عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2009, 10:13 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


هذا ما فعله الإمام

نجلاء العمري
[email protected]


جميل أن تقف بين يدي الله، فتبوح له بما في نفسك من صغيرة وكبيرة، وتشكو من كل ما يؤلمك، وإن كان في رأي البعض حطام الدنيا. هذا ما فعله الإمام في أحد المساجد، نزل إلى مستوى الآلام اليومية، وتحدث إلى الناس باللغة التي يتكلمون بها، وهم في الباصات، وحيث يعملون، أو في أمكان تجمعاتهم المحدودة، أهمها مقيل القات.


إنهم يتكلمون عن غلاء الأسعار والبطالة وتدهور الأوضاع في ظل حكومة الفساد المدعومة، ويتمنون حياة أفضل، وأماناً يظلل أبناءهم في مستقبلهم القريب.


يحلمون بقليل من السعادة وراحة البال، ويطمعون في أن يظلوا أحياء بعيداً عن صومال أخرى أو عراق ثانية، وعلينا أن نضيف صعدة سادسة!


هذا ما فعله الإمام (أقصد إمام مسجد طبعاً)، يدعو أن تنخفض الأسعار ويحفظ الله البلاد من الفتن (بعوضه حطت على كفي الآن، لم أعرف هل أقلق راحتي الفكرية بملاحقتها وقتلها، أم أتركها تمتص دمي كما تفعل حكوماتنا منذ أزمان بعيدة.. والله خياران أحلاهما مر)، وبعيداً عن البعوضة إياها استطاع الإمام أن يشجعنا على أن ندعو الله بما في نفسنا من "تفاهات". نعم دعوت الله عز وجل ألا تنقطع الكهرباء قبل أن أعود إلى المنزل، ودَعَت صديقتي بألا يأتي العيد قبل أن تشتري الثياب الجديدة لأطفالها، فيما جارتنا التعزيّة تمنت على الله أن يأتي الماء يوم العيد ليكون "عيد وعوادة".


للأسف لقد كنا ندعو الله بما كان على الرئيس علي عبدالله صالح أن يقوم به- بحكم موقعه- وهي تلك الأشياء البسيطة. أما ما تعقّد منها فقد غفلنا عنه، غفلنا عن أناس يموتون في أصقاع صعدة الباردة لتكون غزة أخرى، وغفلنا عن القتلى من جميع جوانب هذه الحرب المبهمة. وغفلنا عما تخلفه من ضحايا على كل الأًصعدة: قتلى ونازحين ودمار، والمزيد من الإفقار، ومعاقين ويتامى وأرامل.. وهلم جرا من الجراح التي لا تندمل. ترى ما هي العلاقة الطردية بين حرب لا تنتهي، وإطفاء للكهرباء لا ينتهي أيضاً!


اترك الإجابة للقارئ الحصيف، وكل عام واليمن بألف خير.
  رد مع اقتباس