11-18-2008, 07:39 AM
|
#2
|
شخصيات هامه
|
وتواصلا مع تاريخ كوارث السيول في حضرموت ما جاء في كتاب الطيب بافقيه الشحري كما نقله ابن حميد عنه انه في سنة 998هـ (( فاض وادي عدم بوادي حضرموت
وقلع نخلا كثيرا ، وعرف ذلك السيل بسيل ( الثريا ) ...))
ولعل حكاية السيول العظيمة والمدمرة تكون مع حضرموت في لقاء مع نجم (( الإكليل )) .. وسيل (( الإكليل )) الثاني الذي ضرب ضربته الكارثية المدمرة كان
من أبرز حوادت القرن الحادي عشر الهجري التدميرية التي ضربت حضرموت، والذي سجلته كتب مصادر التاريخ الحضرمي وتعالوا نقرأ من كتاب (( عقد الجوهر ))..
(( أنه في سنة 1049هـ في الثاني عشر من صفر قبل طلوع الشمس بقليل سال وادي عدم الشهير بحضرموت بالسيل (( المهيل )) الذي خرق في أعماله العجيبة غاية التخريق ،
وحرق قلوب أصحاب الأموال ، أخذها عليهم غاية التحريق، ثم سال وادي دوعن بعده بيسير بالسيل (( المفعم الكبير )) وعلا من جوانب الوادي وتكاتف وعلا على نواحيه ، وأخذ
مافيه من النخيل الباسقات ، وكثير من الحيوانات ونقل جميع الآلات وأربابها وأمتعة كادت تسلب مالكيها ألبابها أرخه بعض الأدباء بقوله
وفي صفر سيل ســـــابع عشـــــــر .............. بتاســـع إكليل أتى ضـــبطه مغط
طغى إذا عدا في حضرموت حدوده ............ طغى النخل في طوفانه عامة غمط
(( وهو بحساب الجمل (( غمط )) فالغاء = 1000 والميم = 40 والطاء =9 )) .
وقيل أن من عجيب الصنع الإلهي (( أن رجلا لما أحاط به الماء رقى نخلة عظيمة ، فأخذها السيل وحفر مكانها ، وظهر اسفلها فتيقن ذلك الرجل الفوات، وأيقن بالموت ، واستمر
عليها وهي منتصبة والسيل ماشٍ بها ، فمر بها على جماعة ، فقال له بعضهم : بكم استكريت ؟ فقال ذلك الرجل وهو في تلك الحالة : إسأل الجمّال..!! ثم رماه السيل الى ناحية
وألقاه في ذلك المكان ، فكان في ذلك سلامته من الحمام، وقيل أن مما أتفق أن أناسا في دار كان معهم عرس ، فبينما هم في لهوهم بالليل إذ أخذ السيل واقتلع ذلك المكان ، وحمل
ما فيه من الحسان ، وأخرب دورا لا تحصى لكثرتها ونخيلا تعزّ عن الضبط ، ثم التقى السيل الكبير بعدم الشهير ، فكان في الشدة كأشد الأنهار واصغر البحار ، ومن لطف الله أن هذا
السيل لم يلتق مع عدم إلا وقت العصر ، وقد خف سيلانه ، ولكنه وجد الأرض قد لانت بالماء فاقتلع نخيلا كثيرا مع أنها بلحف الجبل متصلة ، وهي مستعلية وقصيرة ، فجرت لأذقانها
خاضعة وجرت بأرواحها لوامع جيوش السيول اللامعة، وما تركت تلك السيول دارا إلا أخربتها ، ولا أمكنة إلا وأخربتها ، اللهم إلا بعض النخيل القوية الراسخة ، وبعض البيوت
الجديدة الشامخة ، وحاصل الأمر أن قصة هذا السيل طويلة وشؤونها مهيلة ، وهو أمر حير الأفكار ، وقصر عن لحاق تفصيله الأخبار ، فكم خرب كم من مكان ، وكم ذهب به إمكان،
وكم مات به إنسان ، وكم ركب به الإفئدة الذهول والنسيان ، وكان يومه يوما تشيب منه الأطفال ، وتتنهد له شوامخ الجبال ..))
وصفا مهما ودقيقا لصور هذه الكارثة وآثارها المدمرة ويبدو أنها أشد الكوارث التي سجلها التاريخ الحضرمي
وقد اشار بن حميد في تاريخ انه (( في سنة 1120هـ وقع السيل الهميم في نجم الحوت وذلك ليلة الاربعاء 26 شهر الله المعظم رمضان ، وسالت الأودية بسيول
كثيرة عامة في جميع حضرموت وأوديتها ، وشل نخيلا ، وذبورا ، ودورا ، وطلع أرض لم يعهد طلوعه إليها ، وأخذ أنفسا لا تحصى من أهل الوديان وحضرموت،
وعدم ، ,اخذ إبلا وغنما وصيد وحش ، وظهرت مخبات ، وطرح في بعض الأودية طينا وأعوادا كثيرة وقوع الغيار في بيت مسلمة ومسيلة عدم ، وبطحاء شبام، ونخلها
وأما العلوب فقلّ ان تحصى، وافتقر أناس كثير بسبب ذلك، وقال لي رجل من السادة آل باعلوي : راحت علينا نحو تسعمائة نخلة في المسيلة ، وأما المشقاص وغياضه
وذبوره فجميعها إلا القليل ، فالأمر كله لله سبحانه وتعالى ...)) ...
تلك تواريخ متفرقة لكوارث السيول المدمرة في حضرموت ، وبما أن حضرموت في جنوب الجزيرة العربية وعلى البحر العربي فإن الأعاصير المدارية تتكون في النادر فوق البحرالعربي
وتتحول إلى عاصفة مدارية قد تصل سرعتها الى أكثر من 200 كيلو في الساعة . ويصاحب شدة رياح هذه العاصفة اضطراب في حالة البحر ، وتحدث اضرار كبيره من الحاله الجويه
نتيجة الامطار الغزيرة و فيضانات الاوديه .
.
|
|
|
|
|