عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2009, 02:50 AM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الحرب.. حقائق غائبة وقناعات مخلخلة!

07/09/2009
خالد الهروجي، نيوزيمن:*

منذ العام 2004 واليمنيون - بالنسبة للحروب الست التي شهدتها محافظة صعدة بين الجيش والحوثيين- يمثلون دور الأطرش في الزفة، فالحرب تشتعل ثم تتوقف، وقبل أن يعي الناس أسباب الاشتعال، ويقتنعوا بمبررات التوقف، تتفجر المواجهات مجدداً بين الجانبين معلنة حرباً أخرى، حتى وصلنا إلى الرقم 6 في سلسلة حروب الجيش والحوثيين.
وحتى ساعة الإعلان الرسمي عن تعليق العمليات العسكرية للحرب في جولتها السادسة، الذي لم يجد طريقه إلى التنفيذ في ميادين المواجهات، والكثير من الحقائق المرتبطة بالحرب من لحظة اشتعالها منتصف العام 2004 وحتى اليوم، ما تزال مجهولة لعامة الشعب.

أما ما هو معلوم فيتلخص في أن المئات، بل الآلاف من اليمنيين قضوا في هذه الحرب، وأن الآلاف أيضاً أصيبوا بإصابات مختلفة في المواجهات، وأكثر من (130) ألفاً من سكان محافظة صعدة أصبحوا اليوم في العراء، بدون زاد ولا مأوى بعد أن دمرت الحرب منازلهم ومزارعهم، وحالت بينهم وبين الظفر بأي عمل يحصلون من خلاله على ما يجنبهم ذل السؤال ومهانة الحاجة.

ولأن المعلومات الحقيقية غائية، يتداول الناس الكثير من الأخبار المرتبطة بهذه الحرب، وهي أخبار ما تزال في مرتبة الإشاعات، لعدم إمكانية تأكيدها أو نفيها، فالبعض يتحدث عن خلافات داخل مؤسسة الجيش، وعن تصفية حسابات من خلال حرب صعدة، وآخرون يقولون أن هذه الخلافات تظهر في صورة مواجهات مسلحة بين بعض الوحدات العسكرية التي تواجه الحوثيين، وأن ذلك هو السبب الحقيقي لعدم حسم الجيش المعركة لصالحه في كل مرة يتجدد فيها القتال.
أحاديث كثيرة عن أدوار إقليمية ودولية في حروب صعدة، أطراف مع الحوثيين وأخرى ضدهم، وأقوال كثيرة تنتشر بين الناس بشكل لافت، تقول أن أشخاصاً في النظام يدعمون المتمردين سراً، ويمدونهم بالمال والسلاح، غير أن أياً من هذه الأحاديث والأقوال لم يصل بعد إلى مرحلة اليقين، حتى أعداد الضحايا، وحجم الخراب والدمار والصورة الصحيحة لمعاناة الناس في هذه المحافظة غير متوفرة.

إن غياب، أو تغييب المعلومات الحقيقية المتصلة بهذه الحرب، فتح الباب للاجتهادات، وراجت الإشاعات والأكاذيب بين الناس، فتخلخلت القناعات وأضحى الكثير من اليمنيين أفرداً وأحزاباً بلا موقف واضح من الحرب، رغم تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة عليهم، ورغم أنها اليوم كابوس يؤرق الجميع.

أين الحقيقة، ومن يملكها .. الدولة أم الحوثيون؟!، لماذا لم يتحقق الإجماع الوطني في هذه الحرب، سواء لصالح الدولة أو ضدها؟، وما هي تأثيرات ذلك؟، وأين تكمن مصلحة اليمن، في الحسم العسكري أم الحل السلمي؟.
مؤكد أن التساؤلات السابقة لم تنته بعد، وما يزال هناك الكثير من الأسئلة التي تبحث عن إجابات شافية، ومؤكد أيضاً أننا تعبنا من هذه الحرب.. فهل ستنتهي، ومتى، وكيف؟!.

*نقلا عن صحيفة الغد
  رد مع اقتباس