رسالة إلى الصحفي الشجاع فؤاد راشد
بقلم / محمد أحمد البيضاني - المكلا برس التاريخ: 5/5/2009
بيان في حرية الصحافة
رسالة إلى الصحفي الشجاع فؤاد راشد .. المكلا برس
أخي وصديقي الشجاع الأستاذ فؤاد راشد .. لا تخف هذة ضريبة الحرية يقدمها الصحفي الشريف الذي يؤمن بحرية القول .. في زمن الصحافة الحرة التي تنادي بقدسية الكلمة واحترام حقوق الإنسان .. أخي فؤاد .. لا تخف إن الناس تنظر إليك بعين الإحترام والتقدير ، يا فؤاد .. لا تخف نحن معك ومع الكلمة الصادقة في عصر الصحافة الإلكترونية التي يعمل فيها شباب بلادنا في خارج وداخل بلادنا الجنوب العربي في تقديم الخبر الصادق .. والكلمة الشريفة إلى المجتمع ، إن زمن إرهاب الصحافة كان في العهد المتوكلي .. نحن اليوم في عصر الحرية والحضارة الإنسانية التي تنادي بقدسية الكلمة وحريتها في نقل كل الأخبار إلى العالم دون رقيب .. كلمة حرة شجاعة .. وهي حق من حقوق الإنسان .
نقول لهؤلاء الناس في صنعاء .. نحن اليوم في عصر ثورة المعلومات Digital .. وليس عصر الأحافير Fossil .. إنه عصر العلم والحرية الصحفية ، اليوم .. نحن في عصر النور وحرية الإنسان في التعبير عن رأيه الصريح ، إن المشكلة تكمن في إن الإعلام في الجمهورية العربية اليمنية ، ما زال يعيش في كنف التخلف البدائي .. إنه ما زال الإعلام المتوكلي المتحجر على مر العصور ، في الخمسينيات أرسل الإمام أحمد إلى عدن أحد البلطجية للأعتداء على الصحفي الفضول .. مالك صحيفة " الفضول " الصادرة في عدن ، فاعتدوا عليه وسببوا له جروحٌ بليغة ، كانت هذه الصحيفة الشجاعة تحارب الإمام أحمد بن حميدالدين وتطالب بالحرية وتغير النظام ، كانت عدن وما زالت منبر الحرية وأرض الكلمة الصادقة التي تنادي بحقوق الإنسان . إن إرهاب الصحفيين والصحافة أمرٌ ليس بالجديد في نظامهم ، هنا نود أن نشرح لأصحاب العقول المريضة ، إن عصر البلطجة وتخويف الناس قد أنتهى ، اليوم عصر الصحافة الحرة في النظام العالمي الجديد ، ونسرد عليهم هذه القصة التاريخية عسى أن يعرفوا معنى الحضارة وإحترام الصحافة وحرية الكلمة الصادقة التي يجب إيصالها إلى الناس .. دون رقيب ، أو خوف ، أو إرهاب :
في يوم الأحد ، 18 يونيو ، من عام 1972 ، قام اثنان من الصحفيين الشباب في سن العشرين ، كارل برنشتاين وزميله بوب وددوارد من صحيفة "واشنطون بوست" في نشر خبر عن إعتقال مجموعة " واتر جيت " ، وقاما بالتحقيق في هذه القضية التاريخية المشهورة . أثنان من الصحفيين الشباب بشجاعتهم الصحفية وأحترامهم نقل الخبر الصحفي إلى المجتمع ، قاد هذا العمل الشجاع الذي دخل التاريخ بأن يسبب في إستقالة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، الرئيس نيكسون ، أقوى رجل في أميركا ، الرجل الوحيد الذي يحمل الشفرة السرية للصواريخ النووية ، الرجل الوحيد في أقوي دولة في العالم وفي التاريخ ، والذي يستطيع أن يعطي الأمر بالهجوم النووي ، هذا الرجل القوي ، أمام حرية الفكر والصحافة الحرة ، وقف عاجزآ في أن يمنع نشر الفضيحة ، فضيحة " واتر جيت " . إنها عبقرية و شجاعة الصحفي الشاب كارل برنشتاين ، وزميله بوب وددوارد ، هذه هي الصحافة الحرة ، قالت لرئيس أعظم دولة في العالم ، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، قالت له : قدم إستقالتك .. وأرجع إلى بيتك .
يا فؤاد .. من كل الأقلام الشريفة لكم التأييد والمساندة .. أنت لست وحدك .. كل الناس
معك وتؤيد موقفك الشجاع في سبيل حرية الكلمة .. وحرية الصحافة الصادقة .
لكم شكري وإحترامي وتقديري .
محمد أحمد البيضاني
كاتب و مؤرخ سياسي كوبنهاجن
[email protected]