سقيفة الشبامي - كتابة التاريخ والتراث بين الصواب والخطأ عند (( الجرو ))...!!!

.

التطرق لكتابة تاريخ وتراث حضرموت بشكل علمي ورصين مطلب مستمر ، وإن شابت كتابة تراثنا عوالق علقت فيه من بعض الأدعياء ، فإن هذا المشروع الذي طالما نادى به الكثير من مثقفينا سيضل يراوح مكانه شأنه في ذلك شأن العديد من المشاريع الحضارية والرؤى النهضوية التي طالها التهميش واللامبالاة..!!

لكني في المقابل أرى أنه قد آن الأوان لإعادة الاعتبار لجوانب محددة من تاريخنا ضلت إلى يومنا هذا في طي النسيان، ولعل من أبرزها الجانب العلمي والمنهجي في هذا الجانب الذي لم ينل الاهتمام الحقيقي والجاد من طرف المؤرخين والمتخصصين..!!

قبل عدة سنوات قمت بزيارة أحد الاصدقاء القداماء والذي يشغل مكانة بارزة في التدريس بجامعة عدن ... واثناء تواجدي معه في مكتبة الجامعة صادف مرور الدكتورة (( أسمهان سعيد الجرو )) وتعرفت عليها فوجدتها هامة تاريخية حضرمية علمية ذات حضور أكاديمي في المجال الذي تخصصت فيه ، واصبحت تزاحم اقرانها في تخصصها .... وللذين لا يعرفون الدكتورة اسمهان سعيد الجرو فهذه نبذة مختصرة عنها:

الدكتورة اسمهان سعيد الجرو من مواليد مدينة (( الشحر )) اظهرت نبوغا تعليميا مبكرا حتى نالت سنة 1986م درجة الدكتوراة من أعرق الجامعات الفرنسية (( جامعة السربون )) باريس وكانت رسالة الدكتوراة حول اطروحة قدمتها في التاريخ القديم (( تاريخ العرب القديم )) وعادت الى عدن وعملت منذ سنة 1988م كاستاذة للتاريخ القديم في (( جامعة عدن )) وتوجهة الى الأردن سنة 1996م لتعمل كأستاذ زائر بجامعة اليرموك ..

ثم عملت سنة 1998م كباحثة ولمدة عام بمركز (( درسات العالم العربي والاسلامي بمدينة إكس - إن - بروفانس )) بفرنسا .
وعادت الى عدن لتنال درجة الأستاذية من جامعة عدن سنة 1999م .

ثم انتقلت في مطلع لالفية الثانية الى عمان للعمل في جامعة السلطان قابوس .

وللدكتورة اسمهان الجرو نشاطات ملحوظة في المشاركة في الندوات والمؤتمرات العالمية والعربية ولها نشاط في كتابة التاريخ وقد نشر لها الكتب التالية:

- التاريخ السياسي والحضاري لجنوب الجزيرة العربية .
- دراسات في التاريخ الحضاري لليمن القديم
- نقوش محرم بلقيس (( باللغة الفرنسية

كما نشر للباحثة الدكتورة اسمهان الجرو عدد من الدراسات والبحوث في مجلات علمية مختصة تجاوزت بحوثها 30 بحثا من احدثها:

- التراث العربي بين عراقة الاصالة والتجديد
- المؤسسة العسكرية والحراك التاريخي في دولة سبأ في الفترة من القرن الأول الى القرن الثالث الميلادي.
- الطبقة الحاكمة في سبأ في عهد ملوك سب وذي ريدان.
- الاسهامات الأوربية وأثرها في إعادة إحياء التراث الحضاري لليمن القديم
- نماذج من القيم الأخلاقية ومبادئ حقوق الانسان في الحضارة اليمنية القديمة.

تميزت كتابات الدكتورة اسمهان سعيد الجرو بالبحث العلمي والمنهجي الرصين ، والتعامل مع النصوص والنقوش والمصادر التاريخية من وجهة نظر علمية ثاقبة ، حيث تشكل لها المصادر التاريخية الأدوات المعرفية الأولية لصياغة كتابة التاريخ ، ولهذا ربما لا يتفاجأ القارئ حين يقرأ بحثا منشورا للدكتورة (( اسمهان سعيد الجرو )) أن يقرأ اسماء عشرات الكتب والمصادر العربية والاجنبية التي استندت إليها في بحثها.

لهذا فالاسلوب العلمي والبحث المنهجي والرجوع الى المصادر والمراجع المهمة مع ذكرها في الهوامش هي الطريقة المثلى والأسلوب الصحيح في تعاطي كتابة تاريخنا وتراثنا لهذا نجزم أن كتابة التاريخ والتراث على صواب عند الاستاذة والدكتورة (( الجرو )) والتي أعني بها الدكتورة اسمهان سعيد الجرو .

في المقابل هناك نموذجا آخر من (( آل الجرو )) بالرغم أننا لا (( نعوّل )) على ما يكتبه في التراث الحضرمي ويقيننا أن كتاباته لا ترقى الى مستوى كتابة الدكتور اسمهان الجرو لأننا نلتمس في ما يكتبه اعتماده على اسلوب غريب وعجيب خاص به ، وهو الاعتماد على حل معرفة رموز الكلام وبواطن الأمور بالالهام ، هذا الالهام الذي يعتمد فيه على مصدره الخاص ألا وهي (( بنيات أفكاره )) .. لهذا لا توجد مقارنة بين من تميزت في الكتابة بمنهج علمي ، وبين من تميز على (( منهج بنيات أفكاره ومعرفة الرموز بالالهام الالهي )) أو عن طريق التربية منذ نعومة اظفاره حيث ان محيطه العائلي يتحدث بالرموز ... نعم رموزا (( لا يعول عليها )) لأنها ليست بالرموز العلمية ...!!

...

.