عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2007, 12:18 PM   #15
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

تناول المؤلف في الفصل الثاني من الكتاب ضمن مباحثه الثلاثة :

(1) العادات القبلية .
(2) التقاليد القبلية .
(3) الأوضاع الصحية .
(4) التعليم والهجرة .

سنتجاوزها كونها نسخ مكرر لمن سبقوه في توثيق التراث القبلي لتشابه العادات والتقاليد وطبيعة الأوضاع السائدة هناك في المجال الصحي والتعليمي .


الفصل الثالث :

(1) الأنشطة الإقتصادية التقليدية
(2) طرق زراعة الأرض .
(3) ملكية الأراضي
(4) الصناعات الحرفية
(5) المهن

سنتجاوزها أيضا لإنطباق ماجاء بأعلاه عليها ولعدم اهميتها .


يتطرق المؤلف إلى علاقة بلعبيد بالقبائل المجاورة فيقول :

تسكن قبيلة بلعبيد في مساحة واسعة مقسمة ما بين السيطان ( الجول ) والوديان والرملة ويحيط بهم من كل جهة قبائل عدة ، ولذلك أخذ مقادمة القبائل في عقد عدد من الإتفاقيات مع القبائل المجاورةمن أجل الحفاظ على السلام الدائم وتبادل المصالح العامة ، وفي معرض تناوله لعلاقة بلعبيد بقبيلة الدين أفاد أن الوئام لم يكن يستمر طويلا بين أفخاذ من القبيلتين وتنشب بينهم من الحين للآخر مشاكل كثيرة بسبب المراعي تعكر صفو الوئام والإنسجام ومن ضمن تلك الوقائع التي استشهد بها على تعكير صفو العلاقة مع الديّن اختصام قبيلة آل باسلوم من قبيلة بلعبيد وآل باكرشوم من قبيلة الديّن سنة1863 ميلادية قريبا عندما أراد آل باكرشوم نهب أغنام خاصة بآل باسلوم الذين كانوا يسكنون أحد الشعاب القريبة من مناطق الديّن مما أدى إلى حدوث اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن مقتل واحد من كل جانب ، وتمكن المشايخ من احتواء الموقف بين الطرفين ، وعندما نقل القتيلين على ظهر أحد الجمال كان قتيل آل باسلوم أثقل في الوزن من باكرشوم ، ولم يعتدل توازنهما على ظهر الجمل فطلب المقدم باكرشوم عدل من باسلوم في الثقل عند بامجيمر ( من المشاجر ) ووافق باسلوم على ذلك ، وفي يوم الوعد حضر آل باسلوم وكان معهم الحكم علي بن عمر باهيصمي الذي أرسله الحكم عمر بن عبدالله باهيصمي ويرافقه اثنى عشر رجلا في حين حضر من الديّن حوالي سبعين رجلا ، وعندما شاهد باهيصمي هذا الجمع من الديّن قال لباكرشوم : جيت منكف أو جيت للبداه ؟ :lol ( يقصد للقتال أو لحل المشكلة ) فرد باكرشوم بقوله : جيت لها كلها ياحكم ، صمت الحكم باهيصمي ودخل إلى عند بامجيمر وأرسل رجاله إلى مقادمة فخائذ بلعبيد وطلب منهم ابلاغهم بأن الحكم محاصرا في قدة وهي منطقة تتبع للمشاجر .

أراد بامجيمر البت في قضية المتنازعين إلا أن الحكم باهيصمي تظاهر بالمرض ، وكلما أتاه بامجيمر يبادره بالقول غدا ... ( بكره ) وهدفه من التأخير وصول القبيلة وهكذا حتى مرت ثمانية أيام ، وفي عصر اليوم الثامن أقبلت قبائل بلعبيد عندها دخل بامجيمر على الحكم باهيصمي وقال له : قم ياحكم دواك حصل وأصطف رجال بلعبيد وسلموا على الحاضرين وبادرهم الشاعر أحمد سالم بامجيمر مرحبا فقال :

صحيت وهمك ياعلي من بعد ما أنت مشتكي = باتشوفك الليله غني بعد الليالي لولّه
من هو معه ساعد قوي والله ولو هو خارجي = لا سالت اشعابه تجي وتجيب جلجل والجله


فرد عليه الشاعر سالم العناب من قبائل آل عبدالله ( بلعبيد ) وكان مع الوافدين :


أربعمائة شفّت حيود المهتكب(1) = في أطرافها سبعه من الخيّاله
هذي سبور القوم ياباهيصمي = من حب صافي يرغب الكيّاله


وقال شاعر الدين وهو من آل باكرشوم :

ياذي تخبّرني من سيوب القبله (2) = عارض في المشرق خصيب ارساله (3)
صوت المهوّك لا سمعته يعجب = نحنا مقاييس البلاء وأشعاله


سنكتفي بهذا السرد مع وعد بسرد ما تبقى من محتوى الكتاب .

غلبت اللهجة العامية على المفردات التي استخدمها المؤلف ، ولم يخرج عن إطار ونسق من تناولوا البحوث القبلية المماثلة حيث أن الوقائع والغزوات تكاد تكون متشابهة في مجملها على أغلب أحداث التاريخ القبلي لتلك القبائل ، ومن غريب ما قرات رسالة ماجستير تقدم بها خالد عبد الله طوحل عن العوالق وتكوينهم السياسي الحديث ( دراسة تاريخية سياسية ) لم تخل من سرد ممل ومطول عن النمط القبلي والعلاقات والتقاليد القبلية ، وتكاد أغلب الكتب الموثقة لتاريخ قبائل حضرموت ومحيطها متوازية في محتواها ، وكون منح درجة الماجستير في مبحث معين يتطلب من الباحث طرق قضايا تنعكس ايجابا على المجتمع وتوثقا لقيمه فقد غلب الغث على الثمين في ما يطرح من توثيق للواقع القبلي لحيازة درجات الدكتوراة أو الماجستير ، فهناك من كتب تاريخ الجوهيين وآخر قام بكتابة بحث مماثل عن قبائل سيبان (ة يصعب حصرهم ) ... وتوثيق الأحداث التي مرت بها المناطق القبلية وخاصة المتعلقة منها بالحروب القبلية التي لم تشكل منعطفا هاما في سير تاريخ المنطقة غير جديرة بالمناقشة في الصروح العلمية ويجب بقاءها كمرجع لتلك القبائل التي يستعصي قيام مجتمع مدني في مناطقها لتشبثها بالأرض والحدود القبلية ورفضها للتعاطي مع معطيات الحضارة المدنية .


سلام .




(1) يقصد جبال وديان عرماء ودهر
(2) أراضي بلعبيد
(3) سحابة كثيفة المطر ويعني قبيلة الديّن
التوقيع :
من ذكر الله ذكرا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء
وحفظ الله تعالى عليه كل شيء
وكان له عوضا عن كل شيء
( ذو النون المصري )


****************


سلام بني الأحقاف يامن علوتمو
على ساكني سهل الجزيرة أو نجد

( الشيخ القدّال باشا )
  رد مع اقتباس