استاذي سالم بن علي الجرو
تذويب الأقلية في الأغلبية لا يتحقق إلا بالإستيطان المكثف على مدى سنين طويلة قادمة وهذا غير وارد لعدة اسباب وموانع قد لا تجهلها ولا نرغب التبحّر فيها ، ومن انتقلوا إلى المحافظات الجنوبية من ابناء الشمال هم من الطبقات الرثة والمهمشة في شكل عمالة ومتسولين وبائعات هوى ومتعة محرمة ، وأوجدت الفئة الأخيرة لنفسها قاعدة إجتماعية في مدننا التي تمتعت بالنزاهة والطهر ( وأخص بالذكر منها مدن الداخل الحضرمي ) أما العمالة فتحركها ظروف البحث عن العيش الكريم ولا تستقر أبدا .
التهميش في الوطن ونزع السلطات وايكالها للغير والمتاجرة بالأرض والثروة وفرض الوصاية بإسم الوحدة وتحت شعاراتها هو الإحتلال بعينه ، وبه تتمايز المواطنة وتغيّب الهوية وتختل أسس الوحدة التي قامت على التكافؤ وليس السيطرة والهيمنة وتكريس شعار فرع عاد لأصله وذلك ما يرفضه أبناء الجنوب .
كف عن التنظيرات ياحبيبي
بالمناسبة ينطبق مضمون البيتين التاليين للشاعر محمد صالح باسرده على الوحدة المباركة :
أنا معي نخله ومستبشر بها = منتوجها أول سنه اربع خبر
التمر حالي تمرها أول سنه = تالي تغيّر وانقلب حامض ومر
أعلن باسرده فرحه وترحيبه بالحكومة الوطنية التي طردت الإنجليز واعتبرها مثل النخلة واستبشر خيرا بتمورها التي لم تدم سوى عاما واحد ومن ثم تغير طعمها ... وصف رائع ينطبق على حالنا مع الوحدة
إقرأ ما قاله السيد في رده على باسره :
حيشا على الرحمن ماسقيتها = وشقاتها من فوق ستعشر نفر
لا تقاسموا باتجيك خوصه واحده = بايشهدون الناس في بحر وبر
عند قسمة ثمار النخلة فلن تصل لباسرده منها سوى خوصه واحدة
... هذا حالنا مع من ينهبون ثروتنا بإسم الوحدة ... حتى الخوصه ( السعفة ) لم تصلنا للأسف .
تحياتي .