09-26-2009, 08:09 PM
|
#10
|
شخصيات هامه
|
أختلف معك في قرار الصّمت لأسباب:
أننا ملزمون بقول شيء ، حتّى وإن كان مملا أو ثقيلا ، ولعلك قرأت عن المغروس والمكتسب في ثقافة ابن آدم وسلوكه ، والإنسان بطبعه يتعلّم حتى يغادر الدّنيا ، ونحن هنا أمام ملكات ومواهب على صاحبها أن يصقلها وعلى من أراد ثراء لعطاء الملكات والمواهب أن يقول ما عنده دون كلل أو ملل لأن الذي يعطي للثقافة ، يعطي ما اكتسبه من ثقافة . نحن نحاكي الحياة والحياة تحاكينا ، والشعر الذي لا يستنطق الحياة عد به في عزلة . إذن القضية ثقافية ذات بعد حضاري وامتداد تاريخي وهويّة ، وعلى كل حال ما كلّ البشر شعراء ، بل منهم من حباه الله بموهبة الشعر ، وإلى هؤلاء يتوجّه الخطاب ، فلا تحزن.
هذا الموهوب ، مسئول تجاه ثقافة أمته وحضارتها ومؤتمن على تاريخها ، وهو أمام خيارين:
إمّا وأن يؤدّي المسئوليّة على أكمل وجه بأن يصقل مواهبه ويبني لها أساس من الفكر والمفردات والمعاني ليكون إضافة أو يحجر موهبته لصالح ذاته ، فكم شاعر خدم التّربية ، وكم شاعر شارك في تحرير الأوطان ، وكم شاعر لم يغادر المراقص ، وكم شاعر يقرع أبواب الوجهاء ، وكم شاعر يعيش بين المستضعفين في الأرض؟
من وسائل صقل المواهب: القراءة للغير ـ إكتساب معاني ومفردات ـ الوقوف أمام المرآة من حين إلى آخر ـ بناء خلفية ثقافية بها تنوّع ـ الإصرار على التّجديد .
وأيّ صاحب موهبة يحجر موهبته لنفسه ، يعيش حاضره فقط ، وأيّ صاحب موهبة يسخّرها لخدمة الثّقافة والهويّة ، أي ( صاحب مشروع وهدف ) ، يخلد في الذاكرة.
تابعت قصائد الشاعر مبروك بن ماضي الصّوتيّة ، فوجدته ملتزم لنهج ، كثير منه في اتجاه الإصلاح الإجتماعي ( فكر وثقافة وسلوك )، ذلك هو التنبيه والصّحوة من الوقوع في المدارك السفلى من تربويا وأخلاقيا من خلال الغزو الثقافي ، وهذا الشعر يدرج من ضمن شعر المقاومة.
إننا ـ وللأسف ـ نقرأ تكرارا لقصائد ، معظمها ردّات فعل لفعل.
سيّدي:
أرجوا أن لا تيأس من قارىء اليوم أيّا كان صاحب هواية أو موهبة لأن بضاعتك ليست له بل لموهبته ، فإن استفاد أفاد وإن لم يستفد وتعالى بنفسه فهناك صاحب موهبة أخرى وهو قارىء الغد .
أحييك أستاذي.
|
|
|
|
|