عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2009, 04:05 PM   #15
قحوطه
حال جديد

افتراضي

وكانت الدولة العثمانية في تلك السنين في ارتباك كثير وشدة قتال مع النصارى ، وفي اختلاف في خلع السلاطين وقتلهم كما سنقف عليه إن شاء الله تعالى . ثم صدر الأمر السلطاني (من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم السلطان محمود خان الثاني ابن عبد الحميد خان الأول ) لصاحب مصر محمد علي باشا بالتجهيز لقتال الوهابية وكان ذلك في سنة 1226 . فجهز محمد علي باشا جيشًا فيه عساكر كثيرة جعل عليهم بفرمان سلطان ولده طوسون باشا فخرجوا من مصر في رمضان من السنة المذكورة ولم يزالوا سائرين برًا وبحرًا حتى وصلوا إلى ينبع فملكوه من الوهابية ، ثم لما وصلت العساكر إلى الصفرا والحديدة وقع بينهم وبين العرب الذين في الحربية قتال شديد بين الصفرا والحديدة وكانت تلك القبائل كلها في طاعة الوهابي وانضم إليها قبائل كثيرة فهزموا ذلك الجيش وقتلوا كثيرًا منهم وانتهبوا جميع ما كان معهم وكان ذلك في شهر ذي الحجة سنة 26، ولم يرجع من ذلك الجيش إلى مصر إلا القليل فجهز جيشًا غيره سنة سبع وعشرين وعزم محمد علي باشا على التوجه إلى الحجاز بنفسه . وتوجهت العساكر قبله في شعبان في غاية القوة والاستعداد وكان معهم من المدافع ثمانية عشر مدفعًا وثلاثة قنابل فاستولت العساكر على ما كان بيد الوهابية وملكوا الصفراء والحديدة وغيرهما في رمضان بلا قتال ، بل بالمخادعة ومصانعة العرب بإعطاء الدراهم الكثيرة حتى أنهم أعطوا شيخ مشايخ حرب مائة ألف ريال ، وأعطوا شيخًا من صغار مشايخ حرب أيضًا ثمانية عشر ألف ريال ورتبوا لهم علائف تصرف لهم كل شهر، وكان ذلك كله بتدبير شريف مكة الشريف غالب وهو في الظاهر تحت طاعة الوهابي . وأما المرة الأولى التي هزموا فيها فلم يكونوا كاتبوا الشريف غالب في ذلك حتى يكون الأمر بتدبيره ، ودخلت العساكر المدينة المنورة في أواخر ذي القعدة . ولما جاءت الأخبار إلى مصر صنعوا زينة ثلاثة أيام وأكثروا من الشنك وضرب المدافع وأرسلوا بشائر لجميع ملوك الروم واستولت العساكر السائرة من طريق البحر على جدة في أوائل المحرم سنة ثمان وعشرين ، ثم طلعوا إلى مكة واستولوا عليها أيضًا ، وكل ذلك بلا قتال بتدبير الشريف سرًّا . ولما وصلت العساكر إلى جدة فرَّ من كان بمكة من عساكر الوهابية وأمرائهم ، وكان سعود أمير الوهابية حج في سنة سبع وعشرين ثم ارتحل إلى الطائف ، ثم إلى الدرعية ولم يعلم باستيلاء العساكر السلطانية على المدينة إلا بعد ذلك . ثم لما وصل إلى الدرعية علم باستيلائهم على مكة ثم الطائف . ولما وصلت العساكر إلى جدة ومكة فر من الطائف أميرها عثمان المضايفي ، وفر من كان بها من عساكر الوهابية وأمرائهم .


يتبع إن شاء الله
  رد مع اقتباس