عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-2008, 01:18 AM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي من الحـرف الشعبية في حضرموت (( صنــاعة النــوره ))..!!

.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

من تحت هذه العصا الغليظة ( المسباط ) تواصلت الحضارة في حضرموت وقامت وأزدهرت لأن أول نشأة الحضارة هو العمران وتمت العمارة وشيدت ناطحات
سحاب تعانق السماء وأرتفعت مآذن بيضاء تحت سماء حضرموت يذكر منها اسم الله كل يوم عدة مرات ...
ومع هذا الموضوع التراثي تعالوا بنا نوثق هذه الصناعة والحرفة الشعبية في حضرموت والتي كانت ولا زالت جزءا من مستلزمات البناء والعمارة إنها صناعة النوره....


ماهي النورة ؟
========
النورة هي المادة المستخلصة من حرق الحجارة الكلسية الجير، وهي عبارة عن هيدروكسيد الكالسيوم يتم اعداده بعد حرق الجير واطفائه بالماء، حتى يتحول الى مسحوق أبيض يستعمل
في مونة البناء والطلاء .
وهي معروفة عند العرب وتدخل، في حرفة البناء بالطين والحجارة . وقد أشار إلى ذلك الشاعر الجاهلي الأعشى حين قال:


فأضحت كبنيان التهامي شاده =بطين وجيار وكلس وقرمد


ومن ذلك نستدل على انها من مواد البناء المعروفة منذ القدم عند العرب ، وقد حافظت حضرموت منذ عهود قديمة وإلى اليوم على صناعة واستعمال النورة ، حيث أنها تعتبر جزءا
مهما يستعمل في طلاء البيوت من الداخل والخارج . وتستعمل في مونة البناء وكانت تحل محل الاسمنت لما لها من مواصفات شديدة تشد الحجارة وتسد بينها وتتحمل التقلبات
والعوامل الجوية المتقلبة ..
وحول حرفة وتجهيز واعداد وانتاج واستعمال النورة تعالوا نوثق في سقيفة الشبامي بالمعلومة المصورة صناعة النورة في حضرموت.

مكونات صناعة النورة :

أولا : بناء الكير ( الميفاء )
================

ماهو الكير أو ( الميفاء ) ؟ الكير هو الفرن الخاص لحرق الحجارة الكلسية حتى تتحول الى هيدروكسيد الكالسيوم بفعل الحرارة العالية. ويبنى الكير على شكل دائري عالي
تكون قاعدته عريضة ويضيق من اعلى ، ويختلف حجمه وسعته من فرن الى آخر، ويتكون هذا البناء من (( جفنتين ) حجرتين تبنى من الطوب (( المدر )) تليس (( تمحض ))
من الداخل في كل مرة يتم فيها استعمال الكير حرصا على عدم تشقق جدران الكير بفعل تأثير الحرارة العالية بداخله.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ويتكون الكير من قسمين أو حجرتين ( جفنتين ) هما :

1- الحجرة ( الجفنة ) الأولى : وبداخلها تتم عملية حرق الحجار الكلسية .
2- الحجيرة الثانية أو ( البطن ) : عبارة عن غرفة مستطيلة تقع في فوهة الكير ( الفرن ) يتم عبرها تزويد الفرن بالوقود لاستمرار وضمان اشتعال النار بحرارة عالية


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ثانيا : الأحجار الكلسية وطريقة وضعها في الكير : وتتم في خطوات شاقة وهي المهمة الأساسية واولى خطوات الاعداد لحرق الحجارة الكلسية ، حيث يقوم العمال الحرفيون
بمهمة جلب الحجارة الكلسية من جنبات مجاري الشعاب الجبيلة إلى موقع الكير ( الفرن ) ويتم تكسيرها بأحجام مختلفة ثم ترص الحجارة الكلسية في الحجرة الأولى من الكير
فوق بعضها البعض ( بناء ) على شكل جدار قد يستغرق العمل فيه أكثر من 24 ساعة و هي من أهم الخطوات واشدها صعوبة ودقة بحيث يضمن العامل الحرفي تدفق السنة النيران والحرارة
العالية بين الحجارة بشكل متجانس تماما ، ولهذه الحجرة فتحتان جانبيتان سفلى و الثانية عليا ، ولها فوهة أخرى من الأعلى يتم عبرها خروج وانبعاث الدخان ..

(( صورة تبين عملية جمع الاحجار الكلسية ))


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ثالثا : وقود اشتعال الكير ( الطاقة ) : من المفروض ان تكون حرارة الكير عالية جدا ولهذا تتطلب العملية وقودا كافيا وغالبا ما يكون وقود الكير من الحطب وجدوع النخيل
وبقايا الاطارات المطاطية وغيرها من المخلفات التي تسهل عملية الاشتعال وتوفر الطاقة الحرارية.

( صورة تبين عملية حرق الأحجار في الكــير ))

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



خطوات صناعة النورة :
============
بعد أن ترص الحجارة جيدا على شكل جدار ويتم سد كل الفتحات بأحكام ما عدا فتحة واحدة وهي التي من عبرها يتم تزويد الكير بالطاقة ووقود الاشتعال يبدأ الحرفييون بإشعال
الفرن بقوة و حرارة عالية جدا ، حتى تتدفق ألسنة اللهب بين جنبات ومن خلال جدار الحجارة الكلسية المبني بالحجرة الأولى ويتواصل العمل على استمرار مصدر النيران داخل
الكير دون توقف لمدة تزيد عن ثمان واربعين ساعة تقسم حسب عرف هذه الحرفة نوبة العمل على أوضاح وكل إثنا عشر ساعة تسمى وضح و يتم حساب الأوضاح بناء على
كمية الحجارة وصلابتها وخلال الأوضاح ، يتناوب العمال أدوارهم في العمل ليلا و نهار من أجل ضمان سير عملية احتراق الحجارة الكلسية بالصورة المطلوبة، وإلى أن يصل
اللهب إلى أعلى فوهة الفرن ويتأكد العمال القائمين على التناوب ( اوضاح ) بأن الأحجار قد استوت وتغيرت من حالتها الصلبة إلى الحالة الجيرية يقوم احدهم بأخد عينة بواسطة
أداة طويلة تشبه الملعقة طويلة يسحب جزءا صغيرا من الحجارة ويختبر ذلك لمعرفة استوى الاحجار وبعدها يتم التوقف عن ضخ الوقود في الفرن ويترك لمدة تزيد
عن 24 ساعة حتى يبرد .
ثم يبدأ عملية إخراج الحجارة التي تحولت إلى كتل هشة يميل لون سطحها الى اللون الرمادي . و هي عملية في غاية الصعوبة والخطورة ، ويتم وضعها في مساحة مخصصة
تفرد لها وترش الكتل الجيرية بالماء حتى تنطفي حرارتها ويتم تكسير الكتل الهشة لتتحول الى مسحوق أبيض وتكوم للتعبئة والتسويق على هيئة مسحوق ابيض .


(( صورة تبين عملية اطفاء ورش الكتل الجيرية بالماء ))


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة





ثم تأتي مرحلة مهمة أخرى وهي ضرب (( سباطة النورة )) ولنا لقاء آخر ان شاء الله مع هذه المرحلة.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 07-11-2008 الساعة 01:28 AM
  رد مع اقتباس