الشعرُ ينزفُ والحروفُ دماءُ=والعينُ تبكي شُعثٌ أشلاءُ
وحروف شعري أعلنت عِصيانها=وقريحتي من حُزنها صمَاءُ
لكنني لما رأيتُ وشاحكي=يجتاحُ شعري أحرفاً وحِداء ُ
أسرجتُ من جسدِ الهموم قصيدتي=وكتبتها من أدمُعي عصماءُ
فتوالتِ الأبياتُ حينَ رأيتكي=تتوشحينَ العزَ خيرَ رداءُ
(ذاتَ الوشاحِ )تصبري وتعللي=ودعي البكاءَ فإنهم شُهداءُ
(ذاتَ الوشاح ِ) فإن ريحَ دِمائهم = ازكى من الريحان ِنحوَ سماءُ
نالوا جنَان الخلدِ نعمَ مصيرهم = وعداً وما وعدُ الإلهِ هباءُ
مرحى لهم فالموتُ دونَ قضية = نعمَ الممات يخافه الجُبناءُ
(ذاتَ الوشاح) تزيني وتعطري =ولتنتشي برجالكِ الشرفاءُ
ولتأذني لي أن أصوغَ قصيدة ً= لا ترتقي لبطولةِ العظماءُ
قد صُغت أحرفها بحبر ِمدامعي = من أجلِ (غزة َ) موطن النبلاء
والهمُ والحزن الأليمُ يهدني = والخزيُ يلجمُ أمتي الصماءُ
ولسانُ حاليَ صارخاً في أمةٍ =قد أدمنوا ذلاً فهم جُبناءُ
قد داهنوا غدرَ اليهودِ وحقدهم =حتى غدوا لطغُاتهم حلفاءُ
ونسوا كأنَ الجرحَ لا يعني لهم = شيئاً سوى إستنكارِ ِوإستجداءُ
وكأن ما تشكوه (غزة َ) عارضاً = قد ينتهي بتفاهم ِالزعماءُ
أو أنه أمرٌ يزولُ بمجلس ٍ= للأمنِ ِلايؤذي سوى الضعفاءُ
ماتَ الضميرُ العالميُ وأصبحت = ذممُ الرجالِ تقودها الأهواءُ
وأستوطنَ الإذلالُ في أقطارنا = حتى غَدونا ثُلة ٌوغثاءُ
مهلاً جهابذةَ العروبةِ إنها =حرباً تدورُ عظيمة ٌشعواءُ
فقذائفُ النيرانِ تشهدُ عارنا = تعصف بغزة َصبحها ومساءُ
حرباً مدنسة ًضروسُ شِعارها = قتل الأعازل ِوالجنود سواءُ
حرباُ مهمتها تذيب (حماس)نا =وتبيد شعباً صامداً بفداء
عذراً ف(غزة َ) لا تذلُ وشعبُها = قد أرُضعوا حُرية ًَحمراءُ
وتنفسوا ريحاً تفوحُ كرامة = وتجردوا من لذةٍ وغناءُ
حتى غدوا أسداً يهابُ نِزالها= فهمُ السيوفُ جلادةً ومضاءُ
فهمُ الشيوخُ الرافعين أكفِهم =كفاً دعاءُ وأختها شماءُ
وهمُ الرجالُ الصادقينَ عقيدةً = صدقوا فكانَ الموتُ خيرَ جزاءُ
وهمُ النساءُ الماجداتِ وفي الوغى= أسداً تثورُ كرامة ًوزهاءُ
وهمُ الأراملُ يرضعونَ صِغارهم = لبنَ البطولةِ سائغاً ودماءُ
وهمُ الطفولة لقنوا حبَ الردى = ثم أستجابوا للردى أكفاءُ
(ذاتَ الوشاح ِ) اليكِ أرسلُ أحرفي = لا أرتجي من نظمها إطراءُ
بل أرتجي أن تكتبيها بأحرفٍ = فوقَ الوشاح ِكرامة ًوإباءُ
(ذاتَ الوشاح ِ) فداء شعبكِ أمة =قبلوا الخضوعَ فنالهم إيذاءُ
فالصبرُ يا (ذاتَ الوشاح ِ) وحسبكِ = فخراً وعزاً إنهم شهداءُ
للشاعر : حسين بن عبدالله الشاطري