنوب. وفي 6نوفمبر67م أعلن الجيش العربي في الجيش البريطاني ولائه للجبهة القومية.غادر المندوب السامي ( همفري تريفلين ) عدن إلى لندن لإجراء مشاورات مع المستر( براون) وزير خارجية بلاده،بشان عرض قحطان. وما لبثت بريطانيا أعلنت في 13نوفمبر استعدادها للتفاوض حول استقلال الجنوب العربي مع بالجبهة القومية كممثل وحيد لشعب الجنوب. شكلت القيادة العامة للجبهة القومية وفد الجنوب العربي برئاسة أمينها العام قحطان الشعبي للسفر إلى جنيف للتفاوض مع بريطانيا بشان الاستقلال، كان فيصل ابرز أعضاء الوفد إلى جانب رفاقه عبد الفتاح إسماعيل، سيف الضالعي ،خالد محمد عبد العزيز،محمد احمد البيشي ،العقيد/عبدالله صالح عولقي، إلى جانب هيئة استشارية في مختلف المجالات، ضمت المقدم/حسين المنهلي،محمد احمد عقبة،المقدم/محمد احمد السياري، د. محمد عمر الحبشي،ملكة عبداللاه احمد. ابوبكر سالم قطي، عادل خليفة. وعبدالله عقبة (مترجما)،واحمد علي مسعد (سكرتيرا)،في حين ترأس الوفد البريطاني اللورد شاكلتون الوزير بلا وزارة في الحكومة البريطانية،
بعد مفاوضات شاقة امتدت من 21ــ 29 نوفمبر1967م وقع الجانبان الجنوب العربي والبريطاني يوم29نوفمبر على وثيقة استقلال الجنوب العربي ،وفي اليوم ذاته عقد الوفدان مؤتمرا صحفيا مشتركا أعلنا خلاله إن يوم30نوفمبر1967م الموافق 28شعبان1387هـ يوم استقلال الجنوب العربي وميلاد دولته المستقلة (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية).
أصدرت القيادة العامة للجبهة القومية صبيحة الاستقلال قرارا بتعيين أمينها العام قحطان محمد الشعبي رئيسا للجمهورية وقائدا أعلى للقوات المسلحة،وكلفته بتشكيل حكومة الدولة المستقلة،فتشكلت أول حكومة لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية من 12 وزيرا برئاسة قحطان الشعبي : تولى فيصل عبد اللطيف الشعبي وزارة التجارة والاقتصاد والتخطيط في أول حكومة للجمهورية الوليدة،وفي 5 ابريل 1969م تولى رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية.
لئن انفجر الاقتتال الأهلي قبيل الاستقلال بين شريكي الكفاح الجبهة القومية ومنظمة التحرير خلال 3-6توفمبر 67م، فان الوئام داخل المكون الواحد لم يدم سوى بضعة أشهر. هذه المرة كان الصراع بين رفاق الكفاح داخل الجبهة القومية ذاتها، حول ماهية الدولة، وأساليب إدارتها، وتحديد منهجها وسياستها الخارجية.
بدت بوادر الصراع الاحتكاكات مكشوفة بين الجناحين منذ 30يناير 68م ثم تحولت إلى مصادمات مسلحة منذ المؤتمر الرابع للجبهة القومية بمدينة زنجبار مارس 68م ، وخلال الفترة بين20مارس و14مايو 68م غدت مصادمات دموية، لتبلغ ذروتها صبيحة 22يونيو 1969م بانقلاب دموي تصفوي نفذه من وصف بـ (الجناح اليساري المتطرف) في الجبهة القومية.
تنازل صبيحة الانقلاب رئيس الجمهوريةـ والقائد الأعلى للقوات المسلحة ـ أمين عام الجبهة القومية قحطان الشعبي عن السلطة طواعية، رافضا استخدام القوة والسلطة التي بيده لإسالة قطرة دم من أجل (كرسي الحكم).الكرسي ذاته الذي سالت حوله فيما بعد وما زالت تسيل حتى يوم الناس هذا انهر من الدماء والمآسي والآلام. استقال فيصل عبد الطيف من منصبه كرئيس للوزراء ووزير للخارجية وعاد إلى منزله, ولما سئل عن دواعي استقالته قال القائد الفذ للثورة مقولته الأخيرة (سلمناهم السلطة وسنتعاون معهم إذا ما احتاجوا لنا). ورغم استقالة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومعهما صفوة قيادات الجبهة القومية والدولة لم يخجل الانقلابيون من اعتقال وتصفية قياداتهم وكوكبة من رفاقهم قادة ومسئولي الدولة وقادة الجبهة القومية وفدائيي الثورة وأبطالها. اعتقل فيصل عبد اللطيف القائد السياسي وقائد قطاعها الفدائي ، مؤسس الحركة القومية في اليمن والجزيرة العربية صبيحة الانقلاب، في البدء فرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله بخور مكسر لعدة أسابيع، وبذريعة الخوف من هروبه طوق الانقلابيون منزله بوحدات من الجيش، قبل أن ينقلوه إلى كوخ خشبي بدار الرئاسة بجوار زنزانة رئيس الجمهورية قحطان الشعبي. ولم تمض أشهر حتى نقل الزعيمان الخالدان إلى زنزانتين منفصلتين في معتقل الفتح بجوار زنازن كوكبة من قيادات الجبهة القومية ومناضلي حرب التحرير،منهم أخوه غير الشقيق عبد القوي محمد رشاد. وفي ليلة الخميس 1أبريل 70م أعلن الجناح الانقلابي رسميا مقتل فيصل برواية ملفقة مثيرة للغبن والاستهجان. فيصل السياسي الشاب،ألق الثورة ونجمها الساطع في زنزانته بالفتح وعمره لم يتجاوز 34عاما،والافضع إن مكان قبره ما يزال مجهولا حتى اليوم.
باغتيال فيصل خسر الوطن زعيماً وطنيا وسياسيا محنكا،ورمزاً من أنصع رموزه الفذة بشهادة خصومه قبل مواليه. باغتياله تغيرت الخارطة في جنوب الوطن سياسيا واجتماعيا وامنيا واقتصاديا وامتدت آثارها إلى شماله ،وغدا القتل والسجن والاختطاف والإخفاء وتهم الخيانة والعمالة هي اليقين, وما عداها احتمال.
يقول سالم صالح محمد مساعد أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني سابقا (( ... الشيء الخطير الذي حصل فيما بعد كان مقتل القائد الفذ فيصل عبد اللطيف في السجن في ظروف مازالت غامضة حتى الآن، واعتقد أن دمه هو الذي جر الدم في هذه التجربة.... صحيفة الخليج الإماراتية ـ العدد 7552 ــ 22 يناير2000م))ز ويصف الكاتب فريد صحبي تألق الشهيد فيصل ومكانته في الوطن (( كان زهرة هذا الوطن... كان متألقا بشخصيته الآسرة الزاخرة بالعطاء وبكل القيم والمثل والأخلاق العظيمة.كان رجل عصر،وكان أغلى الرجال.كان رجلا نادرا من أولئك الرجال الذين يعتمد عليهم في نهضة أمة ومستقبل شعب. (( الأيام ))ـ العدد( 696) - 23 فبراير 2000م)). ويتحدث عما جرته تلك الجريمة النكراء بحق ابرز زعماء ثورة الجنوب, وأعظم من أنجبهم الوطن، وما ترتب عليها من أضرار فادحة بالوطن وشعبه (( شكل اغتيال فيصل عبد اللطيف في سجنه بزنزانة الفتح بداية لظاهرة التصفيات الجسدية التي لم تتوقف، وأضرت بمسار السلطة في الجنوب. مقتل فيصل عبد اللطيف لم يكن مجرد شيء خطير وحسب، ولا حتى انعطافا في مسار الثورة اليمنية قي الجنوب، لا بل أن اغتيال فيصل عبد اللطيف شكل مقتلا للثورة اليمنية في الجنوب، وطعنة غادرة لكفاح شعب.. يوم سال دم فيصل على أرض زنزانته انساب خيط من الدم تحت القضبان ليمر عبر الزنازن إلى خارج السجن, ويمتد إلى الشارع في عدن, ثم يمتد ويمتد إلى كل مكان. إلى أبين إلى شبوة إلى حضرموت, ويظل خيط الدم ينساب في ظلام ليل طويل لعلعت فيه رصاصات الغدر, لتخترق صدور زهرات شباب الوطن وخيرة رجال هذه الأمة, ومن لم يمت بالرصاص مات بالهوان... المصدر ذاته )).أما المناضل الوطني الشيخ عبد القوي محمد رشاد فيقول ( كانت عملية اغتيال فيصل عبد اللطيف بداية للمرحلة الدموية الطويلة التي بدأت بها عملية انقلاب 22 يونيو والتي جرت في تيارها الآلاف من الشهداء والضحايا وانتصرت فيها النزعة الدموية لبعض قيادات الانقلاب) (الأيام ) ـ العدد 615 ـ 5ابريل 2000م)). وبحسرة وأسى يصف المناضل الرئيس علي ناصر محمد حنكة وتألق الشهيد فيصل عبد اللطيف، ويؤكد بأنه كان رجل دولة من طراز نادر ( كان فيصل احد الأقطاب البارزين لحركة القوميين العرب ويعود الفضل إليه في تأسيس فرع الحركة في اليمن. وكان احد القياديين البارزين في الحركة القومية ويمتلك مواهب سياسية وقيادية فذة، وهو رجل دولة من طراز نادر، ولكن الخلافات التي عصفت بقيادة الجبهة القومية لم تمهله طويلا للبقاء في الحكم والحياة للاستفادة من قدراته الكبيرة .. وقد ادخل السجن بعد خطوة 22 يونيو 69م واغتيل داخله، وكان ذلك خسارة كبيرة للثورة والوطن) (الأيام) ـ العدد(567 )ـ 15يناير 2000م )).
إنها السياسة المتخلفة في العالم المتخلف التي يحتكم فيها رفاق السلاح للسلاح وأقبية المعتقلات وما هو أشد فظاعة، متوهمين بكل بلادة أنه الطريق الأسهل لحسم الخلافات السياسية والفكرية، ليس غباء بمنطق التاريخ فحسب بل وبحتمية أن خيط الدم إذا تدفق من اجل الطيش والنزوة جر إلى أنهار دماء يصعب لجم تدفقها .
اقرأ المزيد من عدن اليوم
حد من الوادي
02-03-2014, 07:55 PM
الكشف عن جانب من مجازر صراعات مراكز القوى..مقبرة جماعية بصنعاء للقائم بأعمال الرئاسة بعهد السلال ووزراء وقادة ومشائخ اعدموا حينها ((الأسماء))
عــدن المنارة/خبر للأنباء:
كشف اليوم عن جانب من مجازر صراعات مراكز القوى بصنعاء، بعد أن تم الكشف عن مجزرة القادة الناصريين، والمجازر المتتالية لقتل جماعات الجبهة الوطنية، ومجازر القصف على المناطق الوسطى، وقيام مراكز القوى بصنعاء بتهريب السلاح والتخطيط من صنعاء مع الاستخبارات الدولية لتفجير الأوضاع في عدن في الـ 13 يناير 1986م..، وعمليات القصف بصواريخ "لونا" على عدن، وعمليات القتل للجنود الأسرى الجنوبيين التي لم يكشف عنها حتى الآن وغيرها.
والآن وبعد 48 سنة من إعدامه و 7 آخرين بتهمة "الخيانة العظمى"، كشف رعين، نجل القائم بأعمال الرئاسة اليمنية محمد حسن الرعيني، أثناء فترة حكم رئيس الجمهورية العربية اليمنية كما كانت تُسمى آنذاك المشير عبدالله السلال الذي كان متواجد حينها في جمهورية مصر العربية، كشف عن الموقع الحقيقي لدفنهم بعد إعدامهم في قبر واحد.
وقال الرعيني، في تصريح خاص لـ"خبر" للأنباء، "إنه تلقى اتصالاً هاتفياً من سعد هادي عيسى نجل وزير الحربية في تلك الفترة أخبره خلاله بأن قبر والده ورفاقه الذين أُعدموا معه يوم 27 أكتوبر 1966م، يقع بمقبرة (ماجل الدمة) في منطقة باب اليمن بالعاصمة صنعاء".
وأضاف "إن والده ومن معه تم إعدامهم بموجب قراراً صادراً من محكمة أمن الدولة برئاسة القاضي محمد الأهنومي وعضوية قاضي آخر يُدعى الخطري، بتهمة الخيانة العظمى والتخابر مع أمريكا وإسرائيل ولبنان".
ولفت إلى أنهم طلبوا من الحكومة اليمنية القيام بإجراء فحص كشف الجينات الوراثية (DNA) على عينات من رفات والدهم والآخرين بعد العثور على موقع قبرهم الجماعي للتأكد من أن الرفات هي فعلاً تعود لوالدهم والشخصيات الأخرى، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض، كما رفضت بعض وسائل الإعلام نشر تفاصيل معلومات التعرف على موقع القبر الجماعي.
وذكر أن والده والسبعة الآخرين، هم من الذين رفضوا حكم الوصاية المصرية على اليمن عقب اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962م، وهم:ــ
1 - وزير الدولة والقائم بأعمال الرئاسة محمد حسن الرعيني.
2 - وزير شئون الحربية هادي علي عيسى.
3 - قائد الشرطة العسكرية النقيب عبدالحميد الرياشي.
4 - شيخ قبائل بني الحارث الشيخ علي محسن هارون.
5 - اللواء حسين الأهجري.
6 - أحد مشائخ بني الخباط بمحافظة المحويت المقدم محمد أحمد وهاس.
7 - أحد مشائخ خولان الشيخ أحمد النيني.
8 - حسين ضيف الله العواضي.
9 - والسياف الذي ينفذ أحكام الإعدام محمد العميسي.
حد من الوادي
02-06-2014, 02:08 AM
اكد بان من حكموا على والدي ورفاقه بالاعدام لم يكونوا قضاة بل ضباط
نجل الشهيد الرعيني يطالب الدولة بفحص الجينات الوراثية لرفات والدة ورفاقة
2014/02/06 الساعة 01:38
الحدث - صحيفة الوسط
بعد 48 سنة من إعدامه وثمانية آخرين بتهمة كيدية من قبل التيار الجملكي في عام 1966م كشف رعين الرعيني ، نجل القائم بأعمال الرئاسة اليمنية محمد حسن الرعيني، "ابان حكم الرئيس عبدالله السلال الذي كان متواجد حينها في جمهورية مصر العربية " عن العثور على المقبرة الجماعية لوالدة ورفاقه الذين اعدموا في أكتوبر عام 1966م واكد نجل الشهيد الرعيني في تصريح خاص بالوسط نت أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من سعد هادي عيسى نجل نائب وزير الحربية آنذاك أكد فيه العثور على قبر جماعي لوالدة الشهيد محمد حسن الرعيني القائم باعمال رئيس الجمهورية والشهيد هادي سعد عيسى نائب وزير شئون الحربية والشهيد عبد الحميد الرياشي قائد الشرطة العسكرية والشيخ علي محسن هارون شيخ قبائل بني الحارث واللواء حسين الأهجري والذي انظم الى الجمهوريين وتم التآمر عليه والمقدم محمد محمد وهاس أحد مشايخ بني الخباط بمحافظة المحويت .
والشيخ أحمد النيني أحد مشايخ خولان والذي قيل بانه اعدام قبل اعدام شهداء أكتوبر 66 م وقيل بان الجثة لا توجد في المقبرة الجماعية الا انه كان من ضمن قائمة التهم الملفقة بحق الشهيد الرعيني ورفاقئة وثمانية الى جانبه والشهيد الشيخ حسين ضيف الله العواضي والشهيد محمد بن محمد العميسي والذين أُعدموا معه يوم 27 أكتوبر 1966م، والواقع في مقبرة (ماجل الدمة) في منطقة باب اليمن بالعاصمة صنعاء".واكد الرعيني بان عملية الإعدام تمت اثناء عودة الرئيس السلال الى اليمن ولم يكن غائبا اثناء تصفية الشهيد الرعيني ورفاقه مشيراً الى ان المعلومات تفيد الى ان السلال وقع على الإعدام بعد ان تم قتل الشهيد الرعيني ورفاقه من التعذيب وكمبرر اخرجوا من شوالات من داخل المدرعة في ميدان التحرير وإطلاق النار عليهم،
واكد نجل الشهيد الرعيني بان من حكموا على الرعيني ورفقاءه بالإعدام لم يكونوا قضاه بل ضباط ، مشيراً الى ان القضاة رفضوا تولي رئاسة المحكمة امن الدولة وهم القاضي العلامة ناصر الظرافي والقاضي العلامة علي السمان والقاضي غالب الشرعي.
فأضطر المصريين بتعيين وزير الداخلية الاهنومي رئيساً للمحكمة وعضوية قاضي آخر يُدعى الخطري، بتهمة كيدية بقصد التصفية الجسدية. وطالب نجل الشهيد الرعيني رعين الرعيني ان تقوم الدولة بإجراء فحص كشف الجينات الوراثية (DNA) على عينات من رفات والدهم والآخرين بعد العثور على موقع قبرهم الجماعي للتأكد من أن الرفات هي فعلاً تعود لوالدهم والشخصيات الأخرى، وقال ان هؤلاء الشهداء قتلوا ظلم وفي سبيل الدفاع عن الجمهورية وكانت دمائهم بداية لاستقلال القرار السيادي للجمهورية اليمنية عقب ثورة 26 سبتمبر من الوصاية المصرية حينذاك ،
واكد الرعيني ان السبب الرئيسي لاغتيال والدة هو مناهضته ورفاقه للوصاية المصرية على القرار السيادي في الوطن سيما وان الشهيد الرعيني كان حين اعدم يتقلد منصب القائم بأعمال رئيس الجمهورية وإدارة البلد بين عامي 65 - 66 م اثناء ما كان الرئيس السلال معتقل في مصر تحت مبرر وعكه صحيه وكانت حكومة الأستاذ النعمان والفريق حسن العمري حينذاك في السجن الحربي ووضع القاضي عبد الرحمن الارياني تحت الإقامة الجبرية في احدى الفلل التابعة للرئاسة حنذاك وتفيد المعلومات بان الرئيس الشهيد الرعيني خاض صراعات مع المصريين المتواجدين في اليمن خلال عمله كقائم بأعمال الرئيس السلال ومنها اتخذه قرارات بعيده عن الوصاية المصرية .
واتهم رعين الرعيني الاستخبارات المصرية حنذاك بالتآمر على والدة ورفاقة الثمانية لرفضهم حكم الوصاية المصرية على اليمن عقب اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962م .
حد من الوادي
02-13-2014, 01:58 PM
الشرق الأوسط تذكر النظام السابق في اليمن بالـ 17 مليار دولار التي نهبها وأودعها حسابات سرية
الخميس 13 فبراير 2014 11:30 صباحاً
شبوة برس- خاص صنعاء
قال الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد في مقال له نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تصدر من لندن أنه من المفيد أن نذكر هذه القوى القديمة أنها تغامر بكل ما منحته من عفو، وحصانة، وأكثر من سبعة عشر مليار دولار نهبتها مخبأة في حسابات سرية غربية.
وقال الراشد : نموذج النظام ليس هو المهم، سواء أكان جمهوريا أم ملكيا، مركزيا أم فيدراليا أم كونفدراليا، اشتراكيا أم رأسماليا، الأهم من ذلك قدرة النظام على تحقيق العدالة، ورضى مواطنيه عليه.
اليمن الشمالي كان إلى عام 1962 نظام إمامة، ثم بعد انقلاب السلال صار جمهورية.
وكان اليمن الجنوبي محمية بريطانية إلى 1967 عندما قامت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وصارت نظاما ماركسيا لينينيا.
وعانى اليمنيون من تاريخ طويل من النزاع بين الجمهوريتين الشقيقتين. وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي وتصفية تركة الحرب الباردة تلقف اليمن الشمالي الفرصة، وضم الجنوب في وحدة لم تدم احتفالاتها طويلا، ونشب نزاع دموي بين شركاء الوحدة انتهت بهزيمة القيادة الجنوبية.
وتاريخ التنازع طويل ولهذا لن يكون سهلا على الشعب اليمني أن يتجاوز تركة من الخلافات القبلية والمناطقية والشخصية إلا بالاعتراف بوجودها أولا، واحتضان فكرة الدولة الحديثة التي شاركت الأمم المتحدة في رسمها عبر مندوبها جمال بنعمر.
مشروع اليمن الجديد، فيدرالي من ستة أقاليم، مع جعل صنعاء عاصمة مستقلة إداريا.
ولا بد أن خبراء الشأن اليمني وصلوا إلى هذه الخريطة المقترحة بعد دراسة خيارات كثيرة معقدة، بين نظام الإقليمين، الجنوبي والشمالي الذي كان سيعني كونفدرالية بلا خصائص الدولة الواحدة.
ولو استمع الوسطاء لكل المطالب فإنه لا يوجد رقم يجمع عليه اليمنيون بعدد الأقاليم. ففي آخر حكم الإنجليز للجنوب أيدوا إقامة «اتحاد إمارات الجنوب العربي» لتضم 24 مشيخة.
وبالتالي قد يتقسم اليمن إلى مائة إقليم ولا يرضي الجميع، وكان لا بد من نموذج عملي يمكن تطويره أو تعديله وفق دستور يسمح بالمراجعة المستقبلية لحدود الأقاليم وصلاحياتها.
مشكلة اليمن اليوم إقامة دولة حقيقية بمؤسسات مدنية حديثة تنقذ اليمن من أربعين عاما من التخلف الإداري، لبلد كثيف السكان وقليل الموارد.
والاقتتال الطارئ ليس صدفة بل هدفه تخريب مشروع الانتقال التاريخي وبناء الدولة اليمنية الحديثة، ومن خلفه أبرزهم جماعة النظام السابق التي تمول عمليات الاقتتال والتحريض على النظام المؤقت الحالي، وتريد إفشال المشروع برمته من أجل العودة للسلطة التي اقتلعت منها.
ومن المفيد أن نذكر هذه القوى القديمة أنها تغامر بكل ما منحته من عفو، وحصانة، وأكثر من سبعة عشر مليار دولار نهبتها مخبأة في حسابات سرية غربية.
صبر اليمنيين سينفد، والقوى الكبرى أصبحت مقتنعة تماما أن المشكلة هي في القيادات السابقة ومستعدة للتحرك ضدها دوليا.
نتمنى على المخربين أن يفكروا طويلا قبل الاستمرار في دعم الرافضين، وتحريض الساكتين، وتمويل القبائل بعضها ضد بعض. إن الشعب اليمني يستحق أن يمنح فرصته في بناء دولته، والتعايش بسلام بين مكونات هذا البلد العريق، الذي أثبت أهله أنهم أكثر حضارية من غيرهم، فكانت انتفاضتهم وثورتهم سلمية، وانتقال الحكم سلميا، وكانوا فوق الثأر وضد الانتقام، ولا تزال ثورة اليمن أفضل الثورات العربية رغم محاولات داخلية وخارجية لإفشالها.
ونعتقد أن واجب مجلس التعاون أكبر لاحقا، فهو الذي رعى مطالب الشعب اليمني بالتغيير، وكان وسيطا نزيها، وشارك في رعاية الانتقال سياسيا واقتصاديا خلال العامين الماضيين. نتطلع أن يدعم المجلس مشروع تنمية اليمن وتأهيله، وربطه بالاقتصاد الخليجي، فاستقرار اليمن ضمانة لاستقرار الخليج، وهو في نهاية المطاف سيصبح عضوا في مجلس التعاون.
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2014
حد من الوادي
02-21-2014, 01:57 PM
ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
الجمعة 21 فبراير 2014 12:58 مساءً
حسن بن حسينون
ذلك ما قاله يوماً القائد العظيم جمال عبد الناصر بعد هزيمة حزيران 1967م وعندما زيارته لليمن وسط حشد هائل تجمع لاستقباله في أحد ميادين مدينة تعز عندما كانت ثورة اليمن في قمة عنفوانها, وقبل أن تسقطها أرضاً تلك المؤامرة التي أطلق عليها بالمصالحة بين الملكيين والجمهوريين بعد ثمان سنوات من الحرب الأهلية لتشهد بعدها أسوى أنظمة وحكومات تعاقبت على اليمن عدى فترة قصيرة جداً في عهد الرئيس الحمدي قبل اغتياله. انتهت الثورة وانتهى النظام الجمهوري وما تبقى منه بعد تلك المؤامرة سوى العلم والنشيد الجمهوري وإلى الوقت الحاضر.
بعد الوحدة عام 90م التي جاءت في غفلة من الزمن وفي ظروف بالغة التعقيد تفرعن الشريك الشمالي لان صدور القائمين عليه مليئة بالضغائن والأحقاد الدفينة نتيجة للحروب والصراعات السابقة بين النظامين في الشمال والجنوب وعلى وجه الخصوص حربي 1972م 1979م التي كان الخاسر الأكبر فيها النظام في الشمال الذي كان برئاسة علي عبد الله صالح عام 1979م والذي لم يجد الأخذ بثاراته من الجنوب الذي كان الداعم الأساسي للمعارضة الوطنية في الشمال ضد حكمه سوى الانقلاب على الوحدة عبر حرب عدوانية وغزو واحتلال الذي استمر جاثماً على صدور مواطني المحافظات الجنوبية والشرقية حتى الوقت الحاضر وارتكب من جرائم ما لم يرتكبه الاحتلال البريطاني للمحميات الشرقية والغربية طيلة 130 عاماً ليس في عدد الضحايا وإنما في نهب الممتلكات العامة والخاصة.
وبعد تزايد عنجهية نظام الاحتلال مع بروز بذور المقاومة الشعبية السلمية تزايدت جرائمه لقمع المعارضة في الجنوب وبالذات تعدد المجازر التي كان النصيب الأكبر منها قد تم في محافظة الضالع. وبعد أن طفح الكيل ووصل صبر مواطنيها إلى الحلقوم لم يجدوا رداً على تلك المذابح والجرائم التي ترتكب بحقهم سوى إطلاق صرخة مدوية تردد صداها في جميع المحافظات الجنوبية والشرقية والوطن العربي كله من المحيط إلى الخليج, صرخة تؤكد على بدء المقاومة ضد الاحتلال اليمني القبلي المتخلف والتي تتمثل في الدفاع عن النفس.
وإذا كان عبد الناصر قد أطلق صرخة مدوية عند زيارته تلك والتي قال فيها على بريطانيا العظمى أن تحمل عصاها وترحل عن الجنوب فإن لسان حال المقاومة في الضالع تقول على الاحتلال اليمني القبلي العسكري المتخلف أن يسحب ألويته ومليشياته العسكرية وجميع عملاؤه ويرحل عن الضالع وبقية المحافظات الجنوبية والشرقية لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة لأن كل أنواع وأشكال الاحتلال التي شهدها العالم تاريخياً لم يدخل بلد ويحتلها إلا بالقوة ولم يغادرها إلا بإرادة شعوبها و أحرارها المناضلين. وهل من أحد سمع أو قرأ يوما بأن محتل أحتل بلداً بطريقة سلمية وغادرها أيضاً بطريقة سلمية ؟ الجواب بالتأكيد لا وألف لا .
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
02-23-2014, 01:48 AM
اليمن الاتحادية بين الفشل والنجاح
ابو بكر عباد باذيب السبت 2014/02/22 الساعة 07:45:57
دائما ما تغيب اليمن عن اهتمام وسائل الإعلام باستثناء ما إذا تعلق الأمر بحوادث الإرهاب، أو عمليات التفجير، أو المواجهات المسلحة للقبائل، والاستثناء في ذلك أيضاً يتصل بقضايا الفقر والمرض والزواج المبكر وامتلاك اليمنيين للسلاح، نتفهم ذلك لضرورات أجندة وسائل الإعلام التي تبحث عن الحدث، واليمن بلد كثير الأحداث الدامية التي تتنافس وسائل الإعلام المختلفة لتغطيتها، وبالرغم من ذلك الإحباط الكبير، إلا أن اليمن تخطو ببطء إلى الإمام، تنجز فيما تسمح لها الظروف والإمكانات، ولو على الورق، حيث كانت التسوية السياسية في اليمن نموذج هام ومتقدم مقارنة ببعض أحداث دول الربيع العربي الدامي.
- أنهت اليمن مؤتمر الحوار الشامل الذي جمع فرقاء السياسة والمذهبية والقبيلة والمناطقية على طاولة الحوار، وبدأت اليمن في إعادة بناء شكل الدولة اليمنية في نظام اتحادي فدرالي أُقر من اغلب القوى الفاعلة في اليمن، وبرغم ذلك ما أن تخطو آمال اليمنيين نصف خطوة إلى الإمام، إلا وتتعثر بتحديات الواقع، من اختلال امني، ونفوذ قوى تقليدية، وعبث المال السياسي، والتدخلات الخارجية التي تحبط أي إجراءات حقيقة تسهم في إنقاذ المشهد اليمني من الانهيار.
- بُعد للتاريخ.
ظلت الدولة اليمنية جنوب جزيرة العرب على مدى قرون طويلة محل تجاذبات وصراعات، ما ان تنتهي بتثبيت حكم وتنصيب قيادة ورئيس وقائد، الا وتعود إليها الصراعات من جديد، وظلت الدولة اليمنية فيما بعد الإسلام تتبع دولة الخلافة إما في المدينة "يثرب" بعد دخول الإسلام في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، او في دمشق وبغداد او اسطنبول او غيرها من عواصم الخلافة الإسلامية، وقليلة هي الفترات التي استقلت بحكم نفسها.
وفي قراءة للقرن الماضي من تاريخ اليمن والى ما بعد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين يمكننا ان نؤكد ان اليمن مرت بكافة أشكال الدولة والأنظمة السياسية والأيدلوجية، فبعد الصراعات الطويلة والتي امتدت لقرون بين الأتراك العثمانيين والأئمة الزيدية في اليمن على حكم الدولة المتخلفة والمقسمة بين نفوذ الائمة على المرتفعات الشمالية وسطوة مشائخ القبائل، وبين حكم العثمانيين ورغبتهم في بسط سيطرتهم على جنوب الجزيرة العربية، تراجعت الإمبراطورية العثمانية عام 1918 وحصل شمال اليمن على الاستقلال تحت حكم الإمام يحيى [1].
وفي جنوب اليمن خضعت مدينة عدن منذ 1839 للاستعمار البريطاني، باعتبارها امتداد للإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وامتداد استراتيجي لمستعمرات الهند، وتمكن الاستعمار من بسط نفوذه على مساحات واسعة من المناطق الجنوبية، والتي أدى الى تفريخ أكثر من 25 سلطنة وإمارة ومشيخة تُحكم عبر سلاطينها وأمراءها ومشائخها تحت سيطرة وولاء الاستعمار باعتبارها محميات بريطانية. [2]
التاريخ الحديث لليمن.
نستطيع الجزم ان التاريخ الحديث لليمن بدأ بعد القضاء على حكم الأئمة في ثورة سبتمبر من عام 1962 في شمال اليمن، والتي ساندتها مصر عبدالناصر حتى كتب لها النجاح وتحقيق غايتها بتثبيت حكم الجمهورية، عقبها ثورة أكتوبر عام 1963 ضد الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن، ومن ثم جلاء أخر جندي مستعمر في نوفمبر 1967.
ورغم آمال اليمنيين الكبيرة التي كانت طموحه وحالمة ببناء الدولة الحديثة الا أن ما واجهته اليمن في الشمال والجنوب كان استمرارا لمسلسل الصراعات على السلطة والحكم، ففي الشمال لم تنتهي المواجهات بين الملكيين الساعين لإعادة حكم الأئمة، وبين الجمهوريين المدافعين عن أحلام التحرر والمساواة، إلى ان تم الخروج بتوافق سياسي، ترتب عليه اعتبارات سياسية وتوافق بين مؤيدي الملكية والجمهورية.
وفي الجنوب سعى ثوار أكتوبر من الجبهة القومية للتحرير، والتي كان لها شرف النضال ضد الاستعمار، الى ضم كافة الإمارات والسلطنات المقسمة الى دولة موحدة في جنوب اليمن، وأطلق عليها "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية" في الفترة بين 30 نوفمبر 1967 - 1 ديسمبر 1970، الى ان غُيِر اسمها إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، بعد استحواذ اليسار الماركسي على مفاصل الحكم وإقصاء الجبهة القومية.
مرت فترة السبعينيات على اليمن الشمالي والجنوبي بصراعات داخلية أدت الى اغتيال للرؤساء او الانقلاب عليهم، بالإضافة إلى المواجهات المسلحة بين الشمال والجنوب، والتي سرعان ما كانت تسعى أطراف عربية إلى المصالحة بينهم، وإبرام مسودات لاتفاقيات تمهد للوحدة اليمنية، في القاهرة وطرابلس والجزائر والكويت في فترات مختلفة.
مهدت اللقاءات والمفاوضات والتشاور بين اليمن الشمالي والجنوبي إلى إبرام اتفاق الوحدة في مايو 1990، والذي وصفه الكثير انه جاء على استعجال ولم يناقش التفاصيل الخاصة بالفترات الزمنية والمراحل التي يتطلبها الاندماج والتوحد في كيان واحد، ورأى حينها الرئيسين علي عبدالله صالح في الشمال وعلي سالم البيض في الجنوب، ان الوحدة الاندماجية هي الحل المجدي والأسرع لتحقيق الوحدة وقد كان ذلك، في ظل متغيرات إقليمية ودولية صاحبها انهيار الاتحاد السوفيتي وغزو العراق للكويت.
وسرعان ما دخلت اليمن الموحد في خلافات محتدمة بين شركاء الأمس، شركاء الوحدة، وقامت حرب صيف 1994، التي تمكن فيها الرئيس السابق علي عبدالله صالح من إقصاء شريكه في الوحدة الحزب الاشتراكي اليمني والاستحواذ على حكم اليمن الموحد، بالتحالف مع أنصاره من قيادات الجيش في الجنوب ورجال القبائل والتيارات ذات الخلفيات الإسلامية.
- فشل الرئيس السابق صالح.
حكم علي عبدالله صالح منفردا، وتوفر له ما لم يتوفر لغيره من الحد المعقول من الاستقرار، ومن بسط نفوذ الدولة على كافة الأراضي اليمنية من صعده شرقا إلى المهرة غربا، وسخرت له كافة الإمكانات التي يمكن من خلالها بناء الدولة الحديثة التي طال انتظار اليمنيين لها، إلا انه وشركاءه لم يكن لديهم المشروع الوطني الذي يجمع الجميع، وبدأ الاتجاه نحو تقاسم الثروات والنفوذ والمناصب للمنتصر وحلفاءه، وسعت الأطراف التي تدير الحكم الى إقصاء شركاء الوحدة من الجنوبيين في ظل استثناءات لم تكن مرضية للشارع في جنوب اليمن.
وأدت تداعيات ذلك انفجار الوضع عام 2007م، من خلال احتجاجات شعبية في الجنوب قادتها مجاميع الحراك الجنوبي السلمي، والتي بدأت في تسليط الضوء على حالات الظلم والإقصاء التي نالت من شركاء الوحدة وممن يعتقدوا أنهم كانوا يملكون مقومات الدولة (الشعب - السيادة - الأرض)، وما زاد الطين بله الإجراءات التي اتخذها الرئيس السابق صالح، والتي لم تلبي آمال الشارع او مطالبه.
بالإضافة إلى ما كانت تواجهه الدولة من حروب ضد الحوثيين منذ 2004 وصلت الى ستة حروب، وقبلها التهديدات والمواجهات الإرهابية التي شنتها الدولة مع الإرهاب وتنظيم القاعدة، كل ذلك ساهم في خلخلت قدرة الدولة على الاستمرار في بسط نفوذها، بالنظر أيضاً إلى توجه الرئيس السابق صالح نحو ترتيب البيت الداخلي للإعداد للتوريث، او تعديل الدستور والتمديد.
فجرت كل المعطيات والحيثيات السابقة، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المتدهور، وهروب الاستثمار ورؤوس الأموال، فجرت الثورة الشبابية الشعبية والتي استفادت من الحراك العربي في تونس ومصر، وخرجت جماهير كبيرة في فبراير 2011م، من مختلف القوى السياسية والاجتماعية والشبابية، وحاول الرئيس السابق علي عبدالله صالح بكل ما أوتي من دهاء فطري وخبرات متراكمة في اللعب بالمتناقضات، وتقديم المبادرات والحلول تارة والضرب والقتل تارة أخرى.
- ربيع اليمن.
توالت الأحداث المتسارعة في اليمن، وتطورت المواجهات بين نظام صالح والشباب في الساحات، وفي خضم ذلك فوجئ اليمنيين في يوم الجمعة الموافق 18 مارس 2011 بمجزرة دامية سميت بـ"مجزرة جمعة الكرامة" أودت بحياة قرابة خمسين من الشباب المعتصمين في ساحة التغيير، أعلن بعدها الرئيس السابق صالح حالة الطوارئ، وأقال الحكومة وكلفها بتسيير الأعمال، بينما دفعت الأحداث الدامية بعض جنرالات الجيش اليمني الى الانشقاق عن تحالفهم الاستراتيجي مع صالح، خصوصا الجنرال علي محسن الذي كان الأقرب لصالح.
وبدأت دول مجلس التعاون الخليجي في محاولة الإسهام في تقديم مبادرة لإخراج اليمن من أزمتها، وأثناء مسلسل طويل من التجاذبات السياسية، ومحاولات الضغط على الفرقاء لتقديم تنازلات تفضي الى فك ألغاز المشهد اليمني، تعرض الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الثالث من يونيو 2011 الى محاولة اغتيال بعدما انتهى من صلاة الجمعة في جامع النهدين الذي يقع في القلب من المجمع الرئاسي المعروف باسم "دار الرئاسة"، استهدافه في عملية هي الأبرز التي يتعرض لها صالح طيلت 33 عاما في حكم اليمن، نقل على إثرها الى العاصمة السعودية الرياض لتلقي العلاج، وقتل في الحادثة 11 شخصا من حراسة صالح، بينما أصيب 124 شخصا بينهم عدد كبير من المسؤولين لاسيما رئيس الوزراء، ورئيس مجلس الشورى الذي توفي لاحقا على متأثراً بجراحه.
بعدها تسارعت وتيرة الضغط الإقليمي والدولي للخروج بتسوية سياسية تجنب اليمن مالأت الحرب والاقتتال، وكانت المبادرة الخليجية الأكثر تناسباً مع معطيات الواقع، واستمر الخلاف على بنودها ما بين جدل تنازل صالح عن الحكم، ومشروعية منحه الحصانة، وترتيب الفترة الانتقالية وخارطة الطريق التي اتفق على ان يديرها الرئيس عبدربه منصور هادي كرئيس توافقي لليمنيين. وأخيراً وقع الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الرياض في 23 نوفمبر 2011 على اتفاق نقل السلطة في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية، ووقعت كافة القوى السياسية عليها، وانتقلت اليمن للمرحلة الانتقالية التي أثبتت الأيام أنها الأكثر دراماتيكية، حيث اتفقت الأطراف على تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة من يمثلون حزب الرئيس صالح ومن يمثلون القوى الثائرة عليه في الساحات، كما أجريت انتخابات رئاسية حول الرئيس التوافقي كانت شبيه بالاستفتاء على الرئيس هادي وعلى المبادرة الخليجية وعلى المرحلة الانتقالية.
برز المشهد اليمني في التسوية السياسية كنموذج متقدم على المستوى الإقليمي والدولي، وذلك لاتفاق اليمنيين على تغليب مصلحة الوطن الذي يعاني من صعوبات جمه تكاد تفتك بكل مقومات استمراره وبقاءه، وجاءت المبادرة الخليجية ببنود عديدة جاء على رأسها إعادة هيكلة الجيش على أسس وطنية، والبدء بحوار وطني شامل يشارك فيها كافة القوى السياسية والاجتماعية والشبابية والمرأة، وشابت تنفيذ ذلك صعوبات كبيرة، كادت ان تفجر المشهد من جديد في اليمن، لولا تحكيم القوى اليمنية لمنطق العقل الحكمة، بالإضافة إلى دور الضغط الدولي على المشهد اليمني، واهتمامه بضرورة استمرار تحقيق التسوية السياسية لأهدافها، واستصدار مجلس الامن قرارين حول اليمن كان الأول رقم (2014) في أكتوبر 2011 والقرار الثاني رقم (2051) في يونيو 2012، واللذان أشارا بما لا يدع مجالا للشك الى التأكيد على التزام مجلس الأمن بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله السياسي وسلامته الإقليمية، والتأكيد أيضاً على إمكانية فرض عقوبات على الأطراف والقوى السياسية التي تعرقل مسار التسوية السياسية في اليمن.
- مؤتمر الحوار اليمني.
سارت اليمن في مارثون طويل من الصعوبات والعراقيل، فالوضع الاقتصادي المهدد بالانهيار والوضع الامني الهش، والجماعات والمليشيات الإرهابية المسلحة، وضعف الدولة في فرض هيبتها، كل ذلك ساهم ويساهم في تعكير مشهد التسوية في اليمن، ورغم هذا المخاض العسير والطويل، بدأ مؤتمر الحوار الشامل، والذي كان معد له ان يستمر لستة أشهر وإذا به يمتد لعشرة أشهر، سادتها الخلافات والمقاطعات والاحتجاجات والانسحابات والتوافق أيضاً، واستطاع اليمنيون تحقيق الحد الأدنى من التوافق والخروج بوثيقة الحوار الوطني، واختتم المؤتمر في 25 يناير الماضي، والتي توجت أهم قراراته في اختيار النظام الاتحادي الفدرالي لشكل الدولة اليمنية الجديدة، وتفويض رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة ذات قرار نافذ ونهائي لتحديد عدد الأقاليم التي تحتويها "جمهورية اليمن الاتحادية" وهو الاسم الجديد للدولة اليمنية، كما شملت وثيقة الحوار اليمني على موجهات للدستور القادم، وآليات أدارة مؤسسات الدولة وبناء مؤسستي الجيش والامن وفق منطلقات وطنية، وغيرها من القضايا ذات العلاقة بالعدالة الانتقالية وبناء الدولة والحكم الرشيد واستقلال الهيئات والحقوق والحريات.
وتم في العاشر من فبراير الماضي الإقرار النهائي لأقاليم الدولة الاتحادية في اليمن على أساس ستة أقاليم، أربعة في الشمال واثنان في الجنوب، وذلك بعد حوارات ونقاشات في كيفية الصورة القانونية والنظامية لتحقيق إدارة حديثة في الأقاليم تشرف بشكل مباشر على قضايا التنمية والتطوير والنهوض والأمن والاستقرار.
وفي ذلك أكدت اللجنة التي أقرت أقاليم اليمن أنها اعتمد التقسيم على أسس علمية راعت الواقع الحالي والتجاور الجغرافي وعوامل التاريخ والثقافة، واتسمت بمعايير الحياد وإعلاء المصلحة الوطنية في تكوين الأقاليم الاتحادية على أسس التكامل والاستقرار الاقتصادي، وأخذت أيضاً بعين الاعتبار لتجارب العديد من دول العالم الاتحادية.
ومن ذات المنطلقات والحيثيات التي رأت اللجنة أنها استوفت قناعاتها في تقسيم اليمن الى ستة أقاليم، كانت الانتقادات التي وجهت الى هذا التقسيم، حيث يؤكد الحزب الاشتراكي اليمني - شريك الوحدة والحزب الحاكم في جنوب اليمن قبل عام 1990م - عن تمسكه بخيار الإقليمين، ويرى ان هذا التقسيم المقر لن يفضى الى حل للقضية الجنوبية.
والسؤال الذي يفرض نفسه لدى المواطن اليمني البسيط الذي تجرع ويلات خلافات القوى السياسية واحتكام القوى التقليدية ذات النفوذ والمصالح بمقدرات الحياة والثروة والسلطة، هل ستوفر الأقاليم او الشكل الجديد للدولة العيش الكريم والأمن والصحة والتعليم؟ هل الحبر الذي كتبت به القرارات والوثائق يمكن ان يحقق آمال وطموح شعب ناضل ومازال. بالطبع (لا) بتكرارها مئات المرات، فاليمن بحاجة الى إرادة جماعية ليتمكن من مواجهة التحديات، يحتاج الى دولة قوية تستطيع تنفيذ القانون وبسط سيطرتها على سماء وارض اليمن، تحتاج الى مصفوفة كامل من الإجراءات منها المحلي ومنها الإقليمي والدولي لتتمكن من وضع قدمها على اول عتبات بناء الدولة التي ينشدها الجميع.
- التحديات التي لا حدود لها.
عند القرب من المشهد الفوضوي والمتقلب على رماد الأحقاد السياسية، والثارات القبلية، والحسابات التاريخية تبرز التحديات التي لا حدود لها، حيث تواجه اليمن تاريخ من الفساد الفكري والاجتماعي والسياسي والاقتصادي وأيضا الديني، توجه اختلال في القيم والأخلاق والوطنية، ساهم في ذلك الجهل الفطري والمتعمد من الحكام الذين لعبوا على تناقضات الشعوب، على مدى عقود طويلة، حيث كان الاستعداد حاضرا، ففقدت اليمن بسببه حضورها ودورها.
تواجه اليمن تحدي القدرة على التغلب على سعي الرئيس السابق صالح في المزايدة على تردي الأوضاع بعده، وكان هو السبب الرئيسي في مأساويتها، تواجه اليمن تحدي قدرة الدولة على فرض هيبتها على الخارجين عن القانون الذين يعبثون بحياة اليمنيين في ضرب محطات الكهرباء وخطوط أنابيب الغاز والنفط، وقدرة الدولة على الحفاظ على امن المواطنين، تواجه اليمن تحدي ضرورة بناء جيش وطني يكون ولاه لليمن ليس لقبيلة أو طائفة أو مذهب.
تواجه اليمن خطر الأيادي الإقليمية التي تعبث بأمنها ومستقبلها والتي تسعى لفرض واقع جديد في المنطقة عبر تغذية قوى طائفيه مسلحة، كما تواجه بالضرورة رغبة دولية بالسيطرة على دولة تحتل موقعا إستراتيجية في قلب أهم ممرات العالم البحرية، وتواجه اليمن حراكا جنوبيا غاضباً بحاجة الى معالجات حقيقية على ارض الواقع، وليس قرارات سياسية لا تخرج عن حيز العاصمة، معالجات يلمسها المواطن الذي فاض به الإقصاء والظلم وضياع الحقوق، وتواجه اليمن اخطر التحديات والمتمثلة في تنظيم القاعدة الذي يشكل الخطر الدامي.
*الأهرام اليومىخ-
باحث ومحلل حضرمي
حد من الوادي
03-02-2014, 10:47 PM
محمد الهمشري لموقع الجنوبي المصري : اليمن الجنوبي ولد مستقلا ..وصالح والاخوان احبطوا حلمه في الوحدة
قراءة بتاريخ 2 مارس, 2014
الجنوبيه نت.متابعة/ محمد الحضرمي
استضاف موقع الجنوبي المصري مدير قناة عدن لايف سابقا الاستاذ الاعلامي محمد الهمشري وقال الهمشري خلال القاء الذي حاوره فيه الاستاذ خالد محمود
الامم المتحدة اعلنت اليمن الجنوبي دولة خالية من الامية عام 1984
صالح استقدم الجهاديون من افغانستان فاغتالوا 154 سياسي ومثقف جنوبي
الاخوان قدموا غطاءا فكريا للمتطرفين عبر فتاوى تكفيرية
عددنا 4 مليون وفعاليتنا يصل عدد المشاركين فيها الى مليون
دفعنا 20 الف شهيد و70 الف معتقل من اجل قضيتنا
واليكم نص الحوار الذي حاوره فى القاهره الاعلامي خالد محمود
اكد الناشط باسم الحراك الجنوبي اليمني محمد الهمشري ان دولة جنوب اليمن ولدت مستقلة , واعترفت بها الامم المتحدة والمنظمات الدولية لكن قوى شمالية في مقدمتها الرئيس المخلوع على عبد الله صالح والاخوان المسلمين ونخبة شمالية خذلت الجنوبيين واحبطت حلمهم في الوحدة وردت على توجههم الايجابي بسياسات القمع والاستئصال ومحاولة نهب الثروات .
وقال الهمشري في حوار خاص ل ” الجنوبي” في القاهرة , ان ” هناك مفهوما خاطئا عند اشقاءنا العرب نحو اليمن الجنوبي حيث يعتقد معظمهم اننا انفصاليون , واننا والاخوة في الشمال كنا دولة واحدة وانفصلنا , وهذا غير صحيح سواء بمفهوم القانون الدولي او الوقائع او التأصيل التاريخي “.
وتابع الهمشري ” بمفهوم القانون الدولي فقد كنا دولة مستقلة ذات سيادة حصلنا على هذا الاستقلال بعد كفاح ونضال قاس ومرير تحررنا فيه من الاستعمار البريطاني وساعدتنا فيه حركة التحرر الوطني وفي مقدمتها مصر بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حتى استقلينا , وهو استقلال دفع فيه اباءنا المؤسسين الدم غاليا حتى حمل الاستعمار عصاه ورحل , واعترفت بنا الامم المتحدة وجامعة الدول العربية والمؤتمر الاسلامي , ووصل الامر اننا كنا عضو في مجلس الامن وحصل اشكال قانوني عام 1990 لدى السعي للوحدة وتم علاجه بما يسمح لمشروع دولة الوحدة الجديدة للاحتفاظ به “.
وقال الهمشري ” كنا مستقلون , وصنعا دولة نعتز بها وكان لها ايجابياتها وسلبياتها , فقد اقمنا دولة حديثة لا مجال فيها للتطرف ولا للقبيلة وبها قدر من المؤسسية على عكس الشمال , ويكفينا فخرا ان الامم المتحدة اعلنت ان اليمن الجنوبي دولة خالية تماما من الامية عام 1984 , ومع ذلك سعينا الى الوحدة منذ اللحظة الاولى , وساعد على ذلك ان قادة الحزب الاشتراكي منهم ناصريون وقوميون ويساريون حالمون بالوحدة العربية, ودليلنا على توجهنا الوحدوي اننا اخترنا اسم جنوب اليمن , املا منا في الالتحام بشماله , مع انه كانت هناك اسماء اخرى مطروحة اثناء مفاوضات الجلاء مثل الجنوب العربي او حضرموت وشبوه والمهرة وما شابه”. وزاد الهمشري ” اننا سعينا في التسعينات نحو تحويل الحلم الى واقع, لكننا قوبلنا بالجحود والغدر من علي عبد الله صالح والمؤتمر وحزب الاصلاح الممثل لجماعة الاخوان المسلمين”.
واضاف ” لقد استقدم علي عبد الله صالح المتطرفين والجهاديين وتنظيم القاعدة في مواجهتنا , وقادوا حملة تخريب واغتيالات ضد الساسة والمثقفين في جنوب اليم , واغتالوا 154 شخصية جنوبية , وساهم الاخوان المسلمين والاصلاح والاحمر وعبد الوهاب الدليمي بتقديم غطاء سياسي بصبغة دينية , خصوصا الدليمي الذي اصدر فتاوى تكفيرية واستحلاليه لدماء الجنوبيين , واسالوا في ذلك الجهادي المصري السابق نبيل نعيم وشهادته عن تكليف علي عبد الله صالح للعائدين من افغانستان وبعد ان اقام وكرا لتنظيم القاعدة باليمن بنشر الخراب والدماء في الجنوب”.
واوضح ” ان تفجير منزل ياسين سعيد نعمان واغتيال سعيد صالح سالم وماجد مرشد , وحاوله اغتيال بكر العطاس ما هي الا الواجهة الاشهر لهذه الهجمات الاجرامية”. وعبر الهمشري عن احباط الجنوبيين من موقف النخبة الشمالية من قضية الجنوب بعد اندلاع ثورات الربيع العربي , وقال ” في بدء الثورة تفاءلت اصوات باحتمالات تعاطف ثوار الشمال معنا , لكن من اللحظة الاولى تأكدت ان المصالح ستحول دون ذلك , وقد تأكد كلامي بعد ان طرد الثوار خيمة الجنوبيين من ميدان الثورة “.
وختم الهمشري ” ان القضية الجنوبية يقف خلفها كل الشعب الجنوبي بلا مبالغة , وليست قضية قوى سياسية او مجموعات نخبوية كما يتصور كثيرون في الخارج , ولك ان تعلم ان بعض الفعاليات يشارك فيها اكثر من مليون جنوبي مع ان عدد سكاننا لا يزيد عن 4مليون كما ان كل القوة السياسية بلا استثناء تؤيدها وتدعمها ، وحتى من يقولون بالفدرالية يقصدون الفدرالية المزمنة ، كل القوى السياسية وكل الوان الطيف بلا استثناء ، اشتراكيون ، او القوميون ، و ليبراليون ، وايضا هيئة الافتاء والارشاد ، اى الهيئة الدينية الشرعية ، الجميع معها ، وقد دفع شعبنا 2000 شهيد و15 الف جريح و70 الف معتقل ثمنا ً لا إيمانهم بالقضية وكل ما يتمناه الجنوبيون ان يتفهم اشقائنا في البلدان العربية موقفنا ويدركوا انهم اى الجنوبيون وحدويون لا مع الشمال فقط ، بل مع كل الامه العربية ، شريطة الا تكون هذه الوحدة تعسفية وفوقية وان تعترف بخصوصية كل بلد ، والا تكون مناسبه للإقصاء والقمع والتهميش والنهب ، وان تبدأ بالتكامل الاقتصادي بين الدول العربية وتركز على بناء الانسان وتتم في اطار تدريجي كما حدث في الاتحادالاوربي .
حد من الوادي
03-05-2014, 04:49 PM
وهذا حمار...من بلادي؟!
05 - مارس - 2014 , الأربعاء 11:20 صباحا (GMT)
هي عباره وردت في كتاب الأستاذ/القدير .. المناضل الجسور.. الذي ناضل في حزبه حتى مات كمدا.. انه الأستاذ المرحوم/ طه سيف نعمان (رحمه الله).. ففي الصفحة (38) من كتابه الرائع والمفيد لكل حزبي .. وليس حزب معني .. فهو كتاب عنوانه" قصة حزب البعث في اليمن.. نقد التجربة"... حيث قال "انتقلنا من فلسفة (زوربا اليوناني) الى قضية الدين.. واهم ما فيه .. هو ان الله الخالق الأعظم لا يحتاج الى دليل لإثبات وجوده .. وان الذين يطلبون الدليل والإثبات ليؤمنوا بوجود الواحد الاحد انما هم يخضعون لقواعد الجدل والفلسفة ، وانه لا حاجه الى مثل ايمانهم على هذه الشاكلة؟!.
(وقصة فلسفة زوربا) سنأتي على ذكرها لاحقا مع المثل الذي يثبت به صلة الانسان بالأرض كصلة الثعبان بالأرض ) ؟!.. والكتاب بكل صراحه ليس تقليلاً في تاريخ هذا الحزب الذي جعلوه في نظرنا نحن شباب حركة القوميين العرب ثم الجبهة القومية .. فالحزب الاشتراكي .. بأن حزب البعث (حزب دموي) ولم ندري اننا اكثر دموية منهم؟!.. والدليل بسيط جداً... فعندما انتقدت ثلاثة أحزاب لهم حضور ميداني لا يضاهي في الجنوب وعدن بالذات.. وهي الحزب الاشتراكي.. والإصلاح.. والمؤتمر .. وفي مقدمتهم وعلى رأسهم الأفندم /علي عبدالله صالح .. أقاموا الدنيا وأقعدوها ضدي.. لمجرد انني كتبت في الصحيفة الحرة والشجاعة (الأيام) مقال بعنوان (الشارع يتكلم) .. والمقصود بهذا المقال انتفاضة الشارع في عدن يوم 7/7/2007م .. وقلت ان هذه الثورة – في ذلك اليوم العظيم 7/7/2007م – كانت مفاجأة لحزب الإصلاح والاشتراكي والمؤتمر وعلى رأسهم وفي مقدمتهم الأفندم /علي عبدالله صالح.. ودخلنا في جدل طويل لا داعي لذكر (الدوشة) التي أحدثها ذلك المقال .. فالمهم انهم جميعاً ( جدموا لي كرش) وكل واحد أخذ من حياتي وحياة اسرتي (وصله .. لا رحمهم الله) .. ومع ذلك قلت لهم (نحن .. أقصد كل الشرفاء.. مثل الكبة أبو جلدين.. كلما ضربتوها في الأرض تطلع الى أعلى مدى في سماوات المولى عز وجل)!!.
كتاب الأستاذ/طه سيف .. لا أستطيع القول عنه أكثر من أنه علاج لكل حزبي ناضل بشرف .. وظلم من قبل حزبه قبل السلطات الجائرة في الشمال والجنوب.. حتى يومنا هذا.. يا ويل.. ويل ابو من يقول كلمه في حق هذه الأحزاب ومعها السلطة.. أو السلطة المتعاقبة على الجنوب والشمال؟!.. فمثلما واجه الأستاذ/ طه( رحمه الله ) الوان العذاب في سجون السلطة في الشمال هو ورفاقه من شرفاء حزب البعث من يوم اعتقاله في الخامس عشر من شهر اكتوبر عام 1978م وهو يعاني الأمرين من سجون السلطة ومن مجافاة الرفاق في الحزب .. وهي سمة كل الأحزاب اليمنية في معاملاتها وتعاملاتها مع أعضاء حزبهم الشرفاء؟!... حيث أشار في صفحة الكتاب رقم (25) بقوله (لنفسه) عند التحقيق ( وقفز الى ذهني سريعا وقوف (الزعيم) في ذلك الزقاق حين تم اعتقالي ) .. والزعيم (حينها) احد قادة الخلية الحزبية البعثية؟!.
فعندما وجه المحقق التهمه للأستاذ/ طه بأنه أحد عناصر الانقلاب الذي خطط له الحزب الناصري ضد السلطة حينها .. ضحك الأستاذ/ طه وقال كيف يتهمني المحقق بأنني المرشح لوزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب الذي يزعمون بأن (الناصري) كان خلف ووراء الانقلاب.. فقال " الانقلاب ناصري .. والاعتقال للبعثيين.. ومعهم شاب استرالي .. تهمته جاسوس إسرائيلي .. ولهذا الاسترالي شأن وحديث طويل مع الأستاذ/ طه خلال فترة اعتقاله وحبس الشاب الأسترالي الذي اسمه (أيان واطسن) ؟!.. وأجمل ما رواه الاستاذ/ طه (رحمه الله) في النقاش الفلسفي الذي كان يدور بينه وبين الشاب الاسترالي/ أيان وبالذات قصة الايمان والتعظيم الذي يحمله بعض الأفارقة السود للثعبان من منطلق فلسفي بأن الثعبان متصل بالأرض اتصالاً كاملاً بكل جسمه .. ولذا استحق نوعا من التعظيم ... وتلك هي الجزء الأكثر أهميه لدى (زوربا اليوناني) الذي يؤمن بأن الكائن الحي - الإنسان .. لابد ان تكون صلته بالأرض كلية وشامله كصله ذلك الثعبان؟!.. ولان اسلوب الأستاذ/ طه (رحمه الله) في كتابه لا يخلو من المرح وخفة الدم .. فقد قال ( بينه وبين نفسه طبعا).. " هل لا يعلم هؤلاء الأفارقة ان عندنا اشكال من (السحالي) ملتصقه بالأرض كالثعابين .. وهي الوزق .. والبرم – جمع برمه – او جدة البينيان اللي تنافس الثعابين في التصاقها بالأرض"؟!..
أما قصة الحمار الذي التقى به (محسن الجبري) الذي قيلت فيه أحلي نكته سمعها الأستاذ/ طه (رحمه الله) في المعتقل .. وهي أن (محسن الجبري ) كان يقدم برنامج ( صورة من بلادي ).. فعند لقائه بالأشخاص .. يسأل المواطن.. ما أسمك يا أخ؟! وهكذا تعود .. فكانت النكتة انه صعد جبلاً في منطقة يزورها .. فرأي حماراً فقال .." وهذا حمار من بلادي طالع النقيل .. ما أسمك يا أخ"؟!.. وقد ذكر الاستاذ/ طه هذه النكتة في الصفحة (38) بقوله " محسن الجبري هو لطيف المجلس خفيف الظل كان يحضر مجلس القات في الرواق .. المعتقل؟!
فمن شغفي بهذا الكتاب ومعرفتي بالأستاذ/ طه (رحمه الله) في تلك الجلسات الممتعة قبل وفاته (رحمه الله) قمت كعادتي أكتب مداخله حول هذا الكتاب الرائع .. لكن من سوء طالعي انني سلمتها لبعض قيادات الاحزاب في عدن استأذنهم في تعميمها .. فغضبوا غضباً شديداً مثلما غضب مني أحد قادة حزب البعث الذي يحتل مقعد في الحكومة اليمنية (حالياً ) عندما جمعتني به الصدفة بعد وفاة الأستاذ/طه وسألته سؤالاً بريئا .. عن كتاب الأستاذ/ طه .. فكشر .. ونظر الي نظرة ( مش مليحه) لحسن الحظ اننا في زمن لم يعد لدى تلك الأحزاب السم القاتل .. لان تراكم الاحداث في الشمال والجنوب كشفت حقيقة الاحزاب اليمنية انها (كرتونيه) ولم يعد لها تلك الانياب أو كما قلناها ذات يوم بأن حالة احزابنا اليمنية هذه الأيام مثل حال (الأسد وبنت الحطاب ) .. فعندما تاهت بنت الحطاب (اليمن ) في الغابة (غابة السلطة وأحزاب المعارضة ) دخلت غار ونامت .. وعندما عاد الأسد الجائع الى عرينه ( الغار ) رأى بنت الحطاب التي عرفها الناس جميعاً بأنها أجمل الجميلات .. فصعب عليه افتراسها .. لكنه قال لابد لي من الزواج بها .. فأنتظر حتى قامت وفاجأها بقوله .. " هل تقبلين بي زوجاً .. أو سآكلك " .. والمعروف ان الفتاة ذكيه جداً .. فقالت له .." ما عندي مانع .. لكن كيف لي تقبيلك ولديك انياب .. روح اخلع أنيابك وتعال لكي أقبلك زوج .. فذهب الأسد الى الحداد وطلب منه خلع أنيابه.. فجأ الى الفتاه وقد أصبحت في دار والدها فرحاً .. وقال لها (هالقد أصبحت بلا أنياب ) .. فقالت له ولكنك لازلت بمخالبك .. فكيف لي أن احتضنك وانت بهذه المخالب .. عود للحداد لكي يخلصك من مخالبك .. فذهب الأسد من جديد للحداد .. وطلب منه تقليم مخالبه وأزالتها .. ثم عاد فرحا الى منزل الحطاب .. وقال للفتاة ( ها أنا أصبحت بلا أنياب ولا مخالب )؟!.. فقالت الفتاة لأبوها .. " الآن خذ عصاك .. وسوق لي هذا الأسد الغبي و(الأهبل) وأبعده من طريقي ؟!
أخيراً.. وليس بآخر .. قد تكون قصة بنت الحطاب ليست ذات علاقة بكتاب الأستاذ القدير / طه سيف نعمان (رحمه الله ) .. لكني اوردتها لأشرح قصة الأحزاب التي أصبحت هذه الأيام بدون مخالب ولا أنياب .. بس لازالت ( تباخش ) و ( بخوشها ) لا تضر أو (تعوّر) كما كانت عليه في السابق .. اما ( الأسد ) فأنني اتركه للقارئ الذكي والحليم .. فهو معروف .. وهو مثل الأحزاب .. تكسرت أنيابه ومخالبه .. لكنه لازال يزأر .. ويسبب إزعاج بصوته الذي لم يعد يملك سواه ؟!.. فرحم الله امواتنا من الرجال المناضلين بشرف ولا نامت أعين الجبناء الذين يستأثرون بما يخلفه كل مناضل شريف من كفاحه وشقاه وتعذيبه من السلطات ورفاق الدرب.. والحمار لازال في بلادي .. ولنا لقاء ؟!
جميع الحقوق محفوظة لموقع الملعب 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com
حد من الوادي
03-18-2014, 12:35 AM
عبدالله عبدالمجيد الأصنج
عبدالله عبدالمجيد الأصنج هو وزير الخارجية الأسبق، رئيس تكتل الجنوبيين المستقلين، من أبرز الوجوه السياسية المثيرة للجدل، اسس مع مناضلي الحركة العمالية والوطنية المؤتمر العماني بعدن وحزب الشعب ومن قبلها الجبهة الوطنية المتحدة، وحال استقراره في صنعاء بدعوة من المغفور لهم بإذن الله القاضي عبدالرحمن الارياني والمشير عبدالله السلال والفريق حسن العمري وبتشجيع من احمد النعمان ونجله محمد احمد النعمان والعميد محمد علي الاكوع والأخوة يحيى جمعان ومحمد انعم غالب واحمد عبده سعيد وعبدالغني مطهر والشيخ سنان أبو لحوم والشيخ نعمان بن راجح وحسين علي الحبيشي وعلي سيف الخولاني والدكتور محمد سعيد العطار والدكتور حسن مكي وعبدالله حمود حمدان واحمد دهمش، تولى الاصنج وزارات الخارجية والاقتصاد والمواصلات وبقرار رئاسي تولى الامانة العامة للاتحاد اليمني الجديد.
ترك صنعاء بعد محاكمة يصفها هو بالهزلية قضت بالتحفظ عليه في زنزانة بإدارة الامن الوطني وبعد عام نقل للإقامة الجبرية في بيته لعام اخر.
غادر صنعاء للعلاج في الولايات المتحدة ليستقر حال عودته في القاهرة حتى العام 1994م.
كان موضع رعاية من المغفور لهم بإذن الله الملك خالد بن عبدالعزيز والشيخ زايد بن سلطان والملك فهد بن عبدالعزيز والامراء سلطان ونايف وسلمان واحمد ابناء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ويعكف حاليا على اعداد مذكرات يتناول اهم المحطات السياسية الحاملة لأسرار ومفاجآت يمنية وعربية ودولية.
متزوج من السيدة نظيرة حسن اسماعيل خدابخش خان وله ولدان محمد ومازن وبنتان منال وميرفت، ويقيم حالياً في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية منذ العام 1994م.
اقرأ المزيد من عدن الغد
حد من الوادي
04-07-2014, 02:54 PM
أبرزها الثورة على الإمام ..." صحيفة الشرق الأوسط " تكشف أسباب العداء بين الإخوان والسعودية
الأحد 2014/04/06 الساعة 09:49:31
التغيير - خاص :
أفردت صحيفة " الشرق الأوسط " السعودية البارزة التي تصدر من مدينة لندن البريطانية ،ملفاً بعنون " الإخوان والسعودية ...القصة الكاملة ".
وقد بدأت الصحيفة في الحلقة الأولى والثانية بذكر كل شيء يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين من بداية تأسيسها ، كما ذكرت بعض الأسباب لعداء السعودية لجماعة الإخوان المسلمين . وهي المرة الاولى التي تكشف فيها الصحيفة حقيقة العداء بين الإخوان المسلمين والسعودية وخصوصاً أن الصحيفة سعودية .
ومن الأسباب التي ذكرتها صحيفة "الشرق الاوسط" في " الحلقة الأولى " من الملف بعض الأسباب التي أدت الى توتر العلاقات بين إخوان اليمن " حزب الإصلاح " والسعودية ومن تلك الأسباب التي ذكرتها أنه في عام 2009 وقفت جماعة الإخوان المسلميين مع جماعة الحوثيين في اليمن عند إعتدائها على الحدود السعودية بالقوة المسلحة وأصدرت بيانا ينحاز للحوثي ويتهجم على السعودية وينكر عليها حقها في الدفاع عن حدودها، في شواهد كثيرة ليس الغرض إحصاءها بل الإشارة إلى بعضها.
وذكرت الصحيفة أن حسن البناء " مؤسس جماعة الإخوان المسلمين " ،تآمر مع بعض آل الوزير في اليمن لخلع الإمام يحيى فيما بات يعرف بثورة 1948 .
ومن أهم أسباب توتر العلاقة بين الإخوان والسعودية التي ذكرتها الصحيفة في " الحلقة الثانية " من الملف هو الإختلاق حول اليمن 1948 .
وقالت الصحيفة " كانت ثورة اليمن 1948 بداية توتر العلاقة بين السعودية والإخوان المسلمين.
وعن دور الإخوان في هذه الثورة يذكر محمود عبد الحليم أن «فكرة إعداد الشعب اليمني للثورة قد نبتت في المركز العام». ويضيف: «عند تناول ثورة اليمن نجد أنفسنا أمام شخصيتين من غير اليمنيين كانا قطبي رحى هذه الثورة هما: الفضيل الورتلاني وعبد الحكيم عابدين». والورتلاني جزائري يعد أحد أخطر أتباع البنا وعابدين صهر البنا. ويضيف عبد الحليم فيذكر عن دعوة الإخوان أنه قد «صار للدعوة وجود في كل بلد عربي»، وأن «الإخوان يقيمون الدول ويسقطونها». أبدى الإخوان غضبهم من الملك عبد العزيز لوقوفه ضد هذه الثورة.
ويقول محمود عبد الحليم: «وبعد هذا التلكؤ قام الوفد (أي وفد الجامعة العربية) ولم يتوجه إلى اليمن مباشرة كما كان ينتظر، بل اتجه إلى السعودية ومكث في السعودية أياما تلقى نصائح العاهل السعودي الذي قد لا يسعده أن يقوم حكم في جارته المتاخمة له يضرب بنظام الوراثة والأسر المالكة عرض الحائط ويختار الأصلح غير عابئ بالأسرة التي ينتمي إليها». ويضيف عبد الحليم: «كان لهذه الثورة آثار على المستوى المصري وأخرى على المستوى العربي...
أما على المستوى المصري، فإنها ألقت في روع القائمين على الحكم في مصر أن هذه الثورة نذير لهم بين يدي عذاب شديد، فليلقوا بثقلهم أولا لإحباطها ثم ليعدوا العدة للقضاء على مدبريها وهم الإخوان المسلمون الذين بلغوا أشدهم حتى إنهم يقيمون الدول ويسقطونها. فوجد فاروق في مصر تجاوبا لأحاسيسه عند عبد العزيز آل سعود في السعودية، وقد قربت ما بينهما وأنستهما الخلافات التي كانت بينهما». "
واشارت الصحيفة بعض أسباب توتر العلاقات بشكل كبير في الفترة الأخيرة بين الإخوان والسعودية وخصوصاً في مصر وتونس واليمن فقد ذكرت أن في 2012 تهجم راشد الغنوشي في كلمة له في «معهد واشنطن» على السعودية ودول الخليج وقال: «الثورات تفرض على الملكيات العربية اتخاذ قرارات صعبة، فإما أن تعترف بأن وقت التغيير قد حان، أو أن الموجة لن تتوقف عند حدودها لمجرد أنها نظم ملكية. الجيل الشاب في السعودية لا يعتقد أنه أقل جدارة بالتغيير من رفاقه في تونس أو سوريا».
وذكرت الصحيفة أن العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عبر ، عن رؤية ثاقبة بمواقفه التاريخية المساندة للدولة المصرية والشعب المصري منذ إسقاط حكم الإخوان المسلمين وصولا للأمر الملكي الذي جرم جماعة الإخوان المسلمين وعدَّها إرهابية.
حد من الوادي
05-04-2014, 02:15 PM
اليمن نصف قرن من حكم القبيلة من 26 سبتمبر وحتى ثورة التغيير
في كتابات وآراء اضف تعليق
حضرموت الغد / محمد باعلوي
يقول أرسطو. أن اتفاق عدد من الأفراد للعيش معاً، بفعل الحاجات المشتركة، أو العادات المتشابهة، أو حتى الأصل الواحد، لا يكفي لأنشاء مجتمع مدني أو سياسي أي دولة. ولذا فان صفة الدولة لا يمكن أن تنطبق على المجتمعات البدائية كالعائلات الكبرى، والعشائر، والقبائل. فهذه قد تمثل حالات اجتماعية-سلطوية، وما نجده في اليمن وخاصة ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية ومنذ أمد بعيد كانت وما تزال إلى الآن تعتمد على حد كبير على القبيلة وعلى سطلة القبيلة وعلى الاسر الحاكمة وهذا الذي ما زال يشكك بصفة الدولة في اليمن فطالما هناك في المجتمع من لا يخضع للقانون فليس هناك دولة ومن يتغنى بشعار الدولة المدنية الحديثة هو نفسة لا يستطيع أن يطبقها طالما هناك قوة أكبر من قوة الدولة ، فوجود القبيلة تمثل حالات اجتماعية-سلطوية، إلا أنها لا يمكن أن تكون مجتمعات سياسية. فالدولة ليست مجرد تركيب بين الأفراد المرتبطين ببعضهم البعض والخاضعين لسلطة شخص واحد يحكمهم في ظروف خاصة، وإنما هي جسم منظم تجري فيه حياة واحدة تحكمها إرادة عامة. أي أنها مجتمع متحد في ظل قوانين، وفي حمى ومقدرة لسلطة عامة مكلفة بتنفيذ هذه القوانين وتمثل، بنظر كل فرد، المجتمع بأكمله.
ولكي نفهم وضع اليمن يجب أن ننظر في التركيبة القبلية حيث يتكون المجتمع اليمني من عدة قبائل تشكل طبقا للتقديرات من (80-85) % من عدد السكان وهناك قبائل كبرى تحكم السلطة في الشمال تعتبر كل واحدة منها الأم لمجموعة من القبائل الأخرى التي تتفرع منها وترتبط بها عضويا وهذه القبائل هي (بكيل – حاشد) ويوجد قبائل أخرى كبيرة لكن لا تشكل أي ثقل وليس لها أي تأثير ، أما قبائل الجنوب فليس لها مكان في السلطة قبل الوحده في وبعدها ويعود السبب لأن الجنوب في ظل الحكم الشمولي الاشتراكي قضى على هيمنة القبيلة بل ذهب إلى التنكيل بها أبشع تنكيل وما قام به من سحل وسجن واخفاء قصري هذا كان قبل الوحدة وبعد الوحدة تنفست القبائل الصعداء وبدأت تستعيد كيانها وتلملم شعثها وبينما هي كذلك إذ يدخل الشيطان الانسي أن صح التعبير ليبدأ الفتن بينها و إثارة النعرات بين قبائل الجنوب وتم اشغالهم ببعضهم ونظراً لما كانت عليه الحال في أيام الاشتراكي كانت القبائل أن صح التعبير تميل وتجنح إلى السلم في معظم الاوقات وأصبحت الآن تشكل تكتلات قبلية مثل حلف القبائل في حضرموت وفي شبوة والضالع وكل مناطق الجنوب لمجارات الوضع والوقوف الندي لقبائل الشمال وهذا ما أثبه حلف قبائل حضرموت الذي أجتمعت فيه جل قبائل حضرموت لتقول للدولة القبلية كفى قتل لابناء حضرموت وكفاء نهب لثروت حضرموت وكفى وكفى …الخ وكان مقتل القائد والزعيم سعد بن حبريش مقدم الحموم ورئيس حلف قبائل حضرموت هي القشة التي قسمت ظهر البعير لتقوم جل القبائل وتثور ضد الظلم والاضطهاد وهنا صالحت الدولة حلف قبائل حضرموت وعدلت لهم بـ 202 آلي و 22 سيارة و مليار ريال وهذه العدائل كلها لتنفيذ مخرجات وادي نحب ولترجع حضرموت ليد أبناءها ، بينما نرى في الشمال فحكم القبيلة هو الطاغي والمسيطر إلى الأن .
إن عدم وجود القوانين والسلطة القادرة على فرض هيبة هذه القوانين وتنفيذها ينفي صفة الدولة، بمعناها الحديث، عن المجتمع. فبغياب القانون يصبح الشخص الحاكم شيخ القبيلة سيداً مطلقاً، ويتحول الخاضعون له الى مجرد تابعين ينفذون الأوامر ولا يستطيع أحد منهم الخروج على شيخ القبيلة ولو كان يشغل منصب وزير وهذا ما نجدة في بعض المناطق الدولة تكاد تكون معدومة ويستبدل بها قوة القبيلة وقوة شخصية الشيخ وذهب بهم الحال إلى وجود سجون خاصة بهم ( سجن الشيخ ) وهذا يقودنا إلى إنتفاء السلطة القوية من الدولة لجعل القوانين تحترم من الجميع ويؤدي الى إلغاء معنى هذه القوانين، وإلى دفع المجتمع أكثر فاكثر نحو التفكك إلى قبائل متناحرة وشخصيات متصارعة. والقول بالسلطان أو السلطة لوحدها لا يعني القول بالدولة. وحتى بوجود قائد أو رئيس للدولة فإن السلطان والسلطة السياسية بقيت مسائل محكومة بقوة القبيلة ونفوذها .
ولناخذ نظرة على أكبر قبائل الشمال قبيلتا حاشد وبكيل فهما تقطنان منطقة همدان وهي مناطق في شمال اليمن، من صعار جنوبا إلى صعده ونجران شمالا، ومن الجوف وبرط شرقا إلى وشحة وحرض غربا .
وتقع قبيلة حاشد في الجهة الغربية من العاصمة صنعاء بينما تقع بكيل في الجهة الشرقية منها، وتتسم هذه القبائل بالحفاظ على العصبية القبلية والتي لعبت دورا في حالة عدم الاستقرار في اليمن وبناء دولة مدنية حديثة, ويرجع ذلك إلى عوامل جغرافية وعوامل دينية مثل إتباع المذهب الزيدي وعوامل مناطقية ، ماجعل تلك القبائل في حالة حرب مستمرة، ومحافظة على عصبتها القبلية كأحد دواعي خوض القتال، وبكون تلك القبائل محيطة بالعاصمة صنعاء, فقد أثرت على استقرار الدولة في نفس الوقت استأثرت بالسلطة أكثر من غيرها من المناطق الأخرى أي المناطق الوسطى ومنطقة تهامة ويتبع أهل هذه المناطق المذهب الشافعي لا يشكلون ثقل قبلي كما هم حاشد وبكيل ، وهذا التباين يشكل اليوم احد أهم عوامل عدم الاستقرار السياسي وهو ما يمنع من بناء الدولة المدنية الحديثة ، فجميع الرؤساء الذين حكموا اليمن ينتمون إلى المنطقة القبلية الأكثر تعصبا حاشد وبكيل حسبت الجدول التالي يبين الرؤساء الذين حكموا اليمن بعد ثورة 1962، وانتماءاتهم القبلية في الشمال أما الجنوب فله وضع أخر سوف أتناوله في مقالة أخرى .
حد من الوادي
07-30-2014, 01:43 PM
اليمن وثقافة التحالفات
7/23/2014 بدر محمد باسلمه
المكلا اليوم
لم تشهد أي دولة في التاريخ هذا التغير الكبير والسريع في تحالفات مراكز القوى والاحزاب وخلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز ثلاثة أعوام مثل ما هو حاصل في اليمن. حتى الاطراف الاقليمية والدولية اصبحت جزء من لعبة كراسي التحالفات, فهل الاطراف الاقليمية والدولية هي الاصل في توجيه لعبة كراسي التحالفات أم انها تحاول التكيف وفقا للمتغيرات في اليمن من أجل ان لأتفقد مصالحها ؟ .... ولكن الشاهد أن الخاسر الاكبر في هذا المشهد هو امن واستقرار البلد .... والخسارة تكبر حتى الانهيار كلما استمرت لعبة كراسي التحالفات, فمن سيكون المنتصر عندئذ الى جانب تنظيم القاعدة ؟
ثقافة التحالفات هي ثقافة متجذره في فكر شمال الشمال من اليمن, بين حاشد وبكيل , حاشد والامامة , حاشد والجمهوريين , صالح والقبليين , القبليين ورجال الدين, صالح والحوثيين , صالح والقاعدة , الاصلاح والقاعدة .... لم تقم شمال اليمن في يوم على اساس الدولة او النظام بل كانت التحالفات الانية ولأهداف قبلية وفئوية دائما وحتى اليوم هي الوسيلة للحكم , بل ان التحالفات هي الحكم بعينه. الا تقوم الانظمة للدول الاخرى ايضا على تحالفات ؟ بلى , ولكن تحالفات مكونات سياسية لتحقيق أهداف وطنية محددة , تحالفات لبرامج سياسية مشتركة , بينما في اليمن التحالفات قائمة على مصالح فئوية وقبلية وعسكرية او طائفية لا تخدم الا شريحة صغيرة من المجتمع ولفترة محدودة.
تاريخ التحالفات في اليمن قديم جدا ولكن ما يهمنا هي تلك التحالفات التي اثرت ولازالت تؤثر على مجرى الاحداث الان في اليمن ....
تحالفات ما قبل ثورة سبتمبر 1962م
تشكلت دولة الائمة الزيدية من تحالف ذراعي القوة العسكرية القبلية من حاشد وبكيل ورائسها الائمة, حيث اعتمدت دولة الائمة على هذا التحاف القبلي في التوسع خارج حدود حاشد وبكيل الى المناطق الوسطى والساحلية نحو تعز وتهامة. وقد شهدت نهاية هذه المرحلة توجه الامام يحي الى تقليص نفوذ قبيلة حاشد لأطماعهم المكشوفة ال تولي زعامة الدولة.
ثورة سبتمبر 1962م وحتى فترة صالح
مع إدراك قبيلة حاشد الى توجه الامام لتقليص نفوذهم, انقلبت حاشد على الامام وناصرت الجمهوريين في حروبهم ضد النظام الملكي لفترة ثمان سنوات حتى توصل الطرفان الى تحالف جديد بالمناصفة في الحكم والاكتفاء بخروج السلال ومحمد البدر خارج البلاد . لم يستمر هذا التحالف بين مشايخ الجمهوريين ومشايخ الملكيين كثيرا حيث انقلبت حاشد على مشايخ الملكيين مع بداية فترة صالح والتحالف الكبير بين صالح ومحسن والشيخ عبدالله الاحمر وبهذا التحالف تم تدشين مرحلة جديدة من تحالف امبراطورية الاحمر.
رئاسة صالح وحتى بداية القرن الواحد والعشرين
تميزت هذه المرحلة بتحالف رئيس وتحالفات فرعية, التحالف الرئيسي الذي كان يقود ويمتص موارد البلد هو التحالف الثلاثي لا لحمر ( صالح , محسن , الشيخ عبدالله ) وبغرض عمل توازنات ومصالح لإدارة البلد قام صالح بصنع تحالفات فرعية مع احزاب , حزب المؤتمر الشعبي كمظلة لتحالفات مع قوى مختلفة, تحالف مع القوى الدينية والقبلية وتشكيل حزب الاصلاح لضرب الحزب الاشتراكي, التحالف مع القوى القبلية والعسكرية في حربه ضد الجنوب 1994م.
شهدت هذه المرحلة بداية تحالف بين اطراف التحالف الرئيسي وعناصر من تنظيم القاعدة , استغل صالح ومحسن ورقة مكافحة القاعدة للحصول على مزيد من الاموال من السعودية والدول الغربيةوفي طلب المزيد من المعوناتالعسكرية بداية القرن الواحد والعشرين وحتى 2011م
شهدت هذه المرحلة شرخ في التحالف الرئيسي الثلاثي الذي يقود البلد, وقد بدأ هذا الشرح في الاتساع تدريجيا وحتى سقوط هذا التحالف بحرب صنعاء 2011م بين صالح من جهة وعلي محسن وعيال الشيخ عبدالله من جهة أخرى لتنتهي بالمبادرة الخليجية التي جاءت اساسا لانهاء حالة الحرب بين قوى التحالف الثلاث ..
بعد حرب عام 1994م وانتصار صالح , انتهج خطا سياسيا واضحا بهدف الاستمرار في الحكم ثم توريثه لنجله من بعده. هذا التوجه افضى الى تصدعات كبيرة في جسد التحالف الرئيسي, حيث شهدت مسيرة التوريث تساقط حلفاء حقيقيين لصالح في نظام حكمه اما بالموت او الازاحة. لكن الامر اختلف فيما يخص بيت الشيخ عبدالله الاحمر, فأبناؤه لم يقبلوا بالانقلاب على تحالف السلطة ورفضوا اسقاط حقهم في السلطة والثروة وهم يرون انهم الاوصياء على عرش الجمهورية اليمنية وانهم من ينصبون حكامه فكيف يأتي صالح ويريد ان يسلبهم هذا الحق ؟؟؟
أدراكا من صالح لقوة ودهاء محسن عمل على اضعاف القوة العسكرية له بزجه في ستة حروب عبثية مع الحوثيين وفي الوقت ذاته العمل على تعزيز قدرات الحرس الجمهوري والامن المركزي والقوات الخاصة, وهو ما دفع بأطراف التحاف الاخرى لتعزيز قدراتهم العسكرية حوالي صنعاء وبالتحديد في عمران وتخزين السلاح في لواء 310, ولهذا فسقوط عمران لاحقا كان الخاسر الاكبر فيها هما محسن وعيال الشيخ.
فنفوذ علي محسن وابناء الشيخ عبدالله الاحمر بين القبائل ورجال الدين والعسكريين دفع بهم في هذه المرحلة الى خلق تحالفات جديدة مثل المشترك لمواجهة مشاريع وخطط صالح للتوريث ليس ضد المبدأ ولكن رفضا لانقلاب صالح على مبادئ التحالف فيما بينهم ومحاولته الاستحواذ على السلطة والثروة فتطورت المواجهات بينهم لتفضي الى حرب صنعاء 2011م ولتنتهي بالمبادرة الخليجية التي جاءت اساسا لإنهاء حالة الحرب بين قوى التحالف الثلاث ..
المبادرة الخليجية وحتى نهاية مؤتمر الحوار
لم ولن يقبل صالح تخليه عن السلطة وانه لم يعد رئيسا لليمن ولن يقبل بانتصار أعداءه ( حلفاءه سابقا ) وتربعهم وتحكمهم بسلطة البلد... ولم يدخر كل الوسائل لتعقيد فترة حكم هادي واقلاق الامن والاستقرار فيها.. وامام هذا الواقع ومعرفة هادي بالقوة الحقيقية لصالح الجيش وبين القبائل خلق تحالف مع علي محسن والاصلاح بهدف اضعاف صالح... وهي مرحلة شهدت سيطرة اصلاحية على قرارات هادي مما دفع بالكثيرين للتساؤل فيما اذا كان هادي قد ارتمى في احضان الاصلاح كلية ؟؟؟الاصلاح رفض توسعة الحكومة بإدخال الحوثيين والحراك بموجب المخرجات وإقرارها وتعميدها من قبل المجتمع الدولي وكان يريد ان يتفرد بصنع والسيطرة على اليمن الاتحادي... ويبدو ان هادي لعب خلال الفترة على إدارة التوازنات بين أطراف التحالف الرئيسي ومحاولة تجنيب الدخول المباشر كطرف في هذه الصراعات وتجنيب الجيش الرسمي من المشاركة في أي حروب تنشأ بين أطراف النزاع او استغلاله من طرف الاخوان في تصفية حساباتهم مع أطراف أخرى,تماما كما فعلوا في العام 1994م حين تحالفوا مع صالح ضد الحزب الاشتراكي.
وأمام نشوة انتصار الاصلاح ومحسن وعيال الشيخ واعتقادهمبالأهمية المطلقة للدور الامريكي والقطري في المنطقة, انقلبوا على تحالفهم الاستراتيجي مع المملكة السعودية وشنوا هجوما شديدا على المملكة والاسرة الحاكمة معتقدين ان الربيع العربي ( الامريكي ) لا محالة قادم الى السعودية وانها مسالة وقت لأغير ... فبدلا عن السعودية عملوا على نسج تحالفات جديدة مع الدول الداعمة للإخوان, قطر ومصر وتركيا...
وبهدوء وخارج الاضواء مستغلين رفض الاصلاح لمشاركتهم في تشكيل الحكومة, بدأ الحوثيون في ترتيب قدراتهم وامكانياتهم في السيطرة اولا على صعدة ثم التحرك ببطيء لبقية المحافظات المجاورة دون اشعار الاطراف المتصارعة بحجم وخطورة مخططاتهم.
سقوط الاخوان في مصر وحتى سقوط عمران
شكل سقوط اخوان المسلمين واستيلاء الجيش في مصر على الحكم ضربة قوية للتيارات والاحزاب الدينية( الاخوانية ) في العالم العربي, امتد تأثير هذا الزلزال الى اليمن ليتأثر به بشكل واضح الاخوان والاحزاب الدينية الاخرى وكان تأثيره واضحا وقويا على حزب الاصلاح في استمرار ضعفه داخليا وخارجيا وعلاقته بالرئيس هادي وحتى سقوط عمران.
سقوط الاخوان في مصر والموقف السعودي والاماراتي الرسمي الداعم للسيسي, وموقف الدولتين المعلن ضد تيارت الاخوان في العالم العربي شكل نقطة تحول في مكانة وقوة حزب الاصلاح في اليمن وهو ما دفع بالرئيس هادي الى الخروج ببطيء من التحالف مع اخوان اليمن حفاظا على مصالح اليمن مع الدول المجاورة.... صالح المتربص وجدها افضل فرصة للنيل من أعداءه عبر التنسيق لتحالفات اقليمية لضرب اخوان اليمن وقياداته كما وجدها الفرصة الذهبية لعمل تحالف مع الحوثيين للنيل من الغريم المشترك بينهم علي محسن وعيال الشيخ عبدالله الاحمر, فكانت الانتصارات المتتالية للحوثيين ضد مسلحي حزب الاصلاح والقبائل الموالية لعيال الشيخ عبدالله الاحمر وحتى الانكسار الكبير في سقوط محافظة عمران وعاصمتها وسقوط اللواء 310 مدرع الذي كان يعتبر القوة الاحتياطية الاستراتيجية الضاربة للإخوان ولعلي محسن .
ما بعد سقوط عمران ؟؟
واقع وتحالفات ما بعد سقوط عمران من المؤكد انها ستكون مختلفة لان حيثيات الواقع وتوازنات القوى تغيرت تماما :
•اصبح الحوثيون المجموعة الاقوى في اليمن وبذلك فرضت ايرا نفسها بدور قوي في اليمن مستقبلا, اما ان يتم التعايش معها بشكل او يأخر مع الجارة السعودية او خلق تحالفات قديمة وجديدة لمواجهة الحوثيين وبالتالي جولة جديدة من الحروب الداخلية, كما ان زيادة نفوذ الحوثيين يجعلهم في موقع القوة للمطالبة بمنفذ بحري على البحر الاحمر ..ميناء ميدي.
•من الواضح ان ليس هناك على الاقل اعتراض من الجانب الامريكي على التمدد الحوثي في اليمن, فلم يشكل الحوثيين ولا الايرانيين أي تهديد للمصالح الامريكية بل ان التيارات الشيعية تقف بموقف عداء واضح ضد التيارات السلفية الجهادية والقاعدة, فمن الممكن ان يكون الحوثيين الوسيلة المناسبة لأمريكا في مواجهة مخاطر توسع تنظيم القاعدة في اليمن.
•تتفق مصالح صالح ومحسن وعيال الشيخ في هذه المرحلة بضرورة زج الجيش في اتون حرب مع الحوثيون وكل منهم له اهداف الخاصة, صالح يرى ان ورقة الحوثيين قد استخدمها في ضرب أعداءه حتى النخاع واصبحوا الان اقوياء ويجب اضعافهم حتى يبقى هو الاقوى في الساحة فلا يمكن ان يطمئن الى عدم الانقلاب على تحالفه معهم , بينما محسن وعيال الشيخ لا يجدون من وسيلة لاستعادة كرامتهم وهزيمة الحوثيين الا بإحدى البديلين , اما دخول الجيش في الصراع الدائر واضعاف الحوثيين او في الحالة الاخرى السعي لإعادة بناء التحالف من جديد مع صالح.... ومن الواضح ان مساعي الاخوان وصالح قد فشلت في جر الجيش الى معارك مع الحوثيين في عمران او الجوف وهي الخطة التي انتبه اليها هادي لإضعافه, ولم يتبقى مع الاخوان وصالح الا إعادة تحالف الدمار بين صالح ومحسن وعيال الشيخ وخاصة مع تخوف السعودية لتنامي قوة الحوثيين ومن وراءها ايران في اليمن وحاجتها الى تحالف قوي يوقف المد الشيعي , ولكن هذه المرة اذا كان هناك امكانية وحاجة لإعادة انتاج التحالف الدموي الرئيسي فانه سيتم بقواعد وشروط يفرضها الاقوى وهو صالح.
الموقف السعودي الصعب في رفضه للتواجد الشيعي الايراني القوي في خاصرته الجنوبية, هل يدفع به الى إعادة خلق التحالف الرئيسي في اليمن بما فيهم اخوان المسلمين ؟ ولكن هل يقبل صالح إعادة احياء التحالف القديم الرئيسي مع الاخوان او يمكن عمل ذلك بدون الاخوان ؟ واذا جرى العمل على بناء هذا التحالف, ما الذي انجزته الثورة الشبابية حتى الان ؟ وما هو مصير مخرجات مؤتمر الحوار والدستور الاتحادي القادم ؟اليست القضية الجنوبية ومخرجات الحوار وهادي هم اكثر الخاسرين في هذه الصفقة ؟
اذا لم يم توحيد الصفوف وعمل تحالفات واسعة حزبية وشعبية ضد مشاريع إعادة انتاج مراكز قوى التحالف الرئيسي, فان اليمن ستشهد فترة اخرى اكثر دموية من الاضطرابات والحروب.
حد من الوادي
08-17-2014, 02:25 PM
عمران تجّبُ ما قبلها .. الزلزال العظيم
الأحد 17 أغسطس 2014 02:06 مساءً
حياة عدن
بقلم / سالم عمر مسهور
مقدمة
ما حدث في الثامن من يوليو 2014م بعمران اليمنية هو زلزال بقوة عشر ة على مقياس ريختر
المصالحة .. والمصافحة .. وكل ما جاء وسيجيء بعد اسقاط الحوثي لمحافظة عمران لن يكون غير هزات ارتدادية للزلزال العظيم الذي وقع على بعد عين واحدة من الرئيس والشعب والإقليم والمبعوث الأممي ومن وراءه مجلس الأمن الدولي ..
1962م
يبدو التوقيت الحاضر هو الأكثر لحظية لفهم واستيعاب ما حدث في العام 1962م عندما وقع في اليمن ما أطلق عليه بالثورة السبتمبرية إلا أن تجريدها من لفظ "الثورة" هو الأجدر سرداً ورواية للتاريخ السياسي اليمني ، فما وقع في اليمن لم يكن سوى ( انقلاب داخل البيت الزيدي ) تحالفت فيه أجزاء قبلية من ذات المذهب الزيدي لتسقط حكم الإمامة في آخر الدول اليمنية الحاكمة وهي المملكة المتوكلية اليمنية والتي حكمت من العام 1918م ..
في فترة النهوض القومي منتصف القرن العشرين الماضي كان مسوغ الصعود إلى السلطة لابد وأن يكون عبر الطرف العسكري لذا خرج ما أطلق عليه "الضباط الأحرار" في اليمن اسوة بغيرهم في العالم العربي ، وكان لموقف قبيلة حاشد دورها الذي تجلى بقيادة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في إنجاز الانقلاب على الحكم ، وعمل بيت الأحمر دور الحامي لهذا الانقلاب بل لبس لباس الوطنيين بعد أن كان صاحب التأثير الفارق في حصار السبعين الذي عرفته العاصمة صنعاء ..
لم تكن أسرة آل الأحمر وهي تتشارك في حكم الجمهورية العربية اليمنية بعيدةً عن الشراكة الكاملة في الدولة فهي جزء لا يتجزأ منها ، وسيتبين لاحقاً أن انتزاع سلطة الرئيس السابق علي عبدالله صالح والذي ساهم فيه آل الأحمر هو انتزاع أو تهاوي للنظام الجمهوري اليمني والذي هو تأصيلاً انقلاب داخل البيت الزيدي الكبير والذي تصدع اليوم كما تصدع في 26 سبتمبر 1962م ..
زلزلت عمران ..
الحوثية كجماعة طائفية تنسب إلى مؤسسها الأول حسين بدر الدين الحوثي ، تقول بانتمائها إلى المذهب الزيدي الذي تُعد الإمامة السياسية ، أي الحكم ، من أهم أصوله العقائدية ، وتتفق الزيدية -نسبة إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - مع الاثني عشرية في الفكرة أي " الإمامة " وتختلف معها في التفاصيل ، أي الكيفية.
وتقول الزيدية إن الإمامة هي أصل من أصولها ، وهي قائمة في آل البيت ، من يطلقون عليهم زيدياً بـ" البطنيين " أي ذرية الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب ، وما تناسل من ذريتهم إلى قيام الساعة، شريطة خروج الإمام شاهراً سيفه مطالباً بالإمامة ، بينما تقول الاثني عشرية إن الإمامة محصورة باثني عشر إماماً ابتداء بالإمام علي بن أبي طالب ، وانتهاء بآخرهم محمد بن الحسن العسكري ، الذي يؤمنون بوجوده داخل سرداب في مدينة سامراء العراقية حتى اللحظة .
وبالتالي تُعدّ الزيدية -بفعل نظريتي " الإمامة " و" البطنيين "، اللتين جاء بهما الإمام الهادي يحيي بن الحسين، ولا وجود لهما في تراث الإمام زيد بن علي، ولم يقل بهما أحدٌ من تلامذته وأتباعه - بمثابة نظرية سياسية في الحكم ، أقرب من كونها مذهباً فقهياً كغيره من المذاهب، ولذا لم يُعد المذهب زيدياً إلا بانتسابه للإمام زيد اسماً فقط ، فيما هو نظرية سياسية خالصة سميت بـ"الهادوية"، رغم توصيفها من قبل من جاء بعد ذلك بأنها زيدية الأصول هادوية الفروع .
وعلى هذا الكم من التراث السياسي تقف الحركة الحوثية اليوم وتستند عليه في ادعائها للحكم والسلطان ، مضافا إليه البعد الطائفي الممتد شبحه من بغداد ودمشق وبيروت حتى صعدة ، بفعل ديناميكية التسيس الإيرانية لمسألة " التشيع "، التي ميز بين نمطين منها المفكر الإيراني الأبرز علي شريعتي في كتابه " التشيع العلوي والتشيع الصفوي " في دلالة منه للمعني السياسي للتشيع الصفوي .
إذن نحن أمام حالة واضحة صريحة المعالم تتداخل فيها القبيلة بالمذهبية بالطموحات السياسية بالتقاطعات الدولية والإقليمية ، هذه الحالة التي يخوض فيها اليمن غمار صراعه السياسي لا يمكن إهمالها من أن صعدة هي بؤرة الحركة الفكرية السياسية التي لا يمكننا أن نتجاوز الفعل الإمامي عندما تقوم على إنهاك المجتمع القبلي بضربه في حروب متواصلة حتى ينهك تماماً ويسلم أمره للحاكم .. الإمام ..
حكم العفريت .. والتقاليد والأعراف والموروثات
بعد 1962م شهدت اليمن اضطراباً عنيفاً بين الملكيين والجمهوريين ـ حسب التعريف الدارج ـ ولم يجد اليمنيين وسيلة غير أن يتلبس رجلين منهم روح الإمام ، فتحت عباءة الثورة السبتمبرية والجمهورية لم يجد كل من الرئيس علي عبدالله صالح وعبدالله بن حسين الأحمر غير أن يتشكلا معاً في هيئة تتماهى مع روح الإمام الحاكم وتحويل اليمن إلى إمامية في باطنها وجمهورية في ظاهرها ..
العلاقة بين الرجلين لا يمكن إخراجها من مضمونها وسياقها في الحكم وهو ما لم تتفهمه الأجيال الآتية بل لم يستطع حتى علي عبدالله صالح مسايرته بعد وفاة الشيخ عبدالله الأحمر ، وهذا يفسر التشنجات الداخلية في رأس السلطة ونزاعاتها التي لم تكن ظاهرة في فترة تبادل الرجلين معركتهما في الحكم والسلطة بروح الإمامة ..
في هذا لا يمكن أيضاً تجاهل الموروثات والتقاليد اليمنية السياسية التي تقول بان اليمن في كل أزماته السياسية لابد له أن يلجأ إلى الخارج فكما حدث في توافق السعودية ومصر عام 1967م بفك حصار السبعين عاد التدخل الخارجي في العام 1994م مع توقيع ( وثيقة العهد والاتفاق ) بالعاصمة الأردنية عمّان ، وأطل من جديد في 2011م مع المبادرة الخليجية ..
والتقاليد اليمنية هي التي تفرض في ديمومتها التصفية السياسية للرموز السياسية كما حدث مع الغشمي وسالمين والحمدي وحتى علي عبدالله صالح الذي نجى من عملية الاغتيال في جامع النهدين ، غير أن التقاليد والأعراف السياسية تقول أن التصفية السياسية هي جزء من العملية الكاملة في السياسة اليمنية والتي لطالما استعانت بالعرف القبلي لإيجاد مسوغات القتل ومسوغات الصلح أيضاً ..
الجمهورية الإسلامية الزيدية
يستطيع اليمن أن يخوض عقوداً طويلة في معركة الإنهاك للقبيلة والسياسة ، هذا جزء من تركيبة اليمن القديم ، ويستطيع اليمن التعايش مع متطلبات العصر السياسي العالمي الذي يقول أن اليمن هو جزء من أجزاء عملية تسوية تجري في جنيف بين طهران وواشنطن على وجه الخصوص وأن كثير التفصيلات لا تعني شيئاً بمقدار أن ايران التي قررت بعد نهاية مؤتمر الحوار اليمني في موفنبيك إسقاط المبادرة الخليجية بالتحرك الميداني على الأرض ، وإذا كان العالم العربي والشرق الأوسط كاملاً خاضعاً بين الممانعة والاعتدال كمفهوم اصطلاحي فأننا أمام مشهد صريح تتحالف فيه طهران بعواصم العراق وسوريا ولبنان وتصطف إلى جوارهم غزة وصعدة ..
وإذا كان الشرق الأوسط محبوس في غرف التفاوض الإيرانية الأمريكية فان الحقيقة الأكثر جلاءاً تتمثل في أن الشرق الأوسط هو عبارة عن احجار شطرنج على طاولة في جنيف تحركها الأصابع الإيرانية والأمريكية ولكل حساباته في إسقاط الآخر أو على الأقل تجريده من الانتصار الكامل في معركة طويلة الأمد ..
وكل ما سيلي بعد زلزال عمران الكبير من مصطلحات تأتي في سياق المصالحة والمصافحة والسجادة الرئاسية والاصطفاف الوطني إنما هو ارتدادات متوالية للزلزال ، لأن ما حدث هو أن واقع جديد يفرض الآن على اليمن يحتمل استحقاق يماثله ويتوازى معه شكلاً وموضوعاً فالمبادرة الخليجية بما فيها آليتها التنفيذية والقرارات الأممية معها لا تشكل مضموناً لواقع اليمن الجديد والذي على الأطراف كلها أن تتفاعل معه بواقعية اللحظة والفرصة المواتية والتي تحتم إما التحالف مع الجمهورية الزيدية في الشمال أو الدخول في مواجهتها تحت الذريعة الطائفية التي تسيل لها لعاب اللاعب الإيراني في جنيف وليس في غيرها ..
قبل الختام
إكراماً للتاريخ .. واحتراماً للقارىء الكريم نورد هذه الواقعة الكاملة :
في عام 1991 زار وفد برئاسة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر صعدة لافتتاح أول مقر لحزب الإصلاح فيها ، وخلال لقاء جمع الوفد برموز وأعيان صعدة وقف الشيخ علي الصربي متحدثاً بشكل جريء حول المجتمع في صعدة. قال الصربي للأحمر : شيخ عبد الله ماذا تريد منا أنت وعلي صالح ، صعدة بيد بني هاشم في كل المؤسسات المالية والإدارية ، وحتى الزكاة متروكة لأسرتين , ثلث لأسرة الحوثي والثلثين الآخرين لأسرة المؤيدي .
حد من الوادي
08-18-2014, 05:02 PM
هل بدأ مسلسل سقوط صنعاء مع تجدد التصعيد الأمني ودعوات اسقاط الحكومة؟
عدن المنارة / متابعات :
قال موقع “عربي 21″ الاخباري أن العاصمة اليمنية صنعاء تشهد تصعيدا متجددا، عقب إعلان جماعة الحوثي لاعتصامات مسلحة في عدد من المناطق، ومنها محافظة عمران المتاخمة لها، يقابلها انتشار أمني وعسكري، وسط تصاعد تحركات مجاميع مكثفة من أتباع الحوثيين وسط العاصمة، للاستجابة لدعوة قيادة من جماعة الحوثي للمشاركة في الاعتصامات، ما جعل بعض المراقبين يفسرون هذا الإعلان أنه “خطوة تحضيرية لإسقاط العاصمة السياسية لليمن”.
.
وبالتزامن مع وصول مبعوث الأمم المتحدة إلى صنعاء جمال بنعمر لإعداد تقرير إلى مجلس الأمن، تسود العاصمة اليمنية حالة من الترقب والحذر، وسط انتشار أمني مكثف، بعد تهديد قيادة حوثية مؤخرا باللجوء إلى خيارات أخرى لإسقاط قرار الحكومة برفع الدعم عن المشتقات النفطية، قوبل باهتمام بالغ من قبل السلطات الأمنية المسؤولة عن حماية العاصمة صنعاء.
.
وأكد الناطق الرسمي لجماعة الحوثي محمد عبد السلام عن تدشين اعتصامات مفتوحة في كل من صعدة وعمران وذمار والجوف، بدءاً من يوم الجمعة الماضي، احتجاجا على فرض الحكومة زيادات طارئة على أسعار المشتقات النفطية، مشددا على أن هذه الاعتصامات من قبل الحوثيين تعتبر خطوة تسبق ما أسماه بــ”الخيار الأخير” الذي لم يحدده في حال رفض الحكومة التراجع عن قرار رفع الدعم عن الوقود.
.
ومن الواضح أن اليمن تدخل مرحلة جديدة وخطيرة، وسط انتقادات لسياسات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في تقديم حلول للكثير من الملفات، لا سيما للمعارك التي تجري على تخوم العاصمة.
.
وقال عضو مؤتمر الحوار الوطني سلطان الرداعي، إن “غالبية الشعب اليمني يقف ضد رفع الدعم عن المشتقات النفطية من قبل الحكومة، إلا أنه وصف إعلان الحوثيين الاعتصام رفضا لقرار رفع الدعم، بأنه مريب، وهذا ما كشفته تحركاتهم الأخيرة الهادفة لاستغلال مأساة وآلام الشعب في تحقيق مكاسب لمشروع تمردهم الخطير الذي جعل حلفاءهم من جبهة إنقاذ الثورة يقومون بالتخلي عنهم، لقناعتهم بعدم صدق الأول في مواقفه”.
.
وتشكلت جبهة ما تسمى بـ”إنقاذ الثورة” من قبل ناشطين وأحزاب سياسية ناشئة، ورفعت مطالب استعادة الثورة بعد أن سرقتها، حسب أدبياتها، أحزاب اللقاء المشترك.
.
واعتبر الرداعي في حديث لــ”عربي 21″ إعلان جماعة الحوثي لخيارات مفتوحة، في حال رفضت الحكومة التراجع عن قرار رفع الدعم عن المشتقات، لا شك أنه تلويح بخيارات العنف والإجرام والقتل، على حد وصفه.
.
ودعا الحوثيين إلى الكف عن الكذب والتباكي على الشعب الذي لا يحتاج لدموع التماسيح؛ فمن قتل وشرد الآلاف من اليمنيين، في إشارة إلى حروب الحوثيين السابقة في صعدة وعمران، لا ينبغي أن يتحدث عن معاناة المواطن اليمني، ومضى قائلا: “كاذب من قال إن للثعلب دينا”.
.
من جهته قال الإعلامي والناشط الحقوقي اليمني سليم السعداني، إن “إعلان الحوثي الاعتصام بمثابة جس نبض سكان العاصمة حجم شعبيته فيها ومدى انجذاب الناس نحو مشروعه”.
.
ولفت إلى أن “قادة الحوثيين، مازالوا، حتى اللحظة يخشون من التسرع في تحريك الشارع بالعاصمة خوفاً من ردة فعل قد تضرب قاعدته الجماهيرية وتلحق الخسارة بهم”.
.
ويأتي هذا التصعيد من قبل الحوثيين بعد يومين من تهديد زعيمها عبدالملك الحوثي، في مقابلة صحفية باستخدام القوة ضد الدولة، في حال لم تستجب لمطالب إلغاء رفع الدعم عن المشتقات النفطية، في الوقت الذي كثف فيه الحوثيون تحركاتهم، خلال الأيام الماضية، لحشد مسلحين من أنصارهم في محيط العاصمة، وإنشاء مخيمات مسلحة على عدد من مداخل صنعاء، بحجة المطالبة بإسقاط الجرعة السعرية.
.
وفي سياق آخر وصل إلى صنعاء، أمس السبت، مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر والوفد المرافق له، في زيارته الـ32 كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن منذ نيسان/ إبريل 2011.
.
وكشف المبعوث الأممي في تصريحات لوكالة (سبأ) الرسمية أنه سيعد في ضوء نتائج لقاءاته خلال هذه الزيارة إحاطة لرفعها إلى مجلس الأمن الذي سيجتمع في الـ25 من آب/ أغسطس الجاري، للوقوف على الوضع في اليمن. وقال إن الأمم المتحدة ستقدم الدعم والخبرات اللازمة لمساندة جهود إنجاح عمل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
.
وتعليقا، على وصول المبعوث الأممي لليمن بنعمر، أكد الكاتب والباحث في مركز نشوان الحميري للدراسات رياض الأحمدي، أن “بنعمر منذ مجيئه إلى اليمن شرعن للجماعات المسلحة والانفصالية، وهو من أدخلها العملية السياسية دون أن يشترط عليها ترك السلاح”.
.
وأضاف لــ”عربي 21″ أن من يقرأ اللعبة الاستراتيجية يستبعد وقوع أي تغيّر في السياسات الدولية التي يمثلها بنعمر تجاه المجموعات المسلحة”، معتبرا أن مجيء بنعمر في هذا التوقيت، حيث المعارك على تخوم العاصمة، جاء لإكمال ما بدأ بإيصال البلاد إلى الصفر” على حد قوله.
.
وذكر أن “الحوثيين اقتحموا عمران (50 كم) شمال صنعاء، وقتلوا المئات، وأظهر بيان مجلس الأمن الأخير، تواطؤًا دوليا معهم، عندما طالب الجيش اليمني، بــ (الحياد)، وهو ما يعني فتح الطريق للحوثيين والحرب الأهلية والمذهبية التي بدأت ملامحها تلوح بالأفق”.
.
ولفت إلى أن “بنعمر سيحاول هذه المرة ككل مرة إظهار حرصه على خطة سلام، وهي ككل الاتفاقات والتفاهمات السابقة، التي حدثث خلال المرحلة الانتقالية، وانتهت لصالح الحوثيين”، بحسب تعبيره.
حد من الوادي
08-30-2014, 02:29 PM
الرئيس:اليمن يواجه اليوم تحديات مصيرية تستهدف وجوده وكيانه ومكتسباته التي تحققت
السبت 30 أغسطس-آب 2014 الساعة 02 مساءً / 26 سبتمبرنت:
حضر الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليوم اللقاء الوطني الموسع الذي عقد في الصالة الكبرى بالقصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء ومعه الإخوة رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ورئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة ونائبا رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر والمهندس عبدالله محسن الاكوع ومستشارو الرئيس.
وضم اللقاء أعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات السياسية والاجتماعية وعدد من المسئولين في الدولة والحكومة.
وفور وصول الأخ الرئيس عزفت الموسيقى السلام الجمهوري ثم بدأت فعاليات اللقاء بتلاوة آي من القران الكريم.
وألقى الأخ رئيس الجمهورية كلمة قال فيها" نجتمع اليوم في لحظة فاصلة من تاريخ اليمن وفي ظروف بالغة التعقيد تتطلب من كل القوى السياسية والعلماء والوجاهات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة أن تقف صفا واحدا للدفاع عن الوحدة والجمهورية والديمقراطية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني".
وأضاف " اليمن يواجه اليوم تحديات مصيرية تستهدف وجوده وكيانه ومكتسباته التي تحققت بفضل تضحيات أجيال من اليمنيين ".
وحيا الأخ رئيس الجمهورية الحشود اليمنية التي هبت في كل الساحات في مشاهد مهيبة لا يمكن إلا أن ننحني أمامها ونعاهدها بالحفاظ على الثوابت والمكتسبات الوطنية التي عبرت عنها وبذات القوة والإرادة التي أظهرتها.. مؤكداً أن تلك الحشود أثبتت أن الشعب اليمني هو الاحرص على السلًم والوفاق وعلى لغة الحوار رغم كل الصعوبات التي تحيط به .
وقال" لقد بنيت وثيقة مؤتمر الحوار على توافق غير مسبوق في التاريخ اليمني ، وهو توافق شهد له القاصي والداني".. داعياً جميع اليمنيين واليمنيات أن يكونوا قوى إيجابية للضغط باتجاه تنفيذ مخرجات الحوار الوطني .
وقال " تلك المخرجات هي ملك لكم ولكم وحدكم وهي طريقكم إلى الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية فامشوا في طريقكم ولا تقبلوا بأقل من تطلعاتكم ولاترضوا عمن يستغل مطالبكم المشروعة للوصول لأهدافه الخاصة أو لتنفيذ أجندة خارجية لاتمت لليمنيين ولا لمصالحهم بصلة ".
وتابع الأخ الرئيس " أكدت سابقا وأكرر اليوم بأنني حريص على كل مواطن من أقصى المهرة إلى أقصى صعدة ، وبأنني لن أسمح لأي عابث بأن يهدد أمن واستقرار اليمن ولا يحق لأي جماعة أن تكون وصية على هذا الشعب العظيم باستخدام ذرائع بالية ، كما لا يحق لها أن تتعهد للناس بشيء وجميعنا يعلم أنها تنقض كل اتفاق".
وأضاف" لقد وقف المجتمع الدولي بحزم أمام ما يجري في اليمن وعبر عن موقفه بهذا الشأن مرات عديدة، وكان آخر مواقفه البيان الرئاسي لمجلس الأمن بالأمس الذي نص بلغة واضحة لا تقبل التفسيرات على أن التصعيد الجاري من قبل البعض مرفوض وبأنه سيقابل بإجراءات صارمة".. مؤكداً أن كل ذلك يدل على أن اليمنيين والمجتمع الإقليمي والدولي الذي دعمنا طوال السنوات الماضية لن يقبلوا بفشل العملية السياسية نتيجة عبث البعض واستهتارهم بمصالح الشعب ومستقبله.
ودعا الأخ رئيس الجمهورية الأطراف التي تغرد خارج السرب أن تعيد حساباتها وتلتزم بما أجمع عليه اليمنيون وأن تعمل على تحقيق أهدافها وطموحاتها عبر الأطر السياسية والمؤسسية التي كفلها الدستور وعبرت عنه وثيقة الحوار الوطني بشكل لا لبس فيه.. مشيرا إلى أن الدولة مسئولة وضامنة لهذه الاتفاقيات وتحقيق الشراكة الوطنية روحا وفعلا .
وقال الأخ رئيس الجمهورية "مددنا يد السلم دوما وليس ضعفا منا ولكن حرصا على تجنيب البلاد ويلات حرب أهلية لا تبقي ولاتذر وإدراكا منا أن لغة العنف سوف تحرق الأخضر واليابس، بل وستبدد كل طاقاتنا التي يجب أن نسخرها الآن للتنمية والبناء ، كما ستحول البلاد لساحة احتراب لقوى خارجية لا يهمها اليمن ولا اليمنيين ".
وأضاف" إن قرار تصحيح أسعار المشتقات النفطية كان خيار الضرورة لتجنب انهيار البلد ، أقول هذا وأنا أدرك تماما معاناة الناس بعيدا عن المزايدات السياسية ، لذا وجهت بحزمة من الإصلاحات الاقتصادية ابتدأت بإجراءات تقشفية تستهدف مسئولي الدولة وشملت إجراءات لدعم القطاع الزراعي والسمكي ، بالإضافة لاعتماد مئات الآلاف من حالات الضمان الاجتماعي الجديدة ، كما وجهت بدراسة كل المقترحات والمبادرات التي قدمتها القوى الوطنية في هذا الشأن".
ولفت الأخ رئيس الجمهورية إلى أن الاجتماع الوطني الذي عقد قبل عشرة أيام وتم خلاله تحديد أسس وثوابت لكيفية معالجة هذه الأزمة من خلال تشكيل لجنة وطنية من كل القوى السياسية للذهاب إلى صعدة ، من منطلق الحرص والمسؤولية الوطنية والشفافية والتي ستقدم تقريرها إليكم في هذا الاجتماع لبيان الجهود التي بذلتها اللجنة لإيجاد حل يحقق مصلحة المواطن بالدرجة الأولى .
بعد ذلك تلى رئيس اللجنة الوطنية الرئاسية نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور احمد عبيد بن دغر بيان اللجنة.
وجرى بعد ذلك تقديم المقترحات على أن تستمر اللجنة في جهودها وإضافة لجنة اقتصادية لدراسة كل المقترحات المقدمة من بعض الأحزاب والقوى السياسية.
سبأ
حد من الوادي
09-07-2014, 03:50 PM
قال ان الحروب بكافة أشكالها تتوالد من رحم واحد.. كاتب عربي: منذ ثورة (سبتمبر 94م) أصبح اليمن ساحة للحروب ومخزنا للسلاح وبؤرة للتوتر الدائم
الأحد 07 سبتمبر 2014 03:35 مساءً
عمان(عدن الغد)خاص:
قال كاتب عربي انه " مهما اختلفت اسماء وعناوين الفئات المتصارعة، فإن الصراع اليمني اليمني، يظل واجهة للصراعات الإقليمية، ومظهراً من مظاهرها".. مؤكدا انه " عندما يتداعى الجوار لبحث ما يحدث في اليمن، فإنهم يبحثون في الواقع ما بينهم من مشكلات وخلافات، أو في أحسن الأحوال ضبط إيقاع الحريق هناك، حتى لا تصل ألسنة اللهيب اليمني إليهم".
وقال الكاتب العربي تاج الدين عبد الحق في مقالة نشرتها مواقع اخبارية عربية الاحد " كحال كل المصطلحات، والمفاهيم النظرية التي تعلمناها، وتوارثناها، وكانت عزاءً لنا في تجرع كأس المرارة جيلا بعد جيل".. موضحا " تعلمنا أن اليمن سعيد، وأن الحكمة يمانية، وأن صنعاء، مربط خيلنا، وإن طال السفر، وأنها أساس وجودنا القومي، مهما اختلفنا، و تباعدت بيننا الدروب، وتكاثرت بيننا الحروب".
وقال " تعلمنا أن اليمن منبت قبائلنا، التي لا تكتمل أصالتها، مهما بلغت من ثروة وجاه، إلا إذا عادت في تسلسلها، وانتهت إلى قحطان وعدنان".. مضيفا " تعلمنا أن مأرب عنوان الخصب، وأن مملكة سبأ حضارة نازعت الممالك العريقة في زمانها, لم يدر في خلدنا أن اليمنيين سيدركهم، بعد العوز والفقر، الظمأ و العطش، بمعناه الحرفي لا المجازي".
وقال " اكتشفنا بعد أن قربتنا الأحلام، أو بعد أن تقاسمنا الآلآم، أن المصطلحات، التي نقلناها عن اليمن، كانت تعبيرا عما يتمناه اليمنيون، وما يحلمون به، وليست تعبيرا عن الواقع, فاليمن ليس سعيدا، على الأقل منذ مطلع هذا القرن وحتى الآن. بل إن لتعاسته أسباباً جديدة كل ساعة، ومظاهر عديدة كل يوم".
وذكر الكاتب انه " منذ ثورة المشير عبد الله السلال في سبتمبر عام 1964، التي أطاحت بأسرة الإمام حميد الدين، أصبح اليمن السعيد، ساحة للحروب ومخزنا للسلاح، وبؤرة للتوتر الدائم".
وقال " اختبر كل أنواع الحروب وكل أشكال النزاع, وأصبح مع استمرار الصراعات والحروب ثاني أكبر شعب على مستوى العالم يقتني السلاح، ولا يسبقه في هذا إلا الولايات المتحدة".
وتابع الكاتب في مقالته " ظننا أن الثورة التي تحتفل بيوبيلها الذهبي، بعد أسابيع، ستكون بداية الانعتاق من حالة التخلف، لكنها بالتجربة والواقع، لم تفشل في تحقيق ما وعدت به فحسب، بل كانت شرارة لحروب ونزاعات لم تنته حتى الساعة".. مضيفا " فمن حروب إقليمية على أرضه استمرت سنوات، إلى انقلابات عسكرية متتالية، ثم حروب داخلية متواصلة، إلى خلافات ايدولوجية، أدخلت اليمن في منظومة الحرب الباردة، وجعلته خندقا متقدما من خنادقها".
وقال " بعد ذلك ظننا أن وحدة الشمال والجنوب، هي خشبة الخلاص، وبداية الاستقرار، لكن الحسابات الحزبية والحساسيات القبلية والمذهبية، أدخلت البلدين في حرب أخوية، حسمت عسكريا بعض الوقت، لكنها ظلت مستعرة سياسيا طوال الوقت".
وقال " ثروة النفط التي استبشرنا بها كطوق نجاة للاقتصاد اليمني المنهار، أضافت هما جديدا، فمن نزاع على اقتسام الثروة رغم محدوديتها، إلى فساد في طريقة انفاقها , تسونامي الإرهاب، الذي اجتاح مناطق عديدة في العالم، وجد له تربة خصبة في اليمن، أهّلته أن يكون مركزا متقدما للقاعدة، ومسرحا نشطا من مسارح عملياتها في العالم، ليتحول مع الوقت إلى مصدر للإمداد، وميدان للإعداد".
وقال " من باب أن لليمن قرص في كل عرس، وجد لنفسه مكانا في أعراس الحروب الطائفية والمذهبية التي تستعر في كل أنحاء العالم الإسلامي".. مشيرا الى ان " حروب اليمن بكافة أشكالها تتوالد من رحم واحد، رغم اختلاف الأسباب، وتباين الظروف , حروب ونزاعات استنزفت موارد اليمن وطاقاته البشرية والمادية ,
حروب اليمن ليس فيها تحالفات ثابتة، أو صداقات دائمة، حتى ضمن القبيلة الواحدة، والحزب الواحد".
وأكد ان " الحزب الحاكم بقيادة علي عبد الله صالح الذي حكم البلاد 30 سنة متواصلة، أبدل تحالفاته وغير جلده أكثر من مرة, انقسم على نفسه، قبل أن يتحالف مع خصمه, حزب الإصلاح، كان ظلا للحكم وحليفا له، قبل أن يصبح خصما سياسيا له، ويدخل في مواجهة دامية معه".
واضاف " بالمقابل، الخصوم يتحولون بقدرة قادر إلى حلفاء، دون أن يعرف أحد أسباب الخصام، ولا دوافع الوئام , قائمة من صدرت بحقهم أحكام إعدام في شمال الوطن، أوجنوبه، تتحول في يوم وليلة إلى رموز إنقاذ، تسترضى بالمناصب حينا، والمشورة أحيانا".
وأكد ان " مشاكل اليمن وأزماته ليست من صنعه دائما, لكن خلافات اليمنيين وفرت مناخا لحروب الآخرين، وتربة خصبة لصراعاتهم، التي لا تتوقف, ومهما اختلفت اسماء وعناوين الفئات المتصارعة، فإن الصراع اليمني اليمني، يظل واجهة للصراعات الإقليمية، ومظهراً من مظاهرها, وعندما يتداعى الجوار لبحث ما يحدث في اليمن، فإنهم يبحثون في الواقع ما بينهم من مشكلات وخلافات، أو في أحسن الأحوال ضبط إيقاع الحريق هناك، حتى لا تصل ألسنة اللهيب اليمني إليهم".
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
09-29-2014, 10:58 AM
هل يفعلها حقا السيد عبد الملك الحوثي
بقلم /الباحث : علي محمد السليماني:
هل يفعلها السيد عبد الملك الحوثي , نعم لنظام ملكي دستوري متطور في اليمن البلد الذي ظلت تفتك به الحروب والانقلابات وتعبث به الدويلات القبلية والعسكرية والدينية والتدخلات الخارجية , اليمن منذ الانقلاب العسكري الذي حدث بتدبير خارجي وادوات يمنية اْولا ثم تلتها تدخلات عربية ودولية منذ العام 1962م , وهذا الجرح النازف الذي مابرح كل ما اْندمل تم نكئه وتركه ينزف , حتى تم تصدير نسخته المشوهة الى الجنوب العربي في مشروع تم اْعداده للمنطقة برمتها وتم اسناد مهمة تنفيذه للجهوية اليمانية في الجمهورية العربية اليمنية وشقيقتها وجارتها الجنوب العربي ’ الذي اْخذ بحقه في التسمية الجهوية وغير هويته التاريخية الجنوب العربي اْو كما كانت تكتبها وتترجمها الكتاب باللغات اللاتينية التي تكتب من اليسار الى اليمين (العرب الجنوبيون soutarabia) كما جاءت في كتب المؤرخين الرومان والاغريق القدامى ..
لاشك إن تجربة نصف قرن من الزمان تعطي الحق لعقلاء اليمن والجنوب العربي إن يناقشوا الاْمر بعقلانية ويقفوا على الصواب والخطاْ وإن تتم معالجة كل تلك القضايا الشائكة التي وجد البلدين نفسيهما فيها والضحية الشعبين الشقيقين اليمني والجنوبي العربي.
إن الاْصرار على التمسك بالفشل والمجرب هو نوع من اْنواع السادية لدى بعض القادة السياسين الذي يغلبون مصالحهم الضيقة على حساب مصالح اْو طانهم وشعوبهم ..
ولنقولها بصدق وصراحة إن منجز ثورة 26 سبتمبر 1962م ولادتها لعملية صلاح الدين في 14اْكتوبر 1963م تلك الثورة التي قام بها ثوار الجنوب العربي دونما إن يعوا ابعادها الخطيرة عليهم وعلى وطنهم ومستقبله ومستقبل اْجياله , والتي تحولت من ثورة لتحرير الجنوب العربي المحتل الى ثورة ضده وغيرت هويته كما كان شرط الدعم والتدريب للجهاز العربي في تعز والنقطة الرابعة.
لاشك إن الرئيس الاستاذ علي سالم البيض والرئيس علي عبدالله صالح قد نفذا ما اْتفق عليه من سبقوهما في اتفاقيات الوحدة والتي كان في الغالب من يشارك في ابرامها شماليين يحكمون الجنوب باْسم الاْممية ويمننة الشطر الجنوبي من الوطن اليمني الواحد كما كانوا يصفون ..
و تم اعلان مشروع الوحدة في 22مايو 1990م كا ستحقاق لتلك الاتفاقيات وكنتيجة طبيعية ليمننة الجنوب العربي وكل ذلك حدث خارج ارادة شعب الجنوب تماما كما حدث انقلاب اليمن الشقيق خارج ارادة شعب اليمن
26/9/1962م وجر اليمن الى مربع بعيد عن محيطه كما إن نفس التيار الجارف سحب الجنوب العربي الى مربع تغيير الهوية كشرط لعملية صلاح الدين في 14/10/1963م باسم جنوب اليمن وهذا التصرف خارج عن المواثيق الدولية والشرعية الدولية..
إن الزمن يجود علينا بفرصة سانحة لتصحيح الاْخطاء والعودة الى جادة الصواب واْخال السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قادر على ذلك اذا ما توفرت لديه الارادة والرغبة في انقاذ اليمن والجنوب العربي من ويلات , لاطاقة للبلدين والشعبين بها , وذلك يتاْتى من خلال اعلان مشروع الدولة الراشدة بنظامها الدستوري الملكي المرتبط بمحيطه وجواره بالدرجة الاْولى والاعتراف بحق شعب الجنوب في اْختيار مستقبله بمحض ارادته الحرة في البقاء في وحدة جديدة يتم الاتفاق على شروطها اْو استعادة استقلاله الوطني ودولته على خط حدودها الدولي المعترف بها , ومساعدته على بناء دولة جنوبية جديدة بنظام حكم راشد وليس بعيد عن محيطه الجغرافي ايضا ..
إن السلاح المهم الذي اْراه بيد انصار الله هو وجوب التمسك بالسيد عبد الملك الحوثي وطاعته باخلاص وصدق وتنفيذ تعليماته وتوجيهاته , والورقة الاْقوى بيد السيد عبد الملك الحوثي هي ضرورة بناء دولة في اليمن تحافظ على مصالحها وتحترم واجباتها والتزاماتها الدولية تجاه شعبها وتجاه جوارها , وهذه بالطبع كل القوى قد حاولت فيها ولكنها عجزت واللحظة تتهياْ فرص نجاحها ومن شروطه الاعتراف بحق شعب الجنوب في اْختيار مستقبله ومساعدته في بناء دولته الجنوبية العربية الجديدة , فهذا ما اْراه ممكنا لتجاوز الكوارث وتكرار التجارب والانماط في سلوك المنظمات الحزبية والقيادات في اليمن وفي الجنوب معا , وبديل ذلك لاسمح الله الكوارث وهو مالايتمناه ويريد ه مسلم ,والاْمر لله من اْول ومن تالي..
حد من الوادي
10-04-2014, 12:08 PM
صنعاء وعاشقاها السل والجرب !
السبت 04 أكتوبر 2014 05:22 صباحاً
سامي النصف
بعد تكشف الهزائم وعمليات القمع والإبادة التي اشتهرت بها الأنظمة الانقلابية العربية التي وصلت للحكم إبان هوجة الخمسينيات والستينيات، لم يعد لمنظريها وعلى رأسهم هيكل ما يفخرون به إلا تكرار مقولتهم «الخالدة» بأن الانقلابات العسكرية هي التي نقلت اليمن من عصور الظلام إلى عصور التنوير والحداثة، والحقيقة هي كالعادة أبعد ما تكون عن ذلك كحال أكذوبة أن انقلاب مصر هو الذي فرض مجانية التعليم، علما بأن من بدأ ذلك هو حزب الوفد إبان العهد الملكي.
فانقلاب 26/9/1962 باليمن لم يتم ضد الإمام أحمد «الرجعي» بل حدث مع بداية عهد ابنه الشاب الإمام البدر الذي عرف بأفكاره الإصلاحية والعصرية، وكان عهده كفيلا بنقل اليمن إلى عصر النهضة والتقدم، كما حدث لاحقا في سلطنة عمان على يد السلطان قابوس، وفي إمارة أبوظبي على يد الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، دون الحاجة للحرب الأهلية التي استمرت لثماني سنوات (1962-1970) وتسببت بالتبعية في تورط الجيش المصري وإضعافه تمهيدا لهزيمة 1967.
إن ما نراه اليوم من سقوط لصنعاء وتفشي الفوضى هو وليد شرعي للأنظمة العسكرية التدميرية التي قامت باليمن بعد ذلك الانقلاب العسكري المشؤوم وآخرها نظام العقيد علي عبدالله صالح، والتي اعتمدت كوسيلة للوصول أو البقاء في الحكم على الاغتيالات وشن الحروب الأهلية والفساد وشراء ذمم زعماء القبائل الذين لم يعودوا يخجلون من تقلب ولاءاتهم لمن يدفع أكثر، حتى قيل قديما انهم كانوا جمهوريين بالنهار... ملكيين بالليل!
إن الحوثيين لن يحكموا اليمن حتى لو سقطت صنعاء التي تكالب عليها الأعداء من قاعدة وإصلاح وحوثيين وعسكر علي صالح واشتراكيي الجنوب وانفصالييه، وواجب دولنا الخليجية ـ المستهدف الأول من لعبة الأمم القائمة على قدم وساق بالمنطقة ـ أن يستخدموا سياسة العصا والجزرة مع الأشقاء باليمن، فدعم للمشاريع التنموية بيد، واستعداد للمواجهة بيد أخرى عبر جهد عسكري جماعي حال التحرش بأي دولة من الدول الست؛ كي لا نتساقط تباعا كإمارات وممالك بني الأحمر بالأندلس، ونبكي حين لا ينفع البكاء.
آخر محطة:
يرسل شاعر اليمن الأول المرحوم عبدالله البردوني أبياتا عن أحوال صنعاء الحُبلى بالخطوب الجسام إلى جده أبي تمام صاحب قصيدة «السيف أصدق أنباء من الكتب».
حيث يقول وبتصرف:
ماذا أحدث عن صنعاء يا ابت؟
مليحة عاشقاها السل والجرب
ماتت بصندوق «وضاح» بلا ثمن
ولم يمت في حشاها العشق والطرب
يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا
ونحن من دمنا نحسو ونحتلب
وأقبح النصر.. نصر الأقوياء بلا
خلق سوى خلق كم باعوا وكم قبضوا
هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم
ويـدعـون وثوبــا ثم.. لا يثـبوا
عروبة اليوم اخرى لا ينم على
وجودها اسم ولا لون ولا لقب
ألا ترى يا أبا تمام بارقنا
(إن السماء ترجى حين تحتجب)
وقد طال احتجاب اليمن الذي كان سعيدا في غابر الأزمان.
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
10-17-2014, 11:19 AM
صنعاء اليمن .. ماذا تريد الآن !
الأربعاء 15 أكتوبر 2014 10:25 مساءً
محسن خصروف
صنعاء احتوت المليشيات المسلحة، رغم محاولات إثبات الوجود التي تبذل من خلال بعض الزوبعات التي يحاول بعض من أفرادها أن يثيرونها(عن قصد) ورغم ما يبديه البعض منهم من تصرفات هوجاء، خارج العصر، خارج الزمان والمكان، في محاولة منهم للفت الأنظار، كاعتراض بعضهم على قيادة النساء للسيارات، أو الاعتراض على سماع الأغاني في السيارات، بل لقد اعترض البعض منهم على لبس ربطة العنق، وقال أنها" من حق اليهود والنصارى" فالناس لم تعر مثل هئولاء أي اهتمام، بل لم ينالوا إلا الإعراض والللا مبالاة الشديدين، والاستنكار أحيانا، خاصة بعد إساءات بعضهم لبعض الناشطات من السيدات وتكسير سيارة إحداهن، وعلى العكس من أولئك يلقى بعض البسطاء منهم التعاطف للجهود التي يحاولون أن يبذلونها لنيل رضا الناس، ولكن هذا الوضع غير الطبيعي بشكل عام غير مرضي لكل الناس.
والآن وبعد انتصار قوى الظفر ،الحلفاء، وبعد أن تحققت الأهداف الرئيسية المحددة وتم فور الانتهاء من الوصول إليها التوقيع على الشق الأمني من وثيقة السلم والشراكة الوطنية فماذا تريد صنعاء اليمن، كل ليمن؟ صنعاء تريد الأمن الذي تحققه وتضبطه وتحميه مؤسسات الدولة الأمنية، في الشارع وفي مرافق ومؤسسات ووزارات الدولة، صنعاء لا تريد المسلحين خارج القانون، باتفاق أو بدونه، لا تريد غير الدولة، لا تريد [المهنجمين] [المبندقين]، (ولو تمثيل) لا تريد ما تجاوزه الحال زمانا ومكانا، صنعاء العلم والأدب والفن والجمال والذوق الرفيع والظرف والبساطة والمرح والنكتة اللاذعة، صنعاء المدنية والصفاء والتعايش والتآخي التام والقبول بالآخر ، صنعاء التي "حوت كل فن" واحتوت كل أبناء اليمن بدون استثناء، بدن أن تفتش في ضمائرهم عن قناعاتهم وأفكارهم وهوياتهم ومعتقداتهم، ودون أن تهتم بالطريقة التي يمارسون بها عباداتهم،
صنعاء هذه هي كل اليمن، كل أهله يسكنوها، صنعاء التي تمقت العنجهية كما تمقت الطائفية والمذهبية والعرقية، ولا تريد جوامع أو مساجد بهويات خاصة محصورة، لا تريدها أوكارا للمؤامرات والدسائس والضغائن وغرس الكراهية وتنميتها، صنعاء اليمن تريدها كلها للعبادة لكل العباد، تريد كل جامع أو مسجد بمفرده لكل عباد الله بعيدا عن أية نزعة مذهبية متعصبة مقيتة، صنعاء اليمن التي لا تريد أية أحقاد أو احتكاكات أو حساسيات مذهبية، صنعاء الرائعة هذه، صنعاء كل اليمن، لا تريد غير الدولة ومؤسساتها الدستورية القانونية، وترفض الكآبة والبداوة والعبوس و[البهررة] و[النخيط] و[الفشر] والتهديد والوعيد والاختباء خلف بنادق:أبو عطفة ، والقناصات والمشير، والبوازيك وخلف القنابل والمعدلات والدوشكات،
صنعاء ترفض [المشوربين] فوق المواطن، أيا كانوا، وتريد مشوربين في الحدود، يحمونها بجدارة وفخر وبطولة ولا يتخلون عن ذرة تراب منها، ويرتاح أهل صنعاء اليمن لرؤية حملة الأقلام والكتب والزهور والورود وكل أدوات العمل والإنجاز والإبداع، ويقدرون عاليا عمال النظافة ويسعدون لرؤية العمال الكادحين وهم يحملون أدواتهم في طريقهم إلى البناء والإعمار، يسعدون وهم يرون أبناءنا الطلاب وهم ذاهبون إلى مدارسهم وعائدون منها، ويسعدون أكثر وأكثر وأكثر وهم يرون بناتنا زهراتنا وهن ذاهبات إلى المدارس وعائدات منها، يتفاءلون حين يرون الطبيبات والممرضات والمدرسات والعاملات والموظفات والقائدات في جهاز الدولة ومؤسساتها، يسعدون للعلاقة التي تسير نحو التكافؤ بين الرجل والمرأة، يطرب سكان صنعاء اليمن لسماع صوت أيوب طارش والآنسي والمرشدي والسنيدار وأبو بكر سالم ومحمد إبراهيم الصبري والحارثي وموسى بورجي وإبراهيم طاهر والسمة ومحمد سعد عبد الله وكرامة مرسال وإسماعيل باعلوي وفؤاد الكبسي وحسين محب وآل الأخفش والقعطبي والعنتري واللحجي وغيرهم من مبدعي الفن والجمال الروحي البديع،
يستمتع أهلها بمعارض الفن التشكيل التي تقام من وقت لآخر، ويتعس أهلها لعكس كل ذلك، يبكون ويتألمون لرؤية الدماء المسفوكة والأرواح المزهقة، يسعدون لسماع الكلمة الطيبة، والقصيدة الجميلة المعبرة المليئة بالصور الجمالية والإبداع، يغرق أهلها في السعادة حين يسمعون بتحقيق منجز تنموي أو خدمي، ويحزنون حين يعرفون بما يمارسه بعض خونة المسئولية من فساد وإفساد، #صنعاء #اليمن تحزن أكثر وتصاب بالاكتئاب من رؤية المسلحين من خارج مؤسستي الأمن والدفاع، #صنعاء #اليمن تستنكر المشائخ المسلحين والمسئولين المحاطين بالسلاح فما بالك بالمليشيات. صنعاء اليمن الآن تبحث عن الأمن، وترفض وستلفظ المسلحين غير الرسميين، صنعاء اليمن تصرخ بالفم المليان: أين أمن الدولة؟ لماذا يعكر المسلحون غير النظاميين حياتنا اليومية؟ لماذا تفرض علينا كل هذه المظاهر غير النظامية؟ نريد مدينة اليمن، صنعاء اليمن خالية من كل مظاهر وأدوات العنف والقتل وسفك الدماء، نريدها مدينة للمدنية، مدينة للتطور والتقدم والإبداع، نريدها مدينة بما في الكلمة من معنى.
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
10-27-2014, 09:06 PM
لماذا تكرر إيران دور عبدالناصر في اليمن؟
2014 -10-27T16:39:12.0000000+03:00 أخر تحديث للصفحة في
سليم نصّار
عندما كان الملك عبدالعزيز يحارب من أجل رسم الحدود النهائية للمملكة العربية السعودية، قام الإمام يحيى بتحريض القبائل ضده على أمل الحصول على مكاسب سياسية للمشكلات القائمة بينهما. ويقول المؤرخون إن مرحلة الكرّ والفرّ طالت كثيراً بحيث اضطر العاهل السعودي الى إرسال قوات إضافية بهدف استعادة الأراضي التي استولت عليها قوات الإمام (21-3-1943).
وبعد صدامات متواصلة تخللتها مفاوضات شاقة، اشترك فيها مستشار الملك السفير اللبناني الأصل فؤاد حمزة، قررت السعودية اقتحام الجبهات الساحلية والجبلية معاً. وكان من نتائج ذلك الهجوم أن سقطت مدينة الحديدة، المطلة على البحر الأحمر، والتي دخلها الأمير فيصل بن عبدالعزيز بعدما استقبله أهلها بإعلان الطاعة. وقد اضطرته الظروف الأمنية الى اختيار سلطة محلية تدير شؤونها، الأمر الذي فرض عليه تمديد فترة بقائه في ذلك المكان الخطر.
وروى فيصل عندما صار ملكاً أن والده خشي عليه في حينه، من مكيدة يدبرها الإمام يحيى. لذلك أبرق له منبهاً من خطورة البقاء في الحديدة.
وكما رسم الملك عبدالعزيز في الحديدة خطاً أحمر يحظّر على الخصوم تجاوزه... كذلك حذرت الرياض من خطورة تجاوز هذا الخط الذي تشترك في حمايته مع مصر والسودان وأريتريا وجيبوتي.
وحول مسؤولية مصر في هذا المجال، أعلن قائد القوات البحرية، الفريق أسامة الجندي أن بلاده تراقب باهتمام تطورات الموقف في اليمن، وتأثيرها في مضيق باب المندب. وقال أيضاً إن قوات البحرية المصرية مستعدة دائماً لحماية المياه الاقليمية والسواحل المؤدية الى قناة السويس.
الادارة الاميركية آثرت الاعلان عن دعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، لأنها ترفض الانحياز الى أي من القوتَيْن المتحاربتين في اليمن: جماعة «أنصار الله» الحوثية... وتنظيم «القاعدة». ويرى الرئيس باراك اوباما في انتصار أي منهما فرصة للقفز باتجاه الصومال، البلد الذي ينشط فوق شواطئه المحاذية لليمن قراصنة «الشباب» التابعون للمحور الايراني.
وخطة الاستيلاء على الصومال وُضِعت عقب انتهاء ايران من الحرب مع العراق، وانحسار زخم ثورة الخميني. وقد خضعت تلك الخطة لتوجيهات المرشد علي خامنئي، الذي أسس لنظام عملها مواقع متقدمة في لبنان («حزب الله») وسورية (نظام الأسد) والعراق (المالكي وزعماء الشيعة) وفلسطين المحتلة («حماس») واليمن («أنصار الله»).
وعندما أعلنت طهران عن سيطرتها على أربع عواصم عربية، كانت تعبر عن هيمنتها المباشرة، وغير المباشرة، على مفاتيح الحكم في دول تمتد من البحر الأبيض المتوسط الى خليج عدن وباب المندب.
وكما بررت منظمة التحرير الفلسطينية تحكمها بمفاصل الدولة اللبنانية طوال فترة السبعينات من القرن الماضي بالقول: «طريق القدس تمر في جونيه»... كذلك ردد الشعار ذاته علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الايراني، معلناً: «إن طريق تحرير فلسطين تمر في اليمن». وكان الإمام الخميني أول مَنْ أطلق هذا الشعار إبان الحرب مع العراق، يوم شدد على القول: «إن طريق القدس تمر عبر كربلاء».
يُجمع المحللون على القول إن ايران في هذه المرحلة تستغل الوضع الدولي المرتبك لتحقق من خلاله سلسلة إنجازات إقليمية.
والوضع كما وصفه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بلغ الحضيض بالنسبة الى العلاقات الروسية - الاميركية. وهو يتوقع مزيداً من التدهور لفترة طويلة بحيث يضطر اوباما الى مراجعة مواقفه على ضوء الأزمات السياسية المفتعلة. أي الأزمات التي بدأت قبل ثلاث سنوات بخلافه مع بوتين على مستقبل بشار الأسد. ثم انفجرت أزمة اوكرانيا بطريقة غير محسوبة أدت الى توسيع فجوة الاختلاف مع دول الاتحاد الاوروبي.
وبسبب انشغال واشنطن وموسكو بضبط إيقاع خلافهما المستحكم، استطاعت طهران أن توظف علاقاتها الحسنة مع الدولتين الكبيرتين بطريقة أنعشت سياستها في العراق، وسرَّعت مغامرتها في اليمن. ولم يكن استقبال مرشد الجمهورية الايرانية لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، سوى مؤشر على قبول عضو جديد في «بيت الطاعة».
ومن المؤكد أن هذا القبول مشروط بتنفيذ الأداء المطلوب بالتنسيق مع طهران، وبالتعاون مع نوري المالكي.
أما زيارة وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل لطهران، فقد حققت غايتها على الصعيد الاعلامي من دون أن تحرج حكومة الرئيس تمام سلام. خصوصاً أن الهدف من عرض هبة التسلح للجيش النظامي كان لمجرد التشويش والمزايدة على الهبة السعودية. مثلما كان للتدليل أيضاً على أن دعم ايران لـ «حزب الله» لا يمنع دعمها للجيش اللبناني. علماً أن الحكومة الايرانية كانت تعرف جيداً أن القرار الدولي 1747 لا يسمح لها بتصدير الأسلحة أو نقلها الى دول أخرى.
الهبة الايرانية وجدت في اسرائيل مَنْ ينتقدها قبل أن تقدم قيادة الجيش في اليرزة قائمة بالأسلحة المطلوبة. وكان الاعتراض محصوراً بأهمية انتقاء سلاح دفاعي لا يهدد أمن اسرائيل، ولا يشكل خطراً على ترسانتها الهجومية. ويبدو أن لبنان كان يحرص دائماً على مراعاة هذا الهامش المحظور، بدليل تحفظ الرئيس ميشال سليمان على قبول هبة الرئيس الروسي بوتين. وكان عرضه محصوراً بست طائرات حربية تتولى حماية الفضاء اللبناني الذي تخترقه يومياً الطائرات الاسرائيلية.
والثابت في هذا السياق، أن العلاقات اللبنانية - الايرانية قد تعرضت لسلسلة نكسات سياسية قبل أن تستقر على حال ثابتة. وكان ذلك خلال المرحلة الأولى من عمل حكومة رفيق الحريري (1992-1995). أي عندما نشطت أجهزة الدولة في عهد الرئيس الياس الهراوي بهدف استرداد نفوذها وهيبتها بعد حرب طاحنة استمرت خمس عشرة سنة.
ولوحظ في حينه أن الوفود الايرانية الآتية الى لبنان عبر سورية كانت تتجاهل مكتب الأمن العام في منطقة المصنع حيث ينتظرها ممثلون عن «حزب الله.» ولما ازدادت شكاوى موظفي الأمن العام، استدعى وزير الخارجية فارس بويز القائم بأعمال سفارة ايران، وطلب منه إبلاغ وزير الخارجية علي أكبر ولايتي استياء الحكومة اللبنانية لخرق سيادة بلد صديق يقيم مع ايران علاقات ديبلوماسية. وقال للقائم بالأعمال أيضاً: نتمنى عليكم أن تضعوا هذه العلاقة في إطارها الصحيح عبر تطبيق إتفاقية فيينا. أما إذا اخترتم التعاطي الحصري مع فريق من طائفة معينة... فإن الدولة مضطرة أن تتجاهلكم أيضاً.
ونقل القائم بالأعمال رسالة الوزير بويز الى الوزير ولايتي، الذي قابلها بتوجيه دعوة رسمية الى الوزير اللبناني لزيارة طهران. وكانت مناسبة لمراجعة سجل العلاقات، وتصحيح مسارها بطريقة تُعطي ما للدولة للدولة... وما لـ «حزب الله» لـ «حزب الله.» وأثناء تلك الزيارة طالب بويز بضرورة «تناغم» «حزب الله» مع أجهزة الدولة بحيث تكون على اطلاع بخصوص توقيت عمليات المقاومة، وتحتاط لعواقبها.
وبسبب صعوبة تطبيق فكرة «التناغم»، وأهمية إحاطة عمليات «حزب الله» بالسرية التامة، سقط هذا الخيار من أجندة العلاقات اللبنانية - الايرانية. وبعد فترة وجيزة لبى ولايتي دعوة بويز الى لبنان، حيث استقبل بالترحاب وحفلات التكريم.
وبالعودة الى الانقلاب الذي تبنته ايران بواسطة الحوثيين، يرتفع سؤال قديم طرحه العرب عقب الانقلاب الذي شجعه جمال عبدالناصر في اليمن بواسطة عبدالله السلال (1962). وكانت غاية عبدالناصر من وراء ذلك الانقلاب تطويق المملكة العربية السعودية، واستخدام اليمن كجسر للعبور الى موقع القوة في النظام الغربي الذي يتهدد النظام الناصري. أي موقع شرايين الدم الأسود الذي يغذي الصناعات الغربية.
بعد انقضاء نصف قرن تقريباً، تبدلت أولويات دول المنطقة، بحيث لم تعد ايران بحاجة الى نفط الخليج مثل عبدالناصر. كما أن الحرب الباردة تجاوزت دوافع الحرب الباردة السابقة التي كانت تفرز الأزمات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
الخلاف اليوم هو خلاف مذاهب وطوائف وأيديولوجيات متطرفة. ومن خلال هذه الرؤية يمكن تفسير اهتمام ايران باليمن والصومال ومدى الاعتماد عليهما لإحداث اختراق يضمن هيمنتها على المنافذ الاستراتيجية البحرية مثل باب المندب ومضيق هرمز. كما يضمن بالتالي زعزعة أمن دول مجلس التعاون الخليجي التي تعتمد على السعودية ومصر لتوفير استقرارها الاقليمي. ومعنى هذا أن دور الحوثيين في اليمن سيكون مساوياً لدور «حزب الله» في لبنان، الذي يضمن سيطرته على سياسة الدولة... ويؤمن الدفاع عن النظام الحليف في سورية... ويردع اسرائيل في حال قررت ضرب ايران.
لهذه الأسباب وسواها استقبل وزير خارجية ايران السابق، ومستشار المرشد الأعلى، علي أكبر ولايتي، الوفد الحوثي الذي زار طهران بشعار «طريق تحرير فلسطين تمر عبر اليمن»... علماً أن ايران التي تملك أكبر كمية من الصواريخ العابرة للقارات ترددت في إطلاقها على اسرائيل أثناء الغارات القاتلة على غزة، عاصمة حليفتها «حماس»... بينما أطلق صدام حسين 39 صاروخاً اعتبرها كافية لإقناع اسرائيل بأن طريق القدس تمر في بغداد.
* نقلا عن "الحياة"
حد من الوادي
11-28-2014, 03:45 PM
سعيد عمر العكبري يتحدث عن 30 نوفمبر وكيف سقطت المكلا ودولة القعيطي أثناء قيادته للمنطقة العكسرية الشرقية ( حوار )
هنا حضرموت / حوارات
الجمعة 28 نوفمبر 2014
أغلب وثائق وتوجيهات الجبهة القومية أتلفت خلال الحروب بين الاخوة الأعداء بهدف طمس الأدوار التاريخية للمناضلين الحقيقيين
الذين سبق ورفضوا الثورة وتحمل نتائجها جاءوا بعد ذلك ليتبوؤا قيادة جبهة التحرير ومعهم مجموعة من السلاطين
كثيرة هي المواقف التي ارتبطت بمسيرة الشيخ سعيد عمر العكبري في مرحلة الكفاح المسلح في العديد من جبهات القتال ضد المستعمر البريطاني إلى جانب مواقفه السياسية حيث كان شريكاً اساسياً في الحوار بين قادة المنظمات السبع من 62-63م حتى تم الإتفاق على اقامة التنظيم الموحد للجبهة القومية لقيادة الكفاح المسلح.. وكان عضواً عاملاً ودائماً في جميع مؤتمرات الجبهة القومية التي عقدت خلال مرحلة حرب التحرير في تعز وجبلة وحمر.. كما تولى قيادة الكفاح المسلح في اكثر من جبهة كان آخرها قائداً للمنطقة العسكرية الشرقية حيث بقيادته سقطت المكلا والسلطنة القعيطية يوم 17/9/1967م قبل الاستقلال بشهرين ونصف ثم اتجه مع مجموعة من زملائه يوم 29 نوفمبر 67م لإسقاط جزيرة سقطرى وبينما كان في عرض البحر متجهاً إلى الجزيرة سمع عن تعيينه وزيراً للإدارة المحلية اضافة الى وزير الزراعة بالوكالة في اول حكومة تشكل عقب اعلان الاستقلال برئاسة المرحوم قحطان محمد الشعبي، ثم بعد ذلك عين اول سفير لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في الهند.
وبعد الإنقلاب الذي قاده المرحوم الرئيس سالم ربيع علي ضد قحطان الشعبي انضم إلى عضوية القيادة السياسية لتنظيم الوحدة الوطنية التي تشكلت بصنعاء عام 1970م لمقاومة الحكم بعدن.. وظل لاجئاً سياسياً في مصر من عام 71- 1974م بدون مخصص مالي بسبب خلاف شخصي بينه وبين الرئيس انور السادات. ..«26سبتمبر» التقت المناضل سعيد العكبري واجرت معه حواراً بمناسبة حلول العيد الـ 47 للاستقلال المجيد تحدث فيه حول جملة من القضايا إبان تلك الفترة المجيدة من تاريخ شعبنا نوردها في التفاصيل التالية:
حاوره: احمد ناصر الشريف
> لو عدنا بذاكرتكم إلى ماقبل ال30 من نوفمبر عام 1967م «يوم الاستقلال» ما الذي يحضركم قوله في هذه المناسبة؟
>> لا شك ان علان الاستقلال في ال30 من نوفمبر عام 1967م وإعلان إقامة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وجلاء آخر جندي من جنود الاحتلال البريطاني البغيض الذي جثم على أنفاس شعبنا 128 عاماًكاملة.. يذكرنا ذلك بكل ما فعله الاستعمار خلال تلك الفترة من اذكاء لروح الفرقة والتباغض والتباعد بين أبناء المنطقة الواحدة الاشقاء في كل شيء حتى في البؤس.. فقد عمل الاستعمار على أن يكون ابن حضرموت أو المهرة أوشبوة أجنبياً في عدن.. بل جعل ابن منطقة لحج وابن أبين والتي لا تبعد عن عدن الا بمسا فة 25 كيلو متراً .. وهم أبناء الوطن أجانب في عدن وغيرهم من أبناء أصقاع الارض من آسيا وأفريقيا وأوروبا مواطنون في عدن.. ولكن في المقابل فقد هلّ علينا عيد الاستقلال ونحن نرى الشعب اليمني العظيم قد حقق ليس وحدة تراب الجنوب من 25 سلطنة وإمارة ومشيخة الى دولة واحدة مستقلة عزيزة. بل وقد حقق وحدته الشاملة الناجزة حلم المناضلين من الآباء والأجداد وبرنامج كل عمل سياسي أو نضالي أو جهادي.
نحن حققنا الحلم الصغير يوم 30/نوفمبر/ 1967م، والجيل الذي جاء بعدنا حقق حلمنا الكبير يوم 22مايو 1990م .. ليس هذا فقط .. بل تحقق لأبناء اليمن الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والرأي الآخر.. حرية النقد.. حرية الكتابة، وحرية التعبير.. حرية الفكر وبناء الإنسان اليمني وجعله في وضع من هذه النواحي أفضل بكثير من اشقائه من أبناء الأمة العربية.. واليوم نتطلع الى أجيال جديدة ونضال مستمرفي ظل مرحلة التغيير والتصحيح لمسار ثورة سبتمبر واكتوبر وتحقيق اهدافها بسواعد الأجيال الحالية والأجيال المقبلة وكذ تحقيق حلم الأمة الأكبر في الوحدة العربية الشاملة أو المتدرجة أمنياً وسياسياً واقتصادياً ومالياً حتى نصل الى الهدف المنشود.. ألا وهي وحدتنا الشاملة وإقامة الولايات المتحدة العربية .. هذا هو حلمنا الأكبر وأمل وهدف نضال آبائنا من قبلنا ونضالنا نحن جيل الستينات والسبعينات من القرن العشرين.. نحن عملنا ما نستطيع لاستكمال ما بدأه جيلنا السابق جيل الامير عبدالكريم الخطابي في المغرب وعمر المختار في ليبيا وسعد زغلول وأحمد عرابي وجمال عبدالناصر في مصر وشكري القوتلي في سوريا وأحمد بن بللا في الجزائر وغيرهم وغيرهم في العراق ولبنان وتونس.. نعم لقد عملنا ما نستطيع ونترك الآن الساحة لنسترجع ذكرياتنا ونضالنا ونجاحاتنا واخفاقاتنا.. نسترجع توافقنا واختلافاتنا ونسجلها لأجيالنا المقبلة ولابد من الحرص من الكتاب على تحري الحقائق والبعد عن التجني..نسترجع لحظات النصر وساعات الهزيمة.. لحظات الانتكاس وبشائر الانتصارات.
وفي المجمل هذه هي الحياة.. فيها لحظات نتذوق حلوها.. وتمر لحظات تشعر وكأن السماء توشك أن تقع على رأسك وكأنك الوحيد تحت قبتها، احساس مرير بالهزيمة والقهر والإحساس بالضعف الانساني.. وما أن تصل الى لحظة معينة من الضيق ومن البؤس واليأس وتفكر في ترك ما أقبلت عليه بروح وثابة لتحقيق هدف كبير ونبيل.. حتى يأتيك الفرج من الله تعالى ومن حين لا تتوقع ولا تحتسب.. انه الفرج من الله جلت قدرته.. وما أصدق الشاعر العربي الذي صور مثل هذه اللحظات بقوله:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها.. فرجت وكنت أظنها لا تفرج.
خيبة أمل
> يلاحظ من خلال الجواب السابق ان لديكم شعوراً بالمرارة.. هل يمكن أن نعرف اسباب هذا الشعور؟
>> مررنا بمثل هذا الشعور، وهذه اللحظات مرات.. ومرات ومرات.. لعل أولها وأبسطها كانت في عدم قبول زعمائنا الكبار يومئذ في حزب رابطة أبناء الجنوب وحزب الشعب الاشتراكي لأفكارنا نحن شباب ذلك العصر عندما رأينا وسمعنا ثوار المغرب العربي والجزائر وتونس وليبيا ومصر والعراق وبلاد الشام وهم يقارعون المستعمرين من فرنسيين وبريطانيين وايطاليين ويحققون أهدافهم في الحرية والاستقلال التام .. رأينا ثورة قبرص بقيادة مكاريوس وجريناس وثورة كوبا بقيادة كاستروا وجيفارا وانطلاقتها من جبال (سيبرا ماستر..) وانتصارها وطرد عملاء أمريكا.. وثورات الشعوب في الملايو وشرق افريقيا في كينيا وموزمبيق وجنوب أفريقيا ونلسون مانديلا.
فإذا سميت ثورة المغرب بثورة الريف.. أليس لنا ريف في اليمن ننطلق منه!! وإذا كانت للجزائر جبال الأوراس.. أليس لدينا جبال ردفان ونوح وسيبان وإذا كانت لبريطانيا وحدة عسكرية يسمونها الذئاب الحمر.. فليكن لنا وحدة نسميها الذئاب الغبر وهو ما تم فعلاً.. كل هذه الافكار والاطروحات حملها الشباب لمناقشتها مع زعماء ذلك الزمن من الرابطيين أولاً.. وكنت واحداً منهم وعلى رأسنا الأخ الشهيد فيصل عبداللطيف.. وكان لقاء مثيراً مع الاخ المرحوم السيد شيخان الحبشي أمين عام حزب الرابطة وبطل اللقاء بلا منازع كان المرحوم الشهيد علي عبدالعليم ثم الى حزب الشعب بوفد يرأسه عبدالفتاح اسماعيل ومعه محمد صالح مطيع وغيرهما.
> طرحكم كشباب على شخصيات اكثر منكم خبرة.. هل كان يتم تقبله وماطبيعة ذلك الطرح؟
>> طرحنا على الزعماء كان هو خروجهم من البلاد لسلامتهم ويتبنون ما سنقوم به من مقارعة المستعمر ومقاتلته.. لكنهم رفضوا ذلك الطرح رفضاً غير مقنع لنا واتهمونا بالجنون وقال الاخ عبدالله عبدالمجيد الاصنج رحمه الله .. أية ثورة تتحدثون عنها.. لو وضعت السلطات البريطانية جنديين على باب عدن وجنديين على الطريق البحري (لأخمدوا) الثورة التي تتحدثون عنها.. فكانت ردودهم أول لحظات الضيق.. ثم جاءت بعدها لحظات أخرى لعل أقساها علينا كانت يوم 13 يناير 1966م والدمج القسري الذي فرض على الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل نتيجة الغيرة.
هؤلاء الزعماء الذين سبق ورفضوا الثورة وتحمل نتائجها .. جاءوا اليوم ليتبوؤا قيادة جبهة التحرير ومعهم مجموعة من السلاطين تركوا أمور سلطاتهم لاشقائهم احمد بن عبدالله الفضلي التحق بقيادة جبهة التحرير وترك السلطنة لشقيقه ناصر بن عبدالله الفضلي والتحق جعبل بن حسين العوذلي بالقيادة وترك أمر السلطنة لشقيقه صالح بن حسين العوذلي.. وهكذا وجهنا ثورة دائرة ضد القوى الاستعمارية والسلاطينية منذ ثلاث سنوات من 14 اكتوبر 1963م وحتى 13 يناير 1966 وقد تحولت تحت قيادة الاصنج والسلاطين يجرون وراءهم.. المرحوم عبدالقوي مكاوي والاخير مع احمد بن عبدالله الفضلي وجعبل بن حسين العوذلي تركوا مؤتمر لندن وذهبوا الى القاهرة ملتحقين بقيادة جبهة التحرير بعد أن أصدرت الجبهة القومية إعلاناً بخيانة من يحضر مؤتمر لندن للخيانة وبالتالي يستحق الإعدام ثم إعلان جبهة التحرير بضغط من بعض ضباط المخابرات المصرية والسلطة في تعز.. فلم نتمكن يومها حتى من عقد اجتماعاتنا في تعز بعد أن كنا فيها الضيوف الأعزاء المكرمين منذ قيام ثورة 14 اكتوبر 1963م نتحملها كتنظيم واحد موحد حتى جاء يوم 13 يناير 1966م الاسود بقيادتها الهجين بين الاشتراكي والسلاطيني.
الحرب الأهلية
> ماهي اصعب الفترات التي مررتم بها؟
>> لعل أسوأ أيام الضيق كانت أيام انفجار الحرب الأهلية بين التنظيمين الجبهة القومية وجبهة التحرير في حرب شوارع دامية وغير إنسانية بين أخوة السلاح لأن معظم كوادر التحرير العسكرية كانت أصلاً من مناضلي الجبهة القومية بدءاً بقادتهم سيف العزيبي وعلي بن علي ضالعي وإنتهاءً بالقواعد.. عجزهم يومئذٍ عن تحمل الضغوط النفسية أو المالية أو عدم قدرتهم على فهم الصراع السياسي الدائر يومئذٍ في المنطقة ولم يتحملوا الضغط الاعلامي الشديد الموجه من راديو صوت العرب وراديو تعز ضد الجبهة القومية وكوادرها وقيادتها.. حتى أنه تحضرني الآن مع تلك الحملة قصة حيث كنا في عصر إحدى الأيام مخزنين في إب نستمع نشرة الأخبار من صنعاء وإذا ببيان يصدر عن قيادة جبهة التحرير ويذاع من صنعاء بأحكام إعدام على عدد من العملاء كما اسموهم في البيان ثم أكمل المذيع بإضافة اسم الاخ الشهيد سيف أحمد الضالعي وسعيد العكبري!!
> ماذا كان رد فعلكم حينها؟
>> قمنا من لحظتها من مقيلنا الى صنعاء وقابلنا الاخ المرحوم عبدالله حمران وزير الاعلام وكنا ثلاثة سيف الضالعي وأحمد صالح الشاعر وأنا وأنكر الوزير الخبر ونفى نفياً قاطعاً وأخذنا معه الى راديو صنعاء وكان مذيع الفترة هو الاخ محسن الجبري رحمه الله، فوجدنا كشف الاسماء المحكوم عليها وليس بينها اسمي الضالعي والعكبري .. ثم قال الاخ المذيع محسن الجبري إن الاسمين دسا إليه أثناء النشرة ثم سحبا بعد النشرة مباشرة.. هذه إحدى مآسي الاندماج والحرب السرية الدائرة بين قيادة جبهة التحرير وقيادات الجبهة القومية وإنني اتهم فيها عبدالله عبدالمجيد الاصنج رحمه الله الخبير بالدسائس والعمل الخفي حتى اليوم.
وأخيراً جاءت لحظات مثمرة من الفرج بالنصر التام الناجز ليلة 29/30 نوفمبر 1967م بجلاء المستعمر وإعلان الاستقلال وقيام الجمهورية وتشكيل حكومة الاستقلال.
ذكريات جميلة
> ما هي اجمل ذكرياتك عن يوم الاستقلال؟
>> إن أجمل ذكرياتي في تلك الليلة كانت إعلان تشكيل الحكومة واختياري عضواً فيها وكنت لحظتها على رأس قوة من القوات المسلحة والامن العام والحرس الشعبي أبحرنا ليلة 28/29 من رأس شرمة برأس حضرموت على ظهر مركب صغير يقوده الربان سعيد بن ربيد من أبناء الديس الشرقية متوجهين الى جزيرة سقطرى التي تبعد حوالى 500 ميل بحري عن البر اليمني لاسقاط آخر معقل من معاقل السلطة السلاطينية ولما سمع الضباط والجنود بتعييني وزيراً في الحكومة تجمعوا لتهنئتي بالوزارة وكان كلما جاء شخص للتهنئة سقط فوق شخص آخر وسقط الاثنان فوق الوزير من حركة المركب لشدة الامواج وكانت نكتة لحظتها عند ما قال الرائد أحمد الكلالي أجئتم لتهنئة الوزير أم لقتله.. وهات ياضحكات.
> متى وصلتم جزيرة سقطرى وماذا كانت مهمتكم هناك؟
>> وصلنا جزيرة سقطرى صباح الثاني من ديسمبر 1967م أي بعد الاستقلال بيومين وقد استولينا على الجزيرة دون مقاومة بل بترحيب كبير حتى من قبل السلطان عيسى بن علي بن عفرير نفسه الذي كان رجلاً بسيطاً ومتواضعاً سألني عما نحن فاعلون به قلت له لا شيء أنت حر مثلنا مثلك اذهب حيث تشاء سألني عن إبله وأغنامه وقصره.. قلت له تلك أملاكك الخاصة وحلالك وليس لأحد غيرك ونحن هنا فقط لتأمين الإدارة للجزيرة وكل ما نريده هو وضع الجزيرة تحت علم وسلطة الثورة والجمهورية الوليدة.. وبدأنا عمل جهاز إداري للجزيرة وجهزنا مطارها للحركة المغلقة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وقد أخذ ذلك منا جهد 15 يوماً حين تمكنت طائرة من النزول فيه ولعل ممن أذكرهم من الجهاز الإداري هو الاخ يسر مفتاح أول مسؤول عن مكتب التربية والتعليم في الجزيرة ولا ادري اذا كان مازال يشغل منصب منسق أعمال الجزيرة مع مكتب المحافظ في المكلا بحضرموت.. ولذلك لم تظهر صورتي مع صورة الوزراء في حفل اداء قسم اليمين في قصر الرئاسة بالتواهي ولكن ذلك تم بعد عودتي من الجزيرة واقسم اليمين معي كل من وزير الصحة الدكتور أحمد سعيد صدقة ووزير العدل المرحوم عادل محفوظ خليفة.
رد حاسم
> صف لنا لحظة انتصار ال30 من نوفمبر 67م وردة الفعل العربي إزاءه.. وكيف تم بناء الدولة الوليدة؟
>>كان انتصار 30 نوفمبر 67م هو أول رد عربي حاسم وجاد على هزيمة 5 يونيو 1967م وهو الانتصار الذي لم يجد من الاعلام العربي عشر الحيز الاعلامي لسهرات مسؤول عربي واحد .. ما علينا.
ثم دارت الايام ودارت معها عجلة العمل الوطني الجاد لبناء الدولة الوليدة وإعادة تشكيل هياكلها التنظيمية والإدارية والعسكرية والمالية.. فهل ترك لها الوقت.. أم لابد لهذه الدولة أن توأد.. هذا ما توصل اليه جهابذة المستعمرين وعملاؤهم.. أولاً بتخلي بريطانيا عن التزاماتها بتخصيص 60 مليون جنية استرليني للدولة سنوياً ولمدة خمسة أعوام، كما تخلت عن كل وعودها والتزاماتها تجاه العرب منذ بداية القرن العشرين إبان الحرب العالمية الأولى ولاتزال تتعهد لهم ويصدقونها.. ثانياً شُنت على الدولة الوليدة حرب شعواء من قبل فلول حزب الرابطة ومموليها قتل فيها العديد من المواطنين ودمرت فيها مدن الصعيد وبشهم.. هذا محلياً ، وأما عربياً فقد بدأت الصراعات العربية العربية وسحب الصراع نفسه بين الحكومات العربية وعلى الحركات السياسية فانقسمت حركة القوميين العرب الى 3 حركات يسار وأكثر يسارية ومنتهى اليسار وبطبيعة الحال وصلت أزمة انقسام الحركة الى تشكيلة الحركة في الجبهة القومية.. ورأينا اليسار واليسار المتطرف ..ووصل بنا الحال الى تمرد مجموعة الاخ سالم ربيع علي بإعلانهم قيام دويلة شيوعية في أبين وقيام مجموعة علي سالم البيض بمحاولة إقامة دولة انفصالية شيوعية في حضرموت، فتولى الاخ الرئيس الشهيد قحطان محمد الشعبي معالجة أمر الأولى عسكرياً.. وتم دحرهم وهروبهم الى الشمال ورومانيا والاتحاد السوفيتي وتوليت انا أمر معالجة الثانية والقبض على علي سالم البيض وارساله مخفوراً الى دار الرئاسة في عدن.
سيطرة اليسار
> كيف سارت الامور بعد ذلك؟
>> أعادهم الرئيس قحطان من الخارج الى أعمالهم ومخصصاتهم وكأن شيئاً لم يقع.. وكافئوه بأن سيطروا على الحكم بانقلاب عسكري مدعوم من الخارج وزج بأول رئيس للجمهورية في المعتقل حتى أخريات أيامه ليموت قهراً وكمداً من معاملة زملاء النضال وهو الذي رفض المس بهم.. وحكم اليسار المتطرف فقتل وأمم وعذب وأشاع في الوطن كله عهداً من الخوف والارهاب مما يسمى في الثورات بعهود الارهاب.. ثم انفض سايره بمجزرة عام 1978م وحكم اليسار الآخر وانتهى بمجزرة 13 يناير 1986م فدمروا الجنوب وطناً وشعباً ولما لم يبقَ فيه شيئ للتدمير وتخلى عنهم حلفاؤهم ولما شبعوا مأكلاً وملبساً وقصوراً وسيارات فارهة لاعتبارهم الوحدة مجرد مكسب شخصي لهم حاولوا إعادة عقارب الساعة الى الوراء وأعلنوها حرباً انفصالية شعواء تصدى لهم أبناء اليمن وأفشلوا مخططاتهم التخريبية.. وبقت وحدة الوطن والشعب اليمني راسخة رسوخ جبالها وصافية صفاء زرقة بحارها وخضراء خضرة وديانها وشعابها.
تزوير الوقائع
> كيف تقيم مايكتب عن تاريخ الثورة إلى الأن وهل انصفوا تلك المرحلة؟
>> للأسف هناك من توابع من ذكرتهم من يكتب دون حياء أو خجل عن الثورة وتاريخها مزوراً وقائعها وشخوصها مثل ذلك «الكراني» الذي قال في إحدى مقابلاته الصحفية «إن قواته زحفت على الغيضة يوم 13 اكتوبر 67م ويناقض نفسه بعد عدة أسطر حيث قال: إن القوات التي كانت بقيادة الشهيد أحمد سالم دخلت الغيضة في 16 فبراير 67م، أما لما جاء ذكر سقوط جزيرة سقطرى والتي تبعد عن البر اليمني ما يقارب 500 ميل بحري يذكر أنها سقطت في نهاية نوفمبر ولم يذكر قائد العملية بل ذكر القوة العسكرية من المكلا وعدن يرافقها الاخ محمد بخيت ابو صبري.
وقائد تلك العملية هو سعيد عمر العكبري ما هكذا تورد الإبل يا عضو اللجنة المركزية، وأما الشهيد أحمد سالم مخيال ومحمد بخيت ابو صبري فهما هامات من أبطال الثورة ولم يكن محمد بخيت مرافقاً للقوة العسكرية بل جزءاً منها والقوة العسكرية جاءت من المكلا فقط ولم يشارك فيها أي جندي أو مدني من عدن.. والجزيرة ا سقطت يوم 2/ ديسمبر 67م.
وليس في نهاية نوفمبر ووثيقة تنازل السلطان عيسى بن علي بن عفرار احتفظ بها وسأنشرها في كتاب مذكراتي القريبة إن شاء الله تعالى.. اما من اسقط الغيضة فهم أفراد القوات المسلحة الممثلة بقوات جيش البادية المتمركزة في كل من غيضة بن بدر ومركز وادي حبروت وليس قوات أحمد سالم بخيال الذي أشهد له بالنضال وأريد أن أعرف من صاحب اللقاء سبب مقتل أحمد سالم بخبال ومن قتله.. وما هي جريمة القتل والسير في الجنازة كما يقولون.. وتناقضات هذا الكراني.. لا تخفى على القراء بمجرد قراءة المقابلة.. هذه من لحظات إحباطاتنا عندما ينبري للكتابة عن الثورة أمثال هذا الموظف وما أكثر من يتصدر للكتابة هذه الايام عن تاريخه وبطولاته معتقداً أننا قد متنا.
كفاح اسطوري
> ما اهم لحظات الفرح التي عشتها؟
>> هناك لحظات من الفرح والبهجة كثيرة لعل منها أغنية للفنان المرحوم عبدالحليم حافظ في أوبريت «وطني الاكبر» عندما يتغنى بنضال الشعب العربي ويقول: «وبكره حنكمل استقلالنا بفلسطين وجنوبنا الثائر».
وقد تحرر جنوبنا الثائر بفضل كفاح بطولي اسطوري وبقيت فلسطين التي لا أشك لحظة واحدة في قدرة شبابها ومناضليها والنضال حتى التحرير الكامل للوطن، أما أولئك الذين تعبوا من الكفاح والعمل المسلح الذي هو الطريق الوحيد للتحرر واختاروا الاجتماعات الشهرية في الغرف المغلقة مع أولمرت ولفني وباراك الذين يقتلون شعبهم صباح مساء وأمام المقاطعة في رام الله والقدس فإن الشعب الفلسطيني كفيل بوضعهم في الخانة التي يستحقونها.. فتحرر الشعوب من محتليها لا تتم بالمفاوضات وحدها.. الا في اللحظات الاخيرة من إنهاك المحتل وقراره بالهزيمة عندها تبدأ مرحلة المفاوضات.. اما قبل تلك اللحظات فكلا وألف كلا.
> ماذا عن جيل الستينات مقارنة بالجيل الحاضر؟
>> جيلنا .. جيل الستينات.. والسبعينات جيل الزمن الجميل .. جميل في فنه وشعاراته.. جميل في عنفوانه.. جميل في نضاله.. جميل في انتصاراته.. جميل في قوله وفعله وطرحه للحقائق بتجرد وثقة بما يقول ويكتب.. زعماء وفلاسفة الواقعية الحاليون ينتقدون تلك المرحلة.. لنضع تلك المرحلة والمرحلة الحالية تحت المجهر لنرى الفروق الهائلة بين ما كنا عليه وأوضاعنا الراهنة المتردية والنطيحة حالياً..
أمة واحدة
> هل معنى ذلك ان حال الامة العربية كان افضل مما هو عليه الآن؟
>> كانت امتنا أمة واحدة من المحيط الى الخليج وكيف رأينا عمال ميناء مرسيليا في جنوب فرنسا يقاطعون تحميل سفينة شحن مصرية في ذلك الميناء.. فتداعى العمال العرب من طنجة غرباً حتى عدن والبحرين شرقاً ليقاطعوا جميع السفن الفرنسية والبريطانية في جميع الموانئ العربية دون استثناء.. حتى رضخ الفرنسيون ورفعوا حصار السفينة المصرية فرفع العمال العرب حصارهم ومقاطعتهم للسفن الغربية.. واليوم شعب كامل تعداده خمسة ملايين ونصف مليون مواطن عربي فلسطيني تقاطعه وتحاصره اسرائيل وتشترك معها أنظمة عربية لنقول للظالم أنت ظالم ولا تستطيع دولة عربية واحدة أن تفعل ما فعلته قوارب شعبية غربية تبحر من قبرص لفك الحصار عن غزة الصامدة وشعبها الصابر المحتسب.. لقد ذهب المعتصم بجيشه استجابة لاستغاثة امرأة واحدة.. وحكوماتنا المعتدلة وغيرها لا تستطيع انقاذ شعب كامل من الموت جوعاً ومرضاً وقهراً.. هذا هو زمن الاعتدال والواقعية العربية وذاك زمن الشعارات كما يسمونه عرب 200 محطة تلفزيون فضائية ترقص وتغني وتصرف المليارات من الدولارات على تبادل الرسائل النصية عن فلان أو فلانة أو مدينتك أو حاب اتعرف على فتاة.. اننا نعيش بقلوب مكلومة وأعصاب مشدودة وعيون دامعة عاجزة عن فعل أي شيء فهل هذه حياة تستحق أن نعيشها .. بل أننا أموات في أجساد تتحرك ليس الا.. ولكن يبقى في قلوبنا إيمان مطلق بالله الواحد الاحد ان شباب الامة لن يترك المعتدين في العراق وافغانستان ولبنان والسودان والصومال والفلبين وكشمير الا بعد أن يذيقهم طعم الهزيمة.. ذلك أملنا الكبير لنموت مرتاحين ومطمئنين على مستقبل أمتنا وحريتها وكرامتها لصون حياة أبنائنا وأحفادنا من بعدنا.. والله المستعان.
> ماكُتب عن ثورة 14اكتوبر بعد مرور 39 عاماً على انطلاقتها.. هل هو قريب من الحقيقة؟
>> أؤكد ان ما كتب عن هذه الثورة الشعبية العظيمة.. الثورة اليتيمة -كما كنا نسميها في إحدى احلك لحظاتها عام 1966م- لا يقرب من الحقيقة بأي مقياس..ولقد قرأت اكثر من ثلاثين كتاباً ومؤلفاً لمؤلفين عديدين منهم اليمني والمصري والشامي والعراقي والروسي والانجليزي، فلم اجد من انصف هذه الثورة واعطاها حقها، عدا كتاب واحد فقط هو ما اسماه مؤلفه الاستاذ احمد عطية المصري «تجربة الثورة في اليمن الجنوبية» واسماه الاستاذ هاني الهندي في طبعته الاخيرة «النجم الاحمر فوق اليمن الجنوبية». وميزة هذا الكاتب انه عاصر الثورة منذ انطلاقتها من خلال عمله الدبلوماسي كقائم بالاعمال المصري في اليمن خلال تلك الفترة. وما ميز هذا الكتاب هو انه عبارة عن رسالة دكتوراه حصل عليها المؤلف، وبالتالي لا يستطيع ان يخضع معلوماته وتقييمه للاحداث لتسريبات المخابرات او لآراء حكام بعض الدول العربية ممن كان لهم يد على هذا الجانب او ذاك او للتجاذبات والمماحكات الحزبية والذين شنوا حملة شعواء على الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وقالوا عنها اكثر مما قاله مالك في الخمر، ولكن الحقائق لابد ان تتكشف يوماً ما. ولقد جاءت الوحدة المباركة في 22 مايو عام 1990م لتكشف الامور المخفية ولتضع الثورة المجيدة ورجالاتها ونضالاتهم على المسار الصحيح للتاريخ. وهذا ما جعل لهذه الثورة، وهي التي قامت على اكتاف ابناء الوطن اليمني وفقاً لأفكارالشعب واساليبه واهدافه في التحرر والاستقلال والتقدم. وما زلنا نعتقد ان هناك العديد ممن يعرفون الكثير من الحقائق عن مراحل النضال المختلفة وحرب التحرير. وأنني من على هذا المنبر اطالبهم بالاستجابة لنداء الاخ رئيس الجمهورية بالتقدم بما لديهم من معلومات لتوثيقها خدمة للوطن ولأبنائنا واحفادنا ممن لابد لهم من معرفة حقائق ما جرى بين 14اكتوبر 1963م و30نوفمبر 1967م وما تلاها من صراعات واقتتال.
> اعتدنا على ان يقوم الجانب القوي بتجيير حقائق التاريخ لصالحه.. فهل الوقت مناسب الآن لإنصاف من ظلموا؟
>> نعم.. اعتقد، بل اجزم بأن الوقت قد حان لانصاف المناضلين الحقيقيين، ابطال الثورة من ظلم وافتراء زملاؤهم، ومن المؤسف ان هذه العادة السيئة متبعة في كل انحاء الوطن العربي. لقد رأينا مثلاً اليساريين المصريين ينكرون دور انور السادات في ثورة 23يوليو مع ان الناس لم تكن قد سمعت إلاّ صوت السادات من اذاعة القاهرة صبيحة ذلك اليوم يعلن قيام الجيش المصري بحركته وقبل ان يعرف الناس اسماء الضباط الاحرار وعبدالناصر والشافعي وغيرهما وكنا قد عرفنا وسمعنا ورأينا اللواء محمد نجيب، قائد الثورة الذي سجن وعذب وأهين من قبل الضباط الذين قادهم وقاد ثورتهم، ولولاه ما نجحت الثورة.. ورأينا الكثير في اليمن ممن يحاولون تقزيم الدور العظيم للقائد عبدالله السلال ويحاولون طمس دوره التاريخي في قيادة ثورة 26سبتمبر. ورأينا اشقاء الملك سعود بن عبدالعزيز وهم يخرجونه ويخرجون مرحلة كاملة من تاريخ المملكة حكم فيها المملكة بعد والده مدة عشرة او اثنى عشر عاماً وهلم جراء.. ونحن في جنوب اليمن ليس استثناء عن تلك البلدان.
> مع ان الهدف كان واحداً هو طرد الاستعمار البريطاني من جنوب الوطن إلاّ ان زملاء السلاح اختلفوا في الميدان.. لماذا؟
>> عندما صدر القرار التاريخي من قيادة الجبهة القومية بتبني حركة الثوار في جبال ردفان وتحديد يوم 14اكتوبر 63م كيوم قيام الثورة كان ذلك بقصد التشبه الى حد ما بثورة المليون شهيد في الجزائر عندما انطلقت ثورتهم من جبال أوراس (وان كانت الثورتان قد بدأتا قبل ذينك التاريخين) اقول عندما تم ذلك وسارت الثورة في الجنوب اليمني من نجاح الى نجاح لم يكن هناك اي خلاف او اختلاف بين الاخوة رفاق السلاح، بل كان كل واحد منهم على استعداد تام ليفتدي زميله بنفسه ويقتل هو على ان يسلم صاحبه.. ولقد تابعت بنفسي بعض تلك العمليات خلال مسؤولياتي على القطاع الفدائي في فترة اعوام 64 و1965م حتى كان الاخوة يصرون على ضرب القرعة فيما بينهم من يتقدم لهذه العملية او تلك وكأنهم يتزاحمون ويتسابقون الى الاستشهاد ويبقى زميله على قيد الحياة. استطيع انا اشير الى عملية واحدة فقط كمثال للأثرة والمحبة والتضحية بين الفدائيين والذين قاموا بهذه العملية ما يزالون على قيد الحياة وهم: محمد احمد باشماخ (ابو سالم) واحمد هبة الله علي والباقون قد ذهبوا الى رحاب ربهم وهم: ناصر عمر فرتوت من لحج، وعبدالله الخامري من عدن، واخرجوني من العملية بالقرعة وبالقوة رغم انني المسؤول عن تلك العملية، ولقد توليت حمايتهم فيما بعد مع الشهيد يوسف علي بن علي.
ولم يتقاتل الاخوة رفاق النضال إلاّ بعد ان تدخلت الايدي الخارجية، ولا اقول الاجنبية، وانما الايدي العربية -مع الاسف- عندما رأت اجهزة المخابرات فيها ان الجبهة القومية قد سحبت البساط من تحت أرجل جميع الاحزاب القائمة يومئذ اليمينية منها واليسارية من شيوعية وبعثية الى آخره.. فتجمعوا حسداً وشكلوا ما اسموه منظمة تحرير جنوب اليمن، ثم قامت كل مجموعة بطرد المجموعة الاخرى من المنظمة وماتت هذه المنظمة. وهنا جاءت الايدي لتفرض علينا قيام ما اسموها بجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وفرضوا علينا قيادات سلاطينية هما: السلطان احمد بن عبدالله الفضلي وجعبل بن حسين العوذلي وبعض رموز العمل الوطني من امثال المرحوم عبدالقوي مكاوي والاصنج وباسندوة، وكان اعتراضنا اساساً منصباً على وجود السلاطين في قيادة جبهة التحرير فكنا نتساءل كيف نقاتل القوى الاستعمارية والسلاطينية وعلى رأس قيادة جبهة التحرير اثنان من السلاطين الذين تركوا امور السلطنات لأشقائهم. وهنا تدخلت قيادة القوات العربية في اليمن وبعض المسؤولين في حكومة صنعاء لفرض الدمج بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير، ورفضنا ذلك بكل قوة واصرار، ومرت عشرة شهور بين 13يناير 66 و13اكتوبر عام 66م ونحن نحاول ايجاد صيغة موحدة يقبل بها الطرفان لمواصلة حرب التحرير ضد القوى الاستعمارية دون جدوى. وكانت هذه بداية الاقتتال الاخوي، إذ ان العديد من رفاقنا في الجبهة القومية ممن تعبوا وعجزوا عن تحمل الضغوط السياسية والشتائم والاتهام بالعمالة الذي يكال للجبهة القومية وعناصرها يومياً من مختلف أجهزة الاعلام المجاورة، فلم يستطيعوا المقاومة وانضموا الى جبهة التحرير ثم اختلفوا معها وشكلوا جهازاً آخر خاصاً بهم اسموه التنظيم الشعبي.
وسارت الامور هكذا من اقتتال الى اقتتال حتى انجز الاستقلال التام الذي تم على ايدي رجال الثورة الحقيقيين والذين كانوا من الصلابة بمكان واستطاعوا مقاومة كل الضغوط النفسية والمادية والتسليحية منذ 14اكتوبر 63م وحتى ليلة 30 من نوفمبر 1967م. اما الاقتتال بعد الاستقلال والحركات الانقلابية التي بدأت في 22/6/1969م ضد الرئيس قحطان محمد الشعبي واستيلاء ما أسموه بالجناح اليساري على السلطة وانقلاب عام 1978م ضد الرئيس سالم ربيع علي و13يناير 1986م بين الزمرة والطغمة فهي جرائم قتل وليس اقتتال بل جرائم ارتكبت ضد قوى الشعب المغلوب على أمره. والمطلوب الآن هو محاسبة هؤلاء المسؤولين عن هذه الجرائم وبيان حقائقها فيما يمكن ان نسميه المصارحة للعفو وتلك خدمة للوطن والاجيال المقبلة، وأما اسباب هذا الاختلاف فهو الفكر الماركسي اللينيني الذي اشاعه نائف حواتمه وأمثاله من مناضلي الفنادق والنوادي السياسية في عقول مجموعة من الاميين والجهلة ممن تولوا الحكم في تلك الفترة. وقد قال لي السفير الصيني في صنعاء عام 1972م خلال نقاش دار بيني وبينه في حفلة عشاء اقامها لي في منزله حاولت اقناعه بعدم دعم الحركة الشيوعية في الجنوب اليمني فقال لي: «ان من سوء حظ الشيوعية ان تطبق في بلد كاليمن الجنوبي»، ولكن من كان يستطيع ان يسمع او يرى او حتى يقول كلمة حق.
> لماذا لم تصدر وثائق وتوجيهات الجبهة القومية حتى الآن؟
>> الجواب ببساطة ان جميع.. او ان كنت اريد الدقة فأغلب الوثائق والتوجيهات قد دمرت وأتلفت خلال تلك الحروب بين الاخوة الاعداء لان من أمسكوا بزمام الامور في مختلف المراحل وجدوا انه ليس لهم ذلك الدور التاريخي فأرادوا طمس الجميع. واضرب لكم مثلاً الاخ علي سالم البيض، لم يكن متواجداً بالمكلا وليس له اي دور عندما اسقطنا سلطنات حضرموت الثلاث القعيطية والكثيرية والمهرية ثم وجد نفسه يشارك في الحكم في جميع المراحل من حكومة قحطان وسالم ربيع وعبدالفتاح وعلى ناصر واخيراً عهده المقبور فهل يستطيع اي كاتب او اديب او مؤلف ان يقول ان من اسقط حضرموت هو سعيد العكبري او خالد عبدالعزيز او سالم علي الكندي مثلاً.. لا لم يكن ذلك ممكنا ابدا وإلاَّ لاخذوه زوار الفجر واختفى مثله مثل الشهيد محمود صقران واحمد محمد يرجف ومحمدجميل باعبدالله من المناضلين الحقيقيين ممن تحملوا مسؤولية ذلك العمل الكبير فلابد من تمجيد دور السيد الجديد وهكذا اضاعوا تاريخ الثورة وقتل وشرد رجالاتها الحقيقيون.
> هناك جدال واختلاف حول قيادات العمل الفدائي الحقيقيين.. ماذا تعرف عن هذا الجانب؟
>> نعم هنالك اختلاف وجدال حول قيادات العمل الفدائي الحقيقيين وتسألني ماذا اعرف عن هذا الجانب واقول انني اعرف الكثير والكثير جداً لأنني بكل تواضع ممن ساهموا في تأسيس الجبهة القومية منذ اول يوم وشاركت مع زملائي في قيادة العمل الفدائي في عدن حتى شهر اكتوبر 1965 عندما تفرغت للعمل كقائد عسكري للمنطقة الشرقية حضرموت وشبوة والمهرة والقيادات الحقيقية للعمل الفدائي في عدن كما اعرفهم ويعرفهم الجميع ضمن الحرص على سرية اسماء القادة في تلك الايام بحيث لايعرف اي عضو اكثر من اعضاء حلقته او خليته او رابطته التنظيمية هم اربعة اشخاص فيصل عبداللطيف الشعبي وابو بكر علي شفيق وسالم ربيع علي وسعيد عمر العكبري اما القطاع الفدائي بكافة روابطه وخلاياه وحلقاته فهم كثيرون يعدون بالمئات ولكن هناك اشخاص متميزون اما بالشجاعة المتناهية والاقدام او بالدقة في التنفيذ وعدم التردد وسأذكر بعضهم فقط لان المجال لايساعد على ذكر الجميع مع اعتذاري للجميع فمنهم مثلا عبدالله احمد (عبدالسلام) ومحمد احمد باشماخ (ابو سالم) وعلي فرج باعبيد (شاهين) وحسن علي الصغير (بدر) ومنهم ايضاً الحاج صالح باقيس واحمد هبة الله علي وعبدالرحمن حسن فارع وخالد هندي وناصر عمر فرتوت ومحمد عبدالله الطيطي وعبدالله الخامري وعبدالنبي مدرم ومهيوب (عبود) وفضل محسن عبدالله والعوسجي واحمد ناصر مخادم وغيرهم بالمئات واذا كان هناك من يحاول تكذيب هذا فعليه ان يحدد من قام بعملية تفجير قارب القوات البحرية البريطانية امام مدخل جبل حديد..؟ من قام بعملية ضرب المجلس التشريعي في كريتر ومن استعمل اول مدفع بازوكا في عدن..؟ ومن قام بعملية ضرب المطار العسكري في خور مكسر بمدافع البازوكا..؟ ومن قام بعملية ضرب نادي ضباط القوات المسلحة البريطانية في خور مكسر واخيراً من هم الذين قاموا بتصفية الأحدى عشر جندياً بريطانياً في معركة البوليس الحربي (أرمبليس) وهي المعركة التي سيطرت بها الجبهة القومية على مدينة كريتر من قبل ثوار الجبهة القومية لمدة ستة عشر يوماً.
> هل تعتقد ان هناك حقائق ماتزال غائبة عن ثورة 14 اكتوبر لم يكشف عنها؟
>> من الحقائق التي لاتزال غائبة عن ثورة 14 اكتوبر المجيدة اوكما قلت الثورة اليتيمة.. الفقيرة التي يهرب الكثير من الاعتراف بفضلها وفضل من فجروها وقادوها في احلك الاوقات في تاريخ الوطن اليمني.. هو التاريخ السري لهذه الثورة ومن ثم الاعداد لها.. ومن هم الذين أعدوا لها ومن هم الذين قاموا بالمباحثات والمناقشات والمفاوضات حتى توصلوا الى الاتفاق بين مختلف المنظمات السريةالتي كانت تمارس العديد من العمليات العسكرية في عدن قبل قيام الجبهة القومية وهي المنظمات السبع المعروفة والتي تشكلت منها الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل.
> هل صحيح ان خلافات عبدالناصر مع حزب البعث قد عكست نفسها على الاوضاع في اليمن حينها؟
>> لا. ليس الخلافات بين حزب البعث والرئيس الراحل جمال عبدالناصر هي التي عكست نفسها على الاوضاع الداخلية في اليمن او على قيادة الكفاح المسلح ولكن في الواقع هو الخلاف المزمن بين الحركتين القوميتين حزب البعث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب الذين كانوا يعتبرون قريبين جداً من افكار الرئيس جمال عبدالناصر والخلاف بين هذين التنظيمين العربيين كان اقرب الى الخلافات القبلية منها الى ا لخلافات السياسية. فمثلا لو تبنى حزب البعث عملا معينا مهما كان جيدا كانت الحركة تقف منه موقفًا سلبياً معادياً والعكس بالعكس.. فما ان اندمجت حركة القوميين العرب فرع اليمن في تنظيم الجبهة القومية حتى اندفع الاخوة البعثيون الى معاداة الجبهة القومية ورموزها حتى ولو لم يكونوا من الحركة مثل ابو بكر علي شفيق وسعيد عمر العكبري وما ان اعلنت جبهة التحرير عام 66 حتى تطوع فيه البعثيون وانضموا اليها نكاية بالحركة المنافسة.
> توليت وزارة الادارة المحلية في أول حكومة تشكلت بعد الاستقلال ماهو أول قرار اتخذته؟
>> ان اول قرار مهم اتخذته كان قرار اعلان الصلح العام بين جميع قبائل اليمن الجنوبية ولمدة خمسة اعوام وكان الكثير من الاخوة الزملاء والوزراء وأخص بالذكر منهم الاخ رفيق النضال الشهيد سيف احمد الضالعي وزير الخارجية الذي كان كثيرا مايقول لي ياوزير القبائل تندر بهذا القرار.. ولكن لم يكن الكثير منهم يعرفون خفايا وعادات وقضايا الثأر في الريف اليمني وهكذا طبق ذلك القرار بشكل رائع لمدة 22 عاما كاملة والتزمت به جميع القبائل وقد عالجنا قضايا الثأر في جو من الاخوة والتسامح وهذا مانفتقده في وقتنا الحاضر.
> يقال ان عدم اعادة تحقيق الوحدة اليمنية يوم الاستقلال كان بسبب اصرار بعض الحركيين على اعلان دولة مستقلة في الجنوب تنفيذاً لرغبة بريطانية ماصحة ذلك؟
>> الحقيقة التي اعرفها جيداً وان كنت لست من الحركيين اصلا بل من قادة الجبهة القومية الناصرية وممن ساهموا في جميع مراحل تأسيس وتكوين وقيادة الجبهة القومية منذ اول يوم وحتى جلاء المستعمر استطيع القول بكل ثقة ان اعلان دولة الجنوب لم يكن باصرار من حركة القوميين تنفيذاً لرغبة بريطانية كما تقول في سؤالك وانما تم ذلك بسبب واحد فقط وهو قيام حركة 5 نوفمبر في الشمال واقصاء الرئيس عبدالله السلال عن الحكم.. وكان تقييمنا لهذه الحركة إنها حركة رجعية قد تعيد اسرة بيت حميد الدين الى الحكم في اليمن خاصة وان بعض رموزهذه الحركة كانوا معروفين باتجاهاتهم والبعض الآخر ممن تعبوا من القتال. هذا كان السبب الاول الأساسي لعدم اقامة الوحدة عند جلاء المستعمر عن ارض الجنوب وتأخير تحقيق الوحدة 22 عاماً كاملة.
> لماذا تم الاختلاف مع الرئيس قحطان الشعبي واقصائه من الحكم ثم سجنه مع انه وفيصل عبد اللطيف الشعبي رمزين للكفاح المسلح ؟
>>.. هنا أود ان اقول مالا يستطيع غيري قوله وقد لايعرفه الكثيرون وقد يختلف معي ايضاً الكثير من الرفاق وهذا تقييمي الشخصي للأمر.
فبعد ان ظهر الاخوة الذين يسمون انفسهم باليساريين بأفكارهم الشيوعية وتصرفاتهم الحمقاء ودعوتهم علناً الى تصفية الجيش والقوات المسلحة والامن العام وتسريح رجال الادارة وتأميم الاراضي والممتلكات ومارسوا هذه التصرفات وغيرها في ابين وحضرموت وكادوا ان يعلنوا انفصال حضرموت يومها ايضاً بقيادة علي سالم البيض وطغمته وهنا قامت السلطة بإنهاء هذه الاوضاع الشاذة وهرب زعماؤهم الى الشمال والى رومانيا والى روسيا ولكن بعد فترة تقل عن عام واحد وتدخل بعض الوسطاء قبل الاخ الرئيس قحطان محمد الشعبي اعادتهم الى منازلهم ووظائفهم وامتيازاتهم رغم اعتراض الجميع وخاصة فيصل عبداللطيف ومحمد علي هيثم وسعيد العكبري وكنا نحن الثلاثة نعتبر اعمدة الحكم ولكنه اصر واعادهم.. فردوا جميله بخيانتهم له وتآمرهم عليه حتى اسقطوه وسجنوه رغم كل الوساطات العربية من مصر ومن جورج حبش الذي ارسل وفد برئاسة الاخ ابو شريف ومن كوريا الديمقراطية.. اما من هي القوة التي اسقطت حكومة قحطان؟ فهنا بيت القصيد وهذا ماسأخص به جريدة «26 سبتمبر» الغراء واقول هذا للتاريخ هذه القوة تتمثل في الاخ المرحوم محمد علي هيثم.. فمثل ماكان الصراع بين حزب البعث وحركة القوميين هي حرب قبلية قبل ان تكون حرب سياسية كانت هناك حرب قبلية اخرى مماثلة تتم بين قبائل دثينة وقبائل العوالق فاذا التزم هذا الطرف لتنظيم سياسي معين التزم الطرف الاخر حزب سياسي منافس وهو الذي دفع قبائل دثينة للالتزام للجبهة القومية كون بعض قبائل العوالق قد التزموا لحزب الرابطة. فما ان خرج العوالق من الحكم عام 1968م بعد حرب الصعيد وعلى رأسهم الاخوة عبدالله صالح سبعه والاخ الشهيد عبدالله علي مجور قادة الامن بالجمهورية حتى اسندت قيادة الامن الى المرحوم الشهيد الصديق احمد وهو من قبائل دثينة وكان الجيش تحت قيادة الاخ المرحوم حسين عثمان عشال وقبيل خروج الاخوة العوالق الى الشمال زارني كل من الاخوين عبدالله صالح سبعه وعبدالله علي مجور اللذين تناولا طعام العشاء بمنزلي بمدينة الشعب وتوسلت اليهما بالبقاء والمقاومةغير انهما فضلا الخروج لحساباتهما الخاصة للقضية وبعدها تم التعديل الوزاري وتركت الوزارة قرفاً من الشقاق والدسائس بين رفاق السلاح وفضلت اللجوء الى جبال حضرموت وعندها شعر الاخ محمد علي هيثم بقدرته على الاستعانة باليساريين وهم قلة محدودة وليس لهم اي وجود فعلي لا في القوات المسلحة ولا في الأمن العام ولا في التنظيم السياسي.. فظن (ابو عاد) الله يرحمه انه سيكون الحاكم المطلق للجمهورية لو تخلص من قحطان الشعبي. وفعلا ًخطط للأمر ونفذ ما خطط له وقاموا بتمثيلية ساذجة تتمثل في طرده من وزارة الداخلية ورفضه للاقالة ثم القيام بانقلاب عسكري على القيادة الشرعية التنظيمية والسياسية. وكان يعتقد انه بوجود اشخاص على رأس السلطة وقيادة الامن وقيادة القوات المسلحة من منطقته كفيل بسيطرته على الاوضاع وكان يعتقد ايضاً ان اليساريين قلة قليلة وغير ناضجة غير انهم استطاعوا ان يتلاعبوا به وبقادته العسكريين ممن نفذوا لهم الانقلاب وتصفيتهم بعد ان خرج ورفض التعاون معهم كل الضباط الشرفاء امثال حسين عثمان عشال واحمد محمد بالعيد ومحمد احمد السياري وآخرون. وكانت النتيجة خروجه هو الآخر من الحكم وفوجئنا به مرسلاً الى موسكو ليأخذ دورة تنشيطية في الاشتراكية العلمية ولكنه فضل التواجد معنا لاجئاً سياسياً في مصر هذا هو السر الذي لايعرفه الكثير
— نقلا عن صحيفة 26 سبتمبر
----------------------------------
حد من الوادي
12-25-2014, 12:14 PM
وثائقي بثه التلفزيون السويسري عام 1967: عدن " برميل بارود شرق السويس" (فيديو)
الخميس 25 ديسمبر 2014 11:17 صباحاً
زيورخ (عدن الغد) ترجمة خاصة
• ترجمه من اللغة الألمانية إلى العربية / إياد الشعيبي - زيورخ
الحياة اليومية في عدن " برميل بارود شرق قناة السويس" حيث أكثر من خمسة عشر ألف من الجنود البريطانيين يسعون لوضع حد لـ "المقاومة المسلحة". لقد فشلوا مرة أخرى هذه المرة.
"رجل تم إطلاق النار عليه في سيارته ، من قبل من ؟ لا أحد يعرف. هناك العديد من الإرهابيين ولكن الحكومة مشلولة"
حتى أنها مشلولة وضعيفة جدا وهجمات مختلف ما يسمى جبهات التحرير، تطّلب بأن تُقدم الحكومة البريطانية في الخامس والعشرين من سبتمبر 1965 على ضم المدينة الصغيرة مرة آخرى تحت سيادة الاستعمار المباشر.
معاناة الإنجليز
الدستور الذي حصل عليه اتحاد الجنوب العربي تم منحه دون سابق إنذار. ومنذ ذلك الحين لا يزال الإنجليز يواجهون صعوبات أمنية في حماية المدنيين.
البريطانيون وبمساعدة الشرطة يفتشون كل عربة وكل شخص يمر عبر المنطقة ، لكنها عادة ما تجد مواد بروباجاندا دعائية من اليمن أو مصر مثل السكاكين والذخيرة. الفاعلون الحقيقيون لا يزالون غير مرئيين.
هذه جثة لشخص بريطاني الجنسية كان يعمل في الشيخ عثمان. لا يُتوقع وجود دوافع شخصية لمقتله ، كما أنه ليس لديه أعداء.
في مدة أقصاها العام 1968 وربما حتى هذا العام ، يريد البريطانيون أن يتركوا القرن الأفريقي الساخن. الجنوب العربي ومعه عدن يشكلان على حد سواء صورة سياسية وإثنية وطبيعية غير متجانسة.
منذ العام 1962 بدأ البريطانيون أن يفقدوا مستعمراتهم وحكمها الذاتي تدريجيا أكثر فأكثر.
الجنوب العربي أيضا نال قدرا كبير من الاستقلالية ، وبالإضافة إلى عدن اتحدت ستة عشر إمارة وسلطنة في إطار اتحادي.
من الناحية السياسية فقادة اتحاد الجنوب العربي هم اليوم أحرار . ينبغي عليهم أن يتوصلوا نحو سياسة خارجية مشتركة بمجرد مغادرة البريطانيين البلاد.
خسائر اقتصادية
عدن نفسها بقت الميناء الرئيسي للمحمية .. قريبا سوف يقضي الجنود البريطانيون على هذه القاعدة العسكرية الاستراتيجية.
هذه العودة ستكلف عدن سنويا حتى اثنين مليون فرنك.
إحدى السفن الكبيرة عندما تعج بالسيّاح تستطيع جلب خلال ساعتين تماما أكثر من مئة وعشرون ألف فرنك سويسري.
بلا شك تجد هنا تلك السيدات بالملابس والفساتين القطنية ، وكذلك على الأرجح الساعات السويسرية وأجهزة الراديو اليابانية والكاميرات الألمانية.
هنا أيضا يترك دائما القليل سفنهم من المسافرين القادمين من بريطانيا العظمى .
في أحد المنشورات يتم رصد الخطوة في الجنوب العربي. ويعني ذلك بوضوح أحد أمرين : ينبغي على السياح هنا أن يكون لديهم الفرصة للإبلاغ عن عطشهم للمغامرة ورغم ذلك إيجاد الامتثال اللازم.
سكان المدينة اعتادوا خلال ذلك على الحياة في ضل الخطر.
بين السلطنات والقوميين
ليس بعيدا عن عدن خلف أحد البراكين المنقرضة تقع الصحراء. إلى هناك لا يثق سكان المدينة بالذهاب.
وراء الصخور والرمال تتموضع الستة عشر قبيلة التي اتحدت في اتحاد واحد محفوف بالمخاطر. وغالبا ما تندلع حروبا صغيرة ضد بعضها البعض.
هنا الحامية البريطانية في جبال ردفان. كل مساء تطلق النيران بكثرة . غالبية المقاومين التي تحصل على أسلحتها كما يظن البريطانيون من اليمن أو من دولة مصر.
الإمارة الأكثر أهمية في اتحاد الجنوب العربي تسمى إمارة بيحان. الأمير ذو الثماني والثلاثون عاما يمثّل بالنسبة لرجال حربه القسوة المطلقة.
العادات القاسية للأمير البيحاني تجعل سكان المدينة في حالة خوف عندما يقترب كل فترة إلى حدود المدينة.
في عيون القوميين فإن الأمراء والسلاطين هم خونة الذين باعوا أنفسهم للاستعمار ويفهمون الإنجليز.
في الواقع فإن أمير بيحان لا يشعر بالفرح لقرب انسحاب القوت البريطانية ، كما يشرح المترجم للمراسل الصحفي.
بريطانيا لم تعد أحدا على البقاء وسوف لن تبقى أيضا. ولكن إنجلترا تتحمل حتى الآن أربعة أخماس ميزانية هذه الإمارات ولا يتم ذلك بالطبع بشكل هادف.
من هذه المدراس المستعدة سوف يكون على الأطفال العثور على أعمالا لهم فقط في عدن.
الحدود اليمنية ومخاطر المستقبل
هذا الطريق إلى الشمال من عدن يؤدي إلى الحدود اليمنية. سوف تكون عندما يغادر البريطانيون المسار الأمثل للجفاف المبلول. كما يقول مراقبون
وإذا ما كان هناك خطرا بالفعل لا يزال من الصعب تقدير ذلك اليوم.
الأأمن يكون بأن تبذل الجبهات المسلحة والقومية جهد خاص ، لكي تصنع من فسيفساء الجنوب العربي دولة مستقلة.
قبل عامين تم تكليف اثنين من المختصين الإنجليز لوضع دستور جديد للجنوب العربي ، تم عمله جنبا إلى جنب مع الأمراء والسلاطين وسياسيين آخرين. لكن المعارضة القومية في عدن رفضت هذا الدستور من غير تمحيص حتى.
لقد أمِلَت في أن يتم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ، وبعبارة أخرى فالقواعد العسكرية البريطانية الضخمة عليها أن تمارس انتخابات مباشرة بموجب المعمول فيه بالأمم المتحدة وإعادة الارتباطات السياسية من القاهرة.
هذا الجيش يتم تدريبه من قبل ضباط بريطانيين لتوفير الحماية عند ذهاب البريطانيين.
سُئل وزير الإعلام عبد الرحمن جرجره في عدن ، إذا ما كان على البريطانيين التزامات أخرى.
"أنا أخشى من حرب أهلية لاحقا يقول الوزير ، لأنه لا ضمان لوجود أمن".
في أفقر أحياء العاصمة يعتبر المقاومين المسلحين كمحررين ، الأطفال يغنون بأنهم يحبون عبد الناصر ، والمدارس مغلقة.
من الصعب العثور في هذه الأجواء على سياسيين. لا سيما اولئك الذين ليسو متشددون. القومي الوحيد شيخان الحبشي لديه وقتا عصيبا.
بالنسبة للجنود البريطانيين فإن الحياة اليومية في عدن مملة ، لهذا السبب يستخدمون أوقات فراغهم للاستمتاع والتحدث بأساليبهم الأصلية.
قرب الرحيل
خمسة عشر ألف جندي يرابطون يوما قبل آخر في الشوارع وسفوح الجبال. الإدارات المدنية تختفي تدريجيا.
الجنود تتكلف حتى بدوريات الشرطة.
حينما كانت الكنيسة تنادي على فترة الغداء ، وصلت إخبارية بأن أحد الجنود تم إطلاق النار عليه في الزاوية.
هناك كان يتواجد شخص عربي لكنه لم يرى شيئا ولا يعرف. وسيكون من الخطر بأن يقول شيئا.
الكثير من الجنود ذهبوا للبحث في الأسواق.
أكثر من نصف سكان المدينة هم من اليمنيين، الذين لا يثق بهم الإنجليز في أغلب الأحيان.
حتى وقت قريب أوقع مقاومون ضحايا. ضباط وعرب يعملون لدى الحكومة. الآن توجه الهجمات أيضا بدون تمييز ضد المدنيين.
الرئيس جمال عبد الناصر يود بأن تشاور الحكومة البريطانية نفسها ، مما يؤدي إلى اتخاذ القاهرة قرار بشأن القوميين هناك. ويعني بذلك :أنه يمكن عقد مفاوضات بناءة من شأنها أن تكون هامة للدولة الفتية.
القضايا البينية عند الحدود اليمنية لم تنته بعد. المملكة العربية السعودية واليمن لم تعترفا بعد بهذه الحدود. مستقبل عدن يتوقف على قوى السيطرة والسلطات المختلفة.
بريطانيا بكل تأكيد تود البقاء بعيدة عن هذه الأشياء. بريطانيا سوف تنسحب.
• نشر الفلم الوثائقي بتاريخ 17 فبراير 1967 على قناة SF السويسرية
http://www.youtube.com/watch?v=Y6HbqFhmnYI
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
01-01-2015, 10:15 PM
القومجية العربجية لعناتها مستمرة الى اليوم في فلسطين وحضرموت والجنوب العربي ومايسمى باليمن
http://www.youtube.com/watch?v=slDuYxS5XDc
http://www.youtube.com/watch?v=n4bM4zLThac
الجزء الثانى من قصة عبد الحكيم عامر رفعا ابراهيم الجمال
حد من الوادي
01-01-2015, 10:24 PM
القومجية العربجية لعناتها مستمرة الى اليوم في فلسطين وحضرموت والجنوب العربي ومايسمى باليمن
http://www.youtube.com/watch?v=slDuYxS5XDc
http://www.youtube.com/watch?v=n4bM4zLThac
الجزء الثانى من قصة عبد الحكيم عامر رفعا ابراهيم الجمال
http://www.youtube.com/watch?v=KPT5nyUfwNU
حد من الوادي
01-14-2015, 07:56 PM
قال اكتشفنا ان ابرز قائد يمني معنا كان يخوننا لصالح الامام ..ضابط مصري يروي تفاصيل خاصة عن تجربة الجيش المصري في شمال اليمن
الأربعاء 14 يناير 2015 05:01 مساءً
مصراوي
كشف ضابط عمل في الجيش المصري خلال فترة الستينات من القرن الماضي تفاصيل خاصة عن تجربته العسكرية في شمال اليمن وذلك عقب اتخاذ الجيش المصري قرارا يقضي بالتدخل العسكري في اليمن .
ويتحدث الضابط ويدعى سمير توفيق حناوي سليمان عن تجربته في شمال اليمن زاعما ان الجيش المصري تعرض لخيانات كثيرة من قبل أشخاص كان يظنهم موالون له .
ونشر الحديث في صحيفة "مصراوي يوم الأربعاء ولاهميته تعيد "عدن الغد" نشره
''لم آت لأعيش بل أتيت لأحارب'' هذا ما قاله سمير توفيق حناوي سليمان – البطل المصري في حرب اليمن، الذي لقب بالأسد المصري عقب كشفه مؤامرة كادت أن تودي بحياة أفراد الكتيبة كاملة 1270 ضابط وجندي.
مصراوي انفرد بالحوار مع الأسد المصري في حرب اليمن ليكشف تفاصيل بطولته.
سمير توفيق حناوي سليمان من قرية الدوير مركز صدفة محافظة أسيوط، ولد في 23 يناير 1942، وبدأت خدمته العسكرية في 13 ديسمبر 1962.
لماذا نحارب العرب ونترك إسرائيل
يقول سليمان: بعد أن تم تجنيدي تم إلحاقي بالكتيبة 24 مشاة، وحينها تلقينا أوامر بالتحرك للعملية 9000 باليمن، وبالفعل نقلنا الطيران لليمن ونزلنا في منطقة الحديدة، وفي ذلك الوقت وقف اللواء قائد الكتيبة لإعطائنا محاضرة لرفع معنوياتنا، وقال ''حد عنده سؤال؟'' رفعت يدي طلبا للسؤال، وقلت له ''اليمن دولة عربية لماذا نحارب العرب ونترك إسرائيل ونخرجها من فلسطين''.
رد علي قائد الكتيبة قائلا: ''اليمن بلد عربي لكن الملك البدر وافق على إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في اليمن وهذا يمثل خطورة على أمننا حين نقاتل إسرائيل ويمكن للقاعدة أن توجه لنا ضربات من باب المندب''، وقال أن ''اليمنيين قاموا بثورة على الملك ولابد أن ندعمهم في ثورتهم''.
وبعد ذلك تحركنا على بلدة تدعي ''عبس'' – بكسر العين – وكنت حينها برتبة عريف وتوليت رئاسة كمين في منطقة ''المسبح''.
رفض بيع الذخيرة
يروي البطل المصري قصة رفضه بيع ذخيرة ليمنيين قائلا: جاءني 5 أشخاص يمنيين وطلبوا أن أبيع لهم ذخيرة، قلت لهم لا لن أبيع الذخيرة وأخون وطني، فقال أحد اليمنيين :'' خذ زلط – أي نقود'' وقلت لهم :''لا أريد أموال حكومتي توفر لي كل احتياجاتي''
بعدها قال لي أحد ال5 أشخاص يدعى ''الحاج فايد'' من منطقة المسبح: ''متروحش تتغسل يوم الخميس لأننا هنخنجروك'' – أي لا تذهب لتستحم يوم الخميس لأننا سنقتلك، وأجبته أنني لا أقبل تهديد وأنني سأذهب، وبالفعل يوم الخميس اصطحبت مجندين اثنين أحدهم يحمل ''آر بي جي'' والآخر يحمل رشاش آلي، وبينما أنا أغسل ملابسي عند صخرة كانت تقطر ماءً، جاء اليمنيون الخمسة وقالوا السلام عليكم، قلت لا سلام ولا كلام إلى أين، قالوا أتينا لقتلك وحينما سألتهم عن السبب أجابوا أنهم يريدون قتلي حتي يأتي آخر يبيع لهم الذخيرة ليتاجروا فيها وينفقون على أبنائهم، وبينما هم يتحدثون ظهر الجنديان وأجبرناهم على الاستسلام، وبعدها تركتهم يذهبون.
وذهب بعد ذلك الحاج فايد لقائد الكتيبة 24 مشاة العقيد ''عبد الفتاح عبد اللطيف سالم'' وقص له ما حدث وأنني قبلت أن أقتل ورفضت أن أخون مصر، فحدثني قائد الكتيبة حينها وطلب مني ترك موقعي وتسليمه لأقدم المتواجدين والذهاب لرئاسة الكتيبة، وحينما وصلت طلب مني أن أظل في رئاسة الكتيبة وألا أسمح بدخول أي يمني عدا ''أحمد حاظه'' لأنه يمده بمعلومات عن العدو.
كشف خائن
بعد يومين فوجئت بأحمد حاظه يطلب مني أن أبيع له الذخيرة، سألته بكم الصندوق، قال ب80 ريال، فطلبت منه مهلة ساعتين أفكر.
وذهبت لقائد الكتيبة أخبره أن أحمد حاظه خائن لكن قائد الكتيبة لم يصدق وقال ''مش ممكن لن أصدقك''، وتركته وذهبت لمكان البوابة وأتى أحمد حاظه وقلت له خذ صندوقين ب160 ريال لكنه اخذ صندوقا واحد وأعطاني 80 ريالا، وأخذت المال وذهبت لقائد الكتيبة وألقيتها على مكتبه، حينها انهار وظل في حالة من الذهول وهو يصرخ ''خونة خونة''.
وبعد تفكير طلب مني قائد الكتبة أن اتكتم على الأمر لحين القبض على حاظه حتى لا يقتلني.
وبعدها تم عمل كمين وتم القبض على أحمد حاظه وترحيله لصنعاء، وبينما يتم القبض عليه ظل يصرخ في وجهي ''سأقتلك''.
كشف مؤامرة ''ذبح الفراعنة''
لم أطمئن لما يدور حولنا خاصة بعد خيانة أحمد حاظه الذي كان مقربا من قائد الكتيبة وطلبت من القائد عمل حملة تفتيش مكبرة على المنطقة خشية أن تكون هناك أسلحة يمكن استخدامها ضدنا.
وكان ذلك مساء الثلاثاء وقمنا بمداهمة المنازل في المنطقة يوم الأربعاء وكانت المفاجئة حين وجدنا مدافع هاون 82 و120 ودانات وأسلحة خفيفة أخرى، ومنشورات من الملك يحثهم على قتل الجنود المصريين كتب فيها ''يا أهل المحابشة نحن من الخارج وأنتم من الداخل ونقتل الفراعنة''.
وبعد أن تم جمع الأسلحة ووأد المؤامرة اتصل قائد الكتيبة بقائد اللواء وأخبره بما قمت به فطلب قائد اللواء أن يراني.
وأخذوني داخل عربة مدرعة لقائد اللواء وقال لي ''تعالى يابطل''.
بطل ليه يافندم
قائد اللواء: كفاية اللي عملته
يافندم انا عملت واجبي
وقال لي ماذا تريد؟ وحينها رفضت أي علاوة أو مكافأة أو ترقية واكتفيت بيومين إجازة.
وعقب الإجازة عدت للكتيبة ووجدت الضباط والجنود يلتفون حولي ويشكرونني.
فراش في مسجد
أنا أنهيت خدمتي العسكرية يوم 16 يوليو 1966 ، ولكنني واجهت مضايقات لتعييني ووصل التعنت ضدي لحد كبير بإرسالي للتعيين فراشا في مسجد، وحينما ذهبت للمكتب قدمت شكوى وقلت لهم كيف لي وأنا مسيحي أن أعمل في مسجد، وتم قبول الشكوى وتعييني في معهد القلب.
هل لديك رسالة تود أن تقولها للمسؤولين من خلال مصراوي؟
بعد إنهاء خدمتي في معهد القلب وقعت على استمارة أنني أرغب في التأمين الصحي، وقمت باستخراج بطاقة التأمين الصحي وهي موجودة معي حاليا، وحينما أردت تجديد البطاقة طلبوا مني ورقة من المعاشات تثبت أنني مشترك في التأمين الصحي، لكن الموظفين في المعاشات قالوا لي أنني غير مشترك، وحينما سألتهم كيف استخرجت بطاقتي المنتهية طالما أنني غير مشترك رفضوا الرد.
الموظفون أهملوا ولم يضعوا استمارة التأمين الصحي الخاصة بي في ملفي، وللأسف وجدتها بعد سنوات في ملف صغير في معهد القلب، وحينما قدمت شكوى في مكتب لاظوغلي للتأمين الصحي تم رفض الشكوى، ولم أتمكن من استخراج بطاقة التأمين الصحي، وأخبروني أنني لن استطيع استخراج بطاقة تأمين صحي إلا بعد أن يتم تعميمه على كل المواطنين.
أنا أدفع 500 جنيه شهريا على العلاج، وأعاني أمراضا كثيرة من فيروس الكبد الوبائي والبروستاتة والضغط والسكر، وأتمنى أن يتم استخراج البطاقة لي.
حرب اليمن في سطور
يذكر أن ثورة 26 سبتمبر أو حرب اليمن أو حرب شمال اليمن الأهلية هي ثورة قامت ضد المملكة المتوكلية اليمنية في شمال اليمن عام 1962 وقامت خلالها حرب أهلية بين الموالين للمملكة المتوكلية وبين المواليين للجمهوريّة العربية اليمنية واستمرت الحرب ثمان سنوات (1962 – 1970).
وسيطرت الفصائل الجمهورية على الحكم في نهاية الحرب وانتهت المملكة وقامت الجمهورية العربية اليمنية. بدأت الحرب عقب انقلاب المشير عبدالله السلال على الإمام محمد البدر حميد الدين وإعلانه قيام الجمهورية في اليمن. هرب الإمام إلى السعودية وبدأ بالثورة المضادة من هناك.
تلقى الإمام البدر وأنصاره الدعم من السعودية والأردن وبريطانيا وتلقى الجمهوريين الدعم من مصر جمال عبد الناصر. وجرت معارك الحرب الضارية في المدن والأماكن الريفية، وشارك فيها أفراد أجانب غير نظاميين فضلاً عن الجيوش التقليدية النظامية.
أرسل جمال عبد الناصر ما يقارب 70000 جندي مصري وعلى الرغم من الجهود العسكرية والدبلوماسية، وصلت الحرب إلى طريق مسدودة واستنزفت السعودية بدعمها المتواصل للإمام طاقة الجيش المصري وأثرت على مستواه في حرب 1967 وأدرك جمال صعوبة إبقاء الجيش المصري في اليمن.
انتهت المعارك بانتصار الجمهوريين وفكهم الحصار الملكي على صنعاء في فبراير 1968 وسبقها أيضاً انسحاب بريطانيا من جنوب اليمن وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
وفي أغسطس، قام عبد الناصر باستدعاء 15000 جندي لتعويض الجنود الذين فُقدوا في حرب ذلك العام مع إسرائيل.
http://www.youtube.com/watch?v=7A1YtsI1hpQ
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
01-21-2015, 02:44 PM
اليمن..تاريخ حديث صنعته الدماء.. 60 عاما بين الانقلابات بدأها «أحمد يحيى» على «الإمام».. وآخرها انقلاب الحوثيين على هادي
الأربعاء 21 يناير 2015 01:52 مساءً
عدن(عدن الغد)وكالات:
•"أحمد يحيى" قائد الانقلاب على "الإمام" كان مصيره الإعدام بملعب لكرة القدم
•عبد الرحمن البيضاني.. العقل المدبر لثورة 1962
•مصر تدخلت في ثورة 1962 لصالح الثوار
•جمال عبد الناصر للثوار: "نبارك خطواتكم وسنكون مستعدين لدعم الثورة اليمنية"
•شرارة الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين بدأت في يونيو 2004
لاشك أن تاريخ اليمن الحديث، رسم جانبا مهما من تاريخ المنطقة العربية بالكامل ومنها مصر، أحد أهم صناع القرار في القضية اليمنية حتى وقت قريب، إلا أن انشغال القاهرة بالداخل لن يؤثر على اهتمامها بمصالحها التجارية خاصة في مضيق باب المندب المنفذ الحيوي لقناة السويس أهم ممر ملاحي في العالم.
وبدأت علاقة القاهرة بالاحداث اليمنية في عام 1955، عندما كانت القاهرة لا تزال تتلمس طريقها بعد تولى الزعيم جمال عبد الناصر مقاليد السلطة في البلاد قام قائد جيش الإمام المقدم أحمد بن يحيى الثلايا بمحاصرة قصر الإمام في تعز. واختلف قادة الانقلاب على تحديد مصير الإمام، فمنهم من رأى قتله ومنهم من رأي تعيين أخيه "سيف الله" عبد الله بن يحيى حميد الدين.
وقامت نساء بيت حميد الدين بقص شعورهن وإرسالها في أظرف إلى القبائل كاتبات " ياغارة الله بنات النبي" من باب إثارة حمية القبائل الزيدية للدفاع عن أعراض بنات بني هاشم اللاتي تنتمي إليهن الأسرة الحاكمة ـ أو كما هو متعارف عليه ـ فشنت القبائل هجوما على تعز وأفشلت مخطط الضباط واعتقل أحمد الثلايا و"حوكم" في ملعب لكرة القدم في المدينة وحكم عليه بالإعدام قال حينها جملته المشهورة :"قبحت من شعب أردت لك الحياة فأردت لي الموت" وسجن الإمام كل من : علي محمد السنيدار وأحمد المروني ومحمد الفسيل وصالح السنيدار وحسن العمري وعبدالسلام صبرة وكل هؤلاء كان لهم أداور قيادية في ثورة 1962 بعد ذلك.
اندلعت ثورة أخرى في 26 سبتمبر 1962 استطاعت إسقاط المملكة المتوكلية وتدخل فيها الجيش المصري لصالح الثوار. وقفت السعودية والأردن وبريطانيا إلى جانب الإمام البدر وقام الثوار بالثورة لأن الحكم الإمامي أبقى شمال اليمن معزولا عن العالم الخارجي فلا كهرباء ولا بنية تحتية للبلاد إضافة أن عددا كبيرا من ضباط الجيش زار مصر والعراق وساءهم تخلف اليمن مقارنة بتلك الدول.
وأخرج الإمام أحمد الضباط من السجون وعينهم في مناصب قيادية أملا في طي صفحة إنقلاب 1955. وبدأ الضباط وعدد من رجال القبائل مثل سنان أبو لحوم بتشكيل خلايا وأول عملية نفذوها كانت محالة إغتيال الإمام أحمد 1961 على يد عبد الله اللقية ومحمد العلفي ومحسن الهندوانة في الحديدة واستمرت المناوشات وطلب الضباط دعما من جمال عبد الناصر الذي رد قائلا :" نبارك خطواتكم وسنكون مستعدين لدعم الثورة اليمنية".
وتخوفت السعودية من المد الناصري فأرسلت أموالا وأسلحة لدعم القبائل الموالية للإمام البدر واشترك إلى جانب الملكيين قوات من المرتزقة من جنسيات مختلفة وشكل إنسحاب الجيش المصري بعد النكسة عام 1967 ضربة للجمهوريين فحوصروا في صنعاء فيما عرف بحصار السبعين ورغم تفوق الملكيين والإمدادات التي لا تنقطع، انتصر الجمهوريون وكان من شأن ذلك إعتراف السعودية بالجمهورية العربية اليمنية.
* النزاعات بين الشمال والجنوب
خلافا لألمانيا الشرقية والغربية أو كوريا الشمالية والجنوبية، كانت العلاقة بين شطري اليمن ودية نسبيا. كانت هناك مناوشات قصيرة بين الدولتين في 1972 و 1979.
وتم توقيع اتفاقية القاهرة بين البلدين في 28 أكتوبر 1972 واتفقوا على عدة خطوات تأسيسية للوحدة تم إلغاء الاتفاقية من قبل شمال اليمن لمخاوف من نهج الإشتراكية المتبع في الجنوب وتم عقد اتفاق آخر في الكويت عام 1979 بين علي عبد الله صالح وعبد الفتاح إسماعيل نص على وحدة فيدرالية بين الشطرين، حكومة في صنعاء وأخرى في عدن وفي نوفمبر عام 1989 وقع علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض اتفاقية تقضي بإقامة حدود منزوعة السلاح بين البلدين والسماح للمواطنين اليمنيين بالتنقل بين الدولتين باستعمال بطاقة الهوية وتم إعلان الوحدة رسميا في 22 مايو 1990 واعتبار علي عبد الله صالح رئيسا للبلاد وعلي سالم البيض رئيسا للوزراء.
* حرب 1994
قامت حرب أهلية بين شهري مايو ويوليو بين الحكومة اليمنية والحزب الاشتراكي اليمني وخلفت ما بين 7000 - 10000 قتيل، حيث شعر الجنوبيون أن البرلمان المنتخب لا يمثلهم كون الأغلبية من المحافظات الشمالية لليمن واشتبكت القوات وقدم أنصار علي ناصر محمد الجنوبيون الدعم للقوات الحكومية والقبائل واشترك في الحرب الأحزاب الإسلامية في الجنوب المعادية للحزب الإشتراكي ودعمت السعودية الحزب الإشتراكي خلال الحرب على الرغم من موقفها المعلن والمعروف من هذه التوجهات السياسية.
* نزاع صعدة
اشتعلت شرارة الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين عندما اتهمتهم الحكومة بإنشاء تنظيم مسلح وقامت بتوقيف حسين الحوثي في يونيو 2004. اشتبك أنصاره مع القوات الحكومية وخلفت المواجهات 86 قتيلا من طرف الحوثيين و 32 من طرف الجيش واستمرت المواجهات إلى 10 سبتمبر حين قتل حسين الحوثي في غارة شنتها القوات اليمنية ومنذ ذلك الحين وعبد الملك الحوثي يتزعم الجماعة, واعتبر والده بدر الدين الحوثي زعيما روحيا لها.
جلب الصراع اهتماما دوليا في 3 نوفمبر 2009 عندما شنت القوات السعودية هجوما على مقاتلين حوثيين سيطروا على جبل الدخان في منطقة جازان جنوب غربي البلاد واتهم الحوثيون الحكومة السعودية بدعم النظام اليمني ماليا وإستراتيجيا عن طريق السماح للقوات اليمنية باستعمال الأراضي السعودية كقاعدة لعملياته.
وتتهم الحكومات اليمنية والسعودية إيران بدعم المتمردين ماليا وعسكريا في شمال غربي البلاد وقال يحيى الحوثي في لقاء مع صحيفة "تاغيس تساتونغ" الألمانية أن النظام اليمني يستعمل إيران لصرف الإنتباه عن الدور السعودي في البلاد وطالت الحركة عدة اتهامات من الإعلام السعودي وفقهاء زيدية وسلفية في اليمن ماشأنه أنهم تحولوا عن المذهب الزيدي إلى إثنا عشرية.
ونشرت وثائق ويكيليكس برقية للسفير الأمريكي مفادها أن الحوثيين يحصلون على سلاحهم في السوق السوداء باليمن ومن عناصر من الجيش اليمني ويسيطر الحوثيون حاليا على كامل محافظة صعدة مديريات حرف سفيان وشهارة وحوث في محافظة عمران و 40% من محافظة حجة وغالب محافظة الجوف.
* ثورة الشباب اليمنية
اندلعت مظاهرات شعبية على غرار الثورة التونسية وزادت حدتها بعد ثورة 25 يناير المصرية وخرج المتظاهرون للتنديد بالبطالة والفساد الحكومي وعدد من التعديلات الدستورية التي كان ينويها علي عبد الله صالح وقالوا أن مؤشر التنمية البشرية منخفض جدا في اليمن, إذ تحتل البلاد المرتبة 133 من 169 دولة يشملها التقرير والحكومة اليمنية هي أكثر الحكومات فسادا سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
* انقلاب الحوثيين
واليوم انقلب الحوثيون على الرئيس عبد ربه هادي منصور مبررين انقلابهم بأنه كان نتيجة فشل الرئيس والحكومة في إدارة البلاد مشددين على وطنية جيش اليمن.
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
01-31-2015, 02:04 PM
رابط فيديومن قناة عفاش مع علي ناصروحبة للضهوربين حين وحين
- YouTube (https://www.youtube.com/watch?x-yt-cl=85114404&v=jqBdyRfPnYA&x-yt-ts=1422579428#t=867)
رابط كلمة علي ناصرعندما قام مع زمرتة بتفجيرمجزرة 13 يناير
- YouTube (https://www.youtube.com/watch?v=POQEuPwzxtA)
حد من الوادي
02-01-2015, 01:24 PM
اليمن يصعد إلى الهاوية
الأحد 01 فبراير 2015 11:27 صباحاً
حسن مشهور
يستطيع المراقب الجيد أن يدرك، أن الأوضاع الراهنة باليمن تسير بخطى حثيثة نحو مصير أقل ما يوصف بأنه كارثي. فهذا البلد الذي طالما عانى على امتداد حقبات زمانية من عديد من الويلات، يبدو وكأنه مقدر له أن يعاني مزيداً منها في القابل من الأيام.
فبالعودة للتاريخ القريب لهذا القطر العربي الذي كان في مرحلة تاريخية يوصف بأنه أرض الجنتين، سنجد بأن تغيَّر الزعامات والأنظمة السياسية على امتداد تاريخه لم يزد المواطن اليمني إلا شقاءًً ولم يُضْفِ على حياته سوى مزيد من المعاناة.
فخلال فترة الحكم الأمامي الذي خضع له اليمن، نجد أن الإمام يحيى حميد الدين ومن بعده خليفته أحمد حميد الدين أو من كان يدعوه أهل اليمن «بأحمد واجناه» قد شكلا وبالاً على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لهذا البلد التعس.
إذ أن ثلاثية «الفقر والجهل والمرض» لم تكن أبرز ما حفلت به مرحلة حكم الإمام أحمد، بل كان الرعب من شخصه أمراً يصاحب المواطن اليمني في ساعات راحته ويقض مضجعه أثناء نومه. فالرجل قد استغل حالة الجهل المتفشية بين عموم أبناء الشعب وتمكَّن من صنع هالة من حوله حول علاقته بعوالم الظلام وقدرته على تسخير الجن للتخلص من خصومه.
وإذا ما أضفنا لذلك الاغتيالات السياسية السرية والممنهجة التي مارسها بحق معارضيه السياسيين والتي كانت هي السمة الغالبة على فترة حكمه فسندرك جيداً أن المؤامرة التي أعدها خصومه وأدّت للتخلص منه مازال يراها عديد من أبناء ذلك الجيل هبة من السماء.
وعلى الرغم من الإطاحة بحكم الإمامية، بثورة العسكر التي أعدت في المطبخ السياسي المصري لحكومة عبد الناصر وتزعمها صورياً المشير عبدالله السلال، إلا أن الوضع لاحقاً قد ازداد سوءاً وتكشف عن مزيد من الخيبات وبدا حينها أن المواطن اليمني لم يكن محقاً حينها حينما بدا وكأنه يردد قول الشاعر:
إني ملكت في يدي زمامي.
فبخلاف المقدم إبراهيم الحمدي الذي خلف القاضي عبدالرحمن الإرياني في رئاسة اليمن في انقلاب أبيض وشهدت فترته الرئاسية القصيرة هدوءاً سياسياً وتركيزاً على تنمية حياة المواطن اليمني، فإن الحقبة الزمنية التي تلت اغتياله سواء في مرحلة حكم المقدم الغشمي أو حكم علي عبدالله صالح فإن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية اليمنية لم تشهد سوى مزيد من التدهور والانحدار.
وعلى الرغم من نجاح المواطن اليمني في المرحلة الثورية التي سميت اصطلاحاً بالربيع العربي من إزاحة صالح والعسكر بعد معاناة مريرة عانى فيها أبناء الثورة من ألاعيبه السياسية العديدة، إلا أن متتابعات الأحداث قد دفعت بالوضع اليمني نحو الأسوأ.
ففي الوقت الذي كان يحلم فيه الثوريون بانتخاب حكومة مدنية تتولى مشروع الإصلاح والنهوض بالوضع الاقتصادي والسياسي لليمن نحو الأحسن وخاصة بعد اختيار رئيس توافقي للجمهورية الثانية، فإننا نجد مساحات جغرافية من البلد قد غدت ملعباً لتنظيم القاعدة كما أن المليشيات المسلحة – الجماعات الحوثية – قد تمكّنت من التغلّب على الشرعية السياسية القائمة وفرض سيطرتها على مقدرات اليمن بالقوة.
الأمر الذي أدّى لوجود حالة احتقان داخلي وفوضى قد تهدد بتفجر الأوضاع الداخلية لليمن في أي لحظة ومن ثم دخول اليمن في نفق مظلم يهدد سلمها الأهلي وينذر باللاعودة. لذا فأنا أقولها جاداً للأمانة والتاريخ، إن المجتمع الدولي مطالب حالياً بتوجيه أنظاره نحو هذا البلد المنكوب والعمل على حل أزمته السياسية الراهنة ووضعه الاقتصادي الخانق بصورة عاجلة.
*الشرق السعودية
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
02-09-2015, 09:39 PM
كشف المستور فى اليمن
الاثنين 09 فبراير 2015 08:05 مساءً
فهمي هويدي
بعد مضى أكثر من نصف قرن على ثورة اليمن التى خلَّصت البلاد من حكم بيت حميد الدين. وقعت الانتكاسة الكبرى ودخلت اليمن فى حقبة حكم الحوثيين. إذ طبقا لما تم إعلانه فى صنعاء، فإن الحوثيين أكملوا انقلابهم، وقرروا إلغاء كل المؤسسات الحاكمة فيه، بما فيها البرلمان.
وأصبح عبدالملك الحوثى القابع فى معقله بصعدة هو القائد والمرشد، فى حين صار أحد أفراد الأسرة ــ محمد على الحوثى ــ ممثله والرئيس الفعلى فى صنعاء. فهو رئيس اللجنة العليا للثورة، وهو الذى سيشكل المجلس الانتقالى (551 عضوا) الذى سيكون بديلا فى البرلمان.
وهو الذى سيرأس المجلس الرئاسى المكون من خمسة أشخاص يفترض أن ينتخبهم المجلس الانتقالى ويتعين أن يوافق عليه مرشده، وهذا المجلس الرئاسى سوف يكلف من يراه بتشكيل حكومة انتقالية. وهى الإجراءات التى يفترض أن تتم خلال العامين المقبلين، وخلال تلك الفترة سيظل محمد الحوثى هو الآمر الناهى فى الدولة باسم مرشده عبدالملك.
هذا الكلام ليس توقعات ولا تسريبات، ولكنه مضمون إعلان رسمى وصف بأنه دستورى، وقعه السيد محمد الحوثى بصفته رئيسا للجنة العليا للثورة، وتم إعلانه فى القصر الجمهورى بصنعاء يوم الجمعة 6 فبراير الحالى.
منذ انقض الحوثيون على صنعاء فى 21 سبتمبر الماضى، فإنهم ما برحوا يتمددون فى أجهزة الدولة ومختلف المحافظات. وفى الوقت الذى كانوا يتفاوضون فيه فى صنعاء حول ما سمى بإجراءات السلم والشراكة، فإنهم كانوا يرتبون أوراقهم لاحتكار السلطة والقرار فى البلاد، بل إن مشاوراتهم مع ممثلى القوى السياسية كانت جارية فى فندق «موفنبيك» بصنعاء حتى مساء يوم الخميس 5 فبراير، فى الوقت الذى كانوا قد أعدوا فيه البيان الدستورى سابق الذكر الذى أعلن يوم الجمعة. وبعد ساعات قليلة فى نفس اليوم أصدر رئيس اللجنة الثورية محمد الحوثى قرارا بتشكيل لجنة أمنية ضمت 16 عضوا.
رغم أن الأحداث تتحرك بسرعة فى اليمن، إلا أننى أستطيع تسجيل الملاحظات التالية التى استخلصتها من حوارات أجريتها مع بعض المراجع اليمنية:
• أبرز الملاحظات أن الحوثيين بالخطوات التى لجأوا إليها تجاوزوا فكرة المشاركة التى كانت مطلبهم فى البداية وقرروا الانفراد بحكم اليمن. وهو ما فاجأ الجميع وأدهشهم. ومن القرائن الدالة على ذلك أن حوارهم مع ممثلى القوى السياسية اليمنية كان يفترض أن ينتهى يوم (السبت)، لكنهم استبقوا وأذاعوا إعلانهم الدستورى يوم الجمعة، الذى يفترض أنه يوم عطلة.
• إن موقف الرئيس السابق على عبدالله صالح الذى ظل حليفا مع الحوثيين منذ تحركهم الأخير لم يعد واضحا الآن. وعند الحد الأدنى بوسعنا أن نقول إن انفراد الحوثيين بالقرار على النحو الذى تم أثر سلبا على تلك العلاقة. الأمر الذى جعل الرئيس السابق يحاول الاحتفاظ بمسافة بينه وبينهم. وهو ما لاح فى الأفق حين اشترك فى المؤتمر العام الذى دعا إليه الحوثيون قبل أكثر من أسبوع، لكنه انسحب منه وسحب ممثليه فى نفس الوقت.
وسواء أدرك الرجل أن الحوثيين ذهبوا إلى أبعد باستكمال استيلائهم على السلطة، أو أنه اكتشف أن حصته من الانقلاب ستكون دون ما توقعه، أو أنه وجد أن الوضع المستجد سيؤدى إلى وقوع صدام بين الحوثيين والسعودية، فالشاهد أنه أراد أن يبتعد قليلا من المشهد حتى يصبح جزءا من الوضع المستجد.
• رغم أن الحوثيين تحدثوا عن مجلس انتقالى يضم 551 عضوا وشكلوا لجنة أمنية برئاسة وزير الدفاع وعضوية وزير الداخلية ومسئول الأمن الوطنى، إلا أنه من المشكوك فيه كثيرا أن ينجحوا فى تعاون الجميع معهم. لأن قرار احتكارهم للسلطة سيجعل العديد من القيادات اليمنية تعزف عن التعاون معهم، مضحية بارتباطاتها السياسية وولاءاتها القبلية. وقد قيل إن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحى الذى وضع على رأس اللجنة الأمنية كان متحفظا عليه فى منزله وأنه حضر مرغما المؤتمر الذى أذيع فيه الإعلان الدستورى، ولذلك ظهر بثيابه المنزلية فى الصف الأول من المشاركين. والكلام متواتر عن رفض آخرين من القياديين التعاون مع الحوثيين. ومن هؤلاء وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الوطنى.
• ثمة همسات تتحدث عن ازدواجية الموقف الأمريكى، لأن البيت الأبيض أعلن رسميا استمرار اعترافه بشرعية نظام الرئيس هادى عبدربه منصور، فى الوقت الذى تتحدث جهات أخرى عن ترحيب واشنطن بالدور الذى قام به الحوثيون لاعتقادهم بأنهم بمقدورهم التصدى لتنظيم القاعدة وكسر شوكته فى اليمن، وهو أكثر ما يهم الإدارة الأمريكية فى الوقت الراهن.
• لأن السعودية من أكثر الدول التى تضررت من الانقلاب فى اليمن، إذ اعتبرت نجاحه بمثابة تهديدا لأمنها القومى، فالثابت أنها لن تقف موقف المتفرج مما يجرى هناك. وثمة معلومات تحدثت عن اتصالات سعودية مع شيوخ القبائل الرافضين للانقلاب. ومعلومات أخرى عن وصول شحنات من السلاح من الخارج إلى قبائل مأرب التى لا تزال تقاوم تغول الحوثيين وترفض الاعتراف بسلطتهم.
• فى حال رفض مجلس التعاون الخليجى الاعتراف بالوضع الجديد، وإذا حذت أغلب الدول العربية حذو الدول الخليجية، لاحظ أن الجامعة العربية غائبة ولم يسمع لها صوت.
إذا حدث ذلك فإن اليمن سيتعرض لحالة من العزلة التى يمكن أن يكون لها صداها القوى والمؤثر فى الداخل، خصوصا فى ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى تعانى منها البلاد.
هذا كله وغيره ستكشف عنه الأسابيع المقبلة التى ستبين لنا بصور أوضح وأفصح إلى أين يتجه اليمن، وما علينا إلا الانتظار.
الشروق المصرية
شجميع الحقوق محفوظة شبوة الحدث © {year}
حد من الوادي
02-16-2015, 01:46 PM
المأزق السعودي الخليجي في اليمن يتفاقم
الأحد 15 فبراير 2015 10:34 مساءً
عبدالباري عطوان
النقطة الابرز التي وردت في البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد يوم السبت في قاعة الاجتماعات في مطار قاعدة الرياض الجوية اكدت “على استئناف العملية السياسية في اليمن وفقا للمبادرة الخليجية” وحذر البيان “انه في حال عدم التوصل الى اتفاق فسوف تتخذ دول المجلس الاجراءات التي تمكنها من الحفاظ على مصالحها الحيوية في امن واستقرار اليمن”.
كلام جميل.. ولكن ما هي هذه الاجراءات التي يمكن ان تتخذها دول مجلس التعاون للحفاظ على مصالحها الحيوية هذه؟ فهل سترسل جيوشها واساطيلها البحرية والجوية لقصف تجمعات “انصار الله” الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، ويصدرون بياناتهم من قلب القصر الجمهوري، ويفرضون الاقامة الجبرية على رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ورئيس وزرائه خالد بحاح؟
لا نعتقد ان دول الخليج ستتدخل عسكريا في اليمن، وان تدخلت فتحت اجنحة الطائرات الامريكية، وبطريقة رمزية على غرار ما يحدث حاليا في العراق وسورية في اطار الحرب المعلنة ضد “الدولة الاسلامية”.
لم تتدخل جيوش دولة الا وهزمت او لم تنتصر على الاقل في اليمن، حتى ان صنعاء ظلت عصية على الامبراطورية العثمانية، ومن قبلها الامبراطورية البريطانية التي حصرت وجودها في عدن وجوارها الجنوبي، وكانت النصيحة الابرز للملك عبد العزيز آل سعود لنجله الامير (الملك) فيصل بالعودة فورا عندما توغلت القوات التي كان يرأسها في العمق اليمني، حتى لا يقع في هذه المصيدة التي لا ينجو منها احد، ولعل تجربة الحرب السعودية المصرية في اليمن في الستينات الا احد الامثلة المغرقة في دمويتها في هذا الصدد، وهي الحرب التي قادت الى الهزيمة العربية الكبرى عام 1967، ولم يصلح حال العرب من حينها.
***
لا نعتقد ان الولايات المتحدة المتورطة في حربين حاليا (افغانستان والعراق) وثالثة غير مباشرة في اليمن مستعدة لتلبية الاستغاثة الخليجية هذه واستصدار قرار عن مجلس الامن الدولي تحت “البند السابع″ بفرض الامن والسلم الدوليين في اليمن، فالادارة الامريكية لا تساوي بين التمرد الحوثي و”الدولة الاسلامية” ولا تعتبر القضاء على الاول “اولوية” على غرار ما تفعل ضد “الدولة الاسلامية” لانها تخاف من ايران اولا، ولا تريد عرقلة اي اتفاق نووي معها.
السياسات الخليجية في اليمن كانت وما زالت “كارثية” ومرتبكة وتفتقد الى الرؤية والاستراتيجية الواضحة والمدروسة، ولا نبالغ اذا قلنا انه لا توجد سياسة خليجية موحدة اساسا، وانما “مناكفات” وردود فعل لا اكثر ولا اقل.
نشرح اكثر ونقول انه لا يوجد “مشروع خليجي” موحد في اليمن، او اي مكان آخر في الوطن العربي، وانما مشاريع لآخرين تساندها الدول الخليجية ومواقف متضاربة لا يوجد اي تنسيق بينها، ففي سورية تدعم قطر جهات وتدعم السعودية اخرى مضادة لها، وفي ليبيا تدعم الامارات اللواء خليفة حفترى وكتائب الزنتان، بينما تقف قطر بصلابة خلف قوات “فجر ليبيا” ودولة مصراته، وجماعات اسلامية متشددة، والشيء نفسه يتكرر تجاه مصر في عهد حكم الاخوان المسلمين، ثم في عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ولا داعي للاطالة.
المملكة العربية السعودية صاحبة “المبادرة الخليجية” في اليمن التي تريد من مجلس الامن الدولي التمسك بها وفرضها وفق البند السابع، وجدت نفسها وبعد ثمانين عاما، دون اي حلفاء في هذا البلد، لا القبائل، ولا حزب الاصلاح (الاخوان المسلمين) ونواته الصلبة آل الاحمر وقبيلة حاشد، ولا “انصار الله” الحوثيين (الشيعة)، ولا الحراك الجنوبي (السني) رغم انها استثمرت الكثير في اليمن منذ اليوم الاول لقيامها، وحتى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حليفها التقليدي الذي عالجته وانقذته من الموت انقلب عليها وتحالف مع اعدائها الحوثيين، وفضل خصمه علي سالم البيض زعيم اليمن الجنوبي المطالب بالانفصال التوجه الى طهران وتوثيق العلاقات معها، وسبحان من جمع الرجلين على حليف واحد!
ايران ترسل السلاح والخبراء العسكريين وربما الحرس الثوري الى حلفائها الحوثيين فماذا تقدم السعودية ودول الخليج لحفائها اليمنيين اذا وجدوا غير البيانات التي تطالب بالالتزام بمبادرتها ودعم السلطة الشرعية.. قولوا لنا بالله عليكم اين هذه المبادرة واين هي السلطة الشرعية الآن؟
يجب على وزراء خارجية دول الخليج الاعتراف اولا انه لا توجد سياسة خارجية خليجية موحدة او متفرقة، وان يبدأوا ثانيا بالاعتراف بهذه الحقيقة ويعملون على اصلاحها، بوضع مشروع خليجي يقوم على اسس وطنية عربية واضحة يضع حدا لكل التناقضات الحالية في العراق وليبيا ولبنان وسورية واليمن وحتى في فلسطين.
فالممكلة العربية السعودية زعيمة دول مجلس التعاون الخليجي، صاحبة المبادرة العربية للسلام في فلسطين هذه المرة، باتت خارج القضية الفلسطينية كليا، ولا احد يعرف ما هي سياستها الحالية تجاهها، فهي في حال قطيعة، ان لم يكن حالة عداء، مع حركة المقاومة الاسلامية “حماس″ بسبب ارتباطها بالاخوان المسلمين، وكذلك حركة الجهاد الاسلامي، اما علاقتها بسلطة رام الله فهي باردة، وما زال من غير المعروف حقيقة موقفها الحالي في الازمة السورية، وهناك من يقول انها انسحبت منها وباتت تركز على محاربة “الدولة الاسلامية” فقط.
السياسة السعودية، والخليجية بالتالي، تجاه اليمن كانت تقوم على ركيزتين اساسيتين: الاولى ان يظل هذا البلد فقيرا ضعيفا مقسما ومفتقدا لاسباب القوة، والثانية ان لا توجد فيه حكومة مركزية قوية، لان وحدة هذا البلد وقوته تشكلان خطرا على استقرار المنطقة، وهذا ما يفسر دعوة كل من الاردن والمغرب البعيدين كليا عن الخليج للانضمام الى مجلس التعاون واستثناء اليمن القريب جدا ثقافيا وجغرافيا وبشريا، والشح المخجل في المساعدات ودعم مشاريع التنمية فيه.
***
هذه السياسة نجحت في اضعاف اليمن وتقسيمه بل تفتيته فعلا، ولكن السحر انقلب على الساحر، فقد تحول اليمن الى دولة فاشلة، وسلطة مركزية ضعيفة، الامر الذي اوجد فراغا ملأته “القاعدة” طوال السنوات العشر الماضية، وهي “الدولة الاسلامية” الاكثر خطورة تقيم مضاربها وتتمدد وبسرعة متناهية وتجد تأييدا ومساندة من القبائل المحبطة من السياسة السعودية الخليجية وازدياد قوة ونفوذ التيار الحوثي معا.
تيار “انصار الله” الحوثي يمني، بل احد ابرز مكونات الديمغرافية اليمنية، اي انه ليس غريبا او طارئا، واستفاد استفادة كبيرة من غياب السياسات الخليجية السلبية والمظالم الواقعة على الشعب اليمني، وهذا من حقه، وتحالف مع القوة الايرانية التي لا تتخلى عن حلفائها، وهذا سر قوته، ورفع شعار العداء لاسرائيل وامريكا، وهذا عين الصواب، اي انه استفاد من اخطاء السياسات السعودية والخليجية التي تخلت عن المقاومة الفلسطينية وتحالفت مع امريكا، وخاضت وتخوض كل حروبها في المنطقة والعالم.
الدول الخليجية وبسبب غياب المشروع السياسي والاستراتيجي المتكامل واعتمادها المطلق على امريكا التي تخلت عنها لصالح التقارب مع ايران في لمح البصر، تجد نفسها في العراء، ووسط بيئة معادية، ومحاطة من الاعداء من كل اتجاه، “الدولة الاسلامية” في الشمال، وايران في الشرق، والدولة اليمنية الفاشلة والتيار الحوثي في الجنوب، والغموض في الغرب (مصر).
من يتحمل مسؤولية هذا الوضع المرعب؟
اسألوا مئات الخبراء والمستشارين والمفكرين وبنوك العقول (Thinktank) الخليجية، التي تنفق عليها مئات الملايين من الدولارات لعل عندهم الاجابة!
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
02-20-2015, 10:37 PM
لماذا ينبغي تجنب الحرب بالوكالة في اليمن؟
الجمعة 20 فبراير 2015 09:47 مساءً
الرياض(عدن الغد)الخليج الجديد:
في ليل 26 سبتمبر/أيلول 1962 المقمر والمليء بالنجوم، توغلت أربع دبابات وحاصرت قصر «الإمام بدر» في العاصمة اليمنية صنعاء. وعندما سمع «الإمام بدر» هو ووالد زوجته الدبابات نزل من أعلى غرفة في غضون ثواني معدودة قبل أن يتعرض القصر للقصف.
لقد كان ما حدث انقلابا أغرق اليمن في حرب أهلية لمدة قاربت الثماني سنوات أتت على الأخضر واليابس. وأصدر «الإمام بدر» الأوامر إلى حراسه الذين بقوا موالين له بإحضار المدافع الرشاشة. وخرج «بدر» ووالد زوجته إلى أحد شُرف القصر وفتحوا النيران على الجنود المتمردين الذين حاصروا المنزل وفي الوقت ذاته قاموا بإلقاء ما يشبه المولوتوف على الدبابات أدنى الشرفة. وفر الجنود مؤقتا، وواصل «بدر» القتال بين الجبال الوعرة الموجودة في شمال غرب اليمن حتى انتهى به المطاف إلى النفي للمملكة المتحدة في عام 1970م. وأنهى نفي الإمام «بدر» حكم الإمامة الزيدية التي حكمت أجزاء من اليمن لألف سنة.
وكان زعيم الانقلاب آنذاك هو الجنرال «عبد الله السلال» الذي حصل على دعم من الرئيس المصري «جمال عبد الناصر». وفي غضون أشهر، كان عدة آلاف من الجنود المصريين على أرض الميدان في شمال اليمن لدعم أنصار «السلال» في قتالهم ضد أنصار «الإمام بدر». وتم تمويل مؤيدي «بدر» من قبل المملكة العربية السعودية سرا وعلانية، بينما دعمهم سرا في بعض الأوقات الأردن وإسرائيل وإيران وفرنسا والمملكة المتحدة، وجميعهم كان له مصلحة استراتيجية في إضعاف ناصر والجيش المصري.
ودفع ذلك «ناصر» في نهاية المطاف لأن يعزز قواته هناك بأكثر من خمسين ألف جندي تدعمهم طائرات الميج والأسلحة الثقيلة. وعلى الرغم من عدد الجنود الكبير والدعم الجوي وحتى استخدام أسلحة كيميائية من قبل الجنود المصريين، أصبحت الحرب في اليمن كما وصفها «ناصر» فيما بعد: «فيتنام الخاصة بي».
أصداء الستينيات
ومع سيطرة الحوثيين في الآونة الأخيرة على الكثير من شمال اليمن، فإن أصداء الستينيات تتردد الآن. ويبدو أن ثمة احتمال ضئيل في نجاة اليمن من التحول إلى ساحة حرب يطول أمدها بين اثنين من القوى الإقليمية: المملكة العربية السعودية وإيران.
يعارض السعوديون بشدة الحوثيين لكونهم زيديين يتبعون الإسلام الشيعي. ويخشى السعوديون أن «ثورة» الحوثيين يمكنها أن تنتشر عبر الحدود في الجنوب وتؤجج الوضع أكثر مما هو عليه بين الأقلية الشيعية المضطربة هناك. وفي أبريل/نيسان من عام 2000 أخمد السعوديون تمرد الشيعة في محافظة نجران على الحدود مع المناطق التي يسيطر عليها حاليًا الحوثيون.
وعلى الجانب الآخر من حرب الوكالة الناشئة توفر إيران التي تقدم دعما ماديا محدودا للحوثيين. وهناك ادعاءات بشأن توريد إيران أسلحة للحوثين بل وتوفير خدمات تدريبية لعناصرهم، وهو أمر مشكوك فيه. وليس الحوثيون بحاجة إلى أسلحة - لديهم أكثر مما يمكنهم إدارته أو استخدامه - والمقاتلون الحوثيون الرئيسيون لديهم خبرة قتالية عالية ومن ثم فلا يحتاجون إلى تدريب. ومع ذلك؛ فإنه إذا تم عزل الحوثيين - سياسيا - فقد يزيد ذلك من مستوى التعامل مع إيران.
ما الذي يريده الحوثيون، وما الذي يمكن لطهران أن توفره لهم؟ على الأقل - وبكميات رمزية - المال. ودخل الاقتصاد اليمني مرحلة الاحتضار. ويعتمد البنك المركزي اليمني على القروض والمنح المُقدمة من المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى. استقالة الرئيس اليمني «هادي» وحكومته وحل الحوثيين من جانب واحد للبرلمان اليمني بشكل غير قانوني قد يعني أن الأموال من دول الخليج قد ولت أيامها. والسؤال الذي بحاجة إلى إجابة الآن: من أين ستأتي أموال رواتب عشرات الالاف من البيروقراطيين اليمنيين والجنود. عدم وجود أموال لدفع رواتب موظفي الحكومة يشكل تحديا خطيرا، ومن المحتمل أن يكون أداة قاتلة للقيادة الحوثية.
وسوف تستفيد المملكة العربية السعودية بقوة من الموارد المالية المحدودة للحوثيين من خلال توقيع شيكات على بياض لزعماء العشائر والشخصيات العسكرية النازحة التي تعارض الحوثيين وتوافق على قتالهم. وما يثير القلق أكثر هي حقيقة أن بعض هذه الأموال يمكن أن تأخذ طريقها إلى جماعات مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية العدو اللدود للشيعة الحوثيين. القاعدة في شبه جزيرة العرب عبارة عن منظمة غير متبلورة أكثر بكثير مما يفترض في العادة. ويعني استيلاء الحوثيين على صنعاء واستقالة الحكومة أن الخطوط الفاصلة بين رجال القبائل والمليشيات القبلية المعارضة للحوثيين والمسلحين المتحالفين مع القاعدة في شبه جزيرة العرب سوف تصبح أقل وضوحا. وسوف تكون المنظمات السلفية المتشددة - مثل القاعدة في شبه جزيرة العرب - أقوى المستفيدين من حرب الوكالة في اليمن.
الدعوات التي يطلقها البعض في الحكومة اليمنية لأعضاء مجلس التعاون الخليجي بالتدخل في اليمن من أجل إجبار الحوثيين على الانسحاب بمثابة خطوة أولى نحو إشعال حرب جديدة بالوكالة في اليمن. وسوف تذهب هذه الدعوات أدراج الرياح؛ على الأقل من حيث التدخل البري العلني. ولا يملك أعضاء دول مجلس التعاون الخليجي - وبالأخص المملكة العربية السعودية - قدرات أو قرارات التدخل العسكري في اليمن. اليمن بالتأكيد ليس البحرين. ومع ذلك فإن بعض أعضاء دول مجلس التعاون الخليجي تمول بلا شك مجموعة من التحركات السرية في اليمن، والتي سوف تضع الوقود على النار التي تهدد باكتساح اليمن.
الحوثيون حركة يمنية متجذرة بعمق في السياق الاجتماعي والثقافي اليمني أكثر مما تعتقد جميع الأطراف الخارجية بما في ذلك الموجودين في حكومة الولايات المتحدة مثل أعضاء مجلس الشيوخ «جون ماكين» و«ديان فينستين» الذين طالبوا مؤخرا بمزيد من «الجنود على الأرض» في اليمن. ربما يذكرنا هذا بالكلمات الأخيرة للمشير «عبدالحكيم عامر» - مهندس حملة مصر الكارثية في شمال اليمن - «نحن لم نكلف أنفسنا عناء دراسة الآثار المحلية والعربية والدولية أو المسائل السياسية والعسكرية المتعلقة بالأمر. وبعد سنوات من الخبرة أدركنا أنها كانت حربا بين القبائل، وأننا دخلناها من دون معرفة طبيعة أرضهم وتقاليدهم وأفكارهم».
ويعزز تورط المصريين في اليمن الاعتقاد بأنهم كانوا يدعمون أحد الوكلاء - الجمهوريين - في ما يمكن أن يكون حربا قصيرة حادة ضد الملكيّين المدعومين من السعودية، ولكن انتهى الأمر بأن خسروا أكثر من عشرين ألف جندي قتلى هناك.
التدخل في اليمن دون الأخذ بعين الاعتبار تاريخ البلاد والتقاليد والخليط المعقد من الولاءات هي لعبة خطرة بالنسبة لجميع المشاركين فيها.
المصدر | مايكل هورتون، كاونتر بانش
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
03-01-2015, 10:23 PM
القوات المصرية هل ستعود بعد ۱۹٦۲ الى اليمن ؟؟
الأحد 01 مارس 08:07 2015 مساًء
د.محمد علي السقاف
التاريخ قد يعيد نفسه في عام ۲۰۱٥بحلة مشابهة أو مختلفة عن عام ۱۹٦۲ في عام ۱۹٦۲ ودعما للثورة
عند البعض وانقلاب عسكري عند البعض الاخر تدخلت القوات المصرية في عهد الرئيس الخالد جمال عبد
الناصر سنداً للقوي الثورية التي أطاحت بالإمام البدر المدعوم من المملكة العربية السعودية والآن في عام
۲۰۱٥ هناك انقلاب علي الشرعية الدستورية للرئيس هادي من قبل الحركة الحوثية التي تعتبر ان ما قامت
به هي ثورة وليس انقلاب .
في عام ۱۹٦۲ كانت هناك مواجهة بين مصر والسعودية كقوتين إقليميتين في المنطقة والآن في عام
۲۰۱٥ هناك تحالف مصري سعودي ( وخليجي ) في مواجهة المد الإيراني عبر جماعة الحوثي في اليمن
بما يشكل ذلك من خطر على البلدين والأمن القومي العربي فيما لو سيطر الحوثيون علي المنافذ البحرية
الدولية في باب المندب وخليج عدن وبحر العرب ولعل اقتراح مصر بتشكيل قوة عربية مشتركة يعني
الشيء الكثير والخطير علي أمن المنطقة ولعل أيضاً الاتفاق بين الحوثيين وإيران المعلن عنه هذا اليوم بتسيير ۱٤ رحلة بين صنعاء وطهران
لشركتي طيران البلدين اليمنية والإيرانية مؤشرات جداً خطيرة على الجنوب واليمن وإعلان ذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس السيسي للملكة
للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز مؤشرات بنذر حرب إقليمية قادمة تكون مسرحها اليمن .
الصراع الان هو بين القوي العربية ( مصر والسعودية والخليجية ) في مواجهة ايران القوة الإقليمية الاخرى الأولى تستند الي شرعية
دستورية لنظام الرئيس هادي والثانية متحالفة مع جماعة الحوثيين الانقلابية ما العمل إذن جنوبيا ويمنيا امام هذه التطورات ؟ وما مغزي اعلان
الرئيس هادي اليوم اعتبار صنعاء عاصمة محتلة ؟؟
كل هذه التطورات المتسارعة تنذر لعواصف خطيرة قادمة واذكر هنا ما طالبت به في مقالي الأخير منذ نحو أسبوع بضرورة حماية الجنوب
بطلب قدوم قوات دولية من الامم المتحدة الى المنطقة حيث في يوليو ۱۹٦۳ بعثت الامم المتحدة باقتراح من يوثانت الأمين العام للامم المتحدة
حينها وبقرار من مجلس الامن الدولي بعثة أممية ( هيئة شبه عسكرية ) للتحقيق والتهدئة المسماة (MONUY ) تم نشرها على الحدود
السعودية اليمنية للمراقبة والمتابعة في الخلاصة .ج
الان اليمن وفق قرار مجلس الامن الدولي واقع تحت الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة بشكل مختلف تماماً من الناحية القانونية عن فترة
الستينات وعليه على الرئيس هادي الذي يمتلك الشرعية الدستورية المعترف به إقليميا ودوليا اتخاذ ما يلزم في هذا الإطار من ميثاق الامم
المتحدة وبالطبع من المؤمل كما حدث في الستينات. الى توصل تفاهم مصري ///// سعودي حول حلا سلميا للازمة اليمنية هل بالإمكان التوصل
الي حلا سلميا الان بين القوي العربية وإيران ويسبقها او يسهل مهمتهما توصل الأطراف اليمنية نفسها الى حل بين الأطراف المتنازعة ولبلوغ
مثل هذا الحل يتطلب احيانا التلويح بالقوة والاستعداد لاستخدامها لتحكيم العقل والمصالح الوطنية العليا لخدمة الامن والاستقرار العالمي في
المنطقة قبل الانزلاق الي الحالة الليبية ؟؟ج
كلمة اخيرة : نداء عاجل لإطلاق سراح دولة رئيس الوزراء خالد بحاح الذي يخشى عليه ان يكون كبش الفداء امام الجهات المتصارعة وبات
ملفه ووضعه الان منسي من جميع الأطراف وهو مجرد تكنوقراط أراد خدمة وطنه للخروج من أزمة تشكيل الحكومة وأصبحت حياته في
مهب الريح هل بالإمكان إنقاذه ؟؟
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
08-22-2015, 02:57 PM
السبت 22 أغسطس 2015 06:40 صباحاً
اليمن ومنصور النقيدان و "الإصلاح"
جمال خاشقجي
صفحة الكاتب
سعودي يريد الخروج من دائرة الفقر
لماذا لن تقبل المملكة بوقف إطلاق نار آخر؟
سلام في اليمن ... سلام في السعودية
لكل زمان دولة ورجال ... وسياسة خارجية
أبو بكر الصديق في مواجهة الفكر المتطرف
------------------------------------------
لفت الأستاذ منصور النقيدان الانتباه إلى مستقبل اليمن بمقالته الثرية قبل أيام، «اليمن بعد التحرير، خطر التقسيم وعودة الإخوان»، وذلك من رؤية سعودية وإماراتية، حيث يقيم ويلتقي بأصحاب الرأي فيها، فيمكن فهم مقالته بأنها رؤية إماراتية، وخصوصا أن للإمارات دورا كبيرا في «عاصفة الحزم» وتحرير عدن، وكذلك فهي صاحبة مصلحة بوصفها دولة جوار (تقريبا) لليمن.
قراءة المقالة تفسر العنوان. الخطر عنده في الاثنين معا «التقسيم وعودة الإخوان»، غير أنه حيث أشار إلى التقسيم كخطر إلا إنه في ثنايا المقالة لا يراه كذلك، خصوصا لدول الخليج وأتفق معه في ذلك، إذ لا يهم دول المنطقة أن يكون هناك يمن واحد أو اثنان، المهم ألا يكونا محتربين أو معاديين لدول الخليج، والأفضل أن تبتعد هذه الدول عن قضية استقلال الجنوب فترفضها من ناحية المبدأ الآن، حتى يكتمل تحرير كل اليمن ثم تترك اليمنيين أنفسهم يقررون ما يريدون، وحدة أم انفصالا أم فيديرالية، المهم أن يفعلوا ذلك من دون حرب، إذ تكفينا جميعا واليمنيين قبلنا سنوات الحرب والجوع والألم.
الأهم في المقالة هو خطر عودة «الإخوان» وفق وصف الكاتب «إلى لعب دور سياسي أكبر مما يتوقع، وأخطر مما كانوا قنعوا به في السنوات الأربع الأخيرة»، ولا أعرف لمَ قال أربع سنوات فقط؟ ولعله خطأ مطبعي إذ إن «الإخوان» في اليمن يشاركون في الحكم هناك..
ووفق رواية الأستاذ النقيدان، وهو باحث دقيق، منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1970 أي 41 عاما، هي عمر اليمن الجمهوري والذين شاركوا في صنعه، إذ انحازوا للثورة وانهار في ثورة أخرى عام 2011 شاركوا فيها أيضا وبزخم كبير، وأضيف من عندي أن «إخوان اليمن» انخرطوا في مشروع «البديل الثالث» زمن الحرب الأهلية، الذي شجعه الراحل الملك فيصل مبكرا خلال صراعه مع جمال عبدالناصر، واستطاع به اختراق صف «الجمهوريين» مبكرا عام 1965. البديل الثالث طرح فكرة «الدولة الإسلامية» عوضا عن النظام الملكي أو الجمهوري، ونظّر لهذا التيار وقاده الراحل إبراهيم الوزير، الذي كان واسع الثقافة ومن أسرة هاشمية مرموقة، فجدّه أو والده قاد ثورة 1948 الإصلاحية، التي شارك فيها «الإخوان المسلمون» مباشرة من مركزهم العام في القاهرة، فكانت تلك المشاركة العابرة للحدود أول شرخ بينهم والمملكة، أدى إلى تأسيس توجسها من «الإخوان» وطموحاتهم.
السياسي الحذق لا يتوقف عند مفاصل التاريخ وإنما يعتبر منها ويوظفها لمصلحة قضيته، وهذا ما فعله الفيصل رحمه الله. القوة الثالثة جذبت عددا من شيوخ القبائل الجمهوريين إلى صف المملكة، وإن كان ذلك على حساب حلفائها الملكيين وآل حميد الدين، بل إن أبرز مثقفي وشاعر الثورة الراحل محمد الزبيري اغتيل شمال اليمن، وهو في طريقه إلى السعودية للقاء الفيصل بعدما انشق عن الجمهوريين، وشكل «حزب الله» الذي يدعو إلى حكومة إسلامية بديلة عن مشروع الملكيين الغارق في الزيدية، والجمهوريين الواقع تحت رحمة عبدالناصر ومخابراته، التي كانت تحكم صنعاء وقتذاك باسم الثورة.
الشاهد في كل ما سبق أن فكرة القوة الثالثة الساعية إلى حكم راشد في اليمن قديمة، تعددت أسماء أصحابها، فلا تختص بـ «الإخوان» فقط، وإن كل ما جرى في اليمن بعدما استقر الحكم فيه للعسكر الذين أقصوا رجل الفيصل المفضل (تقريبا) لحكم اليمن القاضي عبدالرحمن الأرياني، كان استقرارا واهما. وإن الصراع الحالي المتعدد الرايات، حوثيين، وصالح، ولقاء مشترك، ومثقفين، وحراك جنوبي، و«إخوان»، يصب كله في القضية الأم، البحث عن صيغة مناسبة لـ «الحكم الراشد» في يمن غير سعيد.
فهل يمكن بعد كل هذا، القول إن الخطر في اليمن هو في «عودة الإخوان»؟ بالطبع لا، بل الخطر في عودة الاستبداد، وتفرد أية قوة بالسيطرة على بلد متعدد المذاهب والأقاليم والتوجهات والقبائل. انفراد «الإخوان» بالسلطة في اليمن خطر، مثل تفرد الحوثيين المتحالفين مع إيران خطر أدى إلى إشعال الحرب الحالية، وكذلك تفرد عسكري اسمه علي عبدالله صالح خطأ، وإن بدت 30 عاما من حكمه استقرارا، ولكنه استقرار أفرز كل ما يعانيه اليمن اليوم، وتعانيه دول الخليج معه، فوضى، واحتراب، وفشل دولة، وتدخل إيراني، وفقر، وتهريب أسلحة وبشر ومخدرات، و«قاعدة» و«داعش»، هل نسيت شيئاً آخر؟
نعم، حزب «الإصلاح» سيعود قويا في اليمن مع سقوط غريمه الحوثي، وحليفه السابق علي عبدالله صالح، فهو «القوة الثالثة» المتبقية في الشمال بعد سقوط القوتين، والفضل في ذلك بعد الله هو للتدخل السعودي - الإماراتي كما يحب الزميل أن يسميه، و«التحالف» كما تحب المملكة أن تسميه، فما العمل؟ يقدم الأستاذ النقيدان وصفة ناجعة فيقول، بعد أن يلغي اختيار منح «الإصلاح» القيادة بوصفه رأس السنّة في اليمن، وهذا سيساهم في تقوية الزيدية وتيار الحوثي، ويعمق المشكلة الطائفية وجراح الحرب في اليمن:
«وأحسب أن الإصلاح لا يريد ذلك، بل نفاه لي أكثر من قيادي إصلاحي التقيتهم في الرياض، أكدوا أنهم عمدوا أنصارهم بعدم رفع شعارات الحزب في أي موقع يحرر أو ينسبون أي نصر يتحقق إلى الحزب، وأن شعارهم الآن هو تحرير اليمن ودحر الحوثيين، وتأجيل مسائل الحكم إلى ما تقرره الشرعية والإجماع الوطني، والاكتفاء بدور إدارة المناطق المحررة ضمن منظومة الحكم المحلي والقبلي السائدة قبل الانقلاب الحوثي».
ثم يلغي أيضا وبحكمة السيناريو الثاني: قمع «الإصلاح»، وتصنيفه كجماعة إرهابية، ما يدفعه نحو التحول إلى «القاعدة»، وإن اختلفت معه في الأخيرة، فالتباين على مشروع الدولة والحكم الراشد بين «الإصلاح» و«القاعدة» هائل، ولعل جملته من ضرورات الإعلام التعبوي السائد حاليا لدى المثقف عندما يتعامل مع مسألة «الإسلام السياسي».
أخيرا، يختار الأستاذ النقيدان الحل الناجع الذي أتفق معه فيه، فيدعو إلى «عدم دعمه وتقوية نفوذه، بل يسمح له بأن يأخذ وزنه الطبيعي، لكن وفق قواعد الحياة المدنية الجديدة، التي تمنع استغلال الدين والطائفية وتستوعب الجميع»، وهذا عين العقل، حتى الشيخ عبدالمجيد الزنداني سيوافق النقيدان في توصيته هذه.
* صحيفة الحياة اللندنية
اقرأ المزيد من عدن الغد
حد من الوادي
10-19-2015, 12:35 AM
من مذكرات السير همفري تريفيليان:الجبهة القومية كانت هي الخيار البريطاني الوحيد لحكم عدن بعد الاستقلال
Google +0 0 0 0 0
شبوه برس - خاص - عدن
الأحد 18 أكتوبر 2015 04:47 مساءً
الرئيس قحطان الشعبي في جنيف ينحني إجلال وإحتراما للورد شاكلتون كبير المفاوضين البريطانيين في محادثات الاستقلا نوفمبر 1967م
"من التاريخ السياسي للجنوب العربي من دراسة للمؤرخ محمد شعبان صوان"
* الصف الأول من قيادة الجبهة القومية بعد الانقلاب على قحطان الشعبي يونيو 1969م
لم تكن بريطانيا تريد البقاء في الجنوب العربي، واتخذت قرار الانسحاب، وفي ذلك يقول همفري تريفيليان آخر مندوب بريطاني سام في عدن: "وصلت إلى عدن في 20 مايو 1967... وقد تحددت مهمتي في إجلاء القوات البريطانية وإخلاء مخازنها بسلام... في مايو 1967 أصبح من الخطأ أن ننظر إلى الماضي..."،[30] أي أن المهم هو تأمين الخروج وعدم توريط الجيش البريطاني في اضطرابات محلية، ولم يعد بإمكان الإنجليز البقاء في عدن بعد رحيلهم من إفريقيا، وكانت قاعدة عدن لحماية الخليج وليس من المنطقي بناء قاعدة في الخليج لحماية عدن،[31] كما لم يعد لعدن أهميتها السابقة بصفتها محطة على طريق الهند بعد استقلال شبه القارة وتطور وسائل المواصلات، وقد أرهقت بريطانيا نفقات جيوشها وما تدفعه من مساعدات لحكومة اتحاد الجنوب العربي، وكان انسحابها جزءً من انسحابها الشامل من الشرق العربي بعد تراجع مكانتها من دولة عظمى إلى دولة من الدرجة الثانية بعد زفرتها الأخيرة في أزمة السويس سنة 1956، وكان ما يهمها في عدن الآن هو أمان مصالحها المتمثلة آنذاك بمصفاة عدن.
كان الإنجليز يدركون أن حكومة اتحاد الجنوب ضعيفة وهشة ولا يمكنها أن تصمد لأية ضربة ناصرية توجه إليها بعد خروج الجيش البريطاني، وفي ذلك يقول همفري تريفيليان: "لقد كان الموقف (عند وصولي) متدهوراً بما فيه الكفاية، إذ كنا قد أعلنا أننا سنغادر بحلول عام 1968، الثورة نشطة، وسلطة السلاطين في دولهم القروية على المرتفعات كان يسندها فقط وجود القوات البريطانية القليلة التي بقيت في الداخل، لقد كان الاتحاد يفتقر إلى الأهلية وأصبح بلا قوة ولم يعد يستطيع أن يؤثر على الأحداث".[32]
وكان الإنجليز يدركون مدى الخطر المصري على وضعهم في عدن، وقد جاء في تقرير لجنة فاينر التي بدأت عملها في بداية عام 1966 عن متطلبات اتحاد الجنوب بعد الانسحاب البريطاني: "هناك أربعة تهديدات للاتحاد قبل الاستقلال، فالتهديد الرئيس الخارجي يأتي أولا وقبل كل شيء من الوجود المصري العسكري الضخم في (شمال) اليمن.. ومن غير المحتمل أن الجيش المصري سيقوم بغزو الاتحاد، ولكن مصر ستصعد من التخريب والإرهاب مستخدمة الوسائل التي أصبحت معروفة الآن"،[33]
ولم يغب عن الإنجليز أن المصريين سينتهزون أول فرصة تتاح لهم لإسقاط هذا الحكم الضعيف ليأتوا بحكم موال لهم وفقاً لتريفيليان: "في ذلك الوقت كان هناك حزبان ثوريان: جبهة تحرير جنوب اليمن، ويواليها نصف العدنيين بمن فيهم معظم الطبقات المهنية، زعماؤها الأساسيون... تدفع لهم مصر معاشاتهم، أما عصاباتهم العاملة في الجنوب فكانت قوة مصرية تقريبا، تدرب وتسلح ثم ترسل بواسطة المخابرات المصرية في (شمال) اليمن... واستعداداً للصراع بعد الاستقلال كانت الجبهة تدرب جيشاً من 1200 مقاتل قوي تم تدريبهم في مصر و(شمال) اليمن، وتنبأ ناصر في حديث مع أحد زواره في هذا الوقت أنه بعد الاستقلال ستقع اضطرابات دموية لمدة ثلاثة أيام ثم تقوم حكومة ثورية، والحزب الرئيس الآخر هو الجبهة القومية التي كانت تعارض جبهة التحرير بشراسة رغم المحاولات المصرية لتوحيد الحزبين".[34]
ثم يوضح تريفليان أن بريطانيا لم تكن مستعدة لدعم حكومة الاتحاد الضعيفة التي لن تلبث أن تسقط عند الضربة الأولى، وقال إن المشكلة كانت هي أن تقوية الحكومة الاتحادية والاعتماد عليها في تسلم السلطة يجعلها تطالب بضمان حمايتها، وقد كانت الحماية ممكنة ضد الخطر الخارجي، ولكن الخطر المتوقع لم يكن خارجياً بل داخلي من تحرك الثورة مدعومة بمتسللين من الخارج فور انسحاب القوات البريطانية، وقيام حكومة ثورية تطلب التدخل المصري كما حدث في صنعاء، وهو تهديد يختلف عن التهديد الذي واجهته الكويت بعد استقلالها (1961)، وذلك لأن حكومة السلاطين في الجنوب العربي ليس لها دعم شعبي وهناك عدم استقرار داخلي وهذا هو الفارق الرئيس بين الحالتين، فكيف يمكن مواجهة هذا الوضع وحكومة الاتحاد قائمة "ولا يمكن أن نقلبها بشكل قانوني"،[35] وهو ما يوضح أن اتجاه السياسة البريطانية كان نحو التخلص من هذه الحكومة وأن العقبة كانت في المبرر القانوني، ولهذا اختار الإنجليز الدعم الظاهري، ولكن "لم يكن هذا نهاية المطاف"، لأن هناك شكوكاً قوية في قدرة حكومة الاتحاد على قيادة البلاد نحو الاستقلال، فقد أصدر المندوب السامي بياناً أعلن فيه النية لإقامة حكومة انتقالية مكونة من جميع الأحزاب واستعداده للاتصال بجميع القادة لهذا الغرض.[36]
كانت الظروف الموضوعية قد جمعت الإدارة البريطانية والجبهة القومية في طريق واحد منذ البداية، فلم يكن الإنجليز بحاجة إلى تمرد الجيش الاتحادي في 20 يونية/ حزيران/ جوان 1967، الذي أفقد حكومة الاتحاد ركيزتها الرئيسة، ليحكموا عليها بالضعف والفشل، فقد توصلوا إلى هذه النتيجة مبكراً، كما لم يكن المندوب السامي تريفيليان بحاجة إلى الرد على تهم سلاطين الجنوب وجبهة التحرير المدعومة من مصر بأن الإنجليز يدعمون الجبهة القومية على الأرض،[37] وهو أمر اعترف تريفيليان ببعض حوادثه العسكرية التي لم يتوفر مثلها لجبهة التحرير من جانب الإنجليز،[38] بل إن الأمر امتد إلى حد توصية بعثة الأمم المتحدة التي مالت كثيراً إلى جبهة التحرير "بألا تتجاهل الجبهة القومية"،[39] فلم تكن الظروف وحدها هي التي تعمل في صالح الجبهة القومية كما حاول المندوب السامي أن يوهم قارئه، ولم يكن وضعه حيادياً كما ادعى،[40] ذلك أن الإنجليز أعلنوا منذ البداية خشيتهم من الخطر المصري وأتباعه في الجنوب العربي، ومن الطبيعي أن يعملوا على استبعاد أنصار مصر من التسوية النهائية وهو أمر أعلن الساسة الإنجليز عنه منذ البداية أيضاً ولم يكن سراً مخفياً رغم الادعاءات الإعلامية بالتفاوض مع الجميع،[41] وهي بروتوكولات ظاهرية لا قيمة لها.
ولأن السياسة البريطانية كانت تسليم القوميين حكم المستعمرات بعد خروج الجيوش البريطانية منها اتساقاً مع موجة القومية العربية التي لم يكن الإنجليز مستعدين لمواجهتها لاسيما أنها كانت تحظى بدعم العالم الآسيوي- الإفريقي والعالم الشيوعي بالإضافة إلى الأمريكيين في ذلك الوقت،[42] فإن الجبهة القومية في اليمن كانت هي الخيار البريطاني الوحيد لحكم عدن بعد الاستقلال، لاسيما بعدما أعلن الجيش الاتحادي الذي كان البريطانيون يسيطرون عليه انحيازه لهذه الجبهة ودخل الصراع إلى جانبها ضد المنافسين، فأوصت الإدارة البريطانية في عدن بوجوب الاعتراف بحكم الجبهة وتسليم السلطة إليها، ورد المندوب السامي على حكومته في لندن والتي رأت وجوب عدم الظهور بصورة من يضع الجبهة القومية في السلطة ووجوب الحرص على أن يكون التفاوض معها بناء على طلبها، فرد تريفيليان بالقول إنه لا يوافق على ذلك وإنه أصبح من الواضح أنه لا خيار إلا تسليم الجبهة القومية وليس هناك أحد غيرها،[43]
وبالفعل دخل الطرفان في المفاوضات التي بدأت في 22-11-1967 وانتهت بخروج آخر جندي بريطاني في 29-11 وبإعلان الاستقلال في 30-11-1967 وذلك قبل الموعد المحدد في عام 1968، وذلك على أساس تقديم 12 مليون جنيه مساعدة للدولة الجديدة لمدة ستة أشهر مع الوعد ببحث تقديم مساعدات أخرى فيما بعد وتعهد النظام الجديد بحماية الأجانب وممتلكاتهم.[44]
* - الأمير جعبل بن حسين العوذلي مع المستر هارولد جارد مراسل وكالة يونايتد برس الاخبارية في منطقة مرتعة حدود سلطنة العواذل مع اليمن
اقرأ المزيد من شبوة برس | من مذكرات السير همفري تريفيليان:الجبهة القومية كانت هي الخيار البريطاني الوحيد لحكم عدن بعد الاستقلال http://shabwaahpress.net/news/31500/#ixzz3oxHabFYa
حد من الوادي
02-13-2016, 03:33 PM
لابد من صنعاء وإن طال التمرد
هاني مسهور-
تتوالى أخبار تقدم قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي عبر المحور الشمال الشرقي للعاصمة اليمنية صنعاء، فبعد أن سيطر الجيش الوطني على «فرضة نهم» يتقدم باتجاه منطقة «أرحب» والتي تُعَدُّ هي الحزام الثاني للعاصمة، والتي تخضع لتشكيل حصار عليها مع تعزيز الجيش اليمني لوجوده على الساحل الغربي وخاصة في ميناء ميدي والذي فتح الطريق نحو تحرير مدينة الحديدة جنوباً والتوجه نحو صنعاء لبدء حصارها.
في 26 سبتمبر 1962م أُطيح بالإمام اليمني محمد البدر، من عشيرة حميد الدين الزيدية، على يد مجموعة من الضباط العسكريين الذين أسسوا ما عُرف بالجمهورية العربية اليمنية، مما أشار إلى انتهاء أكثر من ألف عام من الحكم الديني الزيدي في اليمن. وقد فرَّ الإمام المخلوع إلى شمال البلاد وجمع ائتلافاً من القبائل الزيدية من أجل تشكيل معارضة مسلحة للنظام الجمهوري. وعلى مدى السنوات الست المقبلة، تدخلت أكثر من عشرة بلدان ومنظمات مختلفة في الحرب الأهلية في اليمن في محاولة للتأثير بصورة أو بأخرى على النتيجة النهائية للصراع اليمني. وفي ذروة الحرب في عام 1968م تم حصار صنعاء من قبل القبائل الشمالية الموالية للإمام ولمدة دامت سبعين يوماً.
وقبل بدء الحصار فرَّ معظم أفراد طبقة النخبة السياسية من صنعاء تاركين وراءهم حكومة مركزية ضعيفة إلى جانب بضعة آلاف من الجنود للدفاع عن العاصمة. وعلى الرغم من الصعوبات القوية التي واجهت استمرار الجمهورية، تم إنقاذ المدينة من خلال تضافر عمليات النقل الجوي السوفيتية التي وصلت في الوقت المناسب، وتورُّط قيادات جيش الإمام في سلسلة من الحسابات الخاطئة في ساحة المعركة. وأصبح الدفاع عن صنعاء لحظة فارقة في التاريخ الحديث للجمهورية اليمنية. ويدّعي جيل من السياسيين اليمنيين، بمن فيهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بأنهم كانوا من بين المدافعين عن العاصمة في عام 1968، معتبرين أنفسهم أبطالاً قوميين.
جدير هنا ما أدلى به المراسل لشؤون الشرق الأوسط في صحيفة «برافدا» السوفيتية بافل ديميچينكو، بالملاحظة الأكثر دقة عن النزاع كله: لم يكن سبتمبر عام 1962 ثورة بل «أسلوب يعود لقرون من الزمن حول تغيير النظام اليمني». هذا الجزء من الأهمية بمكان استحضاره ونحن على اعتاب صنعاء مرة أخرى وفي استعادة تاريخية لحادثة تجاوزت نصف القرن.
إن أوجه التشابه التاريخية بين التمرد الحوثي والقوات القبلية للإمام الزيدي السابق في ستينات القرن الماضي تتجاوز مجرد التوقعات. فعلى الرغم من أن وسائل الإعلام والمنشورات الحوثية الرسمية تنفي وجود أي نوايا لإعادة الإمامة إلى اليمن، إلا أنه يُعرف في المجتمع اليمني بأن هناك آمالاً تراود أفراداً من نسب «السَّيِّد» لاستعادة الزعامة الدينية واستئناف السيادة التراتبية. وفي هذا السياق ذاته تلاقت المصلحة الحوثية الدفينة مع المطامع الإيرانية.
بغض النظر عن الكيفية التي يمكن بها تفسير التمرد الحوثي من قبل الكثير من الدول الإقليمية ووسائل الإعلام الأجنبية، بأنه جزء من الصراع الطائفي بين إيران والمملكة العربية السعودية، أو كعلامة على انتشار التطرف الديني، إلا أن كثيراً من النخبة اليمنية الفكرية والسياسية تعتقد بأنه استمرار لعقود من التوترات السياسية بين النخبة القبلية الزيدية والدولة اليمنية الحديثة.
تبدو كثير من التقاطعات التاريخية تُستَحضر كلما اقتربت القوات الشرعية من العاصمة صنعاء، هذه التقاطعات برغم أنها تجد عند الكثيرين شيئاً غائراً يمكن القراءة فيه والتعاطي مع مدى ما يمكن لمستقبل اليمن أن يكون، غير أنه يصطدم بواقع مختلف، حيث تبدو المسألة اليمنية الداخلية في صراعها الحاضر أكثر عبثية من تلكم الحقبة من التاريخ، فما يلعبه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من أدوار منذ بداية الأزمة السياسية في فبراير 2011م تؤكد واقعاً آخر لا يمكننا تجاهله بتاتاً، فالمخلوع الذي وجد في الحوثيين قوة ودوافع ورغبات جامحة تفتقد العقل والتفكير يراهن على تسوية سياسية يكون فيها هو الرابح بينما يحصد الحوثيون وحدهم الخسارة.
المعادلة باتت أكثر صعوبة ليس من قبل السعودية أو حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، بل من جهة طرفين فقط هما القبائل اليمنية من طرف والمخلوع صالح وشركاؤه الحوثيون من طرف آخر، لذلك فإن على الحكومة الشرعية وهي تطرق أبواب صنعاء أن تجيد الخطاب للقبائل السبعة الكبرى التي طالما كانت هي الحامية لصنعاء عبر عصور التاريخ وحفظتها من أن تدفع أثماناً باهظة في الصراعات السياسية اليمنية، ومؤكد أن هذه القبائل لن تقبل سقوطاً لصنعاء فيكفي خمسين عاماً من صراع الجمهورية الطويل في محاولة الدخول للدولة الحديثة، فالتمرد له نهاية وشيكة أكيدة ولصنعاء موعدها مع الحرية والعودة لحضن العرب، وللحوثيين بيت من شعر البردوني قال فيه:
قل للإمام: وإن تحفّز سيفه
أعوانك الأخيار شرّ ذئاب
*صحيفة الجزيرة.
- See more at: http://adenmonitor.com/news/3068/#sthash.tnF0tduj.dpuf
حد من الوادي
04-10-2016, 02:08 PM
القرار الجمهوري الكارثة : 17 مارس 1968م
Google +1 19 1 0 0
شبوه برس - خاص - عدن
الجمعة 01 أبريل 2016 01:47 صباحاً
الرئيس الشعبي ينحني إجلالا للورد شاكلتون كبير المفاوضين البريطانيين في الاستقلال بجنيف نوفمبر 1967م
أتوجّه بالسؤال للقاده التاريخيين او ثوار الجنوب الذين مازالو على قيد الحياه ومنهم الكثيرين ولن أحددهم بالاسم لانهم يعرفو انفسهم جيدآ ومنهم من شارك بالقرار قولا وفعلآ ومنهم من وشى ببعض من شملهم القرار ،،،نتمنى ان يتفضل احدهم بالرد والا جابه حتى ولو بالخداع والكذب والمبررات كما اتعودو عليها طيلة مسيرتهم النضالية إلحافله بالنهب والسحل والاقصاء والتهميش ،، و اتو لنا بمصطلحات ثوريه ليس لها وجود في المعاجم العربيه ،،
في 17 مارس 1968م, صدر قرار جمهوري عن رئيس الجمهورية آنذاك بفصل وحرمان خيرة الكوادر من أبناء عدن من وظائفهم بحجة عمالتهم للاستعمار البريطاني وكان نص القرار :
جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية .. /// قرار جمهوري رقم (10) لعام 1968م
باسم الشعب
رئيس الجمهورية
بعد التمعن الدستوري الصادر في 30 نوفمبر 1967م وبعد الحصول على موافقة القيادة العامة للجبهة القومية قررت التالي :
1. إنهاء خدمات المذكورين أدناه وحرمانهم من أي حقوق ومستحقات نهاية الخدمة
2. يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره.
3. يعلن عن هذا القرار في الجريدة الرسمية .
قحطان محمد الشعبي
رئيس الجمهورية
صادر بتاريخ 18 ذو الحجة 1377ه
17 مارس 1968م
والمشمولون بالقرار هم:
""""""""""""""""""""""""""""
1. إبراهيم محمد علي لقمان
2. علي غانم كليب
3. محمد صالح عفارة
4. حسين هادي عوض
5. محسن حسن خليفة
6. خليل محمد خليل
7. عبدالله حميد خليفة
8. علي قاسم علي
9. علي محمد صالح همشري
10. إبراهيم روبله
11. أحمد محمد باشراحيل
12. أحمد محمد زوقري
13. محمد نايف صالح
14. حسن سالم باصديق
15. عبده علي أحمد
16. علوي أحمد بركات
17. حسن ياسين مراب
18. عبدالوهاب دحوم
19 . ياسين محمد مكي
20. حسين محمد الصافي
21. محمود عبدالوهاب شودري
22. عزيز فضل عباس
23. يوسف كرم علي
24. أحمد سعيد الريامي
25. عبدالحميد حسب الله
26. محمد حسين شهاب
27. علي كليب غانم
28. نديم عبدالله عباس
29. أحمد سيف مفلحي
30. فيصل علوي بن يحي العلوي
31. حسين حميد عولقي
32. جميل عبدالله عباس
33. عمر إحسان الله
34. صالح إبراهيم حريري
35. عمر محمد حسن مدي
36. عبدالرحمن حيدري
37. فضل حسن عولقي
38. علوي عبدالرحمن الجفري
39. صالح فريد عولقي
40. ناصر حسين البعسي
41. عيدروس علي سليماني
42. عبدالقادر علي عفيفي
43. محمد أحمد مقطري
44. محمد أحمد عوض وحيدي
45. عبد الرؤوف بارحيم
46. عبدالحميد الوحيدي
47. أحمد سقاف الكاف
48. هلال علي برواني مساعد
49. عبدالحبيب تاج محمد
50. أحمد شريف الرفاعي
51. محمد علي الفقيه
52. سالم أحمد بامدهف
53. السيدة عديلة بيومي
54. محمد علي غالب
55. محسن أحمد مهدي
56. رياض عبدالله عنتر
57. محمد عبده زيدي
58. محمد محسن بركات
59. ياسين عبدالله رحمة الله
60. حسن محمود عبدالرحمن
61. معتوق أحمد إسماعيل
62. عبدالله قاسم سيف
63. فؤاد فضل عباس
64. صالح علوي يحي
65. علي نعمان علي
66. وهيب طه خليل
67. محمد حسين عبدالرحمن
68. ناصر محمد باسويد
69. عبدالله محمد المقبلي
70. عبده عوض شمسان
71. أحمد سلطان سيف
72. يوســـــف خـــــان
73. منصور محاسب
74. أختر عبدالعزيز إسماعيل
75. يوسف أحمد علي بُهري
76. محمد عبدالرحمن صديق
77. محمود حسن علي
78. أحمد علي جعفر
79. أحمد محمود رمضان
80. كمال عبدالله يار
81. منير محمد خــان
82. إبراهيم عبدالحميد
83. محمد حسين فندا
84. أحمد عمر خـان
85. فدى حسن عبدالكريم
86. محمد شافي فهيم الدين
87. حسين عبدالرحمن نواب
88.د محمد عبدالله عفارة
89. حسين نصرت علي
90. محمد عبدالله زايد
91. علي أحمد إسماعيل
92. صالح قردش
93. مجاهد سعيد صالح
94. محمد راشد صالح
95. خالد عبد علي
96. عبدالله عبده بلال
97. احمد نور محمد شيخ
98. سعيد سليمان هاشمي
99. جميل بلاله ورسمة
100. أحمد عمر محمد
101. رشاد محمد عبدالقادر
102. محمد سعيد علي
103. أحمد بن أحمد عبدالله
104. حسين عبدالله عمر شرف
105. عبدالماجد عبدالرب
106. أحمد علي باشراحيل
107. حميد محمد جعفر
108. ياسين محمد أمين
109. محمد نصرت علي
110. عباس حسن محمد يوسف
111. مصطفى ياسين إبراهيم
112. أنور شكور
113. أحمد كمال
114. حسين إسماعيل عبدالرحمن
115. سعيد قيوم
116. محمد مبارك عويضة
117. شفافو دين شامو
118. عبدالجواد البندري
119. عبدالرحيم لقمان
120. حسين علي بُهري
121. محمــــــــد خان
122. عبدالله يوسف
123. أحمد محمد سعد
124. أنـــور زكريا
125. عبدالمجيد محمد فقير
126. عثمان قائد عون
127. علي محمد موسى
128. عبدالله سالم عبده
129. قاسم محمد عبدالشكور
130. عبدالعزيز محمد خليل
131. وديع سالم حُميدان
132. علي عبدالله الحبشي
133. يوسف حسن صعيدي
134. عبدالله الخضر
135. عبدالرحمن عمر عقبه
136. محمود بهادر خان
137. عبدالقادر سالم حميدان
138. محمود عبدالله البديجي
139. عبدالواسع حيدر
140. عبدالكريم جاوي
141. أحمد كليب غانم
142. عبدالمجيد حسب الله
143. حامد عبدالله زُليخي
144. سعيد محمد حسن فارع
145. محمد صالح فارع
146. أحمد علوي زُوقري
147. عبدالكريم طه خليل
148. محمد حنيف عبدالمجيد
149. علي محمد منيباري
150. أبو بكر شيخ محمود عراقي
151. عبدالكريم محمد
152. عبدالرسول دنجي
153. محمد معتوق مكاوي
154. محمد عُباد عطية
155. حسن محمد عبده شيباني
156. يوسف أحمد خان
157. محمد عبدالمجيد
158. دين محمد عبدالغفور
159. محمد عبدالله شيخ
160. عبدالله بن عبدالله عقربي
161. رستم دولت خان
162. فضل علي عثمان
163. شفيق حــــسن
ويتضح جلياً من خلال القرار ما حصل من ظلم وجور وبهتان كان باسم الشعب, ولم يُتخذ ذلك القرار بالأسماء التي ذكرتها أعلاه فقط, ولكن لحقت بها مجموعة أخرى من أبناء عدن لا يسعنا ذكر أسمائهم.
ومن خلال الاستقراء للتاريخ والمراحل السياسية التي مرت بها عدن والظلم الذي لحق بها وبأبنائها وبالتحديد منذ العام 1968م ذلك العام الذي صدرت فيها أولى قرارات التأميم والمصادرة لممتلكات أبناء عدن, وبعدها قرارات الإقصاء والطرد من الوظائف لخيرة أبناء عدن وأكفئها.
حد من الوادي
07-11-2016, 12:43 AM
الأحد 10 يوليو 2016 10:26 صباحاً-
بين اليمن والكويت
خيرالله خيرالله
صفحة الكاتب
قصة نجاح الاردن... وصمود لبنان
اوباما يلغي الاعتدال السنّي والشيعي
صيانة ومتابعة في السعودية
الكويت ونهاية الكابوس اليمني
لماذا يصعب تصديق إيران
اخذت المفاوضات اليمنية ـ اليمنية التي تستضيفها الكويت عطلة. لكن الكويت ليست في عطلة نظراً الى انّه عليها ان تكون متأهبة دائما في مواجهة التطرّف بكل انواعه. تمثّل التحدي الأخير امام الكويت في كشف خلايا لـ «داعش» كانت تعد لعمليات إرهابية في البلد.
سيعود اليمنيون الى طاولة المفاوضات برعاية من الامم المتحدة بعد عيد الفطر وذلك من اجل محاولة أخيرة للبحث عن صيغة للتفاهم تحمي البلد من مزيد من الحروب والدمار والفقر والجوع.
هل في استطاعة المتفاوضين في الكويت اتخاذ قرارات كبيرة؟ الأرجح انّ ليس في استطاعتهم ذلك، لا لشيء سوى لان لا رجال دولة في اليمن هذه الايّام. ذهب زمن الكبار الذين كانوا قادرين على اتخاذ قرارات ذات طابع مصيري من نوع تلك التي اتخذت في نهاية الحرب الاهلية التي استمرّت نحو خمس سنوات، تلك الحرب التي تلت قلب النظام الامامي، على يد مجموعة من الضباط، في السادس والعشرين من سبتمبر 1962.
تبذل الكويت كلّ ما تستطيع من اجل تمكين اليمنيين من الوصول الى مخارج. جولة المفاوضات المقبلة ستكون في غاية الاهمّية نظراً الى ان المتفاوضين يعرفون ان مدّة هذه الجولة ستكون أسبوعين فقط. هذا يعني ان لا عودة الى المفاوضات من دون سقف زمني. تضع مهلة الأسبوعين اليمنيين امام مسؤولياتهم. لم يعد سرّاً ان استياء اهل صنعاء من ممارسات الحوثيين (انصار الله) تزداد كلّ يوم وذلك في وقت صار سعر الدولار نحو 300 ريال يمني... وفي وقت لم يعد الحوثيون يجدون عيباً في نهب مؤسسات الدولة وتعيين موظفين لهم في الإدارات من دون حسيب او رقيب. هل ستساعد الضغوط التي يمارسها المواطن العادي على الحوثيين في جعلهم يقبلون تقديم التنازلات المطلوبة، ام يستمرون في ضرب الحائط بمشاعر الناس وطموحهم في العودة الى العيش في بلد طبيعي وليس في مستعمرة إيرانية!
هناك جانبان للمفاوضات اليمنية ـ اليمنية التي يشرف عليها إسماعيل ولد الشيخ احمد المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة الذي يبدو اكثر من أي وقت انّ التعقيدات اليمنية تجاوزته، خصوصاً في ظل توازن القوى القائم الذي فرضته «عاصفة الحزم». كسرت عملية «عاصفة الحزم» ظهر المشروع الايراني في اليمن واستطاعت تحرير مناطق واسعة من سيطرة «انصار الله»، بما في ذلك مدينة عدن والجزء الأكبر من المحافظات الجنوبية والوسطى، فيما لا يزال وضع تعز، وهي من اهمّ المدن اليمنية، عالقا. لكنّ المشكلة تكمن في ان «الشرعية» لم تستطع حتّى الآن ملء الفراغ الذي خلّفه انسحاب القوات التابعة للحوثيين وللرئيس السابق علي عبدالله صالح من مناطق معيّنة.
الجانب الاوّل للمفاوضات، يمني بحت، فيما الجانب الآخر مرتبط بالكويت نفسها والجهود والتضحيات التي تقوم بها من اجل إنجاح المفاوضات.
في الواقع، لم يكن في استطاعة الكويت توفير مثل هذه الجهود والتضحيات، لولا امير الدولة الشيخ صباح الأحمد الذي عرف كيف يقود سفينة بلاده الى شاطئ الأمان. هذه القيادة التي يمارسها صُباح الأحمد امّنت الأجواء التي يمكن ان تساعد في تحقيق تقدّم في اليمن في حال استوعبت الأطراف المعنية بالازمة ان ما على المحكّ هو مصير البلد ومستقبله. لم يعد من خوف على اليمن من الصوملة، أي من ان يصير صومال آخر. صار الخوف من مرحلة ما بعد الصوملة بعد الأرقام المخيفة التي نشرتها المنظمات الدولية عن معاناة اليمنيين من الفقر وغياب التعليم... ومن سوء التغذية الذي يطاول الأطفال.
تبذل الكويت اقصى جهودها لانجاح المفاوضات اليمنية ـ اليمنية. تستطيع ذلك لانّ هناك حارساً على مصالحها اسمه صُباح الأحمد الذي لا يترك مناسبة الّا ويذكر مواطنيه بالمخاطر المحدقة بالبلد والمنطقة المحيطة به.
جاءت الاحداث الخيرة، بما في ذلك الإعلان عن كشف الخلايا الإرهابية لـ «داعش» يوم الاحد الواقع فيه الثالث من يوليو 2016، ليؤكد كم كان امير دولة الكويت على حق في دعوة مواطنيه الى الحذر والى تجنب كلّ ما يمكن اثارة الفتن. ففي كلمته الأخيرة في مناسبة العشر الاواخر من رمضان حرص على ابداء اسفه «لما نشاهده ونعايشه من إساءة لاستخدم أدوات التواصل الاجتماعي التي اتخذها البعض أداة للتسلية ومعولا للهدم عبر نشر المقالات والتغريدات المغرضة المسيئة للوطن والمشكّكة بالنيات والذمم والمليئة بالتهم جزافا دونما دليل، فاشاع بذلك روح البغضاء والكراهية وأصبحت المحاكم تعجّ بالقضايا المرفوعة جراء ذلك».
كانت كلمة امير الكويت في مكانها. أظهرت انه يتابع كلّ شاردة وواردة، بما في ذلك أدوات التواصل الاجتماعي وخطورتها. من الواضح انّ همّه محصور في جعل الكويتيين يعملون من اجل «توحيد الكلمة والتكاتف والتآزر والتمسك بالوحدة الوطنية، فهي الظل الوارف والسياج المنيع لدرء المخاطر عن وطننا وسلامته».
لم ينس تذكير الكويتيين بحادث التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الامام الصادق، وهو مسجد شيعي، العام الماضي وبانّهم اظهروا روحاً تعبّر عن «التمسّك بالوحدة الوطنية».
لم يأت الاستقرار الكويتي الذي سمح باستضافة المفاوضات اليمنية ـ اليمنية من فراغ. في أساس هذا الاستقرار جهود دؤوبة لصُباح الأحمد أدت الى حياة برلمانية طبيعية بعيدا عن المزايدات والى تعاون ذي طابع ايجابي بين الحكومة ومجلس الامّة المنتخب في العام 2013 والذي بات مرجحا ان يكمل ولايته حتى يومها الأخير.
ليس ما يضمن نجاح المفوضات بين اليمنيين. الامر الوحيد المضمون هو ان الكويت تعمل من اجل الدفع الى درء المخاطر عن اليمن في ظروف في غاية الخطورة. فعلاقة الكويت ياليمن قديمة جدّا وهي توسّطت في الستينيات من اجل اخراج مصر من ورطتها عندما أرسلت جيشها للقتال ضد «الملكيين»، أي انصار الامام المخلوع الذين كانوا يتحصنون في المناطق التي تعتبر حاليا معاقل الحوثيين. حاولت الكويت وقتذاك، أي قبل اكثر من نصف قرن، انقاذ مصر وسحب جيش مصر من الرمال المتحركة اليمنية لا اكثر. لم يكن الشيخ صُباح بعيداً عن تلك الجهود.
متى عرضنا التطورات التي شهدها اليمن في نصف قرن، نكتشف كم تغيّر البلد وكم تغيّرت طبيعة التحالفات فيه، خصوصاً بعد دخول ايران على خط الحوثيين. ما لم يتغيّر هو الكويت التي لا تزال وسيطا نزيها في ظلّ قائد السفينة الذي اسمه صُباح الأحمد.
*نقلا عن صحيفة "الرأي".
اقرأ المزيد من عدن الغد
حد من الوادي
09-24-2016, 01:25 AM
عين على الثورة : مرافق الرئيس القاضي !
الجمعة 23 سبتمبر 2016 09:20 مساءً
أحمد مبارك بشير
اللقاء الثاني
مرحبا بكم التقيكم في ذات المكان الخفي الذي يجمع العالمين ، التقيكم مع مرافق الرئيس القاضي عبدالرحمن الارياني المناضل الحاج يحيى الكوكباني في لقائي الثاني ، كنا في اللقاء الأول ننظر بعين الثورة للأحداث التي سبقت ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962 ، مررنا على المحاولة الأولى فيما عرف بثورة الدستور 1948 ، وما تبعه من نهب صنعاء وتحويل عاصمة الحكم الى تعز ، نجاح الثورة في مصر 1952 أعاد الامل لثوار اليمن ، ومن ثم انقلاب الجيش بقيادة الثلايا 1955على الامام احمد وفشله ثم محاولة انقلاب 1959 ، والان لنكمل معا حكايات من زمن الثورة الستينية :
- مرحبا أيها المناضل ، وقفنا معك بعد انقلاب 1959 وعودة الامام من روما ،
الكوكباني :
- نعم وكما اخبرتك اهان الامام القناصة مما زادت النقمة من قبل الجيش على الامام ، الا ان قيادات الجيش ظلت في حالة تواصل مع القيادات المدنية في تحديد استراتيجية مختلفة للثورة ، وفي ذات الفترة نقل الامام مقر الحكم الى الحديدة . ومن مفاجآت العام 1960هو اعدام من شك في تحركهم في محاولة انقلاب 59 وعلى رأسهم شيخ حاشد حسين الأحمر وابنه حميد . كذا الشيخ عبداللطيف شيخ بكيل . أخطاء تسهم في تأجيج الثورة .
أنا :
- بالتأكيد ، اذن لم يستقر في تعز ، ولا في صنعاء .
الكوكباني :
- أنه حريص وذكي لا يمكن ان تعرف فيما يفكر ، ومن حرصه انه لم يعد لصنعاء ، يعلم انه متربص به، والان صار الامر ذاته في تعز ،
أنا :
- هل شعر بشيء ما ؟
الكوكباني :
- لربما نعم ، حاول ان يظهر نيته التجديد والعمل وبرز ابنه البدر في وعود إصلاحية ودستورية ، الا ان اغلب الثوار لم يكونوا على ثقة بذلك الامر .
انا :
- وفي الحديدة تم اغتيال الامام ، او هذا ما ظنه الناس .
الكوكباني :
- كان هذا في فبراير 1961 ، وصل الخبر الينا مفاجئا ، لم يكن ضمن توقعات الثوار ، وصلنا الخبر ان الامام قتل ، تبين لاحقا انه قد نجا من القتل .
أنا :
- لخص لنا الاحداث في محاولة اغتيال الامام .
الكوكباني :
- اتفق ثلاثة من الثوار (اللقية و العلفي والهندوانة ) وبعد ترقب لتحركات الامام ، ومع وصول خبر زيارته الى مستشفى الحديدة ، تم التوقيت لاغتياله في المستشفى ، تناول احد الثوار فصل التيار الكهربائي ، في تلك اللحظة كما ذكر ذلك ابنه سيف الإسلام العباس وكان حينها في السادسة ، ان الامام شعر بالخطر فحمى ولده العباس بجسده ، وتلقى الرصاصات في كل جسده وسقط ، طبعا تحرك جند الحراسة وتحرك طاقم المستشفى ، اسعفوا الامام والكل يتوقع انه هلك ، الا انه استفاق من تلك الضربات ، وتم القبض على الابطال الثلاثة .
أنا :
- المفاجأة انه نجا !
الكوكباني :
- نعم صدمة للجميع ، وهنا بدأت المراسلات بين الثوار ان أوقفوا أي نشاط ، في انتظار النتائج ، الكل في حالة تربص في انتظار عودة الامام ، الكل في حالة قلق من ردة فعله خاصة وانه نجا من الموت . طبعا انتقل الامام بعد العلاج الى السخنة وبدأت محاكمة الابطال وكان أحمد زبارة من حكم عليهم بالإعدام .
أنا :
- لا حظت انتقادك الشديد للقاضي الشيخ احمد زبارة ،
الكوكباني :
- الأول لحكمه الظالم على الابطال بل وفتاويه بقتل الثوار ، أما الثانية فهو بالنسبة لي جريمة تزويره للتاريخ عبر كتبه ومنها (أئمة اليمن ... ) وزد انه على رغم ان الرئيس الارياني قد اصدر عفوا عنه الا انه ما نكف يظهر نفسه كثوري مدافع عن الثورة ، وفي ذات الوقت مهاجما للثوار حيث تجد مما يقول :
ولكنها استولت على الحكم عصبة شباب وبعض الناس اجهل جهال
فكم قتلوا من فاضلين ولو بقوا لكانوا منارا للبلاد باجلال
أنا :
- لا اريد ان اطيل هنا ، قد يكون نقل خطأ في التاريخ بقصد او بدون قصد، الا انه صار جزءا من هذا الدولة وجزءا من تاريخها ، بل وصار مفتيا للجمهورية .
الكوكباني :
- للأسف ، الا ان الحق لابد ان يقال رغم مدحه للرئيس صالح الا ان هذا لم يشفع له في حين إصداره كتابه أئمة اليمن في الثمانينيات فرد عليه مواطن في قصيدة نشرت في الصحف لا أتذكر قائلها الا انه قال فيها :
زبارة لا تفتي فما كنت مفتيا وانت لا تدري كدمية أطفال
فدعك وتاريخ الائمة إنه بال وآثام بخزي وأوحال
ولا تمدحن الرئيس اكب به تمور اغراضا كأكبر محتال .
انا :
- دعنا نعد حيث وقفنا ،
الكوكباني :
- طبعا ، كان الجميع في حالة ترقب وتم استدعاء القاضي الارياني الى السخنة ، طبعا هذا قبل محاكمة الثلاثة ، مما دفع الجميع للاشتباه انه تم ذكر اسمه في التحقيقات ، هناك من رأى الا يذهب القاضي بنفسه ، الا ان القاضي فضل التوجه الى السخنة في الحديدة ،
انا :
- لم يكن الوضع الصحي للامام جيدا .
الكوكباني :
- لم يكن كذلك ، كانت للرصاصات اثارا قاتلة على صحته رغم إخراجها منه ، وبدء البدر في تقريب قيادات الجيش ، ومنهم السلال ، لا اعلم ان كان يعلم انه احد الضباط الاحرار ، بل وكان مشاركا في ثورة الدستور ، الا ان هذا جعل الفرصة اكبر لتحقيق الهدف ، ولم تتعجل القيادات حينها في أي تحرك فلا تريد تكرار أي خطأ وفي ذات الوقت هناك من يأمل ان يكون البدر هو من يبدأ الإصلاح .
أنا :
- ماذا عن القاضي الارياني ؟
الكوكباني :
- مفاجأة مريحة للجميع حيث عينه الامام اميرا للحج للعام الهجري1380 ، وكان ان رتبنا السفر مباشرة للوصول الى جدة عبر طائرة تسمى في حينها الكوكب ، واخذنا ثياب الاحرام للحجيج ، ولم يطل الامر حيث وصلت سفينة الحجيج اليمنيين الى ميناء جدة وتفاجأنا بمنع الحجيج من النزول عن السفينة المسماة المعز وهي باخرة تعود ملكيتها لوكيل الامام احمد في عدن المعروف بالجبلي ، وسبب المنع كان غريبا ان الباخرة تتعامل مع إسرائيل .
انا :
- ما علاقة هذا بالحجيج ؟
الكوكباني :
- هذا ما قاله القاضي الارياني ، ان الحجيج ليس لهم علاقة بالأمر ، ورجا ان يتم السماح لهم بالنزول الا ان تعنت السلطة السعودية كان شديدا وكان هذا بأمر من الأمير فيصل ، توجه القاضي الى الأمير فيصل للتفاوض بهذا الخصوص ، الا ان المفاجأة ان الأمير فيصل رفض قطعيا نزولهم وان عليهم العودة ،
انا :
- هنا نتحدث عن الملك فيصل قبل توليه الحكم ،
الكوكباني :
- نعم ، مما دفع القاضي للتواصل مع الملك سعود ، وكان الملك متفاعلا مع المسألة وارسل امرا بإنزال الحجيج ، رفض تنفيذه الأمير فيصل ، تحرك القاضي الى لقاء الملك وابلغه بالأمر ، وبالفعل تواصل الملك مع أخيه الفيصل وطلب منه فورا السماح للحجيج بالنزول ، تم النزول الا ان المعاملة كانت صادمة للقاضي الارياني .
انا :
- انك تذكرني بأحداث حدثت للحجيج هذا العام 1437 على منفذ الوديعة ، اذن و نعم ومتى عدتم؟
الكوكباني :
- انتهى الموسم ، وجاءت المراسلات الى القاضي من اليمن بالا يعود وليرتب أي حجة للتأخير حتى تنتهي المحاكمات . ما كان من القاضي الا ان طلب لقاء الملك سعود والذي يتسم بالسماحة والذكاء ، واستمع الى القاضي واحداث اليمن وطلب القاضي ان يقبله لاجئا في المملكة، اعتذر الملك بشدة وان الامر الذي اسره الارياني سيكون سريا ،و حيث لا يمكنه ذلك وبين له ما بينه وبين الامام احمد من عهود ومواثيق .
انا :
- الا ان القاضي لم يعد !
الكوكباني :
- نعم لم يعد حيث ابلغوه ان هناك اوامر بحجزه في المطار وصلته من عبدالرقيب نعمان ، وهنا بعث برسالة الى الامام يستأذنه لترتيب رحلة الى لبنان لإجراء عملية الزايدة والعودة ، جاءه الاذن ومنها تحرك للسفر الى لبنان ، وانا عدت بحرا الى ميناء المخاء ومنها الى تعز ،
انا :
- هنا اشرت بقوة وهجوم على رئيس الوزراء الاسبق عبدالرحمن البيضاني ،
الكوكباني :
- بالتأكيد انه احد مزوري التاريخ ، البيضاني الذي ولد وترعرع في مصر ، وأول ظهور له سياسيا كانت طلبا من الامام ليعود الى اليمن في 59 وعين وزيرا مفوضا ثم مستشارا اقتصاديا 1960 .
أنا :
- هذا قد يكون مما يحمله من كفاءات وتأهيل غير مسبوق .
الكوكباني :
- هذا لا يبرر له التزوير ، احد كتبه الصادرة في 1984 وهذا الكتاب هو ( ازمة الامة العربية ) أشار بالاتهام ان القاضي عبدالله الارياني انه عميل امريكي ، وانه ذهب الى بيروت في العام 1961 ، رغم ان من توجه لبيروت في ذلك العام هو القاضي عبدالرحمن الارياني ، وحمل الكتاب الكثير من المغالطات وليس الكتاب الوحيد له ، هو يتحدث عن شيء لم يعشه ، ولد كما اخبرتك وتربى وتعلم في مصر ولذا هو يحمل الجنسية المصرية ، فكيف يتحدث عن شيء لم يعشه أساسا ، ويبدو انه تبين حجم المغالطات في كتابه فارسل رسالة الى القاضي الارياني في حينها وقد وضعت نصها في الكتاب ، حيث ولدي نسختها و عليها هو يعتذر ويبحث عن الاعذار عما كتب في كتابه.
انا :
- لا زال موضوع البيضاني يحمل المفاجآت لاحقا ، دعنا نعد لعودة القاضي ،
الكوكباني :
- بفترة وجيزة ، زار تعز السلال يطلب مني ابلاغ اسرة القاضي بأنه سيعود قريبا . وبالفعل لم يمر وقت حيث حكم على الابطال الثلاثة بالموت ، ورفضوا ان يدلوا بأي شهادة ضد احد غيرهم وانهم وحدهم من خطط ودبر ونفذ .
انا :
- رحمهم الله .
الكوكباني :
- رحمهم الله واثابهم اجرا اعظيما ، كما اخبرتك لم يمض وقت الا وصحة الامام في تدهور مستمر ، وبروز الخلاف بين اخوته على الامامة ، لم تنتهي المفاجآت هذا العام حيث وبدأ طلاب مدرسة تعز بالأضراب والاعتصام داخل المدرسة ضد الامامة مطالبين بالإصلاح وبناء دولة الدستور ، مع شدة المرض طلب الامام من النقيب علي مانع ضربهم بالقنابل وتفريقهم واسكات أصواتهم .
انا :
- وهل تم ضربهم ؟
الكوكباني :
- تحجج علي مانع بأنهم أطفال سذج وانه سيتوجه بنفسه اليهم لأنهاء اضرابهم ، وبالفعل اقنعهم بمعية القاضي الارياني واخرين وان الخير قادم ان شاء الله .
انا :
- اهم التحركات في ذلك الوقت كانت وصول الأسلحة عبر المخا الى الجيش في تعز بدعم من مصر .
الكوكباني :
- الامر صار مختلفا ، والأمور ترتب بشكل كامل للإطاحة بحكم الائمة بشكل نهائي . لم يعد هناك قبول لفكرة الملكية الدستورية او لصورة الدولة الملكية على المطلق ، وكان الجميع في انتظار ساعة الصفر .
انا :
- وعن ساعة الصفر وما بعدها سيكون حديثنا لقاؤنا القادم ان شاء الله . لك حبي وتقديري على ما قدمته من معلومات قيمة ومفاجئة بما تحمله في عين الثورة الستينية .
- أيها الاحبة ، لم تقم الثورة فجأة ، ولم تحدث طفرة ، ولم يكن هناك فراغ ، هناك حشد مسبق ، وترتيب من سنوات ، لم تكن الثورة وليدة انقلاب السلال ، كان السلال جزءا من آلاف ، هؤلاء اعدوا ورتبوا وقدموا ارواحهم لأجل هدف لم تشعر به أجيال اليوم ، فهناك خطأ ما حدث ! ، بل أخطاء كبرى أدت الى تغيير المسار . مازلت انتظر اللقاء التالي وقريبا سيحتفل اليمن بذلك اليوم فجر 26 سبتمبر يحتفل به جيلنا ببرود شديد ، لا نشعر به ولم نحسه ، ولا نريد منه سوى كيف نستفيد من الخطأ السابق ؟ حتى لا نصرخ بصوت واحد رحم الله الامام !
كونوا معي ودعاء بانفراج الكربة وزوال الغمة
http://www.adengd.net/news/221685/
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
09-27-2016, 01:06 AM
غزواليمن من موسكوبجيش مصري ؟ رسالة من القاضي الإرياني للملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر (وثيقة تنشرلأول مرة )
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
رسالة من القاضي الإرياني للملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر (وثيقة تنشرلأول مرة )
26/09/2016 13:33:52
حضرموت برس/ خاص
في أواخر العام ١٩٦٥م كانت قد مرت ثلاث سنوات من الحرب المدمرة بين الجمهوريين مدعومين بجمال عبدالناصر والملكيين مدعومين بالملك فيصل آل سعود، ولمّا لم يستطع أيّ من الطرفين حسم المعركة التقى الملك فيصل مع الزعيم جمال عبدالناصر في جدة واتفقا على إيجاد حل وسط للملف اليمني وأرسلا هيئة رقابة مصرية-سعودية مشتركة ولجنة سلام مشتركة لجمع الجمهوريين والملكيين في مدينة حرض لتطبيق قرارات مؤتمر جدة بين ناصر وفيصل.
كانت أول ثلاثة أيام من المفاوضات مبشّرة ولكن اختلف الطرفان في اليوم الرابع عندما أصر الجمهوريون على إقرار اللائحة التنفيذية للمؤتمر قبل البدء وأصر الملكيون على مناقشة نظام الحكم أولاً.
وكان الجانب الملكي يرى إلغاء مسمى جمهورية ومملكة ويرى أن تُسمى: الدولة اليمنية الإسلامية. ثم يتم استفتاء بعد عام.
وبعد الوصول لأفق مسدود في اليوم الرابع، أبرق رئيس وفد الجمهوريين القاضي عبدالرحمن الإرياني (قبل أن يصبح رئيساً) هذه الرسالة القوية لزعيمين عربيين ندر مثيلهما هما الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل بن عبدالعزيز إليكم نصها:
بعد الديباجة....
(نزولا عند رغبتكما، وتنفيذاً لإتفاقيتكما وحرصاً على تحقيق السلام والإستقرار في اليمن، حضرنا إلى حرض كممثلين لوفد الجانب الجمهوري، على أمل أن نصل إلى حل مع إخواننا الخارجين عن النظام، بالرغم أن التمثيل للوفد غير عادل ولا صحيح، وقد اختلفنا في تفسير الإتفاقية التي فهمها كل جانب على حسب ما يريد، وحين رجعنا إلى لجنة الرقابة واجهتنا بالحقيقة الرهيبة وهي إلغاء النظام الجمهوري القائم والنظام الإمامي غير القائم، ثم اختير طريق وسط للحكم، لا جمهوري ولا إمامي، حتى يتم الإستفتاء خلال عشرة أشهر (فترة إنتقالية)، كما جاء في اتفاقية جدة، ولم تأت فيه إشارة حول أسرة حميد الدين التي كانت السبب فيما وصل اليه الحال من خراب ودمار ودماء، وشقت بها اليمن قديماً وحديثا، وتمزقت كل ممزق وتعرضت لكل نكبة وذل وهول.
فإذا كانت الدولتان الشقيقتان قد اتفقتا على هذا الحل الذي أعلنته هيئة الرقابة، فإننا ممثلي الجمهوريين نحمل الدولتين (السعودية ومصر) المسؤولية، ونترك قضية شعب اليمن في أيديهما ، لأنهما أقوى على نزع السلاح الذي قدماه للفريقين، خلال ثلاث سنوات، وهما أقدر على فرض الحل بالقوة دون أن يتعرض شعباهما للحرب أو يتعرض اليمن لمزيد من الخراب والدمار والدماء.
إن أبناء اليمن فُرضت عليهم الحرب ووُزعت بينهم الفتنة العمياء والفوضى والأحقاد والمطامع، ووضعت في أيديهم أسلحة الدمار المختلفة من الدولتين الشقيقتين، وانفقت عليهم الأموال بسخاء، استغل ذلك تجار الحروب والمنتفعون بها، وكما فرضت عليهما الدولتان الحرب فلتفرضا عليهم السلام.
إن الجمهوريين متمسكون بنظام شرعي قائم معترف به في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وذلك هو مكسب الشعب نتيجة تضحياته وذبح خيرة رجاله من مشائخ وعلماء وشباب، وإن إلغاء نظام معترف به ستكون نتائجه حرباً أهلية، لا تبقي ولا تذر، ولن يستفيد منها سوى أعداء العرب والإسلام، فإتقوا الله يا قادة العرب في شعب شقيق مسلم ظل ثلاثين عاماً يفزع إليكم وينشد عونكم ونجدتكم ومساعدتكم.
أما نحن فلا نستطيع تحمل المسؤولية بحال من الأحوال والله يوفقكم ويسدد خطاكم، حرض 28 نوفمبر 1965 ميلادية
عبدالرحمن بن يحيى الإرياني
عن وفد الجمهورية العربية اليمنية)
لا أملك الا أن أقول
ماأشبه الليلة بالبارحه
حد من الوادي
09-27-2016, 01:51 AM
غزواليمن من موسكوبجيش مصري ؟ رسالة من القاضي الإرياني للملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر (وثيقة تنشرلأول مرة )
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
رسالة من القاضي الإرياني للملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر (وثيقة تنشرلأول مرة )
26/09/2016 13:33:52
حضرموت برس/ خاص
في أواخر العام ١٩٦٥م كانت قد مرت ثلاث سنوات من الحرب المدمرة بين الجمهوريين مدعومين بجمال عبدالناصر والملكيين مدعومين بالملك فيصل آل سعود، ولمّا لم يستطع أيّ من الطرفين حسم المعركة التقى الملك فيصل مع الزعيم جمال عبدالناصر في جدة واتفقا على إيجاد حل وسط للملف اليمني وأرسلا هيئة رقابة مصرية-سعودية مشتركة ولجنة سلام مشتركة لجمع الجمهوريين والملكيين في مدينة حرض لتطبيق قرارات مؤتمر جدة بين ناصر وفيصل.
كانت أول ثلاثة أيام من المفاوضات مبشّرة ولكن اختلف الطرفان في اليوم الرابع عندما أصر الجمهوريون على إقرار اللائحة التنفيذية للمؤتمر قبل البدء وأصر الملكيون على مناقشة نظام الحكم أولاً.
وكان الجانب الملكي يرى إلغاء مسمى جمهورية ومملكة ويرى أن تُسمى: الدولة اليمنية الإسلامية. ثم يتم استفتاء بعد عام.
وبعد الوصول لأفق مسدود في اليوم الرابع، أبرق رئيس وفد الجمهوريين القاضي عبدالرحمن الإرياني (قبل أن يصبح رئيساً) هذه الرسالة القوية لزعيمين عربيين ندر مثيلهما هما الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل بن عبدالعزيز إليكم نصها:
بعد الديباجة....
(نزولا عند رغبتكما، وتنفيذاً لإتفاقيتكما وحرصاً على تحقيق السلام والإستقرار في اليمن، حضرنا إلى حرض كممثلين لوفد الجانب الجمهوري، على أمل أن نصل إلى حل مع إخواننا الخارجين عن النظام، بالرغم أن التمثيل للوفد غير عادل ولا صحيح، وقد اختلفنا في تفسير الإتفاقية التي فهمها كل جانب على حسب ما يريد، وحين رجعنا إلى لجنة الرقابة واجهتنا بالحقيقة الرهيبة وهي إلغاء النظام الجمهوري القائم والنظام الإمامي غير القائم، ثم اختير طريق وسط للحكم، لا جمهوري ولا إمامي، حتى يتم الإستفتاء خلال عشرة أشهر (فترة إنتقالية)، كما جاء في اتفاقية جدة، ولم تأت فيه إشارة حول أسرة حميد الدين التي كانت السبب فيما وصل اليه الحال من خراب ودمار ودماء، وشقت بها اليمن قديماً وحديثا، وتمزقت كل ممزق وتعرضت لكل نكبة وذل وهول.
فإذا كانت الدولتان الشقيقتان قد اتفقتا على هذا الحل الذي أعلنته هيئة الرقابة، فإننا ممثلي الجمهوريين نحمل الدولتين (السعودية ومصر) المسؤولية، ونترك قضية شعب اليمن في أيديهما ، لأنهما أقوى على نزع السلاح الذي قدماه للفريقين، خلال ثلاث سنوات، وهما أقدر على فرض الحل بالقوة دون أن يتعرض شعباهما للحرب أو يتعرض اليمن لمزيد من الخراب والدمار والدماء.
إن أبناء اليمن فُرضت عليهم الحرب ووُزعت بينهم الفتنة العمياء والفوضى والأحقاد والمطامع، ووضعت في أيديهم أسلحة الدمار المختلفة من الدولتين الشقيقتين، وانفقت عليهم الأموال بسخاء، استغل ذلك تجار الحروب والمنتفعون بها، وكما فرضت عليهما الدولتان الحرب فلتفرضا عليهم السلام.
إن الجمهوريين متمسكون بنظام شرعي قائم معترف به في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وذلك هو مكسب الشعب نتيجة تضحياته وذبح خيرة رجاله من مشائخ وعلماء وشباب، وإن إلغاء نظام معترف به ستكون نتائجه حرباً أهلية، لا تبقي ولا تذر، ولن يستفيد منها سوى أعداء العرب والإسلام، فإتقوا الله يا قادة العرب في شعب شقيق مسلم ظل ثلاثين عاماً يفزع إليكم وينشد عونكم ونجدتكم ومساعدتكم.
أما نحن فلا نستطيع تحمل المسؤولية بحال من الأحوال والله يوفقكم ويسدد خطاكم، حرض 28 نوفمبر 1965 ميلادية
عبدالرحمن بن يحيى الإرياني
عن وفد الجمهورية العربية اليمنية)
لا أملك الا أن أقول
ماأشبه الليلة بالبارحه
بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر .. قيادة التنظيم الناصري تنظم زيارة للنصب التذكاري لشهداء الجيش المصري بصنعاء
الاثنين 26 سبتمبر 2016 04:32 مساءً
صنعاء (عدن الغد) خاص:
نظمت قيادة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري صباح يوم الاثنين زيارة للنصب التذكاري لشهداء الجيش المصري بصنعاء بمناسبة الذكرى الـ 54 لثورة 26 سبتمبر.
وخلال الزيارة الرمزية التي شارك فيها عدداً من أعضاء الأمانة العامة و كوادر وأعضاء التنظيم والقطاع الطلابي قامت قيادة التنظيم بوضع أكليل من الزهور أمام النصب التذكاري وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء ثورة 26 سبتمبر المجيدة وعلى أرواح شهداء الجيش المصري الذين ضحوا بأرواحهم لدعم الثورة اليمنية والجمهورية.
وقال الأمين العام المساعد للتنظيم محمد مسعد الرداعي أن زيارة التي تأتي بمناسبة الذكرى الـ 54 لثورة 26 سبتمبر، هي استشعارا لدور شهداء مصر ودور مصر عبدالناصر الذي أسهم في دعم الثورة اليمنية وانتصارها.
مشيرا إلى التلاحم العربي الذي مثل الدور الحاسم في انتصار الثورة اليمنية ، وزيارة شهداء الجيش المصري في صنعاء هي وفاء للدماء العربية التي امتزجت على الأرض اليمنية .
وأكد الرداعي ان الزيارة الرمزية هي رسالة مفادها أن ثورة سبتمبر مستمرة و أن ثورة سبتمبر صامدة في وجه كل المؤامرات والتحديات .
ط¹ط¯ظ† ط§ظ„ط؛ط¯ | ط¨ظ…ظ†ط§ط³ط¨ط© ط°ظƒط±ظ‰ ط«ظˆط±ط© 26 ط³ط¨طھظ…ط¨ط± .. ظ‚ظٹط§ط¯ط© ط§ظ„طھظ†ط¸ظٹظ… ط§ظ„ظ†ط§طµط±ظٹ طھظ†ط¸ظ… ط²ظٹط§ط±ط© ظ„ظ„ظ†طµط¨ ط§ظ„طھط°ظƒط§ط±ظٹ ظ„ط´ظ‡ط¯ط§ط، ط§ظ„ط¬ظٹط´ ط§ظ„ظ…طµط±ظٹ ط¨طµظ†ط¹ط§ط، (http://www.adengd.net/news/222185/)
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
09-28-2016, 02:31 PM
مؤسسو قاعدة العند الاستراتيجية يجتمعون مجددا في بريطانيا.. الشيخ بن فريد: نحث الاصدقاء على دعم استقلال الجنوب العربي
الأربعاء 28 سبتمبر 2016 12:53 مساءً
لندن(عدن الغد)خاص:
أجتمع مؤسسو قاعدة العند الاستراتيجية الجنوبية مجددا في بريطانيا عقب مرور 50 عاما على التأسيس.
في عام ١٩٦٦ ميلادية ، كلف مجموعة من الضباط للبحث عن موقع مناسب ومن ثم بناء معسكر لإعادة تدريب وتأهيل الكتائب الأربع للحرس الإتحادي لدمجها مع جيش الجنوب العربي. وبعد مسح شامل لاختيار الموقع الاستراتيجي الملائم تم في ٢٤ سبتمبر ١٩٦٦ بناء اللبنة الأولى لما يطلق عليه قاعدة العند العسكرية. وفي غضون أيام دشن المعسكر الذي بداء نشاطه بتدريب وتأهيل تلك الكتائب للإندماج في جيش الجنوب العربي.
من ضمن نخبة الضباط تلك كان النقيب صالح بن فريد بن محسن العولقي الذي كان الضابط العربي الوحيد في مهمة البحث والتأسيس والتدريب. حيث قد تم إختيار فريق تدريب من كتائب الحرس الملكي البريطاني بقيادة النقيب / بول كوردل والذين تولوا تدريب وتأهيل تلك الكتائب إلى منتصف ١٩٦٧ وتخريجت تلك الكتائب في احتفال واستعراض التخرج واكتمال الدمج في رأس عباس وإحتفال آخر في مدينة الإتحاد "الحسوة".
وبمناسبة مرور 50 عاما على هذه الذكرى ، إجتمع الضباط المؤسسون منذ أيام ومن ضمنهم الشيخ صالح بن فريد في بريطانيا في مدينة ويندسور إحتفاءً بهذه المناسبة وفرصة لاستعادة الذكريات وتم انتهاز هذه الفرصة من قبل الشيخ صالح بن فريد لطرح قضية دولة الجنوب العربي العادلة وحث الأصدقاء على التواصل مع الجهات الرسمية ذات الاختصاص لدعم دولة الجنوب العربي والتعاطف مع حقوقها وطموحات وتطلعات شعب الجنوب العربي.
وعلق الشيخ صالح بن فريد بمناسبة هذه الذكرى وللتاريخ:تأسست حكومة الاتحاد في عام ١٩٥٩ من ست ولايات وإلتحقت بها فيما بعد جميع المشيخات والسلطنات في المحميات الغربية على أن تلتحق بها سلطنات المحميات الشرقية (حضرموت والمهرة) وكان يطلق عليها الجنوب العربي. ولقد أتفقت حكومة الإتحاد مع الحكومة البريطانية في ذلك الوقت على أن يعلن إستقلال إتحاد الجنوب العربي في الأول من يناير من عام ١٩٦٨. كما ساد ربوع الجنوب العربي في تلك الفترة الأمن والإستقرار والعدالة والتنمية والمساواة مثل شق الطرق وبناء المدارس والمعاهد وإرسال البعثات الدراسية والعسكرية إلى الخارج.
بعد قيام الثورة في صنعاء في عام ١٩٦٢ تواجدت القوات المصرية لدعم الإنقلاب ولعبت المخابرات المصرية دور كبير في زعزعة الأمن والإستقرار والسكينة في عدن وحدود إتحاد الجنوب العربي ونتيجةً لذلك قررت حكومة إتحاد الجنوب العربي دمج أربع كتائب من الحرس الإتحادي إلى جيش الجنوب العربي الذي كان يتكون من خمس كتائب فقط لكي يتمكن من حماية حدود دولة الجنوب العربي من أي إعتداءات أو تخريبات والذي كان الدافع لتأسيس قاعدة العند العسكرية.
*من صالح أبوعوذل
صورة قبل عدة أيام تجمع الشيخ صالح بن فريد العولقي ومجموعة من الضباط السابقين بمناسبة مرور خمسين عاما على قاعدة العند العسكرية.
النقيب صالح بن فريد العولقي مدربا لجيش الجنوب العربي في قاعدة العند الاستراتيجية الجنوبية في الستينات
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
09-30-2016, 02:29 PM
عن سيرة بطل أهدانا الجمهورية
الجمعة 30 سبتمبر 2016 12:01 مساءً
من بلدة المسقاة في ناحية (مديرية) السدة، قدم صبي اسمه علي عبد المغني إلى صنعاء التي كانت بالنسبة لبلدته، مدينةَ الفرص السانحة، ذخيرته في الحياة تجلت في الاكتشاف المبكر للذات وللمعنى الحقيقي للحياة في ظل الحرية والكرامة.
وصل إلى بستان السلطان بمدينة صنعاء في يوم ما من عام 1946، كان عمره 13 عاماً، وعلى الفور ذهب إلى منزل ابن بلدته حسين الكبسي الذي كان وزيراً للخارجية، بحثاً عن فرصة للالتحاق بمدرسة الأيتام.
بعد نحو عامين قابل الرئيس(الرائد) جمال جميل عضو البعثة العسكرية العراقية التي قدمت إلى اليمن ضمن اتفاق للتعاون مع مملكة العراق آنذاك لتدريب الجيش والشرطة الإماميين.-
تخلف الرئيس جمال جميل عن بقية أعضاء البعثة وقرر البقاء في صنعاء، لكأن الله استبقاه ليلقي الدرس الأهم في الوطنية على مسامع الصبي المتطلع إلى الحياة، علي عبد المغني، الذي قابله في منزل حسين الكبسي، وما أن رآه وسأله بعض الأسئلة، حتى توسم فيه الذكاء والفهم، فقرر أن يعطيه ألف ريال فضية (ماري تريزا) كان هذا المبلغ كبيراً ويعتبر ثروة حقيقية بمقاييس ذلك الزمن، فما بالك بالنسبة لصبي يتيم وفقير.
حين ذهب الرئيس الشهيد جمال جميل مع بقية زملائه الأبطال إلى ساحة شرارة لمواجهة قرار بإعدامهم على خلفية اشتراكهم في تنفيذ ثورة 1948، كان قد اطمأن تماماً بأن جيلاً سينهض بالمهمة قريباً، ولهذا قال قبيل استشهاده" لقد حبَّلناها وستلد"، لم يكن لكلامه هذا من معنى سوى أنه كان مطمئناً إلى أن علي عبد المغني بما يرمز إليه من جيل تفتحت عيناه على الحياة، واستوعب ثورة 48، ولن يرضى بأقل من أن تكون حياته حرة وكريمة.
بقي علي عبد المغني ينفق على نفسه من المبلغ الذي حصل عليه من الرئيس جمال جميل طيلة فترة الدراسة، يلبس أفخر الثياب ويأكل جيداً وينفق على زملائه أيضاً، ولم يكن يحتاج سوى للذهاب إلى ابن بلدته" عبده قاسم" الذي كان يمتلك فرناً ومنزلاً في باب السبح، لكي يحصل على ما يحتاج من المال الوفير الذي استودعه لديه.
درس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وبسبب نباهته وذكائه كان دائماً يحصل على المركز الأول، ولهذا السبب وجد نفسه يدير مدرسته الثانوية عندما توفي مديرها، وبنفس المستوى واصل تفوقه الدراسي في الكلية الحربية التي التحق بها بعد سنة واحدة من تأسيسها أي في عام 1958، وكان قد حاول قبل ذلك العام الذهاب إلى القاهرة للحصول على فرصة للدراسة في جامعة القاهرة ولكنه لم يتمكن من ذلك على الرغم من ذهابه إلى عدن لكأن الله كان يهيئه للمهمة ويستبقيه لإنجازها في اليمن، ولهذا عاد من عدن إلى صنعاء أكثرَ إصراراً على إنجاز مهمة التغيير التي ظلت تسكنه وتسيطر على مخيلته.
من الواضح أن فكرة التغيير لم تنضج ولم تأخذ بعدها العملي لدى الشهيد علي عبد المغني، ربما إلا بعد أن اتصل بالبعثة العسكرية المصرية، التي كانت تشرف على تدريب فوج البدر ومن ثم القيام بمهام التدريس في الكلية الحربية.
توسم المصريون في الملازم علي عبد المغني، الاستعداد للقيادة والذكاء والشجاعة والإصرار، حتى قبل أن يتخرج عام 1960 من الكلية الحربية دفعة" علي عبد المغني"، وهي الدفعة الثانية في تاريخ الكلية، إذ سرعان ما انتهى به الأمر ليصبح نقطة الاتصال الأساسية مع مصر.
نموذج الثورة المصرية كان حاضراً في كل الخطوات التي سلكتها ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، ففي شهر ديسمبر عام 1961، تأسس تنظيم الضباط الأحرار، بقيادة الملازم علي عبد المغني.
لكن مسألة القيادة للأسف ظلت محل أخذ ورد رغم وضوحها الكبير، والسبب في تقديري يعود إلى أن الذي تولى تأسيس التنظيم، ذي رتبة صغيرة، والنموذج المصري كان قد اقتضى استدعاء أحد أصحاب الرتب الكبيرة ليقود الثورة، أما السبب الثاني فيعود إلى حماس الشهيد علي عبد المغني الذي مارس ظلماً كبيراً للذات إلى حد قبل معه بأن يكون مجرد رئيس لإحدى خلايا التنظيم الذي أسسه، رغم أن كل المؤشرات كانت تدل على أنه هو القائد.
فقد كان المنسق الأساسي مع خلايا تنظيم الضباط الأحرار التي لم تكن تعرف بعضها، لكن هذا الأمر لم يدم طويلاً فقد اضطر بعض زملائه إلى أن يحسموا الأمر، وكانوا يريدون تسمية الأشياء بأسمائها، ولكنهم مع ذلك سلكوا طريقاً محرجاً حيث اضطروا إلى عمل قرعة بين عبد المغني وعبد الله جزيلان، فانتصرت القرعة للقائد الحقيقي.-
قام قائد الثورة بكل واجبات القيادة من ترتيب وتنسيق واتصال مع كل المكونات السياسية والعسكرية والفكرية والاجتماعية، وأدار عملية الإطاحة بالإمام البدر، وتولى لمدة ثمانية أيام قيادة المعركة، إلى أن قرر التوجه إلى مأرب لحسم المعركة المصيرية هناك، وسط مطالب من معظم زملائه له بعدم ترك مركز القيادة
شق الشهيد علي عبد المغني طريقه باتجاه مأرب إلى أن وصل صرواح، ومنها توجه نحو ساحة المعركة وقع في كمين محكم، جهزته وحدات عسكرية محترفة وأجهزة استخبارات دولية على ما يبدو، أرادت ضرب عقل الثورة ومدبرها. استشهد في ذلك الكمين عندما سقطت الدبابة التي كان يستقلها في حفرة مموهة فحاول الخروج منها ولكن رصاصاً انهال عليه كالمطر ففارق الحياة.
أربعة وخمسون عاماً على استشهاده، أكثر من نصف قرن والسلطات المتعاقبة في صنعاء تحاول التغطية على الشهيد وعلى ضريحه وعلى ظروف مقتله، إلى أن حدثت المعجزة هذا العام، عندما تفاجأنا جميعاً بأن للشهيد مقبرة معلومة وضريح.
والسؤال لماذا تم تجاهل هذا الضريح كل هذه السنوات، ولماذا لم تكن مراسم وضع إكليل الزهور على قبره المعلوم، عوضاً عن القبر المجهول، لماذا استهتر حكام صنعاء بوعي الأجيال وظلوا يخفون هذا الضريح؟
لماذا اضطر اليمنيون لمتابعة مشهد المخلوع صالح وهو يظهر بالزي العسكري المرصع بالنياشين مع كل ذكرى تحل للثورة المباركة ويستعرض الجيوش، وكأنه هو الذي صنع الثورة، بينما في حقيقة الأمر لا يساوي قيمة النياشين التي في صدره.
ولماذا انشغل هذا المعتوه بتصميم دوره المجهول في ثورة سبتمبر، وظل زبانيته يتحدثون عن "التبة" التي رابط فيها والمواقع التي تنقل فيما بينها دفاعاً عن الثورة، وكان الأحرى بهم أن يسلطوا الضوء على الثورة والثوار الحقيقيين وفي مقدمتهم صاحب القبر المعلوم المجهول الشهيد علي عبد المغني.
حد من الوادي
10-10-2016, 02:07 PM
لماذا انهزمت جبهة التحرير؟
الاثنين 10 أكتوبر 2016 10:06 صباحاً
محمد مثنى الورد
ان من اسباب الهزيمة هي عدم وجود الثقل العسكري والأمني قبل الاعلان عن جبهة التحرير، ثم الدمج بين منظمة التحرير بقيادة عبدالله الاصنج، والجبهة القومية بقيادة قحطان الشعبي، واصبح الاخ عبدالقوي مكاوي أمينا عاما لجبهة التحرير، وهذا الذي لم ترض به الجبهة القومية، وسمي بالدمج القسري,
وعاد الجبهة القومية تعمل من جديد خارج كيان جبهة التحرير وهذا ما ازعج الاستخبارات العسكرية المصرية، ممثلة باللواء صلاح نصر والذي فرض على قيادات الجبهة القومية في مصر واذكر على سبيل المثال وليس الحصري، قحطان محمد الشعبي، وفيصل عبداللطيف الشعبي، وعبدالفتاح اسماعيل، وسيف احمد الضالعي، وهذا ما افقد الثقل العسكري والأمني لجبهة التحرير ما عدا قائد الكتيبة العاشرة في جيش الجنوب العربي احمد صالح بلحمر العولقي، وسالم يسلم الهارش العولقي قائد فرقة النجدة، والقائد الميداني عبدربه جازع العولقي، والضالع بقيادة علي بن علي هادي، اما الثقل القبلي وهم، العوالق والعزيبة، واهل البان، ومصعبين، ولودر (العواذل).
ثانيا" خوف الاستعمار البريطاني من تسلم الحكم لجبهة التحرير، معروف للجميع بان الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، داعم الثورات في اسيا وأفريقيا ا وامريكا اللاتينية، وهذا قد يؤثر على استقرار الأمن في دول الخليج، بان تسلم جبهة التحرير الحكم، سوف يكون لمصر عبدالناصر نصيب الأسد من النفوذ المصري".
ثالثا :" زرع الكراهية لجبهة التحرير في صفوف الجيش والأمن من قبل الطابور الخامس، في الجبهة القومية، والتي عرفت بشلة العقداء ممثلة في الجيش بقيادة العقيد حسين عثمان عشال، وبالأمن عبدالله صالح سبعة،’ بان جيش التحرير الموجود في الحوبان بتعز، سوف يحل محل الجيش الجنوب العربي في حالة تسلم جبهة التحرير السلطة، وعندما شعر الاستعمار بقوة جبهة التحرير، اعطي الضوء الأخر للعقيد حسين عثمان عشال، بالقضاء على جبهة التحرير.
وكان هذا في يوم الثالث من نوفمبر 1967م.
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
-------------------------------------------
تعليقات
[1] كل الشعب قو ميّت
الاثنين 10 أكتوبر 2016
سلطان زمانه | الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن
شوف لو أنت تحريري يا حاج أنا قومي بن قومي. شف كل الشعب قو ميّت. ولا ذهب يغريني ولا مال السعوديت. في أرض الله من جدة قام الرجعي وحاشيته، لا خاف الله ولا بيته. كل الأموال في عيني مثل أوراق الخريف! والله زمان يا سلاحي.
-------------
[2] جبهة التحرير والجبهة القومية وتوقف الزمن
الاثنين 10 أكتوبر 2016
جنوبي طفشان | عدن
جبهة التحرير خرجت الى الشمال بكل قياداتها اين هي اليوم اين قواعدها الجبهة القومية استلمت السلطة وصفت بعضها بعض من ايام قحطان الى سالمين الى ١٣ يناير ومايزال حتى الان رموز معروفه وكبيرة وقيادات لها تُمارس العمل السياسي اين جبهة التحرير وأين قياداتها لا نعرف الا المرحوم الاصنج او باسندوه صاحب حميد صندقه .. اليوم معاكم قيادة جماعية وقيادة شرعية وقيادة بيزنطية وكلكم تحاولون إثارات المجتمع ونبش الاحقاد على الجبهة القومية وكأن الزمن توقف معكم يوم ثلاثه نوفمبر .. انتم نموذج حقيقي للفرقه والتمزيق ومهما عملتم لن تستطيعوا ان تغيروا التاريخ وان الجبهة القومية كانت الطرف الابرز والاكبر والاقوى في مرحلة الكفاح المسلح ضد الإنجليز وقد أسقطت السلطنات قبل إسقاط عدن .. دعو هذا الجيل يبني وطن جنوبي جديد فأنتم في جبهة التحرير والجبهة القومية كُنتُم من جلب اليمننه لبلادنا .
حد من الوادي
09-04-2017, 02:17 PM
صنعاء لن تتحرر إلا بسواعد الجنوبيون والتاريخ يشهد على ذلك!
الاثنين 04 سبتمبر 2017 01:19 مساءً
حسن العجيلي
لكن كيف يتم هذا الامر في هذه المتغيرات والاحداث والمستجدات طبعا العداء الجنوبي الزيدي الشيعي الطائفي لن تكن بداياته من دماج ولا من جراء الحروب التي جرت الشمال والجنوب ايام التشطير ولكن جذزر هذا العداء منذ بداية قيام ثورة السادس والعشرون من سبتمبر ١٩٦٢ حيث كان للجنوبيين شان خاص وتضحيات جسام عندما هبوا هبة رجل واحد لمساندة الثورة ورجالها المناضلين والى جانب ابطال الجمهورية العربية المتحدة ابناء النيل ومصر العربية برغم الامكانات المتواضعة ووسائل الحرب لغير حديثة لكن كانت قوة الايمان والحس الوطني بالثورة والتحرير اعطاء قوة دفع امامية لكل المقاتلين الجنوبيون دون غيرهم حق الاستبسال وكأن عدن وصنعاء اختان لا ننفصلان وهكذا كانت اهدافهم ثم سالت دمائهم في كل وادي وشعب وعلى كل الجبال المحيطة بعاصمة ازال صنعاء التاريخية .
وبرغم كل هذه التضحيات والانكسارات الا انهم حققوا النصر المبين ودحروا قوى الشر الشيطانية الى خلف الحدود الشمالية ومن كان يدعمهم في ذلك الوقت وبقيت صنعاء ابية نظيفة شامخة بنظامها الجمهوري العظيم لقد حاولوا الاعداء والمتآمرين على الثورة اسقاط النظام الجمهوري وحاصروا صنعاء سبعين يوما ومن جميع الجهات حتى وصلوا الى باب شعوب ودخلوا الى باب اليمن والقرب من إذاعة صنعاء الثورة لكن رجال الموت من ابناء الجنوب والمصريون والمقاتلين من ابناء الشمال تصدوا لهم واعادوهم من حيث اتوا خاسئين .
فهل اليوم ان يتكرر هذا المشهد ومعهم من كان قديما يدعم قوى الشر في ذلك الوقت بينما اليوم هو من يتصدر محاربتهم وقتالهم بكل وسائل القوة الحديثة والمتطورة مع متغيرات كثيرة قد طرت في تلك المنطقة وفي الشمال والانقلابات السابقة التي عملت على تشجيع القوى المتربصة بالنظام الجمهوري والسيادة الوطنية الشمالية خاصة بعد مرحلة الحمدي الذهبية التي يخن اليها شعب اليمن وياريت الشقيقة السعودية مدت يدها للحمدي او على الاقل صبرت على هفواته البسيطة وساعدت هذا الرجل على تقييم وضع الشمال الذي حقق فيه اشياء جميلة ومثيرة وكانت تخدم الامن والاستقرار في المنطقة والمواطن في الشمال لكن ماذا نقول لثعالب السياسية المصلحية من قوم المشايخ والقبائل الذين قلبوا الطاولة على الحمدي واعوانه واتوا بصالح وكما يقول المثل حمار تركبه ولا حصان يركب عليك ومشى الحال بعد التخلص من الرئيس الشرعي ابراهيم الحمدي واخيه عبدالله الأحمدي .
ومن هنا بداءات مرحلة جديدة وسارت الامور في الطريق المرسوم لها وسار علي عبدالله صالح الرئيس الفخري لليمن والمرشح من قبل مجلس الشعب والتي كانت مهامه محدودة المستقبل والمودع لضيوف اليمن اما الذين يحكمون حينها كانوا المشايخ والقبائل وغيرهم من اصحاب النفوذ وتحت رعاية الشقيقة الكبرى السعودية حيث كان صالح عبدا مطيع ومستوعب الدرس ودوره في اللعبة تماما الا انه خنس خلسة ووضع لنفسه بناء مؤسسي خارج ما هو متفق عليه وبداء يسحب البساط الاحمر من تحت الذين اوصلوه الى قصر الرياسة واقنع السعودية بأسلوبه المرن بان يتغير الوضع وقدم التنازلات الكثيرة حتى اصبح هو الرقم واحد في معاملاته مع السعودية والعالم وطبعا بتوصية من الجارة والخالة وام العيال .
ثم اخذ يتملص من بعض الالتزامات مستفيد من الوضع السياسي والعسكري الموجود في الجنوب الذي كان يهدد به الاقليم وخاصة قيام ثورة عمان وبرنامج نجران وتصدير الثورة التي ازعجت الخليج والجزيرة العربية معا من هنا علي عبدالله صالح وجد ارضية خصبة جعلته ان ينطلق منها ويقدم اي طلبات او مساعدات من دول الخليج والسعودية حتى يبني قوة عسكرية رادعة لمواجهة خطر المد الشيوعي من الجنوب والذي كان علي عبدالله صالح يصوره للأشقاء بالغول المفترس القادم من الجنوب وفعلا نجح نجاح باهر وحقق مكاسب كبيرة وركن شيخ قبيلته جانبا وسيطر على جميع مشايخ اليمن وقبائلها بعد ما سيطر على دور الاقليم في المطقة .
وبدا نجمه يزهر ويزهو ويسطع في سماء السياسة العامة وفتح بعض العلاقات مع دول العالم ثم رسخ نفسه على قوة بناهها تحميه وتحمي القصر الجمهوري فقط هذا طبعا بعد تأمين صنعاء حيث تم شراء ذمم الكثيرون ممن كانوا يشكلوا له بعض الازعاج ثم عمل على شق القبيلة والطائفة وتوغل داخل الاحزاب السياسية وجعل من الحوثي حزبا بإسم الشباب المؤمن ونسق لهم مع ايران وفتح القناة الفضائية اليمنية يعلنون منها عن برامج عملهم وكذا الاحزاب التي كانت تعمل من تحت الطاولة فأخرجها الى العمل من على الطاولة ومدها بالمال ووفر لها وسائل كثيرة وعمل منها صوت واحد لصالحه مع قيام اي انتخابات او تحشيد الجماهير لدعمه في اي مناسبة وكان من اهم مميزاته استعمال سياسة فرق تسد وشعاره المشهور لا ضرر ولا ضرار .
ولما كبر وترعرع واصبح فارس احلام الشقيقة السعودية في المنطقة وبوابتها الجنوبية وحامي الخليج والجزيرة العربية وفسح المجال لرموزها تعمل لصالحها ومحسوبة على الجنوب كالأصنج والباسنة ولحق بهم الفقيد محمد على هيثم وكثيرون وكانه يلبسها النظارة السوداء وعندما حس بان السعودية بداءات تعرف وتتابع مساراته وتوجهاته وكشفت له كثير من الاوراق الخطيرة، وكان حس ان السحر قد انقلب على الساحر خاصة بعد دخوله اتفاقية الوحدة مع الجنوب المفاجئة ودون علم المملكة حاولت ارسال وفدها برئاسة وزير خارجيتها الامير سعود الفيصل الى الجنوب لقطع خط الاتفاق واقناع الجنوبيون بالرجوع عن الخطوة التي قد تدفع الجنوب اثمان باهظة وهنا الجنوبيون رفضوا ذلك الكلام للأمير المرحوم سعود الفيصل ووزير المالية بالخبل من هنا السعودية بداءات تضغط عليه وتضيق الخناق بدعم المشايخ من الذين خسرتهم مرة اخرة وشراء كثير منهم واوقفت بعض المساعدات العسكرية والعينية لليمن واستمالت كثير من رموز حكمه .
حيث كان رده المفاجئ للسعودية اتجاهه الى صدام حسين الذي دعمه في حربه ضد الجنوب في العام ١٩٩٤ ثم دخل مع الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر واولاده في صراعات سياسية وتجارية ومصالح اخرى وايضا السلطة خرجت الى سطح المواجهات واشتدت حبال الخلافات والنزعات هنا جاء دور المملكة الضاغط الذي منحها فرصة ان تملي عليه شروطها ثم اخذت منه المملكة كل ما تريد واهمها اتفاقية الحدود وتعاملت مع حزب الإصلاح اخوان اليمن بروية وعقلانية لغرض في نفس يعقوب ثم شاركت وساهمت في سقوط صالح المدوي في ٢٠١١ برغم انه حس اللذع واللدغ من الثعابين الذين كان يرقص عليهم في ضربة مسجد النهدين الا انه تحمل الهزيمة وقبل التهدئة للضع.
وقبل الذهاب الى السعودية للعلاج وهو يدرك جيدا ان العلاج في المملكة هو اهون الشرين بينما السعودية معنية بعلاجه حتى يسلم السلطة الى نائبه عبد ربه منصور وهذا ما تم بالفعل وسلم السلطة لكنه قال كلمة حساسة لابد من وجود حسن النوايا التي لاوجود لها عنده والدليل انه لعب باخر ورقة كانت له هي ورقة الحوثي وفعلا اتخذ قرار صغب يريد ان يحرق المعبد على رؤوس الجميع لكن فاجئته الضربة المباغتة لعاصفة الحزم من قبل دول التحالف التي قضت على اخر احلامه الوردية ، وكان على رأسها رأس الحية السعودية التي لقعتها والقبر ثم تحول الى متمرد خالي اليدين من القوة التي سحبها الحوثي واصبح يغلق بها نومه في الكهف المختبئ فيه من قصف طائرات التحالف ومن عناصر الحوثي الذي تتعب اثاره لكي تهد عليه وليس هناك منقذ له سوى مملكة الحزم والامارات.
وعلى ما يبدو يكفيه نكبات وقفزاته السياسة الهوجاء والطيش الشيوبي لان سياسة السعودية طويلة الامد وعندها قوة صهر لأصعب الازمات وكما صبرت عليه ثلاثة وثلاثون عاما وهو يضحك على الذقون فهي الان تشربه من نفس الكأس وهي ايضا من تحاول المحافظة عليه وسوف تقرر مصيره مستقبلا ويصبح كمدخل الى صنعاء في حالة اتخذ القرار التوجه الى عاصمة السعيدة مع تحريك مأرب والمقاومة الجنوبية الحقيقية من الذين لهم ثائر قديم وجديد وهم ممن سيحررون صنعاء عسكريا بإذن الله من رجس الطائفة والقبيلة والمرتزقة لان ملامح الافق لا تبشر بخير في الحل السياسي والغيوم تغلق كل النوافذ والابواب ..
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
09-07-2017, 12:20 PM
متى تدرك السعودية أهمية مراجعة موقفها من دولتي اليمن ؟!
الأربعاء 06 سبتمبر 2017 10:07 مساءً
د. عبيد البري
على مدى 55 عاماً ، تبدو السعودية كما لو أنها قد غرقت - أو أُغرقت - في مشاكل اليمن اللانهائية ، ناهيك عن الحرب اليمنية السعودية التي انتهت بمعاهدة الطائف عام 1934 حول الحدود بين الدولتين . وعندما حدث الانقلاب الثوري على الحكم الملكي الإمامي في صنعاء كان الموقف السعودي مسانداً للقوى الملكية في اليمن ضد قوى الانقلاب والوجود المصري المساند لها ، ثم تراجعت السعودية عن ذلك الموقف لمصلحة النظام الناتج في صنعاء بشكله "الجمهوري-الملكي" الذي لا يشبهه أي نظام عربي ، حيث أصبح اعتماد الجيش والأمن في الجمهورية العربية اليمنية على نفقة السعودية منذ عام 1971 حتى 1992 ، تمويلاً ، وتسليحاً ، ورواتب شهرية لكافة المنتسبين إلى الجيش والأمن ... بالإضافة إلى رواتب شهرية وسنوية للمشايخ والوجاهات القبلية والعناصر النافذة في الدولة ، ولا تزال سارية المفعول .
لقد تولت السعودية القيام بكل هذا من باب المساعدة لليمن الشمالية بعد انسحاب القوات المصرية منها وإجراء ما سُمي بـ"المصالحة الوطنية" بين القوى المَلَكية - التي كانت تدعمها السعودية - والقوى الجمهورية - التي كانت تدعمها مصر – في الوقت الذي تم تأسيس وتشكيل الجيش في دولة الشمال منذ البداية على عقيدة عدائية للدولة القائمة في الجنوب ذات التوجه التقدمي المناقض للواقع الاجتماعي في كل من السعودية والعربية اليمنية . وظلت السعودية تدعم الحروب والمناوشات على الحدود الدولية بين الدولتين - الشمالية والجنوبية - منذ الحرب الأولى عام 1972 ، كحروب ناتجة عن احتقان ناتج عن وجود عناصر يسارية من العربية اليمنية في دولة الجنوب ، وعن تعبئة خاطئة ضد النظام الجنوبي . ولم يكن آخر تلك الحروب حرب احتلال الجنوب عام 1994 .
وعلى الرغم من الاختلاف في التوجه السياسي للنظام في دولة الجنوب عن أنظمة دول الخليج العربية ، فقد أثبتت الوقائع والأحداث أنه منذ منتصف السبعينيات كان أكثر تقرباً وتفهماً لأهمية العلاقة مع الأشقاء في الخليج العربي ، وأهمها العلاقة الأخوية مع دولة الكويت التي كانت سخية في دعمها المتنوع لشعب الجنوب على مدى عقدين من الزمن ، وما تم من تفاهم وتعاون مع دولة الإمارات بعد زيارة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان ، وكذلك ما جرى من صور للتقارب والتفاهم مع السعودية التي نتج عنها فتح خط ساخن بين الرئيس سالمين والملك خالد بن عبدالعزيز ، لكن نظام العربية اليمنية والعناصر السياسية الشمالية المخترقة للنظام في دولة الجنوب عملت على تشويه وإبطال هذه العلاقة لأسباب عديدة ومعروفة ، منها ابتزاز اليمنيين الشماليين للسعودية ، الذي لا يزال مستمراً إلى اليوم بأشكاله المتعددة ، في حين أن النظام في دولة الجنوب كان يرى بأن تلك العلاقات يجب أن تُبنى على الأسس الأخوية والتعامل الندي والمصالح المشتركة .
ومع أنها قد مضت فترة تقرب من ستة عقود تكفي لأن تراجع السعودية مواقفها المتأرجحة من القوى السياسية في كل من اليمن الشمالي واليمن الجنوبي إلا أنها لا تزال مصرة على أن تُنهك نفسها في تدخلها في مشاكل اليمن الناتجة عن تسلط عصابات معينة على مقدرات الشعب اليمني. وتلك المواقف المتأرجحة للسعودية لا تبدو بأنها تخدم المصلحة السعودية في ما قد يعود عليها من وجود حالة الاستقرار في اليمن. فقد بدأ أول مواقفها الرئيسية بدعم الملكيين ضد الجمهوريين في صنعاء على مدى 8 سنوات ، ثم بدعم الجمهوريين ضد اليساريين في دولة اليمن الشمالي ، ثم توسع إلى دعم دولة اليمن الشمالي ضد دولة اليمن الجنوبي إلى أن تم إعلان الوحدة ، ثم إلى دعمها الانتصار العسكري لدولة الشمال في حربها على الجنوب ، ثم بالدعم السعودي الخليجي للنظام الاستبدادي ضد الانتفاضة الشعبية في صنعاء وتعز ، وأخيراً لجأت السعودية مع دول التحالف العربي إلى المواجهة المباشرة للتوسع الحوثي في كل من الشمال والجنوب باعتبار أن الحركة الحوثية تحمل أجندة إيرانية خطيرة على دول الجزيرة العربية والخليج العربي بصفة عامة .
إن الحقيقة التي يتعين على السعودية إدراكها هي أن الشعوب نفسها هي التي تحتاج إلى الدعم السياسي المشروع الذي يؤدي إلى إحداث تغييرات عادلة في واقعها الاجتماعي لصالحها كشعوب ، وليس كفئات اجتماعية أو كجماعات قبلية وعسكرية وثيوقراطية تقيم أنظمتها الاستبدادية لخدمة مصالحها الذاتية . ذلك لأن استقرار الأنظمة يكمن في رضا الشعوب وقناعتها بما تنتجه حركاتها التغييرية من أنظمة تكون في معظمها أنظمة ديمقراطية عادلة داخلياً وخارجياً ، الأمر الذي يؤدي حتماً إلى استقرار سياسي في إطار الدولة ، وإلى تغيير إيجابي في الأمن القومي للدول المجاورة لها ، وبالتالي لا يمكن للأنظمة الديمقراطية أن تعادي الشعوب المجاورة أو أنظمتها ، حيث أن الشعوب هي وحدها التي تفهم مصالح الشعوب الأخرى انطلاقاً من فهمها لمصلحتها ، وهي التي تفهم أن السلام لا يتأتى داخلياً وخارجياً إلا من خلال الارتباط بالشعوب الأخرى على أسس التعاون والمصالح المتبادلة ، وأن نظامها الاجتماعي لا بد أن يرتبط بالنظُم الأخرى وفقاً للأسس والمبادئ والقوانين والأعراف التي تنظمها الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية .
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
09-11-2017, 12:18 AM
مصور حرب: الجنوبيون بالمخا يواجهون نفس مصير الجيش المصري
الأحد 10 سبتمبر 2017 04:36 مساءً
المخا ((عدن الغد)) خاص:
قال مصور حرب غطى أحداث الأخيرة في الساحل الغربي بالمخا ان مؤشرات كثيرة تؤكد ان الجنوبيين في المخا سيكونون ضحية للصراع المسلح الدائر هناك .
وقال "صالح العبيدي" هو مصور واعلامي غطى الحرب في المخا خلال الأشهر الماضية ان القوات الجنوبية والافراد المقاتلين باتوا يواجهون نفس المصير الذي لاقاه الجيش المصري في شمال اليمن قبل عقود من اليوم .
وأضاف قائلا :" بعد 1962 جاء الجيش المصري الى شمال اليمن ظنا منه انه سيحرر الشمال من الحكم الامامي ، وبعد اكثر من 10 سنين من محاولة التحرير هذه خرج المصريون باكثر من26 الف شهيد مصير والآلاف من الجرحى .
والسبب ان الشعب هناك كان صباحا جمهوري وفي المساء ملكي.
وبعد اكثر من 60 عام يتكرر المشهد لكن مع الجنوبيين بجبهة المخا .
الجنوبيون الذين ذهبوا الى المخا ظنوا انهم سيحررون المخا والشمال لكن اليوم يتبادى المشهد بوضوح.
كل يوم نسمع بتفجير بهجوم بلغم انفجر بقوات المقاومة.
لم تعد قوات الحوثي من تقتل افراد المقاومة الجنوبية .
هناك المئات من المندسين من ابناء المنطقة هم من يفجر ويغدر.
اللهم اني بلغت اللهم فاشهد ان المخا ستبتلع الالاف من الجنوبيين
حد من الوادي
10-13-2017, 01:09 PM
كتاب: الزهور تدفن في اليمن .. بداية التدخل المصري في اليمن (الحلقة الأولى)
الخميس 21 سبتمبر 2017 07:09 صباحاً
شبوه برس - خاص - اليمن
*- خاص وحصري لـ شبوه برس -
الطبعة الثانية 1977م
تأليف: وجيه أبو ذكرى
عرض وتلخيص: د.علوي عمر بن فريد
مقدمة:
يقولون في الأمثال العربية: ما أشبه الليلة بالبارحة .. والتاريخ يعيد نفسه!!
ان ما يجري اليوم من حروب مستعرة وأحداث مؤلمة في اليمن ما هو إلا تكرار لما حدث بالأمس في التاريخ القديم والحديث, وقد اخترنا هذا الكتاب الذي ينقل صورة واقعية وفصولاً مأساوية لأحداث الحرب اليمنية بعد ثورة 26 سبتمبر عام 1962م في اليمن وما تخللها من صراع بين الملكيين والجمهوريين وقد قام بتأليفه أحد الضباط المصريين وهو في معظمه رسائل متبادلة بينه وبين زوجته متضمنة خواطر ومشاعر انسانية رصدها المؤلف وهو شاهد حي لذلك الزمن نقلها بصدق وحس مرهف وواقعية مريرة لمعاناة الجيش المصري في اليمن وما تعرض له من غدر وخيانات اثناء الحرب في الستينات من القرن الماضي.
وسنحاول الوقوف على أهم أحداث ذلك التدخل ونتائجه.. وهو تكرار لما يجري اليوم في اليمن منذ إنطلاق الثورة الشبابية اليمنية المختطفة في فبراير عام 2011م وفي ما يلي الحلقة الأولى:
عندما قامت ثورة 26 سبتمبر عام 1962م جمع الرئيس جمال عبدالناصر الخبراء من الضباط المصريين وعددهم 12 ضابطاً والذين أرسلهم من قبل إلى اليمن بعد إتفاق مسبق مع الإمام .احمد بعد الإنفصال بين مصر وسوريا عام 1961م وذلك لتدريب الجيش اليمني إلّا أن الإمام قام بحبسهم منذ وصولهم إلى اليمن في دار الضيافة بصنعاء وحرم عليهم الإتصالات ثم أعادهم إلى القاهرة.
إجتمع الرئيس عبدالناصر بالخبراء العسكريين فور قيام ثورة اليمن لأخذ رأيهم في تلبية ثوار اليمن بإمدادهم بقوات عسكرية وخبراء عسكريين, وكان رأي كمال الدين حسين وبعض أعضاء مجلس قيادة الثورة المصرية عدم التدخل عسكرياً في اليمن لأن جراح الإنفصال المصري – السوري مازالت تدمي جسد الشعب المصري, و إن هذا التدخل سوف يفسد كل خطط التنمية في مصر ولاتحمد عقباه وكان الإتحاد السوفيتي يؤيد التدخل المصري في اليمن لأهدافه الخاصة !!
وكان عبدالناصر يريد إخراج مصر من عزلتها العربية بعد الإنفصال ..!! وتبنى وجهة النظر السوفياتية والبعثة العسكرية المصرية التي كانت حبيسة في اليمن, وسافرت أول كتيبة مصرية إلى صنعاء على متن طائرة روسية لمدة خمس ساعات وهبطت في مطار صنعاء مع شروق شمس التاسع والعشرين من سبتمبر وصدمت الكتيبة بوضع المطار المزري فقد كان عبارة عن ممر ترابي تحيط به سلسلة من الجبال وبرج المطار عبارة عن سيارة سوفياتية مجهزة بأجهزة لاسلكي هي التي ترشد الطائرة على الهبوط !! ويواصل المؤلف القول:
وتم نقلنا في سيارات إلى داخل اليمن وكان في استقبالنا السفير المصري واخبرنا بأننا سوف نرتدي زياً عسكرياً يمنياً وأن مهمتنا لن تزيد عن عدة أسابيع نعود بعدها إلى القاهرة !!
وبدأنا نقترب من صنعاء التي يحيط بها سور عظيم كأنه ديكور بفيلم تجري أحداثه في العصور الوسطى أو ما قبل الميلاد .. كان الناس ينظرون إلينا وكأننا من كوكب آخر .. ينظرون بدهشة وخوف !!
اليمن التي كان يحكمها رجل قوي وخبيث اسمه الإمام أحمد تولى السلطة بعد مقتل والده الإمام يحيى في 17 فبراير عام 1948م والذي دبّر مقتله هو عبدالله الوزير الذي كان يبث أفكاراً ليبرالية وكان يتعاطف مع اليمنين الأحرار الذين اتخذوا من عدن مقراً لهم, وأعلن عبدالله الوزير نفسه إماماً على اليمن عقب نجاحه في اغتيال الأمام يحيى, وجاء إلى صنعاء اليمنيون الأحرار وهم:
أحمد محمد النعمان والقاضي عبدالرحمن الإرياني والقاضي محمد محمود الزبيري, وكان الإمام أحمد هو حاكم تعز واستطاع وبعض من آل حميد الدين أن يقود قبائل حاشد وبكيل بقيادة الأمير حسن أن يسقط نظام الإمام عبدالله الوزير وراح ضحيته لاسترجاع السلطة ما لايقل عن ستة آلاف يمني !!
وامتلأت السجون الرهيبة بالأبرياء وسجون اليمن فظيعة .. وقال المؤلف أبو ذكرى أنا لم أشهد الباستيل كأشهر سجن في العالم, ولم أذهب إلى سيبيريا ولم أخدم في السجن الحربي ولكن سجون اليمن اقساها جميعاً!!
مات الإمام أحمد في 18 سبتمبر عام 1962م وأعلن الإمام محمد البدر إماماً على اليمن خلفاً لوالده .. ولم يكن الإمام البدر قوياً كوالده وكان عبدالله السلال رئيس الأركان العامة للجيش اليمني ورئيساً لتنظيم عسكري من صغار الضباط وإستطاع أن يقنع البدر بأن يحرك بعض الدبابات من الحديدة إلى صنعاء.
وحصل على موافقته وبدأت القوات تتحرك إلى صنعاء مساء 26 سبتمبر عام 1962م , وكان السلال مجتمعاً في ذلك المساء مع الإمام البدر حتى قبل منتصف الليل بساعة وكانا يناقشان مسألة النهوض باليمن واستأذن السلال بحجة التعب إلّا أن الإمام طلب منه البقاء لمزيد من المشاورات وادعى السلال التعب وخرج الى خارج صنعاء ليقود الدبابات الى قصر البشائر .. وحاصرت هذه القوات القصر وإتجهت قوات اخرى إلى الإذاعة ثم بدأت تطلق قذائفها لتدك القصر واقتحم جنود الثورة القصر ولم يجدوا البدر حيث تمكن من الهرب متخفياً في ملابس نسائية ثم خرج الى جحانه واذيع البيان الأول للثورة وأعلنت الجمهورية العربية اليمنية وأذيع مقتل الإمام البدر بعد نجاح الإنقلاب ذهب السلال إلى بيت السفير المصري في صنعاء وطلب قوات عسكرية مصرية ثم بدأ تدفق القوات المصرية إلى اليمن !!
والى اللقاء في الحلقة الثانية .
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
حد من الوادي
10-14-2017, 12:49 PM
كتاب: الزهور تدفن في اليمن (الحلقة الثانية)
الأحد 24 سبتمبر 2017 04:26 مساءً
شبوه برس - خاص - اليمن
تأليف: وجيه أبو ذكرى الطبعة الثانية 1977م ‘‘عمليات قطع الرؤوس‘‘
عرض وتلخيص: د.علوي عمر بن فريد
في هذه الحلقة يتناول الكاتب وجيه أبو ذكرى تأثير الإنفصال في نفسية عبدالناصر كما يذكر معارضة كمال الدين حسين للتدخل في اليمن فيقول: إن سوريا ظلت منذ الإنفصال هي كل حياة الرئيس عبدالناصر, إنه يرى في اليمن الجسر لكل آماله, إنه يرى في ثورة اليمن رد إعتبار شخصي له من شماتة الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم, وفي اجتماع لمجلس قيادة الثورة المصرية جرى حوار عاصف بين الرئيس عبدالناصر وكمال الدين حسين نقتطف أهم ما جاء فيه:
عبدالناصر: تكلم يا كمال .. سمعت إنك تعارض دخولنا في اليمن.
- ايوه يا ريس .. أنا رأي ..
- ومن امتى بقالك رأي ..
فرد كمال الدين حسين:
- والله أنا شايف ان البلد بتغرق وانا محسوب من اللي بيقودوا البلد.
فرد عليه الرئيس عبدالناصر:
- اسمع يا كمال .. روح شوف الأول أنت عملت إيه في التعليم .. وبعدين تعال اعترض!
فرد كمال الدين حسين:
- أنا فعلاً تعبان .. البلد ما تتحملش مصاريف أكتر في اليمن .. احنا بنينا الجيش عشان نحارب اليهود .. مش عشان نغزو اليمن.. احنا صرفنا دم قلبنا في سوريا وكانت النتيجة الإنفصال ولا يجوز نهدر دم أولادنا في اليمن !!
ونظر عبدالناصر إلى المشير عامر وقال له:
- كمال بقى سياسي .. في ذمتك مش تعب الراجل .. ومن حقه يستريح !!
وانفض الإجتماع وعندما وصل كمال الدين حسين بيته.. طلب السفر إلى الإسكندرية وعندما وصل وضع تحت الإقامة الجبرية منذ ذلك الحين لم تعد له أي مشاركة في الحياة السياسية في مصر !!
و بتحديد إقامته .. إنتهت معارضة دخول القوات المصرية إلى اليمن, ويقول الكاتب وجيه أبو ذكرى: إن ريفنا لم تصله مياه الشرب النظيفة .. ويشرب الماء الممزوج بالبلهارسيا .. وشبابنا يتقاضون مبالغ لا قيمة لها بالنسبة لكافة الدول العربية بما في ذلك اليمن !!
هناك ما لايقل عن مليونين من الجنيهات تصرف في اليمن .. !!
هل تعرف معنى مليوني جنيه يومياً بالنسبة لمصر .. معناه أن عشرة قرى مصرية تدخلها المياه, إن مصر في نظر العالم – أو هكذا يبدو- عملاقة, ولكن المصريين في داخلها أقزاماً ..!!
إن مصر العزيزة محاصرة من كل اتجاه, والمعارضين للثورة قد إقتربوا من ضربها.. وضرب قائد الثورة.. وسط هذا الحصار جاءت ثورة اليمن لتسقط جدران العزلة المفروضة على مصر.. وكان لابد أن نذهب إلى اليمن وأن نقاتل فوق جبالها ومصر على مر التاريخ تعطي بلا حدود وهذا سر عظمتها.
فما بالك باليمن, ولنا مع اليمن تاريخ قديم.. أهل اليمن هم الذين اشتركوا في الفتح الإسلامي لمصر وبعضهم ظلّ في مصر.. وعلى مر السنين هاجر الكثير منهم واستوطنوا في مصر في المنيا وأسيوط ومنفلوط, قبائل بنو جهم .. وبنو خزاعة بين الجيزة وأسيوط وهم من الأنصار (الأوس والخزرج) وبنو خولان في المنيا, وزيد وسالم وطي وعامر وعبس وعبيد ومالك قد إنتشروا في أنحاء مصر.
لم يعد وجودنا سراً في اليمن .. لقد أقيم جسر جوي وبحري بين مصر واليمن وينقل مئات الجنود ومئات الأنواع من الأسلحة واصبح هناك ثلاث قيادات. قيادة الطيران, وقيادة الجيش, وقيادة البحرية .. إننا محاصرون والعدو قد ركب الجبال المحيطة بصنعاء وهو يطلق النار بصفة دائمة من أسلحة خفيفة ولو أن لديه أسلحة ثقيلة لسقطت صنعاء.
وثوار اليمن قد تركوا الدفاع عن ثورتهم للقوات المصرية, إن ما ينقذنا بعض الشيء الطائرات القاذفة فهي تقوم بضرب العدو على الجبال لفك الحصار !!
ويخاطب المؤلف وجيه أبو ذكرى زوجته في احدى رسائله ويقول:
لقد استطاع العدو منذ أيام أن يدخل صنعاء بمجموعة صغيرة من قواته, ولكن هذه المجموعة أثارت الرعب في كل القوات, فلقد اكتشفنا في صباح يوم تعيس, وفي أحد المواقع داخل هذه العاصمة التعيسة رجالاً بلا رؤوس لقد حزنت من هذا المستوى حتى اليوم, كيف يذبح رجل رجلاً آخر !! كيف يخرج خنجراً من غمده, ويكون لديه القدرة على أن ينقض على رجل نائم ويفصل رأسه عن جسده .. ثم يأخذ الرأس إلى مكان لا نعلمه !! لقد جمعنا جثثهم التي بلا رؤوس, وحفرنا لهم حفرة وقمنا بدفنهم فيها, ربما تكون هذه مقابر زهورنا من الشهداء التي ستدفن في اليمن.
وإلى اللقاء في الحلقة الثالثة.
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
حد من الوادي
10-15-2017, 12:02 PM
كتاب: الزهور تدفن في اليمن الحلقة الثالثة
الخميس 28 سبتمبر 2017 03:52 مساءً
شبوه برس - خاص - اليمن
كتاب: الزهور تدفن في اليمن (الحلقة الثالثة)
تأليف : وجيه أبو ذكرى
عرض وتلخيص :د.علوي عمر بن فريد
يقول الكاتب في رسالة لزوجته: برغم كل ما سبق ،لست أريد أن أقول أنني أرفض لهذا الوجود في اليمن ،انك لو كنت مكاني لفعلت المستحيل لكي تحمي شعبا أنهكه الظلام والقسوة والاستبداد ، ولست أقول لك أننا سوف نخرجه من هذه الظلمات ، ولكن الظلام في اليمن كثيف ، يحتاج إلى سنوات حتى يبزغ فجر جديد ، انه من الصعب بل من المستحيل أن ينقل هذا الشعب من قرون ما قبل الميلاد أو العصور الوسطى إلى القرن العشرين !!
مرة واحدة ، نحن نمثل مرحلة واحدة ، ولكنها بالتأكيد أروع المراحل .
تجمعت أسرة حميد الدين ،وقرروا شن حرب شعواء على اليمن ،والوجود المصري في اليمن ، وتكونت قوات من القبائل قوامها أكثر من عشرين ألف مقاتل بالشكل التالي :
- شرق اليمن ، يقود القوات الملكية الأمير حسن بالقرب من صعده , يقود الإمام البدر القوات الأخرى
- الأمير عبد الله بن الحسين استطاع أن يتواجد في منطقة الجوف وهو الذي يحاصر صنعاء
- الأمير عبد الله إسماعيل في حريب وهذه القوات تستعد لخوض معركة الوصول إلى صنعاء
وهم يحصلون على كافة المعونات وخاصة الجنيهات الذهبية , وأصبحنا الآن أمام صراع عسكري وصراع مادي حيث أن الجنيهات الذهبية تقدم للقبائل بشكل لا يعد ولا يحصى المهم أن يسقط النظام في صنعاء !!
لذا إننا نتوقع الهجوم على المدن الثلاث : صنعاء الحديدة , تعز .
إن السكان في تعز في خوف شديد من الهجوم المرتقب من القبائل , فإنهم شوافع , والقبائل من الزيود , التركيبة اليمنية غريبة , الزيود رجال القتال , والخطاط والشوافع رجال الزراعة والتجارة والاستقرار ومعظم الشوافع يسكنون السهول الزراعية , والزيود يسكنون الشمال الجبلي العنيف , الزيود مسلحون منذ القدم , والشوافع مستقرون منذ القدم !!
وكانوا على مر التاريخ موضع خطاط القبائل الزيدية عليهم , ومعنى ذلك أن هناك آلاف القتلى وأن على الشوافع أن يقدموا للقبيلة كل ما يملكون من مال وغذاء !!!
كل شيء حتى ترحل القبيلة . وكثيرا ما استخدم هذا الأسلوب الإمام في تأديب الشوافع !!
إننا بعد حادثة الرؤوس المسروقة من على أجساد الجنود , ونحن نضع حول صنعاء نقاطا قوية وان سبب هذا الحصار أن قوات العاصمة قد خرجت منها للشمال للسيطرة على صعده وقوات في الطريق إلى مأرب وهذه القوات تركت العاصمة مكشوفة : وهذه قوات صغيرة وطرق إمدادها عسيرة: والحصار المضروب على بعض القوات يحتاج إلى نصف الجيش المصري !!
إن الطائرات القاذفة المصرية تلعب دورا رئيسيا في هذه الحرب وتضرب القوات التي تحاصر الجيش المصري .. ويخاطب المؤلف زوجته في رسالة خاصة ويقول :
لست اخفي عليك أمراٌ أن بعض القوات لا ندري عنها شيئا بسبب شبكة الاتصالات السوفيتية الضعيفة والرديئة والكثيرة العطب .. ولا ندري ما إذا كانت هذه القوات حوصرت أو دفنت في أرض اليمن !!
ولقد تحركت أمس قوات كبيرة من الحديدة براً ونضع أملا كبيرا لفك الحصار عن هذه القوات !!
وفي رسالة من زوجة المؤلف أرسلتها له من القاهرة تقول له فيها :
أشتم من رائحة خطابك أن القوات المصرية وحدها بلا مساعدة من ثوار اليمن , وأنهم الذين يحاربون وهم الذين يدفنون في تراب اليمن وتساءلت :
لماذا أنت محاصر في صنعاء ونحن محاصرون في مصر ؟
لماذا ندفن زهور شبابنا في اليمن .. ونحن في حاجة إليهم للنهوض بالشعب المصري ؟؟!!
إننا نعيش في مصر أسود أيام حياتنا , إذا نظرت للوجوه تجدها بلا حياة , وكأن كل الناس قد ارتدوا رؤوسا من الحجارة , انك إذا نظرت في هذه الوجوه ستجدها رافضة بصمت رهيب لهذه الحرب القذرة !!
لماذا؟ لأننا في حاجة لكل ما ينفق على الصراع في اليمن !!؟؟
الخبز اشتد سوادا كأيامها ..
الأرز لا نجده في الأسواق حتى لو كنت تملك ثمنه !!
نحن نتعاقد على ( تراب الشاي ) ليقدم في أكياس قذرة للناس وبأسعار خيالية !!
هل تعلم أن عدد الجنود الذين رحلوا إلى اليمن قد وصلوا إلى ثلاثين ألف من شبابنا لم يحاربوا في الجبال .
شاهدت شباب مصر المخدوعين وهم يتجهون إلى الطائرات .. إنهم سعداء لأنهم لا يعلمون .. سعداء بما قيل لهم .. عن المبادئ وحماية الثورة وتقدم شعب ولكنهم لا يعلمون حكاية الأجساد بلا رؤوس ..
سعداء لأنهم سيسافرون إلى الخارج لشراء بعض مما حرموا منه .. وكانوا يصنعونه من قبل بأيديهم !
وشاهدت طابور صندوق المعاشات بوزارة الحربية لأرامل الشهداء , انه طابور طويل لنساء في عمر الزهور يرتدين السواد في طابور لاستلام معاشات الشهداء !!
شهداء عام 1956م , شهداء الجزائر وهم قلة شهداء اليمن وهم قلة الآن وتختم زوجة المؤلف رسالتها بالقول :
ليس والدي الوحيد الذي عارض التدخل المصري في اليمن .. بل آلاف المصريين حتى الرئيس جمال عبد الناصر يريد أن يخرج من اليمن ولكن كيف ؟
والى اللقاء في الحلقة الرابعة
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
حد من الوادي
10-17-2017, 12:57 AM
كتاب : الزهور تدفن في اليمن ..( الحلقة الرابعة)
الأحد 01 أكتوبر 2017 10:14 مساءً
شبوه برس - خاص - اليمن
الطبعة الثانية : عام 1977م تأليف : وجيه أبو ذكرى
عرض وتلخيص : د. علوي عمر بن فريد
ذكر المؤلف أنه بوصول المشير عبد الحكيم عامر تجدد الأمل عندما جمع قياداته واخبرهم أن قوات هائلة في طريقها إلى اليمن ، ووضع المشير عامر خطة اسماها ( الهجوم الكبير ) ويؤدي إلى :
- فتح الطريق إلى الحديدة .
- فتح الطريق إلى تعز .
- دعم القوات الموجودة في صنعاء وتتجه شمالا لتأمين الطريق إلى صعده .
- قوات أخرى تتجه من صنعاء إلى مأرب وصرواح وحريب .
- قوات تحاصر الملكيين الموجودين في جحانه .
وبالفعل نجحت الخطة واستطاعت القوات المصرية بقيادة المشير عامر أن تصل إلى مواقعها المحددة ولكن بكثير من الخسائر !!
لقد عشنا في حرب غريبة اسمها حرب الكهوف , إن اليمني يأخذ معه طلقات من الرصاص وبندقية قد تكون قديمة جدا , وبعض عيدان القات وقليل من الطحين , وبعض الزيت الذي يزخر به اليمن , ويصعد إلى الجبل حتى يجد احد الكهوف ويجلس فيها .
وعندما يشاهد جنديا مصريا , يخرج من الكهف , ويصوب طلقة واحدة تصيب الجندي في جبهته فيسقط شهيدا وعندما تأتي الطائرة القاذفة لضرب الجبل يدخل الكهف وينتظر حتى تسقط حمولتها من القنابل وهي عادة تحمل أربع قنابل وبعد أن يسمع أربع إنفجارات يخرج من الكهف ويصوب بندقيته تجاهها ونادرا ما يصيبها ولكن ذلك يجعل مهمة الطيار محفوفة بالمخاطر .
ومن المعارك البرية نسير بالدبابات وأحيانا يقف الجندي على مدفع الدبابة وعندما يصل طابور الدبابات إلى طريق ضيق يخرج اليمنيون من فوق الجبال ويمطرون الدبابات بالرصاص مما يضطر الجندي إلى الدخول إلى الدبابة ثم ينزلون إلى الأرض يحاولون اصطياد من بداخلها بالخناجر ولكن هذا من المستحيل !!
فاخترعوا طريقة غريبة , يلقون بترولا على الدبابة مما يؤدي إلى اشتعالها وزيادة الحرارة في الداخل مما يجبر الطاقم إلى الخروج وهنا تكون الخناجر في انتظارهم لنزع رؤوسهم وتتوقف الدبابة الأولى وخلفها طابور طويل من الدبابات !!
ورحل المشير عامر بعد أن قام بتأمين الموقف العسكري تماما في اليمن , إلا انه لم يتمكن من تأمين الموقف السياسي .
نحن نقاتل ونستشهد على هذا التراب والخلافات طاحنة بين الفريق الجمهوري والفساد يشتد يوما بعد يوم في جهاز الحكومة !!
ومثلا طلبت الحكومة اليمنية عودة اليمنيين من الخارج ومنهم آلاف بعضهم يحمل الدكتوراه أو مراكز مرموقة في بلدان أخرى .. وعاد البعض منهم وعرض خدماته للنهوض بالبلد وهنا حدث تناقض بين من قاموا بالثورة وهؤلاء العائدين وظل بعضهم شهورا لا يجد ما يفعله مما أدى إلى عودتهم من حيث جاؤوا , ومثلا أرسلت إحدى الدول الاشتراكية هدية منها لحكومة الجمهورية اليمنية ووصل المستشفى إلى ميناء عدن وباسم الوزير المسئول وابلغ بذلك وذهب إلى عدن واستلم المستشفى ثم جمع تجار عدن وباع المستشفى بالمزاد العلني وقبض الثمن وعاد إلى صنعاء وعندما سئل : قال إنها هدية خاصة لي !!
لو أن هذا الحادث قد وقع في بلد آخر لاهتز الكرسي من تحته إلا انه يعلم أن الجميع قد صنعوا أكثر منه !!
وقائد الثورة السلال على خلاف مع الكثير وخاصة عبدالرحمن البيضاني ومحسن العيني الذي تم إبعاده و إرساله كمندوب لليمن إلى الأمم المتحدة, وقد أشيع أن البيضاني قد استولى على أموال الإمام وذهبه واستطاع تهريب تلك الأموال إلى احد البنوك في عدن ومنها إلى بنك روما واعتقد أن البيضاني سيترك اليمن إلى القاهرة !!
والسلال ليس بالرجل المثقف , وليس بالرجال الطيب القلب كما يبدو وهو مريض من إنهاك سنوات الظلام ولكنه في الوقت نفسه ليس تافها , انه من أحسن الذين يتآمرون في اليمن ولا نستطيع معرفة في أي جانب هو ؟؟ والى اللقاء في الحلقة الخامسة
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
حد من الوادي
10-18-2017, 12:51 AM
كتاب : الزهور تدفن في اليمن (الحلقة الخامسة)
الخميس 05 أكتوبر 2017 12:58 مساءً
شبوه برس - خاص - اليمن
تأليف : وجيه أبو ذكرى
الطبعة الثانية عام 1977م
عرض وتلخيص :د. علوي عمر بن فريد
في رسالة من الكاتب لزوجته قال فيها :
يكفي أن تعلمي – أنه في اليمن قبل الثورة – كانت أبواب المدن تغلق عند غروب الشمس ،ويساق آخرون الى السجون ، ان سكان الشمال الكثير منهم ،يعتقدون أن العالم ينتهي بعد جبال صعده ، وأن لا بشر في الأرض غيرهم !!
والآن يعلمون أن هناك دول أخرى وحضارات وشعوب تعيش في القرن العشرين ..هنا محاولات للإصلاح ، هنا بعض مشايخ الأزهر وعشرات المهندسين يبنون المدارس ، ويشقون الطرق بين صنعاء وعدن !!
واليمنيون حاليا ليسوا فقراء كالسابق ،إن هذه الحرب قد جعلت من بعضهم أثرياء ، فالأموال السعودية والمصرية التي أعطيت للقبائل قد جعلت رواجا . وردت زوجة المؤلف عليه بالقول :
إن السعودية غير راغبة في وجود القوات المصرية التي أنهكت خلال الشهور الماضية في اليمن وأنها مستعدة للدخول في مفاوضات للخروج من اليمن !! أما أخبار مصر فهي كالآتي :
ما زالت قرى مصر مظلمة ...
وما زالت الأمية بنفس النسبة التي كانت عليها عام 1952م .
وقد جلست مع أحد خبراء السد العالي وقال أن كهرباء السد تضيع هباء ولأن حرب اليمن أوقفت بعض المصانع وكهربة الريف المصري توقفت !! ومصر لا تستطيع أن تبني مدرسة واحدة لأطفالها بسبب حرب اليمن
والناس هنا من كثرة الحزن يضحكون واليك آخر نكاتهم عن اليمن !!
باخرة ثقبت في عرض البحر ، وكان لابد من خفيف حمولتها ، واقترح قائد الباخرة أن تجتمع كل جنسية وتختار واحد يلقي بنفسه في البحر وتم الاختيار , ووقف الأول وكان مصريا , وقال : في سبيل مصر وألقى بنفسه في البحر والثاني في سبيل بريطانيا العظمى وألقى بنفسه ومواطن يمني وقف وقال : في سبيل الجمهورية العربية اليمنية ودفع إلى البحر بشاب مصري يقف بجواره !!
وتتساءل زوجة المؤلف بمرارة وتقول :
أي عدو تحاربون ؟ أمريكا تريد أن تخرج من فيتنام ونحن في وحل اليمن.
تعالوا حاربوا الفقر والجهل والمرض .. تعالوا أقيموا هنا العدل والثراء والرفاهية والحرية ثم صدروها للخارج ؟؟
ويرد عليها المؤلف بالقول :
تطالبين بالعودة ولكن الطريق مسدود أنا وأربعة نبيت في هذه الغرفة منذ وصول صنعاء ويختفي احدنا في مكان ما , ويأتي مقاتل جديد ويختفي اثنان وهكذا عملية الموت تدور في هذه الغرفة !!
وصل المشير عامر إلى صنعاء واجتمع بالقيادة وابلغهم بان رالف بانش السكرتير العام للأمم المتحدة سوف يصل إلى صنعاء ويجب أن تكون كافة المدن الرئيسية في اليمن بأيدينا مهما كلفنا ذلك , وكانت مأرب هي المدينة التي سقطت من أيدينا وذبح كل الرجال الذين كانوا فيها !!
واعدت خطة عسكرية لاستعادتها تحت أشراف المشير عامر وكنت ضمن تلك القوات .. واستطعنا تحريرها ولكن فقدنا في الطريق مئات من القتلى!!
وجاء رالف بانش في مارس الماضي وقابل السلال وعامر وقال له المشير عامر : أن جميع مدن اليمن في أيدي الجمهوريين !!
وقال بانش : حتى مأرب ؟
وعرض عليه المشير عامر أن تنقله طائرة هيلكوبتر إلى مأرب , وفعلا وصل إلى مأرب وقال له احد المقاتلين :
قد يأتي مؤرخ ويقول فترة الاستعمار المصري في اليمن .. هنا ندفن يا سيدي بلا معالم مشكلة اليمن اكبر من أن تتحملها مصر تاريخيا انها وصمة عار في جبين الإنسانية
وسكت بانش وكاد أن يبكي حزنا على ما شاهده في اليمن عند علمه عن عدد الضحايا من شهداء قواتنا !!
لقد تسربت لنا أنباء عن احتمال اتفاق وكانت شروط السعودية هي الانسحاب من اليمن وقد وافقت على الشروط المصرية وطلبت من الإمام محمد البدر مغادرة السعودية وعارضت أطراف جمهورية وملكية وبعض القيادات المصرية , أن حرب اليمن كانت كنزا عظيما لأطراف كثيرة ومن ذلك : أن الرئيس السلال مثلا رجل ذكي وقال : بأنه يرفض جلاء القوات المصرية من اليمن وذلك الإمام البدر قال بأنه لن يوقف القتال , وشيوخ القبائل ترفض وقف القتال وأكثر من قائد عسكري مصري ضد هذا الاتفاق !
مثلا لواء قائد محور مصري في اليمن عند ما سمع نبأ قرب الاتفاق ضرب كفا على كف وقال : وكيف انتهي من بناء الفيلا ؟
وختم المؤلف رسالته بالقول : زوجتي إن حرب اليمن قد شكلت طبقات مستفيدة ومستعدة للتأمر وللاغتيال حتى لا يتوقف القتال أو بالأصح لا يتوقف سيل الذهب القادم من السعودية وسيل الفضة القادم من مصر !
وختاما أقول : ما أشبه الليلة بالبارحة وما يجري اليوم في اليمن ما هو إلا تكرار لما حدث في الستينات ..وأخيرا نقول : أما آن لهذا الليل من آخر !؟
*- يتبع بالحلقة السادسة
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
حد من الوادي
10-19-2017, 12:29 AM
كتاب : الزهور تدفن في اليمن (الحلقة السادسة)
الاثنين 09 أكتوبر 2017 08:43 مساءً
شبوه برس - خاص - اليمن
تأليف : وجيه أبو ذكرى
الطبعة عام 1977م
عرض وتلخيص : د.علوي عمر بن فريد
يقول المؤلف في رسالة خاصة لزوجته: كان الرئيس جمال عبد الناصر صادق في الانسحاب .. وأقول لك أن الأمير فيصل بن عبد العزيز صادق في وقف المساعدات عن الملكيين .. وأقول لك أن الولايات المتحدة تريد إنهاء الصراع .. وكذلك رالف بانش ويوثانت والأمم المتحدة يرغبون في وقف القتال وانسحاب القوات المصرية ..!!
والأمم المتحدة قررت إرسال قوات الطوارئ وقررت مصر والسعودية تحمل نفقات هذه القوات أثناء وجودها في اليمن , وهي قوات كندية ويوغسلافية وسويدية ونرويجية واسترالية ونمساوية , قوات الطوارئ الدولية تعيش في رعب بعد أن سمعت حكايات اليمن والرصاص الدمدم المحرم دولياً وكذلك الخوف من الخناجر !!
والقبائل تعودوا المكاسب من القتال .. المهم أن تظل الحرب مشتعلة من أجل تحصيل المال !!
وهم يحاربون كل يوم في اتجاه ..والقتال بالنسبة لهم هواية واحتراف .!!
إن عدد الشهداء من جنودنا بلغ الآن ثمانية آلاف شهيد دفنوا في اليمن وأسرهم لا تعرف عنهم شيئاً .. وفي رسالة أخرى للمؤلف من زوجته تقول فيها :
هنا في مصر أزمة اقتصادية ووسائل الإعلام تحجب الحقيقة عنهم !!
إن العالم لو أراد حل مشكلة الحرب في اليمن لأمكنه حلها , ولكن لا أحد يريد حلها !!
الاتحاد السوفييتي لا يريد حلاً لهذه المشكلة , والولايات المتحدة تريد أن تظل مصر في وحل اليمن وتنفق كل ما لديها من مال وقوة , وحتى الدول العربية تريد أن تستمر مصر في حربها في اليمن حتى تأمن شر التدخل في شؤونها الداخلية !!
ويذكر المؤلف لزوجته عن الشيخ الغادر فيقول :
الغادر شيخ قبائل بكيل , انه ساحر , يأمر قواته أن تقاتل فتقاتل لا يهم من تقاتل وقد حمل اللواء عثمان نصار قائد المحور الشمالي للغادر مأتين وخمسون ألف ريال من الفضة على أن ينضم الغادر للجمهوريين وفعلاً أوقف هجماته على قواتنا !!
وقال المؤلف في رسالته مخاطباً زوجته :
أقول لك بعد أن انتهت معارك مستمرة طويلة ومريرة دفاعية وهجومية , اعدوا الهجوم على صنعاء بشكل دقيق ومنظم بشكل لا يتصوره أحد وكانت يهدف إلى أمرين :
- تحييد قواتنا عن الدخول في معارك
- حصارها وتثبيتها في مكانها
- تصفيتها بعد الدخول إلى صنعاء
وتمكنت القوات الملكية من تنفيذ البند الأول والثاني وسقط الكثير من الجانبين وكل يريد أن يحرز النصر على الآخر .. وكلانا يريد أن يدمر الآخر .. وما حدث في الشهور الماضية لن يغفره التاريخ الإنساني لنا ولهم .. وقد القوا من المدافع ذخيرة تحمل جرثومة الكبد الوبائي على قواتنا , وبدأ هذا المرض اللعين ينتشر بين قواتنا .. وأصبحت الطائرات لا عمل لها إلا حمل المصابين بهذا الوباء من صنعاء إلى القاهرة ..!
وفشلت البعثات الطبية العسكرية من السيطرة على الوباء وكاد يشل حركة قواتنا , لقد وصلنا في اليمن إلى حرب الجراثيم . وأرسلت القيادة العربية تقريراً عاجلاً إلى القاهرة تطلب المشورة وجاء الرد .. استخدموا الغاز السام على مواقع الملكيين بشكل محدود .. واجتمع قائد القوات العربية بالطيارين يعرض عليهم الأمر !!
وكان رأي الطيارين أنه يجب أن لا ننساق وراء هذه الحروب , فسوف تكون وصمة عار في جبين القوات المسلحة المصرية .. ولا أدري ماذا حدث بعد ذلك !!؟
لقد كان الطيران هو البطل في اليمن , فهو الذي ساهم في رفع الحصار عن صنعاء وهو الذي طهر أماكن كثيرة في كل أنحاء اليمن , لقد قاست قواتنا كثيراً , وأهم المحاور الذي ابتلعت آلاف المصريين هو المحور الشرقي الذي يبدأ من صنعاء – جحانة – العرقوب – صرواح – مأرب , وهذا المحور من أوعر وأقسى المحاور انه سلسلة جبلية عالية والسيطرة عليها تحتاج إلى شهور من القتال واستطاعت قواتنا أن تشق طريقها إلى صرواح ولكننا تكبدنا آلاف الشهداء .. بسبب السقوط في الكمائن !!
ثم تقدمت قواتنا إلى المحور الثاني في حماية الطيران إلى عمران ثم اتجهت شرقاً ثم جنوباً من الحزم إلى مأرب واستطاعت أن تفك الحصار عن مأرب .. واستشهد الآلاف في هذا الطريق الوعر وأمكن فك الحصار عن قواتنا المتمركزة فوق الجبال , ثم المحور الثالث الذي يصل صنعاء بصعدة .. فالمحور الرابع الساحلي من الحديدة إلى ميدي .
والآن أصبحت قواتنا فوق الجبال وفي المدن وعلى الطرقات جيش كامل محارب ونحتاج يوميا إلى اثنين مليون جنيه إنفاقات .. إنها معارك قاسية تسمعون عنها في الأعلام مثل :
معركة الجبل الأسود – معركة جبل المعكوف – معركة الجبل المخروم ففي اليمن جبال قاسية وكان للسيطرة عليها بقوات نظامية وأسلحة ثقيلة شهادة خارقة للقوات المصرية .
والسؤال هو : هل انتهت معارك اليمن ؟
وللإجابة على هذا السؤال ستكون في الحلقة السابعة
*-وضع القيود الحديدية على أقدام اليمنيين أستمرت إلى اليوم في العهد الجمهوري
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
حد من الوادي
10-20-2017, 12:56 PM
كتاب : الزهور تدفن في اليمن ..أبناء الجنوب العربي قاتلوا بإخلاص ( الحلقة السابعة)
الخميس 12 أكتوبر 2017 04:27 مساءً
شبوه برس - خاص - اليمن
تأليف : وجيه أبو ذكرى الطبعة الثانية: عام 1977م
عرض وتلخيص : د.علوي عمر بن فريد
طرح المؤلف سؤالا هو : هل انتهت الحرب في اليمن ؟ وأجاب على نفسه بالقول :
أبدا ما انتهت ..إنهم يبنون أسلوبا جديدا في القتال يمكن أن نسميه عسكريا " القبضة الحديدة "
يجمعون كل ما لديهم من قوة , ويحاولون السيطرة على موقع ما , ويبدأ القتال , وقد يستمر أياما وبالتالي يحتاج إلى قوات لفك الحصار ثم يهرب الملكيون .. ثم يعاودون الكرة في موقع آخر !!
ونجد أنفسنا في حرب غريبة لانهاية لها .. يريدون إنهاكنا بشريا واقتصاديا !!
وينقسم المقاتلون في اليمن إلى قسمين :
القسم الأول : القيادات الموجودة في المدن المستقرة إلى حد ما في صنعاء والحديدة ،وتعز، وهم إلى حد كبير في راحة بعيدون عن ساحات القتال وسط أسواق صنعاء , وهبوط الطائرات القادمة من القاهرة تحمل لهم خيرات مصر , وعلى مرمى حجر من المسئولين لتلبية كافة مطالبهم .
القسم الثاني : رجال الجبال المحاصرين بقوات ملكية المعرضين كل لحظة للموت المدافعون عن الثورة والذين يقاتلون من اجل البقاء أحياء وهم يشاهدون جثث زملائهم وقد مثل بهم !!
مثال ذلك : قوة من 40 رجلا تحتل جبل في المحور الشمالي , لا تستطيع أن تتركه يحتاج الجبل إلى صعوده ثمان ساعات على الأقدام ويحتاج الهبوط منه إلى ساعتين , ووجدت القوة أنها ليست بحاجة إلى هبوط وصعود.. قرابة 4 أشهر ينتظرون الطائرة التي تسقط لهم الغذاء والماء , احد أفراد هذه القوة فقد عقله , وغيره مئات يتعالجون في مصحات نفسية في القاهرة .. هذه هي قواتنا التي انفق عليها الشعب كل ما يملك لتحارب إسرائيل .. وهي اليوم على بعد آلاف الأميال من الجبهة الحقيقية فوق الجبل الأسود وجبال صرواح وجحانه .
وعندما يشاهد الإنسان ( مأساتنا في اليمن ) يكفر بكل شيء .
ويخاطب المؤلف زوجته في رسالة خاصة قائلا :
عندما تشاهدين جثث المصريين الممثل بها أبشع تمثيل .. وعندما تشاهدين بين قادة جيش لأمة فقيرة وقد تحولوا إلى تجار حرب !!
والآن الموقف شائك وقواتنا مستقرة في كل أنحاء اليمن .
وبدأنا الإعداد لزيارة الرئيس جمال عبدا لناصر وقد وصلت قوات خاصة إلى صنعاء , وصدرت الأوامر بعدم دخول يمنيين صنعاء ومعهم سلاح سواء ملكيين أو جمهوريين !!
وفي 23 ابريل عام 1964م وصل الرئيس جمال عبدالناصر إلى صنعاء يرافقه المشير عبد الحكيم عامر ويقول المؤلف :
اليوم التقى عبدالناصر في صنعاء له كبرياء ورهبه وقال المؤلف عن عامر إنني أحب المشير عنده شهامة الأب ووفاء الصديق وجرأة القائد أما السلال فلا معنى له من الإعراب!!
وقد حدثت مناقشة بينه وبين قائد القوات العربية اللواء مرتجى حول عدم اشتراك رجال الثورة في هذه الحرب إلا بأعداد قليلة جدا وبعض من هؤلاء من الجنوب العربي وقد جاءوا متطوعين والقليل منهم من اليمن الشمالية , أما رجال القبائل فيوم مع الفضة، ويوم مع الذهب ،يوم معك ويوم عليك !!
لقد رحل عبدالناصر بعد إعداد الخطة ( صلاح الدين )
وتهدف إلى :
1- إقلاق القوات البريطانية في الجنوب .
2- تخفيف الضغط على القوات المصرية في اليمن.
3- تشكيل قيادة تتسلم مقاليد الحكم بعد رحيل بريطانيا.
وأتصور أن هذه الأفكار الوردية هي التي تدفع عبدالناصر إلى الاستمرار في اليمن رغم الزهور التي تدفن في اليمن , ورغم الإفلاس الاقتصادي الذي نعانيه , وفي بداية 1965م بدأنا تنفيذ سياسة النفس الطويل أو تجميع القوات وللعلم أننا لو رغبنا في الخروج من اليمن اليوم فان آخر جندي سيرحل بعد عام من الآن , فلم يعد الأمر سهلا وكانت الخطوط العريضة من قيادة القوات المصرية كما يلي :
1- تجميع القوات في صنعاء , الحديدة , تعز .
2- في حالة الاشتباك لابد أن تشترك كافة الأسلحة للردع والحسم .
3- الهجوم على القوات الملكية بعنف ولقد بدأ الرئيس عبدالناصر تنفيذ سياسة (النفس الطويل) وقد أدى ذلك إلى دفع رجال القبائل بالكثير من المقاتلين لمحاولة ضرب القوات التي بدأت تلتحم مع بعضها البعض وكان أهمها قوات الجوف وفيها طرق وعرة , ولقد قام بهذه العملية اللواء سعد الدين الشاذلي وقد استدعى رجال القبائل وطلب منهم عدم التعرض للقوات المصرية وهي في طريقها إلى صنعاء , وأكد لهم أن أي تعرض لها سيقابل بعنف شديد وقد تأثر رجال القبائل ولكن لست ادري هل كان ذلك عاطفة أم مصلحة !؟؟
وقد قام الملكيون بتشكيل جيش لاحتلال الأماكن التي أخلاها المصريون وكان الجيش الملكي بقيادة الشيخ قاسم منصر الذي هدد باحتلال صنعاء !!
وقررنا الهجوم على جيش قاسم منصر في ثلاث جهات لتحاصر قوات الشيخ قاسم منصر , وشاركت في الهجوم القوات الجوية بفعالية ودارت اعنف معركة شهدتها اليمن بين الجانبين كانت قواتنا تقدر بحوالي 25 ألف مقاتل إضافة إلى ألف من الجيش اليمني وكانت القوات الملكية تقدر بحوالي ثمانين ألف مقاتل ولديهم كافة الأسلحة ..
وللحدث بقية في الحلقة الثامنة .
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
حد من الوادي
10-21-2017, 02:23 PM
كتاب : الزهور تدفن في اليمن (الحلقة الثامنة)
الاثنين 16 أكتوبر 2017 03:18 صباحاً
شبوه برس - خاص - القاهرة
تأليف : وجيه أبو ذكرى
الطبعة الثانية عام 1977م
عرض وتلخيص : د.علوي عمر بن فريد
يقول المؤلف في رسالة لزوجته :استمرت المعركة مع الملكيين عدة أسابيع ونتج عنها الآلاف من القتلى من الجانبين وخاصة من الجانب الملكي ، وانتهى جيش قاسم منصر ،وتدخل مستر روشان مندوب الصليب الأحمر الدولي لإخلاء القتلى ، وطلب من قائد القوات العربية بعض الأطباء المصريين ، وسيارات الإسعاف لإنقاذ المصابين من الجانب الملكي ، وأسرع رجالنا بكل حماس للقيام بهذه المهمة الإنسانية ، وذكر طبيب مصري وقال انه أجرى 30 عملية جراحية في يوم واحد لثلاثين من رجال القبائل كانت تقاتل القوات المصرية !!
ويقول المؤلف : لقد استخدمنا في هذه العملية عشرات الأطنان من الذخيرة التي يبيعها الروس كما استخدمنا الدبابات والسيارات المصفحة وأسلحة متوسطة وثقيلة
وتم إنشاء قيادة العملية صلاح الدين في مدينة تعز الجميلة والقريبة من حدود الجنوب العربي .
وفي مصر كان الإخوان المسلمون يعدون انقلابا ضد حكم الرئيس عبد الناصر واستطاع سيد قطب أن يستقطب الآلاف من الإخوان المسلمين ، وان يشتري سلاحا من الأهالي والذي كان في حوزتهم منذ عام 1956م وجمعه في قرية من قرى الجيزة ، وفجأة ذهب السائق إلى الشرطة العسكرية ليكشف لهم عن كل شيء .. واخطر الرئيس عبد الناصر وأسندت مهمة اعتقال جماعة الإخوان المسلمين لثلاثة أجهزة هي :
- الشرطة العسكرية.
- الشرطة والأمن العام .
- مكتب الأمن لرئيس الجمهورية.
وتقول زوجة المؤلف في رسالة خاصة له:
حمزة البسيوني طالما أن اسمه موجود في مصر فانه علامة اللا إنسانية، وعلامة التخلف ، وعلامة الظلم ، وعلامة شريعة الغاب ، وعلامة البغاء والخلق المهدور ..انه سفاح بدرجة لواء وهو يتصور انه يحمي النظام ، الحرية انتحرت ، الاشتراكية الفقر .
وتواصل زوجة المؤلف فتقول :
هل تعلم أن عشرات اليمنيين وغير اليمنيين الذين خالفوا الزعيم الرأي منتشرين الآن في سجون مصر.
- مهدي عماش (عراقي)معتقل .
- معين بسيسو (شاعر فلسطين ) خالف عبد الناصر فوضعه في الواحات ،وذات مرة قالوا له اكتب استرحام لعبد الناصر وسوف نفرج عنك ، فكتب هذه القصيدة :
- اركع
- اركع للورقة
- اغرز قلمك في عيني طفلك
- واطلب ما أمرك أن تكتب من ذبحك
- والقلم على عتبة بابك
- كوم أوراقك قدامك
- وأسال جلادك ..عن عود ثقاب
- والى اللقاء في الحلقة التاسعة
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
حد من الوادي
10-22-2017, 01:08 AM
كتاب الزهور تدفن في اليمن..( الحلقة التاسعة)
الخميس 19 أكتوبر 2017 04:29 صباحاً
شبوه برس - خاص - القاهرة
تأليف : وجيه أبو ذكرى
الطبعة الثانية : عام 1977م
عرض وتلخيص : د. علوي عمر بن فريد
يقول المؤلف في كتابه :
اليمن لها حكاية مع حمزة البسيوني ومع السجن الحربي في 16 سبتمبر الماضي حضر إلى القاهرة أعضاء من النظام الجمهوري وكان المفروض أن يقابلوا الرئيس عبدا لناصر , واستقبلوهم استقبال رسمي في المطار , وركبوا السيارات تحميهم الحصانة الدبلوماسية , وبدل من مقابلة الرئيس قابلوا حمزة البسيوني في السجن الحربي !!
• احمد نعمان عضو المجلس الجمهوري , ورئيس وزراء اليمن .
• الفريق حسن العمري القائد العام للقوات المسلحة اليمنية .
• حسن مكي نائب رئيس الوزراء .
• العقيد حسين المسوري رئيس هيئة الأركان العامة .
• العقيد إبراهيم الحمدي نائب القائد العام .
• احمد عبده سعيد - محمد الحجري – يحيى المتوكل – محسن العيني – درهم أبو لحوم – دكتورعبدالرحمن البيضاني – القاضي عبد الرحمن الارياني .
وهؤلاء أرائهم متقاربة فمنهم من يرى انه يمكن التفاهم مع السعودية مع البقاء على النظام الجمهوري , ومنهم من يرى أن القوات اليمنية تستطيع مواجهة الملكيين بعد انسحاب القوات المصرية , ومنهم من يبحث عن مخرج للأزمة اليمنية , ومنهم من يريد حقن الدماء والبناء ..هؤلاء جميعا كلهم في السجون ولكن هل عبدا لناصر هو الذي أمر بذلك ؟
إنهم يرون انه يمكن الاتصال بالمملكة العربية السعودية لوضع صيغة للتعاون ولكن الجانب المصري رفض ذلك !
وقرر العمري والنعمان ومكي السفر إلى الدول العربية لشرح وجهة نظرهم والسعي لدى الزعماء العرب , إلا أن الفريق العمري قرر الذهاب إلى الأمم المتحدة ليعلن عن رفضه لقبول الوضع الراهن !!
ومعنى ذلك أن يسحب العمري من الرئيس عبدا لناصر شرعية الوجود في اليمن ويضعه في حرج , وبناء عليه تم استدعائهم للتفاهم ثم أدخلهم في السجن الحربي !!
لا أنكر انه لولا التدخل العسكري المصري في اليمن لما بقيت الثورة , ولكن السؤال هو : هل أقيم الجيش المصري ليحارب في اليمن والكونغو , ويعسكر في العراق , أم أقيم لمحاربة إسرائيل ؟
ولنفرض أنها شنت علينا حربا .. هل ننتظر حتى تعود قواتنا من اليمن ؟! ..بعد قيام الثورة أو قبلها بقليل قدمت مصر لألمانيا الغربية قرضا بقيمة 10 مليون جنيه والآن مصر تدق كل الأبواب تبحث عن قروض !!
هل نريد أن نحرر الكونغولي , والكوبي , والإيراني , والعربي , ثم نعطي الحرية للمصري بعد ذلك !!؟؟؟
وتقول زوجة المؤلف في رسالة لزوجها :
كلامي هذا سوف يغضب أي مواطن عربي , واعلم ما قدمه الرئيس عبد الناصر ,للمواطن في سوريا والجزائر , والمغرب , والخليج , أنا اعرف هامات المواطنين في الخليج العربي والجنوب العربي قد ارتفعت وصوتهم قد قوي ضد القوات البريطانية الموجودة , أنا اعلم الثورات التي تتفجر ضد الاستعمار في آسيا وأفريقيا .. ولكن من يدفع الثمن ؟ المواطن المصري هو من يدفع من دمه وحياته وقوته .. يدفع أغلى ما لديه من زهور تدفن هنا وهناك , إنني أخشى أن نحتاج يوما فلا نجد من يقدم لنا شيئا ! !
في الجنوب العربي شعور قومي لم يشهد له التاريخ مثيلا , والاستعمار البريطاني لابد وان يرحل , وكذلك في الخليج العربي , في الكويت تجربة ديمقراطية .. ويخاطب المؤلف زوجته فيقول :
فكري في مصر , في الشباب الذي يدفن هنا وهناك لو أنفقنا ما انفقناه باليمن على مصر وشعب مصر وقراه لشهد العالم دولة عظيمة ! !
حلبة المصارعة في اليمن عليها من كل الجنسيات , والحرب كانت وسيلة لهؤلاء لإضعاف مصر واليمنيون في صراع مع أنفسهم من مئات السنين :
• نزاع بين القبائل سكان الجبال والفلاحين سكان السهول .
• نزاع بين الزيود والشوافع
• نزاع بين الهاشميين وبقية الشعب
• نزاع جغرافي بين الأقاليم اليمنية
• نزاع بين الهاشميين أنفسهم
• نزاع بين مرتدي العمامة والخنجر
• نزاع بين الملكيين والجمهوريين
• نزاع بين الملكيين أنفسهم
• نزاع بين الجمهوريين أنفسهم
أي أننا ليس أمام ( يمن ) واحد أو شطرين من اليمن بل إننا أمام عشرين يمن !!ّ
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
حد من الوادي
10-24-2017, 02:04 PM
كتاب : الزهور تدفن في اليمن .( الحلقة العاشرة)
الاثنين 23 أكتوبر 2017 08:52 صباحاً
شبوه برس - خاص - اليمن
تأليف : وجيه أبو ذكرى
الطبعة الثانية : عام 1977م
عرض وتلخيص : د. علوي عمر بن فريد
في بداية هذه الحلقة يصف المؤلف الصراع التاريخي في اليمن ويقول :
إننا أمام عشرين يمن , وكل يمن يريد تصفية حساب تاريخي مع يمن ثانية واستمرار الحرب تقع على حقيقتين :
1- إن القيادة المصرية تفتقر جدا إلى دراسة علمية عن الخلافات في اليمن .
2- إن القيادة المصرية لم تتمكن من وقف تصفية الحسابات التاريخية بين اليمنيين .
**حكم اليمن أو " الإمامة " حق للهاشميين وبدأ العهد المتوكلي عام 1918م. وبدا العهد يجمع زعماء القبائل من المتعصبين للسلالة الهاشمية . المؤمنين بحقهم المندس في الاستئثار بالسلطة والحاقدين على الذين لم يتعصب أجدادهم قبل مئات السنين لحق علي بن أبي طالب في الخلافة من بعد الرسول هو وأبناؤه وأحفاده .. وهذه القبائل أبيح لها أن تسكن في مساكن الأهالي بالقوة حتى لو أدى الأمر إلى إخراج رب المسكن ليحتله المجاهد ويفرض على الزوجة أن تتولى خدمته وإطعامه ما يختار من طعام وإذا اعتذر أصحاب القرية قام الجند بإحراقها كما حدث في قرية " الحوبان " عام 1955م .. في اليمن طبقة السادة وهم الهاشميون ولهم حقوق كثيرة منها رئاسة الدولة وعلى كافة المواطنين أن يقبلوا أيدي السادة ويقول محمد احمد نعمان :
أما المواطنون العاديون فالمفروض عليهم أن يقبلوا ركب الهاشميين , وإذا أراد الهاشمي أن يرد على هذه التحية , فليس أكثر من وضع يده على كتف المواطن المتقوس أمامه وهو يقبل ركبته !!
ويقول نعمان في مذكراته :
" لقد حاولنا القفز على الحواجز ولكننا وجدنا أنفسنا أمام حقائق صارخة وهي :
- الحريق والدمار لأرض القبائل .
- النسف والاغتيال في المدن .
- قتل العسكر للفلاحين في " ماويه " و"شرعب " ونهب الدكاكين في تعز والحديدة
- الإعدامات للهاشميين والمعممين الكبار من القحطانيين .
- الصراع الكبير المخيف على اقتسام المراكز بين الزيود والشوافع .
- تهامة التي تبحث عن نسب لها بين الفئات المختلفة .
هذه صورة لأطراف الصراع في اليمن , وقد عقدت خمس مؤتمرات للبحث عن السلام في اليمن ووقف القتال وهم من شيوخ القبائل ولم تسفر عن شيء !!
وفي مؤتمر القمة العربية بالا سكندريه عام 1964م تم التفاهم بين الملك فيصل والرئيس عبدالناصر على وقف القتال والإعداد لمؤتمر سياسي وتقرر أن يكون في حرض , واختارت الحكومة ممثلا عن كل منطقة جغرافية من كل قرية ومدينه واعترض البعض على البعض وبدأت الأحقاد التاريخية تطفو من جديد إلا أن هناك خمس قوى ظهرت على المسرح السياسي هي :
1- الجمهوريون المنشقون , وكانوا يرون أهمية علاقات وحسن جوار مع السعودية .
2- الحكومة الجمهورية ترى في الجمهوريين المنشقين خونه .
3- اتحاد القوى الشعبية اليمنية .
4- منظمة الشباب .
5- حزب الله الذي كونه محمد محمود الزبيري ورفاقه .
وفشل مؤتمر حرض وجرى اغتيال الزبيري .
مؤتمر حرض :
تشكل الوفد الجمهوري من 25 عضوا برئاسة القاضي عبدا لرحمن الارياني , وحضر من الجانب الملكي 25 عضوا برئاسة القاضي احمد محمد الشامي , استمر المؤتمر شهرا كاملا وكان أهم ما يعترضه :
1- ما جاء في الاتفاقية " ليتولى طريقة الحكم " وكان الجانب الجمهوري يرى آن معناها أسلوب الحكم , فيما الجانب الملكي يراها شكل الحكم !!
2- طالب الجانب الجمهوري إسقاط أسرة حميد الدين , وقال الجانب الملكي إن اتفاقية جدة لم تذكر شيئا من هذا !!
وأرسلوا للملك فيصل والرئيس عبدالناصر يطلبون تفسير ذلك , وجاء الرد منهما يحمل نفس المعنى , وهو التمسك بروح اتفاقية جدة وجاء شهر رمضان , وانفض السامر وتم الاتفاق على عقد مؤتمر في يناير عام 1966م , وأجهضت اتفاقية جدة , وفشل مؤتمر حرض , وعاد القتال في اليمن وعاد الخلاف المصري السعودي وعاد الخلاف بين الجمهوريين !! وليس سرا أن السلام في اليمن لن يتحقق للأسباب التالية:
وهذا ما سنتناوله في الحلقة الحادية عشرة .
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
حد من الوادي
10-27-2017, 01:08 PM
كتاب : الزهور تدفن في اليمن .. رابطة الجنوبي والدور الريادي ( حلقة 11)
الجمعة 27 أكتوبر 2017 10:20 صباحاً
شبوه برس - خاص - القاهرة
تأليف : وجيه أبو ذكرى
الطبعة الثانية : عام 1977م
عرض وتلخيص : د.علوي عمر بن فريد
الحلقة الحادية عشرة
ذكر المؤلف في ص 143 وطرح سؤالا عن السلام في اليمن وقال : إن السلام لن يتحقق للأسباب التالية :
1- تكوين طبقة من أطراف الحرب اليمنية مستفيدة من استمرارها وأثرت ثراء فاحشا من هذه الحرب , وتطالب بالمزيد من استمرار الدم ودفن الزهور في اليمن
2- إن هناك مرتزقة مستشارين للإمام البدر وهؤلاء المستشارين هم الأسوأ يصورون له إمكانية دخول صنعاء وهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية .
3- الولايات المتحدة الأمريكية تريد التورط المصري في اليمن .
ويواصل المؤلف سرد الأوضاع في اليمن في رسالة خاصة لزوجته قائلا :
الآن نحن في بداية عام 1967م وكل هذه محاولات السلام التي حدثت في اليمن , وأقول لك أننا لن نخرج من اليمن إلا في ظروف لا يعلمها إلا الله وهذه كارثة علينا وعلى اليمن نفسها , واقتصادنا منهار وأمامنا معركة حتمية مع العدو الإسرائيلي لا ادري متى تكون ولكنها قادمة !!
ولقد حدث في مصر حدثان غريبان كما تقول زوجة المؤلف في فبراير عام 1967م الحدث الأول : فقد نشرت مجلة آخر ساعة تحقيقا صحفيا مصورا لقواتنا وهي فوق الجليد في صنعاء مما دفع بالأمهات إلى المحلات لشراء بلوفرات من الصوف ثم ذهبن إلى إدارة الشؤون العامة للقوات المسلحة لكي تقوم بتسليم هذه البلوفرات لأبنائنا في اليمن , وهذا يدل على عدم ثقة الشعب في الحكومة وأنها تدخر ملابس ثقيلة للقوات في اليمن !!
الحدث الثاني : أغرب وأعنف لقد خرجت الأمهات بملابس البيت في مظاهرة عنيفة إلى المدارس لإخراج أبنائهن , وأخذهم إلى البيوت في لحظة واحدة من أسوان إلى مرسى مطروح بعد انتشار إشاعة تقول : أن الحكومة ستأخذ دم الأطفال وهذا دليل على عدم الثقة بين الحكومة والشعب .
وقد اختفت عشرات السلع من الأسواق وحدث أن تمرد بعض الجنود ورفضوا السفر إلى اليمن وخشيت القيادة أن تسري العدوى إلى كل القوات بل وتصل إلى الجنود المرابطين في اليمن بعد ذلك أصبح السفر إلى اليمن اختياريا
وهنا في باب اللوق والقاهرة يوجد مكتب لرابطة أبناء الجنوب العربي وهذا الحزب على علاقة حسنة مع المملكة العربية السعودية وهو يعمل على تحرير الجنوب العربي بالوسائل السلمية ويشرف في القاهرة على تعليم أبناء الجنوب في المعاهد والمدارس المصرية وقد داهمته المخابرات العامة وأخذت كل محتوياته وأغلقته إلى الأبد إلا أن رئاسة الجمهورية لازالت تقدم لزعماء هذا الحزب رواتبهم بصفتهم لاجئين سياسيين,, ثم رد المؤلف على زوجته برسالة يقول فيها : لقد وعدتك أن احكي لك حكاية الجنوب العربي المحتل وهي حربنا الثانية في اليمن أود أن أسجل إعجابي الشديد في ثورة الجنوب وأعلنت الرابطة مطالب شعب الجنوب للحرية والاستقلال منذ تأسيسها عام 1951م وبدأت بريطانيا تقاوم هذه المطالب وتم نفي رئيس الرابطة السيد محمد علي الجفري واعتقل شقيقه عبدالله وتم نفيه إلى جزيرة سقطرى لمدة 6 أشهر إلا أن هناك حقيقة من الصعب على الإنسان أن ينساها وسط الأحداث وهي أن أبناء الجنوب من اليوم الأول لوصول القوات المصرية إلى اليمن تقدموا بأسلحتهم وأموالهم وأنفسهم للدفاع عن ثورة اليمن واشتركوا في حمايتها واستشهد منهم العشرات وكانوا يقاتلون ثم يعودون إلى جبالهم في الجنوب وكان معظم هؤلاء الرجال من ردفان ولم يرق ذلك للحاكم البريطاني في عدن وطلب منهم تسليم أسلحتهم ورفضوا أمره وأرسل لهم قوات جوية دكت معاقلهم وكانت تلك الشرارة التي أشعلت الثورة ..تشكلت في القيادة المصرية في صنعاء فرع لقيادة ثورة الجنوب أو العملية صلاح الدين , واتخذت من تعز مقرا لها وكانت مهمتها :
1- تدريب أبناء الجنوب على استعمال الأسلحة.
2- وضع الخطط العسكرية لعملياتهم .
3- تقديم العون المالي اللازم لاستمرار الثورة
4- تقديم المعلومات للثوار عن تحرك القوات البريطانية .
وامتد عمل العملية صلاح الدين , حيث أصبحت قيادة مستقلة تتبع رئاسة الجمهورية في القاهرة .
ويشرف عليها رجال من المخابرات العامة والمخابرات الحربية .
هذا سنواصل الحديث في الحلقة الثانية عشرة
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
حد من الوادي
11-03-2017, 12:44 AM
كتاب:الزهور تدفن في اليمن..تمرد قحطان الشعبي على القيادة المصرية وتواصله بالانجليز (الحلقة 12)
الاثنين 30 أكتوبر 2017 06:24 صباحاً
شبوه برس - خاص - اليمن
تأليف : وجيه أبو ذكرى
الطبعة الثانية عام 1979م
عرض وتلخيص : د.علوي عمر بن فريد
يستهل المؤلف حديثه عن الثورة والثوار في الجنوب ويقول في ص 153 ما يلي :
قام بهذه الثورة الثوار .. وبدأ السياسيون يتلمسون قيادتها , في تعز جاء إليها رجال الأحزاب ليكونوا ( الجبهة الوطنية لتحرير الجنوب المحتل ) وتتكون هذه الجبهة من
- حزب رابطة أبناء الجنوب العربي
- الجبهة القومية التابعة لحركة القوميين العرب
- جبهة التحرير التي يرأسها عبد القوي مكاوي
وقدمت العملية صلاح الدين مساعدات مالية وعسكرية طائلة لها , وكانت أكثر الجبهات تمردا على القيادة لعملية صلاح الدين هي قيادة الجبهة القومية التي يقودها قحطان الشعبي , وانسلخت الرابطة من هذا التجمع , وأثرت الكفاح السياسي , واتخذت من المملكة العربية السعودية مقرا لها , مما أدى بالقيادة العربية إلى إلغاء وجودها في القاهرة .
ولقد علمت من قيادة العملية صلاح الدين أن السبب الأساسي في تمرد قحطان الشعبي وجماعته انه استطاع أن يجري اتصالا بالانجليز , وعرضوا عليه أن يسلموه حكم الجنوب !ّ!
ويقول وجيه أبو ذكرى مؤلف الكتاب :
لقد سألت الضابط الذي اخبرني بذلك فقال :
- حزب الرابطة لا يثق فيه الانجليز , لأنه لو استلم الحكم فسوف يترك للسعودية نفوذا كبيرا في الجنوب وقد يؤدي إلى استقرار المنطقة والانجليز يرفضون استقرارها , وجبهة التحرير ستمكن النفوذ الناصري في الجنوب وهذا هو الخطر الحقيقي على المصالح البريطانية في الجنوب وعمان والخليج , تبقى الجبهة القومية وهي التي يعدها الانجليز لتسلم مهام الحكم بعد الرحيل , فسيؤدي حكمها إلى خلافات مع اليمن سواء كانت مصر موجودة أو غير موجودة , وخلافات مع المملكة العربية السعودية , مما يجعل المنطقة دائما غير مستقرة ومستنفذة ومستنزفة , ويقول المؤلف سألت الضابط :
- ولكن مصر موجودة في اليمن , ولها تأثير عظيم في الجنوب , اشك أن بريطانيا ستتمكن من القيام بهذه اللعبة .
- مصر لابد وان تخرج من اليمن قبل عام 1968م , أي قبل خروج الانجليز من الجنوب , وسألت الضابط : وكيف الخروج ؟
وسكت زميلي في اليمن وقال :
- هذه هي المشكلة .. كل ما أتمناه أن نخرج سالمين من هذه الحرب اللعينة !!
وردت زوجة المؤلف عليه برسالة أهم ما جاء فيها :
إسرائيل حشدت قواتها على حدود سوريا , ولم يكن لدينا قوات في سيناء واتخذ الرئيس جمال عبدالناصر قرار الهجوم على إسرائيل كم أنا سعيدة وأنا اسمع في الصباح الباكر أصوات الدبابات وهي في طريقها إلى سيناء تمر قريبا من بيتي .. كم أنا سعيدة وأنا أشاهد التلفزيون وقواتنا تعبر قناة السويس
إن صوت العرب يذيع كل يوم تحرك قوات عربية باتجاه مصر وسوريا والأردن من السعودية والجزائر والعراق ومصر الآن كلها في فرح ونسيت جراح اليمن والأزمة الاقتصادية .
إنني اعتذر عن كل كلمة قلتها في حق الرئيس جمال عبدالناصر ويرد المؤلف على زوجته بالقول :
إن حسابات الزعيم كالآتي :
يخرج القوات من اليمن بشكل مشرف لأنها بالطريق إلى قتال اليهود ويواصل المؤلف القول :
إن إسرائيل ستشن هجوما , لماذا ؟
أولا : القوة المقاتلة الحقيقية من البشر موجودة الآن في اليمن
ثانيا : إسرائيل تعتبر إجراءات مصر بمثابة إعلان حرب وهي :
1- إغلاق خليج العقبة .
2- اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأردن.
3- دخول قوات عربية الضفة الغربية .
4- زيادة النشاط الفدائي في الأرض المحتلة .
5- سحب قوات الطوارئ الدولية .
ويختم المؤلف رسالته لزوجته بالقول :
سأخبرك بعدة أسرار .. هذه الأسرار هي مقدمة لنتائج الحرب التي سوف نشنها على إسرائيل وهذا ما سنتناوله في الحلقة 13
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
حد من الوادي
11-04-2017, 01:41 AM
كتاب الزهور تدفن في اليمن : هزيمة مصر في الخامس من يونيو عام 1967م بدأت في اليمن (الأخيرة)
الخميس 02 نوفمبر 2017 03:45 مساءً
شبوه برس - خاص - القاهرة
تأليف : وجيه أبو ذكرى
الطبعة الثانية 1977م
عرض وتلخيص : د.علوي عمر بن فريد
الحلقة 13 والأخيرة
في رسالة من المؤلف لزوجته يقول فيها : ( سأخبرك بعدة أسرار هي مقدمة لنتائج الحرب التي سوف تشنها إسرائيل ) :
1- المقاتل المصري يسأل نفسه : لماذا أقاتل في اليمن ولم يجد القضية التي تقنعه .. ولم يجد المبادئ التي يدافع عنها وخافت القيادة فاتخذت أساليب مادية منها :
- البدلات الكثيرة
- الإعفاءات الجمركية
- الشقق والسيارات
وكل ذلك جعل من الجندي المصري ( تاجر )
2- المقاتل المصري من طول البقاء في اليمن فقد لياقته .
3- المقاتل المصري نسي سيناء ومسرح القتال فيها يختلف عنه في هذه الجبال اللعينة .
4- المقاتل المصري تعود على مواجهة عدو اقرب منه إلى حرب العصابات .
5- المقاتل المصري تعود على القتال بحماية الطيران المصري .
6- الطيار المصري تعود على السماء المفتوحة والسماء في سيناء لم تكون مفتوحة لنا وحدنا .
ويقول المؤلف كيف ندخل في معركة مع إسرائيل لم نستعد لها ؟
يقال أن النكسة بدأت عندما ألقت مصر بكل ثقلها الاقتصادي لخارجها ويوم أن أرسل عبد الناصر قواته إلى اليمن , نعم هزيمة الخامس من يونيو عام 1967م بدأت في اليمن وما نتج عنها من أزمات سياسية واقتصادية , انتحرت مصر في سبيل ثورة السلال .
ولنا كلمة أخيرة نقولها بصدق حول كتاب المؤلف وما ورد فيه عن اليمن وثورته نقول : بالرغم من مرور 55 عاما على قيامها إلا أن الثورة أجهضت وأفرغت من مضمونها ومحتواها بسبب العقلية المتحجرة , والتخلف والفكري .. ولم يبق من ثورة سبتمبر سوا اسمها ولم يحصد الشعب اليمني منها إلا الريح !!
فالخيانة لا تموت في اليمن وتاريخه مبني على الغدر وما جرى للأتراك، ثم المصريين، ثم الجنوبيين ،فيه من الدروس والعبر لكل من يقرأ أو يكتب التاريخ ،وستظل الخيانة والغدر والارتزاق، جزءا من تاريخ اليمن ،لا يمكن محوها بسهولة فهو ارث تتوارثه الأجيال وأصبح يجري في شرايينها حتى قيام الساعة ( انتهى )
*- للإطلاع على الحلقة الثانية عشرة :
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
حد من الوادي
11-13-2017, 01:10 PM
كفاية حرب ؟؟
12/11/2017 21:11:42
رأي حضرموت برس
مشكلة اليمنيين شمالا وجنوبا أنهما لا يريدون أن يكونون مشروع دولة محترمة ولا حتى دولتيين تحترمان بعضهم البعض ولا يحترمون إرادتهم ....
صاروا هما ادوات بيد الأجنبي وحولوا بلادهم وشعبهم إلى صراع وحروب اقتتال من أجل غيرهم ...
حتى سيادتهم على أرضهم فقدوها والسبب أنهم يريدون السلطة خارج الادوات المتفق عليها عالميا ...
لا يؤمنون بالتوازن الوطني ولا بالتبادل السلمي ولا بالحد الممكن من الصناديق الانتخابية ولا حتى بالتوافق ...
كلا يريد هواءه ومزاجه ويصر على فرض سلطته بالسلاح مما جعلهم رهنا للأجنبي مقابل تخريب وتدمير البلد ونشر الفوضى وتقويض الدولة ...
كلاهما يتهربون من المنافسة الشريفة بمعنى قدم نفسك كانموذج محترم نزيه عادلاضد الفساد والنهب واعطاء كل حقوقه وضد الظلم
والكل يسعى أن يكون هناك قضاء نزيه وقطع اي يد تمتد للخارج بهدف العبث في البلد ...
وتطبيق نماذج أنظمةواشكال الحكم والإدارة التي تصلح للبيئة اليمنية نظام فيدرالي أو كنفدرالي ... او حتى إدارةحكم ذاتي لإقليم ما ...
او صيغة قيام دولة توخض فيها اعتبارات الموقف الإقليمي وجهات الدعم والإسناد وايضااستشارات الأسرةالدولية ...
حتى يخرج اليمن من مشروع الحرب بالوكالة ....
من ينهض هذا الشعب الأشدغباء أن يقول كلمته كفاية حروب
حد من الوادي
12-02-2017, 12:05 PM
كوارث الثورات العربية
السبت 02 ديسمبر 2017 06:55 صباحاً
فاروق المفلحي
حين أندلعت الثورات العربية والتي أمتدت من العراق الى مصر مرورا باليمن ، فان ما عاناه عالمنا العربي بسبب هذه المتغيرات كان كارثيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
كنت اتحدث الى صديق مصري مطلع على احوال مصر ومتابع لكل ما يجري في وطنه ، فقال ان ثورة يوليو في عام 1952م تقهقهرت ونكصت وأجهضت كل الاماني والأستقرار في وطن جميل، كان حينها ينافس دول أورباء في الوعي والإزدهاء والنماء والخدمات والديمقراطية وحرية الصحافة.
واضاف ان ما شهده عهد ما بعد ثورة يوليو في مصر من إزدهار كان بفضل الوعي والنهضة والرخاء الذي اسس لها النظام الملكي في عهد الملك فاروق.وانتهى ذلك وها هي مصر اليوم كما تشهدها تعاني كل الويلات.
وعن - العراق- الملكية فلقد حافظت الملكية على بلد العراق والمتعدد الجنسيات والاديان والمذاهب . حافظت عليه مزدهراً متآلفاً موحداً، بينما زجت الثورة العراقية الوطن العراقي في صراعات -إثنية- مع -الاكراد- وأسست لعداوات مذهبية، وتورطت العراق في حروب طاحنة مع الجيران، بما فيها ذلك الإجتياح الجائحي لدولة الكويت التي وقفت عبر تاريخها مع العراق الشقيق .
لم تشهد- ليبيا - اي استقرار بعد الاطاحة بالنظام الملكي في سنة 1969م ، حيث دارت الدوائر على ذلك الشعب وتلك البلاد الجميلة الغنية بثرواتها ومواردها ، وانساق النظام الجمهاهيري في ليبيا -العظمى- الى احداث تبدلات عجيبة في حياة الناس ولغتهم وتاريخهم وعلاقاتهم مع الاشقاء العرب ومع افريقيا وانتهت ليبيا الى ان تطحنها الثورات والفتن .
وعن - سلطنة عمان - فقد ساهمت بعض الدول ومنها الجهورية العربية المتحدة- اي مصر- في تاسيس ما كان يطلق عليه - جبهة تحرير ظفار- أنظمت الى تاييد ودعم الثورة - الظفارية - حينها - الصين الشعبية - وبعد ذلك ناصرتها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. تاسست - جبهة تحرير ظفار- في عام 1965م في عهد السلطان سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه-.
لحسن الحظ فقد جنحت تلك الثورة الى الحكمة وقبلت بالمصالحة ، تلك المصالحة التاريخية كانت في عام 1975م وكانت في عهد السلطان - قابوس بن سعيد - حفظه الله. اسست المصالحة في بناء السلطنة وفي شموخها وعزها الوطيد، ولولاها لكانت اليوم - سلطنة عمان - تعيش هواناتها وخصوماتها وويلاتها، ولراينا كرام اهلها يسعون في بقاع الارض بحثا عن لقمة العيش تتجهمهم الوجووه وتزدريهم الألسن .
الثورات العربية كانت جائحية. خذوا -الجزائر- كمثال ساطع، فقد تحررت بعد تضحيات عظيمة غير مسبوقة، ولكنها ابت تلك الثورة الجزائرية ان تهداء، فبعد الإستقلالوكان ذلك في شهر يوليو سعام 1962 م إنساقت -الجزائر- الى تصدير الثورات الى كل البلدان الافريقية، بل انها ضحت بكل ثرواتها لشراء السلاح .
الاستقرار والتسامح والتعقل والصفح والتصبر يصنع الرخاء والنماء ويُوجد ويؤسس للبيئة الحاضنة للاستثمار وتحقيق الطموحات والالفة والتعايش والرقي. فثوراتنا العربية شردت المثقفين والاثرياء وكممت الافواه والجمت الصحافة وخاصمت اقلياتها ، ولم تفلح الاّ في تاسيس مخابراتها وعسسها وبناء سجون التعذيب وتصدير الثورات، التي جعلت الدول تستعديها فوطدت لعداوات الشعوب عليها ، وبددت زمنها ومالها في الطيش والحماسات العدمية .
فاروق المفلحي
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
حد من الوادي
12-31-2017, 11:09 PM
مع غازي
الأحد 31 ديسمبر 2017 07:51 مساءً
عامر الدميني
ثلاثة أيام قسرية عشتها بعيدا عن الانترنت، لأول مرة منذ سنوات، أحسستُ فيها بأن السجن الحقيقي في الوقت الراهن، هو فصل الانترنت عن حياتك، ستبدو في عزلة تامة، وبعيدا عن العالم الخارجي، وعن الاحداث والتطورات المرتبطة بك، ناهيك عن متابعة قضاياك ومهامك الشخصية والعملية.
بالطبع الكتاب هو الملاذ المفضل لمثل هذه الحالات، خلال أيام الانطفاء المستمرة للكهرباء في صنعاء طوال الأعوام الماضية، كانت الكتب الورقية هي الصديق الوفي، والجليس المؤنس، ولا أفضل ولا أمتع من هذا، ليخرجك من وحشة الظلام، وسكون الليل، الى رحاب الفكر والقراءة مع أولئك الذين كتبوا رسالتهم (الكتاب) للأجيال القادمة، كما قال سقراط.
من بين كتب عديدة ترافقني منذ سنوات، عدتُ الى كتاب (حياة في الادارة) للدكتور السعودي غازي عبدالرحمن القصيبي، (1940م-2010م)، وهو من أنفس الكتب التي كتبها القصيبي، وقدمها للقارئ السعودي، والقارئ العربي أيضا.
الحكاية مع غازي القصيبي بالنسبة لي لم تبدأ مع هذا الكتاب، فقد تعرفتُ عليه من خلال القراءة، عبر كتاب شعري جمعه، اسمه (قصائد أعجبتني) وهو عبارة عن مجموعة قصائد لعدة شعراء عرب، كالمتنبي في قصيدته لسيف الدولة الحمداني، وآحر قلباه ممن قلبه شبم، وقصيدة الأطلال للشاعر المصري، إبراهيم ناجي، وقصيدة لصلاح عبدالصبور، وقصائد أخرى.
لقيتُ الكتاب بين مجموعة كنب متفرقة جاء بها أبي في آخر عودة نهائية له من السعودية مطلع تسعينات القرن الماضي، وتمكنت حينها وأنا طفل صغير في الابتدائية من التسلل للشنطة التي كانت تضم تلك الكتب، وإخراج الكتب وقراءته، وحفظت بعض تلك القصائد، وحين مات غازي في العاشر من أغسطس 2010م، كتبت عن شخصيته مقالا مفصلا في صحيفة الناس التي كنت أعمل فيها.
وكان الموقف الثاني الذي عرفته عن القصيبي وانا يافعا، قصيدته ذائعة الصيت التي وصف بها الفلسطينيين الذين نفذوا عمليات استشهادية ضد الجنود الإسرائيليين بأنهم شهداء، وكان ذلك اثناء فترة عمله كسفير لبلاده في بريطانيا، وتسببت تلك القصيدة بضجة عالية، مثلما تسبب بها ديوانه الشعري (معركة بلا راية) عندما كان شابا، في ستينات القرن الماضي من دوشة (وفق المعنى الشعبي)، في عهد الملك فيصل، حين وصف بالردة، وتم رفع العديد من الشكاوى ضده للملك، وانتهت بتبرئته.
نعود الى الكتاب، يمثل كتاب سنوات في الإدارة، خلاصة وعصارة سنوات الخبرة في المناصب الإدارية التي تولاها القصيبي، والتي بدأت مع حياته المبكرة، حيث تعين في جامعة الملك سعود كمدرس للإدارة، ثم عميدا لكلية التجارة، ثم رئيسا لسكة الحديد التي تربط الرياض بالدمام، ثم وزيرا للصناعة والكهرباء، وهو في سن الخامسة والثلاثين، ثم وزيرا للصحة، ثم سفيرا في البحرين، ثم سفيرا في لندن.
كما يمثل الكتاب استعراضا لسيرته الذاتية، منذ ان كان مع والده رجل الاعمال الشهير، الذي كان وكيلا تجاريا للملك عبدالعزيز في الحرين، والتي درس فيها الابتدائية والثانوية، ولم يكن حينها توجد مرحلة اعدادية، ثم انتقاله الى أمريكا لدراسة البكالوريوس في القانون، ثم الماجستير، ثم تحضيره الدكتوراة في بريطانيا.
فالكتاب بقدر ما يعد سردا لشخصيته ومواقفه المختلفة في الادارة والتعليم، كأي شخص له ذكريات ومواقف، بقدر ما يكون مؤرخا للمملكة في أهم مرحلة مرت بها، وهي مرحلة ما قبل الطفرة النفطية، وما بعدها.
ارتبط القصيبي باليمن بفترة مبكرة، فرغم صغر سنه حينها، حيث كان في العشرينات من العمر، فقد كان أحد الأشخاص الذين تم اختيارهم ضمن الوفد السعودي الى اليمن، أثناء الحرب مع الملكيين، حيث اقتضى الاتفاق في العام 1964م أن ترسل السعودية وفدا الى صنعاء، مثلما مصر ترسل وفدها، كان غازي رجل قانون، ولذلك كان مستشار بعثة بلاده في مجال القانون اثناء تواجدها في صنعاء، ومنح مكافأة مالية مقابل ذلك مبلغ 25 الف ريال سعودي، وهي مبلغ مرتفع قياسا براتبه في الجامعة، والذي كان لا يتعدى 1200 ريال حينها.
سافر القصيبي مع الفريق السعودي الى صنعاء، واستقروا في شقة بشارع علي عبدالمغني، قرب القصر الجمهوري، ويحكي ملامح من هذه الرحلة التي تقدم صورة أخرى عن الحرب التي كانت تشهدها اليمن، ونظرة الجانب السعودي لها، لكن كتابه هذا لم يوثق فيه كل شيء، وجمع كل ما شاهده وعايشه من مواقف ووثائق تتعلق بموقف بلاده والموقف المصري من الحرب في اليمن، في كتاب مستقل قدمه لنيل شهادة الدكتوراه في بريطانيا، وعنوانه (Revolution in the Sunnah) ولا أعرف إن كانت هناك نسخة منه باللغة العربية أو لا، وباعتقادي سيكون من أندر الكتب التي تقدم تفسيرا للحرب من وجهة نظر السعودية على الأقل، كون مؤلفه كان على اطلاع بتلك الحرب، ومقربا لدى دوائر القرار الرسمي السعودي.
وربما كان لتلك الزيارة التي قام بها الى صنعاء تأثيرها في قصيدته التي قالها عن اليمن، ولا أعرف بالطبع تأريخها، وهي قصيدة تستعرض واقع اليمن، واقتتال اليمنيين، ومن سخرية الاقدار، أن القصيدة التي قيلت عن اليمن في فترة سابقة، لازالت صالحة اليوم في حديها عن اليمن:
ألومُ صنعاءَ ... يا بلقيسُ ... أمْ عَدنا ؟! أم أمـةً ضيعت في أمـسهـا يَزَنا ؟!
ألومُ صنعاء ... ( لو صنعاءُ تسمعـني ! وساكني عدنٍ ... ( لو أرهـفت أُذُنا (
وأمـةً عـجـبــاً ... مـيــلادها يــمـنٌ كم قـطعتْ يمـناً ... كم مزقـتْ يمنا
ألومُ نفسـيَ ... يا بلقيسُ ... كنت فتى بفــتـنـة الـوحـدة الحسناء ... مفتتنا
بـنـيـت صـرحـاً مـن الأوهام أسكنه فـكان قبراً نـتاج الوهم ، لا سكنا
وصـغـتُ مـن وَهَـج الأحلام لي مدناً والـيـوم لا وهجـاً أرجـو ... ولا مُدُنـا
ألومُ نـفـسيَ ... يا بلقيسُ ... أحسبني كنتُ الذي باغت الحسناء ... كنتُ أنا !
بلقيسُ ! ... يقـتتل الأقيالُ فانتدبي إليهم الهـدهد الوفَّى بـما أئـتُـمِـنا
قـولي لهـم : (( أنـتمُ في ناظريّ قذىً وأنـتمُ معرضٌ في أضلعي ... وضنا ! ))
قولي لهـم : (( يا رجالاً ضيعوا وطـناً أما من امرأةٍ تسـتنقذ الوطـنا؟! ))
كان غازي معروف بجماهيريته وخطفه للأضواء طوال فترة عمله، فقد عمل في مجال الاعلام، حين قدم برنامجا تلفزيونيا، بعنوان "أضواء على الانباء" وأتاح له ذلك شهرة واسعة، وبجانب كونه شاعرا فقد أكسبه ذلك حضورا كبيرا في وجدان السعوديين، وقربه من ملوك وأمراء السعودية الذي ساعدوه كثيرا، ولا يمكن هنا إغفال المهارات القيادية التي كان يتمتع بها، والحس الإداري، والإخلاص في كل المهام التي كانت توكل إليه، وهي مواصفات جدير بأي مسؤول حكومي أن يكون متصفا بها.
تعيش مع غازي في كتابه كشاعر وكوزير وكسفير وكمسؤول حكومي، وتحس وتلحظ عظمة هذه الشخصية، وهي تعمل بكل تفان وجدارة لخدمة بلده، مقدما النصائح الإدارية المختلفة من المواقف التي مرت عليه، للجيل الذي لحق به، وهو ما يجعل الكتاب ذو فائدة لكل من يعمل في الإدارة، والعمل الحكومي والخاص، في أي بلد، وفي أي سن، ولو قدر لي أن أملك مئة نسخة منه، لوزعتها على كثير من الزملاء والمسؤولين، وسأبدأ بوزراء حكومتنا الموقرة، ووكلاء الوزارة والسفراء وغيرهم.
خاض غازي تجارب مريرة ناجحة، مع العمل الإداري، ودخل في معركة مع البيروقراطية الإدارية التي كانت مهيمنة في المؤسسات السعودية الحكومية حينها، حتى وصفت عمليات التغيير التي كان يقوم بها بالمذابح الإدارية، بسبب التغييرات التي كان يجريها في كل منصب تقلده.
ولم يقدم حلولا فقط للمشاكل الإدارية، بل كان صاحب مقترحات لمشاريع لازالت حتى الان، ومن ضمن تلك المشاريع شركة "سابك السعودية، التي قدم تصور عنها، ووضع تسميتها، وكتب لائحتها الداخلية بيده، والتي لازالت قائمة حتى اليوم، وتعد من أضخم الشركات الصناعية الاستثمارية في العالم، وليس في السعودية فقط
الكتاب في حد ذاته – كما أسلفت – يوثق لمراحل مختلفة من الدولة السعودية، وسلوك امرائها وملوكها، وكيفية تصرفاتهم مع مختلف الأزمات، وتعايشهم مع مجتمعهم، وهو من الكتب النادرة في هذا الجانب، فالملوك السعوديين وأغلب الامراء لم يكتبوا مذكراتهم ولا سيرهم الذاتية، وتعاملهم مع الاحداث والملفات التي عاصروها، ليسهل على الجيل اللاحق معرفتها، مثلما هو الحال لدى كثير من الرؤساء الغربيين، او العرب على الأقل.
ولذلك ظلت السياسية السعودية، غامضة في تفاصيلها، واضحة في معالمها، وقد زرتُ العديد من المكاتب المتخصصة ببيع الكتب في السعودية للعثور على مذكرات توثق لأيا من ملوك السعودية كما هو الحاصل على سبيل المثال مع الشيخ عبدالله الأحمر أو سنان ابولحوم في بلادنا، ولم أعثر إلا على كتب تحتوي على صور للأنشطة والزيارات والرحلات التي كان يقوم بها الملك، وكلما كان الملك أقدم كان الكتاب المصور الخاص به أرخص، وبالتالي ظلت أسرار الملك والعائلة المالكة، وفلسفتها ونظريتها في الحكم، طي الكتمان من ملك لآخر.
الكتاب الذي يتوقف في سرده للأحداث عند تعيين غازي سفيرا في لندن، ورغم أنه ينتمي لنمط الكتب الشخصية والمذكرات الحياتية للشخص، لكنه يقدم نظرة شاملة عن العمل الإداري بأسلوب سلس، يجمع بين المعلومة والاستنتاج، والطرافة، من خلال أسلوب سردي ممتع وشيق، وبدون أي فهرس! فقد كتبه كنص واحد من أول كلمة حتى أخر نقطة.
إنه يقدم نموذج فريد، للمدير الحريص على النجاح وليس على النقود والفساد، ونموذج حي للوزير الذي يحدث ثورة في وزارته بحثا عن الأفضل، وليس بحثا عن التكسب الغير مشروع، ونموذج للسفير الذي يمثل بلاده بكل اقتدار وأمانة، وليس بحثا عن جاه ونفوذ.
لا أدري سر هذا الحماس الكبير بالنسبة لي عن الكتاب والكاتب، قد يكون بسبب عدم العثور على نموذج لمسؤول يمني مشابه، تستطيع أن تؤمن به، وتتحمس لأجله، وتفاخر به، رغم وجود العشرات من أسماء الوزراء اليمنيين الذين تعاقبوا على الوزارات خلال الخمسين عاما الماضية.
لذلك أنصح وبشدة من يرتبطون بالعمل الإداري، وأولئك الذين يسعون للنجاح، ومن يرغبون في تطوير أنفسهم باقتناء هذا الكتاب، على الأقل ليعملوا وق نظرية الشاعر العربي الذي قال: فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح.
بالطبع لو عاد غازي اليوم الى الحياة، فسيرى سعودية مختلفة في مختلف الأصعدة والسياسات والتوجهات.
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
01-17-2018, 01:02 PM
إرث اليمن الثقيل
الأربعاء 17 يناير 2018 09:14 صباحاً
هاني سالم مسهور
نصف قرن من تاريخ اليمن السياسي المعاصر أفرز هذا الواقع المُعقّد، لم يكن تصفية الحوثيين للرئيس السابق علي عبدالله صالح سوى مشهد من مشاهد تدوير العنف السياسي اليمني جنوبه وشماله، ما يجري في صنعاء حدث قبله في عدن عندما تقاتل الرفاق في يناير 1986م، هذا الميراث من الصراعات الدامية هو فصل من فصول اليمن السياسي، وهو فصل سيستمر لطالما كانت أدوات الصراعات حاضرة في المشهد، فلقد اعتاد اليمنيون -شماليين وجنوبيين- على حد سواء بالخروج من مؤتمرات الحوار إلى حروب مفتوحة، حدث ذلك بعد اتفاق العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمّان ودخل اليمن في حرب صيف 1994م، وهذا ما حدث تماماً بعد مؤتمر الحوار الوطني الذي انتهى بانقلاب الحوثيين على كل اليمن في سبتمبر 2014م.
في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أدار سمو الأمير تركي الفيصل ندوة نقاش حول اليمن كان الضيف الرئيسي فيها نائب رئيس الجهورية اليمنية الأسبق خالد بحاح، تحدث فيها عن كثير من تفاصيل اليمن السياسية والعسكرية والاقتصادية، ميراث يمني ثقيل كما وصفه الأمير تركي الفيصل، وهذا التعبير يقودنا إلى ما يُمكن أن يخفف من ثقل هذا الميراث السياسي الذي أرهق بوزنه الإقليم بعد أن أسقط اليمنيين أرضاً.
من المهم أن ينفتح اليمنيون على أنفسهم ويبادروا من تلقاء أنفسهم بطرح معالجات لأزماتهم التي صُنعت بأيديهم، ما يتعلق باليمن من صراعات مستدامة تتطلب تفكيراً خارج الصندوق، وتحتاج رؤية أبعد من مجرد المنظور القصير، فواحدة من أكثر مسببات الصراعات اليمنية هي الإصرار على الأخطاء المُجربة، فمثلاً لماذا لا يتم نقل العاصمة إلى الحُديدة بدلاً من صنعاء التي تحولت بفعل الصراعات القبلية والمذهبية والسياسية إلى أكثر مُدن العالم احتقاناً، ولم تعد قادرة على احتواء هذه الصراعات بسبب التكوينات السياسية والاجتماعية التي تسكنها أو تلك التي تُحيط بها.
فكرة نقل العاصمة ليست جديدة، فالعُمانيون في 1970م نقلوا العاصمة من صلالة إلى مسقط، وفعلتها السودان والبرازيل ونيجيريا وساحل العاج وكازاخستان، وتجري في جمهورية مصر واحدة من أهم عمليات نقل العواصم في العالم ببناء المصريين للعاصمة الإدارية الجديدة، وإذا كانت مصر لها أسباب اقتصادية بسبب الازدحام في العاصمة القديمة، فهذا يعني أن هناك من يبحث عن حلول لمشكلات استعصى التعامل معها، وهذا ما هو مطلوب في اليمن، كما أن الإمامة التي حكمت اليمن لم تتخذ من صنعاء عاصمة للحكم، بل كانت تعز هي عاصمة اليمن إبان الحكم الإمامي.
صنعاء يجب أن تتحول إلى مدينة تاريخية تحتوي تاريخ اليمن القديم، مطلوب أن تتحول صنعاء إلى مدينة جذب سياحية تستعرض تاريخ البشرية، فكثير من الحضارات مرت على صنعاء بمسيرتها التاريخية، ويتأصل عمر صنعاء إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وكانت عاصمة لحضارات مرت على اليمن والجزيرة العربية تستحق التوثيق والبقاء كواحدة من أعرق المُدن العالمية، ويجب أن تحظى بمكانتها العلمية والتاريخية بدلاً من جرها إلى صراعات أفقدتها عنصر امتيازها التاريخي، في المقابل تبدو الحُديدة قادرة على لعب دور جامع لليمنيين؛ فطبائع المُدن الساحلية أنها قادرة على امتصاص مشاعر الإنسان الصلبة، وتذويبها بفعل المناخ والطبيعة.
تشهد دول القرن الإفريقي نمواً اقتصادياً تؤكده معدلات النمو في اثيوبيا وجيبوتي وارتيريا وحتى الصومال التي سجلت نمواً اقتصادياً في 2016م بأكثر من 3.6% بينما يتسارع النمو الاقتصادي في اثيوبيا فلقد سجل في العام 2017م 8.3%.
هذه مؤشرات تُعزز التفكير الجاد لنقل العاصمة اليمنية إلى الحُديدة للاستفادة من تعافي الاقتصاديات المجاورة، كما أن ذلك سيساعد في إيجاد فرص عمل لكثير من أبناء تُهامة، فهذا الجزء من اليمن يعتبر إضافة لمحافظة تعز يحتوي أكثر من ثُلثي السكان اليمنيين، بل إن محافظتي تعز والحُديدة تحتويان أكثر اليد العاملة المنتجة في اليمن.
تفكيك الإرث اليمني الثقيل مُمكن، ويحتاج فقط لإرادة وشجاعة، ويتطلب إرادة تستفيد مما قدمته عاصفة الحزم من فرصة لليمن بأن يُصحح من أخطائه المرتكبة على مدار خمسين سنة كان فيها اليمن غير قادر على التصالح مع نفسها إطلاقاً، بل كان يمارس ترحيل الأزمات المستعصية حتى خرج الحوثيون من كهوف صعدة ليحاولوا العودة باليمن ألف عام إلى الوراء.
ما حدث لم يكن غير حصاد سنوات من الإصرار على الأخطاء المتوالية، الحوثي سيخسر الحرب، وسينتهي، فاليمن هو الباقي، ولذلك يجب أن نُفكر بالمستقبل، كما نحن نُفكر في كيفية اقتلاع الحوثي بأفكاره الجاهلية السقيمة من صنعاء وما حولها، فالميراث وإن كان ثقيلاً فإن الجيل الحاضر قادر على الاحتمال والانطلاق إلى مستقبل مختلف.
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2018
حد من الوادي
02-16-2018, 12:20 AM
اليمن شمالا وجنوبا (الانتهازية الوحدة الفشل الصراع)
الخميس 15 فبراير 2018 11:24 مساءً
د.علي جارالله اليافعي
لقد مثلت الانتهازية عند القوى السياسية في اليمن شمالا وجنوبا وبعد قيام الوحدة نتيجة نهائية عكست فشل الحكم وعدم استقرار الدولة ثم الصراع المتكرر على حساب قيام أي مشروع وطني تحت أي مسمى وهذا بكل بساطة نستطيع ويستطيع أي متابع أو باحث معرفته من خلال تتبع تاريخ الصراع السياسي في اليمن بعد قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر والوحدة اليمنية التي مثل قيامها مشروعا وطنيا مفخخا من قبل تلك القوى التي ظلت تقتنص الفرص لاغتيال الآخر فكان من نتائج التفكير الانتهازي إفشال الدولة بتقديم مشاريعها الصغيرة التي كانت السبب الرئيس في الذهاب بالوطن نحو الصراع فلهذا كان يرى البعض أن الوحدة اليمنية لم تكن منطقية لبناء يمن موحد ومستقر تسوده قيم العدالة؛ لأن الوحدة اليمنية التي قامت بين شمال اليمن وجنوبه كانت نتاج حروب وصراعات القوى السياسية التي سيطرت على السلطة في اليمن قبل توحده في (22/مايو/1990).
من جانبٍ آخر نقول وبكل أمانة وصدق إن الوحدة اليمنية كانت أملا وحلما ورديا لكل أبناء الشعب شمالا وجنوبا في بناء الدولة الوطنية الموحدة التي على أساس بنائها يكون العدل والمساواة والحرية والقوة والتوافق بين الشمال والجنوب في السلطة والثروة والتوازن السياسي الذي يمنع الفساد الناتج عن التفرد بالسلطة ويعني أن هذا كله لم تكن تفكر به القوى التي سيطرت على السلطة في شمال اليمن وجنوبه قبل قيام الوحدة وبعدها، وإلا لما أصر الجنوبيون على التعددية في ظل الكثافة السكانية للشمال وما كان لتقع تلك التصفيات التي نالت قيادات جنوبية مباشرة بعد قيام الوحدة ثم الحرب بين الجنوب والشمال في العام (94) التي كان من آثارها دعوة القيادات الجنوبية حينها إلى التراجع عن الوحدة وإعلان فك الارتباط عن الشمال في (21/مايو/1994) وبغض النظر عن من تنازل لصالح الوحدة ومن الذي أعلن الحرب على الآخر ومن الذي خطط ضد الآخر أو من كانت نياته سيئة تجاه الآخر فالوحدة التي تمت في العام (1990) بين شمال اليمن وجنوبه كانت هروبا نحو معالجة المشكلات التي واجهت الدولتين قبل الوحدة لا نحو بناء يمن موحد تسوده العدالة والقانون.
وهذا يعني أن هذه المرحلة (مرحلة ما بعد الوحدة وحرب صيف /94) اجتمع فيها الغباء الوطني الذي تمثل بالشعارات الوطنية الجوفاء والانتهازية التي تمثلت في التربص بالآخر والسيطرة على السلطة على حساب الوطنية الغبية وهي مرحلة لا تختلف كثيرا عن أي مرحلة حصلت فيها المتغلبات السياسية في اليمن بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر اليمنيتين وقبل الوحدة اليمنية شمالا وجنوبا (الانتهاز على حساب الغباء الوطني).
بعد قيام سبتمبر وأكتوبر مثلت الانتهازية السياسية عائقا أمام المصالحة الوطنية كمقدمة لإقامة المشروع الوطني الشامل وعلى سبيل المثال المصالحة الوطنية التي أعقبت حركة سبتمبر (1962) ونتج عنها مجلس الرئاسة في اليمن الشمالي (1967) برئاسة القاضي عبدالرحمن الأرياني والتي لم تكن بنظري مصالحة كاملة ترتقي إلى مشروع وطني متكامل إذ استثني منها الهاشميون تحت شبهة انتمائهم للملكيين بل وتم محاربة المذهب الزيدي على هذا الأساس فلم تكن المصالحة تلك وما أعقبها بنظري إلا للجمهوريين الذين بلغ في عهدهم سيطرة وتدخل مشايخ القبائل في كل مؤسسات الدولة الأمر الذي استدعى بعض القوى الوطنية حينها للتصحيح الوطني فتمثلت تلك القوى بقوى اليسار على يد الرئيس إبراهيم الحمدي فكان التصحيح كمشروع وطني ناقص إذ وقع على حساب المصالحة الوطنية التي لم تشمل كل القوى اليمنية في الشمال حينها، وهذا كان من أكبر ما وقع به اليسار في الشمال من أخطاء.
هذا الخطأ كلف الرئيس إبراهيم الحمدي حياته وتسبب بإنهاء محاولته في إقامة المشروع الوطني في الشمال فهذه القوى التي كانت مع إبراهيم الحمدي في المصالحة الوطنية الفاشلة كانت الخنجر المسموم الذي أطاح به وبنظري الرئيس الحمدي كان يحتاج لإتمام مشروعه الوطني القيام بعدة أمور منها: أولا: عدم إبقاء تلك القوى منفردة معه في المصالحة فهو كان يحتاج بالضرورة إلى إشراك الهاشميين لتعارضهم مع نفوذ مشايخ القبائل بالسلطة، ثانيا:عدم جمع خصومه في معركة واحدة، ثالثا: عدم إظهار مشاريعه في الوقت نفسه، رابعا : أن يبدأ في تصفية الانتهازيين من داخل مؤسسات الدولة.
جنوب اليمن بعد ثورة الرابع عشر من أكتوبر لم يكن أفضل حالا من شماله فقوى اليسار ممثلة بقيادة الجبهة القومية أخطأت عدة أخطاء قاتلة أثناء مسيرتها السياسية وحكمها لجنوب اليمن منها: عندما قررت التآكل من داخلها برفضها التصالح مع جبهة التحرير والاقتتال معها في العام (67) ثم استلام السلطة منفردة والقيام بما أطلقت عليه الخطوة التصحيحية في العام (69) والتي على إثرها تم تصفية من تبقى من قيادة اليسار المعتدل وهم الرئيس قحطان الشعبي وأنصاره وعلى رأسهم رئيس وزرائه فيصل عبداللطيف الذي تم تصفيته لاحقا في المعتقل.
اليمن شمالا وجنوبا ظل يمارس الصراع السياسي على السلطة وظلت لأحداث مرتبطة ببعضها البعض مع اختلاف تفاصيل الأحداث بين جنوب اليمن وشماله بل والأسوأ أن أحداث التآمر والصراع على السلطة في اليمن تم نقله عبر تلك القوى السياسية الفاشلة التي حكمت اليمن قبل توحيده إلى ما بعد قيام الوحدة اليمنية في (22/مايو/1990) فظل الصراع على السلطة قائما حتى يومنا هذا بل لم نر مشروعا وطنيا حقيقيا وصحيحا يدعو لمصالحة شاملة يستطيع اليمن من خلالها تجاوز خلافاته التاريخية وصراعاته على السلطة وكان أكبر دليل على صحة هذا الطرح ما أطلق عليه تسمية مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أفضى إلى الصراع على السلطة وتدخل الخارج تدخلا مباشرا في الشأن اليمني.
ولو عدنا وحققنا في أسباب الصراع على أساس ما طرح سابقا سنجد أن عدم استكمال المشروع الوطني في الشمال بالمصالحة الكاملة مع كل القوى أو عدم الحذر بعد التصحيح لمشروع اليسار في الشمال أنتج تاريخا لا ينتهي من الصراع على السلطة استمر إلى ما بعد قيام الوحدة صراعا جهويا وكذلك كان في الجنوب ففي الشمال تم اغتيال الرئيس الحمدي من قبل الانتهازيين ثم اغتيال الرئيس الغشمي من قبل اليسار انتقاما للحمدي ثم محاولة انقلاب فاشلة على الرئيس صالح في العام(79) من قبل الجبهة الوطنية اليسارية ثم بعد الوحدة ظل عناصر اليسار في المعارضة يحاولون انتزاع السلطة بأي ثمن كان لكنهم لم يتحالفوا مع اليسار في الجنوب والهاشميين في الشمال ثم حزب الإصلاح إلا بعد حرب (94) وكل ذلك كان على أساس برجماتي بحت كما نراهم اليوم.
عدم المصالحة مع الهاشميين في المصالحة التي تمت نهاية الستينات بين الجمهوريين في الشمال بعد الانقلاب على الرئيس السلال في (67) وربط المذهب الزيدي بالهاشميين ثم الملكيين وتهجيره من معاقله لصالح معاهد الإخوان والحركة السلفية أنتج خسارة اليسار في الشمال وتحالفهم مع الاشتراكي بعد الوحدة وفي حرب (94) ثم الحروب الستة بين حركة أنصارالله والسلطة ثم تحالفهم مع صالح واعتقال الرئيس التوافقي هادي والحرب اليوم ضد القوى المتمثلة بالشرعية المدعومة من التحالف العربي.
وفي الجنوب كان ضياع المشروع الوطني نتيجة لأخطاء القيادة السياسية في إطار المكون والنسيج الواحد أي أنه كان من الإمكان نجاح المشروع الوطني في الجنوب إذا سارت قيادته بالجنوب نحو بناء الدولة وبنته بناء قويا وهذا لا يكون إلا إذا كانت قياداته قد تخلت عن سياسة التنافس على السلطة والذهاب بالحزب نحو كادر الكفاءة لا التوافق الذي بُني على أساس مناطقي وأيدلوجي بحت وهو ما لم يحصل فمع وجود الصراع في الجنوب والتصفيات على أساس التطرف الأيدلوجي والمناطقي كان خاتمتها أحداث (13/يناير/1986) وعلى هذا وذاك فالوحدة كانت نتيجة لكل تلك الأخطاء والصراعات جنوبا وشمالا.
عدم بناء مشروع تصالح وطني حقيقي في الجنوب سواء على أساس توافيقي في إطار اليسار أو بين جميع المكونات الأخرى - وهي مكونات اليمين التي تم طردها من قبل الجبهة القومية قبل يوم الجلاء في (30/نوفمبر/1967)- أنتج خطوة (22/يونيو/69) واغتيال سالمين نهاية السبعينيات وأحدث (86) والهرولة نحو الوحدة اليمنية هروبا وعدم المصالحة مع من تم طردهم بعد أحداث يناير وتحالف الاشتراكي بعد الوحدة مع الهاشميين ثم حرب (94) ثم حركة موج بعدها للمطالبة بتحرير الجنوب ثم حركة حتم نهاية العام تسعين للنفس السبب وفي أواخر العام (2004) حركة تاج ثم الحراك الجنوبي العام (2007) ثم تحالف بعض قيادة الحراك مع السلطة المدعومة من التحالف العربي تحت مسمى دعم الشرعية ثم اختلاف قيادة المجلس الانتقالي مع الشرعية على أساس الصراع القديم في الأحداث الأخيرة التي وقعت في عدن بين المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا وحكومة الشرعية المدعومة سعوديا.
وهنا نستطيع القول إن المشروع الوطني في اليمن دائما ما كان يتم اغتياله قبل ميلاده أو أثناء قيامه بل لا يختلف اثنان في كون المشروع الوطني في اليمن قبل الوحدة لم ينجح في أحد الشطرين ووجود سلطة حاكمة لا يعني نجاحا لأي مشروع وطني ونجاح مشروع الانتهازيين في حكم اليمن بعد ثورتي (26/سبتمبر/1962) في شمال اليمن و(14/أكتوبر/1963) جنوب اليمن كان في السيطرة على المشهد السياسي من حيث نجاح وصولهم إلى السلطة في كل منعطفات الصراع والانقلابات بل كان هو انتكاسة لقيام أي مشروع وطني وقد كان لسيطرة تلك القوى الانتهازية على السلطة في اليمن نتائج كارثية كميلاد الحكومات الفاسدة والفاشلة التي سخرت مقدرات الوطن لها وللانتهازيين العاملين معها وهذه القوى لطالما كانت تعمل ضد قيام أي مشروع وطني في اليمن طبعا عدى حقبة حكم الرئيس الحمدي شمالا ومرحلة من حقبة حكم الرئيس سالمين جنوبا وهي مرحلة تواصله مع الرئيس الحمدي مع اختلافي في وجهة النظر حول الزمن المناسب لتلك الحقبة التي لم تكن مرحلة مناسبة للتوافق بين الرئيسين.
ولو حققنا من باب الطرح المستقل في ثورتي سبتمبر وأكتوبر سنجد أنه لم تكن الثورتان في اليمن شمالا وجنوبا بعد قيامهما في اليمن مصدر نجاح لأي مشروع وطني بل لا يمثل قيامهما بالأساس مشروعا وطنيا ناجحا قاد أو سيقود اليمن نحو العدالة والنمو بل كان أعقب قيامهما مرحلة من مراحل الصراعات المتتالية على السلطة والنفوذ والفساد وقد تبين لنا من خلال المنعطفات التاريخية لتاريخ الدولة في اليمن بعد الثورتين أن المشروع الوطني لم يكن محل سعي للسلطة الحاكمة بل إن قيام المشروع الوطني في اليمن شمالا وجنوبا قبل الوحدة لم يكن مرحبا به من قبل الانتهازيين الذين سعوا إلى السلطة على حساب قيامه دائما وكذلك كان بعد قيام الوحدة اليمنية.
ثورة التغيير ومؤتمر الحوار الوطني لم يكونا إلا نتيجة لكل أخطاء القيادات السياسية الحاكمة في اليمن وارتباطها الدائم بالتدخل الخارجي في كل منعطفات الصراع السياسي في اليمن قبل الوحدة وبعدها فلهذا لم يكن مؤتمر الحوار الشامل مشروعا وطنيا ولن ينتج عنه حتى مستقبلا مشروعا وطنيا وهنا تعرف أن الصراع اليوم في اليمن والتدخل الخارجي (التحالف العربي) أو ما أطلق عليه عاصفة الحزم لم يكن إلا نتيجة لعدم قيام أي مشروع صحيح ومنها المشروع الوطني في قيام الوحدة اليمنية على سبيل المثال لو أن الوحدة اليمنية جاءت بعد حل مشكلة السلطة بين الشمال والجنوب وتقسيم الثروة ومشكلة المساحة والكثافة السكانية لما احتجنا إلى تفرد حزب المؤتمر في السلطة ووقوع حرب صيف (94) ثم ما نتج عن ذلك (الحراك الجنوبي - حروب الشمال - ثورة التغيير – المبادرة الخليجية - مؤتمر الحوار الوطني) وما نتج عنه من تدخل خارجي مباشر(الحرب القائمة اليوم) تحت مشروع دعم الشرعية، الذي كلف اليمن نزع السيادة وقتل آلاف الأبرياء من أبناء الشعب اليمني شمالا وجنوبا، وترك اليمن حزينا وحيدا - عدى من التدخلات الخارجية السيئة - في طريق مجهول لا تبدو نهايته قريبة في ظل قوى لا تزال برأس السلطة وهي لم تستفد من تاريخ الصراعات على السلطة كونها كانت جزءا منها أو إنها كررت الفشل في الوقت الذي كان يحتاج فيه اليمن إلى التصحيح والكمال بالتوافق على أي مشروع وطني صادق تصنعه القوى الشابة والجديدة في التغيير.
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
03-05-2018, 01:12 PM
- YouTube (https://www.youtube.com/watch?v=PsENG3N6w1c)
حد من الوادي
03-10-2018, 12:29 AM
لقد اثبت المرحوم صالح بأنه لم يكن سياسيا حصيفا ولا عسكريا محنكا ؟؟؟!!
الجمعة 09 مارس 2018 11:19 مساءً
حسن العجيلي
نعم ان المرحوم علي عبدالله صالح اثبت بأنه ليس سياسيا محنكا او قائدا عسكريا فذا لانه اعتمد على تحالفات غير متوازنة لقوى ظلامية معقدة لان وحكم بلدا اكثر تخلفا وتعقيدا وتزمتا سياسيا وقبليا وطائفيا ودينيا قرون وعقود وعصور من الزمن بلد مثل اليمن عاش فقيرا واضحى مريضا عديما لمقومات الحياة فكرا وتعليما وثروة تحت مظلة حكم امامي بغيض استبدادي عبيط معاصر لدرجات عالية من التخلف وبنسب كبيرة ومتفاوتة جدا من التخلف نظام لايؤمن بأفكار التقدم او التطور والازدهار ولما جاءت حركة بيت الوزير في العام 1948 وقبلها وبعدها العديد من حركات التغير والتي لم يكتب لها ان تنجح واهمها حركة الاحرار الذين اعدمهم الامام في ساحات الاعدام ومنهم من رماهم في سجون جحة ورادع في صنعاء ثم جاء بعدها انقلاب السادس والعشرون من سبتمبر 1962 المدعوم من قبل جمهورية مصر العروبة والتي اقصت وقضت على حكم الامام في ذلك الوقت وفعلا الشعب اليمني انطلق بكل شرائحه ملبيا لصوت الجماهير الذي حولتها الى ثورة عارمة عمت اليمن كله بما فيها كثير من مناطق الجنوب التي كانت تعيش تحت نير الاحتلال البريطاني وتحرك ابنائها الذين هبوا لمساندة اخوانهم في الشمال والتوجه نحو مساندة النظام الجمهوري ومساعدة قادة الانقلاب بقيادة المشير المرحوم عبدالله السلال.
الى جانب القوات العربية المصرية التي وصلت الى اليمن لمناصرة ونجاح ثورة الشعب في الشمال وغليانه المتطلع الى حركة التغير التى هبت رياحها الى كل اطراف اليمن والمنطقة الذين حسوا وأدركوا اهلها بخطورتها والذين وجدوا انفسهم امام منعطف هام وخطير وتحول جديد استراتيجي في المنطقة حيث وقفوا ضدها بكل ما كانوا يملكون من اول يوم لظهورها سياسيا وعسكريا وقدموا الدعم الشامل والكامل وفتحوا الخزائن على مصراعيها من اجل وأدها وآبهات دورها وإطفاء نورها ولقد نجحوا في تحجيم توسعها وأوقفوا حركة القوات العربية والمقاومة الجماهيرية وقادة الانقلاب والزخم الشعبي المتعاظم الذي كان يفتقد الى تنظيم الصفوف على مستوى كافة الاصعدة والجبهات ما ادى الى ان تبقى صنعاء في محيط شبه المحاصرة فقط دون التفكير من سقوطها او الاستيلاء عليها وما اشبه الليلة بالبارحة ؟؟ من قبل فلول الملكيون المرتزقة وبرغم وصولهم الى باب شعوب وباب اليمن وقاع العلفي وبالقرب من اذاعة صنعاء التي كانت تعبد من محل الاشتباكات كيلو واحد لكن السياسة الخارجية للشقيقة كانت غير وتشبه حالة اليوم للأسف هنا وكأن التأريخ يعيد نفسه .
ومن العام 1962 وحتى العام 1967 خمس سنوات عجاف كانت قد كفلت للمخططين من طرف الشفيقة والملكيون والانجليز حالة تدهور كبيرة في اليمن ووقف عجلة تطوره اقتصاديا وامنيا وعسكريا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا وتنمويا حتى جاء العدوان الاسرائيلي في العام 1967على مصر الذي وصل الى ضفة قناة السويس واحتلال كل سيناء ذلك العدوان الذي سمي بعام الهزيمة الكبرى التي منيت بها مصر في سياق تأريخها القديم والحديث وان كانت الهزيمة فيها سبب الانفراج لازمة اليمن وخروج الجيش المصري من اليمن ولا يهمنا التفاصيل هنا في هذا الوقت وان كان قدم تم اتفاق بين المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز ال سعود ملك المملكة العربية السعودية والمرحوم الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة ( مصر وسوريا ) وبعد هذا الاتفاق تم هنا اقفال هذا الملف تماما وأخذت القافلة تسير في اتجاه بناء علاقات جديدة مهمتها الاولى كيف يتم صد ودحر العدوان الاسرائيلي من ارض مصر ثم تحمل السعودية كثير من مشاريع التنمية في اليمن .
وتوالت الاحداث في اليمن وخرج الرئيس السلال من السلطة بانقلاب اخر ابيض قادة القاضي عبد الرحمن الايرياني وشلة مشائخ وحرار اليمن العليا واليمن الاسفل بتوافق على تقسيم المصالح في ما بينهما على اسس تسويات في الحصص ومع عدم وجود او تكوين مؤسسة عسكرية قوية يكون لها رأي او شأن في القرار السيادي استمر الحال فترة طويلة دون احداث اي نقلة في اتجاه التغير برغم وقوف الشقية الكبري السعودية بكل طاقاتها وامكانتها وكذا بقية دول الخليج وكان هناك دور تنموي كبير لدولة الكويت الشقيقة التي قدمت مشاريع ضخمة على كافة الاصعدة الملموسة في حياة الشعب اليمني شمالا جنولا لقد قدمت دولة الكويت مشاريع عملاقة مثل المستشفيات الحديثة وتحملت كل مصاريفها بعد تجهيزها من البناء والتشييد ووفرت الامكانات من الدكتور وحتى حبة الاسبرين والإبرة والخيط والمطرش وكذا المدارس الحديثة المجهزة بكل وسائل التعليم المتطورة والمساجد وساهمت في كثير من مشاريع الخير والنماء قبل اي دولة خليجية او عربية وهذه حقيقة وشهادة للتاريخ من واحد تعايش مع هذه النهضة الزاهرة التي رفعت من درجات التعليم العادي والثانوي والجامعي الى نسب كليرة وفي كافة القطاعات التعليمية حيث قامت دولة الكويت الشقيقة ببناء صرح جامعة صنعاء في ظروف صعبة التعقيد وعملت على اكمال هذا المشروع العملاق الذي وتكفلت في دعم الجامعة بالدكاترة والأجهزة لكل الكليات العلمية والعملية وقد تخرج منها اجيال مسلحة بالعلم والإيمان بقضية وطنهم اليمن وكل ما قدمته الكويت عمل مجاني وفي نطاق المشاهدات الاخوية وهدية للشعب اليمني ويعيد عن الاغراض السياسية او الاستقطابات الجانبية وهذه حقيقة لاينكرها الا جاحد وكان موقف المرحوم صالح تجاه الكويت عندما غزا العراق صدام حسبن الكويت وبدلا من تقديم الجميل للكويت وقناع صدام الخروج من الكويت شفنا ما قدمه رئيس اليمن الموحد وعكس موقف البيض والعطاس الذين ذهبا الى العراق وطالبوه بالخروج من الكويت تجنبت للتدمير الذي تعرض له العراق ؟!!!
وهذه الحالة هنا هي ليست سالفتنا في سرد الاحداث اليمن اليوم هو الاهم الذي يعيش ثلاث سنوات من الحرب والدمار الهزلي وكأن التاريخ يعيد نفسه لان القوى الدولية والإقليمية هي نفس القوى التي ساندت الملكيون سابقا هي اليوم نفس الادوات التي تقود الحرب في اليمن علما مع تطور اليات الحرب وتقنيته ولكن لم يحقق نصرا اي طرف في الصراع على الطرف الاخر لان الوقت لم يكتمل وباقي سنتان حتى يأتي الحل مع قدوم قيادة شابة جديدة في السعودية والإمارات واليمن تقدر المسئولية .
الجيش المصري دفع الثمن غاليا في اليمن لكنه حافظ على تثبيت النظام الجمهوري في صنعاء ولو انه قد خرج من اليمن بهزيمة شنعاء مدبرة دوليا وإقليميا ومحليا وسمي بجيش الاحتلال لليمن وكما ينعتوا الامارات والسعودية في الجنوب وفي الشمال وللأسف تصدر هذه الاشاعات والتصريحات من قبل قيادات مجربة في تأريخ اليمن وحتى هذا الامر من الدعايات والإشاعات قد وصل مع الرئيس جمال عبد الناصر الذي ادخلهم السجون في مصر ولان القروش للدول الاقليم كانت تلعب بعقول واشناب حمران العيون ولقد اضطر عبد الناصر ان يخرج من اليمن مرغما فهل اليوم ومع هذه الاحداث ان تحدث هزيمة اخرى مقابلة في مكانا ما تكون مخرجا للجماعة من اليمن برغم اختلاف اساسيات الصراع وتنوع مساراته واتجاهاته وكما يقولوا في السياسة كل شي ممكن .
واذا حاولنا حصر كل هذه الصراعات قديما وحديثا في الشمال وفي الجنوب سوف نجد انفسنا امام ازمة ضمير انساني ميت لا حراك له ولا اخلاق ولا قيم وكل من تعاقبوا على حكم الشطرين فاسدون متغطرسون عملاء باعوا الجنوب والشمال معا وسلموا الجمل بما حمل الى اجندات ومصالح خبيثة ومقيتة لا تخدم الشطرين بل زرعت بذور الفتنة وإتاوات و الرشاوي وهنا قد هذا يغضب بعض الوطنيين افوحديون الفاكون المازايدون والانتهازيون لقد اصبحت الوطنية والقومية سلم وجسر عبور الى حالة الكسب الحرام وطيه حروب الموجه في مقابل تخريب الوطن اليمني واخفو هنا الحقائق ان مصالحنا ووحدتنا الانفرادية كلا بنظامه ودولته وتعايشنا تحت اي ظروف لن يمكن اعداء اليمن من تفريقنا وتشتيتنا وتمزيقنا او بدخلتنا في انون ازمات حاولوا ان يقفلوا علينا كل ابواب ونوافذ الخروج الى بر الامان لاننا نحوز داخل ارضنا على كنوز من المشتقات النفطية والثروات الحية التي سوف تجعل من اليمن دولتين لها وزنها وشانها الداخلي والخارجي في الخارطة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والتنموية وهذا الامر الذي لايرغبوه اعدائنا الداخليون والخارجيون وعلى وجه تلخصوص الاقليميون واليمن لن يكون اسيرا بعد ما سات هذه الدماء الزكية لهولا الذين يخططون على بقاءنا خارج حلبة التنافس مع العالم او التسلح بالعلم والمعرفة او يكون لنا موقغ مؤقر في ااقضايا العالمية والمحلية وكيف ان نتمكن من ادارة ثرواتنا ومصالحنا لان وحدتنا وانا قلت تحت اي ظروف دولة او دولتين هذا الامر لايهم اذا كنا قد عملنا على اقتلاع رموز الفساد والإفساد من العملاء والبائعين لأرض اليمنية القدماء والجدد هذه القوى كانت في الشمال او في الجنوب هنا يجب على شعبنا اجادة القراءة للمشهد من جميع جوانبه في الشمال وفي الجنوب وقبل فوات الاوان وعلينا ان نطوي صفحات الماصي الاليم ونفتح فصحات ناصعة البياض لتأريخ جديد وحياة جديدة ورسم خطط انقاذ لما تبقى من انسان يمني مزقته الحروب وفرقته الاستقطابات الخارجية والإقليمية والداخلية وإلغاء ادار كل من نصبوهم اعداء الوطن اليمن اوصياء عليه ولانقول بأن الوطن قد فقدكل شي هناك اكاديميون ومثقفون وسياسيون شرفاء وعسكريون وامنيون متخصصون هولا من سوف يقودون المراحل القادمة ان شاء الله من الذين اياديهم غير ملطخة بدم او نعب مال عام ونظيفة وعقولهم كبيرة وآفاقهم واسعة هم هولا من سينقذون وطنهم كانوا في الشمال او في الجنوب وسوف ينقلونه الى افاق عظيمة تحقق كل الاهداف النبيلة الصادقة والمخلصة فهل لنا ياشعبنا اليمني التحرك في اتجاه الصحيح.
ونقول لمتصارعون على ارضنا باي باي ونصلح امورنا بأنفسنا والن يكون وطن مثل اليمن ان يظل تتحكم فيه مصالح وصراعات خارجية وإقليمية لا ناقة له فيها ولاجمل ؟!
الا .. هل من ادراك ومراجعة للضمائر والأنفس الامارة بالسوء وتوقيف هذه المهازل التي ذهب ضحيتها اغلى واعز ما عند الوطن اليمني من شباب ورجال من الذين يصرفون في صحاري وجبال ووديان اليمن هي ملك لنا جميعا اوقفوا تأمرات الاعداء وانطلقوا في اصلاح ذات البين ووقفوا تغذية الفتن ما ظهر منها وما بطن لان هولا هم ثروة الوطن وسواعد البناء فيه تحية لكل من له موقف يثب ناحية وقف هذه الحرب التي لن يخرج منها مهزوما ولا منتصر والله من فوق الجميع .
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
03-13-2018, 02:20 PM
سمعت .. يا صاحب السمو !
الثلاثاء 13 مارس 2018 02:05 مساءً
وائل لكو
وانتم تحكمون بلدكم التي ورتثموها من ابائكم المؤسسون والذين ابعدوكم عن مخلفات اليمين واليسار وترسمون البهجة وتنصنعون الأمل لشعوبكم، تختلف الصورة تماما لدينا و تتعدد محطات الآلم وتزداد فجوتها كلما تعمقت في البحث عن ما سببته الحرب الاهلية في اليمن من مآسي اجتماعية ومارافقها من حالة انعدام للدولة وسيادة الفوضى في اغلب محافظات الجمهورية الأمر الذي جعل المواطن يلجأ لسد احتياجته ولو على حساب الغير وكأننا في غابة يأكل فيها القوي الضعيف .
في الأونة الاخيرة ارتفعت معدلات الطلاق بين اوساط الشباب مما تسبب في تصدع اصاب النسبج الاجتماعي وعرض مستقبل الاجيال للخطر ،ولعل ابرز مترتبات ذلك التصدع ضياع الاحلام المستقبلية للشباب (ذكورا واناثا) وما يخلفة ذلك من انعكاسات نفسية ومشاكل اسرية يكون في الغالب الاعم سببها خارج عن ارادة اطرفها .
وفي موازاة ذلك تلحظ بان قدرة الشباب باتت شبه منعدمة للاقدام على الزواج نتيجة غلاء المهور وارتفاع الايجارات وعدم قدرة الاهل (للطرفين) على المساعدة كل هذه المآساة تنضاف الى مآساة الحرب الاهلية الدائمة وما افرزته من قتلى وجرحى ، رملت زهرة الشباب ، ويتمت ربيع الأمل وانعكست المشكلة على من تبقى من الاهل ليرثوا مشاكل من صنع القدر .
كل هذا ياصاحب السمو ما كان ليحدث لو كان على الارض نهاية لهذه الحرب الا انكم اضفتم الى المآساة فاجعة اخرى باعادتكم لألاف العاملين من بلدكم او منعتم دخولهم وكأن الحال المآسوي لم يذر في حسبانكم .
لقد تحمل الشعب اليمني في شماله وجنوبه مما لا يطاق وان الأوان للعمل بجد لوضع حد لنهاية هذه الحرب التي دفع فيها اليمنيون من دمائهم ولم يتبقى لهم الا اجسادهم الخاوية ولقمتهم الجافة وملابسهم القديمة التي تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء .
ولا ننكر جهود بلدكم ياصاحب السمو في اعادة الأمن والهدوء الى مدننا المحررة الا انكم اغدقتم على مقاومتنا الباسلة بشتى انواع الأسلحة التي بدلا من ان تحمي ذهبت لتأذي ،وبدلا من تتكرموا على الشعب الذي منحكم القوة والانتصار بقليل من المساعدة والاسهام في بناء قدراته ورسم البسمة على وجوه ابناءه ذهبت اموالكم لهذا الفصيل على حساب ذاك .
صاحب السمو لم تعد مشكلتنا في ايران واذرعها في المنطقة ولا في شرعية احزاب وقوى نساها الشعب اليمني ، بل صارت مشكلتنا في كيفية رسم البسمة على وجوه ابنائنا وشبابنا وتهيئة المستقبل لهم لعل في ذلك خير وصلاح لامننا وامنكم .
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
04-14-2018, 01:57 PM
الحوثيون وقراءة التاريخ اليمني
السبت 14 أبريل 2018 01:43 مساءً
مصطفى أحمد النعمان
مصطفى النعمان
كان النقيب عبدالرقيب عبدالوهاب أول وآخر عسكري من تعز تم تعيينه رئيساً لأركان الجيش اليمني (اليمن الشمالي حينها) في العام 1968، وجاء تعيينه على خلفية شجاعته مع زملائه في أهم فرقة بالجيش وهي قوات الصاعقة. كان النقيب عبدالرقيب صاحب قضية ما كان له أن يساوم عليها: (النظام الجمهوري)، الذي رآه تحديدا مثل أي مواطن من أبناء اليمن الأسفل «جغرافيا» «الشافعي» مذهباً منقذاً لقرون من حكم أبناء منطقة اليمن الأعلى الذين أعتادوا حمل السلاح واتخذوه وسيلة وحيدة يسيطرون بها على كل اليمن، وإذا كان الحكم قد انفرد به عدد من الأسر الهاشمية فإن قبائل تلك المنطقة كانت السلاح الذي استخدمه الائمة لبسط نفوذهم، واستمر الأمر كذلك حتى في العهد الجمهوري الذي لم يصل فيه أي من أبناء تعز الى موقع عسكري متقدم حتى هذه اللحظة. كانت المشكلة التي وقع فيها النقيب عبدالرقيب هي عدم امتلاكه حساً سياسياً يدرك به تعقيدات المشهد السائد حينها.
في تلك الفترة كانت المجموعة المتحكمة بالقرار السياسي في صنعاء قد أصدرت قراراً بنزع جنسية الأستاذ أحمد محمد النعمان والشهيد محمد أحمد النعمان لسعيهما لإيقاف الحرب الأهلية التي كانت دائرة بين الجمهوريين والملكيين، ولكن النعمان الأب أدرك خطورة الموقف الذي أحاط بابن قريته (ذبحان في تعز) فبعث له رسالة يحذره فيها من تبعات اللجوء إلى السلاح لفرض أمر واقع، ونبهه إلى أن هذا التفكير لا يمكن له تحقيق النتيجة التي تقود إلى شراكة حقيقية في الحكم بين أبناء اليمن.
كتب النعمان لعبدالرقيب «إن واجبنا ما دامت الفرصة بين أيدينا أن نعلم أولئك الذين حكمونا بالأساليب الظالمة القاسية. نعلمهم كيف ينهجون السبيل القويم سبيل الرفق والإنصاف، لا سبيل العنف والإجحاف، حتى يتأثروا بسلوكنا وأسلوبنا ويعاملونا بنفس المعاملة فيما لو فشلنا وأصبحنا تحت رحمتهم من جديد».
ثم أكد النعمان على خطر الاندفاع دون خطة ولا تدبير فكتب: «علينا أن نعلم الآخرين كيف يتعاملون مع كل المواطنين وأن نرسم لهم الطريق الصحيح لتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة وتبادل الثقة وحسن الظن وإزالة الشكوك، ونبين لهم أن الاختلاف في الرأي أو المذهب وحتى في الدين لن يحول دون التعارف والتفاهم والتعايش في سلام واستقرار وعدالة ومساواة».
اختتم النعمان رسالته فكتب: «يا من ذاق آباؤهم الظلم ألوانا: إن الذين لا يفكرون إلا بالسلاح ليستمدوا منه سلطانهم، وليواجهوا به مخالفيهم ويقاتلوا به إخوانهم ومواطنيهم.. إن هؤلاء ليسوا سوى عصابات كل همها إشباع غرائزها لا تؤمن بالعقل ولا بالمنطق ولا بالقانون ولا بالإنسان.. إنكم لن تستطيعوا أن تحققوا لليمن سعادة ولا استقرارا حتى تحرروها من الارتزاق بالسلاح، وحتى تحرروها من اغتصاب السلطة وحتى تضمنوا لها شرعية الحكم».
ان استعادة قراءة ما كتبه النعمان قبل نصف قرن يجعل المرء مندهشا كيف أن المشهد الذي حذر منه ونبه لمخاطره يتكرر اليوم بتفاصيله، لقد كتبت على هذه الصفحة كيف أن الحوثيين لم يقرأوا تاريخ اليمن الاجتماعي والسياسي ويثبتوا يوما بعد آخر انغلاقهم حول أنفسهم، ويكفي أن يراجعوا أسماء الذين يتولون الإدارة الفعلية في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، ولعله من المفيد التذكير أيضا أن شعورهم بالخوف من الآخر وعمق الشكوك بالمختلفين معهم يضاعف من عزلتهم الشعبية خارج الساحة المذهبية التي ينتمون إليها.
أملي أن نجد فرصة تسمح بعودة العقل والحكمة، ولعل البداية تكون في نزع الفتيل الذي أشعل الفتنة، والبحث بداية في إخلاء العاصمة من كل المظاهر المسلحة وعودة مؤسسات الدولة لعملها؛ إنقاذا لأرواح الناس أولاً وتطبيع الأوضاع السياسية، وأنا على يقين أن المملكة العربية السعودية قادرة على دفع الجميع لردم الهوة العميقة من انعدام الثقة، وعلى الحوثيين إبداء المرونة اللازمة لطمأنة الإقليم والإعلان عن استعدادهم التخلي عن الأسلحة التي تثير القلق، والإسراع في إطلاق سراح المعتقلين لا استخدامهم كورقة تفاوضية إذ لا يجوز فعل كهذا داخل الوطن الواحد.
اليمن والإقليم بحاجة إلى الالتفات إلى المستقبل ولن يكون ذلك متاحاً دون التخلي عن معوقات الخروج من الكارثة التي وقع فيها جميع اليمنيين بسبب التهور وعدم إدراك النتائج.
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
حد من الوادي
05-01-2018, 12:03 AM
مشير المؤمنين الرئيس عبدالله السلال
الاثنين 30 أبريل 2018 05:12 مساءً
شبوه برس - خاص - اليمن
لا تخلوا أي مرحلة من المناكفات والاحتكاكات بين المسئولين المباشرة بالملاسنة الطريفة وهنا نورد حالتين مابعد ثورة سبتمبر وفي منتصف الستينات .
������في عام 1964م عاد العيني من أمريكا إلى الحديدة والتي كان قد وصل إليها الرئيس السلال في طريق زيارته الى موسكو .. وما أن رأى السلال العيني حتى أعترض على وصوله من أمريكا .. ولم يكن منه -السلال- إلا أن أمر العيني بالسفر معه الى موسكو أو الى القاهره أو ينتظره حتى يعود فطال الأخذ والرد بينهما .
ما أضطر العيني إلى أن يعرض على السلال استقالته واتبعها قائلاً: "إن اليمن لم تنتقل من ملك الإمام أحمد إلى ملك المشير السلال "
������ في بداية الجمهورية تولى القاضي محمد بن أحمد السياغي أعمالاً كثيرة منها وزيراً لشؤون القبائل وعضواً في مجلس الشورى ..
وحدث أن أختلف مع رئيس الجمهورية الأسبق المشير عبدالله السلال والذي قال له ذات مرة : " لارحم الله بيت حميد الدين الذين قتلوا إخوتك وخلوك لأجل تشغلني "
وعلى الفور رد عليه السياغي بقوله : " كان قل لي: إنك قد صرت مشير المؤمنين .. أي لم يبق بينك وبين الامام من فرق إلا أنه يُدعى أمير المؤمنين ونحن سندعيك مشير المؤمنين "
#علوي_بن_سميط
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2018
حد من الوادي
07-19-2018, 12:02 AM
صورة ‘‘جمال عبدالناصر‘‘ في الرواية المصرية : ‘‘حبيب الجماهير‘‘ أم ديكتاتور‘‘ وسبب مشاكل مصر ؟
الأربعاء 18 يوليو 2018 02:05 مساءً
شبوه برس - متابعات - القاهرة
*كتب / محمد شعبان
يتباين حضور جمال عبدالناصر في الأعمال الروائية والقصصية، بتباين المرحلة الزمنية التي كُتبت فيها، والتوجهات السياسية السائدة حين كتابتها، فضلاً عن اختلاف الموقف الشخصي للروائي من الرئيس المصري الأسبق.
في ظل وجود عبدالناصر في السلطة كان من الصعب على الروائي أن يتناوله بصورة مباشرة، خاصة لو كانت أراؤه سلبية سواءً حيال شخصه أو حيال المرحلة، وذلك بسبب تراجع مناخ الحريات.
لذلك، يقول الناقد الأدبي ومؤلف كتاب "الحلم والكابوس/ جمال عبدالناصر في الرواية المصرية" مصطفى بيومي :
إن الروائيين كانوا يتطرقون للرئيس الراحل عبدالناصر بنوع من التحايل ، لكن حرية الحديث عن عبدالناصر أُتيحت بعد رحيله. ويرجع بيومي ذلك إلى أن الرئيس أنور السادات كان يشجع على هدم هالة سلفه والانتقاص من تجربته وتسليط الضوء على ما يراه سلبيات في المرحلة الناصرية.
و"كانت فترة السبعينيات أقرب إلى فترة تصفية حسابات بين بعض المفكرين والروائيين وبين العهد الناصري، وفي نفس الوقت فترة شهدت دفاعاً عن المرحلة التالية"، كما يقول بيومي .
وحدث الهجوم على الحقبة الناصرية من خلال شخوص الرواية. ويشرح بيومي " إن الكاتب كان يثير نوعاً من الجدل حول الفترة الناصرية، ويتيح لشخصيات تبنّي آراء تهاجمه وأخرى تدافع عنه، لكن الآراء المدافعة تنطلق عبر شخصيات هشة وضعيفة".
وظهر ذلك بشكل واضح، بحسب بيومي، مع إحسان عبدالقدوس الذي "كان نموذجاً لتطويع نفسه مع التحولات السياسية، بمعنى أنه أدرج في رواياته بعض الأكاذيب التي افتقدت للدقة التاريخية بهدف الإساءة إلى عبدالناصر بعد وفاته رغم أنه مدحه قبل ذلك في روايات عديدة".
وبرأي بيومي، فإن "الأعمال التي كُتبت خلال العقدين الأخيرين ربما تكون أكثر موضوعية مقارنة بما قبلها، لأن عبدالناصر بعد مرور ثلاثين عاماً أو أكثر تحوّل إلى تاريخ ومن ثم جاء تناول الروائيين له بعيداً عن الآراء الذاتية، وأقرب إلى سرد وقائع تاريخية تم التدقيق فيها، وقد يتناول الروائي أحداث رواية مستلهمة من واقعه الحاضر لكن هذه الأحداث تمتد بجذورها إلى الفترة الناصرية".
*نجيب محفوظ... نقد ساخر*
لم تتطرّق الروايات والمجموعات القصصية التي نشرها نجيب محفوظ في فترة حكم عبدالناصر إلى الحديث عنه بشكل مباشر، لكن الأمر لا يعدم بعض الإشارات غير المباشرة التي تتناثر في ثنايا تلك الأعمال، حسبما ذكر بيومي في كتابه .
مثلاً، ترصد رواية "ثرثرة على النيل" التي صدرت عام 1966 انفراد الضباط بالسلطة واستبعاد معارضيهم من الساحة السياسية، وامتداد آثار ذلك إلى المواطنين الذين استسلموا لفكرة عدم جدوى الاهتمام بالشأن العام. ولعل هذا ما يعنيه الممثل السينمائي رجب القاضي عندما يقول لصديقته سناء في إحدى جلسات الحشيش: "لا تقلقي يا نور العين، فالدولة منهمكة في البناء، ولديها ما يشغلها عن إزعاجنا".
بعد هزيمة 1967، سمح النظام بهامش من الحرية للتنفيس عن غضب الجماهير، فظهرت أعمال روائية تنتقد مرحلة ما قبل النكسة دون ذكر اسم عبدالناصر.
وبحسب بيومي، امتلأت "ميرامار" بنقد ساخر لثورة يوليو من القوى المحسوبة على اليمين، بينما ظهر ممثل تنظيم الثورة كنموذج للانتهازية، وبدت الطبقات الشعبية مؤمنة بالثورة ومغرمة بزعيمها.
وحضر هجوم محفوظ على عبدالناصر بعد وفاته في "الباقي من الزمن ساعة"، وفيها يتخذ الإخواني محمد حامد موقفاً مهاجماً للنظام الناصري، لكنه، بسبب شيوع حالة الخوف العام، لا يأمن أن يفضي بما في نفسه حتى أمام ابنيه اللذين يشيدان بالزعيم ومآثره.
وفي "الكرنك"، قدّم محفوظ شهادة مؤلمة عن أزمة الديمقراطية التي وصلت إلى ذروتها بهزيمة يونيو. وفيها، يظهر أغلب المترددين على المقهى والعاملين فيه كأشخاص يدينون بولاء للثورة وزعيمها، وتظهر مجموعة الشباب الجامعيين كالفئة الأكثر إخلاصاً.
لكن المفارقة المثيرة للدهشة هي أنهم يتعرضون للاعتقال والتعذيب الشرس، وتطالهم اتهامات متناقضة بالانتماء إلى الإخوان المسلمين أو الشيوعيين، كما ذكر بيومي.
*إحسان عبدالقدوس... تحوّل بعد موت الزعيم*
بعد ثورة يوليو، توالت إصدارات إحسان عبدالقدوس دون إشارات مباشرة إلى عبدالناصر، مع ظهور بعض الإيحاءات عن الثورة في رواية "في بيتنا رجل".
وفي "أنف وثلاث عيون" يظهر عبدالناصر عبر حوار عابر، عبر رحاب، الفتاة اللبنانية التي تحبه بدون أن تولي اهتماماً جدياً بالسياسة، وبدون أن تأبه لغضب عائلتها التي تقيم معها في مصر من توجهاته الاقتصادية، بحسب بيومي.
لكن الاهتمام بعبدالناصر يبرز أكثر في رواية "لا شيء يهم". يختلف الأصدقاء الثلاثة محمد وحلمي وتوفيق جذرياً في الموقع الاجتماعي ويمتد تباينهم إلى رأيهم بعبدالناصر وثورة يوليو، في إشارة إلى اختلاف فئات الشعب المختلفة حولها.
محمد سلبي لا يملك رأياً واضحاً في ما يدور حوله، بينما يمثل توفيق نموذجاً للانتهازي المتسلق ويرى أن الرئيس يسير في درب لا يعترف الواقع به، أما حلمي فهو حالم رومانسي يؤمن بزعامة عبد الناصر وقدرته على تحقيق أحلامه.
ولكن بعد وفاة عبد الناصر، تغيّرت الأمور كثيراً، فكتب عبدالقدوس "الدراجة الحمراء" ومجموعة "لا أستطيع أن أفكر وأنا أرقص" و"حتى لا يطير الدخان"، و"آسف لم أعد أستطيع"، وفيها يتهم عبدالناصر بالديكتاتورية وقمع الشعب ومحاولة تصدير الثورة والتدخل في شؤون الدول.
*عبدالرحمن الشرقاوي... الملاذ والثورة المضادة*
تتوقف رواية "الفلاح" التي كتبها عبدالرحمن الشرقاوي بعد هزيمة 1967 ونشرها عام 1968 أمام الصراعات السياسية والاجتماعية خلال ذروة فترة الازدهار الناصري، ويظهر فيها أن الزعيم المحبوب الذي يناصر الفقراء لا ينفرد بالسلطة، كما يبدو للوهلة الأولى، فهناك مَن يشاركه ويعرقل أحلامه ويتبنى أفكاراً مغايرة للخطاب الرسمي والتوجه المعلن.
لذا يشن الشرقاوي هجوماً عنيفاً على بعض آليات النظام وأعلام الثورة المضادة الذين يدّعون تأييد الرئيس ولكنهم لا يمثلونه ويحوّلون التنظيم السياسي الوحيد إلى معقل لإفساد أحلامه.
رزق بك مثلاً لا يخفي عداءه للاشتراكية وأحلام التغيير الاجتماعي ويفرض على المحيطين به أن ينادونه بلقب "البك" الذي اندثر مع نهاية العصر الملكي، ومع ذلك تُوكل إليه مهمة قيادة التنظيم السياسي الذي يستهدف الوصول إلى بناء المجتمع الاشتراكي، فلا يتورع عن ممارسة السيادة على الفلاحين مسلحاً بالتعالي الطبقي، ويصل به الأمر إلى صلب سالم على نخلة وضربه بالكرباج لأنه يخاطبه بـ"سي رزق" بدلاً من "رزق بك".
*بهاء طاهر... الحلم الناصري*
بينما تخلو مجموعات "الخطوبة" و"بالأمس حلمت بك" و"أنا الملك جئت" و"لم أعرف أن الطواويس تطير" لبهاء طاهر من الإشارة الصريحة المباشرة إلى عبدالناصر والثورة، تنشغل رواية "شرق النخيل" ببدايات عصر السادات، حين يلجأ معارضوه إلى استعادة الحلم الناصري. يودع سمير حياة اللهو واللامبالاة، ويقبل على قراءة الميثاق وخطب عبدالناصر، في سياق البحث عن مرجعية تاريخية ورؤية وطنية بديلة.
لكن الوجود الحقيقي والمؤثر لعبدالناصر يبرز في "قالت ضحى" و"الحب في المنفى" ومجموعة "ذهبت إلى شلال" و"نقطة النور".
وبحسب بيومي، نجا طاهر في هذه الأعمال من لعنة الضجيج والإسراف وقدّم شهادة عميقة من خلال تنوّع لافت ضم ناصريين مثاليين، وانتهازيين بلا مبدأ، وأعداءً للزعيم وتوجهاته، فضلاً عن طائفة لا يُستهان بها من اللامبالين السلبيين.
*علاء الأسواني... جذور الفساد والقهر*
يعمد علاء الأسواني في روايتيه "عمارة يعقوبيان" و"شيكاغو"، ومجموعته القصصية "نيران صديقة" التي تتصدرها روايته القصيرة "أوراق عصام عبدالعاطي"، إلى تقديم شهادة متعددة الأبعاد عن الناصرية.
لا أحد يدافع عن التجربة الناصرية، والأقلية المتعاطفة مثل زينب عبدالرحيم في "شيكاغو" لا تندفع في التأييد والإعجاب بلا تحفظات وتجاهر بإعلان الاستياء من غياب الديمقراطية والتأسيس لفكرة الحكم العسكري.
وإذا كان الأسواني يعادي عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك بلا هوادة في روايتيه، فإن القارئ لن يجد صعوبة تُذكر في اكتشاف أن الكثير مما يؤاخذ الكاتب مبارك عليه ليس بنظره إلا امتداداً منطقياً لما كان سائداً في العهدين السابقين عليه.
*عمرو عبدالسميع... بقايا المرحلة*
رغم أن الغلبة في الزمن الروائي لـ"أنا والحبيب" التي نُشرت عام 2010 تميل إلى مرحلة السبعينيات، إلا أن عمرو عبدالسميع يقدّم خلالها شهادة عن ثورة يوليو وعبدالناصر، باعتبار أن جذور الأحداث تتشكل في رحم الحقبة الناصرية وتفرض على الشخوص انجذاباً إليها، أو نفوراً منها، بحسب بيومي.
تبرز الرواية الشعبية الجارفة لعبدالناصر عند الغالبية العظمى من فقراء المصريين الذين يؤمنون بأحلامه. في أعماق الصعيد كانت الشقيقتان "إجصية" و"حسنات" تتابعان أخبار الثورة ومعاركها: "وبدا لهما ذلك الريس مثل بطل من نجوم السير الشعبية". ويتطور وعي حسنات بفضل تعليمها الجامعي، لتقترب من الانتساب إلى تنظيم ناصري، بينما لا تبارح شقيقتها خانة الإعجاب الشعبي.
الأمر نفسه يحصل مع صادق عبدالرحمن العطار، مدرس الرياضيات وزوج حسنات. هو ناصري ومثالي ويتشبث بالمرحلة المتآكلة. لكن ابنته إيمان لا تواصل السير على درب أبيها بسبب الإفرازات الاجتماعية المختلفة، حتى أنها تقيّم والدها ووالدتها وخالتها تقييماً قاسياً. كتب: "أتت إيمان بلائمة مرة كالعلقم على أهلها وقد رأتهم يعيشون خارج الزمن متصورين أنهم ما زالوا في عصر الاشتراكية، وتأميم القناة، والإيمان بالناس الذين تجمعهم صورة تحت الراية المنصورة".
*أحمد مراد... خطايا النظام*
تُبدي رواية أحمد مراد "تراب الماس" اهتماماً كبيراً بهزيمة يونيو 1967 وتداعياتها الكارثية. مدرس التاريخ حسين حنفي الزهار شاهد على الفجيعة، فهو يُستدعى إلى الخدمة العسكرية مجدداً قبل أسبوعين من حرب يونيو، "حين أعلنت القيادة السياسية عن رحلة صيفية لتل أبيب، شاملة وجبة ولعبة الكراسي الموسيقية وعرض الساحر"، وكأنها نزهة محسومة النتائج.
قبل عشر سنوات من الهزيمة، قتل حسين حنفي اليهودي المصري ليبيتو، بتهمة خيانة الوطن في حرب 1956، وفي الخيال بعد ذلك تصدى لصانعي الهزيمة: "قتلت بعده ألف شخص... في مخيلتي... قتلت أسياد يوليو ويونيو واحداً واحداً".
*خالد إسماعيل... تجربة ليبيا*
من ليبيا، يقدّم خالد إسماعيل في رواية "26 أبريل" قراءة غير تقليدية للتجربة الناصرية، بعد أن سعى معمر القذافي لاستنساخها في بلاده رغم اختلاف ظروف البلدين التي لم تكن تسمح بذلك، ما أدى إلى تحوّل النسخة الليبية إلى نسخة رديئة منها.
يروى إسماعيل أنه ذهب إلى ليبيا للعمل في عدة صحف، واستطاع بحكم موقعه التعرف على الأوضاع هناك والتي كانت تنبئ بثورة قادمة لا محالة، فقرر سرد كل ما رآه في عمل روائي وكان ذلك في عام 2007.
ويذكر أن عشقه القديم لعبدالناصر قاده إلى الإعجاب بالثورة الليبية في سنوات المراهقة والشباب المبكر. "كنت أستمع إلى إذاعة صوت الوطن العربي الكبير، صوت اللجان الثورية، وكانت تقدم برنامجاً اسمه ‘صوت عبدالناصر’ وأنا في تلك السن كنت أعشق عبدالناصر، وكانت الإذاعة تستخدم قاموساً ثورياً كله هجوم على الإمبريالية والاستعمار والصهيونية، وعندما وقع الهجوم الأمريكي عل ليبيا، أصبحت من أشد أنصار الثورة الليبية الوطنية القومية المعادية للاستعمار والصهيونية".
غير أن هذا التعلق لم يدم كثيراً عندما حاول القذافي أن يلعب دوراً يتجاوز قدراته وإمكانياته السياسية والفكرية، ليبدأ إسماعيل بعد ذلك في إعادة حساباته، ورصد في روايته التطبيق المترهل للناصرية في ليبيا، كما رصد القمع والديكتاتورية وحكم العائلة وتحلل بنية النظام السياسي.
*أمنية طلعت... جيل التسعينيات*
في "طعم الأيام"، ترصد أمنية طلعت إحباطات جيل التسعينيات الذي تربى على أفكار عبدالناصر سواء من خلال الآباء الذين عاشوا مرحلة الستينيات أو من خلال مراحل الدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية.
تفسر طلعت اختيارها لهذا الجيل تحديداً باعتباره المحطة التي كُسرت عندها أحلام الناصرية، خاصة القومية العربية بعد احتلال العراق للكويت وتحرير الكويت عبر قوات أجنبية شاركت معها كتائب عربية، ليبدأ بعدها العرب مرحلة من التشرذم.
تبدأ طلعت الرواية من عام 1990، أي بعد الغزو العراقي للكويت ودخول جيل التسعينيات إلى الجامعة وتنتهي عام 2003 عندما وقع الغزو الأمريكي لبغداد. وخلال الأحداث يُستدعى عبدالناصر من خلال الخيبات المتتالية لشخصيات الرواية الذين تربّوا على أفكاره وهم يرون تحلل فكرة القومية العربية وانهيار القضية الفلسطينية باتفاقية أوسلو 1994، وكل ذلك يمر من خلال ست شخصيات ينتهي بها الحال إلى الموت أو التحوّل إلى مسخ .
*مع تحيات جروب مجلة يافع : محمد ناصر العولقي
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2018
حد من الوادي
07-27-2018, 01:17 PM
من الشمال إلى الجنوب!
الخميس 26 يوليو 2018 05:03 مساءً
عبدان دهيس
ربما لم يدر بخلد (الشماليين) حينما انتفضوا وثاروا على (الإمامة) في 26 سبتمبر 1962، أنهم سيمضون إلى المجهول، وسيفضون إلى تناحرات واحترابات وانقلابات أطاحت بكل الرؤساء (معظمهم سبتمبريين)، وأدت إلى واقع آخر لا صلة له بالثورة السبتمبرية، وذات الحال في الجنوب، الذي ثار أبناؤه في 14 أكتوبر 1963م على الاستعمار البريطاني، وأنتزعوا منه الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967، وأجبروه على الرحيل (صاغرا ذليلا) على وقع القصيدة الثائرة للشاعر الوطني الكبير المرحوم مسرور مبروك.
ففي الشمال، أطيح بكل الرؤساء الذين تعاقبوا على السلطة والحكم، على مدى (خمسة عقود) من الزمان، ابتداءً من (السلال، الأرياني، الحمدي، الغشمي، وعلي عبدالله صالح )، وهذا الأخير، اغتاله الحوثيون، بطلقة رصاصة، لا تساوي قيمتها (مائة ريال يمني)، ومثله في الجنوب الذي شهد هو الآخر صراعات واحترابات داخلية مؤلمة على مدى (27 عاماً) منذ 30 نوفمبر 1967م وحتى لحظة حرب 1994، أدت إلى الإطاحة بكل الرؤوساء، قتلاً وإبعاداً، (قحطان الشعبي، سالمين، عبدالفتاح إسماعيل، علي ناصر محمد وعلي سالم البيض، الذي أزيح من السلطة من قبل المنتصر في حرب 1994).
ومن اللافت أنه بعد كل هذه الأحداث - ومعظمها كانت أحداثاً دامية- التي أطاحت بكل هؤلاء الرؤساء، في الشمال والجنوب معاً، أضحى الآن في كل من الشمال والجنوب (مكونان سياسيان) لم يكونا في الحسبان هما مكون (أنصار الله) في الشمال، ومكون (المجلس الانتقالي) في الجنوب، بعد ان تم جرف كل ما له صلة - مجازاً - بثورتي سبتمبر وأكتوبر. ولعبة السياسة الدولية الملعونة لم تقف عند هذا الحد، بل سبقتها لعب كثيرة، بوجوه وآياد مختلفة- وخاصة في البلاد العربية - مع نهاية القرن العشرين الفائت، ومن ضمنها اليمن، أفضت إلى انصهار وتلاشي وذوبان ما يعرف بالمد القومي العروبي التحرري، القادم عن مصر عبدالناصر، وحركة البعث - بجناحيه السوري والعراقي- والشيوعيين والناصريين، بكل تفرعاتهم، والتي كانت في أوجها، في فترة الخمسينات، وما تلاها من المراحل اللاحقة، التي أفضت- آنذاك- إلى تحقيق الاستقلال والحرية لكثير من البلاد العربية، بما فيها اليمن - شماله وجنوبه - الذي تحرر من الأمامة والإستعمار، (ويا ريت ما تحرر)، لأن لا الشمال (تعافى) ولا الجنوب (استقر).
وعانى الشعب في هذين البلدين - وما يزال يعاني - من الويلات والنكبات والاحترابات، التي لا مستقر لها ولا حدود، فإلى أين نحن ماضون؟ سؤال ينبغي الأجابة عنه بشفافية، من قبل أولئك الذين يخوضون غمار الاحتراب، ويجرون البلاد والعباد إلى ما هو أسوأ من الصراعات والاحتقانات السياسية والمذهبية والطائفية والعنصرية والقبلية..!
إنه لشيء مؤسف
للغاية، أن تنقضي أكثر من (خمسة عقود ونصف) من الزمان، وهذه البلاد لم تخلد إلى الراحة، ولم يذق أهلها وشعبها طعماً للرخاء والطمأنينة والاستقرار والأمن والأمان، فما زال في حالة من الشد والجذب، فيما بينه البين. الشعوب من حولنا في استقرار ورفاهية ونعمة ونعيم، ونحن مازلنا نبحث عن (الكهرباء والماء)، وعادنا ما نستحي نريد دولة اتحادية..فأي حياة هذه؟!.. وأي بلاد..؟!
ومن المسؤول الذي يستحق العقاب عن تدمير وسحق أهداف (سبتمبر وأكتوبر)؟
فضاعت الأحزاب، وفتت الديمقراطية - التي هي أصلاً كانت غائبة- ودمر الجيش والأمن وراحا في مهب الريح.. وما خفي كان اعظم..!
إنها والله لحسرة وألم، على تلك التضحيات الكبيرة، والنضال الطويل والشاق الذي سقط من أجله كوكبة كبيرة من الشهداء والجرحى والمناضلين.. نحن الآن في (الألفية الثالثة)، ومن المؤسف أننا لم نفعل شيئاً ينتفع به هذا الشعب المغلوب على أمره، في الحياة الحرة الكريمة.. دمرنا كل ما له علاقة بالتنمية والبناء والصناعة والزراعة وغيرها، وأتينا على كل الثروة - نهباً وفسادا - وأصبحنا نستورد كل شيء من الأبرة إلى الملابس والغذاء، ومواردنا من حولنا، ولكن لم نستطع أن نفعل شيئاً نحوها، أو نستفيد منها، حتى النفط لدينا في أرضنا، ونحن نبحث عن (مورد) يأتي لنا به من الخارج. قمة المهزلة والانحطاط في ظل غياب تام للدولة، وأين هي هذه الدولة أصلاً؟!
لقد فقدت هذه البلاد كل أوجه الحياة الآدمية الآمنة والمستقرة والمزدهرة، وحلت محلها لغة الاحتراب والفساد والضياع، فسقطت معها كل القيم والأخلاق. نترك الأمر لله.. فنحن شعب مظلوم.. مظلوم.. مظلوم..!
الأيام
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2018
حد من الوادي
08-06-2018, 02:28 PM
صورة ‘‘جمال عبدالناصر‘‘ في الرواية المصرية : ‘‘حبيب الجماهير‘‘ أم ديكتاتور‘‘ وسبب مشاكل مصر ؟
الأربعاء 18 يوليو 2018 02:05 مساءً
شبوه برس - متابعات - القاهرة
*كتب / محمد شعبان
يتباين حضور جمال عبدالناصر في الأعمال الروائية والقصصية، بتباين المرحلة الزمنية التي كُتبت فيها، والتوجهات السياسية السائدة حين كتابتها، فضلاً عن اختلاف الموقف الشخصي للروائي من الرئيس المصري الأسبق.
في ظل وجود عبدالناصر في السلطة كان من الصعب على الروائي أن يتناوله بصورة مباشرة، خاصة لو كانت أراؤه سلبية سواءً حيال شخصه أو حيال المرحلة، وذلك بسبب تراجع مناخ الحريات.
لذلك، يقول الناقد الأدبي ومؤلف كتاب "الحلم والكابوس/ جمال عبدالناصر في الرواية المصرية" مصطفى بيومي :
إن الروائيين كانوا يتطرقون للرئيس الراحل عبدالناصر بنوع من التحايل ، لكن حرية الحديث عن عبدالناصر أُتيحت بعد رحيله. ويرجع بيومي ذلك إلى أن الرئيس أنور السادات كان يشجع على هدم هالة سلفه والانتقاص من تجربته وتسليط الضوء على ما يراه سلبيات في المرحلة الناصرية.
و"كانت فترة السبعينيات أقرب إلى فترة تصفية حسابات بين بعض المفكرين والروائيين وبين العهد الناصري، وفي نفس الوقت فترة شهدت دفاعاً عن المرحلة التالية"، كما يقول بيومي .
وحدث الهجوم على الحقبة الناصرية من خلال شخوص الرواية. ويشرح بيومي " إن الكاتب كان يثير نوعاً من الجدل حول الفترة الناصرية، ويتيح لشخصيات تبنّي آراء تهاجمه وأخرى تدافع عنه، لكن الآراء المدافعة تنطلق عبر شخصيات هشة وضعيفة".
وظهر ذلك بشكل واضح، بحسب بيومي، مع إحسان عبدالقدوس الذي "كان نموذجاً لتطويع نفسه مع التحولات السياسية، بمعنى أنه أدرج في رواياته بعض الأكاذيب التي افتقدت للدقة التاريخية بهدف الإساءة إلى عبدالناصر بعد وفاته رغم أنه مدحه قبل ذلك في روايات عديدة".
وبرأي بيومي، فإن "الأعمال التي كُتبت خلال العقدين الأخيرين ربما تكون أكثر موضوعية مقارنة بما قبلها، لأن عبدالناصر بعد مرور ثلاثين عاماً أو أكثر تحوّل إلى تاريخ ومن ثم جاء تناول الروائيين له بعيداً عن الآراء الذاتية، وأقرب إلى سرد وقائع تاريخية تم التدقيق فيها، وقد يتناول الروائي أحداث رواية مستلهمة من واقعه الحاضر لكن هذه الأحداث تمتد بجذورها إلى الفترة الناصرية".
*نجيب محفوظ... نقد ساخر*
لم تتطرّق الروايات والمجموعات القصصية التي نشرها نجيب محفوظ في فترة حكم عبدالناصر إلى الحديث عنه بشكل مباشر، لكن الأمر لا يعدم بعض الإشارات غير المباشرة التي تتناثر في ثنايا تلك الأعمال، حسبما ذكر بيومي في كتابه .
مثلاً، ترصد رواية "ثرثرة على النيل" التي صدرت عام 1966 انفراد الضباط بالسلطة واستبعاد معارضيهم من الساحة السياسية، وامتداد آثار ذلك إلى المواطنين الذين استسلموا لفكرة عدم جدوى الاهتمام بالشأن العام. ولعل هذا ما يعنيه الممثل السينمائي رجب القاضي عندما يقول لصديقته سناء في إحدى جلسات الحشيش: "لا تقلقي يا نور العين، فالدولة منهمكة في البناء، ولديها ما يشغلها عن إزعاجنا".
بعد هزيمة 1967، سمح النظام بهامش من الحرية للتنفيس عن غضب الجماهير، فظهرت أعمال روائية تنتقد مرحلة ما قبل النكسة دون ذكر اسم عبدالناصر.
وبحسب بيومي، امتلأت "ميرامار" بنقد ساخر لثورة يوليو من القوى المحسوبة على اليمين، بينما ظهر ممثل تنظيم الثورة كنموذج للانتهازية، وبدت الطبقات الشعبية مؤمنة بالثورة ومغرمة بزعيمها.
وحضر هجوم محفوظ على عبدالناصر بعد وفاته في "الباقي من الزمن ساعة"، وفيها يتخذ الإخواني محمد حامد موقفاً مهاجماً للنظام الناصري، لكنه، بسبب شيوع حالة الخوف العام، لا يأمن أن يفضي بما في نفسه حتى أمام ابنيه اللذين يشيدان بالزعيم ومآثره.
وفي "الكرنك"، قدّم محفوظ شهادة مؤلمة عن أزمة الديمقراطية التي وصلت إلى ذروتها بهزيمة يونيو. وفيها، يظهر أغلب المترددين على المقهى والعاملين فيه كأشخاص يدينون بولاء للثورة وزعيمها، وتظهر مجموعة الشباب الجامعيين كالفئة الأكثر إخلاصاً.
لكن المفارقة المثيرة للدهشة هي أنهم يتعرضون للاعتقال والتعذيب الشرس، وتطالهم اتهامات متناقضة بالانتماء إلى الإخوان المسلمين أو الشيوعيين، كما ذكر بيومي.
*إحسان عبدالقدوس... تحوّل بعد موت الزعيم*
بعد ثورة يوليو، توالت إصدارات إحسان عبدالقدوس دون إشارات مباشرة إلى عبدالناصر، مع ظهور بعض الإيحاءات عن الثورة في رواية "في بيتنا رجل".
وفي "أنف وثلاث عيون" يظهر عبدالناصر عبر حوار عابر، عبر رحاب، الفتاة اللبنانية التي تحبه بدون أن تولي اهتماماً جدياً بالسياسة، وبدون أن تأبه لغضب عائلتها التي تقيم معها في مصر من توجهاته الاقتصادية، بحسب بيومي.
لكن الاهتمام بعبدالناصر يبرز أكثر في رواية "لا شيء يهم". يختلف الأصدقاء الثلاثة محمد وحلمي وتوفيق جذرياً في الموقع الاجتماعي ويمتد تباينهم إلى رأيهم بعبدالناصر وثورة يوليو، في إشارة إلى اختلاف فئات الشعب المختلفة حولها.
محمد سلبي لا يملك رأياً واضحاً في ما يدور حوله، بينما يمثل توفيق نموذجاً للانتهازي المتسلق ويرى أن الرئيس يسير في درب لا يعترف الواقع به، أما حلمي فهو حالم رومانسي يؤمن بزعامة عبد الناصر وقدرته على تحقيق أحلامه.
ولكن بعد وفاة عبد الناصر، تغيّرت الأمور كثيراً، فكتب عبدالقدوس "الدراجة الحمراء" ومجموعة "لا أستطيع أن أفكر وأنا أرقص" و"حتى لا يطير الدخان"، و"آسف لم أعد أستطيع"، وفيها يتهم عبدالناصر بالديكتاتورية وقمع الشعب ومحاولة تصدير الثورة والتدخل في شؤون الدول.
*عبدالرحمن الشرقاوي... الملاذ والثورة المضادة*
تتوقف رواية "الفلاح" التي كتبها عبدالرحمن الشرقاوي بعد هزيمة 1967 ونشرها عام 1968 أمام الصراعات السياسية والاجتماعية خلال ذروة فترة الازدهار الناصري، ويظهر فيها أن الزعيم المحبوب الذي يناصر الفقراء لا ينفرد بالسلطة، كما يبدو للوهلة الأولى، فهناك مَن يشاركه ويعرقل أحلامه ويتبنى أفكاراً مغايرة للخطاب الرسمي والتوجه المعلن.
لذا يشن الشرقاوي هجوماً عنيفاً على بعض آليات النظام وأعلام الثورة المضادة الذين يدّعون تأييد الرئيس ولكنهم لا يمثلونه ويحوّلون التنظيم السياسي الوحيد إلى معقل لإفساد أحلامه.
رزق بك مثلاً لا يخفي عداءه للاشتراكية وأحلام التغيير الاجتماعي ويفرض على المحيطين به أن ينادونه بلقب "البك" الذي اندثر مع نهاية العصر الملكي، ومع ذلك تُوكل إليه مهمة قيادة التنظيم السياسي الذي يستهدف الوصول إلى بناء المجتمع الاشتراكي، فلا يتورع عن ممارسة السيادة على الفلاحين مسلحاً بالتعالي الطبقي، ويصل به الأمر إلى صلب سالم على نخلة وضربه بالكرباج لأنه يخاطبه بـ"سي رزق" بدلاً من "رزق بك".
*بهاء طاهر... الحلم الناصري*
بينما تخلو مجموعات "الخطوبة" و"بالأمس حلمت بك" و"أنا الملك جئت" و"لم أعرف أن الطواويس تطير" لبهاء طاهر من الإشارة الصريحة المباشرة إلى عبدالناصر والثورة، تنشغل رواية "شرق النخيل" ببدايات عصر السادات، حين يلجأ معارضوه إلى استعادة الحلم الناصري. يودع سمير حياة اللهو واللامبالاة، ويقبل على قراءة الميثاق وخطب عبدالناصر، في سياق البحث عن مرجعية تاريخية ورؤية وطنية بديلة.
لكن الوجود الحقيقي والمؤثر لعبدالناصر يبرز في "قالت ضحى" و"الحب في المنفى" ومجموعة "ذهبت إلى شلال" و"نقطة النور".
وبحسب بيومي، نجا طاهر في هذه الأعمال من لعنة الضجيج والإسراف وقدّم شهادة عميقة من خلال تنوّع لافت ضم ناصريين مثاليين، وانتهازيين بلا مبدأ، وأعداءً للزعيم وتوجهاته، فضلاً عن طائفة لا يُستهان بها من اللامبالين السلبيين.
*علاء الأسواني... جذور الفساد والقهر*
يعمد علاء الأسواني في روايتيه "عمارة يعقوبيان" و"شيكاغو"، ومجموعته القصصية "نيران صديقة" التي تتصدرها روايته القصيرة "أوراق عصام عبدالعاطي"، إلى تقديم شهادة متعددة الأبعاد عن الناصرية.
لا أحد يدافع عن التجربة الناصرية، والأقلية المتعاطفة مثل زينب عبدالرحيم في "شيكاغو" لا تندفع في التأييد والإعجاب بلا تحفظات وتجاهر بإعلان الاستياء من غياب الديمقراطية والتأسيس لفكرة الحكم العسكري.
وإذا كان الأسواني يعادي عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك بلا هوادة في روايتيه، فإن القارئ لن يجد صعوبة تُذكر في اكتشاف أن الكثير مما يؤاخذ الكاتب مبارك عليه ليس بنظره إلا امتداداً منطقياً لما كان سائداً في العهدين السابقين عليه.
*عمرو عبدالسميع... بقايا المرحلة*
رغم أن الغلبة في الزمن الروائي لـ"أنا والحبيب" التي نُشرت عام 2010 تميل إلى مرحلة السبعينيات، إلا أن عمرو عبدالسميع يقدّم خلالها شهادة عن ثورة يوليو وعبدالناصر، باعتبار أن جذور الأحداث تتشكل في رحم الحقبة الناصرية وتفرض على الشخوص انجذاباً إليها، أو نفوراً منها، بحسب بيومي.
تبرز الرواية الشعبية الجارفة لعبدالناصر عند الغالبية العظمى من فقراء المصريين الذين يؤمنون بأحلامه. في أعماق الصعيد كانت الشقيقتان "إجصية" و"حسنات" تتابعان أخبار الثورة ومعاركها: "وبدا لهما ذلك الريس مثل بطل من نجوم السير الشعبية". ويتطور وعي حسنات بفضل تعليمها الجامعي، لتقترب من الانتساب إلى تنظيم ناصري، بينما لا تبارح شقيقتها خانة الإعجاب الشعبي.
الأمر نفسه يحصل مع صادق عبدالرحمن العطار، مدرس الرياضيات وزوج حسنات. هو ناصري ومثالي ويتشبث بالمرحلة المتآكلة. لكن ابنته إيمان لا تواصل السير على درب أبيها بسبب الإفرازات الاجتماعية المختلفة، حتى أنها تقيّم والدها ووالدتها وخالتها تقييماً قاسياً. كتب: "أتت إيمان بلائمة مرة كالعلقم على أهلها وقد رأتهم يعيشون خارج الزمن متصورين أنهم ما زالوا في عصر الاشتراكية، وتأميم القناة، والإيمان بالناس الذين تجمعهم صورة تحت الراية المنصورة".
*أحمد مراد... خطايا النظام*
تُبدي رواية أحمد مراد "تراب الماس" اهتماماً كبيراً بهزيمة يونيو 1967 وتداعياتها الكارثية. مدرس التاريخ حسين حنفي الزهار شاهد على الفجيعة، فهو يُستدعى إلى الخدمة العسكرية مجدداً قبل أسبوعين من حرب يونيو، "حين أعلنت القيادة السياسية عن رحلة صيفية لتل أبيب، شاملة وجبة ولعبة الكراسي الموسيقية وعرض الساحر"، وكأنها نزهة محسومة النتائج.
قبل عشر سنوات من الهزيمة، قتل حسين حنفي اليهودي المصري ليبيتو، بتهمة خيانة الوطن في حرب 1956، وفي الخيال بعد ذلك تصدى لصانعي الهزيمة: "قتلت بعده ألف شخص... في مخيلتي... قتلت أسياد يوليو ويونيو واحداً واحداً".
*خالد إسماعيل... تجربة ليبيا*
من ليبيا، يقدّم خالد إسماعيل في رواية "26 أبريل" قراءة غير تقليدية للتجربة الناصرية، بعد أن سعى معمر القذافي لاستنساخها في بلاده رغم اختلاف ظروف البلدين التي لم تكن تسمح بذلك، ما أدى إلى تحوّل النسخة الليبية إلى نسخة رديئة منها.
يروى إسماعيل أنه ذهب إلى ليبيا للعمل في عدة صحف، واستطاع بحكم موقعه التعرف على الأوضاع هناك والتي كانت تنبئ بثورة قادمة لا محالة، فقرر سرد كل ما رآه في عمل روائي وكان ذلك في عام 2007.
ويذكر أن عشقه القديم لعبدالناصر قاده إلى الإعجاب بالثورة الليبية في سنوات المراهقة والشباب المبكر. "كنت أستمع إلى إذاعة صوت الوطن العربي الكبير، صوت اللجان الثورية، وكانت تقدم برنامجاً اسمه ‘صوت عبدالناصر’ وأنا في تلك السن كنت أعشق عبدالناصر، وكانت الإذاعة تستخدم قاموساً ثورياً كله هجوم على الإمبريالية والاستعمار والصهيونية، وعندما وقع الهجوم الأمريكي عل ليبيا، أصبحت من أشد أنصار الثورة الليبية الوطنية القومية المعادية للاستعمار والصهيونية".
غير أن هذا التعلق لم يدم كثيراً عندما حاول القذافي أن يلعب دوراً يتجاوز قدراته وإمكانياته السياسية والفكرية، ليبدأ إسماعيل بعد ذلك في إعادة حساباته، ورصد في روايته التطبيق المترهل للناصرية في ليبيا، كما رصد القمع والديكتاتورية وحكم العائلة وتحلل بنية النظام السياسي.
*أمنية طلعت... جيل التسعينيات*
في "طعم الأيام"، ترصد أمنية طلعت إحباطات جيل التسعينيات الذي تربى على أفكار عبدالناصر سواء من خلال الآباء الذين عاشوا مرحلة الستينيات أو من خلال مراحل الدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية.
تفسر طلعت اختيارها لهذا الجيل تحديداً باعتباره المحطة التي كُسرت عندها أحلام الناصرية، خاصة القومية العربية بعد احتلال العراق للكويت وتحرير الكويت عبر قوات أجنبية شاركت معها كتائب عربية، ليبدأ بعدها العرب مرحلة من التشرذم.
تبدأ طلعت الرواية من عام 1990، أي بعد الغزو العراقي للكويت ودخول جيل التسعينيات إلى الجامعة وتنتهي عام 2003 عندما وقع الغزو الأمريكي لبغداد. وخلال الأحداث يُستدعى عبدالناصر من خلال الخيبات المتتالية لشخصيات الرواية الذين تربّوا على أفكاره وهم يرون تحلل فكرة القومية العربية وانهيار القضية الفلسطينية باتفاقية أوسلو 1994، وكل ذلك يمر من خلال ست شخصيات ينتهي بها الحال إلى الموت أو التحوّل إلى مسخ .
*مع تحيات جروب مجلة يافع : محمد ناصر العولقي
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2018
حد من الوادي
09-26-2018, 12:08 AM
الحضارم لاصلة لهم باليمن واليمنيين وهوية اليمن اتى بها الامام يحيى بعد سقوط العثمانيين ( الاتراك اعلن في صعدة فقط قيام
المملكة المتوكلية الهاشمية.
وعندما شاف الملك عبد العزيز ال سعود تعلن دويلات في جنوب المملكة مثل عسيروالمخلاف السليمان جيزان وماتبعها تعلن الولاء لبن سعود
ونجران مستبشرين بالدولة السعودية.
طمع الامام في غزوصنعاء ومخلاف تهامة ومخلاف الجند غزاهم بالقبائل وقتلهم ونهبهم وسلطنة البيضاء.
في سبتمبر62م من القرن العشرون قام انقلاب على الملك البدربعد اسبوع من اعلانة ملك.
خطط السوفييت لة ونفذوة بمصرعبد الناصروحكم صنعاء وتعزوالحديدة عسكريا شبة احتلال.
الى ان غادراخرجندي مصري في نوفمبر1968م.
اي بعد سنة من استقلال الجنوب بتخطيط روسي بريطاني.
كانت دولة اتحاد الجنوب العربي قائمة بعملتها دينارالجنوب العربي.
وحضرموت كانت 3 سلطنات الكثيري والقعيطي وبن عفرارشعب واحد في 3 سلطنات.
لم يكونوفي اتحاد الجنوب العربي .
بريطانيا امرت جيش البادية الحضرمي الحامي للحدود الحضرمية ان يعلن تأييدة للجبه القومية التابعه للقومجيين العرب بزعامة جورج حبش المسيحي .
وكان يوم 16سبتمبر67م.
وفي 5 نوفمبر67م اعلن جيش الاتحاد الجنوب العربي تأييدة للجبهه المسخ.
وطردوكل الاحزاب الناصرية والرابطة بالحديد والنار.
وبعد اقل من عامين في 1969م انقلب اذناب روسيا على الدولة واعلنو الماركسية رسميا.
حد من الوادي
10-23-2018, 12:49 PM
ترفيع لمن فاتة
حد من الوادي
10-30-2018, 01:58 PM
المعلمون ليسوا عبيدا.. والإضراب رسالة تحذيرية من حوثنة الجنوب
الثلاثاء, 30 / أكتوبر / 2018 - الساعة 1:00 ص | (80 مشاهدة)
تحولت الجمهورية اليمنية في العقود الثلاثة الأخيرة إلى مسرح تنافس بين القوى العالمية والإقليمية،
حيث قام كل واحد منها بتعزيز مصالحه الوطنية في مختلف المشاريع الجيوسياسية والاقتصادية، لكن هذا التنافس بالنسبة لنا لم يساهم في التنمية والتطور والتعليم ولم يضمن الأمن، بل على العكس أصبح السبب الرئيسي للوضع الحالي السيئ للبلاد، واليمن اليوم هي نتاج لهذا التنافس المسموم، ونتاج لقصر نظر النخبة اليمنية بكل أطيافها القبلية والسياسية وطموحها الأناني، نُخبة تحارب التعليم والمعرفة وتذل المعلم وتصر على جمود العملية التربوية ومصادر المعلومة والتقنيات، لأنها تدرك أن تطوير ذهنية المواطن سوف يؤثر على مصالحها الشخصية، التي هي فوق الوطن والإنسان، وقد تسبب عناد هذه النخبة البائسة، في تدمير قطاعات واسعة من مؤسسات الدولة وبالذات التعليمية التي كانت ولا تزال تسير غصبا عنها في اتجاه تطوير واحد، وهو صنع مواطن ذي عقلية تبعية للشيخ فلان أو القائد علان.
في العالم الحديث يحتل التعليم و موارده ومصادره مكانة مركزية، حيث يتم وضع آمال كبيرة على المعلم؛ لأن لتعليم في هذا العالم يعني التنمية والوطنية والحقوق المتساوية والتطور والإبداع والمنافسة على الأفضل في الحياة، أما في اليمن فقد تم تدمير منظومة التعليم بطريقة متعمدة، نتيجة لسنوات عديدة من رفض الدولة شروط أساسية متكاملة لعمليات تطوير وتحديث المجتمع وانتشار الفساد في قطاع التعليم وارتفاع الأعمال العدائية بين المذاهب والجماعات ونُخب سياسية، تعاني من حساسية المعلم وفوبيا التعليم والمعرفة، أهملت المعلم وحقرت من راتبه للضغط عليه للسكوت على الأخطاء وتقبل الوضع دون حداثة أو مغادرة سلك التعليم، لمعرفتها أن بعض من قيادات الدولة وشيوخها بحاجة لأكثرية سكانية جاهلة وبدون تعليم، يكون سقف حياتها محدود الطلب ضيق الأفق مع رؤية لمستقبل صعب ومظلم لا ينفع معه، إلا أن يكونوا مدنيين تابعين دون وعي ومعرفة، أو جنود خالين من الوطنية، قطعان من الجهلة يساقون للحروب الداخلية فقط، انظروا إلى كمية الحروب والدمار على أرض اليمن الموحد وإلى التخلف و أعداد القتلى والجرحى والمفقودين والمعاقين، انظروا إلى إصرار بقاء بعض المدراء والوزراء على رأس مؤسسات في قاع الفشل والفساد والرشوة، انظروا إلى الدبلوماسية المنهكة الرثة والى السفارات، التي تحولت بعضها إلى حلبات مصارعة وفضائح، انظروا إلى أعداد المدارس، التي دمرت وأغلقت بسبب الصراعات وإلى كمية أسواق القات الجديدة، التي شيدت وفتحت أبوابها، انظروا إلى فصيلة الجهل المنفصلة عن العلم والوطنية والواقع، التي تقاتل في صفوف الظلام والكهنوت ضد التحرر من العبودية، واغلبهم أبناء المناطق ذاتها، التي يقصفونها ويدمروها فوق رؤوس أهاليهم، انظروا إلى الأعداد الهائلة لرجال الدين من خارج عالم الإنسانية والتسامح، الذين يحرضون على القتل وحولوا الكثير من البسطاء إلى روبوتات بشرية مليئة بالكراهية والتطرف والقتل.
إضراب المعلمين السلمي والحضاري في عدن جاء بسبب تردي الأوضاع التي تعيشها البلاد واحتجاجًا على الظروف السيئة التي يعيشها المعلم، إضراب استمر ونجح، رغم كل أساليب الترغيب والترهيب، التي استخدمها البعض من سماسرة السلطة ضد المعلمين وغياب الحديث والإخبار عن الإضراب في وسائل الإعلام التابعة للحكومة الشرعية وناطقها ومراسليها، لأن هذه الوسائل عادة لا تنطق بشيء طالما السوء يضرب عدن وأهلها.. وللأسف أيضًا وسط صمت محزن من قبل من تسمي نفسها النخبة، التي تنسي أن الدنيا دوارة وإن كانوا أولادهم اليوم في مدارس خاصة وخارج البلاد، فأن أحفادهم غدًا عرضة لتقلبات الزمن.
يا سادة عليكم أن لا تصمتوا بل اشكروا المعلم وقفوا معه وليس ضده، لأنه هو من أوصلكم إلى هذه المناصب بتعليمكم وتثقيفكم، هذا إن كنتم متعلمين، أما إن كنتم العكس فعليكم أن تعرفوا أن المعلم في عدن أضرب بسبب فقره وقهر الزمان والجوع والمذلة وظلم الحكومات، المعلم أضرب في عدن ليطالب بحقوقه القانونية، ودائما ما ينسى هذا المعلم المسكين بأنه يناشد دولة فاشلة نصف مسئوليها أشباه متعلمين ومتسلقين راضين وسعيدين بأكثرية سكانية حاصلة على شهادات عليا في الرشوة وتعاطي القات والكسل والجهل، وكذلك إتباع هؤلاء المتسلقين في الدولة لسياسية التحقير لوظيفة المعلم التي تعتبر من المقدسات في كثير من البلدان مثل ألمانيا المسيحية واليابان البوذية، التي فيهما راتب المعلم أعلى من راتب الوزير، وحتى في إسرائيل التي لم يتجاوز عمرها 70 سنة، أخرج المعلمون هناك في فترة قصيرة جدًا جيل من حملة جوائز نوبل العالمية، وحق التعبير مكفول للجميع وأولهم المعلم الذي يستطيع مخاطبة وزير التربية والتعليم على الشبكات الاجتماعية مباشرة وفوق هذا ترفع الحكومة رواتب المعلمين وتطورهم معرفيًا بشكل مستمر.
يا ترى كيف ستكون ردة فعل المعلمين في هذه الدول لو عرفوا بأن النوايا الحسنة للمعلم في اليمن للتطوير والمعرفة غالبا ما تواجه واقعا قاسياً ومعارضة شديدة وتهديد ووعيد من الدولة، وتجبره على العيش في ظروف سجين مقيد الحركة والمعرفة، وسجنه اسمه المدرسة، يلبس نفس ألبدله بسبب الفقر، مكبل الراتب وأسلوب التدريس، وهذه الدولة تتلاعب دون خجل بمستحقاته وأحيانا كثيرة تنهبها وتمنعه من الدورات العلمية، وهي تدري أن المستقبل هو للكفاءات الاجتماعية المتعلمة، التي لديها الإلمام والقدرة على التعرف على المشكلات وحلها، وعلى إتقان أجهزة وأنظمة تكنولوجيا المعلومات الجديدة، والتعليم المدرسي يجب أن يخلق المتطلبات الأساسية لهذا الإلمام في وقت مبكر وبشكل مستقل.
كانت إحدى عواقب التوترات والصراعات المستمرة على السلطة في اليمن هو إغلاق المدارس في مختلف المحافظات، و بعد انتهاء هذه الصراعات تعيد بعض المدارس فتح أبوابها وهي في حالة يرثى لها، فصول قليلة بعضها مدمرة وأخرى ضيقة خالية من الطاولات والكراسي والكتب المدرسية و معلم بدون راتب وحقوق، أو براتب مخجل ومتقطع، والخاسر الدائم من هذا الوضع هو المعلم والطالب، ولهذا جوهر المشكلة الرئيسية في زيادة نسبة التخلف والعنف في اليمن، هو في انحسار شروط التعليم الحقيقي وسلب حقوق المعلم، حتى يكون أدائه باهت ولا يستطيع مواكبة العالم المتغير بسرعة تنافس كثافة وسرعة الصراعات المسلحة في اليمن، التي حولت المدارس إلى مخازن وثكنات عسكرية والطالب إلى جندي في الجبهات والمعلم إلى شخصية مسلوبة الإرادة والقدرة على العطاء يبحث عن عمل إضافي في المطاعم وأسواق الخضار والأفران، وهذا ما يريده بالذات الحوثة الذين غالبيتهم من الجهلة، ممن يحاربون التعليم والمعرفة، حولوا الكثير من المعلمين والأكاديميين في مناطق سيطرتهم إلى تابعين يردون الصرخة ويدرسون ملازم الحوثي، بينما جاء إضراب المعلمين في عدن، بمثابة رسالة لحوثة الجنوب يجب قراءتها ودراستها بعمق، وتحذير في نفس الوقت من محاربة المعلم لحوثنة عدن، لأن مجتمعنا أصبح يستهلك طلقات الكلاشنيكوف، أكثر من استهلاك أقلام الحبر، والرصاص في عموم مدارسنا والجامعات.
الأيام
حد من الوادي
11-16-2018, 12:06 AM
نحيب الرويشان على الجمهورية والشرعية وسيادة الأوطان من حضن إيران
الأربعاء 14 نوفمبر 2018 08:48 مساءً
م.جمال باهرمز
-هل ما يسمي الجمهورية العربية اليمنية (الشمال) قطر عربي او مقاطعة إيرانية توسعية انفجرت في الجسم العربي الحاضن لها.
هل هذا الشمال دولة يملك مؤسسات وطنية او مجرد منظومة عصابات تمارس الحكم برغبة من زرعها ويحميها من دول الإقليم والعالم والمنظمات الإرهابية.
هل يراد للشمال وشعبه ان يبقى مثلما كان في السبعينيات ارض لتدريب وتأهيل العصابات الإرهابية والمقاتلين عابري القارات لتغذية الصراعات بين الشرق والغرب والقاعدة وداعش. او يراد له ان يكون دولة تلتحق بركب الحضارة.
ماذا تريد منظومة الهضبة الزيدية الحاكمة بطرفيها، الهاربة التي تتحكم بقرارات الشرعية. او المتمردة في صنعاء والمتحالفة مع إيران. بعد أربعة أعوام من تدخل ودعم دول التحالف العربي وأبناء الجنوب والمجتمع الدولي.
هل تريد ان تعود الى الحاضنة العربية. او تريد الاستمرار في التمرد عليها والارتماء نهائيا في الحاضنة الفارسية وأعداء العرب.
هل تريد إقامة دولة مؤسسات وطنية في الشمال. او الاستمرار في تعميق وتجذير الدولة الإرهابية العميقة فيه.
-أدرك تحالف الدول العربية والعالم خطورة عدم وجود دولة وطنية في هذا الجزء المهم من العالم وخطورة بقاء هذه المنظومة الحاكمة على الأمن القومي العربي والإقليمي والعالمي.
لكن قادة أحزاب وحكام هذه المنظومة لازالوا ممانعين ويستغفلوا شعبهم الخانع في الداخل وشعوب العالم اجمع.
فلا صدق الطرف الهارب مع المجتمع الدولي في الحرب لتحرير الشمال من الطرف المتمرد ولا استجاب الطرف المتمرد لدعوات السلام وعدم مهاجمة الجنوب ودول التحالف رغم خسائره العسكرية والبشرية والمادية.
بل ان الطرفين حتى اللحظة يخذلوا دول التحالف العربية والتي لديها قرارات بمساعدتهم وحل أزماتهم والتدخل عسكريا لإنقاذ شعبهم.
وبدلا من الامتنان وتقديم المساعدة والسباق ليكونوا في المقدمة لتحقيق هذه الأهداف نجد هذان الطرفان يتعاونا من تحت الطاولة لإفشال أهداف التحالف والمجتمع الدولي. كنوع من الغدر والمكر والخيانة والجحود.
الأمثلة كثيرة وأخرها أحد القيادات الذي يحرف أهداف التحالف ويشوه مساعيها ومساعي الرئيس هادي بمقالات بين الحين والأخر في سطورها الظاهرة عتاب وتنويه وفي باطنها دفاعا عن نفس منظومة الهضبة الشمالية الحاكمة بطرفيها.
فالوزير خالد الرويشان في أحدث مقالاته يشكو من ان التحالف لم يتعلم الدرس خلال أربع سنوات بددها في حربه على اليمن وانه قد شكل في الجنوب ألوية وأحزمة ونخب وامن لتفتعل معاركها مع الرئيس نفسه وهي تشكيلات ناسفة للجمهورية والسيادة الوطنية وللشرعية نفسها. وان الرئيس هادي قد عطل جبهات الجيش الوطني في مأرب ونهم.
ومن ضمن غثائه وسعاله المعدي على الصفحات ,ان نية التحالف العربي حاربه ولا يعلم ماذا يريد من ولليمن. ونتيجة لذلك أصبحت أوروبا وأميركا مالكة قرارات وقف المعارك او استمرارها.
ولهذا ارتأينا ان نرد ببعض الفقرات على الوزير الرويشان الذي تحتضنه وتحميه مليشيات الحوثي وفي نفس الوقت يعاتب التحالف والرئيس هادي.
الحقيقة ان التحالف لم يبدد وقته بل بدد منظومة عصابات الهضبة التي تتحكم بكل شيء في الشمال والجنوب ولازال يبدد قوتها ويشتت شملها ويفرق.
جمعها لصالح الجنوب والشمال والأمة العربية. او هل كان يظن ان تحالف الدول العربية سيقف متفرجا ليرى هذه العصابات بطرفيها الهاربة والمتمردة وهي تسلم الجنوب والأمن القومي العربي في جزئه الجنوبي لحليفتها إيران بعد ان سلمت الشمال لها.
وللعلم فقادة دول التحالف العربي والرئيس هادي في وفاق واتفاق وتفاهم حول كل شيء منذ ان كان البطل الجنوبي هادي حاكما بقصره في صنعاء وحتى اللحظة.
وللعلم ان الرئيس هادي هو من بدا بتأسيس الأحزمة والنخب حين كلف الشهيد العميد عبدربه الإسرائيلي بتشكيل أحزمة جنوبه خالصة لتحمي عدن-لحج-ابين-الضالع.
ومثلها نخب جنوبية في حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى وبدعم ودراية كاملة من دول التحالف العربي والدول الكبرى.
وحين انتهى الشهيد عبدربه تم الغدر به من قبل عصابات الهضبة.
-تم تأسيس هذه الأحزمة والنخب و ألوية الجنوبية حين تأكد للرئيس وللتحالف وللعالم ان ما يسمى بالجيش الوطني في مأرب ونهم هو الوجه الأخر لجيوش التمرد في صنعاء وكل الجيوش الهاربة والمتمردة تتبع نفس عصابة الهضبة وتتحالف معها والتنسيق مفضوح ومكشوف بين هذه الجيوش وان كان من تحت الطاولة.
فبعد ان تأكد للعالم ان الدعم العسكري والمادي والمعنوي والدبلوماسي والسياسي يأتي للحوثيين من قادة جبهات الجيش الوطني في مأرب ونهم والمقاومات المصطنعة في تعز وغيرها.
كلفت هذه الأحزمة والألوية والنخب الجنوبية بان تبدأ بتحرير الشمال من المد الإيراني. والمعارك في الحديدة واب وصعده دليل على ذلك وما بكاء الوزير الرويشان الا من الم تحرير الساحل الغربي وميناء ومدينة الحديدة الإستراتيجية من ايادي وتجار عصابات الهضبة الشمالية.
-ترديد مصطلحات السيادة والشرعية الكرامة والجمهورية وغيرها. لن تكون مفهومة الا إذا أضيفت اليها في المقالات الحزينة والبكائيات المهينة مفاهيم العمالة لان المعضلة هي كيف يمكن لأبناء الجنوب ان يساعدوا هذا الوزير وأمثاله من اجل ان يتعلموا عدم الغدر والخيانة والعمالة وبيع الأوطان ويذهبوا الى المستقبل من اجل التنمية والبناء.
فالرئيس هادي ودول التحالف العربي لم يشكلوا الأحزمة والأولوية والنخب والأمن الجنوبي ليدخلوا معهم في معركة.
بل شكلوها لتحرير الجنوب ثم الشمال ونسف منظومة عصابات الهضبة الحاكمة.
اما السيادة والجمهورية اليمنية والشرعية فمن نسفها ليس الأحزمة والنخب وألوية العمالقة الجنوبية وان كان دورهم ولازال النسف العسكري.
كان نسف الأئمة الحوثيين الجدد الذين استعادوا مملكتهم المتوكلية بداية النسف العسكري للجمهورية والشرعية والديمقراطية والسيادة. ولذلك لم يعد الأئمة الحوثيين الجدد يحتفلوا لا بأعياد ثورة سبتمبر ولا بجمهورية.
وان كانوا لدواعي الخديعة ابقوا على بعض شعارات اليمن والجمهورية والديمقراطية. فعن أي يمن وجمهورية وسيادة يتحدثوا هؤلاء وهم يرتموا في أحضان حلفاء إيران.
لكن قبل النسف العسكري لأبناء الجنوب ودول التحالف العربي. ونسف الأئمة الحوثيين. كان النسف السياسي والسيادي حين ارتهنت كل مكونات الشمال لدول الإقليم والخارج منذ ان بدا الانقلاب على حكم الأئمة في مملكتهم المتوكلية . في عام 1962م.
الم تكن مكونات وجيوش الشمال في النهار جمهوريين يقاتلوا مع القوات المصرية وفي المساء يغدروا بأبطال مصر ليلتحقوا بالملكيين.
ويشهد على هذا النسف خلال كل تلك الفترة كشوفات الرواتب والعطايا والهدايا والامتيازات الخاص باللجنة الخاصة اليمنية-السعودية المشتركة.
واعتقد ان اسم الوزير مدون او كان مدون في الصفحة الأولى كوزير أيام الحب والود الستيني والسبعيني والثمانيني والتسعيني بين صنعاء والرياض.
فبالله يا أصحاب السيادة والجمهورية والشرعية هل توجد دولة في العالم حكامها وجيوشها وقياداتها العسكرية والدينية والقبلية والمدنية وأحزابها يستلموا رواتب وهبات من دول أخرى الا إذا كانت دولة مسلوبة السيادة والكرامة.
من عليه ان يتعلم الدرس هو الوزير الرويشان وأمثاله وليس دول التحالف والرئيس هادي.
ولكي يتعلموا الدرس جيدا. فعليهم أولا ان يطلبوا من اللجنة الخاصة السعودية وباقي الدول ان يزيلوا أسمائهم وأسماء كل قيادات ومكونات الشمال من كشوفات الرواتب الخاصة بهذه البلدان.
لان هذا الشي في مفهوم الدولة الوطنية ودساتيرها وقوانينها يسمى عمالة. وعقاب العميل الشنق في الساحات العامة امام الشعب وتنفذه محاكم الشعب الحر.
(ماذا تقول يا ابا رغال / أيصنع المكر من تافه إنسان / أليس الغدر صفة الشيطان / ماذا تقول يا سليل النعال / اجب من هو العميل المحتال؟ / اليس هو من يبيع الأوطان / وليس فيه من صفات الرجال / ماكرا مهانا تابعا دجال / ويعيش في إذلال / نابا في فم الاحتلال / غطاء لمؤخرته كالسروال / يجيد الرقص على الحبال / لا يقاتل / ولا يعرف شرف القتال / يطعن الشهيد في ظهره / ليبيع دمه المسال / ليشتري قوتا بثمنه / لأولاده وام العيال / عبد الذات وربه الريال / طبال ابن طبال / ملعونا / أجيال بعد أجيال)
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir