[جمال العطاس]

التحية للجميع والمعذرة على التأخير لتأمّل هذه الدّرة الثمينة !!

عرفت اليوم قيمة ماضـي أجـدادي = وبيّـن لـي زمانـي حاضـر أولادي

يستهل الشاعر قصيدته بإعلان المعرفة ( عرفت ) عن كل مايعتّز به من ماضٍ للأجداد !!
وهذه المعرفة والتبيين . أورث الشاعر خوفاً ووجلاً إشتراطياً ( إذا تمّى ) . وما أجمل وجل الشعراء وتوجّسهم .. ذلك التوجّس الذي يجعلهم يصبّوا إبداعاتهم منهمرة ومتدفقة .

تدرّج الشاعر المبدع في تسلسلية منطقية مميزة .. جعلت وحدة النص أكثر إتساقاً .. فقد تنقّل بنا الشاعر بين الأبعاد وربطنا بها .. فمن الماضي _ عرفت اليوم قيمة ماضـي أجـدادي _ إلى الحاضر _ وبيّـن لـي زمانـي حاضـر أولادي _ إلى المستقبل _ وخائف ينتهـي مستقبـل أحفـادي ... إبداع هذا البيت الثلاثي الأبعاد : (الماضي _الحاضر _المستقبل ) يكمن في ربط هذه الأبعاد بأبعاد أخرى :

فقد ربط الشاعر بين التشرّد : تربعنـا علـى عـرش التـشـرادي والحزن : وصار الحزن عندي ما هو شي عادي وبين الحيرة : تعب عقلي مـن التفكيـر و فـوادي والألم : يون في صدري المتعـوب وينـادي وبين النسيان : ونستنـي همومـي عيـد ميـلادي و الأعياد : عسى ترجع كما ما كانـت أعيـادي

كل هذا الربط المدهش أفضى بالشاعر إلى مناجاة الحبيب : حبيبـي لا تقـع قاضـي وجـلادي . أفضى به إلى الوطن !! ( أنا من كثر ما حـب طينـة ابـلادي ) والوطن هو : الماضي _ الحاضر _المستقبل _الحبيب . وقد أظهر الشاعر عشقه ( لطينة ) بلاده وموطنه . وما أجمل أن يعشق المرء طينة ترعرع ونشأ بها .

قال الشاعر بن شهاب في الأرتقيّة الشهيرة :

تحية إجلال وإكبار للشاعر الجعيدي وللجميع !!

جمال العطاس