[عاشق الظبي]

ما طار طيرٌ وأرتفع إلا كما طار وقع ..


أراد هذا الهدهد المسكين أن يرتدي ريش الفخر والخيلاء فتقمّص دور الطاؤوس في حديقة العلم والمعرفة ..!!
مشى في أروقة السقيفة ومن حوله المتجمهرين من الغربان ينعقون بإسم هدهدهم المبجّل ..
وهو يقول لهم أنا الذي أحطتُ بعلوم الفنون والسياسة مالم تحط به سيادة المملكة السبئية وفنونها الجميلة ...
ظن هذا الهدهد المتطوّس أنّ ما يأتي به من أنباء نصفها مفبرك ونصفها الآخر إستراق للسمع أنّ لها السبق وتحتها تكمن الحقيقة فإن لم يأخذ بها عامة الناس فطوفان غضبه سيدمّرهم كما دمّر سيل العرم سد مأرب .. ونسي أن الفأرة الصغيرة هي من نخرت ذلك الجدار ..!!
ولكن هيهات فليس للفئران مكان بين الجوارح
فهناك الصقور التي تعقبت ذلك الهدهد المتطوّس حتى فرّ هارباً ولم يعقّب
فحاول مراراً الطيران ولكن ريش الطاؤوس قد أثقله حتى أرتفع قليلاً ثم هوى على أم رأسه
وأنكسرت عنقه ..
وأظنه الآن على السرير الأبيض يعاني ثقل الجبيرة فوق ثقل الريش الذي إرتداه ...