[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الظبي [ مشاهدة المشاركة ]

جندٌ ما هنالك كجندِ التتار .. حاكمهم طاغوتٌ أكبر كشيطانٍ ثرثار .. يجيد لغات القتلِ يخطبُ فيهم جُمعتهم .. ويقيمُ صلاة الخَوفِِ بلا تكبير بلا تسليم بلا إستغفار ..!! . . جندٌ ما هنالك كجندِ التتار .. يسوق الحق إلى مصقلة قد زرعت في النار على ظهر دبابة ذلك شيطان البندقية يعزف الموت بألحانٍ ذات دمار ..!! . . جندٌ ما هنالك كجندِ التتار .. سيهزم يوماً ويولي الأدبار ..!! سيحزم طاغوت الحكم حقائبه ليصبح بلا وطنٍ وترفضه الأقطار ..

إن شاء الله أن يتحقق ذلك بإذنه الواحد القادر ...!!

عموما تذكرت بعد أن قرأت هذه القصيدة جملة مشهورة للشيخ الصوفي عبدالسلام النفري الذي قال (( كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة )) ...
ويبدو لي ان الرؤية التي اتسعت لها هذه القصيدة لم تسعها بعض العبارات... فضاقت فيها ... وربما كانت اشبه بسقطات وهفوات جاءت عن دون قصد .. أو انها من الأخطاءات الاملائية التي عادة ما نحمل مسؤولياتها (( الكيوبورد الملعون ..)) ...؟؟
وإلا كيف يكون (( جند التتار يسوق الحق الى مصقلة )) ؟؟؟؟

يبدو أن أخينا عاشق الظبي كان يقصد (( مقصلة )) وهناك بون شاسع في المعنى بين كلمتي (( المصقلة والمقصلة )) فالمصقلة هي خرزة يصقل بها ، وصقل السيف جلاه فهو مصقول ،
وفي حضرموت المصقلة أداة من حديد تصقل بها الخناجر والسيوف وقال ابوالعلاء المعري :

واني جواد لم يحل لجامه * **** ونصل يمان اغفلته الصياقل

أ ما المقصلة كما هو معروف بأنها آلة تستخدم للإعدام واستخدمت في فرنسا ، وتتكون من شفرة حديدية حادة تسقط من أعلى فتهوي على رقبة الذي يراد إعدامه وتقطع رقبته.

فأخينا عاشق الظبي كما أرجح بأنه يقصد في قصيدته القول (( يسوق الحق الى مقصلة )) لا يسوق الحق الى مصقلة ..؟؟؟

وربما أنا قبله انتظر بفارغ الصبر هزيمة تتار هذا العصر وطاغوت الظلم الذي عاث فسادا في الأرض ، واترقب اللحظة التي (( سهزم الجمع ويولون الدبر )) ...!!
غير أن اخينا عاشق الظبي يقول (( جند ما هنالك كجند التتار ..... سيهزم يوما ..... ويولي الأدبار .....)) طالما أنهم (( جند )) فهم جمع لماذا لا يولون الأدبار .. ؟؟؟

والحديث بالحديث يتصل لا بد من رفد هذه المداخلة المختزلة بحديث رواه ابن عباس ان النبي صلى الله عليه و سلم قال و هو في قبة له يوم بدر : " أللهم أنشدك عهدك و وعدك ، الله إن شئت لم تعبد بعد اليوم ابدا " فأخذ أبو بكر بيده و قال : حسبك يا رسول الله ألححت على ربك ، فخرج و هو يثب في الدرع و هو يقول : ( سيهزم الجمع و يولون الدبر بل الساعة موعدهم و الساعة أدهى و أمر ) القمر : 4645 و هذه الآية مكية و قد جاء تصديقها يوم بدر كما رواه ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ثنا أبو الربيع الزهراني ، ثنا حماد ، عن أيوب عن عكرمة قال لما نزلت : ( سهزم الجمع و يولون الدبر ) قال عمر : أي جمع يهزم وأي جمع يغلب ؟
قال عمر فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يثب في الدرع و هو يقول : ( سيهزم الجمع و يولون الدبر بل الساعة موعدهم و الساعة ادهى و أمر ) فعرفت تأويلها يومئذ و روى البخاري .

..