عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-2009, 01:10 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

صديقي الذي يحب الوحدة ( يصفهااليوم بالاحتلا ل) لاعجب الرجوع للحق فضيلة


صديقي الذي يحب الوحدة


المكلا اليوم / كتب: الدكتور/ عبدالرحمن بلخير
2009/5/14

عندما كانت الوحدة في القلب كنا ندافع عنها من قلوبنا ولا نستمع إلى طروحات من نعدهم من المرجفين، كانت الوحدة رمزا لمستقبل زاهر، كنا نحلم به.. كانت ضوءا ساطعاً في نهاية النفق.. لم نكن يومها بحاجة لمن يذكرنا بأهميتها ومشروعيتها.. كنا نسمع من علمائنا ولا نرد لهم قولا، ومن قياداتنا ولا نسمع فيهم تنقيصاً.. كنا نعتبر الانتهاكات تجاوزات بسيطة تحصل في أي مكان، لكن المرجفين يضخمونها، لذلك كان المثل " القافلة تسير والكلاب تنبح" هو أفضل شعاراتنا

فقد كانت الوحدة القافلة القادمة بكل أنواع الخيرات.. والأمنيات والعيش الرغيد، والعودة الرشيدة إلى الصراط المستقيم، الصراط الذي أبعدنا عنه الاشتراكي.. كل ذلك كان أملا عريضاً وظل كذلك إلى أمد قريب.. لم تكن تلك كلماتي.. فقد كانت كلمات صديقي المتدين.. النظيف الذي لم يدخل حزبا ولم ينتم إلى فصيل سلطوي أو معارض ليرتزق، بل كان نقيا نقاء الذهب وفيا وفاء الأتقياء الورعين، واضحا وضوح شمس النهار.. وأظن كلماته لسان حال عدد كبير من أمثاله، من الذين ارتفعت من على أعينهم غشاوة ثقيلة، كانت إلى قبل فترة بسيطة، تعميهم عن تصديق ما يجري في البلد.. عندما تستمع اليوم إلى أمثال صديقي تكتشف حجم المرارة التي يشعرون بها اليوم.. جراء الفرح الطاغي الذي غشاهم يوم سقط الصنم الاشتراكي.. لا ينس حجم الفرح أبدا .. انه الآن لم يعد يصدق الآن حتى كلام من كان كلامه بالنسبة إليه وزملائه يرقى إلى مصاف الحقائق التي لا تقبل الرد.. انه ساخط اليوم وغير مستعد لتصديق كلمة واحدة تصدر عن أولئك الذين زينوا له وأمثاله النعيم وسكتوا بعد ذلك سكوت الشياطين الخرس عن ما يجري في المحافظات الجنوبية.. واليوم بعد أن فاض الكيل بالناس وبلغ السخط منهم مبلغا لم يعد ممكنا لجمه، تكلم هؤلاء وأفصحوا إن في الجنوب مشكلة وعلى الدولة إن تسارع في رفع الظلم عن الناس

بعد حرب 94 قال لي صديق عزيز من كبار الصحفيين يومها وكان مرافقا عسكريا في جبهات القتال كلاما كثيراً، وكان من ضمن ما قاله وأتذكره جيداً أن المتدينين - وكانت تسميتهم "المجاهدين" قبل أن ينضم الفضلي إلى الحراك، ويصبح إرهابيا ناهبا للأرض حسب بينات الحكومة- كانوا في الصف الأول للقتال، ودورهم كان بارزا.. تصوروا حجم الانكسار الذي أصاب صديقي.. لم يكن هو مقاتلا لكنه يفرح لكل من يسعى لنصرة الدين فرحا طاغيا.. لذلك لكم أن تتخيلوا عن أي إحباط الذي لبس صديقي المتدين أتكلم.. عن أي حرقه تعتصره أكتب.. انه مذهول غير مصدق.. فقد سقطت عنده الآن كل الشعارات، وتمزقت كل الأقنعة، انه اليوم غير مستعد للدفاع عن أخطاء يرتكبها المتنفذون باسم الحفاظ على الوحدة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس