[شيخ القبايل.]

على حافّــة الهاوية

اولا نقول للاستاذ أبو عوض ان العنوان مكتوب ( بالفاء المشددة ) والعلة ليست في نظارة الاستاذ سالم وليس في منظارك أنت بل العيب يقع على بيل جيتس ، لان التشديد يختلط اختلاطا مع نقطة الفاء ..

اساتذتنا الكرام .. اعجبتني هذه الكلمات منكما .. نعم شبام ليست مدر وستر .. ليست صورة في جريدة أو مجرد تجسيم مادي ، بل هي تأريخ حضرموت كله .. وأتذكر في احد الكتب التي اصدرتها اليونسكو عبارة (( شبام .. هي محور تأريخ الوادي كله .. )) .. ولعل هذا ما يجعل لشاعر يتأسف للحال التي تؤول اليها المدينة في انطباع الناس خاصة ..

الشبامي صاحب الموقع .. هو حفيد المؤرخ الأخير في مدينة شبام .. علي بربيعة رحمه الله .. ولعله يحاول جاهدا أن يسير على خطى جدة .. فكان الموقع المتميز سقيفة الشبامي ..



واذا كانت شبام المدينة هي محور التأريخ في وادي حضرموت .. وهي الأم الرؤوم التي بسطت ذراعيها لكل يتامي العالم وهي الملجأ التي يفر اليها الرجال من مظالم قبائلهم .. بل هي ايضا دار العلماء اصحاب الرأي الصادق .. ففيها يتنزه المرء بين العقول وبساتين التجربة .. وما المتناقضات التي يراها المرء في شبام للوهلة الاولى الا منطق المجتمع المتمدن ، الذي استطاع أن يصهر في بوتقته كل المشارب ..

فأن سقيفة الشبامي هي كذلك ايضا .. تمنح المواهب اليتيمة فرصتها الأولى .. هنا .. في جو ( حيادي ) تام .. لا تحجر على أحد رأيه .. لا تمنع وجهة نظر من الطرح ..

وشبام المدينة والتاريخ .. تأذت من رجال ضمتهم بين أحضانها ، لكنها احتوتهم و تجاوزت كل المحن لتبقى هي البلاد التي يسكن اليها وفيها الانصاف والواجب .. وكذا سقيفة الشبامي فعلت .. تركت كل خطيب يطرح ما عنده .. وراهنت على وعي القراء ..

واذا كان الوعي يتناسب مع الثقافة والبيئة ويتأرجح .. فأنها - سقيفة الشبامي - ايضا تتحرك باتجاه ( الجو السائد ) وتسير مع تياره .. لكنها تراهن على التصحيح المتريث والراسخ .. فتتظافر الجهود لبناء الوعي من خلال التجربة ومعاناتها ، لا بأسلوب الطرح الفوقي والتنظير المثالي الذي لايؤيده الواقع فينهار ..

الحلم سيد الاخلاق .. وهو الذي صمد وساد في شبام العالية .. وهو الذي سيصمد وسيسود في سقيفة الشبامي .. بل إن تجربتنا في سقيفة الشبامي تقول لنا في كل مرة ( من يحب بصدق هذه الواحة فانه سيتوائم معها ) .. ومن جاء لهدمها فإنه سينفي نفسه بنفسه .. من يأخذنا بحسن طويته فلن يكتشف في دواخلنا الا ( الناصع النقي ) ، ومن يظن بنا سوءا فانه سيجد طريقا مظلما مغلقا .. يهمي فيه الى الابد .. ويسدر .

وقد نتأسف علي غيابه .. لكنه لن يستطيع العودة عن غيه ! الا اذا عاد الى وطنه .. وهو يتبسم

ان اقصر طريق لفهمنا هو مخالطتنا .. أما النظر الينا بعين الشك والتنقص ، والغوص في دلالة كلام لا يحمل سوى ظاهره .. والمحاولات ( المرهقة ) لقراءة ما بين الاسطر .. وادعاء استيعاب الانطباع السيء وتصديقه .. إن ذلك كله ما هو الا لهث خلف سراب بقيعة ..

وفي كل مرة نقرأ في الآخرين فهما خاطئا بحقنا - نحن أهل شبام - لا من ينتسب اليها ظلما .. فإننا المبادرون الى التوضيح والتبسيط والصراحة .

فمن رضي فله الرضا

ومن سخط فعليه سخطه ..