مشاركة جميلة منك أستاذي الكريم عقيل بالربيعة وكما هو معروف أن مسمى القرار في المجتمع الشبامي يطلق على المشايخ وهذه الطبقة ظهر منها الكثير من العلماء الأجلاء والصالحين والفضلاء والوجهاء والأعيان والأدباء والحكماء والتجار , ولكن عُرفوا بمسمى (القرار) لأنهم مشايخ البلاد وأهل الحل والعقد فيها منذ مئات السنين وكما سمعت من بعض كبار السن من أهلنا في شبام وغيرها أن كلمة القرار مأخوذة من اتخاذ القرار فكان الأعيان والوجهاء من مشايخ شبام يجتمعون فيما بينهم ويتخذون القرارات ويصدرونها لما فيه خير وصالح لمدينتهم في جميع النواحي الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ..

أما بالنسبة لكلمة (قروي) فجمعها قرويين أو قروان (كما هو دارج في حضرموت) ومن الخطأ القول أن جمع كلمة قرار هي قروان (وهذا شائع ومنتشر وأصبح البعض لا يفرق بين القرار وهم (أهل شبام) والقروان وهم في بعض المجتمعات الحضرمية الأخرى) .. فالقروان جمع والقروي مفردها وهم (أي القروان) في غير شبام طبقة أدنى وهم طبقة ملاك الأراضي الزراعية (ويسمون في بعض المجتمعات بالفلاحين) وصغار التجار ..

أما في شبام فيقال القرار وهم طبقة المشايخ وأهل العلم والصلاح حيث برز منهم أئمة صالحون وعلماء وفقهاء أجلاء وحكماء وأدباء ووجهاء وأعيان وتجار منذ مئات السنين واشتهروا في داخل حضرموت وخارجها وتركوا من بعدهم بصمات واضحة وذكرى طيبة وحسنة أينما حلوا وارتحلوا ..

وإضافة إلى ما كتب الأستاذ عقيل بالربيعة فمن مشايخ شبام آل باجرش وآل بلفقيه وآل معاشر وآل جبر وآل جرهوم وآل شعيب وآل بن مبارك وآل عباد وآل مشغان وآل سديس وبعض هذه الأسر هي امتداد لأسر كبيرة وعريقة ولكن اشتهرت بألقاب أخرى وأصبحت تعرف بها مثل آل لعجم وآل عباد هم أصلاً من آل باذيب ولكن اشتهروا بهذه الألقاب وأيضاً آل حميد وآل مشغان هم من آل باشراحيل وأيضا آل سديس وهم من آل عقبة وهنالك آل معلم وهم من آل بلفقيه وغيرها من ألقاب هذا والله تعالى أعلم ..

وما كتبته هنا ليس تعصباً أو تفاخراً أو عنصرية فلا فرق بين عربي وأعجمي ولا أبيض وأسود إلا بالتقوى كلكم لآدم وآدم من تراب ..ولكن من باب العلم والمعرفة بالشيء وللتوضيح فقط .. فهذه المسميات والطبقات وُجدت وفُرضت في مجتمعاتنا منذ مئات السنين ولكل طبقة من هذه الطبقات دورها الخاص والبارز في المجتمع الذي يميزها عن غيرها وكل طبقة مكملة للأخرى ويبقى الود والاحترام والتقدير متبادل فيما بينهم .. إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ..

ولأن الشيء بالشيء يذكر فأختم مشاركتي هذه بما قاله علامة حضرموت ومفتيها السيد عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف في كتابه إدام القوت (ص 519) عن شبام وأهلها :

أَنَّ شباماً مِنْ كراسي حَضْرَمَوْتَ , بل لا مدينة في حَضْرَمَوْتَ إلاَّ هيَ وتريمُ , هاتانِ المدينتانِ المذكورتانِ في التَّواريخِ فقط , ويكادُ أَنْ يكونَ ما يتعلَّق بشبامٍ ومَنْ سكنَها مِنَ المشايخِ والعلماءِ , ومَنْ لَهُ فيها أَثرٌ مِنْ مسجدٍ وغيره مِنْ دائِمِ النَّفعِ , يكوَّنُ نبذةً صالحةً .

ولأَهلِها مناقبُ كثيرةٌ , ومحاسنُ شهيرةٌ , ولاسيَّما في الورَعِ وصِدْقِ المعاملةِ معَ الله وحمل الكَلَّ , وفِعلِ المعروفِ , والإعانةِ على نوائِبِ الحقّ .