[حد من الوادي]

إشكالية (الماء) في عدن ... الخضر الحسني

الخميس , 27 أغسطس 2009 م

ويسألونك عن الماء..قلْ الماء ، فيه منافع كثيرة لكلِّ حيٍّ ينبضُ بالحياة..وبدون الماء ، تصبحُ الحياة ، مستحيلة على ظهر كوكب الارض .. أو حتى في المريخ
أزمة الماء التي شهدتها مدينة عدن ، وضواحيها ، خلال الاسبوع الماضي ، ولا تزال -حتى لحظة كتابة هذه السطور- لها أسبابُها ومسبباتها وعواملها ..منها الذاتية ومنها الموضوعية أيضا

فليست الظاهرة ، غريبة على سكان عدن ..لإنهم يدركون -تمام الادراك- أن الاستهلاك ، إرتفعت وتائرُهُ -عاما بعد عام- نتيجة التوسع العمراني والتمدُّد السكاني الذي غزا مساحات شاسعة ، من اليابسة ، في ضواحي عدن ، وكله على حساب المخزون المائي المحدود ، والقادم ، من آبار محافظة لحج التي تغذي عدن ، منذ مئات السنين ، وربما أكثر ، من ذلك بكثير

وبطبيعة الانسان ، في كلِّ مكان ، تستفزهُ مظاهرُ التكدير على حاله .. أكانت بسبب نقص إمدادات الماء ، أو الكهرباء..أو ..أو؟

فعندما خرجت (بعضُ) المجاميع ، من سكان محافظة عدن في مسيرات إحتجاجيَّة سلميَّة ، طلبا لمدِّها بشربة ماء ، فذلك ؛ لا يعني أن هناك مُندسين (حراكيين) لازم على الجهات الامنية ، أن تتعامل ، معهم ، بمسيلات الدموع والرصاص المطاطي.. أو الحي!..فيجب أن نفرِّقَ بين تظاهرة إحتجاجية وأخرى .. وألا نخلط الحابل بالنابل ، فينتج عن ذلك ، مآسي وأحزان ، وأعباء مجتمعية ، يصعبُ علينا حلحلتها ، على المدى المنظور
فالعقلُ زينة .. يا أولي الالباب

طبعا ؛ لستُ مع من ينادي ، بفرض الامر الواقع ، على مؤسسات الدولة المختلفة ، ولا مع من ينهج أسلوب التعامل القاسي ، مع متظاهرين (سلميين) إضطرتهم حاجتهم الى الماء ، للخروج الى الشارع ، تعبيراً عن رفضهم للواقع المفروض ، وغير المعهودعلى كلِّ حال ، تشكر جهود محافظ محافظة عدن ، بقيادة أبنها البار.. الدكتور القانوني عدنان الجفري ، على الاسراع ، في (محاولة) إعادة الامور ، إلى نصابها الطبيعي ، ما قبل الازمة ، عبر إتخاذه عدة تدابير عاجلة ، تلافيا لإستفحال المشكلة

وكفى المؤمنون شرَّ (العِرَاك)..آسف القتال
آمين يا رب العالمين