الموضوع
:
الغربة ... والوطن !!
عرض مشاركة واحدة
06-14-2009, 10:20 AM
#
8
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
رقم العضوية :
6
تاريخ التسجيل :
Jan 2002
المشاركات :
7,679
لوني المفضل :
Gray
التقييم :
20
مستوى التقيم :
اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجد الحسيني
[ مشاهدة المشاركة ]
دعك من الروح يا بو عوض.
فالروح كالساعة علمها عند ربي.
مالي وما لمحمد عبده فيما يقول أو أقول.
إنما جوابي على سؤال قد سألته:
هل هي لعنة من لعنات الفراق الملازمة لأبناء هذا الحي العربي (
تقصد اليمن
) دون بقية أحياء العرب (
تقصد بقية الدول العربية
)...؟؟
والسعودية والكويت وعمان وغيرها أسماء أحياء من أحياء العرب في عصرنا الحديث. أليس كذلك؟
وقد أضفت أميركا كحي خارج عن أحياء العرب لتكتمل وتوضح الصورة
طالما نحن في سياق الغربة والغرباء علينا التعمق والتقصي لمفهوم وفلسفة معاني (( الغربة )) بشمولية تثري الموضوع ، وتضيف له روافد جديدة.
فهناك عدة مفاهيم ومعاني لغوية لمعنى الغربة ، وقد أجتهد أحد العلماء بأن وضع مصنفا سماه(( كشف الكربة في وصف أهل الغربة )) للمؤلف أبي فرج الحنبلي ...
وصاحب هذا الكتاب شأنه شأن علماء الأمة وفقهاءها ، الذين يرون أن الغربة هي غربة الدين ، وذلك من معطيات نصوص احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد قال صاحب الكتاب المذكور في مقدمة كتابه:
(( اخرج مسلم في " صحيحه " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء » .
وخرجه الإمام أحمد وابن ماجه من حديث ابن مسعود بزيادة في آخره وهي : « قيل : يا رسول الله ! ومن الغرباء ؟ قال : النزاع من القبائل » .
وخرجه أبو بكر الآجري وعنده : « قيل : ومن هم يا رسول الله ؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس » .
وخرجه غيره وعنده : « قال : الذين يفرون بدينهم من الفتن » .
وخرجه الترمذي من حديث كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الدين بدأ غريبا ، وسيرجع غريبا ، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي » .
وخرجه الطبراني من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي حديثه : « قيل : ومن هم يا رسول الله ؟ قال : الذين يصلحون حين فساد الناس » .
وخرجه أيضا من حديث سهل بن سعد بنحوه .
وخرجه الإمام أحمد من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديثه : « فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد الناس » .
وخرج الإمام أحمد والطبراني من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « طوبى للغرباء ، قلنا : ومن الغرباء ؟ قال : قوم قليل في ناس سوء كثير ، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم » .
وروي عن عبد الله بن عمرو مرفوعا وموقوفا في هذا الحديث : « قيل : ومن الغرباء ؟ قال : الفرارون بدينهم يبعثهم الله تعالى مع عيسى ابن مريم عليه السلام » .
قوله : « بدأ الإسلام غريبا » يريد به أن الناس كانوا قبل مبعثه على ضلالة عامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عياض بن حمار الذي أخرجه مسلم : « إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم ، عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب » . ))
لعل صاحبنا الحسيني أمام مفاهيم عقدية لمصطلح الغربة ، وفق رؤية اسلامية ، وربما سيمعن النظر في معاني الاغتراب الحقيقي .
وحين كتبت سابقا عن (( غربة الروح )) ذلك عند وقوفي يوم أمس على شعر غربة الروح للشاعر العراقي بدر شاكر السياب، وربما تكتمل الصورة لمفهوم الاغتراب بين تفسير العلماء والفقهاء وبين نظرة الشعراء يقول السياب :
يا غربة الروح في دنيا من الحجر
و الثلج و القار و الفولاذ و الضجر
يا غربة اروح لا شمس فأئتلق
فيها و لا أفق
يطير فيه خيالي ساعة السحر
هنا تضيء الخواء البرد تحترق
فيها المسافات تدنيني بلا سفر
من نخل جيكور أجني داني الثمر
نار بلا سمر
إلا أحاديث من ماضي تندفق
كأنهن حفيف منه أخيلة
في السمع باقية تبكي بلا شجر
يا غربة الروح في دنيا من الحجر
مسدودة كل آفاقي بأبنية
سود و كانت سمائي يلهث البصر
في شطها مثل طير هده السفر
النهر و الشفق
يميل فيه شراع يرجف الألق
في خفقه و هو يحثو كلما ارتعشا
دنيا فوانيس في الشطين تحترق
فراشة بعد أخرى تنشر الغبشا
فوق الجناحين حتى يلهث النظر
الحب كان انخطاف الروح ناجاها
روح سواها له من لمسة بيد
ذخيرة من كنوز دونما عدد
الحب ليس انسحاقا في رحى الجسد
و لا عشاء وخمرا من حمياها
تلتف ساق بساق و هي خادرة
تحت الموائد تخفي نشوة البشر
عن نشوة الله من همس و من سمر
في خيمة القمر
يا غربة الروح لا روح فتهواها
لولا الخيالات من ماضي تنسرب
كأنها النوم مغسولا به التعب
لم يترك الضجر
مني ابتساما لزوج سوف ألقاها
إن عدت من غربة المنفى هو السحر
و الحلم كالطل ميتلا به الزهر
يمس جفنين من نور و ينسكب
التوقيع :
أبوعوض الشبامي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها أبوعوض الشبامي