عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2009, 04:16 PM   #5
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


أنت تعلم و العالم يعلم أن إرادة الشعوب هي أقوى من إرادة السلاح

ناب الجبل بن عاطف / 10 اغصطس 2009


انت تعلم و العالم يعلم أن إرادة الشعوب هي أقوى من إرادة السلاح ولك في تشاوشيسكو العظة و العبرة


طالعنا خبر شراء نظام صنعاء لدبابات تي 80 من جمهورية روسيا البيضاء على أحد المواقع الالكترونية , و كم كان جميلاً وجود توصيف كامل للدبابة الذي أعجبنا به . و لكن الشيء الغريب الذي لم نجد فيه مقاربة للواقع هو سبب شراء هذا الطراز . فقد قال الخبر أنها استعداد لحرب سادسة في صعدة و هذا منافي لما صنعت له الدبابات التي لم يستخدمها صناعها في جبال أفغانستان ولا سهولها.

فمن وجهة نظرنا إذا صدق الخبر في لهث النظام لشراء هذا النوع الضارب من الدبابات في أقصى سرعة إنما ينحصر في ثلاثة أهداف هي :

الهدف الأول : بما أن الجميع يعلم أن النظام في صنعاء لا يعيش حالة حرب ولا حالة عداء أو تهديد مع الدول المجاورة لليمن التي يقتات على ما تجود به عليه هذه الدول سواءً المنح الكريمة من الأخوة الأشقاء أو ما يحصل عليه النظام منهم عن طريق سياسات الابتزاز ألا أخلاقي التي يقوم بها النظام و التي يطورها بين فترة و أخرى ولا نعني هنا الأبتزاز بالتهديدات العسكرية لأن النظام أضعف من أن يصمد في مواجهه مع أي دولة أخرى و خير دليل ما حصل مع دولة ارتيريا التي استطاعت السيطرة على الجزر و استطاعت أسر قيادة المحور الغربي بالكامل في أول يوم للمواجهة العسكرية و أدت عملية الأسر لقيادة المحور لأستسلام النظام و قبول المحكمة , فإذا كان هذا حدث مع دولة فقيرة ضعيفة مثل ارتيريا فكيف مع دول شقيقة تمتلك من القوة ما يؤهلها إلى دخول صنعاء خلال 72 ساعة تقريبا .

ولكن السؤال ماذا يحدث لأمن الدول الشقيقة الجارة إذا وقعت مثل هذه الأسلحة المتطورة في أيدي العصابات و القبائل اليمنية الحدودية في حالة انهيار النظام .....؟؟

لذلك فأنا أعتقد أن الهدف الأول و الرئيسي لشراء هذه الأسلحة المتطورة هو ابتزاز الدول الجارة للحفاظ على بقاء النظام بتسخير إمكانياتهم المالية لرفع النظام من حالة الإفلاس و التي لم يعد لديها من الموارد ما يكفي لسد متطلبات أركان النظام لتمويل عصاباتهم التي اتسعت وكبرت أحجامها حتى وصل الأمر إلى أن يقوم كل ركن من أركان النظام إلى تأسيس إدارات للمخابرات و الأمن السياسي و الأمن العام و شؤون القبائل و بذلك أصبح كل ركن من أركان النظام دولة مصغرة داخل الدولة .

و ابتزاز الدول الجارة كذلك لاستخدام مكانتهم الدولية في حماية النظام من أي انتقاد دولي لممارساته العنصرية و القتل الوحشي ضد أبناء الجنوب أو فتح ملف القضية الجنوبية في دوائر الأمم المتحدة .

كذلك ابتزاز الدول الجارة الشقيقة لتسخير مكانتهم الإقليمية و ضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي الذي يؤدي إلى تخلص النظام من الشعب و تحمل دول الخليج للملايين من العاطلين عن العمل من أبناء الشعب اليمني الذين لم يوفر لهم النظام الحد الأدنى من أسباب الحياة فأكثر من نصف إيرادات الدولة و المعونات هي حق مكتسب لأركان النظام .

لذلك و بشراء أسلحة متطورة و خوفاً من وقوعها بأيدي القبائل الهمجية الحدودية تكون مهمة الحفاظ على نظام صنعاء جزء لا يتجزأ من الأمن القومي للدول الجارة الشقيقة . و هذا ما هو حاصل في دولة باكستان الشقيقة التي أرغمت الهند و أمريكا على أن يكون بقاء النظام الباكستاني من أهم مهام الأمن القومي الهندي و الأمريكي و تحولت الهند من خندق الدولة العدوة إلى خندق الدولة الحامية للنظام الباكستاني

الهدف الثاني : أن سلاح الدروع و كما هو متعارف عليه عسكرياً هو سلاح الانقلابات , لذلك و بعد تمكن النظام من تدمير الفرقة الأولى مدرع في حروب صعدة التي ما فتحها النظام إلا لتدمير الجيش بالكامل وليس الفرقة الأولى فقط .

و بسبب تزايد معارضي النظام حتى وصل الأمر ببعض أركانه التخلي عنه و الانضمام إلى صفوف المعارضة و تحميله كل تبعات الوضع المتردي الذي كانوا هم سبباً رئيسيا له.

فأصبح النظام يخشى من انقلاب القصر أو انقلاب الشركاء عليه فبعد أن نجح في تدمير الفرقة الأولى و نجح في أخراج أغلب وحدات الجيش من الجاهزية القتالية اتجه إلى تعزيز الوحدات التابعة له و التي لا تدين بالولاء إلا للرئيس و أبنائه فقط ( الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ), فقام النظام بشراء دبابات تي72 و التي ظهرت في العرض العسكري الأخير و الآن يسعى للحصول على التي80 لنفس الغرض.

الهدف الثالث : كما هو متعارف عليه عسكرياً أن سلاح الدروع يكون أكثر فعالية قتاليه في المناطق المفتوحة و الأرض المنبسطة أكثر منها في الجبال و التي يصل فيها سلاح الدروع إلى أن يصبح هدفاً سهلا للمحارب المبتدئ , و لأن المناطق السيادية في الجنوب هي مناطق سهلة فقد أصبح النظام أكثر حرصاً من سقوطها في أيدي قادة الحراك الجنوبي كما حدث في مدينة الحبيلين التي ضلت لأكثر من أسبوعين تحت سيطرة العميد الركن محمد صالح طماح.

و لأن سلاح الدروع في الجيش الجنوبي السابق و الذي خدم فيه العميد الركن محمد صالح طماح لأكثر من خمسة عشر عاماً كانت لدية الدبابات الروسية طراز تي72 فالنظام يعلم أن العسكريين الجنوبيين يعلمون كل عيوب هذا الطراز و يستطيعون التعامل معها بكل كفائه مهما كانت الظروف أو طبيعة الأرض فكان على النظام تطوير إمكانياته القتالية للدفاع عن نفسه إذا قام الحراك الجنوبي بتطوير أسلوبه من الحراك السلمي إلى شيء آخر.

ختاماً أقول و بالله التوفيق أن هذا مجرد تحليل قد يصيب و قد يخطأ , و لكن ما هو أهم من التحليل هي الرسالة التي أريد أن أوجهها من خلال هذا التحليل فأقول صادقاً و انصح فخامته فأقول له : كان الأجدى بك شراء القمح للشعب وكان عليك أن تبني المصانع و تزرع الأرض وتفتح أبواب العمل للشعب و لو بعت ما تملك من ترسانة عسكرية للقيام بذلك بدل أن تشتري أسلحة جديدة بمليارات الدولارات و أنت تعلم و العالم يعلم أن إرادة الشعوب هي أقوى من إرادة السلاح ولك في تشاويشسكو العظة و العبرة .

و أقول لفخامته لقد تخلى عنك المستفيدون منك و هاهم اليوم على المنابر الإعلامية يتهمونك بالخيانة العظمى , بعد أن اخذوا مغانم السلطة الفاسدة التي أمنتها لهم و تركوك وحدك اليوم تحمل مغارمها و أوزارها فهل لك أن تعود إلى الشعب الذي كلفك بخدمته , فتأمن له سلطة عادلة و تنقلب علي شركائك الفاسدين و تسترد منهم للشعب ماله و كرامته وتعطي كل ذي حق حقة وتفتح باب للحوار مع الجنوب ومهما كانت الحلول قاسية فبها تحفظ الاخوة والجوار وتجنب الامة الحروب والدمار و اعدل فالعدل أساس الملك

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

طالب علم في التحليل الاستراتيجي

ناب الجبل بن عاطف
  رد مع اقتباس