[شيخ القبايل.]

كثيرا مايتعرض اهل الفضل للأذى , وهذا كونهم أعلام مجتمعاتهم ورموزها , فهم يصبحون هدفاً للغوغاء وربما يستهدفهم السلطان
كونهم لاتلين لهم عريكة ولاينثني لهم عزم , ومن أولئك الشيخ الجليل
معروف بن عبدالله باجمال الشبامي , الذي تعرض لآشد الأذى
وذلك من قبل السلطان وتم نفيّه مرتين كانت الأولى إلى قرية هينن
والأخرى إلى دوعن , كل ذلك كونه كان قوي الشكيمة في الحق
ولم تتضعضع عزائمه , ولكن عندما تكون النسوة لهن موقف إيجابي
دون الرجال فهذا مايشرّف ويزرئ في آن معاً . فماعرف عن تلك القصة في المراجع التي وردت فيها وماتناقلته ألسن الرواة المعتبرين أن هناك
ثلة من الرجال التي ثبتت على الحق واصطفت إصطفافاً مشرفاً
خلف الشيخ معروف وكان الموقف العام لرجال شبام ( سلبياً ) تجاه الشيخ , بينما كان موقف النسوة يفاخر به , ولذلك قد تنهض النساء
بما تكِلّ منه كواهل الرجال . ولنا في التاريخ الكثير من الشواهد , وفي هذه المسألة تحديداً فقد سجلن نسوة شبام موقفاً مشرفاً عجز عن تسجيله الكثرة الكاثرة من رجالها ولكي أكون منصفاً فإني لاأُعمم ذلك القول , فهناك من الرجال القليل الذين بسبب إصطفافهم خلف الشيخ معروف كانوا هدفا أيضا وعانوا كثيرا وماعاناه الشيخ معروف باجمال , لقيّه الكثير من الرجال الذين ينهضون بالمهمات الجسام , فقد تعرض السيد علي بن حسن العطاس لمواقف أكثر شدة وأكثر أذى ومن أقرب المقربين له , وكذلك الشيخ سعيد العمودي وغيره لايتسع المقام لذكرهم , فكتب السيّر حبلى بالعديد من القصص والأحداث التي كان للنسوة موقفا أكثر صلابة من مواقف الرجال . .