عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2008, 09:54 PM   #8
نجد الحسيني
شخصيات هامه

افتراضي

أخي صالح العمودي،

مسّاك الله بالخير
وشكرا على الأغنية الجميلة

قام موقع ومنتدى الفنان محمد مرشد ناجي بتدوين سيرة عمر محفوظ غابة
وقمت بنشر تلك السيرة على بعض المنتديات وسوف تقرأها قريبا.
كما وضعت رابطا خاصا بعمر محفوظ غابة يشتمل على عشرين أغنية.
وعمر محفوظ غابة هو أستاذ عوض عبد الله المسلمي رحمة الله عليهم جميعا
هاجر إلى السعودية ومات فيها.

أمّا بالنسبة عن سؤالك في مجال التحرّر إلى حدّ الخلاعة أحيانا
فأجيب عليه بأنه قد دأبت القصائد الحمينية اليمنية خاصة على هذا السلوك
وهو بنظري سلوك حضاري أدبي ثقافي ولو اختلف معي الكثيرون ممّن يرونها
خادشة للحياء وضاربة بعرض الحائط كلّ العادات والتقاليد بل البعض منهم
ذهبوا بعيدا بتكفيرهم اؤلئك الشعراء ومن غنّا أشعارهم
كما حدث مع القصيدة الكلاسيكية الرائعة أراك طروبا
عندما غنّا المرحوم ابراهيم محمد الماس كلماتها وفيها ما فيها
عن المقام والحطيم وزمزم والتسعة وتسعين قبلة وأيضا من أبياتها:

فإن حرّم الله الزنا في كتابه ** فما حرّم التقبيل بالخدّ والفم
وإن حرّمت يوما على دين أحمدا ** فخذها على دين المسيح بن مريم


وقال يحي عمر في إحدى روائعه الكلاسيكية
والتي عنوانها: رحمـن يا رحمـن يا من فوق عرشه مرتفع
وقد غنّاها قديما المرحوم صالح عبد الله العنتري
وتلاه على غناءها أكثر من فنان معاصر ومن جملة أبياتها:

قد كنت شاصلّي وانا مادريت إلاّ حين نكع
مرنّح القامة شبيه الخيزران كنّه رفع
حلفت يا من شاهده يبقى مكانه ممتنع
إن شافها العابد وهو في قبلة الله مختشع
خلاّ صلاته والعبادة ثم يخرج يبترع
وان شافها الصائم يغلّ الزاد ويفطر بالسرع
وقال قد غابت وعاده ظهر ذا شي قد جزع
وان شافها الحاجج وهو سائر إلى مكة رجع
وان شافها الجائع وهو من شدّة الجوع شبع
وان شافها المؤلم برئ من ساعته الا وهو برع
الخ...


ومن الأغاني الجميلة للمرحوم أحمد عبيد قعطبي
أغنية بكلمات رائعة في وصف الحسناء
هي أغنية قال المعنى أنا في ليلة الاثنين
وقد اشتهرت بعنوان من سبّ أهيف
يقوم الشاعر بوصف معشوقته بداية من
حاجبيها فعينيها فخدودها فمبسهما وثناياه
ثم ينزل إلى عنقها ليتوسّع حتى صدرها بقوله:

والصدر بستان للفرسان فيه يغزين
زرع من العنب تفاحا ورمّانا


ويتمادى شاعرنا بالنزول حتى يبلغ به وصفها مقبلة ومدبرة فيقول عند وصوله البطن:

والبطن طاقة حرير مثمنة ألفين
والخصر قبضة وفيه الوسط ألوانا


والوسط لا يخفى عنّا المقصود منه.
ثم يدور ويلتف حول محبوبته بقوله هذه المرّة بالنظر إلى أردافها:

والعجز مركب حميدي شامر الجوشين
شاحن من المال يبغى أرض سيلانا


لا أعتقد بأنه يتجرأ الآن شاعر أو فنان ويأتي بمثل ما سبق
بالنسبة لي كان أدبا كما أسلفت مهما اختلف معي الكثيرون

القصيدة بكاملها تحوي كلمات حمينية رائعة المعاني

كما نرى شطحات الشعّار أين أوصلتهم.

وصدق الله العظيم القائل بمحكم كتابه في وصفهم:
"والشعراء يتبعهم الغاوون .. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون .. وأنهم يقولون ما لا يفعلون"
صدق الله العظيم


فأقوالهم لا تعبّر عن أفعالهم
عفا الله عن زلاّتهم وغفر لهم ذنوبهم وتاب عليهم إنه هو التوّاب الرحيم.
وأرى أن نحتكم لما يكتبوه أدبيّا وثقافيّا ليس إلاّ.
ومهما قيل عن القصائد الحمينية الشهيرة، سوف تظلّ إبداعا في التراث اليمني والعربي والاسلامي.
كانوا في زمانهم أكثر تألقا وتحررا منّا في زماننا.

إلى اللقاء مع عمر محفوظ غابة.

نجد الحسيني
التوقيع :
ما خاصمني عاقل إلاّ غلبته = ولا خاصمني جاهل إلاّ غلبني

التعديل الأخير تم بواسطة نجد الحسيني ; 01-05-2008 الساعة 11:13 PM
  رد مع اقتباس