اقتباس :
|
أما أنا فلا أقهر النفس على شيء من الأشياء طالما وجدت العافية ولا أرجو سوى عفو الله |
|
. |
حالة فرديّة جيّدة لمتحدّي ، وهي إثبات على وجود حال اغتراب.
الغربة يا سيّدي هي غربة المشاعر ، قال القاضي عبد الوهّاب المالكي في غربة الوطن:
سلام على بغداد في كلّ موطن = وحقّ لها منّي سلام مضاعفُ
فـو الله ما فارقتها عن قلى لها = وإنّي بشطّـي جانبيهــا لعارفُ
ولكنّها ضاقت عليّ بأسرهـا = ولم تكن الأرزاق فيها تساعفُ
وكانت كخلٍّ كنت أوى دنوّه = وأخلاقـــه تنــأى بـه وتخــالفُ
وقال في غربة المشاعر:
بغــداد لأهـــل المـــال طيّبـــة = وللمفاليس دار الضّنك والضّيقِ
ظللت حيران أمشي في أزقّتها = كأنّني مصحف في بيت زنديقِ
غربة المشاعر هي أبلغ إيلاما ، وكيف لا يشعر بالغربة من يعيش بين قوم يعرفهم ويعرفونه وهو بينهم في غربة الإحساس والشعور؟
أعود بك إلى التاريخ الغريب والعيش في جغرافيا غريبة وهو زبدة ما كتبت أيّها الحبيب اللبيب في سقيفة الحوار السياسي .ذاك التاريخ قصّة حياة وتلك الجغرافيا العش الكبير أو الوكر ، وقد عكستا بالضرورة فكر وشعور ، وعند الذي يقرؤهما يتواصل فكره مع التجديد ويظل الشعور طبيعي ، غير أن التاريخ تغيّر وكذلك الجغرافيا ، فجاءت الغربة مركّبة ، وحسبك تصوير عذاب غربة مركّبة.
.