[مسرور]

عن أسرار العنف والكراهية والتدمير كتب فيلسوف علم الإجتماع وعالم النفس الشهير ايريك فروم دراسة متكاملة هي أفضل ما كتبه في هذا الخصوص ...

السادية ظاهرة من ظواهر الشعور بالسرور من جراء ايذاء واهانة الآخر ماديا أو معنويا سواء كان هذا الآخر إنسانا أوحيوانا .... ونسبة لتزايد وتيرتها مؤخرا في منتدانا فسنعرف بها بصورة مقتضبة دون غيرها من أنواع العدوانية كي يعلم الساديون جميعا عدم جهلنا بخبايا أنفسهم المريضة .

من وجهة نظر التحليل النفسي فإن السادية هي جزء من الدافع المسمى الليبيدو ( طاقة الغريزة الجنسية حسب نظرية فرويد ) وبعبارة أخرى فإن السادية هي ظاهرة جنسية ... ويشير البروفيسور في بعض ملاحظاته التي ضمنها بحثه أن السادية تعبيرا محددا وخاصا عن رغبة أكثر عمومية وهي الرغبة في السيطرة المطلقة التامة على انسان آخر أو حيوان أو حتى أشياء مادية ، وهذه الرغبة في السيطرة المطلقة التامة على إنسان آخر أو حيوان أو حتى أشياء مادية يمكن أن تحدث بين الشريكين الجنسيين ويمكن لها أن تذوب وتصبح جزء من المتعة الجنسية خاصة إذا كان الشريك ذا ميول مازوخية يستعذب الإهانة والضرب أو الألم ... والرغبة في السيطرة والعامل الجنسي في السادية له وظيفة تحكمه فالإثارة الجنسية وإنطلاقها يغلقان الدائرة فلا تكون هناك رغبة في المزيد من التدمير أكثر مما تم تحقيقه في العملية الجنسية .

ان مبدأ التلذذ بالعنف والسيطرة المطلقة على الأشياء والبشر لا يقتصر أبدا على مجال الإثارة الجنسية وحدها فالمدرّس الذي يهين أو يضرب أو يرعب تلميذه ، وحارس السجن الذي يفرغ جام غضبه بإهانة وتهديد سجين لا حول له ولا قوة ، والممرضة التي تفعل الشيء ذاته بأسلوب موارب بالمريض الذي لا يستطيع الاحتجاج لأسباب اجتماعية أو جسدية ، والشخص الذي يضرب كلبه بلا رحمة إن لم ينفذ أوامره كل هؤلاء إن هم إلا بعض الأمثلة على الإلتذاذ بالعنف الذي ليس في حد ذاته جنسي الطابع ... وغالبا ما يظهر الإلتذاذ بالسيطرة الكاملة في صورة رغبة ملحة في تعذيب شخص ما إذ أنه لا تكاد توجد طريقة أكمل للإحساس بالسيطرة المطلقة من اجبار شخص على معاناة الألم في الوقت الذي يكون فيه عاجزا عن الرد أو الدفاع عن نفسه ضد المعتدي ، والإلتذاذ بالعنف التدميري لا يتخذ دائما أشكالا بديهية كالتعذيب بل قد يتمظهر في العمل على خنق إرادة الآخر أو عفويته أو حريته وهذا النوع من التدمير والعنف عادة ما يعقلن نفسه بالإدعاء بأنه ذو دوافع حسنة أو حتى بالقول أنه دافعه هو الحب ..... نكتفي بهذا ومن على راسه بطحه ( يارفاق ) يتحسسها وأقصد أن من يعاني من السادية عليه عدم فرض نفسه علينا في هذا المنتدى ، فهو وبدلا من أن يدمرنا سيدمّر نفسه قبل تدميرنا لأن تعاملنا في هذه الساحة الفكرية ليس عن طريق المواجهة المباشرة ووقوف مغلوب على أمره أمام غالب وإنما عن طريق شاشة صماء توازي قاعة المحكمة التي يدافع فيها المتهم عن نفسه ولو كانت الجريمة ثابتة عليه و لسنا مقيدون أو مكبلون كحال ذلك السجين الذي يستعرض معه سجانه ساديته دون إبداء موقف أو رفض تجاهها نستطيع أن نكيل الصاع صاعين للساديين ونعلمهم أن الظروف المناخية في المنتديات الفكرية ليست مهيأة لهم لفرض آحادية رؤآهم والتلذذ بآلام الآخرين ، لأن من يعتقدون أنهم يستطيعون ايلامه حرا طليقا وليس طريح فراش لا حول له ولا قوة تشبعه ممرضة متعجرفة ألما فوق ألمه .

في الختام لا يفوتني استطلاع رأي أخينا محمد نور في النقل العلمي الذي يختلف عن الخزعبلات التي يصوغها شيوخ الضلال ويمارسون عبرها ساديتهم وسادية الأنظمة العربية التي يتولون بالنيابة عنها إرهاب الشعوب وتخويفها بالعدو المفترض أو بهول يوم القيامة وعذاب القبر .

تبا للساديون من أعلى قمة الهرم إلى أسفله .

سلام .

مجنّدة أمريكية تمارس ساديتها مع السجناء في سجن أبو غريب الشهير بالعراق .