عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2009, 02:01 AM   #8
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


إفطار في زنزانة


المكلا اليوم / الدكتور- عبدالرحمن بلخير


2009/8/27

الحقوق والحريات، مرتكزان مهمان لأي دستور، لأنهما أساس الحديث عن الحياة الحرة الكريمة في أي مجتمع كان. وحين تتعالى الأصوات بالحديث عن الحقوق والحريات، وترتفع الشكوى من نقص حاد في كمية المعروض منها في سوق الحياة المدنية

فاعلم أن خللاً كبيراً في المجتمع، أما حين يتداعى وجهاء وشخصيات اجتماعية وأكاديمية بارزة لتشكيل لجنة أهلية للدفاع عن الحقوق والحريات، فاعلم ان الخلل أصبح يمشي على أربع، وأن فرصة تحوله الى ورم سرطاني، أصبحت كبيرة أثلج صدري وصدر كل محب للإنسانية في كل بقعة يعيش عليها إنسان سوي، تشكيل لجنة أهلية للدفاع عن الحقوق والحريات في محافظة حضرموت. ان إشهار اللجنة للدفاع عن الحقوق التي أصبحت تتناقص، وبتلك الأسماء الحضرمية الرنانة، المهندس محسن باصرة، نجم نواب حضرموت، كما أحب أن ألقبه، والزميلين العزيزين، د/ سعيد الجريري، ود/ يوسف بيار، وثلة من رجال كرام، جندوا أنفسهم لعمل خيري أسأل الله أن ينير دروبهم، ويجعله خالصاً لوجهه،خطوة جليلة، ومؤشر بارز على أن الحضارم ليسوا من ُعّباد ومدمني "ماسيبي" ، وان فيهم رجالاً وشباباً، يقفون مع المظلوم، لينتصروا له، ويقفوا مع الظالم ليخلصوه من ظلمه، وفي المنطقة الواقعة بين المطالب والمطالبات، ستعترض اللجنة عقبات وعقبات، وسيتلقون لكمات ولطمات، وستقذف في وجوههم الاتهامات، لكن ذلك لن يثني عزم الرجال.. الرجال

حين يتداعى رجال بهذا الحجم والوزن، فذلك لأن مصيبة كبيرة حلت بالحقوق. ان تفطر في بيك هانئاً، مستمتعاً ب"الشوربة" و" الجلي" والمثلجات الأخرى، وأخوة لنا في المعتقلات، يئنون من ظلم ألم بهم، وحرية مقيدة، وحيف يحاصرهم بين جدران أربع، فذلك أمر يجب أن يعنينا كلنا. أن يرتكب أي من المعتقلين مخالفة قانونية، فنحن في دولة مؤسسات، أو هكذا ندعي، فلماذا هذه "الرميات" الطويلة في المعتقلات دون محاكمة. هذا السؤال هو أول ماطالبت اللجنة ولاة الأمر بالإجابة عن

ان معرفة المدد القانونية للاحتجاز، أمر لم يعد بخاف حتى على الأطفال الصغار، فلماذا نحتجز الناس دون محاكمات ودون تهم واضحة، ولمدد تتجاوز القانون، فهل نحن في دولة فيها قانون؟ إذا كان موجوداً فهل هو مطبق؟؟ ثم ان هناك شكاوى من تعديات على الحقوق أثناء الاحتجاز، فلماذا لايتم التحقيق في هذا الأمر؟ وآخر ماقرأنا خبر ماتعرض له في سيؤن الطفل "بن عبدات"، واني باسمي ونيابة عن كل البسطاء أطلب من أخي وصديقي الفاضل، الرجل الشهم، العميد علي العامري، مدير أن الوادي والصحراء، التحقيق في مانسب الى أجهزة الأمن

هذا شهر رمضان، شهر الرحمة والمغفرة، فيه تقترب الناس كثيراً من رب العالمين، وفيه يدعون ربهم كثيراً. كل ما أطلبه أن تتحرك المعاني الخيرة في قلوب ولاة الأمر، من الرئيس الى أصغر وكيل نيابة، ومدير أمن أو مدير سجن، لينجزوا عملاً انسانياً كبيراً في هذا الشهر. بقرار منهم يستطيعون أن يعيدوا البسمة الى شفاة نسيت الابتسام، بقرار منهم يستطيعون أن يجمعوا على مائدة الإفطار شمل اسر، نتمنى ألا يطول دعائها على الظالم، بقرار منهم يستطيعون أن يحركوا المحاكم، بقرار منهم يستطيعون أن يفتحوا الملفات، بقرار منهم يستطيعون أن يغلقوا الزنازين، بقرار منهم يستطيعون أن يوقفوا التجاوزات

ان إشهار اللجنة الأهلية للدفاع عن الحقوق والحريات في حضرموت، عمل جبار بكل المقاييس، وأرى أن التفاف الجميع حولها مطلب معقول، فالتجاوز على الحقوق اليوم في حق أناس لانعرفهم، لكنه من يضمن ألا يصل غداً الى بيتك وبيتي

إشارة أخيرة
حرب صعدة السادسة انطلقت بنجاح، والحكومة تعلن أنها ستنتصر خلال أسابيع، سؤال سهل نوجهه للحكومة الرشيدة، من الذي انهزم _ وليس انتصر_ في الخمس الحروب الماضية

[email protected]
  رد مع اقتباس