[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجد الحسيني [ مشاهدة المشاركة ]

ربما لتقديم الغربة على الوطن في العنوان سبب وأسباب. الفقر في الوطن غربة .. والغنى في الغربة أوطان. وأن في الغربة كسب صديقين اثنين وليس بواحد، صديق قريب وصديق غريب.. أليس من أقوال امرئ القيس: أجارتنا إنّ المزار قريبُ * وإنّي مقيم ما أقام عسيبُ أجارتَنا إنّا غريبانِ هاهنا * وكلّ غريب للغريب نسيبُ الغريب المغترب: نجـــد الحسيـــني

لا أجد نفسي ميالا ألى حديث (( نجد )) فيما ذهبت إليه من تعليل وتعلل حول الاغتراب ولا أجد ميلا لمبررات يتوارى خلف حججها البعض بغية التنفس من هم الغربة وهموم الاغتراب ...!!
ولعل هنا يحضرني قول الشاعر المتنبي حين قال :

أبني ابينا نحن أهل منازل ...... ابدا فيها غراب البين ينعق

هل هي لعنة من لعنات الفراق الملازمة لأبناء هذا الحي العربي دون بقية أحياء العرب ...؟؟

ولكن أجد في نفسي ميلا لقول من يقول بأن الغربة هي غربة الروح حين تأوي الى عالم الأرواح .. ومن أجمل ما قرأت عن الغربة هذه القصيدة الرائعة لسيدنا زين العابدين علي بن الحسين (( رضي الله عنهم )) اخترت منها هذه الأبيات :

	ليس الغريب غريب الشام واليمن ان الغريب غريب اللحد والكفن ان الغريب له حق لغربته على المقيمين في الاوطان والسكن لاتنهرن غريبا حال غربته الدهر ينهره بالذل والمحن سفري بعيد وزادي لن يبلغني وقوتي ضعفت والموت يطلبني ولي بقايا ذنوب لست اعلمها الله يعلمها في السر والعلن مااحلم الله عني حيث امهلني. قدتماديت في ذنبي ويسترني تمر ساعات ايامي بلا ندم ولابكاء ولا خوف ولاحزن انا الذي اغلق الابواب مجتهدا على المعاصي وعين الله تنظرني يازلة كتبت في غفلة ذهبت ياحسرة بقيت في القلب تحرقني دعني انوح على نفسي واندبها واقطع الدهر بالتذكير والحزن دع عنك عذلي يامن كان يعذلني لوكنت تعلم مابي كنت تعذرني دعني اسح دموعا لاانقطاع لها فهل عسى عبرة منها تخلصني كانني بين تلك الاهل منطرحا على الفراش وايديهم تقلبني كانني وحولي من ينوح ومن يبكي علي وينعاني ويندبني وقد اتوا بطبيب كي يعلجني ولم ار الطبيب اليوم ينفعني واشتد نزعي وصار الموت يجذبها من كل عرق بلا رفق ولاهون واستخرج الروح مني في تغرغرها وصار ريقي مريرا حين غرغرني .

...