عمرو موسى .. والملف اليمني الأصعب ... الخضر الحسني
الخميس , 8 أكتوبر 2009 م
يبدو أن السيد عمرو موسى ، أمين عام الجامعة العربية ، قد إستشعرَ الخطرَ ، القادمَ ، من اليمن –هذه المَرَّة- فحزمَ حقائبَهُ، متجهاً صوب ملف ٍ شائك ٍ وقضية ذي حدين .. وأصرَّ إلاّ أن يكون واحداً ، من عناصر الحلِّ لقضية اليمن ، الأكثر وعورةً وخطورة!
عمرو موسى ، عُرف برجل الحلول المنطقية العادلة ، تأسيساً على قاعدة "لا ضرر ولا ضرار"..ولكنه - لا شكَّ - سيخوضُ معركة أخرى ، ليس في ميدان الصراع المسلح ، بل في أروقة ودهاليز رجال القرار ، في طرفي الاشكالية اليمنية ، إضافة الى مركز الحسم لكلِّ القضايا الخلافية ..وهو العاصمة اليمنية صنعاء!
المهمة ، أكيد صعبة ومعقدة ، وليست عادية ، طالما وأطرافٌ دولية ، وأخرى إقليمية ، قد حُشرَتْ ، في ملف الصراع "اليمني- اليمني"!
عمرو موسى ، متوقعٌ منه ، أن يجلسَ ، مع كلِّ الفرقاء ، داخل اليمن وخارجها ، ليخرج بخلاصات وإستنتاجات تمنحهُ القدرة الكافية ، لوضع الحلول والمعالجات الصائبة والناجعة والتي ترقى الى مصالح الوطن اليمني العليا ، من أقصى شماله ، الى أقصى جنوبه ، ولا تضيّع حقوق أبنائه ، في العيش السوي والكريم والآمن ، على كامل الرقعة الجغرافية لليمن ، وبدون إستثناء !
وقبل أن يغوصَ السيدُ موسى ، في ملف اليمن الاكثر سخونة ، أنصحه-كمتابع قريب وإبن للمعاناة ، في شقها الجنوبي - أن يبدأ السؤال ؛ عن أسباب هذه القضايا المُلتهبة ، ولماذا تصاعدت ، على نحو منذر ، بمزيد ، من التدهور والتشرذم والانحلال!
طبعاً ؛ للجامعة العربية ، كبيتٍ لكلِّ العرب ، دورٌ ريادي وهامٌ ، في حلِّ كلِّ القضايا الشائكة ، والعالقة ، في صميم الضمير العربي الراهن!..
ونعلقُ-في اليمن- على هذا الدور المتعاظم ، أمالنا الكبيرة ، مُتطلعين ، إلى يمن ٍ، تسودُهُ علاقاتُ أخوةٍ صادقةٍ ، بين كلِّ الاطراف والاطياف والمذاهب ، والمحافظات والاقاليم والمناطق!
فكفى اليمنيون ، شرَّ الاقتتال والاحتراب ، من أجل إثبات الذات ، ونيل الحقوق الضائعة!
وقبل هذا وذاك ، أتمنى على السيد عمر موسى ، أن يقوم بزيارة ، يتمّ التنسيق لها –سلفا- من قبل الجانب اليمني ، الى محافظات الصراع المسلح .. ونظيراتها محافظات الحراك السلمي ، في الجنوب ، ليطلع -عن كثب - على هموم وقضايا الناس ، وبدون حواجز أو عوائق ومطبات!
فهل يسمح الجانبُ اليمني ، بتمكين السيد موسى ، من هكذا (زيارة) ، ستسهمُ –دون شك- في مسألة وضع الحلول المرتقبة والتوفيقة ، لقضيتي جنوب وشمال اليمن!
أرجو توفير المحيط .. والبيئة المناسبة لزيارة السيد أمين عام الجامعة العربية ، الى اليمن وعدم إقحامه في قضايا (جانبية) وغير ذي أهمية ، ربما تلهيه ، عن معرفة أصل وفصل "الاشكالية اليمنية"!
وأخيراً ؛ أتمنى لهذه الزيارة المباركة ، كلَّ النجاح والتوفيق ، وبأن تضع حداً نهائيا للألم اليمني ، وتوقف نزيف دم الاخوة الاعداء والى غير رجعة !