![]() |
« نقاش علمي لشبهات من حرَّم المولد » « ردًا على الفوزان » للغالبي
مناقشات علمية لشبهات من حرم المولد النبوي للشيخ غيث بن عبد الله الغالبي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد :فلا شك أن كل مسلم يفرح بعبادة الله تعالى ،وبكل ما يقرب إلى طاعته . ومن ذلك ما يعرف بالعبادة في يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم . وقد كتب العلماء قديماً وحديثاً في فضل ذلك ومنهم الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث قال الحافظ السيوطي "وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه:أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة، وإلا فلا. قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم؟ فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما مَنَّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم، وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء، ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر، بل توسع قوم فنقلوه إلى أي يوم من السنة، وفيه ما فيه.فهذا ما يتعلق بأصل عمله. وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة.وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال: ما كان من ذلك مباحاً بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به، وما كان حراما أو مكروهاً فيمنع، وكذا ما كان خلاف الأولى. انتهى. [1] وقال الإمام أبوشامة مانصه:ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يُفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مشعرٌ بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكراً لله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين. اهـ.[2] وأجازه الإمام ابن الحاج أيضاً مع نقده للمنكرات كالمعازف ونحوها .[3]إذا علمت ذلك فإن البعض شدد على الناس في هذه المسألة دون موجب لذلك واستدلوا بأدلة في غير موضعها وكنموذج لبيان اقوال هذا المنهج.فقد أخترت رسالة تنشر في ذلك ويتداولها طلبة العلم معتمدين عليها في تبديع المسلمين الذين يظهرون الاهتمام بيوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم. ولما كان من المحتمل أن يكون كلامهم صواباً تأملت فيه طالباً للحق الذي لديهم ووقفت مع هذه الرسالة وقفات تأمل ونقاش ثم بحثت عن ماذكر عندهم من اعتراضات في الكتب والرسائل الأخرى لعلي أجد مسوغاً لتحريمهم للمولد النبوي ،وتبديعهم لمن يقيمه من العلماء والعامة .وحتى لا أطيل فسأترك للقارىء الكريم فرصة التأمل في اعتراضاتهم والرد عليها . وقد جعلت هذه الرسالة بعنوان وقفات يسيرة مع فتوى الشيخ صالح الفوزان في مسألة الاحتفال بيوم ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.عسى أن يكون فيها فائدة لطالب الأخرة الساعي إلى تحصيل الحق والعمل به .دون مكابرة ولا مجازفة .عسى الله أن ينفع بذلك ويجعله خالص لوجهه الكريم. وإليكم هذا البيان الذي حاولت فيه استقصاء كلام المعارضين للمولد النبوي ،وأسأل الله عزوجل أن ينفع بذلك. قال الشيخ الفوزان :أولاً :أنه لم يكن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه . الجواب : بل كان من سنته تعظيم يوم مولده صلى الله عليه وسلم كما في الحديث أنه سئل عن صوم يوم الأثنين؟ فقال: ((ذاك يوم ولدت فيه)). أخرج مسلم في صحيحه (2/819) قال الإمام ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله تعالى ـ وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيام يوم الاثنين ؟قال: (ذاك يوم ولدت فيه وأنزلت علي فيه النبوة) إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده، فإن أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد صلى الله عليه وسلم وبعثته وإرساله كما قال تعالى: (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم). فإن النعمة على الأمة: بإرساله أعظم من النعمة عليهم بإيجاد السماء والأرض والشمس والقمر والرياح والليل والنهار، وإنزال المطر وإخراج النبات، وغير ذلك.فإن هذه النعم كلها قد عمت خلقا من بني آدم كفروا بالله وبرسله وبلقائه فبدلوا نعمة الله كفراً، فأما النعمة بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم فإن بها تمت مصالح الدنيا والآخرة، وكمل بسببها دين الله الذي رضيه لعباده، وكان قبوله سبب سعادتهم في دنياهم وآخرتهم. فصيام يوم تجددت فيه هذه النعم من الله على عباده المؤمنين حسن جميل، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر.أنتهى كلامه[4] ويستفاد من تعليق الإمام ابن رجب على الحديث أن الهدف من الصيام هو شكر الله على النعمة .وأن مولد النبي صلى الله عليه وسلم نعمة عظيمة ،تستحق الشكر لعظمتها. وبه يتبين للعاقل المنصف وجه الدلالة في الحديث على تخصيص يوم من الأسبوع يحتفى فيه بالمولد ،هو يوم الأثنين ،وهذا مستحب ،وهو بشهر مولده الصق ومعلوم أنه ولد في شهر ربيع الأول بالإجماع وإنما وقع الخلاف في تاريخ ذلك فقيل في الثاني عشر من ربيع الأول وهو قول الجمهور وقيل في يوم التاسع منه وهذان القولان أشهر ماذكر ،والمهم هو تعظيم يوم الأثنين من كل أسبوع ،مهما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلاً لأنه مستحب.وسيأتي مزيد بيان إن شاء الله. وإنما الغرض الرد على دعوى أن لم يكن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم . ــــــــــــــ قال : الشيخ الفوزان :والاحتفال بالمولد محدث أحدثه الشيعة الفاطميون : الجواب: ليس بصحيح أن أول من أحدثه الشيعة الفاطمية بل هو موجود من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ـ أي من حيث تعظيم اليوم الذي ولد فيه بعبادة ـ لكن الذي أحيا ذلك بشكل مرتب منظم هو الملك المظفر وهو سني العقيدة فبدعة أهل السنة للمولد النبوي هي إحياء لتعظيم ذلك اليوم بترتيبها وتنظيمها لا في أصله لأن أصله مشروع كما في الحديث السابق. ولذا فحق لكل مسلم أن يقول نعم البدعة هذه .وكون الفاطمية سبقوا إلى إحياء هذه السنة ففيه نظر .! ولكن على فرض ذلك فلا حرج ،لأننا إنما ننكر الباطل الذي يأتي به المبتدعة، وليس المرفوض هو الحق الذي وافقوا فيه السنة . ــــــــــــــــــــ قول الشيخ ثانياً : في الاحتفال بذكرى المولد تشبه بالنصارى. الجواب: لا شك أن التشبه بهم فيما هو من خصائصهم محرم ،أما تعظيم الله ورسله عليهم الصلاة والسلام فليس خاص بهم، بل كل مصدق بالأنبياء لابد أن يعظمهم سواء كان يهودياً أو مسلماً ،لكن لا يتشبه بالنصارى فيطرونه إلى درجة العبادة ،ولا يتشبه باليهود فيجفون الرسل ـ عليهم السلام ـ حتى وصلوا إلى أحط الدركات بقتلهم وتكذيبهم .فلا تشبه بحال من الحالين. فالنهي هو عن التشبه بهم فيما هو من خصائصهم هذا هو المقصود.وهذا واضح لكل بصير بمعان الحديث . فليس تعظيم الرسل خاص بهم فهو مطلوب من الجميع بلا غلو ولا جفاء .وكما أننا لانرضى باتهام بعض الغلاة للسلفية بأنهم كاليهود في جفاء الأنبياء.فكذلك لانرضى باتهام أهل السنة بانهم كالنصارى في الغلو في الأنبياء.فالمزيادات والمغالطات لاتُرضي من طلب الحق. قال الشيخ :[ ثالثاً : ....فهو كذلك وسيلة إلى الغلو والمبالغة في تعظيمه حتى يفضي إلى دعائه والاستعانة به من دون الله ..] الجواب :سبق الكلام أن المولد الذي فيه محرم يجب إنكار ذلك المحرم فقط، أما أصل العمل فلا ينكر فلا نمنع الناس من العمرة لأجل تبرج بعض النساء ،ولا نمنع من دخول المساجد لأجل المعازف المستخدمة في الجولات في كل فرض من الفروض ،بل الواجب أن ننكر المنكر فقط لا أن ننكر الحق.[5] ــــــــــــــــــــــــــــ قال الشيخ :[ وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه فقال : ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده ، فقولوا عبد الله ورسوله ) أخرجه البخاري 4/142 رقم 3445 ، الفتح 6/551 ، أي لا تغلوا في مدحي وتعظيمي كما غلت النصارى في مدح المسيح وتعظيمه حتى عبدوه من دون الله ، وقد نهاهم الله عن ذلك بقوله : ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) النساء/171 ] الجواب : وهذا صحيح فعبادة غير الله شرك أكبر سواء كان نبياً أو غير نبي ،ونحن نتكلم عن مولد يعبد فيه الله وحده لا عن موالد النصارى ،ونتكلم عن تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم تعظيماً مشروعاً لا أن نطريه كما أطرت النصارى عيسى إذ عبدوه وجعلوه ثالث ثلاثة ،ومنهم من قال إنه ابن الله سبحانه وتعالى عن قولهم. فلا غلو ولا جفاء .وأصبح إيراد الأدلة التي يسوقها المعترض في غير محلها. ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الشيخ [ رابعاً : إن إحياء بدعة المولد يفتح الباب للبدع الأخرى والاشتغال بها عن السنن .. كل فرقة تحيي ذكرى موالد أئمتها.] الجواب :أولاً:يوم المولد يوم خصه الشرع بمزيد فضل كما تقدم فليس ببدعة. ثانياً:أن المطلوب من المسلم المسارعة في كل انواع الخير والتقرب إلى الله تعالى بالمحافضة على الطاعات الواجبة والمستحبة ،وأن يكون نشيطاً لذلك .ودعوى أنهم لاينشطون في الطاعات دعوى عريضة .ولكن رغم عموم الدعوى إلا ان التكاسل عن نوافل العبادة تقصير بلاشك ولابد أن يتزود المسلم ليوم الرحيل ولا أدعي أنه لايوجد في أهل السنة ولا في السلفية منهم أهل زهد وعبادة ،كما أنني لا أدعي أنه لايوجد التقصير والتكاسل ،ولكن نسأل الله أن يوفق الجميع لمايرضيه. ثالثاً: إن أرادوا بالاحتفال بمشايخهم على أنه عبادات فهذا غلط ،وإن أرادوا أنها مجرد تذكير لهم بمحاسنهم ليتأسوا بهم في الخير فقط ،فلا شيء فيه وهو كأسبوع الشيخ محمدبن عبدالوهاب وكالاحتفال بذكرى الإمام عبدالله الخليفي في جامعة أم القرى ونحو ذلك من الذكريات.التي يحيها مشائخ السلفية. أفنقول : حرام على بلابه الدوح : حلال للطير من كل جنس . ـــــــــــــــــــــــ قول الشيخ :[ويمكن حصر هذه الشبه فيما يلي : 1ـ دعواهم أن في ذلك تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم . ] الجواب:هذه الدعوى دعوى صحيحة وليست بدعاً من القول ،وسبق أن ذكرت أن لتعظيم مولده صلى الله عليه وسلم أصل شرعي وأزيد هنا أنه فرحة من المسلمين بنعمة الله عليهم بمولد رسولهم صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا )) (يونس : 58) و قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ولهذا قال تعالى: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) فتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم واجب بلاريب في يوم المولد وفي غيره بلا استثناء.وعلى قدر تعظيمه التعظيم الشرعي يكون القرب من سنته .ومن حصّل ذلك فقد عظمت عليه نعمة الله، فما أحوجه إلى القيام بشكر هذه النعمة وسؤاله دوامها والثبات عليها إلى الممات والموت عليها فبذلك تتم النعمة.فادعاء أن مزيد التعظيم في يوم المولد بدعة !هو مجرد تهويل لا ينفع .لأن من المعلوم أن التعظيم مستمر إن شاء الله تعالى . بيد أن هناك مواسم يظهر فيها مزيد اهتمام. ولا نكارة في ذلك .لأننا نرى التعظيم لله تعالى في كل حين غير أن هناك مواسم يظهر فيها مزيد اهتمام كرمضان ،والعشر وغيرها ،وعلى هذا فقس. ــ قول الشيخ:[ـ الاحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان : والجواب عن ذلك أن نقول : الحجة بما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، والثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم النهي عن البدع عموماً ، وهذا منها ، وعمل الناس إذا خالف الدليل فليس بحجة وإن كثروا.] الجواب :الناس لا يحتجون بعمل المسلمين على مشروعية العمل وإنما يحتجون بتجويز جمهور العلماء لهذا العمل ،وليس من باب البرهان للتشريع ،وإنما من باب لفت النظر إلى استنادهم لدليل ،لأن العوام تبع للعلماء ،فلما نظرنا للعلماء وأقوالهم قديماً وحديثاً كالحافظ ابن حجر والحافظ السيوطي وابن الجزرى وكثير من علماء المذاهب الأربعة وغيرها علمنا أن لهم أدلة أقاموها على جواز الاحتفال بالمولد النبوي ،وعلمنا أنهم قيدوا ذلك بعدم وجود منكرات فيه ،وعلمنا أن لهم أدلة وحجج شرعية على جوازه،وبه علمنا سبب تواتر عمل المسلمين على ذلك في شتى بقاع الأرض على تفاوت بينهم من مولد ليس فيه إلا الخير فقط ،ومولد خلط عملاً صالحاً وعملاً منحرفاً عن الجادة . ولذا فنحن نقول هو سنة لابدعة وقد سبق ذكر بعض الأدلة على ذلك فهو موافق للدليل لا مخالف، إنما البدعة كانت في إحياءه لا في أصله كما أن صلاة التراويح كانت البدعة في إحياءها جماعة لا في أصلها. ـــــــ 3[ـ يقولون : إن في إقامة المولد إحياءً لذكرى النبي صلى الله عليه وسلم . والجواب عن ذلك أن نقول : إن ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم تتجدد مع المسلم ، ........ لا في يوم المولد فقط ....] الجواب:كلام صحيح فالإقتصار على أتباع سنته وتذكره في يوم المولد فقط خطأ وغواية ،والنهي عن تذكره يوم المولد خطأ وغواية، والصحيح أن يوم المولد مناسبة تاريخية تلفت النظر إلى أمر معمول به لغرض صحيح وهو المحافظة على هذا العمل والإزدياد منه ،وإن كان من الناس من هو في غفلة فيذكر به فظهر فضل إقامة المولد وهو محطة للتربية على ربط نفوس الأجيال برسوله صلى الله عليه وسلم فهو محطة ذكرى للزيادة والتذكير لا لأجل الاقتصار على ذلك . ــــــــــــــــــــ قول الشيح: [والرسول صلى الله عليه وسلم غني عن هذا الاحتفال البدعي بما شرعه الله له من تعظيمه وتوقيره كما في قوله تعالى : ( ورفعنا لك ذكرك ) الشرح/4 ، فلا يذكر الله عز وجل في أذان ولا إقامة ولا خطبة وإلا يذكر بعده الرسول صلى الله عليه وسلم وكفى بذلك تعظيماً ومحبة وتجديداُ لذكراه وحثاً على اتباعه.] الجواب : لا تعارض أصلاً بين هذا وذاك بل كلاهما خير لابد من المحافظة عليه ،ولا نكتفي بذلك فقط بل نعظمه عليه الصلاة والسلام بكل ماهو مشروع ،وإن تعظيمنا له لا يعني أنه فقير إلينا صلى الله عليه وسلم ،وتعظيمنا لله لا يعني أنه غير غني عنا فلا شك أننا نحن الفقراء إلى الله وتعظيمنا له ولرسوله صلى الله عليه وسلم فضل منه علينا.وعمل الأعمال الصالحة في يوم المولد صورة من صور رفع ذكره صلى الله عليه وسلم،كما قال تعالى {ورفعنا لك ذكرك}. قول الشيخ:[ والله سبحانه وتعالى لم ينوه في القرآن بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإنما نوه ببعثته ، فقال : ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم ) آل عمران/124 ، وقال : ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم ) الجمعة/2 ] الجواب : هذا كلام بعيد عن الصواب فإن كان القرآن لم ينوه بفضل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم كما ذكر الشيخ ـ هداه الله ـ فلا يعني ذلك عدم علو قدرها ورفعة شأنها فكل مسلم يعلم ذلك بلا ريب ،فكيف والسنة مصرحة بفضل يوم مولده كما في الأحاديث السابقة ؟!وما السنة إلا وحي من الله ،بل كيف ومولده مولد أعظم مخلوق صلى الله عليه وسلم فنعوذ بالله من الزلات. ـــــــ قوله ـ [وقد يقولون: الاحتفال بذكرى المولد النبوي أحدثه ملك عادل عالم ، قصد به التقرب إلى الله ! والجواب عن ذلك أن نقول : البدعة لا تُقبل من أي أحد كان ، وحُسن القصد لا يُسوغ العمل السيئ ، وموته عالماً وعادلاً لا يقتضي عصمته.] الجواب : أولاً :لماذا هذه المبالغات في الدعوى فمن الذي قال إنه معصوم؟!! ثانياً:إنما كان ذلك رداً على دعوى أن أول من أحياها الشيعة الفاطمية فهذا هو المراد ولم يقل أحد أنه معصوم لكن نقول: أنه أحيا السنة ،فقدفعل ذلك صاحب اربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبرى بن زين الدين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له آثار حسنة، وهو الذي عمّر الجامع المظفري بسفح قاسيون. قال ابن كثير في تاريخه:كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان شهماً شجاعاً بطلاً عاقلاً عالماً عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه. قال: وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحية مجلداً في المولد النبوي سماه (التنوير في مولد البشير النذير) فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في الملك إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمود السيرة والسريرة.انتهى كلام ابن كثيرفتأمل. ـــ 5ـ قال الشيخ: [قولهم : إن إقامة المولد من قبيل البدعة الحسنة لأنه ينبئ عن الشكر لله على وجود النبي الكريم ! ويجاب عن ذلك بأن يقال : ليس في البدع شيء حسن ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أخرجه البخاري 3/167 رقم 2697 ، الفتح 5/355 ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( فإن كل بدعة ضلالة ) أخرجه أحمد 4/126 ، والترمذي رقم 2676 ، فحكم على البدع كلها بأنها ضلالة ، وهذا يقول : ليس كل بدعة ضلالة ، بل هناك بدعة حسنة.] الجواب:أولاً: لاريب أن كل بدعة ضلالة .لكن ليس فيما استند إلى الأدلة الشرعية بدعة ،وإنما البدعة وإنما البدعة ماخالف الكتاب أو السنة أو الإجماع.فالمقصود بالبدعة الحسنة هي البدعة اللغوية وكل مالم يخالف أصول الشريعة ومن أصول الشريعة تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وقد سبق بيان ذلك.ولذا قال عمر نعم البدعة هذه ،ونعم تستخدم لمدح ماهو حسن . وروى البيهقي بإسناده في مناقب الإمام الشافعي عن الشافعي قال: المحدثات من الأمور ضربان:أحدهما: ما أحدث مما يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً، فهذه البدعة الضلالة. والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة. وقال الإمام النووي في تهذيب الأسماء واللغات:البدعة في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله علبه وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة. فهؤلاء بعض من الأئمة الذين قسموا البدعة إلى حسنة وقبيحة ،ولا شك أن كل بدعة ضلالة هي القبيحة وهو ما خالف أصول الشريعة ولم يقم عليه دليل من الشرع . ثانياً:الاستدلال بالأحاديث السابقة تنزيل لها في غير محلها،لأن تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم من الأصول العظيمة في الإسلام فالاستدلال بالأدلة على نفي التعظيم باطل ،وكذا الاستدلال بها على نفي تخصيص يوم مولده بالتعظيم باطل بما سبق من أدلة تعظيم يوم مولده. ــــــــــــــــــــــــ قول الشيخ:[قال الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين : ( فقوله صلى الله عليه وسلم : " كل بدعة ضلالة " من جوامع الكلم ، لا يخرج عنه شيء ، وهو أصل عظيم من أصول الدين ، وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أخرجه البخاري 3/167 رقم 2697 ، الفتح 5/355 ، فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة ) انتهي جامع العلوم والحكم ، ص 233 ] الجواب : هذا القول درة من درر الإمام ابن رجب لو تأملناه بلا مغالطات فقوله: (فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه )أقول صدق ابن رجب ـ رحمه الله ـ ولذا فالمولد من الدين وأصله العام تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصله الخاص تعظيم يوم الأثنين بولادته فيه ، والقياس على فعل الرسول صلى الله عليه سلم بتعظيم عاشوراء بجامع شكر الله على منته بإرسال الرسول أفضل خلقه صلى الله عليه وسلم . ولله در الحافظ ابن رجب الحنبلي حيث قال في هذا المعنى في كتابه لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف (ص114) : فيه إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده ، فإن أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبعثته وإرساله إليهم ، كما قال تعالى (( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم )) (آل عمران:164) فصيام يوم تجددت فيه هذه النعمة من الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين حسن جميل ، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر" انتهى كلام ابن رجب فتأمل.! ــــــــــــــــــــــــــ قول الشيخ :[وليس لهولاء حجة على أن هناك بدعة حسنة إلا قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح : ( نعمت البدعة هذه ) صحيح البخاري 2/252 رقم 2010 معلقاً ، الفتح 4/294 وقالوا أيضاً : أنها أُحدثت أشياء لم يستنكرها السلف ، مثل : جمع القرآن في كتاب واحد ، وكتابة الحديث وتدوينه . والجواب عن ذلك أن هذه الأمور لها أصل في الشرع فليست محدثة . وقول عمر : ( نعمت البدعة ) يريد : البدعة اللغوية لا الشرعية ، فما كان له أصل في الشرع يرجع إليه ، إذا قيل : إنه بدعة ، فهو بدعة لغة لا شرعاً ، لأن البدعة شرعاً ما ليس له أصل في الشرع يرجع إليه.] الجواب:أولاً: الاستدلال بكلام عمر رضي الله عنه استدلال في مكانه وقد بينت ذلك فيما سبق . ثانياً:لا مشاحة في الاصطلاح فسمها بدعة لغوية ولا علينا أن سمينا المولد بدعة لغوية على المعنى الذي ذكرته ،فالعبرة بالمعاني لا بالألفاظ ،لأننا نقول: أن لها أصلاً في الشرع قد بينت بالأحاديث السابقة فلا حاجة للتكرار ويصبح كلام الشيخ في غير مكانه . واما كونها حجتهم الوحيدة فليس بصحيح ،بل لهم حجج عديدة . فمن حججهم : الحجة الأولى :النص الشرعي على تعظيم يوم الأثنين بأسباب منها كونه يوم مولده. الحجة الثانية :شكر الله تعالى على نعمة ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم فهي من أجل النعم كما عظم الشرع يوم عاشوراء لأن فيه نجاة موسى وقد ذكر ذلك الإمام ابن حجر. الحجة الثالثة :أن الأصل هو الإكثار من الطاعات والخير المقرب إلى الله تعالى مادام أنه لايخالف الشرع وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم ،وقراءة سيرته ،والصلاة والسلام عليه ،وذكر الله تعالى ،والصدقة ،وإطعام الطعام كل ذلك من الخير ولادليل على استثناء يوم مولده من الطاعات المطلقة .فلاوجه للإنكار. الحجة الرابعة :أن فيه تذكير بأيام الله تعالى العظيمة لأن الأيام المشهورة على قسمين: القسم الأول:ايام عذاب :تذكر بقدرة الله تعالى على تعذيب العصاة . القسم الثاني:ايام نعيم كتذكر بفضل الله تعالى على عباده المؤمنين ،وتذكر بسير الصالحين ،وترسخ السوة الحسنة ويوم المولد من هذا النوع . قال الله تعالى((وذكرهم بأيام الله)) وقال عزوجل (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )(120) هود) وهذا هو من المقاصد الكثيرة الحسنة في احياء المولد. ـــــــــــــــــــــــــ قول الشيخ :[والتروايح قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخير خشية أن تُفرض عليهم ، واستمر الصحابة رضي الله عنهم يصلونها أوزاعاً متفرقين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته ، إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلف إمام واحد كما كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس هذا بدعة في الدين. ] الجواب : نقول ليست بدعة في الدين ولكن إحيائها بدعة كما قال عمر رضي الله عنه لأننا نقول: إن كان الاجتماع لها سنةفلماذا هجر أبو بكر في زمانه وعمر في صدر من خلافته تلك السنة ـ رضي الله عنهما ـ أي (سنة الاجتماع على إمام واحد)؟! فإما أن يكون إحيائها بدليل جديد أو بالدليل السابق ،وهو عين ما نقوله في المولد أنه مجرد إحياء له على الأصل السابق ،فالبدعة هي إحيائه بالوصف المرتب المنظم وليست البدعة في أصله فأصله مشروع كما سبق . قال الشيخ:[ويقال أيضاً : لماذا تأخر القيام بهذا الشكر على زعمكم فلم يقم يه أفضل القرون من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ، وهم أشد محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وأحرص على فعل الخير والقيام بالشكر ، فهل كان من أحدث بدعة المولد أهدى منهم وأعظم شكراً لله عز وجل ؟ ] الجواب: أجيب بإجابتين : أما الأولى: لماذا ترك الصحابة في عهد أبي بكر رضي الله عنه وصدراً من خلافة الفاروق صلاة التراويح جماعة ؟! فما كان جواب على هذاالإيراد فهو جوابنا على تلك الإيرادات . الإجابة الثانية :أذكركم بقول ابن القيم في هذا المعنى فإنَّه قد اعتُرض عليه في مسألة القراءة للأموات فقال في كتاب الروح ما نصه: والقائل: إنَّ أحداً من السلف لم يفعل ذلك، قائل ما لا علم له به، فإنَّ هذه شهادة على نفي ما لم يعلمه، وما يدريه أن السلف كانوايفعلون ذلك ولا يشهدون من حضرهم عليه. اهـ أخيراً أقول: كل ماورد من قولهم أن المولد بدعة فالمعنى بدعة في إحيائه لا في أصله.وكل ما بقي فهو مجرد تكرار قد سبق الرد عليه .وبه ينتهى التعليق على كلام الشيخ الفوزان. شبهات أخرى الشبهة الأولى :[هل كل يوم فضيل أتى الخبرُ ينصُ عليه يُسن الاحتفال فيه؟] الجواب:نعم يسن ذلك والاحتفال فيه يكون بما ورد فيه أو من جنسه فمثلاً يوم عرفة يكون بالوقوف والدعاء والاستغفار ونحو ذلك . ومعلوم لدى كل عاقل احتفاء المسلمون بيوم عرفة ،والعشر الأواخر وعشر ذي الحجة ،ويوم عاشوراء وغيرها من الأيام الفاضلة .وهي تشترك مع يوم المولد النبوي الشريف في التعظيم ،واستحباب احياءها بما شرع الله فيها، وبالسرور العظيم الذي ينتاب كل مؤمن بها ،ولذا فهو يعمل في تحصيل الثواب المترتب على ذلك . إلا أن المولد النبوي الذي نقصده هو ما شمل على التالي : 1ـ تعظيمه يومه بالصيام من باب التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم . وسائر العبادات المشروعة الأخرى لما في ذلك من شكر الكريم عزوجل . 2ـ مزيد التذكير بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم ـ وتنبه لقولي مزيد ذلك ـ لأن الأصل أننا نذكره في جميع الأيام وإنما يوم مولده يفرح كل مؤمن ويخزي كل كافر معاند ((قل بفضل ونعمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )). 3ـ أن من فوائد تخصيص يوم مولده بالاحتفال هو ربط أذهان الأجيال المسلمة صغيرها وكبيرها بيوم من الأيام العظيمة في تاريخها والله عز وجل يقول ((وذكرهم بأيام الله)) (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )(120) هود) ولا شك أن تذكيرهم بنجاة موسى عليه السلام كيوم عاشوراء، وأيام إبراهيم في بناء البيت وغير ذلك لبيان واضح لما نحن فيه من ربط الأجيال بالقدوة الصالحة ،ولا شك أن ذلك عمل تربوي سليم حتى لا تغفل الأجيال المسلمة عن تاريخها العظيم .فأقل ما يفعل هو ذكر شيء من سيرته وأحاديثه الثابتة صلى الله عليه وسلم .ومن أشرف على تربية الشباب يعرف فائدة ذلك جيداً.لأن ربط الأجيال بالمناسبات له دور عظيم في ترسيخ الاعتقاد وربط الأذهان بذكرى معينة تفيدهم في رسم قدوات لحاضرهم ومستقلبهم. الشبهة الثانية :[ أن يوم الثاني عشر من ربيع الذي يعظمه من يحتفل بالمولد لا يكون دائماً في كل سنة يوم الاثنين .] الجواب على هذه الشبهة :أما كونه مخالف فليس بصحيح لأن يوم الثاني عشر ويوم الاثنين يشتركان في كونهما يوم مولده صلى الله عليه وسلم فالأول بالحديث الوارد في ذلك والثاني بالاجتهاد في تحديد التاريخ ومعلوم الاختلاف في تعيين اليوم ولكن أقوى الأقوال عن مولده تتراوح بين الثامن إلى يوم الثاني عشر من ربيع الأول ،فإذا كان ذلك كذلك فلا حرج أن يحتفل الناس في أي يوم اثنين من شهر ربيع الأول في الأسبوع الثاني منه . مع أن المقصود أوسع من سطحية الاعتراض الوارد وقد ذكرت الحكم العظيمة من إحياء يوم مولده صلى الله عليه وسلم فراجعها. الشبهة الثالثة : [لماذا تجعلون الاحتفال بالمولد بدلاً عن الصيام الوارد؟] الجواب: أن هذا السؤال فيه تعنت وكبر لأن الكبر ((هو بطرالحق وغمط الناس )) فمعلوم أن الصيام نوع من أنواع العبادات التي تستحب في يوم المولد فمن الذي نهى عنه حتى يورد مثل هذا الإيراد التلبيسي ؟!! بل صيام الاثنين مستحب بلا ريب. لأنه يوم مولده صلى الله عليه وسلم وفيه ترفع الأعمال وقد حوى فضائل جمة . وحيث فهمنا الاحتفال الذي يقصده السني من تعظيمه للنبي صلى الله عليه وسلم بما شرع الله تعالى من صيام منصوص عليه ،أو نوافل مطلقة كإطعام الطعام ونحوه من تسبيح وتكبير وتهليل ، وذكر وتعليم لسيرته صلى الله عليه وسلم علم العاقل أن كل محرم للمولد فإنه مغال بشرط أن يخلو المولد عن المحرمات، والمكروهات، كما ذكرت سابقاً. الشبهة الرابعة:[أن تخصيص ذلك اليوم بمزيد عبادة يعتبر بدعة في الدين ،وكل بدعة ضلالة.] الجواب:أولاً:المخصص ليوم ميلاده بمزيد فضل هو النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث السابق. وكذا بالقياس على تخصيص يوم عاشوراء بعبادة شكراً لله تعالى على نجاة موسى فكذا يوم ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بجامع شكر الله على هذه النعمة. ثانياً:أن الأصل هو أن يعمل الطاعات في كل وقت لا يستثنى من ذلك إلا ما منع الله عن نوع من العبادة فيه. وذلك بأدلة كثيرة منها قول الله تعالى {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره} ولذا فالأصل أن المسلم يصلي النوافل المطلقة في جميع الأوقات إلا ما منع الشرع من الصلاة فيه وهي أوقات معروفة بأوقات النهي. والأصل أن جواز الصيام في أي يوم من الأيام إلا ما نهى الشرع عنه سواء نهي تحريم كيوم العيد أو نهي كراهة كإفراد الجمعة .والأصل إطعام الطعام في جميع الأوقات إلا ما منع الشرع منه كإطعام الصائم في نهار رمضان فإنه لايجوز .والأصل الصدقة في جميع الأوقات ..إلخ.إذن فلا وجه لمنع الناس من زيادات الطاعات المشروعة إلا بنهي خاص يخصص عموم النصوص الدالة على التقرب إلى الله تعالى .وعليه فلاوجه لنهي الناس عن ذكر الله يوم المولد ،ولاوجه لنهيهم عن صيام التطوع ،ولا وجه لنهيهم عن أي طاعة ،إلا مانهى الشرع عنه بخصوصه . ومن نهى الناس عن عبادة الله في وقت من الأوقات بأي نوع من العبادة فعليه الدليل . ثالثاً:اما حديث كل بدعة ضلالة ؟فالمقصود بالبدعة مالا أصل له في الدين .ولذا قال في الحديث الأخر ((من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد )) فقوله (في امرنا) أي في دينه وشرعه وقوله (فهو رد )أي مردود غير مقبول .فالصوم والصلاة ،والصدقة ،والذكر ،والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلها مشروعة ،ولذا فهي من أمره وشرعة .وكذلك الفرح والابتهاج بيوم مولده لاشك أنه من دلائل المحبة. الشبهة الخامسة:[أن يوم الاثنين ولد فيه ومات فيه فلاوجه لتخصيصه بالفرح؟] قد أجاب على هذا الشبهة الإمام السيوطي رحمه الله حيث قال: "أن ولادته صلى الله عليه وآله وسلم أعظم النعم، ووفاته أعظم المصائب لنا، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، والصبر والسكون عند المصائب، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بذبح عقيقةولا بغيره. بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وآله وسلم دون إظهار الحزن بوفاته.[6] الخلاصة مما سبق: 1ـ أن إحياء يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بالطاعات مماجاءت به الشريعة السمحة والأدلة على ذلك مبسوطة في الرد. 2ـ أن أفضل عبادة تختص بمولده صلى الله عليه وسلم هي الصيام . وليس المقصود هو حصر التقرب إلى الله بالصيام وتحريم غيره من النوافل المطلقة ،وإنما المقصود هو تعظيم يوم مولد خير الأنام بسائر الطاعات المطلقة المتيسرة للمسلم .من صدقة أو علم أو ذكر أو غيرها،لأن المقصود واحد وهو شكر المنعم جل جلاله. 3ـ أنه يحرم حظور الموالد التي فيها محرمات إلا بقصد إنكارها وتغييرها وإلا فيعتزلها. 4ـ أن فعل الملك المظفر هو إحياء للسنة وليس بدعة أصلاً لورود الشرع به فهو من باب (نعم البدعة هذه )أي كفعل عمر رضي الله عنه. 5ـ أن ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم محطة للتزود بالخير وليس معناه أن لا يعظم إلا فيه،بل هو زيادة في الطاعات والخير من باب التربية والتعويد والاستنان بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم . 6ـ أن ولادته كانت يوم الاثنين من ربيع الأول .ثم اختلف العلماء في أي يوم كان من الشهر على قولين: الأول: أنه لايحدد بيوم معين وإنما نقول يوم الاثنين من شهرربيع الأول وكفى.[7] الثاني: انه محدد بيوم معين واختلفوا في تعيينه والجمهور على أنه في الثاني عشر ومنهم من قال في التاسع . فعلى القول الأول :يصح اختيار أي يوم اثنين من شهر ربيع الأول والأقرب في الاسبوع الثاني .ولعل الأخذ بذلك أفضل لأن فيه سعة .وأوجه من جهة تحري الاثنين والله أعلم. 7ـ وعلى ما سبق فلاداعي لافتعال الخلافات الناتجة عن أسباب وهمية ليس لها نصيب من النص والأثر ،ولا صحيح النظر .إنما بنيت على تعصبات حزبية جرت المسلمين إلى تفرقة باطلة وأحكام جائرة.والله تعالى يقول{ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا } ولاشك أن هذا مطلب عظيم وأمرنا فقال تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان} ولا شك أن التعاون على الخير مطلب عظيم وتعظيم يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم بالطاعات مما حث عليه الشرع الكريم كما بينت بأعلاه .مع إنكار أي منكر يكون ،سواء كان المنكر في مجلس المولد أو غيره من المجالس .ومع اعتقاد أن ذلك ليس من الأعياد الشرعية بل هو كيوم عاشوراء ويوم عرفة ونحوها من الأيام التي تعود على الأمة . ونسأل الله أن يحيينا ويميتنا على السنة البيضاء . والحمد لله وكفى وسلام على سيدنا النبي المصطفى وعلى آله وصحبه . كتبه:غيث بن عبدالله الغالبي ------------ [1]كتاب "الحاوي للفتاوي" تحت عنوان (حسن المقصد في عمل المولد) ص 1/196ط دار الكتب العلمية ط1408هـ. [2]قال في كتابه (الباعث على إنكار البدع والحوادث/ص23) [3]نقل كلامه عن كتابه المدخل الإمام السيوطي في الحاوي للفتاوي 1/194 [4]لطائف المعارف ص114ط دار الكتب ضبط سعيد اللحام وابراهيم رمضان [5]بينت مسألة الاستغاثة في كتاب كامل علقت فيها على كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب بعنوان [وقفات وإيضاحات مع كشف الشبهات] فليراجع للفائدة وهو متوفر على شبكة النت. [6]الحاوي للفتاوي ص193. طبعة دار الكتب العلمية [7]كما ذكر الإمام ابن رجب في لطائف العارف ص111 |
يختارون يوماً يتكلمون فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ويسمونه مولداً
السؤال : من المعروف أن الاحتفال بميلاد النبي بدعة ، لكن يقيم الكثيرون موالد لا لغرض الاحتفال بمولد النبي لكن للتعريف بالنبي وحياته وما إلى ذلك ، فإذا لم يتم إقامة هذا الحدث يوم مولد النبي فهل يكون حراماً أيضاً ؟ ، وهل استخدام كلمة مولد فى حد ذاتها هي التي تؤدي إلى تحريم هذا الحدث ؟ فعلى سبيل المثال إذا كنت أُعَرّف بحياة النبي ...إلخ دون أن أربط ذلك بكلمة مولد فهل يكون ذلك حراماً أيضاً ؟ وفي ذات السياق سيتم إطعام الناس...إلخ ، وأنا أطرح هذا السؤال لأنه سيتم إقامة عشاء احتفالاً بزواج عروسين فى إجازة نهاية الأسبوع المقبل يوم السبت ، وبما أنه سيكون هناك تجمع فقد قرر المضيفون التعريف بالنبي بالمسجد بعد تقديم وجبة العشاء وقد أطلقوا على ذلك اسم مولد لكن لا يوافق هذا اليوم يوم مولد النبي ولن يتم الاحتفال بميلاد النبى لكن سيتم التعريف به وسيقومون بذلك بدلاً من الرقص...إلخ حتى يحقق الناس استفادة أكبر من المعرفة بحياة النبي ، فأرجو تقديم النصح. ثانياً : إذا أقمت تجمعاً بالمسجد وذلك للتعريف فقط بحياة النبي وتقديم الطعام للحاضرين ، فهل يكون هذا التجمع حراماً ؟ الجواب : الحمد لله لا يشرع الاحتفال بمولد أحد من الناس ، لا الأنبياء ولا غيرهم ؛ لعدم ورود ذلك في الشرع ، بل هو أمر مأخوذ عن غير المسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم . وينظر جواب السؤال رقم (10070) ، ورقم (13810) . والمقصود بالاحتفال بالمولد : الاحتفال في يوم ولادة الشخص ، كالاحتفال في يوم 12 من ربيع الأول الذي يرى البعض أنه يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم . وأما الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والتعريف به وذكر محاسنه وشمائله وسننه ، فهذا مستحب مشروع في كل وقت ، ولا يسمى هذا الحديث مولداً ، كما لا يسمى الاحتفال بالزواج مولداً ، لكن شاع في بعض بلدان المسلمين أن كل احتفال يتم على وجه مشروع ، ليس فيه رقص ولا غناء ولا اختلاط ، يسمونه مولداً ، فيقولون : نعمل مولداً في يوم الزواج أو يوم الختان ، فيأتي من يعظ الناس ، ومن يقرأ القرآن ونحو ذلك ، وهذه التسمية لا أصل لها ، ولا تؤثر في الحكم ، فلا حرج أن يحتفل الناس بالزواج ، وأن يتكلم فيه من يعظ الناس ويذكرهم بالخير ، أو من يتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ويبين سيرته وشمائله ، فهذا مشروع ، ولا يدخل في الاحتفال بالمولد المبتدع . ولا حرج أن يقام في المسجد نشاط أو تجمع للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم ، دون تخصيص يوم معين لاعتقاد فضله ، كيوم المولد أو يوم النصف من شعبان أو يوم الإسراء والمعراج ، بل يفعل ذلك في يوم من سائر الأيام ، ولا حرج في تقديم الطعام للحاضرين ، وينبغي إشاعة الحكم بأن هذا لا يسمى مولداً ، ولا يأخذ حكم الاحتفال بالمولد ، حتى لا يُظن أن الاحتفال بالمولد مشروع . ونسأل الله أن يوفقكم للعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ونشرها بين الناس . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين عمران بن حصين قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثلاثا ثم يجيء قوم من بعدهم يتسمنون ويحبون السمن يعطون الشهادة قبل أن يسألوها ولو كان خيرا لسبقونا اليه |
صراحة أخي (سرحة الجامع) لقد أشبعت الفصل فكما يقول المثل (قطعت جهينة قول كل خطيب) ما بعد هذا إلا العناد و من باب أخذ العزة بالإثم بارك الله فيك و جعل ما كتبت في ميزان حسناتك و أثابنا على قراءته .... و من أعظم من رسول الله صل الله عليه و آله و سلم نحتفي به و نستبشر بمقدمه ..
محمد سيد الكونين و الثقلين و الفريقين من عرب و من عجم نبينا الآمر الناهي فلا أحد +++ أبر في قول لا منه و لا نعـــم ـــــــــــــــــــــــــــ أخي سرحة الجامع لقد أسمعت لو ناديت حيـــا +++ و لكن لا حيــاة لمن تنـــــادي و نار لو نفخت بها أضاءت+++ و لكن ضاع نفخك في الرماد |
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى آله واصحابه ومن تبعهم بأحسان الى يوم الدين
وبعد : هكذا حال اهل البدع في كل زمان ومكان وكما اخبر النبي عنهم صلوات ربي وسلامه عليه جاء في كتاب البدع لأبن وضاح : حدثني محمد بن وضاح قال : حدثني محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى قال : نا عبد المؤمن بن عبد الله قال : حدثني مهدي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : « ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة ، حتى تحيا البدع وتموت السنن » هل تذكرون السنن التي أماتوها الصوفية ؟ جاء في أخبار الحديث الطوال : وقد كان الحسين بن علي رضي الله عنه كتب كتابا إلى شيعته من أهل البصرة مع مولى له يسمى (سلمان) نسخته: (بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى مالك بن مسمع، والأحنف ابن قيس، والمنذر بن الجارود، ومسعود بن عمرو، وقيس بن الهيثم، سلام عليكم، أما بعد، فإني أدعوكم إلى إحياء معالم الحق وإماتة البدع، فإن تجيبوا تهتدوا سبل الرشاد، والسلام). فلما أتاهم هذا الكتاب كتموه جميعا إلا المنذر بن الجارود، فإنه أفشاه، لتزويجه ابنته هندا من عبيد الله بن زياد، فأقبل حتى دخل عليه، فأخبره0 ماذا يفعل الشيعة بعد هذا التوجيه ؟ جاء في أخبار أصبهان : حدث أحمد بن موسى الحافظ ، ثنا محمد بن أحمد بن عيسى ، ثنا أبو عمرو فيروز بن عبد العزيز بن الخطاب ، قدم علينا أصبهان ، ثنا علي بن عمر الموصلي ، ثنا المعافى بن عمران ، عن الأوزاعي ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أصحاب البدع شر الخلق والخليقة » |
اقتباس:
أخي abu iman هدانا وهداك الله الى الصراط المستقيم ..... ان المحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تأتي من اتباع كل ماأمر به صلوات الله وسلامه عليه واجتناب كل مانهى عنه صلى الله عليه وسلم والمحبة الحقيقية له صلى الله عليه وسلم هو الاقتداء بسنته قولا وفعلا .... وهذا مايريده رسول الله صلى الله عليه وسلم من امته .... اما قولك كيف يعرف اطفالنا وكل من نحبهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ....!!! فهي عن طريق اقتدائهم بأحد افراد اسرتهم الذي هو بدوره يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم باقامة الشعائر واحيائها في المنازل والمساجد من صلاة ونوافل وقراءة القران الكريم والصوم والزكاة وغيرها من العبادات التي بدورها تلقائيا يتشعرها الصغار والكبار ويتقربون اليها ... فاذا كنت تصلي النوافل وتقرا القران الكريم في المنزل والمسجد يوميا ... يأتي شعور الفضول عند الأطفال وحب الاكتشاف في ما تفعله ولماذا تفعله ومن ثم تقليدك فيه وانهم ليسبقونك فيه ... وتأتي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتباعه فيما يرضيه .... فرسول الله صلى الله عليه وسلم يريد ان يخرج امته من الظلمات الى النور كما يرى الله عزوجل ورسوله الكريم ووضعوا لذلك منهج لايزيغ عنه الا هالك ... ويريد مني ومنك ان نقوم بعملنا كما اراد الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم دون ان نبتدع في شيء.. فحفلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم ايا كانت صفتها ونيتها لن تقربنا الى الله زلفى ونحن في اسفل السافلين من حيث التزام بدين الله وسنة نبيه .... فلن يرفع قدرك عند الله ورسوله حفلة مولد النبي ...؟؟؟!! لن يرفع قدرنا عند الجبار وعند رسوله الا اتباع مأمروا به واجتناب مانهو عنه ... وكفى وكما قلنا ... خير خلق الله بعد الأنبياء والرسل هم الصحابة رضوان الله عنهم .... لو رأو في ذلك خير لسبقونا اليه ... ابتدا من الصحابة العشرة المبشرون بالجنة وأهل بيت نبي الله وصحابة رسول الله وقرنهم والذين يلونهم .والذين يلونهم ... ( سبحانك اللهم وبحمدك , اشهد ان لا اله الا انت , استغفرك واتوب اليك ) . |
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
و شكرا |
أعتقد بان الموضوع الاحتفال بالمولد النبوي مازال شائك والعديد من الفتاوي متضاربة حوله...........
لكن أعتقد بانه ليس بالضرورة الاحتفال به كما يفعل البعض حتى لانقع في البدع ............ ولكن من المهم ان نتذكر هذا اليوم العظيم الذي ولد فيه خير البشر وصاحب أعظم رسالة للبشرية والله أعلم فليس لدي علم ولست اهل للفتوى بموضوع كهذا ونتركه لأصحاب الأختصاص................. وجزاكم الله خيرا تقبلو مروري |
اقتباس:
هذا صحيح ياعزيزتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي نور الهدى ماقلتتتتتتتتتيه (لكن أعتقد بانه ليس بالضرورة الاحتفال به كما يفعل البعض حتى لانقع في البدع ............ ) لكن الذي ينبغي ان يعرف أن المولد له حزب خاص لا يعترف بالنصوص الشرعية التتي يستدل بها المانعين للبدع بعد أن اكمل الله دينه وبلغ النبي رسالته صلى الله عليه وآله وسلم 0 |
ماذا بعد المولد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الظاهر أن الأحتفال بالمولد كما قلت وقال آخرون فرح وطرب وانشاد وغناء وعصيدة وهريس بالسمن البحري والعسل الى هناالأمر واضح معاد يحتاج الى تعليق !!! لكن الأمر الغير واضح أن الموالد القادمة والتي بدأت وبعضها في جدول الفعاليات على هامش المناسبة الرسمية الأصلية فرح أم حزن ام الأثنين معا : مولد المشهد مولد الحيب علي مولد الحداد مولد 000 مولد 000 مولللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل للللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللدد ددددددددددددددددددددددددددددددد\ من حضرموت الى جاوىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى هل هي عيد ميلاد ؟أو مناسبة الموت ؟ أو مناسبة أخرى ؟ أم هي اربعينة الأمام الحسين التي تأتي بعد شهر المحرم شهر أحزان الشيعة المضاعفة ؟ أظن الأمر يحتاج الى توضيح !! |
لكن أعتقد بانه ليس بالضرورة الاحتفال به كما يفعل البعض حتى لانقع في البدع ............ ولكن من المهم ان نتذكر هذا اليوم العظيم الذي ولد فيه خير البشر وصاحب أعظم رسالة للبشرية والله أعلم الحمد لله والصلاة على رسول الله اختي اشكرعلى محبتك للنبي عليه السلام وإن كان الامر لايشكر عليه احد ولكني اتسائل لماذا لايحتفل بيوم بعثته عليه الصلاة والسلام وقد قال الله (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ( 36 ) ) ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم } وقال تعالى : كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون } وقال تعالى : لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ولم يقل الله وخلقنا وولد والله اعلم والايات في هذا الباب كثيره ولكن نعوذوا بالله من اتباع الهواء اننا والله نحب النبي عليه الصلاة والسلام اكثر من انفسنا واكثر من اولادنا واموالانا وازواجنا والدنينا كلها ونحب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
من رسالة " حكم الاحتفال بالمولد النبوي "
الشيخ الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله 000 قال في هذه الرسالة : ومن العجائب والغرائب : أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد ي حضور هذه الاحتفالات المبتدعة ، ويدافع عنها ، ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات ، ولا يرفع بذلك رأساً ، ولا يرى أنه أتي منكراً عظيماً ، ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة ، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي ، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين . ومن ذلك : أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد ؛ ولهذا يقومون له محيين ومرحبين ، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ، ولا يتصل بأحد من الناس ، ولا يحضر اجتماعاتهم ، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة ، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة ، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون ( 15 ـ 16 ) : ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة ، وأنا أول شافع ، وأول مُشَفَّعٍ " عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام . فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث ، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة ، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم ، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور ، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سطان . والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به . |
للشيخ مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- في شرحه على الباعث الحثيث كلاماً نفيساً يقول فيه : أن من إحتفل بالمولد النبوي فإنه يخرج من السلفية ومن إطار أهل السنة والجماعة ويصير في عداد أهل البدع بالإجماع.
|
نعم ... سنأكل و نشرب و سنهتز طربا و فرحا و استبشارا بولادة من هدانا إلى الإسلام و هل تريدنا أن نعبس في وجه هذا الشهر الذي شرف بمولد الحبيب المصطفى ألف صلوات الله و سلامه عليه
|
حكم الأحتفال بالمولد النبوي
الشيخ الألباني في مناظرة من يحتفل بالمولد http://www.facebook.com/video/video....71377&comments |
اهنىء العالم الاسلامي بمولد سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وسلم ) وكل عام والأمة الإسلامية في خير وعافية وادام الله ذكر رسول الله على لساني ولسان كل المحبين يابلابل غردي ... بمولد الذكرى وذكرى المولد ... يا هذه الدنيا اشهدي ...إننا بغير محمد لا نقتدي اعاده الله علينا وعليكم بالأمن والأمان وعلى الامة الإسلامية جمعاء بوحدة الصف والأتفاق على كلمة واحده والمحبة في الله0 |
من فتاوي : الحبيب الداعية إلى الله عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ أبن الشيخ أبي بكر بن سالم هل الموالد حرام أم حلال؟ والذي يدعو الأولياء حرام أم حلال؟ مجالس الموالد كغيرها من جميع المجالس؛ إن كان ما يجري فيها من الأعمال صالح وخير، كقراءة القران، والذكر للرحمن، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وإطعام الطعام للإكرام ومن أجل الله تعالى، وحمد الله تعالى، والثناء على رسوله صلى الله عليه وسلم، ودعاء الحق سبحانه، والتذكير والتعليم، وأمثال ذلك مما دعت إليه الشريعة ورغبت فيه؛ فهي مطلوبة ومندوبة شرعاً، يحوز فاعلها إذا أخلص لله الثواب من الله. وإن كان ما يجري فيها مباحاً، ككلام مباح، وطعام وشراب بغير نية إكرام ولا قصد وجه الله تعالى؛ فهي مباحة. وإن كان ما يجري فيها معصية، كغيبة أو نميمة، أو اختلاط النساء بالرجال الأجانب، أو كذب، أوترك صلاة، أو لعن أو سب لمسلم، وأمثالها من المحرمات؛ فهو حرام لا يجوز فعله. وأما الدعاء لأي مخلوق كان؛ فإن كان نداءً لا يقترن به اعتقاد ألوهية في المنادى، ولا استقلال في الأمر بدون إذن الله تعالى؛ فذلك الدعاء هو المشار إليه بقول الله تعالى: ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ) لا شيء فيه ولا إنكار عليه. وإن اقترن باعتقاد شيء مما ذكر؛ فذلك كما هو معلوم خروج عن حقيقة الإيمان بالله وحده لا شريك له. |
فصل في الاحتفال بالمولد الشريف، وذكر أدلة جوازه
من البدع الحسنة الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا العمل لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا فيما يليه، إنما أحدث في أوائل القرن السابع للهجرة، وأول من أحدثه ملك إربل وكان عالمًا تقيًّا شجاعًا يقال له المظفر. جمع لهذا كثيرًا من العلماء فيهم من أهل الحديث والصوفية الصادقين. فاستحسن ذلك العمل العلماء في مشارق الأرض ومغاربها، منهم الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، وتلميذه الحافظ السخاوي، وكذلك الحافظ السيوطي وغيرهم. وذكر الحافظ السخاوي في فتاويه أن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة، ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار في المدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم. وللحافظ السيوطي(1) رسالة سماها "حسن المقصد في عمل المولد"، قال: "فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟ والجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرءان، ورواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف. وأول من أحدث فعل ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدّين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له ءاثار حسنة، وهو الذي عمَّر الجامع المظفري بسفح قاسيون".ا.هـ. قال ابن كثير(2) في تاريخه: "كان يعمل المولد الشريف - يعني الملك المظفر - في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عاقلاً عالمًا عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه. قال: وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحية مجلدًا في المولد النبوي سماه "التنوير في مولد البشير النذير" فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في المُلك إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمود السيرة والسريرة".ا.هـ. ويذكر سبط ابن الجوزي في مرءاة الزمان أنه كان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية(3). وقال ابن خلكان(4) في ترجمة الحافظ ابن دحية: "كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، قدم من المغرب فدخل الشام والعراق، واجتاز بإربل سنة أربع وستمائة فوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي، فعمل له كتاب "التنوير في مولد البشير النذير"، وقرأه عليه بنفسه فأجازه بألف دينار".ا.هـ. قال الحافظ السيوطي: "وقد استخرج له - أي المولد - إمام الحفاظ أبو الفضل أحمد بن حجر أصلاً من السنة، واستخرجت له أنا أصلاً ثانيًا..."ا.هـ. فتبين من هذا أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة حسنة فلا وجه لإنكاره، بل هو جدير بأن يسمى سنة حسنة لأنه من جملة ما شمله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء" وإن كان الحديث واردًا في سبب معين وهو أن جماعة أدقع بهم الفقر جاءوا إلى رسول الله وهم يلبسون النِّمار مجتبيها أي خارقي وسطها، فأمر الرسول بالصدقة فاجتمع لهم شىء كثير فسرّ رسول الله لذلك فقال: "من سنَّ في الإسلام ..." الحديث. |
اقتباس:
|
يقيم المسلمون في شتى بقاع الكون الاحتفالات بيوم ميلاده وتعم الفرحة كل ارجاء المعمورة بهذا اليوم العظيم ويشدو المداح في هذه الاحتفالات بمدائحهم للذات المحمدية وتقراء قصة المولد وجزء من سيرته وشمائله صلى الله عليه وآله وسلم ، أما العلماء في هذه الاحتفالات فعليهم توجية الناس وارشادهم ، وتستلهم من هذه المجالس ومن تلك المناسبات الدروس العظيمة والعبر المستفيضة وتبتهج القلوب فرحا بهذه الرحمة ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) ... وفيما يلي بعض ما جاء في كتب أهل العلم من مشروعية الاحتفال بمولد المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وأدلتهم في ذلك ...
= روى الامام مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه قال (( كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيدا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشاراتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فصوموه أنتم )) وفي صحيح البخاري عن بن عباس رضي الله عنهما قال : (( قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا قالوا هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى قال فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه )) وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الاثنين فقال ( ذاك يوم ولدت فيه ) وقد روى هذا الحديث الامام مسلم والامام أحمد وابن حبان وغيرهم ... أولا : من حديث صيام يوم عاشورا يظهر جليا وواضحا ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقّر اليهود على عملهم وهو الاحتفال والصيام ولم ينكر عليهم ولم يتهمهم بالابتداع بل أمر امته باتباعهم في هذا الامر ... ويعنى هذا ان الصيام مظهر من مظاهر الفرح والابتهاج والاحتفال ... ثانيا : أنه عليه الصلاة والسلام لما سئل عن صيام يوم الاثنين قال ( ذاك يوم ولدت فيه ) ، فهو يحتفل عليه الصلاة والسلام بمولده ويشكر الله بصيام ذاك اليوم .. والصيام مظهر من مظاهر الاحتفال كما مر معنا ... ثالثا : عند النظر الى ما تحتويه سير المولد النبوي التي ألفت من قبل الكثير من العلماء والحفاظ وهي التي تقرأ في معظم احتفالات المولد النبوي ... نجدها لا تتعدى ذكر قصة مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وما ظهر من ارهاصات يوم ميلاده عليه الصلاة والسلام يجتمع الناس على قراءة هذه السيرة ... فهل في هذا الامر ما ينكر ؟؟؟؟؟ ...... رابعا : اذا احتج المنكر على ان صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين لم يثبت انهم فعلوا هذه الاحتفالات ... فهناك ردود كثير يرد بها على ذلك واكتفي بهذا : في وقتنا الحاضر أستحدثت كثير من الأمور ولم ينكرها أحد من العلماء بل عملو بها وأمروا الناس باتباعهم فيها ومنها : تحديد يوم لغسل الكعبة المشرفة واجتماع الناس ووسائل الاعلام على ذلك ... اجتماع المصلين على أمام واحد في صلاة التهجد في العشر الآواخر من رمضان ... الشخص الذي يردد مع الامام التكبيرات ( المبلّغ ) وفي صلاة التراويح ( صلاة القيام أثابكم الله ) .... الاطالة في قنوت وتر رمضان والتغني به والبكاء بصوت مرتفع .... تحديد يوم لختم القرآن العظيم في تراويح شهر رمضان .... استحداث جماعات اسلامية تحت مسيمات جديدة كهئية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها .... قيام اشخاص في الحرم المكي بمراقبة النساء والرجال وتحديد مسارات للنساء وللرجال داخل الحرم .... المخيمات الصيفية التي تقام في انحاء متعددة من البلاد الاسلامية ولها برامجها ومحاضراتها وندواتها وفعالياتها ذات الطابع الاسلامي وهذا مالم يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا صحابته ولا التابعين وغير ذلك الكثير والكثير ... فلماذا لا ينكر العلماء هذه المحدثات كما ينكر البعض الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .. !!! ؟؟؟ خامسا : لا يقتصر من يرى مشروعية الاحتفال بميلاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بيوم محدد كما يعتقد البعض .. ففي كل وقت وفي كل حين تقام هذه الاحتفالات وتقراء قصة ميلاد سيد الرسل وأفضل الخلق صلى الله عليه وآله وسلم ولكن في يوم وتاريخ ميلاده يكون الداعي أقوى ... سادسا : أن الفرح به صلوت ربي وسلامه عليه مطلوب لقوله تعالى ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) وفي الآية الاخرى ( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ) فيأمرنا تعالى ان نفرح بالرحمة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أعظم رحمة أرسلت للعالمين ... سابعا : يكرر جميع الحضور في المولد الصلاة على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لقوله تعالى ( ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) فكم للصلاة عليه من فوائد وأجر وثواب وهذا الأمر مطلوب شرعا ... ثامنا : يشتمل المولد على ذكر مولده الشريف ومعجزاته وسيرته وشمائله ... وكل مؤمن مطالب بمعرفته وبالاقتداء به والتأسي باعماله ... وما كتب في مولده يؤدي ذلك ... تاسعا : كان الشعراء يفدون اليه عليه أفضل الصلاة والسلام ويمدحونه بالقصائد ويجزيهم على ذلك بالطيبات ويقرهم على قصائدهم ويجيزهم عليها .. وفي احتفالات المولد ايضا ينشد المنشدون مدائحهم ويحدون بها ويستمع الحضور الى هذا الانشاد الجميل والمؤثر ... العاشر : استحسن المولد العلماء والمسلمون في جميع البلاد وجرى به العمل في كل الاصقاع وفي الحديث الذي رواه ابن مسعود ( ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رآه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيح ) اخرجه الامام أحمد ف مسنده ... الحادي عشر : يقول الله تعالى ( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ) فهناك حكمة عظيمة في قص أنباء الرسل عليهم السلام وفيه تثبيت لفؤاد المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ، ولا شك اننا في أمس الحاجة الى تثبيت افئدتنا بأنبائه وأخباره أشد من احتياجه هو صلى الله عليه وآله وسلم ... الثاني عشر : قول القائل : ان هذا الامر لم يفعله السلف ، ليس دليلا . بل هو عدم الدليل ... فقد سمى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بدعة الهدى ( سنة ) ووعد من فعلها بالاجر والثواب فقال ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) رواه مسلم وغيره ... الثالث عشر : الاحتفال بالمولد النبوي احياء لذكرى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ... وسترى ان أكثر اعمال الحج احياء لذكريات مشهودة ومواقف محمودة .. كالسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار والذبح بمنى ... الرابع عشر : يقول ابن تيمية في كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم ) : (( فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )) الخامس عشر : ألفت الكتب والمصنفات في قصة المولد النبوي ومن هؤلاء العلماء الحفاظ الذين صنفوا في هذا الباب : = الحافظ محمد بن أبي بكر بن عبدالله القيسي الدمشقي الشافعـي المعروف ( بالحافظ بن ناصر الدين الدمشقي ) = الحافظ عبدالرحيم بن الحسين بن عبدالرحمن المصري الشهير ( بالحافظ العراقي ) = الحافظ محمد بن عبدالرحمن بن محمد القاهري المعروف ( بالسخاوي ) = الحافظ المجتهد ملا علي قاري بن السلطان محمد الهروي صاحب شرح المشكاة .. = الحافظ عماد اسماعيل بن عمر بن كثير صاحب التفسير .. طبع هذا المولد بتحقيق صلاح الدين المنجد = الحافظ وجيه الدين عبدالرحمن بن علي بن محمد الشيباني اليمني الزبيدي الشافعـي المعروف ( بابن الديبع ) . ما يحدث في هذه الاحتفالات ان احدى هذه المؤلفات تقراء و يستمع الناس الى قراءة هذه السيرة العطرة .. ويكثرون من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .... فهل هذه بدعة منكرة ..... ؟؟؟؟ !!!!!! السادس عشر: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على حلقة من أصحابه فقال : (( ما أجلسكم ؟ قالوا : جلسنا نذكر الله عز و جل و نحمده على ما هدانا للإسلام و منّ علينــا بــك ، قال : آلله ما أجلسكم إلا ذلك ؟ قالوا : آلله ما أجلسنا إلا ذلك ، قال : أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ، و إنه أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله عز و جل يباهي بكم الملائكة )) . رواه أحمد والنسائي ومسلم وغيرهم ... فقد أجاب الصحابة رضوان الله عليهم على استفسار الرسول صلى الله عليه وسلم عن سر اجتماعهم بانهم يحمدون الله على هدايتهم للاسلام وعلى أن منّ الله عليهم به صلوات ربي وسلامه عليه ... وقد باهى المولى جلّ وعلا بهم ملائكته ... وهذا الفعل بالطبع فعلوه رضوان الله عليهم دون أمر منه عليه الصلاة والسلام وقد أقرهم عليه وبشرهم بهذا البشارة العظيمة ... أما تخصيص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليوم الاثنين بالصيام ... وجوابه ( ذاك يوم ولدت فيه ) فالمعنى المراد منه ... ان الرسول خصص هذا اليوم بما لم يخصص به يوما آخر بعبادة ارتضاها لهذا اليوم ... تشريفه صلى الله عليه وآله وسلم لهذا اليوم وتخصيصه له بالصيام يجعلنا نعظمه ونتذكره ونحتفل به ... وليس في احتفال المسلمين بيوم الميلاد أي ابتداع فهو في صلب الاتباع لما يحتويه من ذكر لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولشمائلة العطرة وللصلاة عليه ولتذكير الناس ووعظهم من قبل العلماء والوعاظ ... أفي الاتباع ابتداع .... !!!!! كل ما ذكر سابقا في مشروعية المولد انما هو في المولد البعيد عن المخالفات والمنكرات كاختلاط النساء بالرجال والاسراف وكل انواع المحرمات الاخرى ... فما حرمه الشرع يكون محرما في كل احتفالات المولد النبوي ... ويكون هذا التحريم عارضيا لا ذاتيا لمن تأمل ... وهذه بعض الاحاديث التي تدل على استحداث بعض الصحابة أمورا متعددة أقرّها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لهم ومن ذلك : = روى الامام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر (( يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة قال ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي )) . = وقد سن خباب الصلاة لكل مقتول صبرا ركعتيبن .. كما جاء في فتح الباري = عن رفاعة بن رافع الزرقي قال كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال (( سمع الله لمن حمده )) قال رجل وراءه ( ربنا ولك الحمد حمدا طيبا مباركا فيه ) فلما انصرف قال من المتكلم ؟ قال : أنا قال : (( رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول )) .. رواه البخاري قال الحافظ في الفتح : يستدل به على احداث ذكر في الصلاة غير مأثور اذا كان غير مخالف للمأثور .. = عن ابن عمر قال : أتى رجل والناس في الصلاة ، فقال: حين وصل إلى الصف: (( الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلا )) ، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال : (( من صاحب الكلمات ؟ )) قال الرجل: أنا يا رسول الله ! والله ما أردت بهن إلا الخير، قال : (( لقد رأيت أبواب السماء فتحت لهن )) ، قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعتهن .... مصنف عبدالرزاق .. فأنظروا سادتي وفقني الله وأياكم الى الحق كيف أقر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذكر لم يؤثر في الاعتدال وزيادة ذكر لم يؤثر عند افتتاح الصلاة واقر فاعلها باعلى درجات الاقرار ... !!!! = وقد روى الامام البخاري حديث الصحابي الذي كان يؤم جماعة من الانصار ويفتتح كل سورة يقرأها بـ ( قل هو الله أحد ) ثم يقرأ سورة اخرى ولما اتاهم النبي أخبروه فقال (( يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة )) فقال : ( اني أحبها ) فقال النبي (( حبك اياها ادخلك الجنة )) .. فمثل هذا الامر وان كان في ظاهرة مخالفة لفعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الجملة ولكن الأمر أوسع وقد كان سبب ذلك العمل موجب له دخول الجنة ... !!!! فهذه الاحاديث كلها في الصلاة وهي أهم أعمال العبادات والرسول يقول ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ومع ذلك قبل هذه الاجتهادات لانها ليست خارجة عن ما حدده الشارع .. ومن ذلك يؤخذ ما أصله العلماء ( ان كل عمل يشهد له الشرع بالطلب ولم يصادم نصا ولا تترتب عليه مفسدة فليس داخلا في حدود البدعة بل هو من السنة وان كان غيره افضل ) ... = عن أبي سعيد الخدري (( أن رجلا سمع رجلا يقرأ ( قل هو الله أحد ) يرددها فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكان الرجل يتقالها ، فقال النبي صلى الله عليه ( وسلم والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن ) ... )) .... رواه البخاري = عن علي كرم الله وجهه قال : (( كان أبو بكر رضي الله عنه يخافت بصوته إذا قرأ ،،، وكان عمر رضي الله عنه يجهر بقراءته ،,,, وكان عمار رضي الله عنه إذا قرأ يأخذ من هذه السورة وهذه ،,,, فذكر ذاك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لأبي بكر رضي الله عنه : ( لم تخافت ) ؟ قال : إني لأسمع من أناجي ،، وقال لعمر رضي الله عنه : ( لم تجهر بقراءتك ؟ ) قال : أفزع الشيطان وأوقظ الوسنان ، وقال لعمار : ( ولم تأخذ من هذه السورة وهذه ؟ ) قال : أتسمعني أخلط به ما ليس منه ؟ قال : لا ، قال : { فكله طيب } )) ... فبعد ان استوضح عليه الصلاة والسلام منهم عن مقاصدهم لم ينكر عليهم ... أليس في هذا الحديث معاني يجب ان ندركها ، ومفاهيم يجب ان نستنبطها .... !!!!!! وفيه اقرار من الرسول على هذا التحديد والاقتصار على هذه السورة .... احاديث الرقية المتكرره في كتب الصحاح وعمل الصحابة واقرار الرسول ... وهناك احاديث كثيرة في هذا المنوال وكلها اقرار من الرسول لصحابته على كثير من اعمال الخير التي لم يسبق ان امرهم بها وبدأوها وعندما سمعها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو علم بها ثناء عليهم وأقرهم عليها وجميعها تندرج تحت الاحكام الشرعية ... وقد قال سيدنا عمر عن اجتماع الناس لصلاة التراويح ( نعمت البدعة ) .... فالمقصود هو : (( ان كل محدث وافق شرع الله فلا باس به كما دلت على ذلك احاديث الرسول الصريحة وكلام العلماء واجتماعهم على قبولها )) ... = وقد روى الامام أحمد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( : أيها الناس ، عليكم بالجماعة ، و إياكم و الفرقة ، أيها الناس ، عليكم بالجماعة و إياكم و الفرقة ، ثلاث مرار . )) ... = وقال عليه الصلاة والسلام (( إن الله أجاركم من ثلاث خلال أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق وأن لا تجتمعوا على ضلالة )) رواد ابوداوؤد وقد أجمعت امة الاسلام بعلمائها وعامتها على جواز واستحسان الاحتفال بالمولد النبوي ففي افريقيا واندونوسيا ودول المغرب واليمن ومصر والسودان وغيرها من دول الاسلام يحتفل المسلمون بهذه المناسبة العظيمة ... أليس في ذلك اجماع ؟؟؟ !!!!! هذه الاجتماعات والاحتفالات بالمناسبات الدينية داخلة في حيز المطلوب الذي اقر الرسول مثله وطلبه طلبا عاما كما أقر المجتمعين للذكر ..وذلك للاتي : 1- انها اجتماعات خير ( الخالية من المنكرات والمفاسد بالطبع ) فالمولى جل وعلا يقول ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) ... 2- ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يترك العمل خشية أن يشق على أمته أو أن يفرض عليهم كما في حديث قيام رمضان أو حديث السواك ... فشفقته على امته منعته من فعل أشياء كان يحب فعلها .. فاذا ترك مثل هذه الاحتفالات بالذكريات الاسلامية فلا يدل تركه على منعها سيما وهو مشغول بما هو أهم وأعظم ولكنه ترك لنا أصولا وقواعد نستند اليها ونحتكم فيما يستحدث من خير لا يخالف الشرع .. 3- ان الرسول صلى الله عليه وسلم أقر أصل الاجتماع على الذكر كما في حديث ابي سعيد عن معاوية ويكفي ان الله يباهي بهم ملائكته .. 4- ان اقراراته صلى الله عليه وآله وسلم لما حدث في زمنه من فعل الخير ويدخل في ثناياه الطلب العام حري بان يحتذى به ويسار على نهجه ... فيوم مولده يوم يعتز به المسلمون ويذكرون سيرته وأخلاقه وقد أشار اليه بقوله ( ذاك يوم ولدت فيه ) .. وفي القرآن الكريم ذكر لميلاد موسى وعيسى ويحي عليهم السلام ... والاوامر المتكررة بذكر الانبياء (( واذكر في الكتاب ابراهيم ... واذكر في الكتاب موسى ... واذكر في الكتاب اسماعيل )) وغيرهم .. فهل المطلوب ذكر اسماءهم فقط ، أم تذكر سيرهم واحوالهم والمواعظ والعبر والدروس المستنبطة من ذلك .. 5- من القواعد المقررة ان لا ينتقد المختلف عليه ، وانما ينكر المتفق عليه ... سيدنا ورسولنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم شفيق رحيم بأمته حريص على التخفيف عنها في التكاليف . وقد يترك فعل العمل خوفا ان يفرض على أمته ... واليكم بعض الادلة : = عن عائشة رضي الله عنها قالت (( إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم )) ... رواه البخاري وغيره = وعن عائشة ايضا في ذكر صلاته صلى الله عليه وآله وسلم بعد العصر ، قالت وكان لا يصليها في المسجد مخافة أن تثقل على أمته وكان يحب ما خف عليهم ... وهذا ايضا في البخاري = جاء هذا المعنى في كثير من المواضع كا السواك وتأخير صلاة العشاء الى ثلث الليل ."لولا أن أشق على أمتي " .. = وفي البخاري ايضا ( يسروا ولا تعسروا ) ... ففي هذه الادلة رد على من يبدع الناس على فعل الخير بحجة ان الرسول لم يفعله .. فقد ترك عليه الصلاة والسلام التحية والصلاة قبل الجمعة مع حثه عليها وعلى الصلاة بين يدي كل فريضه لانشغاله بما هو أهم ... وقد قال العلماء : ان عدم الفعل لا يدل على المنع اطلاقا ... فاذا كانت ادلة الطلب العامة تدعو اليه والى مثله او أي وسيلة نفع عام صار ذلك الحدث داخلا في اطار السنة ... وقد قال ابن تيمية في كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم ) : (( وقد يثاب بعض الناس على فعل المولد ...... الخ وايضا ... " فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه اجر لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم" )) .... ..... وختاما :الاحتفال بالمولد النبوي وسيلة من وسائل التقرب الى الله من خلال الصدقات التي تتم فيه وقرأة ما تيسر من الذكر الحكيم وسرد سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقصة ميلاده وما يستنبط من ذلك من مواعظ وعبر ، بالاضافة الى المحاضرات والدروس التي يلقيها العلماء في هذه المحافل .... والاناشيد والمدائح التي يشدو بها المنشدين ، والادلة في مشروعية هذا العمل كثيرة وماهذه الا قليل من كثير ... وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين |
اقتباس:
كل هذا رد عليه وهو مدون يعرفه من أراد الحق فكما قال الشيخ الألباني للرجل المحتفل بالمولد حين قال كله خير قال له : هل نحن أحرص على الخير من الصحابة ؟قال له لا 0 رد عليه الشيخ رحمه الله قل لي لماذا ترك هذا الصحابة وهم أحرص من الخير منا ؟ هذا أولاً أما ثانياً: فنقلك عن أبن تيمية لم تكمل بقية العبارة لشيخ الإسلام حسناً: وأنظرها في ردنا لصاحبك بوسراج في ملف جنازة أبن تيمية في محله آخر مشاركة لي ونقول لك الله الله في الأمانة العلمية عند النقل حتى ولو كان يعارض مانحن عليه0 والله الموفق |
مناظرة مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي
الشيخ الألباني : الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر ؟ محاور الشيخ : خير . الشيخ الألباني : حسناً ، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟ محاور الشيخ : لا . الشيخ الألباني : أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل . محاور الشيخ : إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له . الشيخ الألباني : هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟ محاور الشيخ : التوحيد . الشيخ الألباني : أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذل فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة . نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً . ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام : 1. قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به )) . فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه . صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها . فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟ محاور الشيخ : معك تماماً . الشيخ الألباني : جزاك الله خيراً . إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به )) نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد : هذا المولد خيرٌ – في زعمكم - ؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه . فإن قالوا : قد دلنا عليه . قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً . ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !! فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام . لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك . ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه . أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها . فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟ محاور الشيخ : من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور الشيخ الألباني : عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟ محاور الشيخ : لا . الشيخ الألباني : إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية . فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟ محاور الشيخ : هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟ الشيخ الألباني : هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام . محاور الشيخ : بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد . الشيخ الألباني : إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً : الإسلام ككل من هو أعلم به ؟ محاور الشيخ : طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته . الشيخ الألباني : هذا الذي نريده منك بارك الله فيك . ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة (( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) . لسنا على كل حال في هذا الصدد . وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف . وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟ محاور الشيخ : لا ، لا شك فيه . الشيخ الألباني : فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح . الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ، كيف خفي هذا الخير عليهم ؟! لابد أن نقول أحد شيئين : علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا – ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟! ؛ فإن قلنا : علموه ؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! – لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟! هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟! أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ : (( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ )) . أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟! لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح : (( من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد )) يعني عبد الله بن مسعود . " غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد . هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير . لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟ محاور الشيخ : الحمد لله . الشيخ الألباني : جزاك الله خيراً . هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل . وأذكرك بمثل قول الله تعالى : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً)) الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد . هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟ ويوم أُنزلت هذه الآية : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟ أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع . فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام . وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال : " من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة " . وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟ قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً)) فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه . متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية ! فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟! هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين . هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين : "فمالم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً". اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة . كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟! الإمام مالك من أتباع التابعين ، وهو من الذين يشملهم حديث : (( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) . يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً ، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " . بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل : (( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به )) . لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب : هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين : أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً . ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة . هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع . وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟ قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .)) ما معنى هذا الكلام ؟ كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟! أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ . وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين . وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم )) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى : ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)) . فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه . الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه . الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟ لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟! هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود : ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)) هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !! نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون . فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!! وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)) وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : (( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )) وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك )) . فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه . وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم : (( أبى الله أن يقبل توبة مبتدع )) . والله تعالى يقول : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)) وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة محاور الشيخ : قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟ الشيخ الألباني : نعم محاور الشيخ : فيه ثواب هذا الخير من الله ؟ الشيخ الألباني : كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟ أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟ محاور الشيخ : لا، لا جواب عندي . الشيخ الألباني : قال الله تعالى : ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)) وكذلك يقول الله تعالى : ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31 (( لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: ( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟) ، فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم))). وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى . مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1 |
ذكر فإن الذكرى تنفع المؤ منين
جـــــزاكـــــم الله اخــــوانـــي خيراًعـــــلى الــتــــنـــبـــيــــه جعل الله ذلك فــي صـــفـــحـــات أعـــمــالــكم الـخــيـــره |
بــــســـــم الله الــــرحـــــمــــن الــــرحـــيــم
بعد التصفح في سقيفة (اسلاميات)وللاسف انا مالاحظته ان كل المشاركات في هذه السقيف كلها عذه السقيفه من اولها الى آخرهاقصايد معاد شي يذكر الا القصايد ولماذا ان لايكون ذكر للحضارم الذين بذلوا قصارا جهودهم في ارجا المعمور لخدمة الدين الاسلامي سوا في آسيا وافريقيا بشرقها وغربها |
بسم الله الرحمن الرحيم
|
موضوع جيد في مناسبة المولد
|
جزاك الله كل خير
|
وو موضوع جيد عن المولد
|
الساعة الآن 01:02 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir