الموضوع
:
الخبر عند مسرور
عرض مشاركة واحدة
04-13-2009, 03:25 PM
#
3
مسرور
شخصيات هامه
رقم العضوية :
519
تاريخ التسجيل :
Jun 2003
المشاركات :
5,760
التقييم :
10
مستوى التقيم :
هو الشاعر الشهيد
محمد صالح باسرده
شكل ثنائيا مع الشاعر الكبير السيد
محسن بن أبوبكر البغدادي
وحوت قصائدهما الغزل والنقد السياسي الصريح والمبطّن لحكومة
جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية
، ويعود نسب شاعرنا إلى
آل أحمد بن يسلم
وهم فرع من قبيلة
آل باسرده
التي تقطن في عدة قرى بوادي
لماطر
وينتمي آل باسرده آل ذييب من
قبيلة حمير
... نشأ الشاعر بقرية آل بارحمه بوادي لماطر بمحافظة
شبوه
وتلقى معارفة الأولية ببيئته والتحق بجيش الليوي بمدينة عدن وبقى في سلك الجندية منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى أواخر أربعينياته ودفع حياته ثمنا لمواقفه السياسية والفكرية حيث استشهد في شهر سبتمبر 1973 أثناء الإنتفاضات الفلاحية التي شهدتها مناطق جنوب اليمن أثناء الحكم الشمولي للجنوب من قبل الجبهة القومية ومن ثم الحزب الإشتراكي .
من قصائده التي نقلنا بيتا منها قصيدة
لبا خطرين
سننقلها وسنوضح معاني المفردات مضافا إليها الشرح التفصيلي لوضع القارىء في الصورة لمقاصد ومرامي الشاعر :
يقول بوناصر دخلنا البحر من بين الغبب (1) = والليل ياساري مع محمد عيونك لا تنام
والباخره باتمر نصف الليل في بحر العرب = صنعه جديده ذي صنعها شخص من دار السلام (2)
جيناك ياجالس على بنك المصفى والذهب = جيناك والبارق على لعلوع (3) من فوق الجهام (4)
جينا لبا حاجات لنتو باتلبون الطلب = جينا لبا خطرين (5 ) بالفرح بها زين الوشام
والسكّر المصري لبا منه وشاهي من عصب (6 ) = هذا كلامي ذي على قلبي وخيره في الكلام
هاجسي معي ما بايخالفني وبايجي في الأدب = والليل بلعبّره (7) بالوخذه زاما بزام
وان حد غلب عالصدق ماحد بايصمل (8) من غلب = لنتو فهمتو شي من المذكور قولوا لي تمام
وإن ما فهمتوا مكان الطير في باب السلب (9) = لا بصرت (10) عصفوره أنا غابت كما الصقر القطام
كيف الخبر نفسي تحوش (11 ) اليوم من سمن العلب = لنتو معي باقول هذا السمن من عندي حرام
القصيدة ذات بعد سياسي عبر فيها الشاعر عن مواقفه السياسية والفكرية من النظام القائم في الشطر الجنوبي من اليمن آنذاك ومعارضته الشديدة له ، هذا من ناحية المضمون ، أما من حيث الأسلوب فقد اعتمد فيها للإفصاح عن مواقفه تجاه ذلك النظام على التورية والرمز والكناية والإستعارة وما إلى ذلك من الطرق الفنيّة الأخرى ... يقول الشاعر في مطلع هذه القصيدة :
دخلنا البحر من بين الغبب
ويقصد أنهم قد دخلوا بحر السياسة وأصبحوا بين أمواجها وغببها المتلاطمة ، واستخدم تلك الجملة الشعرية للتورية عما يريد أن يقوله في هذا الأمر ... أما البيت الثاني من القصيدة فقد أراد أن يؤكد فيه لبقية القوى السياسية التي يطلبها للإنضمام إلى جانبه والقوى السياسية الأخرى التي ينتمي إليها أن التوجه السياسي الذي أعلنته تلك القوى والمتمثل بمعارضتها للنظام والعمل على اسقاطه توجها مستمرا وأن تلك القوى ستسير وفق الخطّة لمواجهة النظام في خطة جديدة سيحقق من خلالها الغرض المراد تحقيقه وقد رمز إلى ذلك بالباخرة وسيرها في ذلك البحر
( بحر العرب
)
كما رمز إلى ذلك بالصنعة الجديدة وصانعها الذي عرف بإتقانه لصناعة تلك المراكب
( شخص من دار السلام )
أي قائد أو حزب سياسي مجرّب ومحنّك في العمل السياسي ثم ينتقل بعد ذلك ليوجه حديثه إلى الجالس على كنز المصفى والذهب فيقول له :
جيناك ياجالس على بنك المصفى والذهب = جيناك والبارق على لعلوع من فوق الجهام
جينا لبا حاجات لنتو باتلبون الطلب = جينا لبا خطرين بالفرح بها زين الوشام
فمن هو ذلك الجالس على كنز المصفى والذهب الذي يخاطبه الشاعر في قصيدته هذه ولمن يريد تلك المطالب ؟
نرى أن الشاعر لم يفصح عن اسم ذلك الجالس على تلك الكنوز وأبقاه مبهما ، ولهذا فإن تحديد هوية ذلك الشخص الذي جعل منه الشاعر رمزا لمن يمتلك الثروة والقدرات الفائقة في تحقيق مطالب الشاعر التي يريد تقديمها لحبيبته التي تستحق منه ذلك ما تطلبه وقد رمز إليها في هذه الأبيات بـــ
زين الوشام
وهي التي تستحق من الشاعر أن يتجشم تلك المصاعب التي يبذلها لينال رضاها ... ولهذا فإن الجالس على الكرسي هو الشعب والمخلصون من ابناءه بشكل خاص منهم فهم وحدهم القادرون على تحقيق ذلك .. وقبل أن يختم الشاعر قصيدته نرى أنه اشار إلى بعض الإخفاقات التي رافقت النشاط لتلك القوى السياسية في مساعيها حيث قال في البيت ما قبل الأخير
( لا بصرت عصفوره إن غابت كما صقر القطام )
والعصفورة هنا هي كناية عن الآمال والأماني التي كان الشاعر ينشدها ويسعى إليها .... أما في البيت الأخير فإنه يعبّر عن رأيه وبشكل واضح بالنسبة لذلك النظام إذ يرى أن القبول به أمرا مستحيلا بالنسبة له لما تصدر عنه من تصرفات غير مقبولة
فيشبهه بالسمن المستورد
الذي لم يتعوّد على استخدامه بل ويصيبه بالغثيان
ويشير في ذلك إلى الفكر الشيوعي الذي انتهجه النظام الحاكم في ذلك الوقت ولهذا يقول :
لنتوا معي باقول هذا السمن من عندي حرام
، وقد خلص إلى رأيه هذا بعد أن وجّه السؤآل للجميع ليعرف موقفهم منه ويلحظ ذلك في :
كيف الخبر ؟ نفسي تحوش اليوم من سمن العلب .
أعدكم بوقفة لاحقة .
رحم الله الشاعر
محمد صالح باسرده
الرجل الذي صدق ما عاهد الله عليه وقضى نحبه دفاعا عن المبدأ .
تحياتي .
(1) الغبب : أعماق البحر حيث الأمواج الكبيرة
(2) دار السلام : عاصمة تنزانيا
(3) لعلوع : متواصل
(4) الجهام : السحاب
(5) خطرين : قلادتين
(6) عصب ميناء ارتيري كان ينسب إليه توريد وتصدير نوع جيد من الشاي .
(7) بلعبّره : نمضيه أونمرره
(8) يصمّل : يقصد به الشاعر يغصب أو يجبر
(9) باب السلب : أحد أبواب مدينة عدن القديمة ، كانت القبائل القادمة الى مدينة عدن تضع أسلحتها عنده .
(10) بصرت : رأيت
(11) تحوش : مصابة بالغثيان
المرجع : البعد السياسي في أشعار السيد وباسرده ( قرأءة أولية ) لبدر بامحرز
التوقيع :
من ذكر الله ذكرا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء
وحفظ الله تعالى عليه كل شيء
وكان له عوضا عن كل شيء
( ذو النون المصري )
****************
سلام بني الأحقاف يامن علوتمو
على ساكني سهل الجزيرة أو نجد
( الشيخ القدّال باشا )
التعديل الأخير تم بواسطة مسرور ; 04-13-2009 الساعة
04:19 PM
مسرور
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها مسرور