عرض مشاركة واحدة
قديم 07-23-2009, 12:02 PM   #7
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

شكرا للأخوان الذين عقبوا من الإمارات والسعودية واليمن وشكرا لكل من مر على هذا الموضوع قارئا ونواصل حديث الخميس في حلقته الأولى :



تاريخ حضرموت بين الحقائق والاساطير


لعب الخيال الشعبي دوره الساذج في كتابة تاريخ اليمن عامة وكتابة تاريخ حضرموت بصورة خاصة ، وجاءت المأثورات التاريخية المتناقلة لتخلط التاريخ بالاسطورة ، وتطوي الزمان والمكان وتمزج الحقيقة بالخيال ،
منها على سبيل المثال مزاعم من زعم بوجود مغارة شداد بن عاد وسرير من الذهب وعليه جاريتنان فوقهما لوح من ذهب مكتوب فيه من الحكم البليغة وبلغة قريش ، واين لغة ابناء جنوب الجزيرة العربية
ولغة تلك الأقوام في ذلك العهد من لغة قريش المضرية ؟؟؟

ومن الصعب أن نصدق أو تصدقون روايات واساطير لا تقوم على حجة دامغة ويقين ثابت ودراسة علمية مؤكدة ، فلا بد من الوقوف بحذر عند كثير من المأثورات التاريخية الحضرمية والعربية واليمنية ،
والتي تجنح للخيال أكثر منها الى الواقع ، وتخلط الحقائق بالاساطير.

فتعالوا نقرأ ماجاء في مخطوطة كتاب (( الاتحاف مقدمة تاريخ الأحقاف )) للفقيه محمد بن علي بن زاكن باحنان (1312- 1383) قال : (( أن شداد بن عاد وجد ميتاً على سرير من الذهب في المغارة الواقعة
في الجبل الشرقي من حريضة ووجد عند رأسه لوح من الذهب بحسب رواية دغفل الشيباني "من مؤرخي القرن الثاني الهجري" عن رجل من حضرموت من بلد قضاعه يقال له بسطام أنه وقع على حفيرة
شداد بن عاد في جبل من جبال حضرموت بعد أن تمكنت من دخولها بنفسه برفقة احد الفتية ، وأنه حمل معه أدوات عظيمة مملوء بالماء والطعام قدر ما استطاع على حمله مع السرج المضيئة واصفاً أنه
اتجه نحو الجبل الذي فيه المغارة ووصل إلى باب تلك الحفرة ودخل مع مرافقه وقد شاهدها عظيمة عرضها نحو 120 قدم وطولها علوا نحو 150 قدم، وواصل المشي مع مرافقه فيها ونزلوا في طريق أملس
مستوٍ حتى وصلوا إلى درج عادية "من آثار قوم عاد" عرض الواحدة 30 قدم في سمك 15 قدم ونزلوا في تلك الدرج وكان يمسك بيد صاحبه حتى ينزل فإذا نزل وقام في الدرجة وثبت تعلق هو بطرف الدرجة
الأعلى وتثبت حتى يتناول زميله رجله ويساعده على النزول والثبات. واصفاً أنهما استمرا على هذا الحال حتى وصلا إلى أسلفها. وليذكر أنهما مضوا على مقدار مائة درجة حتى وصلوا إلى مكان عظيم محفور
في الجبل طوله 150 قدم وفي صدره سرير من ذهب مرصع بأنواع الجواهر فوقه رجل عظيم الجسم قد أخذ طول ذلك المحل، وعرضه وهو مضطجع كهيئة النائم، وعليه أربعون حلة بقدر طوله وعرضه منسوجة
بقضبان الذهب والفضة وكان المحل يضيء من ثقب عرضه (3 قدم) وارتفاعه (5قدم). وإذا على رأس السرير لوح من ذهب فيه كتابة محفور ة في اللوح حفراً. فأقترب من ذلك الرجل ، وعند ملامسة ما عليه
من الحلل صارت رميم" ويروي أنهما جمعا مقدار مائتي رطل من الذهب ولم يستطيعوا قلع شيء من الجواهر لشدة ثباتها في السرير فتركاها حين هجم عليهما الليل وعرفوا ذهاب النهار بذهاب الضوء الذي
يدخل من الثقب.

ويذكر العلامة باحنان في نفس المخطوطات في فقرة ننقلها بالحرف الواحد. قال دغفل الشيباني: سألت علماء حمير عن شداد وقلت أنه أصيب وقد كان دنا من أرم ذات العماد فكيف وجد تلك الحفرة بأسفل
قضاعة من حضرموت. فقالوا أنه لما هلك هود ومن معه من الصيحة على مرحلة من تلك المدينة قام من بعده بملك حضرموت أبنه مزيد ابن شداد فأمر بحمل أبيه إلى حضرموت مطلياً بالصبر والكافور،
فأمر بحفر تلك الحفرة فحفرت واستودعه فيها.

وأورد العلامة باحنان قول "الزمخشري" ما رواه الشعبي عن علماء حمير من اليمن أن ابن شداد الأصغر خلفه أبوه شداد على ملك بأرض حضرموت وسبأ فأمر بحمل أبيه إلى حضرموت فخفرت له حفرة
في مغارةٍ فاستودعه فيها على سرير من ذهب وألقى عليه سبعين حلية منسوبة بقضبان الذهب ووضع عند رأسه لوحاً عظيماً من الذهب ))


كل هذه المعلومات حول ذلك القبر المزعوم لشداد بن عاد ، ومئات الأرطال من الذهب التي اجاد بها كتاب المأثورات والاساطير العربية ووصف تلك الحلل الموشاة بالذهب ، تجعل صاحبكم (( ابوعوض )) يتريث في التصديق وقبول تلك الاساطير من عدم قبولها ولعلك ايها القارئ مثلي إذا تفحصت عقولنا خبر الرواة وميزنا التاريخ من الاسطورة تتبين لنا أن مثل تلك الروايات والمأثورات هي من الاساطير الشعبية تروى في حلقات السمر ...!!

لقاء يتجدد معكم في الخميس القادم..!!!




.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 07-23-2009 الساعة 12:11 PM
  رد مع اقتباس