[أبوعوض الشبامي]

.

كل يوم خميس قررت بأذن الله تعالى أن التقي في هذه الصفحة مع قراء سقيفة الشبامي في حديث عن تاريخ حضرموت أو التراث الحضرمي وتحت عنوان (( حديث الخميس )) لنا وقفات مع ماجاء في مصادر كتب التاريخ عن حضرموت .

حضرموت
=====

اجمع أهل اللغة العربية والنحويون منهم على أن اسم حضرموت إسما مركبا تركيبا مزجيا من كلمتين هما (( حضر )) و ((موت )) ثم اختلفوا فمنهم من قال اسم لمكان ،
وحددت مواضعها وآثارها، وذكرت روايات عدة لتعليل الاسم وتفسيره ، فقيل إنها علم لشخص مركب من جزأين ( حضر- موت ) حيث سميت وميت ، ثم زعموا أنه أول من نزلها .

وقيل سميت بحضرموت بن يقطن بن عامر بن شالخ ، وقيل حضرموت بن عامر بن قحطان ، وإنما سمي حضرموت لأنه إذا حضر حربا أكثر فيها القتل فلقب بذلك، وقالوا أن اسم حضرموت بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس ينتهي نسبه إلى الهميسع بن حمير بن سبأ ، وقال الهمداني (( نسبت إلى حضرموت بن حمير )).

وقيل أن اسم حضرموت الأول (( عبدل )) وقال ياقوت الحموي اسم مدينة حضرموت (( عبدل )) وربما أصله عبد إل وإيل من أسماء الله في اللغات السامية القديمة ، وقال بعضهم أن حضرموت كانت تسمى (( وبارا )) ،
ثم سميت وادي الأحقاف ، وأجمعت كتب التفسير أن حضرموت هي بلاد عاد وهي الأحقاف، .

وذكر ابن خلدون في تاريخه أن حضرموت (( فمعددون في العرب العاربة لقرب أزمانهم وليسوا من العرب البائدة لأنهم باقون في الأجيال المتأخرة ، وأن فيهم ملوك التبابعة في علوي الصيت ونهاية الذكر )) .
وقال : ذكر جماعة من العلماء أن أول من انبسط ملكه منهم وارتفع ذكره عمرو الأشنب بن ربيعة ابن برام بن حضرموت ، ثم خلفه ابنه نمر الأزج فملك مائة سنة وقاتل العمالقة )).

وقد ذكرابن خلدون في تاريخه ستة عشر ملكا من ملوك حضرموت تجاوز سنين ملكهم ستمائة سنة متتالية ، وقال منهم من غزا الصين ومنهم من غزا الروم ومنهم من غزا الفرس وخرب وسبى ، إلا أن الحقيقة التي ذكرها في تاريخه هي أنهم بعد عصورهم الأولى اندرجوا في كندة وصاروا من عدادهم .

وقال صاحب تواريخ الأمم (( الأخبار مضطربة في أمر التبباعة وأحوالهم وترتيب ملوكهم بل قال (( ليس في التواريخ اسقم من تواريخ ملوك حمير لما يذكر من كثر سنينهم مع قلة ملوكهم فإنهم لايزيدون عن ستة وعشرين ومدتهم الفان من السنين .


لايزال علماء التاريخ واثار في خلاف من أمرهم حول نشأة مملكة حضرموت ، وتضاربت آراءهم وأقوالهم في تحديد تاريخ وزمن بداية مملكة حضرموت القديمة . حيث أن الآثار لا زال يحيط بها الغموض والابهام ولازالت معظمها مطمورة تحت رمال حضرموت. ويرجح بعض الباحثين تاريخ ظهور مملكة حضرموت بين الفترة 1020 ق.م حتى 290م .
قد كان للحضارم مملكة قوية ذات ثقل مؤثر وهام في تاريخ جنوب الجزيرة العربية القديم، وكانت لها علاقاتها بممالك الجوار وبممالك وشعوب العالم القديم، وقد شهدت حضرموت ازدهارا تجاريا كبيرا ومنها كانت محطات تجارة اللبان والبخور والبهارات والمنسوجات .
وظهرت مدينة شبوة كعاصمة للممالك حضرموت وكمركز تجاري مهم تتواصل منها وإليها القوافل البرية نحو جنوب وشمال وغرب الجزيرة العربية ، وترتبط حلقات تلك التجارة بميناء (( قناء )) الحضرمي والواقع على البحر العربي .
وهذا الازدهار التجاري في مملكة حضرموت دفع بالممالك القديمة في أرض سبأ بغزو حضرموت طمعا في ضمها والاستيلاء على خيراتها .

كذلك وكما يبدو الى اليوم اهتمام الحضارم بالزراعة في عصور مبكرة من التاريخ حيث تدل شواهد منظومات الري المتكاملة في وادي حضرموت الكبير وفروعه الجانبية على التقدم التقني في مجال الري والاستفادة القصوى من مياه السيول الموسمية ، ونظام الري في حضرموت كان محصلة تراكم معرفي وخبرة واسعة اكتسبها الحضارم عبر تاريخهم الطويل ، من اجل الاستفادة في ري المحاصيل وتوفير دعامة زراعية واكتفاء ذاتي .







.