من نافذتي يا أمريكا
أرى السماء التي نقع تحتها سويّة
قد استبدلت بكتل سوداء
ثقيلة داكنة
إنها ليست غيوم كما تعلمين
وليست فقط أدخنه
لذا لا فائدة يا أمريكا
من قبعاتك العملية
ومعاطفك الواقية
من نافذتي يا أمريكا
أرى الأشجار
التي كنا نصعد إلى رؤوسها
لننظر إليك بتلك العيون
الصافية المظلة بأكفنا السمراء
تتراقص كمومس رخيصة
وتتلوى حتى تكاد تقع
وأرى الشواطىء القلقة على رمالها المدببّة
كنا نفوق جون وين سرعة في إطلاق
نار مسدساتنا الوهمية ذات الطواحين
ونقلّد بأجسادنا النحيلة وأصواتنا المحترقة
الملك الفس بريسلي
وهو يغنّي
متسّخة وكريهة
من براز أساطيلك ذات الأنوف الطويلة

في ثغور البحار المزبدة
التي تصلنا بك
أوه يا أمريكا
كل شيء كما يقال بالإنجليزية
قد استدار
واضحا ومختلفا
فالهنود الحمر ذوو الوجوه الحزينة
والأسماء المضحكة
هم من كانوا يستحقون التصفيق
أو شيئا آخر من ذاك القبيل
ولنكولن الطيّب كان طّيبا وأحمق
فلقد تمكنت منه في النهاية
وكل ما أدّت إليه حربه المفضّلة هو :
عدة أفلام ملونة
ليس إلا ّ
وما عادت أبنية نيويورك الشاهقة
التي كانت تزاحم الرب في الأعالي
وتعدّ له الدسائس
تثير حتى صفيرا خافتا
أمّا تمثال حريتك المخيف
تلك المرأة المكللة بالحراب
التي ترفع بيدها اليمني مشعلا حجريا كبيرا
لا أدري لما

وتحتضن بالثانية كتابا أظنه

كتاب كيف تصبح مليونيرا أو

كيف تكسب مال الأصدقاء لديل كارنيجي

ما عاد يبدو اليوم ملائما
إلا لرسوم الكاريكاتور الساخرة
اوه يا أمريكا
أنا لم أخلق لأكيل لك الشتائم
وماكان بودي أن أفعل ذلك
لولا ما تفعلينه بي
فبالأمس حينما تأكدتي
بأني لست غرابا أو دجاجة
يمكن شراؤها
حسبتي أني حصان بريّ
عليك بطريقة ما ترويضه
والركوب على رقبته

وعندما أظهرت لك قدمي الكبيرتين
ولساني الأحمر
حين وقفت أمامك أدندن ما أذكره
من نشيدنا المحلي المتقطّع
علمتي آنذاك
بأنني إحدى المخلوقات
التي يجب أن تحفري في بطونها ثقبا
يسمح لأناملك الشفافة المدرّبة
بأن تنهي الأمور
إلى ما تفضلّينه من خاتمة
تسّر الجميع
يا أمريكا
لا فائدة من هذا العناء
فكل ما حاولتي إخفاءه
خلف ظهرك ولا فتات أسنانك البيضاء
قد عرفناه
ورؤسنا الصغيرة التي صارت
تعشق نيرانك الوحشية ورجالك الأشرار
مشدودة جيدا
وكأنها خلقت لذلك
وهكذا تجدين أننا أصبحنا نعني لك المتاعب
كما أنت تعنين لنا
ولا مفرا خيرا من طائرتك التي تومض
فوق شعورنا المجعّدة كموس الحلاّق
المجنون
وهي ترى ما حلمت به
من التفاح الأمريكي المشهور
والهدايا الأخرى المنوّعة
على إرتفاع منخفض
كي لا تبرد سندويشات الكلاب الساخنة
وبسرعة لا تدع لنا أي مجال للشكر