.
وفي حوادث سنة941 هـ ذكر بافقيه الشحري (( أن قبيلة الاشموس وهم من حمير قد استقلوا بحكم حجر وذلك بموازرة من الشيخ عثمان العمودي ))..، ثم اضطربت الاحوال في حجر
وتقاسمتها فيما بينها قبائل هي نوّح والدّين والبابحر ، واستمرت استقلالية منطقة حجر واضطراب الأمن فيها عقودا من الزمن وكان السكان هم الذين يتولون تصريف شئونهم الخاصة ،
ويحتكمون عند الحكام التقليديين من مقادمة ومناصب ومشائخ ، حين يختلفون أو يتخاصمون .
حتى جاء السلطان عوض بن عمر القعيطي واستولى سنة 1314 هـ على ميفع ثم سعى للاستيلاء على حجر .
وقصة استيلاء القعيطي على وادي حجر كان من وراءها الاصرار والسعي لتأمين السلطنة القعيطية من الجهة الغربية ، ودارت فصول قصة استيلاء القعيطي على حجر على نحو مثير ، فالقبائل
(( النوحية )) التي تسكن حجر تعتبر من القبائل الصعبة المراس ناهيك عن البيئة القاسية في حجر وصعوبة التضاريس في منطقة حجر .
ومع هذا الاصرار القعيطي فقد جهز لهم جيشا كبير قوامه ثلاثة الف رجل بكامل عتادهم فهزمتهم قبائل نوح بأعلى عقبة (( حوته ))) على الطريق المؤدية الى حجر وذلك سنة 1317هـ
وفي ذلك يقول شاعر من نوَّح :
يا حجر ريضي وارقبي واستامني =ما داموا اصحابش يديرون النقوش
الا ان بغيتي اليافعي من خاطرش= انا عليّ العقد وامسي له عـروس
وقال شاعر آخر من البادبيان من نوّح :
والقعيطي نطح بالـراس لمـا تكسـر= جاه خنتوب من حرب النمر في صنيفه
والله ان عشا نوّح ومبقـي ضحاهـم = حاملين البنـادق والمقـاص اللطيفـة
واللقا والوفا والوعد لـي راس حوتـه= بانعارضه بانلقـي حـراوه وضيفـه
لو يقع من مئة مقتول في قبر واحـد =والنبي ما التوى يـده لعقـد الشريفـة
ويقول العلامة المؤرخ السيد عبدالرحمن بن عبدالله ( ( فبقيت من هذه حزازة في نفس السيد حسين بن حامد المحضار ولم يستطيع ان ينفث بما يشفى صدره في جوابها الا ليلة دخولهم
المكلا بعد ابرام المعاهدات فقال السيد المحضار:
قالوا لي اليـوم الشريفـة وكلـت =من بعد ما غلبت وصاليها غلـب
بيدي عوادي شاربيـن المسكـرة= حملوا على حوته وخلفوا في السلب
واستمرت المناوشات سجالا بين قبائل حجر وبين القعطي وعاد القعيطي الى الهند وبداخله شعور اليأس والهزيمة ، غير ان السلطان غالب بن عوض اوكل الى وزيره السيد
حسين بن حامد المحضار مهمة الاتصال بالقيادة الروحية من السادة الذين لهم تأثير على قبائل نوح وفعلا نجح المحضار في اقناع السادة حسين بن حمد العطاس صاحب عمد
والسيد احمد بن حسن العطاس صاحب حريضة بالتدخل والسعي لعقد صلح مع قبائل حجر. وقد تكللت جهود السيدين من آل العطاس بالنجاح واستطاعا ان يوفقا بين القعيطي من جهة وبين
قبائل حجر من جهة أخرى ، و قدّم القعيطي عرضا طيبا لقبائل نوّح فقدمت قبائل حجر نحو الصلح والاتفاق مع القعيطي .
فقال وزير الدولة السيد حسين بن حامد المحضار :
الليلـة العطـاس جـا بالنّوّحـي = مقضي ومرضي بعد ضرّاب التلام
ولعاد بااتكلـم ولا باقـول شـي =مقبول عندي كل مـا قالـه تمـام
وبعد اتفاقيات الصلح والاحلاف التي عقدها القعيطي مع قبائل حجر في سنة 1329هـ ، اخضعت حجر تدريجيا لسلطة الدولة القعيطية حتى سنة 1967م حين سقطت الدولة القعيطية
وجاءت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عشية الاستقلال وكانت حجر مديرية ضمن محافظة حضرموت (( الخامسة )) وقد تمردت قبائل آل باقروان على النظام الشوعي الحاكم في أواخر
الستينيات وتم ضرب وقصف هذه القبيلة بقسوة وعنف ، وهدأت الاضطرابات في حجر من ذلك الحين .
.
...