سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   سقيفة عذب القوافي (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=24)
-   -   الأقوال المليحة في الأشعار العامية والفصيحة (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=130178)

مبارك بوشندل 09-30-2013 09:37 PM

الأقوال المليحة في الأشعار العامية والفصيحة
 
اقتباس:

اقتباس:

اقتباس:

سأحاول بقدر جهد المقل أن أنقي لعمار السقيفة ما كان مليحاً في الشعر العامي والفصيح وسأجتهد أن يكون بعبارة سهلة بعيدة عن تعقيد المُفرِطِين وعن تساهل المفرِّطين.
سأركز إن شاء الله على ما يكون قريباً من القلب وما تحبه النفس وتميل إليه, مع شرح ما يحتاج للشرح من مفردات غريبة ومن الله التوفيق والسداد.




سنبدأ بشاعر فحل هو:

أبو ذُؤَيب الهذلي
خويلد بن خالد بن محرِّث أبو ذُؤيب من بني هذيل بن مدركة المضري.
شاعر فحل، مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وسكن المدينة واشترك في الغزو والفتوح، وعاش إلى أيام عثمان فخرج في جند عبد الله بن سعد بن أبي السرح إلى إفريقية سنة (26 هـ) غازياً.
فشهد فتح أفريقية وعاد مع عبد الله بن الزبير وجماعة يحملون بشرى الفتح إلى عثمان، فلما كانوا بمصر مات أبو ذؤيب فيها. مدركة المضري.
وسأتعرض لأبيات له من املح الشعر وأعذبه وقد قيل إن( أعذب الشعر أكذبه ) وهي:
أمـا , والـذي أبكـى وأضـحـك والــذي
أمـــات وأحـيـا والـذي أمـــره الأمــــر
لقد كنت آتيها , وفي النفس هجرها
بتاتـاً لأخـرى الـدهـر مـا طـلـع الـفـجـر
فــمــا هـــــو إلا أن أراها فــجـــأة
فـأبـهـت , لا عــــرفّ لــــدي ولا نــكــر
وأنسى الذي قد كنـت فيـه هجرتهـا
كمـا قـد تنسـيّ لـب شاربهـا الخمـر
وما تركت لـي مـن شـدا أهتـدي بـه
ولا ضـلــع إلا وفــــي عـظـمـهـا وقــــر
وقـد تركتنـي أغبـط الـوحـش أن أرى
أليـفـيـن مـنـهـا لا يروعـهـمـا الــذعــر
ويمنعني مـن بعـض انكسار ظلمهـا
إذا ظلمـت يومـاً وان كـان لــي عــذر
مخـافـة أن قـــد عـلـمـت لـئــن بـــدا
لي الهجر منها ما على هجرهـا صبـر
وأنــي لا ادري إذا الـنـفـس أشـرفــت
علـى هجرهـا :ما يبلـغـن بــه الهـجـر
أبــــى الـقـلــب إلا حـبـهــا عـامـريــة
لهـا كنيـة عمـرو , وليـس لهـا عمـرو
تـكــاد يـــدي تـنــدى إذا ما لمسـتـهـا
وينبـت فـي أطرافـهـا الــورق النـضـر
وإنـــي لـتـعـرونـي لــذكــراك هــــزة
كـمـا أنتـفـض العصـفـور بلله الـقـطـر
تمـنـيـت مـــن حـبــي عـلـيــه أنــنــا
على رمثٍ في البحر , ليس لـه وفـر
عجبـت لسعـي الدهـر بينـي وبينهـا
فلما أنقضـى مـا بيننـا سكـن الدهـر
فيا حب ليلى قد بلغـت بـي المـدى
وزدت عـلـي ما لـيـس يبلـغـه الهـجـر
وياحبـهـا زدنــي جـــوى كـــل لـيـلـة
ويا سـلـوة الأيـــام مـوعــدك الـحـشـر
هجرتـك حتـى قيل لا يعـرف الهوى
وزرتـك حتـى قلـت : ليـس لـه صـبـر
فـيـا حـبـذا الأحـيـاء مـادمـت فـيـهـم
ويـا حـبـذا الأمـــوات مـا ضـمـك الـقـبـر

الأبيات في مجملها فيها جمال وروعة ورقة وصدق مشاعر:
فــمــا هـــــو إلا أن أراها فــجـــأة
فـأبـهـت , لا عــــرفّ لــــدي ولا نــكــر
وأنسى الذي قد كنـت فيـه هجرتهـا
كمـا قـد تنسـيّ لـب شاربهـا الخمـر
وهذا هو حال المحبين في كل زمان ومكان, إذا رأى من يحب فرح باللقاء ونسي ما كان بينهما من جفاء.
للموضوع بقية.

الخليفي الهلالي 09-30-2013 09:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مبارك بوشندل (المشاركة 784263)
سأحاول بقدر جهد المقل أن أنقي لعمار السقيفة ما كان مليحاً في الشعر العامي والفصيح وسأجتهد أن يكون بعبارة سهلة بعيدة عن تعقيد المُفرِطِين وعن تساهل المفرِّطين.
سأركز إن شاء الله على ما يكون قريباً من القلب وما تحبه النفس وتميل إليه, مع شرح ما يحتاج للشرح من مفردات غريبة ومن الله التوفيق والسداد.
سنبدأ بشاعر فحل هو:
أبو ذُؤَيب الهذلي
خويلد بن خالد بن محرِّث أبو ذُؤيب من بني هذيل بن مدركة المضري.
شاعر فحل، مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وسكن المدينة واشترك في الغزو والفتوح، وعاش إلى أيام عثمان فخرج في جند عبد الله بن سعد بن أبي السرح إلى إفريقية سنة (26 هـ) غازياً.
فشهد فتح أفريقية وعاد مع عبد الله بن الزبير وجماعة يحملون بشرى الفتح إلى عثمان، فلما كانوا بمصر مات أبو ذؤيب فيها. مدركة المضري.
وسأتعرض لأبيات له من املح الشعر وأعذبه وقد قيل إن( أعذب الشعر أكذبه ) وهي:
أمـا , والـذي أبكـى وأضـحـك والــذي
أمـــات وأحـيـا والـذي أمـــره الأمــــر
لقد كنت آتيها , وفي النفس هجرها
بتاتـاً لأخـرى الـدهـر مـا طـلـع الـفـجـر
فــمــا هـــــو إلا أن أراها فــجـــأة
فـأبـهـت , لا عــــرفّ لــــدي ولا نــكــر
وأنسى الذي قد كنـت فيـه هجرتهـا
كمـا قـد تنسـيّ لـب شاربهـا الخمـر
وما تركت لـي مـن شـدا أهتـدي بـه
ولا ضـلــع إلا وفــــي عـظـمـهـا وقــــر
وقـد تركتنـي أغبـط الـوحـش أن أرى
أليـفـيـن مـنـهـا لا يروعـهـمـا الــذعــر
ويمنعني مـن بعـض انكسار ظلمهـا
إذا ظلمـت يومـاً وان كـان لــي عــذر
مخـافـة أن قـــد عـلـمـت لـئــن بـــدا
لي الهجر منها ما على هجرهـا صبـر
وأنــي لا ادري إذا الـنـفـس أشـرفــت
علـى هجرهـا :ما يبلـغـن بــه الهـجـر
أبــــى الـقـلــب إلا حـبـهــا عـامـريــة
لهـا كنيـة عمـرو , وليـس لهـا عمـرو
تـكــاد يـــدي تـنــدى إذا ما لمسـتـهـا
وينبـت فـي أطرافـهـا الــورق النـضـر
وإنـــي لـتـعـرونـي لــذكــراك هــــزة
كـمـا أنتـفـض العصـفـور بلله الـقـطـر
تمـنـيـت مـــن حـبــي عـلـيــه أنــنــا
على رمثٍ في البحر , ليس لـه وفـر
عجبـت لسعـي الدهـر بينـي وبينهـا
فلما أنقضـى مـا بيننـا سكـن الدهـر
فيا حب ليلى قد بلغـت بـي المـدى
وزدت عـلـي ما لـيـس يبلـغـه الهـجـر
وياحبـهـا زدنــي جـــوى كـــل لـيـلـة
ويا سـلـوة الأيـــام مـوعــدك الـحـشـر
هجرتـك حتـى قيل لا يعـرف الهوى
وزرتـك حتـى قلـت : ليـس لـه صـبـر
فـيـا حـبـذا الأحـيـاء مـادمـت فـيـهـم
ويـا حـبـذا الأمـــوات مـا ضـمـك الـقـبـر

الأبيات في مجملها فيها جمال وروعة ورقة وصدق مشاعر:
فــمــا هـــــو إلا أن أراها فــجـــأة
فـأبـهـت , لا عــــرفّ لــــدي ولا نــكــر
وأنسى الذي قد كنـت فيـه هجرتهـا
كمـا قـد تنسـيّ لـب شاربهـا الخمـر
وهذا هو حال المحبين في كل زمان ومكان, إذا رأى من يحب فرح باللقاء ونسي ما كان بينهما من جفاء.
للموضوع بقية.

متابعين يابوشندل ولو أني ارى أن مكانه سقيفة الشعر الفصيح وهذا رآي غير ملزم.

تحياتي؛؛؛؛؛

يماني وشامخ كياني 09-30-2013 10:13 PM

تحيه لمثل هذا الزاد الدسم

شكرا للإخ الحبيب مبارك بوشندل

support 10-01-2013 12:51 AM

موضوع كهذا رائع جداً ومفيد جداً , أرى أنه يستحق التثبيت وسأقوم بتثبيته بعد إذن مشرفي سقيفة عذب القوافي ,
من القلب شكراً مبارك ابو شندل , ولو بعد إذنك ياحبذا لو قمت بتنسيق الموضوع ولو بتغيير الوان الكتابة فيه ,

شكراً لك يا غالي ,
وتم التثبيت ,,

Support

مبارك بوشندل 10-01-2013 01:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخليفي الهلالي (المشاركة 784268)
متابعين يابوشندل ولو أني ارى أن مكانه سقيفة الشعر الفصيح وهذا رآي غير ملزم.

تحياتي؛؛؛؛؛

أحسنت ايها الأخ والمشرف العزيز والله لكم وحشة.
عنوان الموضوع ( الأقوال المليحة في الإشعار العامية والفصيحة ) لذلك سنتطرق فيه للشعر العامي والفصيح وأرى أن مكانه مناسباً هنا.
لك مني كل التقدير والاحترام.

مبارك بوشندل 10-01-2013 01:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يماني وشامخ كياني (المشاركة 784271)
تحيه لمثل هذا الزاد الدسم

شكرا للإخ الحبيب مبارك بوشندل

ولك مني كل الشكر.

مبارك بوشندل 10-01-2013 01:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة support (المشاركة 784287)
موضوع كهذا رائع جداً ومفيد جداً , أرى أنه يستحق التثبيت وسأقوم بتثبيته بعد إذن مشرفي سقيفة عذب القوافي ,
من القلب شكراً مبارك ابو شندل , ولو بعد إذنك ياحبذا لو قمت بتنسيق الموضوع ولو بتغيير الوان الكتابة فيه ,

شكراً لك يا غالي ,
وتم التثبيت ,,

Support

أعتز بآرائكم. وارجو عمل ماتراه مناسباً من تنسيق في حالة عدم التنسيق.
تقبل كل الود والتقدير.

مبارك بوشندل 10-01-2013 02:01 PM

الوقفة الثانية:
عود على بدء.... إن سبب اختياري لهذا الموضوع للشاعر الهذلي,1: ينطبق على حالي مع السقيفة التي قدر علي هجرها:
وأنــي لا ادري إذا الـنـفـس أشـرفــت
علـى هجرهـا :ما يبلـغـن بــه الهـجـر

أبــــى الـقـلــب إلا حـبـهــا عـامـريــة ( حضرمية )
لهـا كنيـة عمـرو , وليـس لهـا عمـرو

2: الأستهلال الجميل في القصيدة:
أمـا والـذي أبكـى وأضـحـك والــذي
أمـــات وأحـيـا والـذي أمـــره الأمــــر

ففيه تضاد:
البكى والضحك, الموت والحياة, وختم البيت بأن الأمر كله اليه جل جلاله.
3: الألفاظ المعبرة المنبعثة من داخل القلب التي تصور حال العاشق الولهان المتيم الذي أعمى الحب بصيرته فكان لسان حاله:
تـكــاد يـــدي تـنــدى إذا ما لمسـتـهـا
وينبـت فـي أطرافـهـا الــورق النـضـر

4: خروج الشاعر عن جادة الصواب فأصبحت لديه محبوبته ان كانت في الأحياء فهو حي, وان كانت في الأموات يحبذ ذلك:
فـيـا حـبـذا الأحـيـاء مـادمـت فـيـهـم
ويـا حـبـذا الأمـــوات مـا ضـمـك الـقـبـر

على كل حال القصيدة سهلة الأبيات واضحة المعاني والى لقاء مع الشعر العامي في الحلقة القادمة ان شاء الله.

شهد الملكه 10-01-2013 11:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مبارك بوشندل (المشاركة 784263)
سنبدأ بشاعر فحل هو:[/SIZE]
أبو ذُؤَيب الهذلي
خويلد بن خالد بن محرِّث أبو ذُؤيب من بني هذيل بن مدركة المضري.
شاعر فحل، مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وسكن المدينة واشترك في الغزو والفتوح، وعاش إلى أيام عثمان فخرج في جند عبد الله بن سعد بن أبي السرح إلى إفريقية سنة (26 هـ) غازياً.
فشهد فتح أفريقية وعاد مع عبد الله بن الزبير وجماعة يحملون بشرى الفتح إلى عثمان، فلما كانوا بمصر مات أبو ذؤيب فيها. مدركة المضري.
وسأتعرض لأبيات له من املح الشعر وأعذبه وقد قيل إن( أعذب الشعر أكذبه ) وهي:
أمـا , والـذي أبكـى وأضـحـك والــذي =
أمـــات وأحـيـا والـذي أمـــره الأمــــر=
لقد كنت آتيها , وفي النفس هجرها=
بتاتـاً لأخـرى الـدهـر مـا طـلـع الـفـجـر=
فــمــا هـــــو إلا أن أراها فــجـــأة=
فـأبـهـت , لا عــــرفّ لــــدي ولا نــكــر=
وأنسى الذي قد كنـت فيـه هجرتهـا=
كمـا قـد تنسـيّ لـب شاربهـا الخمـر=
وما تركت لـي مـن شـدا أهتـدي بـه =
ولا ضـلــع إلا وفــــي عـظـمـهـا وقــــر=
وقـد تركتنـي أغبـط الـوحـش أن أرى=
أليـفـيـن مـنـهـا لا يروعـهـمـا الــذعــر=
ويمنعني مـن بعـض انكسار ظلمهـا =
إذا ظلمـت يومـاً وان كـان لــي عــذر=
مخـافـة أن قـــد عـلـمـت لـئــن بـــدا =
لي الهجر منها ما على هجرهـا صبـر=
وأنــي لا ادري إذا الـنـفـس أشـرفــت=
علـى هجرهـا :ما يبلـغـن بــه الهـجـر=
أبــــى الـقـلــب إلا حـبـهــا عـامـريــة=
لهـا كنيـة عمـرو , وليـس لهـا عمـرو=
تـكــاد يـــدي تـنــدى إذا ما لمسـتـهـا=
وينبـت فـي أطرافـهـا الــورق النـضـر=
وإنـــي لـتـعـرونـي لــذكــراك هــــزة=
كـمـا أنتـفـض العصـفـور بلله الـقـطـر=
تمـنـيـت مـــن حـبــي عـلـيــه أنــنــا=
على رمثٍ في البحر , ليس لـه وفـر=
عجبـت لسعـي الدهـر بينـي وبينهـا=
فلما أنقضـى مـا بيننـا سكـن الدهـر=
فيا حب ليلى قد بلغـت بـي المـدى=
وزدت عـلـي ما لـيـس يبلـغـه الهـجـر=
وياحبـهـا زدنــي جـــوى كـــل لـيـلـة=
ويا سـلـوة الأيـــام مـوعــدك الـحـشـر=
هجرتـك حتـى قيل لا يعـرف الهوى =
وزرتـك حتـى قلـت : ليـس لـه صـبـر=
فـيـا حـبـذا الأحـيـاء مـادمـت فـيـهـم=
ويـا حـبـذا الأمـــوات مـا ضـمـك الـقـبـر=

الأبيات في مجملها فيها جمال وروعة ورقة وصدق مشاعر:
فــمــا هـــــو إلا أن أراها فــجـــأة
فـأبـهـت , لا عــــرفّ لــــدي ولا نــكــر
وأنسى الذي قد كنـت فيـه هجرتهـا
كمـا قـد تنسـيّ لـب شاربهـا الخمـر
وهذا هو حال المحبين في كل زمان ومكان, إذا رأى من يحب فرح باللقاء ونسي ما كان بينهما من جفاء.
للموضوع بقية.

ترفع للإطلاع بعد تنسيقها .

مبارك بوشندل 10-03-2013 05:51 AM

الوقفة الثالثة:
مع السيد المحضار وما أدراك ما المحضار وهو:
حسين أبوبكر المحضار المولود في مدينة الشحر عام 1350هـ الموافق 1930م،
وهو حفيد الشاعر الشعبي المعروف " حسين بن حامد المحضار " وجده لأمه الشاعر الشعبي المعروف أيضا صالح بن أحمد خمور.
تلقى تعليمه الأول في مدرسة مكارم الأخلاق في الشحر ، ثم انتقل إلى رباط الشحر وأتم تعليمه هناك دارسا القرآن الكريم وعلومه والفقه والتوحيد وآداب اللغة والنقد..
نظم الشعر في سن مبكر وشارك في مجالس الدان الحضرمي، وفي الرابعة عشر من عمره بدأ المحضار كتابة الشعر، وفي السادسة عشر من عمره أصبح الناس يرددون كلماته ويغنون ألحانه.
ولقد تميز شعر المحضار بعدم التكلف لأنه كان يقوله عفوي.
ولقد توفي الشاعر يوم السبت 29/10/1420هـ الموافق 5/2/2000م وذلك في مدينة الشحر مسقط رأسه.
رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه الفردوس الأعلى.
يمر علي البيت والبيتان, والقصيدة والقصيدتان من شعر ( أبو محضار ) ولكن الذي لفت نظري وأوقفني حائرًا منبهراً التعبير الذي لا يخطر علي بالي وليس صعباً ولا غريبا على شاعرٍ مثل المحضار:
لابد من ساعة بها تعرف قدر حبي
وتعرف انك لم تكن معشوق الا بي
شقيت لك نصفين من روحي ومن قلبي
واخترت ما تختار نار بعدك يا حبيبي نار والله نار

والقول المعجز والتعبير البليغ في قوله:
( شقيت لك نصفين من روحي ومن قلبي )
حاولت أن أجد تعبيراً أجمل أو أشبه له فما وجدت لماذا؟ لأن المحضار جعل محبوبه قسيمه في أجمل ما يملك, بل في التكوين الآدمي الذي هو ( روح وجسد ) وقاسمه في روحه وفي جسده الذي ملكه الله اياهما.
فما أجملها من عبارة وما أملحه وأصدقه من تعبير
.

مبارك بوشندل 10-03-2013 05:53 AM

الوقفة الثالثة:
مع السيد المحضار وما أدراك ما المحضار وهو:
حسين أبوبكر المحضار المولود في مدينة الشحر عام 1350هـ الموافق 1930م،
وهو حفيد الشاعر الشعبي المعروف " حسين بن حامد المحضار " وجده لأمه الشاعر الشعبي المعروف أيضا صالح بن أحمد خمور.
تلقى تعليمه الأول في مدرسة مكارم الأخلاق في الشحر ، ثم انتقل إلى رباط الشحر وأتم تعليمه هناك دارسا القرآن الكريم وعلومه والفقه والتوحيد وآداب اللغة والنقد..
نظم الشعر في سن مبكر وشارك في مجالس الدان الحضرمي، وفي الرابعة عشر من عمره بدأ المحضار كتابة الشعر، وفي السادسة عشر من عمره أصبح الناس يرددون كلماته ويغنون ألحانه.
ولقد تميز شعر المحضار بعدم التكلف لأنه كان يقوله عفوي.
ولقد توفي الشاعر يوم السبت 29/10/1420هـ الموافق 5/2/2000م وذلك في مدينة الشحر مسقط رأسه.
رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه الفردوس الأعلى.
يمر علي البيت والبيتان, والقصيدة والقصيدتان من شعر ( أبو محضار ) ولكن الذي لفت نظري وأوقفني حائرًا منبهراً التعبير الذي لا يخطر علي بالي وليس صعباً ولا غريبا على شاعرٍ مثل المحضار:
لابد من ساعة بها تعرف قدر حبي
وتعرف انك لم تكن معشوق الا بي
شقيت لك نصفين من روحي ومن قلبي
واخترت ما تختار نار بعدك يا حبيبي نار والله نار

والقول المعجز والتعبير البليغ في قوله:
( شقيت لك نصفين من روحي ومن قلبي )
حاولت أن أجد تعبيراً أجمل أو أشبه له فما وجدت لماذا؟ لأن المحضار جعل محبوبه قسيمه في أجمل ما يملك, بل في التكوين الآدمي الذي هو ( روح وجسد ) وقاسمه في روحه وفي جسده الذي ملكه الله اياهما.
فما أجملها من عبارة وما أملحه وأصدقه من تعبير
.

مبارك بوشندل 10-04-2013 09:29 AM

الوقفة الرابعة:
يتميَّز المديح النبوي بصِدق المشاعر، ونبل الأحاسيس، ورقة الوجدان، وحب الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم؛ طمعًا في شفاعته ووساطته يومَ الحساب، وما حب الرسول في القصيدة المدحية إلا تعبيراً عن حب ذاته صلى الله عليه وسلم وحب صفاته وحب أفعاله.
ومن أملح وأجمل ما قيل في مدحه عليه وعلى آله الصلاة والسلام:

ما كتبه الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي ومنه:
هــــذا مـحـمــد يـاقـريــش كـأنـكــم *** لــــــم تــعــرفــوه بــعــفــة ووقــــــارِ
هـــذا الأمــيــن أتـجـهـلـون نــقــاؤه *** وصــــفــــاؤه ووفــــــــاؤه لـــلـــجـــارِ
هـــذا الـصــدوق تـطـهـرت أعـمـاقـه *** فــأتــى ليـرفـعـكـم عــــن الأقـــــذارِ
طـــب يـا حــراء فـأنــت أول سـاحــة *** ستـلـيـن فـيـهـا قـســوة الأحــجــارِ

وقلت في مدحه عليه وعلى آله الصلاة والسلام:
الحمد لك ياعظيم الشأن يا واحد
ثم الصلاة على الهادي ولد عدنان
محمد المصطفى لي عا البشر شاهد
رسول رب البرية صفوة الرحمن
صلوا على المصطفى عد مارعد رعد
وعد جميع الخلائق إنسهم والجان
وعد من قام يمشي أو قعد قاعد
وعد لنفاس لي تجري في الإنسان
ما ضركم يا حبيبي قول كل حاسد
يخسا الشواني ويخسا الحاقد الفتان
أنت زعيم البشر عا رغم كل حاقد
وأنت الشجاع البطل في ساحة الميدان
لجلك انشق القمر آية لكل جاحد
وتكلم الضب شاهد صدق بالإيمان
وسبح الماء وحن الجذع لي جامد
سمعوه يبكي كما ما تبكي الولدان
وشكا إليك الجمل من جور ماكابد
يا رحمة الله يا قاضي على الأوثان
نفديك بالروح يا مختار يا ماجد
ذكرك مخلد ملأ الآفاق والوجدان
ما حد مثيلك ولاقط في البشر واحد
وأنت المبرأ من الآثام والأدران
ذكرك في الأرض لا بل في السماء خالد
إسمك محمد مدحك الواحد الديان
حببينا أنت بل وحدك لنا القايد
واحنا جميعاً على هديك نضل إخوان
عفواً حبيبي وإن جاءْ قولنا زايد
ما با يوفيك وأنت صفوة المنان

مبارك بوشندل 10-05-2013 05:57 AM

الوقفة الخامسة:
هذا الشعر للجعيدي:
ويؤسفني عدم معرفة الاسم الكامل للشاعر لذا لا أستطيع كتابة نبذة عن حياته, وأرجو ممن وقف على هذه الأبيات أن يكتب ما يعرفه عن الشاعر, لأن هدفي هو قراءة الأبيات وكشف مافيها من معان جميلة.
وهذه القصيدة مليئة بالأقوال المليحة المعبرة عن الشخصية الحضرمية المتميزة, المتميزة بلسانها الفصيح عموماً, الشخصية التي تحب أرضها وتحبها أرضها وهنا يوجد التصاق الروحين مع بعضهما البعض, روح الإنسان وروح المكان فيشكلان وحدة واحدة هي الحب والبقاء والعطاء, الحب المتجدد الذي لا يغيره الزمان ولا المكان:

مكن من طين جدرانه في الأرض الأبية
يعادل في ثمنه المملكة والفيصلية

على القلب المنازل غالية في حضرموت
فالحضرمي مها ابتعد ومهما اغترب فإن حضرموت لا تغادره أبداً في قلبه ووجدانه. لذا معظم الحضارم يحتفظون بلهجتهم اينما حلوا واينما رحلوا.
لساني حضرمي و أبيات شعري حضرمية
وجدي حضرمي والده وأمه حضرمية
وقلبي في شرايينه جرا حب حضرموت
إذا سافرت منها حطت الدنيا عليه
وقضّي وقت في غربتي مجهول الهوية
معذب كل من ودّع وفارق حضرموت

نعم إن الجاذبية لأرض حضرموت تختلف تماما, لاحظت شاعرا من ( الحبايب ) من تريم صاحب قصيدة ( الشوق آه الشوق لك يا خل عندي قد بلغ حده )الذي غادر حضرموت منذ زمن بعيد وحن الى والدته التي كانت تعيش في تريم عندما سمع الآبيات ملحنة بكى وعاد سريعاً الى حضرموت,
/////////////////////////ها لها من حيث ولّي جاذبيه
ترجعني لها وترجّع البسمات ليه
وتمسح دمع يجري فوق خدي حضرموت

وهنا يوجه الشاعر النداء الى حضارمة المهجر , فهل آن لهم أن يسمعوا فيعوا؟؟
متى يا من ملكتوا في دبي والخاسكية
تحطون النقط فوق الحروف الأبجدية
وتلتفتوا الي نبع الأصالة حضرموت

لها حان الوفاء ارض الوعول المربعية
عطت وانتوا من الواجب تردون العطية
وتعطوها كما ماهي عطتكم حضرموت.

مبارك بوشندل 10-06-2013 06:47 AM

الوقفة السادسة
منقول من منتديات الوادي للشعر الشعبي ( بتصرف )

بن زامل العاشق الشاعر :.
وهو علي بن زامل باجري الكثيري من قرية بور* بحضرموت وقد كان شاعراً رقيقاً حكيماً عاش حياة النبلاء وصارع صراع الأشداء كثير الترحال كأي شاعر آخر لا تفوته المناسبات وله قصة يتداولها الحضارمة جيلا بعد جيل.
قصه حبــــــــــــــــــــه :

في قرية تريس التي تبعد عن بور عشرة أميال كانت بداية التعلق والوجدان، لم يكن غريباً على هذه القرية ، فقد دخلها مررا ولكن عينه لم تصادف أو لم تقع على فتاة الحسن والجمال إلا هذه المرة عندما وجه نظره بالصدفة إليها وهي تمشي ألهوينا فتوافقت النظرات وخاطبت عيناها في لغة الهوى عينيه، غير أنها وكعادة البنت الحضرمية أسرعت الخطى إلى دارها في وجل وخجل عندما رأته يرشقها بسهام عينيه, تعقبها في حذر وكبرياء كي لا يقال عنه ما يشينه في نظر الآخرين وهو معروف بالنخوة والعفة, رآها تدخل بيتا بجوار حانوت....... وعندها كوّن صحبة مع صاحب الحانوت, الذي اخبره عن الفتاه وأمها القادمتين من قرية أخرى بعد وفاة الأب وأنهما يقيمان بجوار شقيق الأم (الخال) وأخبره عن أخلاقها وعفتها وأدبها.
صارت تريس بعد ذلك وجهته المحببة فصار لا يغيب عنها كثيرا، ومن اجلها أحب الديار وأحب صاحب الحانوت الذي كان كطالع السعد , وتعرف على خال الفتاه الذي يعتبر وصياً عليها بحكم القرابة والعرف, وصار كثير الزيارات له تمهيدا لغايته ,فبعد زوال الكلفة وزيادة الألفة أفضى إلى الخال رغبته بالزواج من أبنت أخته وطلب منه الرد خلال أيام, بعد ثلاثة أيام عاد بن زامل ووجد الخال بانتظاره ومعه النبأ السار, وبعد مده قصيرة قدم عم الفتاه مع ابنه لخطبتها فوجداها مخطوبة.
لكن الذين يحترقون كمداً وغيظاً عند رؤية روحين متحابتين راحوا يناصرون بعضهم, فجاءت مكائدهم على قدر حقدهم, واستقر الرأي على فعل لا يليق إلا بالوشاة, فعل رسموه وخططوا له بدقة, وهكذا كانت الوشوشه بالسوء حول الفتاة والنيل من سمعتها بحيث يسمع الفتى ما يقولون فيكره ويبتعد ويهجر..
حسدوه وتواصوا عليه فجاء فعلهم قبيحاً وعند رؤيتهم بن زامل في تريس يقولون ما ينفره من الفتاة بطريقة غير مباشرة, كأن يدّعون بأنها ليست إلا من بقايا قوم موسى, يقول احدهم وذاك يسمع ( انظر إلى المتيم الولهان يخطو وكأنه العشيق الوحيد ولا يدري عن المتيمين غيره.!!..) وآخر يقول اليوم عندك دلها وخبرها وغدا لغيرك كفها والمعصم. وليس ذلك فحسب بل نشروا نفايات التبغ المحروق الناتج عن الارجيله (الشيشة) حول دارها كي يوهموه ان المتعة للجميع في هذا المنزل.
بلغ إلى مسمعه ما قالوه ورأت عيناه ما فعلوه, فبدا الشك يحل محل اليقين وبات صاحبنا في ليل من الشك مظلم , لدرجة انه صرف النظر عن منزلها فغير اتجاهه الى منزل خالها, رأته بينما كانت تترقب وصوله كعادته , رأته والعبرات تخنقها لا لشيء فقط إلا لأنها تحبه, وطال الانتظار وزاد الشوق فذهبت لمنزل خالها , وعندما سلمت عليهما ذهب الخال ليترك المجال لهما, غير انه لم يجدهما بعد عودته فأيقن أنهما ذهبا لمنزل أخته , لكنه علم فيما بعد ان بن زامل غادر ممتعضاً .
مرت اسابيع ولم يظهر بن زامل مما يدل على القطيعة وتبدل الرأي والموقف .
خطوة فيها الكثير من القسوة على إنسانة بريئة لا تدري عن شي .... فقط انها كانت تحــــبه ولا تزال تحبـــــه.
ليس هناك شك لدى الفتاة بأنها والحال هذه ستكون حديث الناس الذي يغلب عليه القسوة, لذلك طلبت من أمها مغادرة تريس دون رجعة , استأذنت إلام من الخال للمغادرة الى الشحر.
واصطحبتا قافلة وبعد اثني عشر يوماً وصلتا الشحر ففرح العم بقدوم ابنة أخيه وأمها , وبعد أيام عاود طلب ابنة أخيه لابنه, وعندما علمت الفتاة طلبت مده لتفكر وبعد شهر وافقت على الزواج من ابن عمها المحظـــــــــــوظ..
لا يزال الخال في حيرة من أمره لسببين أولهما تبدل رأي بن زامل والثاني سفر أخته مع ابنتها للشحر. اما بن زامل فقد زار صديقه الحانوتي بعد شهر من القطيعة وفضفض له بما كان من أمره وعلم من صديقه الحانوتي الصدق واليقين(الفتاة شريفة ذات عفة وحياء ... ليتك اخبرتني قبل ان تظلمها وتظلم نفسك) ضاق بن زامل وأحس بأن مكيدة قد دبرت فتوجه لمنزل خالها , والذي بدوره أكد ما قاله الحانوتي.
في اليوم التالي قرر ابن زامل التوجه للشحر وبعد عشرة أيام وصل. سأل بخفية وتنكر, فوجد الجواب سهلا وواضحاً, اذ رأى منزل العريس مزداناً بالزينة والاستعدادات للمناسبة التي سوف تحزنه وتبكيه, فأصبح لا يرى بالشحر غير هذا البيت يدور حوله متنكرا ومعه تدور الخواطر والهواجس حتى اهتدى إلى منفذ . فاستأجر غرفة مقابلة لغرفة العريس , يفصلهما زقاق صغير. أسبوع وتزف العروس للعريس وبن زامل في غرفته يراقب الموقف عن كثب بحسرة وكمد ووجد.
كانت الزغاريد ليلة الزفاف مصدر فرح وسعادة للعريس, ولم يدر أحد بحال العروس المسيكينة, غير أنها من المؤكد ان الذي تتقطع أحشاؤه ويتعذب ويرسلها زفرات حرى عند سماع كل زغرودة هو بن زامل.
وفي الليلة الظلماء زفت العروسة الى منزل العريس , واخذ ابن زامل عوده والقلب يرفرف بجنبه كالذبيح , وما ان دخلت الغرفة حتى سارع العريس إلى إغلاق الباب خلف المزينة وجلس الى جانب عروسه(ما أجمل هذه اللحظة) وعندما اقترب منها كان بن زامل قد بدا في الغناء , خوفا وغيرة ونفاد صبر وشرع يقول ..


يقول بن زامل مساك الخير يا امير الملاح
يافائق الغزلان يانعسان يا نجم الصباح
يا مشفي المتعوب يا خرعوب يا نوب اللحاح
سلبت حالي هشت عقلي يا مترف بالمساح
غليت وايش القيت بك ذا البعد يا حلو المزاح
ايش ذا جرى طال البرا ما حد سعى لي بالصلاح
او ماتخاف الله في بن زامل المسكين راح
غريب مستوحش اذا الليل اعتدل غفل وصاح
يعجبك في بيت الظليمي لا نغم بالصوت ناح
اصوات بعد اصوات فيها الموت ماقط استراح
ارحم علي ياعيطلي خل القواسة والمزاح
شفني تركت اهلي وخلاني وهاجمت الرياح
لجلك نويت العزم والله ما على ايديها سماح
ما زلت منك يا ابلج الغرة ولو دونك رماح
والقصيدة طويلة اكتفيت منها بالأبيات السابقة .

اهتزت الفتاه لذلك الصوت وتاثرت لذاك الذي اسعدها وابكاها , وفي لمح البصر عاد شريط الماضي , فنهضت نحو الشباك , لم تر احد لكنها سمعت صوته من غرفة مجاورة مظلمة , يغني بصوته العذب وكلماته النفاذة المؤثرة حتى انتهى.
صمت بن زامل وبقيت العروس متشبثة بالشباك... لم يحتمل العريس الانتظار وهو ينظر لذلك الجسم الغض الذي طالما حلم بضمه فضاق صدره ونهض ليجذبها نحوه في دعابة , فكانت الصدمة!!!! لم يعد عريسا!!!! . ياللهول !! ياللفاجعة !!

سقطت العروس جثة هامدة لا حراك بها.. اطبق عينيها وسارع الى ابيه ليخبره بما جرى . عادوا وراوا جثمانها مسجي في ثوب زفافها, وفي لحظة انقلبت الأفراح الى أتراح وخيم الحزن على مدينة الشحر.
في اليوم التالي شيعت الجنازة, وكان من بين المشيعين رجل واقف عند قبرها هو اكثر المودعين حزناً, ذهب الى امها معزياً , وما ان رأته الأم الباكية حتى سألته منذ متى وانت هنا فاجابها وصلت للتو......... انتهى كل شي........بعد ايام عاد الى تريس بصحبة امها يحمل الذكريات المرة وبين الحين والأخر يمسح دموعه المنهمرة بغزارة

الخليفي الهلالي 10-06-2013 08:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مبارك بوشندل (المشاركة 784674)
الوقفة السادسة
منقول من منتديات الوادي للشعر الشعبي ( بتصرف )

بن زامل العاشق الشاعر :.
وهو علي بن زامل باجري الكثيري من قرية بور* بحضرموت وقد كان شاعراً رقيقاً حكيماً عاش حياة النبلاء وصارع صراع الأشداء كثير الترحال كأي شاعر آخر لا تفوته المناسبات وله قصة يتداولها الحضارمة جيلا بعد جيل.
قصه حبــــــــــــــــــــه :

في قرية تريس التي تبعد عن بور عشرة أميال كانت بداية التعلق والوجدان، لم يكن غريباً على هذه القرية ، فقد دخلها مررا ولكن عينه لم تصادف أو لم تقع على فتاة الحسن والجمال إلا هذه المرة عندما وجه نظره بالصدفة إليها وهي تمشي ألهوينا فتوافقت النظرات وخاطبت عيناها في لغة الهوى عينيه، غير أنها وكعادة البنت الحضرمية أسرعت الخطى إلى دارها في وجل وخجل عندما رأته يرشقها بسهام عينيه, تعقبها في حذر وكبرياء كي لا يقال عنه ما يشينه في نظر الآخرين وهو معروف بالنخوة والعفة, رآها تدخل بيتا بجوار حانوت....... وعندها كوّن صحبة مع صاحب الحانوت, الذي اخبره عن الفتاه وأمها القادمتين من قرية أخرى بعد وفاة الأب وأنهما يقيمان بجوار شقيق الأم (الخال) وأخبره عن أخلاقها وعفتها وأدبها.
صارت تريس بعد ذلك وجهته المحببة فصار لا يغيب عنها كثيرا، ومن اجلها أحب الديار وأحب صاحب الحانوت الذي كان كطالع السعد , وتعرف على خال الفتاه الذي يعتبر وصياً عليها بحكم القرابة والعرف, وصار كثير الزيارات له تمهيدا لغايته ,فبعد زوال الكلفة وزيادة الألفة أفضى إلى الخال رغبته بالزواج من أبنت أخته وطلب منه الرد خلال أيام, بعد ثلاثة أيام عاد بن زامل ووجد الخال بانتظاره ومعه النبأ السار, وبعد مده قصيرة قدم عم الفتاه مع ابنه لخطبتها فوجداها مخطوبة.
لكن الذين يحترقون كمداً وغيظاً عند رؤية روحين متحابتين راحوا يناصرون بعضهم, فجاءت مكائدهم على قدر حقدهم, واستقر الرأي على فعل لا يليق إلا بالوشاة, فعل رسموه وخططوا له بدقة, وهكذا كانت الوشوشه بالسوء حول الفتاة والنيل من سمعتها بحيث يسمع الفتى ما يقولون فيكره ويبتعد ويهجر..
حسدوه وتواصوا عليه فجاء فعلهم قبيحاً وعند رؤيتهم بن زامل في تريس يقولون ما ينفره من الفتاة بطريقة غير مباشرة, كأن يدّعون بأنها ليست إلا من بقايا قوم موسى, يقول احدهم وذاك يسمع ( انظر إلى المتيم الولهان يخطو وكأنه العشيق الوحيد ولا يدري عن المتيمين غيره.!!..) وآخر يقول اليوم عندك دلها وخبرها وغدا لغيرك كفها والمعصم. وليس ذلك فحسب بل نشروا نفايات التبغ المحروق الناتج عن الارجيله (الشيشة) حول دارها كي يوهموه ان المتعة للجميع في هذا المنزل.
بلغ إلى مسمعه ما قالوه ورأت عيناه ما فعلوه, فبدا الشك يحل محل اليقين وبات صاحبنا في ليل من الشك مظلم , لدرجة انه صرف النظر عن منزلها فغير اتجاهه الى منزل خالها, رأته بينما كانت تترقب وصوله كعادته , رأته والعبرات تخنقها لا لشيء فقط إلا لأنها تحبه, وطال الانتظار وزاد الشوق فذهبت لمنزل خالها , وعندما سلمت عليهما ذهب الخال ليترك المجال لهما, غير انه لم يجدهما بعد عودته فأيقن أنهما ذهبا لمنزل أخته , لكنه علم فيما بعد ان بن زامل غادر ممتعضاً .
مرت اسابيع ولم يظهر بن زامل مما يدل على القطيعة وتبدل الرأي والموقف .
خطوة فيها الكثير من القسوة على إنسانة بريئة لا تدري عن شي .... فقط انها كانت تحــــبه ولا تزال تحبـــــه.
ليس هناك شك لدى الفتاة بأنها والحال هذه ستكون حديث الناس الذي يغلب عليه القسوة, لذلك طلبت من أمها مغادرة تريس دون رجعة , استأذنت إلام من الخال للمغادرة الى الشحر.
واصطحبتا قافلة وبعد اثني عشر يوماً وصلتا الشحر ففرح العم بقدوم ابنة أخيه وأمها , وبعد أيام عاود طلب ابنة أخيه لابنه, وعندما علمت الفتاة طلبت مده لتفكر وبعد شهر وافقت على الزواج من ابن عمها المحظـــــــــــوظ..
لا يزال الخال في حيرة من أمره لسببين أولهما تبدل رأي بن زامل والثاني سفر أخته مع ابنتها للشحر. اما بن زامل فقد زار صديقه الحانوتي بعد شهر من القطيعة وفضفض له بما كان من أمره وعلم من صديقه الحانوتي الصدق واليقين(الفتاة شريفة ذات عفة وحياء ... ليتك اخبرتني قبل ان تظلمها وتظلم نفسك) ضاق بن زامل وأحس بأن مكيدة قد دبرت فتوجه لمنزل خالها , والذي بدوره أكد ما قاله الحانوتي.
في اليوم التالي قرر ابن زامل التوجه للشحر وبعد عشرة أيام وصل. سأل بخفية وتنكر, فوجد الجواب سهلا وواضحاً, اذ رأى منزل العريس مزداناً بالزينة والاستعدادات للمناسبة التي سوف تحزنه وتبكيه, فأصبح لا يرى بالشحر غير هذا البيت يدور حوله متنكرا ومعه تدور الخواطر والهواجس حتى اهتدى إلى منفذ . فاستأجر غرفة مقابلة لغرفة العريس , يفصلهما زقاق صغير. أسبوع وتزف العروس للعريس وبن زامل في غرفته يراقب الموقف عن كثب بحسرة وكمد ووجد.
كانت الزغاريد ليلة الزفاف مصدر فرح وسعادة للعريس, ولم يدر أحد بحال العروس المسيكينة, غير أنها من المؤكد ان الذي تتقطع أحشاؤه ويتعذب ويرسلها زفرات حرى عند سماع كل زغرودة هو بن زامل.
وفي الليلة الظلماء زفت العروسة الى منزل العريس , واخذ ابن زامل عوده والقلب يرفرف بجنبه كالذبيح , وما ان دخلت الغرفة حتى سارع العريس إلى إغلاق الباب خلف المزينة وجلس الى جانب عروسه(ما أجمل هذه اللحظة) وعندما اقترب منها كان بن زامل قد بدا في الغناء , خوفا وغيرة ونفاد صبر وشرع يقول ..


يقول بن زامل مساك الخير يا امير الملاح
يافائق الغزلان يانعسان يا نجم الصباح
يا مشفي المتعوب يا خرعوب يا نوب اللحاح
سلبت حالي هشت عقلي يا مترف بالمساح
غليت وايش القيت بك ذا البعد يا حلو المزاح
ايش ذا جرى طال البرا ما حد سعى لي بالصلاح
او ماتخاف الله في بن زامل المسكين راح
غريب مستوحش اذا الليل اعتدل غفل وصاح
يعجبك في بيت الظليمي لا نغم بالصوت ناح
اصوات بعد اصوات فيها الموت ماقط استراح
ارحم علي ياعيطلي خل القواسة والمزاح
شفني تركت اهلي وخلاني وهاجمت الرياح
لجلك نويت العزم والله ما على ايديها سماح
ما زلت منك يا ابلج الغرة ولو دونك رماح
والقصيدة طويلة اكتفيت منها بالأبيات السابقة .

اهتزت الفتاه لذلك الصوت وتاثرت لذاك الذي اسعدها وابكاها , وفي لمح البصر عاد شريط الماضي , فنهضت نحو الشباك , لم تر احد لكنها سمعت صوته من غرفة مجاورة مظلمة , يغني بصوته العذب وكلماته النفاذة المؤثرة حتى انتهى.
صمت بن زامل وبقيت العروس متشبثة بالشباك... لم يحتمل العريس الانتظار وهو ينظر لذلك الجسم الغض الذي طالما حلم بضمه فضاق صدره ونهض ليجذبها نحوه في دعابة , فكانت الصدمة!!!! لم يعد عريسا!!!! . ياللهول !! ياللفاجعة !!

سقطت العروس جثة هامدة لا حراك بها.. اطبق عينيها وسارع الى ابيه ليخبره بما جرى . عادوا وراوا جثمانها مسجي في ثوب زفافها, وفي لحظة انقلبت الأفراح الى أتراح وخيم الحزن على مدينة الشحر.
في اليوم التالي شيعت الجنازة, وكان من بين المشيعين رجل واقف عند قبرها هو اكثر المودعين حزناً, ذهب الى امها معزياً , وما ان رأته الأم الباكية حتى سألته منذ متى وانت هنا فاجابها وصلت للتو......... انتهى كل شي........بعد ايام عاد الى تريس بصحبة امها يحمل الذكريات المرة وبين الحين والأخر يمسح دموعه المنهمرة بغزارة

قصة بن زامل هذه احفظها من الشيبان وعادني مراهق صغير وللأسف مع مرور السنيين
لم اعد أحفظ إلا لقليل من القصيدة,والذي لازلت أحفظه كذلك هو أن القصة أنتهت في جده
وليس في الشحر والله أعلم.

تحياتي يابوشندل؛؛؛؛؛

مبارك بوشندل 10-06-2013 09:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخليفي الهلالي (المشاركة 784682)
قصة بن زامل هذه احفظها من الشيبان وعادني مراهق صغير وللأسف مع مرور السنيين
لم اعد أحفظ إلا لقليل من القصيدة,والذي لازلت أحفظه كذلك هو أن القصة أنتهت في جده
وليس في الشحر والله أعلم.

تحياتي يابوشندل؛؛؛؛؛

أحسنت ايها المشرف المؤقر الخليفي في عهد بن زامل إذا لم اكن مخطئ لا وجود لجدة.

مبارك بوشندل 10-07-2013 06:04 AM

الوقفة السابعة
ولما يعانيه إخواننا في المهجر من ألم الغربة اخترت لكم من شعر الوداع
شاعر غرناطة ابن خاتمة الأنصاري الذي يصور موقف الوداع وأثره في نفسه فيقول:

مَنْ لمْ يُشاهِد مَوْقِفًا لفراقِ
لمْ يَدر كيف توَلُّه العشاق
إنْ لم تكنْ ترَهُ فسائِلْ مَنْ رأى
يُخْبرْكَ عَنْ وَلهي وَهْول سِياقِ
مِنْ حَرِّ أنفا س وخفقِ جَوانح
وَصَدوع أكبادٍ وفيض مآقِ
دُهيَ الفؤادُ فلا لِسانٌ نَاطِق
عِنْدَ الودَاع طايعٌ مُتراقِ

يوضح ابن خاتمة من خلال أبياته معاناته وعذابه بسبب الفراق والوداع، الذي لا يمكن أن يشعر به إلا من جرب مثل هذا الموقف، ويضع من نفسه دليلا على ذلك، فقلبه يفيض بالحب والحنين وهو دائم الخفقان لا يكاد يتوقف ، ودموعه تنهمر باستمرار، بل إن لسانه عاجز عن الكلام عند حصول الوداع فكأنه يفقد كل إرادة في تلك اللحظة. كما يصور الشاعر الأندلسي ابن خاتمة وداعه لحبيب له يرتحل فيقول:
استودع الله حبيبًا نأى
عني وإن ظلَّ الحشا مربعه
أودعَ قلبي يوم ودّعته
من بُرحاءِ الوَجْدِ ما أودعه
يا ربِّ حفظك ترْحَالهِ
ما إنْ يُضَيعُ اللهُ مُسْتَودعَهُ

والبُرَحاءُ الشِّدَّة والمشقة.
يطلب الشاعر من الله حفظ هذا الحبيب برعايته، ذاك الحبيب الذي يحبه حبًا كبيرًا حيث تربع على قلبه، ولن تتغير مكانته في نفسه، ويسأل الله أن يحفظه في حلة وترحاله.
من كتاب ( الحنين والغربة في الشعر الأندلسي )

الخليفي الهلالي 10-07-2013 08:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مبارك بوشندل (المشاركة 784731)
أحسنت ايها المشرف المؤقر الخليفي في عهد بن زامل إذا لم اكن مخطئ لا وجود لجدة.

أخي مبارك بوشندل

في قصة بن زامل التي نقلتها لم تذكر أي تاريخ عاش فيه بن زامل وأما مدينة جده فهي قديمة قدم مكه المكرمه

عموماً سامحني لا اريد اخراج الموضوع الجميل عن سياقة ومتابعين للدرر التي تنثرها هنا وبكل الحب والأحترام.

وهذا يعني أنني لست مخطئ..!!؛؛؛؛؛

مبارك بوشندل 10-08-2013 06:32 AM

الوقفة الثامنة
ومن أجمل وأملح ما كتب السيد المحضار رحمة الله عليه قصيدته المعروفة ( هنا طيبة ) وهي تتحدث في مطلعها عن مدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وان قلبه يطيب بلقائها. وأخذ يشرح أسماء بعض الأمكنة فيها, ويتذكر نزول القرآن على قلبه صلى الله عليه وعلى آله, ويشير إلى زيارة قبره عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم وأخذ يثني عليه وختم يدعو الله أن يحرر فلسطين التي سلبها أعداء الأمة الإسلامية وأعانوا اليهود على احتلالها وهنا ربط المحضار بين القدس والمدينة النبوية مسرى الحبيب صلى الله عليه وعلى آله ومدينته التي انطلقت منها الدعوة إلى ربوع المعمورة وأهم نقطة وآخر ملاحظة التي اشار اليها المحضار هي:( وتـتـلاقـى قـلـوب الـنـاس عـا الـحق لا عالقال والقيل ) والحق في كتاب الله جل جلاله وفي سنة نبيه صلى الله تعالى عليه وعلى آله.
وها هي القصيدة بين أيديكم.

إلـى طـيـبـه ومـافي الكون بقعه مثل طيبه
بها قلبي يطيب
إلـى الـشباك والمحراب والروضه الرحيبه
ومسجدها الرحيب
مـنـازل أنـزل الـقـرآن فـيـهـا وروح الـقدس جبريل
يـعـود الـحـي لـي كـتـبـت لـه العوده وتيسير السبيل
___________
و وقـفـه يـالـهـا والله مـن وقـفه مهيبه
لدى طه المهيب
قـلـوب الـنـاس مـن خـلاّقها فيها قريبه
وهو منها قريب
عـلـيـهـا تـاج مـن آثـار عـفـوه ومـن رحمته اكليل
يـعـود الـحـي لـي كـتـبـت لـه العوده وتيسير السبيل
___________
هـنـا تـتـنزل الرحمات كلٍ له نصيبه
عسى حسن النصيب
هـنـا يـرتاح عَرف المصطفى ونشم طيبه
ويا مااحسنه طيب
هـنـا نـور الـسـمـاء لـي تـنـطـفي فيه أنوار القناديل
يـعـود الـحـي لـي كـتـبـت لـه العوده وتيسير السبيل
___________
إذا نـا عـن حُـمـاه الـيـوم طولت المغيبه
فسره لن يغيب
وحـبـي لـه وذكـره مـنه لساني رطيبه
وغصني به رطيب
ونـوره نـور فـي الـدنـيـا ومـنـه الـكـحـل والميل
يـعـود الـحـي لـي كـتـبـت لـه العوده وتيسير السبيل
___________
تـشـفع يا رسول الله في دفع المصيبه
عسى المخطي يصيب
وتـتـحـرر مـن الاعداء فلسطين السليبه
و كل موطن سليب
وتـتـلاقـى قـلـوب الـنـاس عـا الـحق لا عالقال والقيل
يـعـود الـحـي لـي كـتـبـت لـه العوده وتيسير السبيل


بن احمد 10-08-2013 06:58 PM

شكرا يالحنجري على هذا المجهود الرائع اهلا بعودتك

مبارك بوشندل 10-09-2013 07:53 PM

الوقفة التاسعة

قيل إن أجمل ما قيل في الدمع قول السعدي الشيرازي
وهو: سعدي الشيرازي بن مصلح الدين عبد الله مشرف الدين.580هـ - 691هـ


بكت عيني غداة البين دمعا
وأخرى بالبكا بخلت علينا
فعاقبت التي بالدمع ضنت
بأن أغمضتها يوم التقينا
وأسعدت التي بالدمع جادت
بأن أقررتها بالوصل عينا
ضنت تعني بخلت
.

ويقول إن إحدى عينيه بكت يوم الفرقة وأسبلت دموعها لكن الأخرى لم تبكِ فعاقب تلك التي بخلت بدمعها أن أغمضها يوم اللقاء بحبيبه كي تسعد التي جادت بالدمع وتقر عيناً.
ومن أجمل ما قاله من شعر في تعريف الهوى:
قالَ لي أخطأْتَ تعريفَ الــهوى .. حينَمَــــا فَرَّقْتَ فيهِ بينَـــنَا
ومضى عـــــــــامٌ فلمَّا جِـئتهُ .. أَطْرِقُ البابَ عليْهِ مُوهِــــنَا
قالَ لي مَنْ أنتَ قلتُ انظُر فمَا .. ثَمَّ إلا أنْتَ بالــبَــــــابِ هُنَا
قال لي أحسَنْتَ تعريفَ الهَوَى .. وعَرَفتَ الحُبَّ فادْخل يا أنَا

ثَّم تعني: هناك

محمد نور 10-09-2013 07:57 PM

رائع اخي الشاعر مبارك ..
متابع لموضوعك بشغف ..
يعطيك العافيه ..

مبارك بوشندل 10-09-2013 08:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد نور (المشاركة 784939)
رائع اخي الشاعر مبارك ..
متابع لموضوعك بشغف ..
يعطيك العافيه ..

الله يحييك مشرفنا العزيز ويلبسك الصحة والعافية.

مبارك بوشندل 10-10-2013 01:56 PM

الوقفة العاشرة
إحميد بن منصور.
هل هذه شخصية حقيقية أو كشخصية ( جحا ) ؟ والفارق بينهما إن حميد بن منصور شاعر أو كما نسميه في حضرموت إحميد بن منصور والذي أسمع شعره من جدي والذي يزعم إنه من حضرموت. ويدعي أهل شبوة إنه من شبوة ولا غرابة لأن شبوة كانت في يوم من الأيام تتبع لمملكة حضرموت, وجحا ( فكاهي ).
ويزعم أهل صنعاء انه من صنعاء والكل يروي قصائده بطريقته مع الاتفاق في فكرة القصيدة ومعناها العام.

والذي بهمنا في شعره الحكمة والموعظة ومن شعره:

يقول احميد بن منصور الموت في الحنجره سار
لا مت وش تلقون بعدي في الصهر والضيف والجار
الصهر قسيم عندي في الحال والمال والدار
والضيف حيا وسهلا نلقيه من حيث يختار
والجار يخطي علينا وليس نخطي على الجار

وهذا من جميل شعره يرويه غير الحضارم بقولهم بدل ( اربع خصايل )( سبع خصايل )والرواية الحضرمية:
يقول احميد بن منصور اربع خصايل وكمل
الاوله بر نفسك تلحق على الصيح لول
والثانية حرث مالك إلي عليه المعول
والثالثة ضيف دارك بادر بزاده ولوقل
والرابعة حرمة السو طلاقها قبل تحبل
وقد حدد أمورا تخص زمنه ويشترك في الأمور الأخرى كل زمن.

مبارك بوشندل 10-11-2013 09:23 PM

الوقفة الحادية عشرة:
لا زالت هذه الوقفة مع الشاعر المحضار رحمه الله تعالى.
وقد حاكى فيها واقع الناس إذ تسلط الهوى فعلاً على الكثير إلا من رحم الله.
ويؤكد الشاعر في القصيدة إن إتباع الهوى مذموم وانظروا كيف يفعل في أهله.



الـهوى حاكم مسلط عانفس غصب و قلوب
لاحـكـم مـافـي حـكـامـه شي انقلابه
كـم وكم خرّج صحابه من رواشين و غلوب
بـعـد ريـح الـنـصـر حـسوا بالغلابه
راحــتــه والله تــشـبــه عـذابـه
فـيـه ياكم شفت من راحه وكم شفت تعذيب
باصبر والصبر أولى ماوقع لي حظ ونصيب

===========================
قد يسعدك الحظ ويكون هواك في مصلحتك ولكن ( ليس كل مرة تسلم الجرة ) قال ابن الجوي في كتابه
( ذم الهوى ): ( واعلم أن الهوى يسري بصاحبه في فنون ويخرجه من دائرة العقل إلى دائرة الجنون) اسمع المحضار يقول:

وقـت يـسقيني عسل من جبح ماغبه النوب
لارضـي وأوقـات يـجـرحـنـي بـنابه
تـمـضـي الأيـام نا واياه ركضه بقيروب
لامـنـي الـمـبـعـد و نصحوني القرابه
الـهـوى خـافـي حـنـش فـي جـرابه
اخـتبرته من زمن صغري وجربت تجريب
باصبر والصبر أولى ماوقع لي حظ ونصيب

=======================
ويذم المحضار رحمه الله الهوى ذماً مباشراً, إذ لا تنفع معه حيلة ولا تفيد وسيلة:
لارعـى الله الهوى ذي ماركب فوق تركوب
دوب وأهـل الـعـشـق خـدامـة ركابه
لابـكـاء داود يـنـفعهم ولاحـزن يعقوب
عـنـدمـا تـنـزل بـهـم نـقـمة عذابه
كـم وكـم مـن شـاب ضـيـع شـبـابه
فـي الهوى لما تبيّض دومة الراس وتشيب
باصبر والصبر أولى ماوقع لي حظ ونصيب

================
ويدخل المحضار في هذه الأبيات عنصراً آخراً مع الهوى في عصابته وهم: الناس الذين قل منهم من يعين أخاه على الحق ومخالفة الهوى ويسلم الشاعر أمره لمن له الأمر ويستعين على بالصبر الذي هو خير صاحب ومعه النصر: قال تعالى: ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران200
استلي واضحك ونا راسي من اللطم معصوب
الـهـوى والـنـاس والـدنـيـا عـصابه
لاشـكـيـت الحال قالوا لي مقدر و مكتوب
لـي كـتـب مـبـعد رضي يمحي الكتابه
عــاد شـي دعـوه مـن الله مـجـابـه
لـي بها في الحب بانقضي جميع المواجيب
باصبر والصبر أولى ماوقع لي حظ ونصيب

مبارك بوشندل 10-12-2013 08:29 PM

الوقفة الثانية عشرة:
وهذه مرثية أخ لأخيه من أجمل ما كتب في المرثيات, ومن أكثرها تأثيرًا, ولم أقف على شاعرها, وهي سهلة الكلمات قريبة المعنى, تدخل القلب دون استئذان فأرجو من الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها وناقلها.

مررت على المقابـــــر ذات يوم
بسفح الحصن كي ابكي الجدودا
فسالت ادمع العينيـــــــــن حزنا
وتحناناً فبللت الخـــــــــــــــدودا
سلاماً معشر الأمـــــــــوات أنا
لقينا بعدكم عيشاً نكيـــــــــــــدأ
وكيف يطيب للمكلوم عيــــــش
وأحباب له سكنوا اللـــــــحودا
إذا ما خلتهم تلقاء عيـــــــــني
تكاد بيَ الفسيحة إن تميـــــــدا
أننساهم وكيف الخل ينـــــــسى
وقد عشنا بهم زمنا مديـــــــــدا
وقفت على ضريح أخي وقلبي
يصفق بين أضلاعي شريــــدأ
فناديت العواطف في فــــؤادي
وإحساسي قفا نبكِ الفقيــــــدا
شقيقي مهجتي يا نور عينـــي
مسارك لو دنا مني بعــــــــيدا
سقى الله الليالي يوم كــــــــنا
نعيش بها على الدنيا السعودا
مضت تلك الليالي مسرعــات
كأنا ما قضيناها عهــــــــــودا
هنا في بيتنا عشنا زمــــــــانا
وتحت ظلاله كنا أســـــــــودا

ولها بقية
استمع لها كاملة من هنا:

- YouTube

مبارك بوشندل 10-13-2013 03:21 PM

الوقفة الثالثة عشرة:ابن زريق البغدادي: المتوقي سنة 420 هـ / 1029 م) هو أبو الحسن علي أبو عبد الله بن زريق الكاتب البغدادي شاعر عباسي. ارتحل ابن زريق البغدادي عن موطنه الأصلي في بغداد قاصداً بلاد الأندلس، عله يجد فيها من لين العيش وسعة الرزق ما يعوضه عن فقره، ويترك الشاعر في بغداد زوجة يحبها وتحبه كل الحب، ويخلص لها وتخلص له كل الإخلاص، من أجلها يهاجر ويسافر ويغترب وفي الأندلس - كما تقول لنا الروايات والأخبار المتناثرة - يجاهد الشاعر ويكافح من أجل تحقيق الحلم، لكن التوفيق لا يصاحبه إذ يظلمه رب العمل،ولم يدفع له أجره بل ماطله وضاق به الحال وقرر السف, وفي الطريق يمرض ويشتد به المرض وتكون نهايته في الغربة ؛ ويضيف الرواة بعداً جديداً للمأساة، فيقولون أن القصيدة التي لا يعرف له شعرٌ سواها وجدت معه عند وفاته سنة أربعمائة وعشرين من الهجرة.
اخترت لك من قصيدته وهو يخاطب ابن زريق زوجته الأبيات التالية:

لا تعذليه فان العذل يولعــــــــــــــــه
قد قلت حقا ولكن ليس يسمعـــــــــه

جاوزت في نصحه حدا اضر بـــــــه
من حيث قدرت ان النصح ينفعـــــه

فاستعملي الرفق في تانيبه بــــــدلا
من عنفه فهو مضنى القلب موجعه

يكفيه من لوعة التشتيت ان لــــــه
من النوى كل يوم ما يروعــــــــــه

ماآب من سفر الا وازعجــــــــــــه
عزم الى سفر بالرغم يزمعـــــــــه

كأنما هو في حل ومرتحــــــــــــــل
موكل بفضاء الله يذرعــــــــــــــــه

استودع الله في بغداد لي قمـــــــرا
بالكرخ من فلك الازرار مطلعــــه

ودعته وبودي لو يودعنـــــــــــــي
صفو الحياة واني لا اودعــــــــــه

وكم تشبثت بي يوم الرحيل ضحى
وادمعي مستهلات وادمعـــــــــــه

ما كنت احسب ان الدهر يفجعني
به ولا ان بي الايام تفجعــــــــــه

حتى جرى الدهر فيما بيننا بيــد
عسراء تمنعني حقي وتمنعــــه

وان تغل احدا منا منيتــــــــــــه
لا بد في غده الثاني سيتبعــــــه

وان يدم ابدا هذا الفراق لــــنا
فما الذي بقضاء الله نصنعــــه

مبارك بوشندل 10-15-2013 02:11 PM

الوقفة الرابعة عشرة
لما علق جميل ببثينة وجعل يشبب بها استعدى عليه أهلها ربعي بن دجاجة وهو يؤمئذاً أمير تيما فخرج جميل هاربا حتى انتهى إلى رجل من عذرة بأقصى بلادهم وكان سيدا فاستجار به وكان للرجل سبع بنات فلما رأى جميلا رغب فيه فأراد أن يزوجه ليسلو عن بثينة فقال لبناته البسن أحسن ثيابكن وتحلين بأحسن حليكن وتعرضن له فلعل عينه أن تقع على إحداكن فأزوجه إياها قال وكان جميل إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب فإذا أقبل رفعن جانب الخباء فإذا رآهن صرف وجهه قال ففعلن ذلك مرارا فعرف جميل ما أراد به الشيخ فقال:
حلفت لكيما تعلميني صادقا ... وللصدق خير في الأمور وأنجح
لتكليم يوم واحد من بثينة ... ورؤيتها عندي ألذ وأملـــــــــــــح
من الدهر لو أخلو بكن وإنما ... أعالج قلبا طامحا حين يطمــــــح

فقال الشيخ أرخين عليكن الخباء فوالله لا يفلح هذا أبدا.

مبارك بوشندل 10-16-2013 11:47 AM

الوقفة الخامسة عشرة:
الدنيا لا يدوم لها حال, فأحبب من شئت فإنك مفارقه, ومن مضى من هذه الدنيا فلن يعود إليها إلا في يوم الحساب. فاجعل محبتك لمن ينفع حبه, ومودتك لمن لا ينقطع عنك خيره, فلا تتحسر على من مضى لأنه لن يعود ولن ينفعك البكاء.
ولكن كي تسلي نفسك وتواسيها فقل ما تبطنه بداخلها, لعل الله أن يفرج همك, ويكشف غمك.

يا سادة رحلوا والقلب يتبعهم
عودوا تعود لي الأعياد بعدكم
وقفت في داركم أنعى مساكنكم
والدمع يدفق والأجفان تلتطم
أسائل الدار والأطلال باكية
أين الذي كان منه الجود والنعم

ذَكَرَ جودهم وهل يذكر الإنسان إلا بما قدم من خير فأجاد وأفاد, وعبر بما تكتمه النفس بداخلها, وجعل الأطلال باكية فيا له من تعبير جميل.

مبارك بوشندل 10-17-2013 08:39 PM

الوقفة السادسة عشرة:
هذه الأبيات للشاعر حسن محمد با قديم الرجل الذي ملأ سقيفة الشبامي بشعر المناسبات والمساجلات والمديح والبدع والجواب وجميع ألوان الشعر.
من قصيدة رائعة تتحدث عن الهجوم على بغداد, وبغداد ذات تاريخ يمتد عبر العديد من العصور و الأزمنة حيث تم بناؤها في العصر العباسي، وأطلق عليها في القديم اسم الزوراء، واسم مدينة السلام، وكانت ذات يوم عاصمة الدنيا، ومركز الخلافة الإسلامية. بناها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وسماها مدينة المنصور.
لم تهاجم لأول مرة بل قد غزاها التتار وبالغ المؤرخون في عدد ضحايا الغزو المغولي حين دخلوا بغداد، فقدرهم بعض المؤرخين بمليون وثمانمائة ألف نسمة، على حين قدرهم آخرون بمليون نسمة، قبل الغزو الأخير للصليبيين ومن أعانهم من الذين كما يقول باقديم:

مايعلمـــــون ان الرحاء عـارووسـهـم بايسـتـدير
ذي صـاب ديــرة خــوك باياتـيـك والـواقـع يشـيـر

والقصيدة تصور الواقعة تصويرا جميلاً قديماً وحديثاً فإن بغداد عاصية فعلاً على الأعداء وإن سلموها للصفويين وأذنابهم فإنها ستعود للسيادة والريادة شاءوا أم أبوا . وإن قتلوا من قتلوا فإن التتار قد حولوا نهرها دماً وحبراً وفاقت بعد موتتها وتسلمت دور القائد بالإسلام لا بغير الإسلام يقول حسن باقديم:
الناصـريـه عاصـيـه وام قـصـر تـغـلـب والـزبـيـر
عـا بـوش لرعـن هـو وقواتـه وعـا تـونـي بلـيـر
والعاصمـة بغـداد قطعـة ويــل والمـوصـل سعـيـر
عـا كـل غــازي معـتـدي باتـكـون مـثـواه الاخـيـر
والـعــز والـرفـعـه لـبـابـل والـسـلاسـل للـحـمـيـر
تـبـاّ لـكـم يامجرمـيـن الـحــرب والـفـعـل الحـقـيـر


لو لم يكن بأسنا بيننا لما تمكن عدونا من غزو العراق ولكن:
اذناب الاستعماركم من جحش عاالكرسـي اسيـر
حـبـوا الكـراسـي والرفاهـيـه وصــالات الصـفـيـر


النصر بإذن الله قادم ولكن علينا الأخذ بالأسباب:
نفـخـر ونـتـصـدى لـهــم باالـذكـروالاسـم الكـبـيـر
ذي شق به موسى غزيرالبحرواشفي به الضرير

صدق باقديم بعون الله وبتوفيقه سنتغلب على أعدائنا أما إذا ظللنا أمم تلعب بها الأهواء وتتقاذفها الشياطين فإننا لن نسود ولن نقود.

مبارك بوشندل 10-19-2013 10:29 AM

الوقفة السادسة عشرة
أبو الطيب المتنبي:
915 - 965 م
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الكوفي، ولد في الكوفة بالعراق، وعاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان أحد أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره،.
وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك.


[align=center]
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومِ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ حقيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ
وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني
وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً
وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ
وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ
عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ
[
/align]

وفي هذه الأبيات يقول إذا جازفت في أمر مطلوب فلتكن همتك عالية كقول الشاعر:
فكن رجلاً رِجله في الثرى
وهامته عند هام الثريا

وقصد في البيت الثاني:

فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ حقيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ

المعنى الأدبي للموت ولم يقصد المعنى الشرعي وكأنه يقول يتساوى الأمران في المطلوبات الدنيوية, فكن ممن يطلب المعالي إذا تساوى الأمران.
والجبان يرى أن العجز والفشل عن طلب المراد بدون سبب يراه من الحكمة, وفي الحقيقة إنما يخدعه في ذلك طبعه اللئيم وفهمه السقيم:

يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ
وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ


وعلو الهمة تغني عن كل شيء إلا إنها إذا احتمت مع الحكمة حققت الكمال:
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني
وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ

وعيب الآراء الصحيحة أساسه عدم الفهم وإنما تفهم العقول على قدرها:
وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ.

مبارك بوشندل 10-21-2013 08:23 PM

الوقفة السابعة عشرة:
ابن زيدون:

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد المعروف بـابن زيدون (394هـ/1003م
شاعر أندلسي، برع في الشعر كما برع في فنون النثر، حتى صار من أبرز شعراء الأندلس المبدعين، كما تميزت كتاباته النثرية بالجودة والبلاغة، وتعد رسائله من عيون الأدب العربي.
كان وزيرا، وكاتبا، وشاعر من أهل قرطبة.
يذكر الشاعر العراقي فالح الحجية في كتابه الموجز في الشعر العربي:
( أحب ابن زيدون الشاعرة والأديبة ولادة ابنة الخليفة المستكفي التي كانت تعقد الندوات والمجالس الأدبية والشعرية في بيتها وبادلته حبا بحب وقد انشد في حبها الشعر الكثير شعرا فياضا عاطفة وحنانا وشوقا ولوعة وولها الأمر الذي جعلنا نتغنى في شعره إلى وقتنا هذا وسيبقى للأجيال بعدنا حبا صادقا )

اخترنا من قصائده الشهيرة الأبيات التالية من قصيدته ( أضحى التنائي ):
أضحى التنائي بديلاً من َتدانينــا
ونابَ عن طيبِ لُقيانا تجافيــــــــنا

بنْتُمْ وبنّا فما ابتلّتْ جوانحُــــــــنا
شوقاً إليكمْ ولا جفّتْ مآقينــــــــا

تكادُ حينَ تُناجيكمْ ضمــــــــائرُنا
يَقْضي علينا الأسى لولا تأسّيـنا

حالتْ لفقدِكمُ أيامُنا فغــــــــــــدتْ
سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينـــــا

إذْ جانبُ العيشِ طلْقٌ من تألّفنـا
ومربعُ اللّهوِ صافٍ منْ تصافينا

ليُسقَ عهدُكم عهدُ السرورِ فما
كنتــــمْ لأرواحِــــــنا إلاّ رياحينا

واللهِ ما طلبت أرواحُنا بـــــــدلاً

منكمْ ولا انصرفتْ عنكمْ أمانينا

الشاعر في هذه الأبيات، يذوب آسى وألما على فراق ولادة بنت المستكفي ، ويحترق شوقا إليها وإلى الأوقات الصافية التي أتيحت له معها. وفي ظلال هذه العاطفة المتأججة الملتهبة يقول شعره نابضا بالحياة مترجما عن الحب كاشفا عن الشوق.مختصر الفكرة:وصف لحال الحاضر ووصف الماضي ويتخلل هذا القسم أبيات الوفاء والحب والتجلد على الواقع الأليم.

البيت الأول: أضحى التنائي بديلاً من َتدانينا ونابَ عن طيبِ لُقيانا تجافينا

يستهل الشاعر قصيدته بالتوجع والتحسر على ما صار إليه حاله فقد تغير من قرب بينه وبين محبوبته إلى بعد ونأي يتزايد مع الأيام. لقد تحول القرب بعدا وصار اللقاء جفاء وهو
أمر يشقيه ويعذبه.نجد الشاعر أنه استخدم ألفاظا جزلة في التعبير عن مدى وطول البعد وقوة الشوق حيث استخدم ألفاظ ذات حروف ممدودة يمتد فيها النفس ليعبر عن ألمه ونجد ذلك في جميع ألفاظ البيت الأول.
فهو يقول إن التباعد المؤلم بينه وبين محبوبه أضحى هو السائد بعد القرب الذي كان وحل مكان اللقاء والوصل الجفاء والهجر.

البيت الثاني: بنْتُمْ وبنّا فما ابتلّتْ جوانحُنا شوقاً إليكمْ ولا جفّتْ مآقينا

يتحدث الشاعر عما يكنه من وفاء لولادة ويبثها ألآمه ولوعته فيقول:
ابتعدتم عنا وابتعدنا عنكم ونتيجة هذا البعد فقد جفت ضلوعنا وما تحوى من قلب وغيره واحترقت قلوبنا بنار البعد في الوقت الذي ظلت فيه (مآقينا: جمع مؤق وهو مجرى العين من الدمع) عيوننا مبتلة بالدمع من تواصل البكاء لأنه مشتاق محروم فلا أقل من أن يخفف همه بالبكاء ويسلي نفسه بالدموع.


البيت الثالث: تكادُ حينَ تُناجيكمْ ضمائرُنا يَقْضي علينا الأسى لولا تأسّينا

ويستمر الشاعر في وصف الصورة الحزينة القاتمة فيقول: يكاد الشوق إليكم يودي بحياتنا لولا التصبر والأمل والتسلي في اللقاء( حينما تعود به الذكرى على الأيام الخوالي فيتصور الجمال والفتنة والحب والبهجة والأمل ويعزي روحه عن المحنة بالصبر.

البيت الرابع:حالتْ لفقدِكمُ أيامُنا فغدتْ سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينا

لقد تبدلت الحياة وأظلمت الدنيا الأيام المشرقة الباسمة المضيئة جللها السواد وعمها الظلام ببعد ولادة وقد كانت الليالي المظلمة الطويلة مضيئة قصيرة بقربها.
البيت الخامس: إذْ جانبُ العيشِ طلْقٌ من تألّفنا ومربعُ اللّهوِ صافٍ منْ تصافينا

وفي هذا البيت يصف الشاعر ويتذكر أيامه مع محبوبته حيث كانت الحياة صافية متفتحة وحيث كانا يجنيان ثمار الحب ما يشاءان ومتى يشاءان فهو يقول أن عيشنا الماضي كان طلق ( مشرق) من شدة الألفة بيننا وقوة الترابط حيث اللهو والسمر والتخلي فيما بينهم وبين أنفسهم لا يعكره حزن ولا هم ولا شقاق ولا خلاف ولهذا فهو صاف مثل المورد العذب الجميل من شدة تصافينا وخلو المودة مما يكدرها.
البيت السادس: ليُسقَ عهدُكم عهدُ السرورِ فما كنتمْ لأرواحِنا إلاّ ريحانا

ويطوف بالشاعر طائف الذكرى الحلوة فيدعو لعهد الوفاء بينهما بالحياة والتجدد لأنه عاش فيه وصفت روحه به وتلقى من محبوبته مشاعل الأمل وحياة النفس وهو دعاء يكشف عن الحنين إلى العهد الماضي وجمال الذكرى / وإذا كان الفراق يغير المحبين ويجعلهم ينسون حبات قلوبهم فلن يستطيع أن ينسى الشاعر هواه بل يزيده البعد وفاء وإخلاصا فما زالت أمانيه متعلقة بولادة وهواه مقصورا عليها فقد كانت الرياحين لروحه وما زالت كذلك.
البيت السابع: واللهِ ما طلبت أرواحُنا بدلاً منكمْ ولا انصرفتْ عنكمْ أمانينا
يقسم بالله بأن قلبه لن يتعلق بغيرها ولم تتحول أمانيه عن حبها.

مبارك بوشندل 10-22-2013 01:13 PM

الوقفة الثامنة عشرة:
[COLOR="Blue"][SIZE="5"]مرت أيام العيد ولا يزال الشهر كما يقولون كله عواد فمن العائدين الفائزين إن شاء الله. ولا ننسى
( شبعة ) العيد, فللعيد شبعة كما يقول الحضارمة, وترجم قولتهم الشاعر : صالح المفلحي في كلمات جميلة جعلها تخميسة لقصيدته المغناة ( توقع يا حبيبي لا تغرك شبعة العيد.) فلا يغترن أحدنا بشبعة العيد وتنسيه ما هو حق عليه.
من أشهر ما يقال شعراً في عيد الأضحى:
العيد عوًّاد يا عرفة متى با تجين
والكبش مرصون والقفه ملانه طحين
عادت علينا ولا عادت على الكافرين

أما الشاعر الغنائي الحضرمي المبدع غالب عوض باعكابة فقد سطر كلمات أخرى قال فيها:
اقبل العيد حبيبي وشذى الطير وكبر

وتهادى الروض من فرحتنا الكبرى وأزهر

أي شيء في غداة العيد اهديه وافخر

أي شيء في غداة العيد

فتعالي لي بثوب العيد ذلك الحلو المشجر
واحضني القلب المعنى فيك ياحلمي المعطر
أي شيء في غداة العيد اهديه وافخر
أي شيء في غداة العيد

فللعيد فرحة وللعيد بهجة, فلا تقبلن على من تحب ومن لا تحب في مثل هذا اليوم إلا بوجه طليق ولا تكن كما يقول ( أبو ماضي:
أَقبَلَ العيدُ وَلَكِن لَيسَ في الناسِ المَسَرَه
لا أَرى إِلّا وُجوهاً كالِحاتٍ مُكفَهِرَّه
فَهيَ حَيرى ذاهِلاتٌ في الَّذي تَهوى وَتَكرَه
وَشِفاهاً تَحذُرُ الضِحكَ كَأَنَّ الضِحكَ جَمرَه
لَيسَ لِلقَومِ حَديثٌ غَيرُ شَكوى مُستَمِرَّه
قَد تَساوى عِندَهُم لِليَأسِ نَفعٌ وَمَضَرَّه
.

مبارك بوشندل 10-25-2013 05:10 PM

الوقفة التاسعة عشرة:
مضغ القات, مصيبة من المصائب, وداهية من الدواهي, سميتها ( بداية النهاية ) ما اْبتلي به شخص ممن هو ليس في بلدته ولا عرفت به منطقته إلا غيَّر حاله من الأحسن إلى الأسوأ. ومن أدمن عليه مع قلة المصروف قاده إلى الجنون والى ضياع الذرية, وكثرت ديونه مع قلة دخله, فهو مصيبة من المصائب التي تهون عندها بعض المصائب, جُمعت فيه مصيبة الدنيا بمصيبة الدين.
أنفق عليه صاحبه ماله ووقته وضيع به الصلوات واستباح به الشهوات, وكل أمر من أمور الدنيا ليس ضياعه حسرة وندامة.
أما أمر الدين فحسرة الحسرات, قال شاعر والكلام منقول من موقع:

( noqat.org )
يـامـاضغين الـقات ايش الفايــده
مـن بايجاوبنـا علـى هـذا السـؤال
إن كانها عــدي معاكـم زايــــــده
لا تنفقوها غير في حاجة حــلال
سوق البلا فيه المصايب واجـــده
فيـه المذلـة و المهونـة و الســؤال
في السوق كم من نفس فوقه وارده
مثـل الغنم تجتر فـوقـــه و الجمال
وين الرجولة والعقول الراشـــــده
لي يـرخصون المال لأجلـه والعيال
الدين ضايع والعقائـــد فاســــــــده
للمـــــوت يدعـونك وللصوعـة تعـال
كم من وكم من بيت نارة خامـــــده
القـات خلاهـا دوامـاً في اشتعـــــال
غضبان والـدهم وأما الـوالــــــــده
تـدعـي وتتضــرع لإصـلاح العيـال
حتى المرة طفشـت وصبحت شارده
باعوا ذهبــــها يـوزنــــونـه بـالقفـال
لي يحســــب ان القـــــات منه فائـده
خســـــران والله يا بدالة بالبـــــــــدال

وقلت:

والطامه عمت وقد شملت ميادين الحيـــــــاه
كله سببه القات ضيع كل من يجري قفــــــاه
ذا إنسان ما يعمل ولكن شكل في المقيل يباه
قد باع ما عنده وضيع كل شي حتى كســـاه
باع الأواني وأجهزة داره وكل ما هو وراه
يرهن ذهب حرمته وإغراضه إلى عبد الإله
عطل مصالحنا وعطل وقتنا نمسي ســــراه
هذي خساير فادحه في المال والصحه معـاه


مبارك بوشندل 10-28-2013 08:16 PM

الوقفة العشرون:
جبل التوباد
يقع هذا الجبل الى الجنوب الغربى من مدينة الرياض بمسافة ( 350 كم ) .بالقرب من مدينة الغيل.
وقد شهد قصة حب .. قيس بن الملوح وابنة عمه ليلى العامرية.
وذلك في عام خمس وستين من الهجرة فى عهد الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان.
وحين مر به قيس بعد فراق ليلى وزواجها من عروة بن الورد الثقفى.


قال فيه:
وأجهشت للتوباد حين رأيـتـه
وكبر للر حمن حــين رآنــــــــي
وأذرفت دمع العين لما عرفتــه
ونادى بأعلى صوته فدعـــــــاني
فقلت له أين الذين عهــــــــدتهم
حواليك في خصب وطيب زماني
فقال مضوا واستودعوني بلادهم
ومن ذا الذي يبقى من الحدثانِ
وإني لأبكي اليوم من حذري غداً
فراقك والحيان مؤتلـــــــــــــــفانِ


ويقول أحمد شوقي في الجبل في مسرحيته ( ليلى العامرية ) التي تحاكي مسرحيات الانجليزي شكسبير على لسان ( مجنون ليلى ( قيس بن الملوح:

جبل التوباد حيــاك الحـــــيا
وسقى الله صبانا ورعــــــــى
فيك ناغينا الهوى في مهده
ورضعناه فكنت المُرضِـــــعا
وحدونا الشمس في مغربها
وبكـــــــــرنا فسبقنا المطلعا
وعلى سفــــحك عشنا زمنا
ورعـــــــــينا غنم الأهل معا
هذه الربوة كانت مـــــــلعباً
لشـــبابينا وكانت مرتــــــــعا
كم بنينا من حـــصاها أربعا
وانثنينا فمـــحونا الأربـــــــعا
وخططنا في نقا الرمل فـــلم
يحفظ الريح ولا الرمل وعى

وعندما قيل له في ليلى ليسلوها أبى, فقيل إنها قد كبرت فقال:
لم تزل ليــــــــــــلى بعيني طفلة
لم تـــــــزد عن أمس إلا إصبعا

وعاد يخاطب الجبل بكلام عذب جميل مليح فيقول:
ما لأحــــــــــجارك صما؟ كلما
هاج بي الشوق أبت أن تسمعا
كلما جئتك راجـــــــــعت الصبا
فأبت أيامه أن ترجـــــــــــــــعا
قد يــــــــهون العمر إلا ساعة
وتهـــــــون الأرض إلا موضعا
للأمكنة كما للأشخاص ذكريات, ولربما كان المكان وهو جماد أوفى وأرق قلباً من بعض بني آدم.

مبارك بوشندل 10-30-2013 08:40 PM

الوقفة الحادية والعشرون:
من أجمل التعبيرات في الشعر الشعبي الحضرمي, تصوير الشاعر لمعركة حدثت بين قبيلتين فصور الحالة بقوله:
يوم التقوا في المسحره العقل عالشبان ضـاع
شطيت ما شفت السماء وطيت ما حصلت قاع

والمسحرة مساحة من الأرض واسعة لا شجر فيها ولا حجر.
أما ضياع العقل على الشبان فحدث عنه ولا حرج.
فمرحلة الشباب هي مرحلة القوة, مرحلة العطاء بلا حدود فتصور المعركة بين الشباب كيف ستكون؟.
ومن هول المعركة اصبح الشاعر لا يرى فوقه سماءً ولا يجد تحته أرضاً.

مبارك بوشندل 11-01-2013 08:21 PM

عدم العدل بين الأبناء
حدثت وقائع القصة في منطقتنا, وسأحاول تجنب ذكر الأسماء إلا في حالة الضرورة.
والقصة أن رجلاً كان يحب أحد أبنائه ويفضله على غيره, في الوقت الذي كان أخوه ( علي ) يشتغل ( بالجملاة ) وسيلة المواصلات المعروفة آنذاك.
وكان علي أميناً مثابراً في عمله حتى أحبه الناس ويتنافسون عليه لتوصيل حاجاتهم.
عندما عاد من أحد رحلاته أخبره أخ له أن أباه يريد أن يزوج أخاه الذي سبق له أن تزوج وطلق والذي أمه في الدار في الوقت الذي يجب على الأب أن يزوج هذا الذي يتعب ويشقى ويدر على أبيه الأموال.
تلقى علي الخبر وحزن في نفسه حزناً شديداً ولم يظهر ذلك لأبيه. سلم على أبيه وحاسبه على رحلته تلك وأعطاه النقود, وعزم في نفسه على مغادرة البلاد كلها ( حضرموت ) وقبل أن يغادر كتب على ( اللهج ) أي النافذة الأبيات التالية:

يقول بو شيخ بــــداع البيــــــوت الذلــــق
من قادم الوقت لا زانــــي ولبعـــد ســرق
يا راعي الوزن شف وزنك على غير حق
لقيت رطــــلين في كفــــه ورفعــه بشــق
سقــــيت لي هو موضــع لي خريفه حلق
خلـــيت لي هو على لبــه يبس واحتـرق

وغادر حضرموت وقيل إنه لم يعد إليها في حياة أبيه.
وللقصة تكملة أخذت اللب وتركت الزيادات لتجنب الإطالة.

مبارك بوشندل 11-04-2013 07:53 PM

الفردوس المفقود
الأندلس الجنة التي على الأرض أضاعها المسلمون,وضاعت بعدها فلسطين , وضاعت بعد فلسطين الأمة كلها, وأصبح شرط العرب وجيوشها تطارد العرب والمسلمين بحجة أو بأخرى.
التهم جاهزة إما معلبة أو مصنوعة محليا المهم المسلمون مشغولون ببعضهم البعض.

وبعد المقدمة نعرج على شاعر القصيدة ( الفردوس المفقود ) الشاعر السوداني: محمد احمد المحجوب وهو:
شاعر و مؤلف و مهندس و محامي وقاض قاد حزب الأمة و رأس مجلس وزراء السودان ولد عام 1908 و توفي عام 1976م.
يقول المحجوب مخاطباً الأندلس:

نزلت شطك بعد البين ولهانا
فذقت فيك من التبريح ألوانا
وسرت فيك غريبا ظل سامره
داراً وشوقاٍ وأحباباً وإخوانا
فلا اللسان لسان العرب نعرفه
ولا الزمان كما كنا وما كانا
ولا الخمائل تشجينا بلابلها
ولا النسيم سقاه الطل يلقانا
ولا المساجد يسعى في مآذنها
مع العشيات صوت الله ريانا
يشير هنا الى الشاعر الأندلسي المعروف ( ابن زيدون )‎
أبو الوليد تغنى في مرا بعــــــها
وأجج الشوق نيراناً وأشجــــانا
لم ينسه السجن أعطافاً مرنحة
ولا حبيب بخمر الدل نشـــــوانا
فما تغرب إلا عن ديــــــــارهم
والقلب ظل بذلك الحب ولهانا
قد هاج منه هوى ولادة شجناً
برحاً وشوقاً وتغريداً وتحـنانا
ويذكر المحجوب البلد الآخر الضائع ثالث الحرمين وأول القبلتين:
هذي فلسطين كادت والوغى دولٌ
تكون أندلساً أخـــرى وإحـــــزانا
ويشير المحجوب إلى السبب الرئيس للفرقة:
نغدو على الذل أحزابا مفـــــــــرقة
ونحن كنا لحزب الله فـــــــــــرسانا
رماحنا في جبين الشمس مشرعة
والأرض كانت لحزب الله مــــيدانا[/align]
ونأمل أن ترجع الذكرى حقيقة يستغلها المسلمون في مطاردة أعدائهم لا في مطاردة إخوانهم.‎‎
لم يبق منك سوى ذكرى تؤرقنا
وغير دار هوىً أصغت لنجوانا

التبريح: التعب والإيذاء

مبارك بوشندل 11-07-2013 09:29 PM

ذنب عظيم
قال يوسف الكوفي :
حججت ذات سنة ، فإذا أنا برجل عند البيت وهو يقول : اللهم اغفر لي وما أراك تفعل
فقلت : يا هذا ، ما أعجب يأسك من عفو الله!
قال : إن لي ذنباً عظيماً ! فقلت : أخبرني,
قال : كنت مع يحيي بن محمد بالموصل ، فأمرنا يومَ جمعة ، فاعترضنا المسجد ، فقتلنا ثلاثين ألفاً ، ثم نادى مناديه : من علق سوطه على دار فالدار وما فيها له ، فعلقت سوطي على دار ودخلتها ، فإذا فيها رجل وامرأة وابنان لهما ، فقدمت الرجل فقتلته ، ثم قلت للمرأة : هاتي ما عندك ! ولا ألحقت ابنيك به ، فجاءتني بسبعة دنانير .
فقلت : هاتي ما عندك ؟ فقالت : ما عندي غيرها ، فقدّمت أحد ابنيها فقتلته .
ثم قلت : هاتي ما عندك و إلا ألحقت الآخر به ، فلما رأت الجد مني .
قالت : أرفق ! فإن عندي شيئاً كان أودعنيه أبوهما ، فجاءتني بدرع مذهبة لم أر مثلها في حسنها ، فجعلت أقلبها فإذا عليها مكتوب بالذهب
]
إذا جار الأمير وحاجباه *** وقاضي الأرض أسرف في القضاء
فويل ثم ويـــل ثم ويـــل *** لقاضي الأرض من قاضي السمــاء

فسقط السيف من يدي وارتعدت ، وخرجت هائماً على وجهي.

مبارك بوشندل 11-09-2013 12:52 PM

استغلال الفرص
الشاعر:
عبد الملك بن إدريس الجزيري، أبو مروان. وزير أندلسي من الكتاب. من أهل قرطبة. تولى الإنشاء أيام المنصور بن أبي عامر. كان مع الأمير في ليلة من الليالي فنظر الى الأمير ونظر الى البدر في السماء فقال:

أَرى بَدرَ السَماءِ يَلوحُ حــيناً

فَيَبدو ثُمَّ يَلتَحِفُ السَحــــــابا

وَذاكَ لِأَنَّهُ لَمّا تَبــــــــــــــَدّى

وَأَبصَرَ وَجهَكَ اِستَحيا فَغابا

مَقالٌ لَو نُمي عَنــّي إِلَيـــــهِ

لراجَعَني بِتَصديقي جَوابـــا

يقول إن بدر السماء استحيا عندما رأى الأمير بعد أن بدأ للعيان.والمقولة هذه لو قالها الشاعر تقولاً لأثبت صدقها القمر.


الساعة الآن 08:28 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas